logo
مفتي الجمهورية: التمسك بأحكام القرآن الكريم هو سبيل الحفاظ على الأمن الروحي

مفتي الجمهورية: التمسك بأحكام القرآن الكريم هو سبيل الحفاظ على الأمن الروحي

بوابة ماسبيرومنذ 2 أيام

قال الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن حفظ القرآن الكريم لا ينبغي أن يختزل في التكرار والترديد المجرد، بل لا بد أن يكون حفظا واعيا، متصلا بالتدبر والتفكر.
وأكد المفتى على اقتران حفظ القران بالعمل والسلوك، حتى يؤتي ثماره في بناء الإنسان وتهذيب المجتمع، خاصة في زمن تتزاحم فيه الفتن وتتشعب فيه التحديات، وتشتد فيه الحاجة إلى مرجعية روحية وأخلاقية تضبط حركة الحياة وتوجهها نحو الحق والخير.
جاء ذلك خلال كلمة فضيلته في الاحتفالية التي نظمتها مؤسسة عبد العزيز الغرباوي الخيرية بقرية أم الزين بمحافظة الشرقية لتكريم حفظة كتاب الله، بحضور المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، وعدد من المسؤولين والشخصيات العامة، ونخبة من القيادات الدينية والتنفيذية، وحضور شعبي كبير، في مشهد احتفالي يعكس ما للقرآن من مكانة في وجدان المجتمع المصري.
وأشار فضيلة المفتي، إلى أن من مقاصد القرآن الكريم حفظ كيان الأسرة وبناء الإنسان على أسس راسخة من البر والرحمة، مؤكدا أن من أعظم القيم التي رسخها القرآن الكريم وقامت عليها شريعته الغراء، الإحسان إلى الوالدين، بوصفه من تمام الإيمان، ومن حسن التربية التي تنعكس على تماسك الأسرة واستقامة المجتمع.
واستشهد فضيلته بقوله تعالى: "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"،لافتا إلى أن بر الوالدين لا ينبغي أن يكون موسميا أو مشروطا، بل هو خلق دائم، يتجلى في القول والفعل والدعاء، وفي رد الجميل بالوفاء، لا سيما حين يبلغ الوالدان الكبر ويشتد بهما الضعف، إذ يظهر البر في أبهى صوره وأصدق معانيه.
وأوضح مفتي الجمهورية، أن التمسك بأحكام القرآن الكريم والعمل بحدوده هو السبيل الأمثل للحفاظ على الأمن الروحي والاجتماعي، في مواجهة موجات التفكك الأخلاقي والاضطراب الفكري التي باتت تهدد تماسك المجتمعات وتمايز هوياتها، مشددا على أن القرآن الكريم يحوي من القيم والمبادئ ما يكفل بناء إنسان متوازن، يدرك واجباته قبل أن يطلب حقوقه، ويحرص على إعمار الأرض بقيم الرحمة والعدل، ويعلي من شأن العمل والإتقان والصدق، مضيفا، أن بناء الأوطان لا ينفصل عن بناء الإنسان، وأن الحافظ الحقيقي للقرآن هو من اتخذ من كتاب الله دليلا يهديه، ومن تعاليمه ميزانا يزن به أقواله وأفعاله، ومن آياته زادا في دروب الحياة المليئة بالتحديات.
وفي ختام كلمته، وجه مفتي الجمهورية التهنئة للحضور بمناسبة حلول العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، مذكرا بما ورد عن النبي من أنها "أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله"، مؤكدا أن الاجتماع على تكريم حفظة كتاب الله في هذه الأيام المباركة هو في ذاته صورة من صور العمل الصالح، وشهادة عملية على بقاء الأمة متمسكة بكتاب ربها، كما وجه فضيلته الشكر إلى مؤسسة عبد العزيز الغرباوي الخيرية والقائمين عليها، مشيدا بدورهم في خدمة كتاب الله، ورعايتهم للنشء وتشجيعهم على الحفظ والتمسك بهدي القرآن.
وأكد أن مثل هذه المبادرات تعكس وعيا مجتمعيا بقيمة القرآن ومكانته، وتدل على أن الأمة بخير ما دامت وفية لكتاب ربها، وماضية في غرسه في القلوب والبيوت والمؤسسات، كما عبر فضيلته عن تقديره للحضور الكريم، وفي مقدمتهم السيد محافظ الشرقية، وللأجهزة التنفيذية والأمنية، ولجميع المشاركين في هذه الفعالية المباركة، التي تعد نموذجا يحتذى في الجمع بين الجهد المؤسسي والعمل الشعبي في سبيل نشر قيم القرآن وتعزيز مكانته في حياة الناس.
من جانبه، عبر المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، عن شكره العميق لفضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، على تشريفه الكريم لهذه الاحتفالية، معربا عن تقديره للدور الكبير الذي يقوم به حفظة القرآن الكريم في ترسيخ القيم الدينية والاجتماعية، وأكد أن المحافظة تولي اهتماما خاصا بدعم الأنشطة الدينية والثقافية التي تسهم في تعزيز الهوية الوطنية، وبناء الإنسان على أسس من الفضيلة والانتماء.
فيما أعرب المهندس أحمد الغرباوي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة عبد العزيز الغرباوي الخيرية، عن بالغ ترحيبه بفضيلة المفتي، مشيدا بتلبية فضيلته للدعوة ومشاركته في هذا اللقاء القرآني المبارك، مؤكدا أن هذا التكريم يأتي في إطار جهود المؤسسة المستمرة لتشجيع الناشئة على حفظ كتاب الله، ودعم الشباب لتحمل مسؤولياتهم في صيانة الدين والقيم والتقاليد الإسلامية، لا سيما في ظل ما يشهده العالم من تحديات فكرية وثقافية متسارعة.
وشهدت الاحتفالية في ختامها تكريم حفظة كتاب الله، وتوزيع الجوائز والهدايا، وسط أجواء من البهجة والإجلال، بحضور جماهيري واسع ضم مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، ممن جاءوا ليشهدوا هذا اللقاء الجامع تحت راية القرآن، وليعبروا عن محبتهم لأهل الله وخاصته، وليؤكدوا أن مصر ستظل، بفضل الله ثم بعلمائها وقرائها وحفاظها، منارة للقرآن، ومهدا للعلم، وحصنا للوسطية، ومصدر إشعاع حضاري وروحي للعالم أجمع.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رحلة 7 سنوات.. رسالة شكر من وزيرة البيئة قبل تولي منصبها الجديد
رحلة 7 سنوات.. رسالة شكر من وزيرة البيئة قبل تولي منصبها الجديد

