
الحراصي: الذكاء الاصطناعي يخلق وظائف جديدة بالإعلام ويساعد المؤسسات على قراءة توجهات الجمهور
مسقط- الرؤية
رعى معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام، الأحد، انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الرابع "الاتصال والإعلام وثورة الذكاء الاصطناعي: الحاضر والمستقبل"، والذي تستضيفه سلطنة عمان ممثلة بجامعة السلطان قابوس.
ويتناول المؤتمر الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام أكثر من 60 ورقة علمية، تتعلق بالأطر الفلسفية في استخدامات الذكاء الاصطناعي في الاتصال والإعلام، وتجارب تطبيق الذكاء الاصطناعي في صناعات الاتصال والإعلام عربيا ودوليا، وإشكالات وتحديات الاتصال والإعلام في ظل الذكاء الاصطناعي، وبرامج التعليم والتدريب الإعلامي في حقل الاتصال والإعلام في ظل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومستقبل الصناعة الإعلامية في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي.
وقال معالي الدكتور وزير الإعلام راعي المناسبة: "إن الذكاء الاصطناعي يؤثر في تغيير جوانب متعددة من الحياة خاصة في المجالات الإبداعية وصناعة المحتوى، وسيعمل في مجال الإعلام على تغيرات ضخمة لها شقان إيجابي، وآخر يبدو في الفترة الحالية سلبيا مثل التغيير في الوظائف الإعلامية، وإنتاج المحتوى الإعلامي ومخاطر التضليل الإعلامي، أما الآفاق الإيجابية فسيعمل الذكاء الاصطناعي على إيجاد وظائف جديدة، ويساعد المؤسسات الإعلامية على قراءة توجهات الجمهور باستغلال تقنياته لقراءتها البيانات الضخمة في عملية إنتاج المحتوى الإعلامي، بالإضافة إلى جوانب تخصيص المحتوى الإعلامي لكل فرد، وسوف يجد من الإعلام بمختلف أشكاله ما يناسبه وما يحقق له مراده وتوجهاته".
وأضاف معاليه- في تصريح صحفي- أن هذا المؤتمر يتزامن مع أمرين مهمين هما احتفال سلطنة عمان بمرور 50 عاما على بدء بث تلفزيون سلطنة عمان الذي بدأ في ال17 من نوفمبر 1974م، وصدور قانون الإعلام العماني كونه ينظم العمل الإعلامي ويوازن بين الحريات والحقوق وبين المسؤوليات.
من جانبه، قال المكرم الدكتور عبدالله بن خميس الكندي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر: "من الثابت اليوم بعد سلسلة من التجارب لتطوير التطبيقات المختلفة، أصبحت إمكانية توظيف الذكاء الاصطناعي في العمل الإعلامي في مجالات متعددة منها تحسين سرعة ودقة إنتاج الأخبار، وتحليل البيانات الضخمة، وفهم اتجاهاتها العامة، كما توضح بعض المؤشرات تطور استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وزيادة اتجاهات توظيفه في المؤسسات الإعلامية حول العالم".
وأضاف أن بعض التقارير والدراسات تشير إلى تطور حجم سوق هذه التطبيقات في قطاع الإعلام من 10 مليارات دولار أمريكي في عام 2022م، إلى ما يزيد على 30 مليار دولار بحلول عام 2030م، كما تؤكد بعض المؤشرات على استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تخصيص المحتوى لنحو 80% من المستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي، وتوجه نحو 70% من المؤسسات الإعلامية العالمية إلى زيادة الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحليل تفاعل الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي، وتحسين سرعة إنتاج المحتوى بنسبة تزيد على 50% في المؤسسات الإعلامية التي تعتمد تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن هناك توجها لأكثر من 45% من المؤسسات الإعلامية حول العالم إلى توظيف مختصين في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات خلال السنوات المقبلة، لذا ينبغي البحث في الوجوه الأخرى من ثورة الذكاء الاصطناعي التي يتمكن فيها التحيز الخوارزمي من تقديم رؤية منحازة وغير عادلة عن بعض القضايا والمجموعات، ويصبح من السهل انتشار الأخبار الكاذبة والمضللة، وتتضاعف إشكالية تهديد الخصوصية بشكل غير مسبوق، إلى جانب مخاطر أخرى تتعلق بإضعاف التفكير النقدي، وتآكل أخلاقيات العمل الصحفي.
