
الجوائز الفردية... محطة مفصلية في مسيرة النجوم فنياً وتسويقياً!
ما أن أعلنت صافرة ختام موسم كرة القدم في القارة الأوروبية، حتى بدأت حرب تنافسية من نوع آخر تتعلق بالجوائز الفردية لأفضل اللاعبين: جائزة الكرة الذهبية المرموقة التي تقدمها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، وجائزة "the best" التي يمنحها الاتحاد الدولي "فيفا".
يرى الفرنسيون أنّ لاعبهم الدولي ونجم باريس سان جيرمان المتوّج بلقب دوري الأبطال عثمان ديمبيلي هو الأحق، في حين يجمع نقاد آخرون ولا سيما منهم الإسبان على أن لامين يامال الذي قاد برشلونة لثلاثية محلية بات الأكثر استحقاقاً للجائزة، ومنهم من يعتقد أنه آن الأوان للمصري محمد صلاح الظفر بالجوائز نظير ما قدمه هذا الموسم مع ليفربول الإنكليزي.
في عصر يهيمن عليه الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، لم يعد اللاعبون الرياضيون مجرّد نجوم يلمعون في الملاعب فحسب، بل أصبحوا علامات تجارية متكاملة يحتاجون إلى بناء هالة إعلامية قوية ترفع من قيمتهم وتساهم في توسعة دائرة معجبيهم. صناعة هذه الهالة ليست أمراً عشوائياً، بل هي نتيجة تخطيط دقيق واستراتيجية متكاملة تجمع بين التسويق، العلاقات العامة، والإعلام.
فنياً، تُعد الجوائز الفردية بمنزلة محطة مفصلية في مسيرة النجوم، بحيث تلعب دوراً محورياً في تعزيز مكانتهم على الساحة الرياضية والعالمية، ولا تقتصر أهمية هذه الجوائز على مجرّد التقدير والاحتفاء بالموهبة، إذ يمتد تأثيرها العميق إلى سوق الانتقالات، العلاقات التجارية، وحتى القيمة الإعلانية للاعبين والأندية.
وتتعدى أهمية الجوائز الفردية قيمتها المعنوية، إذ باتت تشكل مصدراً لمزيد من الأرباح للاعبين وترفع قيمة عقودهم أيضاً، وتساهم الجوائز أيضاً على نحو كبير في صناعة اللاعبين كعلامات تجارية عالمية وتزيد من الجاذبية الاستثمارية للأندية.
الجوائز الفردية، مثل الكرة الذهبية، أفضل لاعب في العالم من "فيفا"، أو أفضل لاعب في الدوري المحلي، تعزز من مكانة اللاعب على الصعيد الدولي وتمنحه اعترافاً عالمياً بموهبته. هذه الجوائز لا تقتصر على كونها تقديراً فردياً، بل تُعتبر وسيلة للاعب ليكون في دائرة الضوء، مما يعزز من حضوره في وسائل الإعلام والظهور في المؤتمرات الصحافية والمناسبات العالمية. وبالنسبة إلى الأندية، فإنّ جوائز نجومها هو سبب أساسي لزيادة الجاذبية التجارية، كما يصبح النادي وجهة مرموقة للاعبين الموهوبين، ويجذب الرعاة والمستثمرين.
ومع الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مساحة شاسعة لبناء الهالتين الإعلامية والإعلانية للاعبين والأندية، من خلال نشر محتوى متنوّع مثل فيديوهات التدريبات، اللحظات الخاصة، أو حتى الحياة اليومية، يستطيع اللاعب أن يحافظ على تفاعل مستمر مع متابعيه. لا يقتصر الأمر على نشر الصور فحسب، بل يجب أن يكون هناك حوار مباشر وتفاعل مع الجمهور، سواء عبر التعليقات أو البث المباشر، مع إبقاء الأهمية بالنسبة إلى الصحافة التقليدية، من خلال مقابلات حصرية، تقارير وثائقية، أو حتى حضور الفعاليات الرياضية والإعلامية ما يعزز من حضور اللاعب ويمنحه صدقية أكبر أمام الجماهير.