مصراوي

timeمنذ 34 دقائق

  • مصراوي

رحلة 7 سنوات.. رسالة شكر من وزيرة البيئة قبل تولي منصبها الجديد

تصوير- هاني رجب: وجهت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على إيمانه بقطاع البيئة ومنح الثقة والأولوية للعمل في هذا المجال. كما وجهت الشكر للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على المتابعة المستمرة والدعم طوال الفترات الماضية، وكذلك كل الموجودين في الحكومة الحالية والحكومات السابقة. وفي كلمة بمناسبة اختيارها لتولي منصب الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، خلفًا لـ "إبراهيم ثياو"، شكرت الوزيرة كل من تعاملت معهم وتعلمت منهم داخل وزارة البيئة. وقالت: كبرت في وسطكم وأنتم أهلي، وأنتم عارفين كده، وابني الكبير كبر بردوا معاكم، ولولا اللي كلنا اشتغلنا فيه مع بعض، مكنش ممكن يبقى فيه حد مصري عرف يوصل لده، بفتكر كل حاجة من يوم ما دخل الوزارة، وكل حد تفاعلت معاه في مكتب الوزير وقطاع الفروع والتعاون الدولي، بفتكر رحلة السبع سنين مع كل التيم والمساعدين بتوعي وخدمات المعونة والسواقين والحراسة. وأضافت ياسمين فؤاد: رحلة كانت مهمة وملهمة اتعلمت منها كتير، إن شاء الله استقبلكم في ألمانيا لأي حد هييجي يعدي وأقدر أشرف مصر وأعمل حاجة تستحق يبقى اسم مصر كبير فيها لأن مصر بلد كبير، ولأن اتفاقية التصحر تهم القارة الإفريقية.