وقدمت المتحدثة الرئيسة للمؤتمر البروفيسورة أليكساندرا نيكول أستاذ مساعد بجامعة معهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا في أستراليا، ورقة عمل بعنوان "كيف يغير الذكاء الاصطناعي صناعة الإعلام"، وأشارت إلى ما شهده هذا العام من نمو هائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي داخل صناعة الأخبار وفي الجامعات التي تسهل إنشاء النصوص والصور والأعمال الفنية وما يتصل بالصوت والفيديو وغيرها من الوسائط، موضحة أن المصطلحات المستخدمة للتقنيات التوليدية للذكاء الاصطناعي متنوعة ومتطورة في المقابل وتستخدم بشكل غير متسق. وذهبت من خلال ورقتها لتناول تقنيات تتجاوز المصطلحات المتعارف عليها مثل دردشة جي بي تي لشركة "أوبن آيه آي" ومتصفح براد التابع لشركة "جوجل" و"كو بايلوت" التابع لشركة مايكروسوفت.
وذكرت أن هناك دراسة قامت بها كلية لندن للاقتصاد أن 85 من العاملين في غرف الأخبار جربوا الذكاء الاصطناعي التوليدي، وكان أكبر استخدام للذكاء الاصطناعي في إنتاج الأخبار، يليه التوزيع ثم جمع الأخبار، وذهبت في سياق ورقتها للكشف عن التحديات التقنية والمالية في مجال الذكاء الاصطناعي بالأخلاقية والثقافية والإدارية.
وشارك في الجلسة الرئيسة الأولى للمؤتمر عدد من الباحثين الدوليين، وهم الدكتور حسين أمين أستاذ الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والدكتور غسان مراد أستاذ اللسانيات الحاسوبية والإعلام بالجامعة اللبنانية، والدكتور هايرو لوجو أوكاندو عميد كلية الاتصال جامعة الشارقة، والدكتور نور الدين الميلادي أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة السلطان قابوس.
وتناولت الجلسة دور الذكاء الاصطناعي في النهوض ببرامج تعليم الصحافة والإعلام والتحديثات المصاحبة والمرتبطة بتعزيز هذا الذكاء لعملية التعلم، والمخاوف من الوظائف التي سيؤديها الذكاء الاصطناعي والاعتماد المفرط على التكنولوجيا على حساب تطوير مهارات التفكير النقدي.
كما تناولت الجلسة بدايات الذكاء الاصطناعي التي تعود إلى أكثر من 20 سنة من خلال برمجيات المعالجة الآلية للغات الطبيعية، وما يقوم به هذا الذكاء من أعمال في مجال الإعلام كالترجمة والتنقيب عن الاقتباسات وتغطية أخبار البورصة العالمية، ومع الانتشار الذي تولد بعد تشات جي بي تي ضاعف من تأثير التطبيقات على الإعلام من كل جوانبه.
وتطرق المشاركون في الجلسة إلى الآمال والتوقعات الأولية للذكاء الاصطناعي التي عززت فكرة الثورة التقنية، وما يعزز ذلك مستقبلا من خلال ظهور وظائف ذاتية جديدة تطبيقات الذكاء تعمل على إيجاد السرعة واختصار الوقت في النهوض بالخبر الصحفي.
وناقشت الجلسة آليات استثمار الذكاء الاصطناعي في الجانب الإعلامي بالإضافة إلى التعليم والاقتصاد والصحة، وما يجب على الحكومات في العالم من اتخاذ تدابير مبكرة للاستثمار في مثل هذه الإمكانات التقنية العالية.
تلا ذلك جلسات تناولت الأطر الفلسفية والمفاهيمية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في الاتصال والإعلام والبحث الإعلامي والاتصالي في مجال الإعلام والذكاء الاصطناعي.
ويسعى المؤتمر من خلال دورته الحالية إلى إثراء الجهود البحثية ذات الصلة بواقع ومستقبل الإعلام والاتصال في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي، وتحليل واقع ومستقبل الإعلام والاتصال وتحدياته من زوايا فلسفية، ومنهجية، وتطبيقية عملية.