خريطة الصراع 2025
إذاً، تشتد المنافسة على الجوائز، ولا سيما منها الكرة الذهبية، في ظل جدل يتكرّر في كل موسم حول المعايير المعتدة للترشيحات والاختيار، ويتصدر ديمبيلي اللائحة بعدما توّج بالثلاثية التاريخية مع سان جيرمان، دوري الأبطال، الدوري الفرنسي، وكأس فرنسا، حيث كان أداء لاعب برشلونة السابق لافتاً، إذ أحرز خلال رحلة الفريق الفرنسي الذهبية هذا الموسم 33 هدفاً وصنع 13، وحقق 4 بطولات بإضافة كأس الأبطال "السوبر الفرنسية"، وذلك بعد خوض 49 مواجهة بكل البطولات، إذ كان حاضراً بقوة في أهم مباريات الموسم، مما جعله في مقدم الترشيحات. وحصل عثمان على تقييم 7,77 درجات من موقع "سوفا سكور" خصوصاً بعد بلوغ معدل تمريراته الناجحة نسبة 1.53 مراوغة للقاء الواحد.
ويواصل يامال جذب الأنظار مع النادي الكاتالوني، حيث أثبت نفسه كأحد أكثر اللاعبين الواعدين في العالم رغم صغر سنه (18 عاماً)، بأداء ناضج وتمريرات حاسمة وأهداف حاسمة، لعب دوراً محورياً في سيطرة "بلاوغرانا" على الساحة المحلية أمام ريال مدريد، وقد يكون المغربي الأصل على مشارف إنجاز تاريخي إذا واصل تألقه، ليصبح أصغر فائز بالجائزة على الإطلاق. وسجل لامين 18 هدفاً وصنع 21، وتفوّق على الجميع في المراوغات الناجحة بمعدل 4.45 مراوغات للقاء، ليكون تقييمه 7.79 درجات.
ومن برشلونة أيضاً يبرز البرازيلي رافينيا، بتسجيله 34 هدفاً وصناعة 22، وبلغ معدل مراوغاته الناجحة 1.28 مراوغة للمباراة، ليحصل على أعلى تقييم بين الـ3 لاعبين وهو 7.91 درجات.
بدوره، قدم محمد صلاح عروضاً فردية استثنائية مع ليفربول، على رغم خيبة الأمل الجماعية في دوري الأبطال. وأحرز 29 هدفاً وقدم 18 تمريرة حاسمة، لا يزال صلاح ضمن دائرة المنافسة، خصوصاً إذا تم تقييم الجائزة بناءً على الأداء الفردي.
وفي ريال مدريد، يُعد كل من كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور من المرشحين البارزين أيضاً. مبابي واصل تسجيل الأهداف بكثافة، لكن غياب البطولات الكبرى عن موسمه الأول مع النادي الملكي قد يُضعف حظوظه. أما فينيسيوس، فكان أحد أبطال دوري أبطال أوروبا بتسجيله أهدافاً حاسمة وحصوله على جائزة أفضل لاعب في البطولة.
كل هذه الأرقام ستكون موضع البحث خلال التصويت على الجائزة، وسيتم الكشف عن هوية الرابح في مسرح شاتيليه في العاصمة الفرنسية باريس يوم 22 أيلول/ سبتمبر المقبل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
متفوقاً على لامين ومبابي.. رافينيا أفضل لاعب في الدوري الإسباني
اختير البرازيلي رافينيا مهاجم نادي برشلونة، الجمعة، أفضل لاعب هذا الموسم في الدوري الإسباني لكرة القدم، بعد قيادته الفريق الكتالوني إلى إحراز ثلاثية الدوري والكأس والكأس السوبر المحلية. ولعب رافينيا (28 عاما) دورا رئيسا في مشوار برشلونة في الليغا، مع 18 هدفا و9 تمريرات حاسمة، ليتقدم على زميله الموهوب لامين يامال الذي اختير أفضل لاعب تحت 23 عاما، ومهاجم ريال مدريد الفرنسي كيليان مبابي الذي نال لقب هداف الدوري في موسمه الأول مع الفريق الملكي. وبعد أن كان قريبا من الرحيل الموسم الماضي، كان الدولي البرازيلي ناجعا وفرض نفسه مرشحا لنيل جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، مع 34 هدفا و25 تمريرة حاسمة في مختلف المسابقات. وصل رافينيا عام 2022 من ليدز يونايتد الإنجليزي، مقابل نحو 60 مليون يورو، ومدد عقده أخيرا حتى 2028. كشف مطلع الموسم انه كان قريبا من الرحيل قبل قدوم المدرب الألماني هانزي فليك، عندما كان إداريو برشلونة يسعون لاستقدام جناح أتلتيك بلباو نيكو وليامز. اختار البقاء بعد الثقة التي منحه اياه فليك خصوصا لعبه دور القائد في ظل إصابة الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن ولاعب الوسط الهولندي فرنكي دي يونغ. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