أفضل مكافأة.. الإمام الأكبر يلتقي وعاظ وواعظات الأزهر بعد توعيتهم الحجاج بالمطارات
أفضل مكافأة.. الإمام الأكبر يلتقي وعاظ وواعظات الأزهر بعد توعيتهم الحجاج بالمطارات

24 القاهرة

timeمنذ 3 ساعات

  • 24 القاهرة

أفضل مكافأة.. الإمام الأكبر يلتقي وعاظ وواعظات الأزهر بعد توعيتهم الحجاج بالمطارات

استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الدكتور إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية وعددا من واعظات الأزهر بعد مشاركتهم في توعية الحجاج بالمطارات قبل سفرهم لأداء مناسك الحج. وكتبت شاهين عبر فيسبوك: أجمل ختام وأفضل مكافأة لأعمال موسم توعية حجاج بيت الله الحرام بالمطار لقاء فضيلة الإمام الأكبر: نسأل الله أن يديمها نعمة ويرزقنا الإخلاص، وأن يلهمنا دائما خير القول والعمل وقدم وعاظ وواعظات الأزهر الشريف، خلال الأيام الماضية في جميع مطارات الجمهورية الإرشاد الديني وبيان أحكام الحج ومقاصده للحجاج. الإمام الأكبر يلتقي بوعاظ وواعظات الأزهر الإمام الأكبر يلتقي بوعاظ وواعظات الأزهر الإمام الأكبر يلتقي بوعاظ وواعظات الأزهر رئيس جامعة الأزهر: الهدي رمز للتيسير ونعمة الأمن في الحج لا تُقدّر بثمن بعد نجاح مسابقته السنوية للقرآن الكريم.. الأزهر يطلق مسابقة السنة النبوية لتعزيز مكانتها في نفوس النشء وفي سياق آخر قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، إن الهدي الذي يسوقه الحاج أو المعتمر من الإبل أو البقر أو الغنم ليذبحه في مكة المكرمة، هو شعيرة عظيمة من شعائر الله، تحمل معاني الرحمة والتيسير والإحسان إلى الفقراء، كما أن فيها أحكامًا ومقاصد إنسانية ودينية جليلة. وأوضح رئيس جامعة الأزهر، خلال تصريحات تلفزيونية، أن الله عز وجل شرع الهدي حتى في حال الإحصار، أي عند تعذّر الوصول إلى الحرم، فقال: "فإن أُحصرتم فما استيسر من الهدي"، مشيرًا إلى أن هذا التشريع يحمل في طيّاته رسالة سامية، مفادها أن المسلم حتى وإن لم يصل إلى مكة، فلا يُحرم من أجر الرحلة ولا من نفع المسلمين، بل يمكنه ذبح الهدي في مكانه وتوزيعه على فقرائه، ويكون بذلك قد خرج من الإحرام كما فعل النبي ﷺ مع الصحابي كعب بن عجرة.