كما يسعى إلى تسليط الضوء على تغيرات البيئة الإعلامية والاتصالية والمشتغلين فيها، والمهارات اللازمة لمواكبة التغيرات المستقبلية، والتحديات الأخلاقية والقانونية المرتبطة بتوظيف الذكاء الاصطناعي في الإنتاج الإعلامي.
وأعلن المؤتمر الدولي الرابع لقسم الإعلام بالتعاون مع مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف (AIJRF) المؤسسة العالمية العلمية والتطبيقية الرائدة في صناعة المحتوى والذكاء الاصطناعي عن إطلاق أول تحد من نوعه: تحدي مبتكري المحتوى بالذكاء الاصطناعي (شباب GEN AI) بمشاركة أكثر من 50 متدربا، لتعزيز مهارات الذكاء الاصطناعي لدى طلاب الجامعات، والصحفيين في المؤسسات الصحفية العمانية.
وأكد الدكتور محمد عبد الظاهر رئيس تحدي مبتكري المحتوى بالذكاء الاصطناعي (شباب GEN AI) على أهمية تعزيز مهارات الاستخدام الأمثل لتقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي في قطاع الإعلام والترفيه، قائلا: " لدى السلطنة فرصة كبيرة في نمو قطاع الذكاء الاصطناعي ودمجه في العديد من القطاعات الاقتصادية، ونهدف من خلال التحدي تعزيز ثقافة الذكاء الاصطناعي، ومهارات الشباب الإعلاميين، والصحفيين في دمج العديد من تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي في عمله اليومي".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الرؤية
منذ يوم واحد
- جريدة الرؤية
بالفيديو.. أمريكا تطلق "القبة الذهبية".. مشروع دفاعي بتكلفة 500 مليار دولار
واشنطن - الوكالات أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن إطلاق مشروع دفاع صاروخي جديد يُعرف باسم "القبة الذهبية"، يهدف إلى حماية الولايات المتحدة من التهديدات الصاروخية المتقدمة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والفرط صوتية، بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار. وفي تصريحاته من البيت الأبيض، أوضح ترامب أن النظام سيعتمد على تقنيات فضائية متقدمة، مثل الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار، لاعتراض التهديدات المحتملة حتى لو تم إطلاقها من الفضاء أو من أقصى بقاع الأرض. تبلغ التكلفة المتوقعة للمشروع حوالي 175 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات، مع إمكانية ارتفاعها إلى أكثر من 500 مليار دولار خلال العقدين المقبلين. وقد تم تعيين الجنرال مايكل غيتلين من قوة الفضاء الأمريكية لقيادة المشروع، مع احتمال تعاون شركات مثل سبيس إكس ولوكheed مارتن في تنفيذه. أثار المشروع ردود فعل متباينة؛ حيث أعربت الصين عن قلقها، معتبرة أن "القبة الذهبية" قد تزعزع استقرار الأمن الدولي. كما شكك بعض المشرعين الأمريكيين في جدوى المشروع وتكلفته الباهظة، مشيرين إلى أنه قد يؤدي إلى سباق تسلح جديد في الفضاء. من جانبه، أكد ترامب أن النظام سيكون "أكثر تطورًا" من نظيره الإسرائيلي "القبة الحديدية"، مشددًا على أن جميع مكوناته ستُصنع في الولايات المتحدة. يُذكر أن ترامب يطمح إلى تشغيل النظام قبل نهاية ولايته الرئاسية في يناير 2029، رغم أن خبراء الصناعة يرون أن هذا الجدول الزمني طموح للغاية.