النهار
منذ 2 ساعات
- النهار
مدرب الأهلي المصري يترقب مباراة ندية ضد إنتر ميامي
قال الإسباني خوسيه ريبيرو المدرب الجديد للأهلي المصري إن وجوده مع الفريق في بطولة كأس العالم للأندية، التي تنطلق بعد أيام، شرف عظيم له مؤكداً سعادته الكبيرة واعتزازه بتواجد الفريق في الولايات المتحدة استعداداً للمشاركة في النسخة الأولى من البطولة بشكلها الجديد. وقال ريبيرو في تصريحات نشرها الأهلي عبر موقعه اليوم الجمعة "نشعر بالفخر لتواجدنا هنا والمشاركة في النسخة الأولى من بطولة كأس العالم للأندية بنظامها الجديد. تمثيل الأهلي صاحب التاريخ الكبير والبطولات القارية في هذا المحفل العالمي هو شرف عظيم ومسؤولية نتحملها بكل فخر". وأضاف "نستعد بشكل قوي ومنظم منذ اللحظة الأولى لوصولنا إلى الولايات المتحدة وحرصنا على الحضور قبل فترة كافية من انطلاق المنافسات من أجل التأقلم مع الأجواء الزمنية والمناخية وبدأنا بالفعل تحضيراتنا للمباراة الأولى التي نعلم أهميتها تماماً". وتحدث ريبيرو عن المواجهة المنتظرة أمام إنتر ميامي في المباراة الافتتاحية للبطولة يوم 14 حزيران/ يونيو الجاري قائلا "سنواجه فريقاً قوياً يضم مجموعة من النجوم الكبار لا يحتاجون إلى الكثير من التعريف بما قدموه في كرة القدم. إنتر ميامي فريق حديث من حيث التكوين لكن يملك نفس الطموح الخاص بالمنافسة والفوز والتأهل ونحن نعي جيداً أن المواجهة ستكون قوية وتنافسية".


ليبانون 24
منذ 3 ساعات
- ليبانون 24
الكرة الذهبية.. صلاح يتعرض للعنصرية بسبب جنسيته
يرى ديف هندريك مقدم مدونة " ديلي ريد" المختصة بأخبار نادي ليفربول الإنكليزي أن النجم المصري يتعرض لـ"العنصرية" في سباق الكرة الذهبية لأفضل لاعب بالعالم بسبب جنسيته، إذ دائماً ما يتم تجاهل اللاعبين العرب والأفارقة في الجائزة. ويظهر اسم محمد صلاح كمرشح للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم وسط منافسه مع رافينيا ولامين يامال لاعبا برشلونة الإسباني وعثمان ديمبلي جناح باريس سان جيرمان. وقال هندريك عبر المدونة الصوتية: هناك تحيز ضد محمد، لا يتم التعامل مع إنجازات صلاح كما يتم التعامل مع إنجازات لاعبين آخرين، أعتقد أن أكبر مشكلة تواجهه في الفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم هي جنسيته المصرية ، هناك "عنصرية" تجاه اللاعبين العرب والأفارقة حينما يتم الحديث عن هذا الأمر. وواصل: محمد صلاح قدم موسماً استثنائياً، وإذا نظرنا إلى منافسه عثمان ديمبلي مثلاً فهو يلعب في دوري أقل تنافسية، وفريقه يهيمن على المسابقات هناك في فرنسا. وأتبع: رافينيا مثلاً قدم موسماً جيداً، لكنه لم يكن بحجم تأثير صلاح في أقوى دوري بالعالم، أما عن لامين يامال الذي أراه لاعباً مميزاً فهو لا يستحق الكرة الذهبية، لا يمكن حتى اعتباره أفضل لاعبي برشلونة فضلاً عن منحه الكرة الذهبية على حساب صلاح، وإن حدث هذا فهو أمر سخيف. وقاد صلاح ليفربول للفوز بالدوري الإنكليزي، بينما فاز ثنائي برشلونة مع فريقهما بالثلاثية المحلية، أما ديمبلي فجمع دوري أبطال أوروبا والدوري الفرنسي وكأس فرنسا مع باريس سان جيرمان.