مرسل بمهمة من الرّب! بقلم حمدي رزق
مرسل بمهمة من الرّب! بقلم حمدي رزق

الاقباط اليوم

timeمنذ 4 ساعات

  • الاقباط اليوم

مرسل بمهمة من الرّب! بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق قال أهل العلم: النبى كل من أوحى إليه من الله تعالى سواء أمر بتبليغ أم لم يؤمر به، فإن لم يؤمر بالتبليغ فهو نبى وليس رسولا، وإن أمر بالتبليغ فهو نبى ورسول. وقال بعضهم: إن الرسول هو من أوحى إليه بشرع جديد، والنبى هو المبعوث لتقرير شرع من قبله والعمل به، والقول الأول أصح. على صفحته بمنصة تروث سوشال، كتب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ما نصه: مرسل بمهمة من الرّب.. ولا شىء يمكنه وقف ما هو قادم!!. الرئيس الأمريكى (استغفر الله) يزعم نبوة ورسالة فى آن، نبى ورسول معا، أرسله ربه برسالة لم يفصح عنها بعد سيبلغها لاحقا. إِنَّ اللَّبِيبَ مِنَ الإِشارَةِ يَفْهَم، ما هو قادم، مبعوث العناية الإلهية لا يطلق الكلام هزوا، ترامب جاد يعتقد فى رسوليته، جد مقلق حديث ترامب كونه رئيس ما بالك بكونه مبعوث العناية الإلهية!. لسان حال ترامب، لست رئيسا عاديا جاء إلى الحكم بالصندوق الانتخابى، ولكنى مبعوث العناية الإلهية، مرسل من السماء، والدليل نجاته من محاولتى اغتيال، هذا ليس طبيعيا، يردد فى قرار نفسه لقد نجوت لأن السماء تحمينى!. فى خطاب التنصيب وفى ملئه الجمهورى قال ترامب: قبل أشهر نجوت من محاولة اغتيال قطعت أذنى، وأؤمن أننى نجوت منها لسبب.. نجّانى منها الرب لأجعل أمريكا عظيمة مجددا. ترامب يعتقد اعتقادا جازما أنه مرسل من السماء برسالة، يدعى نبوة، ومدعى النبوة (بين ظهرانينا) هو الشخص الذى يدعى أنه رسول من عند الله، يرسل رسالة إلهية إلى البشر (وهناك عنبر كامل فى مستشفى العباسية لمدعى النبوة الربانية). لو قالها رئيس يتحدث العربية لقامت معامل التحاليل الأمريكية (الثينك تانك) وما قعدت، ولتوفر على تحليل التدوينة الرئاسية نخبة من المحللين ذوى اللكنة الأمريكية، المتخصصين فى سبر أغوار الكلمات فى العبارات، وتحليل المضمون فى النبوءات. ولسمعنا من المحلل اللوذعى توماس فريدمان عجبا عن عودة الثيوقراطية الشرق أوسطية فى عصر الذكاء الاصطناعى بعد اندثارها، وقد أحيلت إلى متاحف التاريخ الإنسانى. ولتبرع المحلل الأمريكى فريد زكريا مقدم برنامج فريد زكريا جى بى إس الأسبوعى على قناة (سى إن إن) لتأصيل الثيُقراطية بضم الياء أو الثيوقراطية تخفيفا، وتعنى حكم رجال الدين، أو الحكومة الدينية أو الحكم الدينى. (وتُعرف الثيوقراطية بأن تستمد الحكومة شرعيتها من الإله ويدعى الحاكم أنه يحكم باسم الإله). المتيقن أن ترامب الثانى خلاف ترامب الأول فى عهدته الأولى (قبل بعثته الربانية)، تدوينة ترامب السماوية أثارت تكهنات سياسية فى محاولة تفسير ما قصده (ما هو قادم ولا يمكن وقفه)!. لطالما نشر ترامب تدوينات بدلالات دينية على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعى كان منها صورة له بالزى الرسمى لبابا الفاتيكان بعد إعلان وفاة البابا فرانسيس، وكذلك بتعليق مازح فيه صحفيين قائلا: أريد أن أصبح البابا الجديد. ترامب فى أعماقه شعور دفين، حلم من أحلام اليقظة بأنه رسول مرسل من السماء، يرتدى ثيابا فضية، وبجوانح عريضة، ورأس كثغامة فى الغيامة!!. ترامب يظن أنه مدخر لسعادة البشرية، رسول السعادة السماوية، محظوظة الكرة الأرضية، ومباركة أن وطأها مبعوث العناية الإلهية بحذائه اللامع، هكذا يبشر ترامب الأمريكان بالسعادة الأزلية، ولديه فائض من السعادة ليوزعه على شعوب الأرض!.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store