جريدة الرؤية
منذ 4 أيام
- جريدة الرؤية
تقرير "ستانفورد 2025".. تَحولات في الذكاء الاصطناعي
عارف بن خميس الفزاري ** persware@ في خضم التحولات الرقمية المُتسارعة، يبرُز تقرير جامعة ستانفورد للذكاء الاصطناعي لعام 2025 بوصفه مرآة لعالم يعيش على إيقاع طفرات تقنية مُتسارعة غير مسبوقة، ويكشف التقرير عن قفزات نوعية في تبني الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات. وقد ارتفعت الاستثمارات العالمية في هذا المجال إلى أكثر من 252 مليار دولار أمريكي، وبلغ استخدام المؤسسات للذكاء الاصطناعي التوليدي نسبة 71% في عام في عام 2024م؛ وذلك في وظيفة واحدة على الأقل، وفقًا لمتوسط الاستخدام العالمي الذي شمل جميع المناطق الجغرافية، بما في ذلك أمريكا الشمالية (74%) وأوروبا (73%) والصين الكبرى (73%) وآسيا والمحيط الهادئ (68%) والأسواق النامية مثل الهند وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط (67%). هذه التحولات لا تعكس مجرد تطور تقني، بل تُعيد رسم ملامح الاقتصاد العالمي، وتطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل العمل والمنافسة بين الدول والحوكمة الرقمية. ووفقًا للتقرير، تشهد الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي نموًا لافتًا، حيث ارتفعت بنسبة 26% في عام 2024 مُقارنة بعام 2023. الولايات المتحدة تقود السباق باستثمارات بلغت 109.1 مليار دولار، أي ما يُعادل 12 ضعف ما أنفقته الصين. الذكاء الاصطناعي التوليدي وحده استقطب 33.9 مليار دولار على المستوى العالمي، مما يعكس تحوله من أداة تقنية إلى ركيزة اقتصادية بامتياز. وعلى صعيد الناتج المحلي الإجمالي العالمي، يُتوقع أن تبلغ مساهمة الذكاء الاصطناعي نحو 15.7 تريليون دولار بحلول عام 2030، ما يعادل أكثر من 10% من الناتج العالمي، مقارنة بمساهمة تقل عن 1.4 تريليون دولار في 2020. هذه الزيادة تضاعف آفاق الذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز الإنتاجية وتقليص التكاليف في قطاعات مثل الخدمات اللوجستية والتصنيع والرعاية الصحية والتعليم. ففي سوق العمل، بدأت ملامح التأثير تتضح؛ حيث أفاد 49% من المستخدمين بأن الذكاء الاصطناعي حسن الإنتاجية في العمليات الخدمية، بينما أشار 43% إلى فوائده في سلاسل التوريد و41% في هندسة البرمجيات. وقد جاءت هذه النتائج من استطلاع دولي أجرته شركة McKinsey & Company في عام 2024، وشمل 1491 مشاركًا من 101 دولة، يمثلون مختلف الصناعات والمناطق والأحجام المؤسسية، وتم وزن البيانات وفق مساهمة كل دولة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي لضمان التمثيل العادل وعلى صعيد الحوكمة، يشير التقرير إلى بطء ملحوظ في تطوير أدوات ومعايير السلامة والشفافية. أقل من 10% من الشركات الكبرى تنشر تقييمات واضحة للسلامة، وغالبًا ما تفتقر النماذج الكبرى إلى اختبارات مسؤولية موحدة. في هذا السياق، أطلقت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عدة مبادرات في عام 2024، من أبرزها قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي، وتأسيس شبكة عالمية لمعاهد سلامة الذكاء الاصطناعي تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا واليابان ودولاً أخرى، حيث ترسم الدول الكبرى سياساتها في الذكاء الاصطناعي استنادًا إلى معطيات واضحة. عليه فإن التحديات والفرص التي يعرضها الذكاء الاصطناعي تمثل دعوة صريحة لتسريع بناء منظومة وطنية للذكاء الاصطناعي، ترتكز على رؤية عُمان 2040، وتستفيد من تجارب الدول الأخرى الإقليمية التي ضخت استثمارات ضخمة في البنية التحتية والحوكمة التقنية. وبين الطفرات التقنية والتحديات التنظيمية، يُثبت تقرير ستانفورد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد تقنية مستقبلية؛ بل حاضرًا يفرض نفسه على السياسات الاقتصادية والاجتماعية. والمطلوب اليوم ليس فقط اللحاق بالركب؛ بل المساهمة الفعّالة في توجيه المسار، بضوابط أخلاقية واستراتيجيات مرنة توازن بين الابتكار والمسؤولية. ** باحث دكتوراة في إدارة المعرفة


جريدة الرؤية
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- جريدة الرؤية
"أصنع قصتي في زمن التحوّل".. ديما المعولية تروي رحلتها في الذكاء الاصطناعي
حوار: أمل بنت خلف الذهلية في زمن يشهد تحوّلات كبرى بفعل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، برزت نماذج شبابية لافتة في الوطن العربي، من بينها ديما المعولي، طالبة في جامعة السلطان قابوس، جمعت بين الشغف العلمي وروح المبادرة، استطاعت ديما أن تترك بصمتها من خلال مشاركات نوعية في مسابقات وطنية وعالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، منها "Engineer it with AI" و"Generative AI for Higher Education"، وصولًا إلى تمثيلها لجامعة السلطان قابوس في مبادرة "Shell NXplorers Pro"، في هذا الحوار، نقترب من هذه الشابة الطموحة لنتعرف على رحلتها، وما حفّزها للاستمرار، والتجارب التي صاغت شخصيتها العلمية والقيادية. 1، في البداية نود تعريف القارئ بكِ وبتخصصك الدراسي؟ اسمي ديما خلف سليمان المعولي، طالبة في السنة الأخيرة بجامعة السلطان قابوس، أدرس تخصص الإحصاء مع تخصص فرعي في علوم الحاسوب. 2، متى بدأ اهتمامكِ بمجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة؟ منذ طفولتي، كنت أحب مشاهدة الرسوم المتحركة، كانت الشخصيات الخارقة هي المفضلة لدى الجميع، لكنها كانت خيالية، ما جذبني أكثر هي الشخصيات التي تستمد قوتها من العقل، مثل Iron Man وBatman، والروبوتات البشرية مثل Zane من Ninjago، أدركت لاحقًا أن هذه التقنيات لم تعد خيالًا، بل واقعًا نستطيع نحن أن نصنعه، وهذا ما يميز الذكاء الاصطناعي: أنه يتيح لك تحويل الأفكار إلى واقع باستخدام أدوات متاحة. 3، ما الذي دفعكِ للمشاركة في المسابقات التقنية؟ لم أتعامل مع المسابقات كمجرد تحدٍّ تنافسي، بل كفرصة لاختبار قدراتي وتطبيق ما تعلمته، سواء من خلال أدواري القيادية في جماعات الجامعة، أو عملي لمدة تسعة أشهر كمديرة منتج في شركة Decoil الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى التدريبات التي حصلنا عليها في مختبرات عُمانتل للابتكار، رأيت في المسابقات "ساحة اللعب" التي أستطيع من خلالها تجربة كل الأوراق التي تعلمتها، لاكتشف ما الذي ينجح فعليًا، وأين تكمن مناطق الضعف التي يمكنني تطويرها. 4، شاركتِ في مسابقة " Engineer it with AI "، أول مسابقة للذكاء الاصطناعي في سلطنة عُمان، كيف كانت تجربتكِ؟ كانت فرصة مثالية، خاصة أنها أول وأكبر مسابقة من نوعها في السلطنة، قدمنا فكرة منصة تعليمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، توفّر خططًا دراسية فورية، وملخصات، واختبارات تفاعلية، ومساعدًا ذكيًا، ورغم صعوبة المنافسة وتقدّم بعض الفرق الأخرى من حيث الجاهزية، استطعنا الفوز بالمركز الأول، ما ميزنا كان فهمنا العميق لاحتياجات الطلاب، والمزايا الغنية التي تضمنتها المنصة، والتي نافست حتى المنصات العالمية. 5، لاحقًا، شاركتِ في مسابقة " Higher Education Generative AI "، كيف اختلفت هذه التجربة؟ قدّمنا خلالها فكرة مختلفة باسم "SQUvisor"، مرشد أكاديمي ذكي يساعد الطلاب على اختيار المقررات بناءً على تحليل الأداء الدراسي، واهتماماتهم، وجدولتهم المثالية، حظيت الفكرة بإعجاب واسع من الطلاب والمحكّمين، وتمكّنا بفضل الله من الفوز بجائزة خدمة المجتمع. 6، أنتِ حاليًا مشاركة في مسابقة "شل"، ما طبيعة التحدي الذي تعملون عليه؟ Shell NXplorers Pro هي مبادرة عالمية من شل تُعقد لأول مرة في سلطنة عُمان بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس، وقد تم اختياري كممثلة لكلية العلوم ضمن 100 طالب وطالبة، نهدف لحل مشكلات وطنية باستخدام أدوات التفكير المنظومي والإبداعي. رغم أنني لم أكن أملك خلفية عن مجالات المياه والطاقة والغذاء، في كل مره أشعر بأن هذا المكان ليس مكاني أتذكر اقتباسي المفضل: "الفرق بين الماضي والحاضر والمستقبل ليس سوى وهم عنيد مستمر"، هذا الاقتباس يذكرني دائما بأن الماضي لا يقيّدنا، والمستقبل لم يُكتب بعد، فالحاضر هو المساحة الوحيدة التي نملك السيطرة عليها، لذلك، لا يجب أن نخشى التجربة، فكل لحظة نعيشها هي فرصة لنكتشف عالمًا مختلفًا. اكتشفنا أن شركة نماء للمياه تخسر نحو 40% من إنتاج المياه، وهي أعلى نسبة في الخليج، من هنا وُلدت فكرتنا :PAMNET منصة رقمية تفاعلية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تحتوي على خريطة مرئية ذكية تعرض حالة الأنابيب تحت الأرض، هذه الخريطة تربط بين بيانات الشبكة المائية في جميع أنظمة الشركة، وتُظهر المناطق الأشد تضررًا باللون الأحمر، مما يساعد المهندسين على توجيه جهودهم نحو الأنابيب الأكثر حاجة للاستبدال. 7، كيف تشعرين بعد إعلان النتائج وفوزكم بالمركز الأول؟ منذ البداية لم يكن هدفنا مجرد الفوز على الفرق الأخرى، بل منافسة شركات عالمية، ونؤمن أن قيمة الفكرة تُقاس بجرأتك في التفكير الكبير، لا بحجم منافسيك، وشعورنا قوي بأننا سنحقق المركز الأول وبالفعل قد تم؛ لأننا قدمنا مميزات لا تتفوق على مستوى السلطنة فقط وإنما على مستوى العالم بأكمله. 8، هل هناك قدوة ألهمتكِ في هذا المجال؟ قدوتي تنقلت بين شخصيات كرتونية أثّرت في طفولتي، ورواد أعمال عالميين مثل ستيف جوبز وإيلون ماسك، لكن في نهاية المطاف، أصبحت نسختي المستقبلية هي قدوتي، لم أعد أبحث عن شخص أُقلّده، بل أسعى لأكون مخرجة قصتي الخاصة، ولا يمكنني الحديث عن إلهامي دون أن أعبّر عن امتناني العميق لعائلتي، وبالأخص لوالديّ، اللذين وفّرا لي بيئة داعمة منذ طفولتي، فكانت ثقتهما دافعًا كبيرًا لي للاستمرار في التقدّم، وجعلتهما يشعران بالفخر. 9، ما أهمية المشاركة في المسابقات من وجهة نظركِ؟ من النادر أن تجد من يشاركك الشغف نفسه، لذا أعتبر المسابقات فرصة ذهبية لبناء علاقات مع أشخاص يشبهونك في الطموح، لقد قابلت خلالها صديقتي ملاك البحري، التي أصبحت شريكة خطواتي في كل شيء، المنافسات الحقيقية هي التي تستمر بعدها العلاقات. 10، كلمة أخيرة توجّهينها للطلاب أو من يسعون لتحقيق إنجازات مماثلة؟ الذكاء الاصطناعي ليس مجالًا صعبًا كما يُعتقد، نحن نعيش في زمن يمكن فيه لأي شخص أن يكون "جيشًا من فرد واحد" بفضل الأدوات المتاحة، لا تركزوا على منافسة من حولكم، بل اجعلوا طموحكم في مصاف الشركات الكبرى، الابتكار لا يصنعه امتلاك الأدوات فقط، بل طريقة التفكير، مشروع مثل Deepseek أطاح بشركات عملاقة رغم أنه مجرد مشروع جانبي، لذا لا تخفضوا سقف طموحاتكم.