logo
الحقائق الراسخة في الوعي الوطني الأردني

الحقائق الراسخة في الوعي الوطني الأردني

عمون١٧-٠١-٢٠٢٥

ما زلنا نتحدث عن ثبات الموقف الأردني تجاه الاهل في غزة ، والارتباط العضوي بفلسطين "القضية" والحقوق المشروعة، موقف جسدته وحدة الهوية والمصير المشترك ، إيماناً منا بأن الاسرائيليين بما اقترفوه من فعل اجرامي ليسوا أعداء للشعب الفلسطيني فحسب ، بل إن هذا الكيان هو عدو وجودي للأمتين العربية والإسلامية وبالتالي فإن الاصطفاف إلى جانب الاهل في غزة ليس مجرد اصطفاف تضامني عابر بوعي وقناعة ، بل هو فعل متصل بعلاقة وجودية، علاقة تجعل العدوان على الشعب الفلسطيني هو عدوان على الأردن الذي لا يقبل مشاهدة أي ضيم يلحق بالإخوة الفلسطينيين من قبل عدو الله والإنسانية دون أن يكون له موقف مساند ورادع لمثل هذا العدوان .
بيد أن الموقف الاستثنائي الذي سجله الأردن هو موقف مبدئي لا يقبل من أحد اختباره أو التعاطي معه بردود أفعال انتقاصية ، ولا بنتظر باي حال من الاحوال الشكر من أحد ، فالأردن قال وأعلن ونفذ بكل ما لديه من إمكانيات وقدرات، رغم محدوديتها ، لأن الاردن يؤمن ان هذه الحرب العدوانية حرب ظالمة ، ارتكب الكيان الإسرائيلي فيها أبشع وأقبح الجرائم والمذابح أمام مرأى ومسمع من العالم الذي تغاضى عن دماء أطفال فلسطين وعن المجازر التي ارتكبها بحق النساء والشيوخ وتدمير المرافق الصحية والخدمية، ولم تتوقف جرائم هذا العدو بالقتل والتدمير ، بل أرفقه بالحصار والتجويع والتعطيش والحرمان من الأدوية والعلاجات في سابقة غير معهودة في التاريخ الإنساني ، وهذا ما جعل الاردن يندفع لتقديم اقصى ما يمكن الى أشقائه في فلسطين، موظفاً كل قدراته وطاقته المتاحة التي تعد الأكثر عدلاً وأخلاقاً توجبها قيم الدين والهوية والجغرافية والتاريخ.
إن وقوف الأردن ملكاً وحكومة وشعبا مع الاشقاء في الضفة والقطاع ، في هذه الظروف العصيبة ، ليس معروفاً يسدى أو جميلاً يحفظ، بل هو الحق والواجب الذي يحتم علينا الوفاء للاشقاء ، فقد كنا وما زلنا أول المبادرين ، ولن نضن على أهلنا في غزة وفي فلسطين بما نستطيع من عون انطلاقاً من واجبنا القومي والوطني والديني والقيمي والانساني ، فمساعدة أهل غزة وفلسطين ليست منة ولا هي وعود بل هي واجب من الأخ نحو أخيه ، لكن البعض المأزوم من الانبطاحيين قد يرى أن ما أقدمت عليه الحكومة الاردنية شكل من أشكال (البهرجه)، وهو كذلك وفق ثقافة الخزي والعار السائدة في الوعي الجمعي للمتخاذلين والمدسوسين وأتباعهم ، لكنه ليس كذلك عند أصحاب الوعي الوطني الذين ينظرون للامور بصورة كلية ، ويدركون أن العدو لا يقتصر في عدوانه على غزة وفلسطين بل يستهدف الوجود العربي والإسلامي برمته.
بكل المقاييس والاعتبارات يُعد الموقف الأردني المساند لغزة وشعب فلسطين هو الموقف الأقوى مقارنة بالمواقف الأخرى ، وهذا ليس فيه انتقاص من حق أحد أو ازدراء لبقية المواقف المساندة والداعمة لغزة ، لكن الاردن قيادة وشعباً ومن خلال هذا الموقف الحازم اثبت وجوداً في المعادلة الاقليمية وعلى المسرح الجيوسياسي الدولي ، خاصة بعد أن عبَّر عن موقفه من الجرائم الاسرائيلية ، حين قرر أن يكون جزءا من القضية يتداعى لمواجهة همجية اسرائيلية بكل الوسائل ، وهذا قرار يتناغم فيه كافة مكونات الشعب الأردني الواحد ، والذي لم يتردد في نصرة فلسطين ، اذ أن الموقف الاردني موقف جاد ومسؤول لأهميته في معادلة المواجهة الدائرة ، واتساقاً طبيعياً مع الشطر الغربي من النهر .
ختاماً.. فهذه تحية إجلال وتقدير الى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده وحكومته والشعب الأردني العظيم ، الذين وضعوا الأردن أرضاً وإنساناً في المكانة التي يستحقونها والتي تعبر عن أصالة فعل وعظمة موقف وإرادة تعانق السماء ..
والله ولي الصابرين..

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غزة تذبح؟! إلى متى يا عالم
غزة تذبح؟! إلى متى يا عالم

عمون

timeمنذ 31 دقائق

  • عمون

غزة تذبح؟! إلى متى يا عالم

من يخلص أهل غزة من حرب نتنياهو الوحشية؟! ومن يرفع عنهم المأساة التي حلت عليهم وعلى أرضهم من تدمير وقتل وتجويع وحصار؟! سؤالان محيران لمن لا يثق بأن إرادة الله فوق كل شيء، وأن إرادته نافذة رغم تواطؤ المجتمع الدولي وتخاذله عن اتخاذ خطوات جادة و حاسمة لإنهاء الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع. وإذا أمعنا النظر فيما يجري على أرض الواقع، وما يصرح به العديد من المسؤولين الغربيين، الذين لزموا الصمت تجاه مأساة تجويع غزة منذ أكثر من عام ونصف، بل التآمر مع الكيان الإسرائيلي المحتل، وتزويده بالسلاح والذخائر والعتاد العسكري والمشورة الاستخبارية المتواصلة، و تطويع التكنولوجيا المعلوماتية لدعم حربه على المدنيين العزل، و بكل مرارة تخرج بعض الحكومات الغربية متبجحة بأن ما يجري في غزة أمر لا يطاق. سيأذن الله بانعتاق أهل غزة من براثن الوحشية الإسرائيلية الموغلة بالحقد والانتقام، رغم تصميم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزرائه المتطرفين أمثال سموتريتش و بن غفير على مواصلتها، وسينفذها بأيديهم أنفسهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون، أو بواسطة حلفائهم في الغرب، وقد لوحظ في الآونة الأخيرة أن نبرة الولايات المتحدة الأمريكية تجنح بأن هناك مقدمات لأمر ما سيحصل في قطاع غزة، والمرجو أن يتم التوافق على صفقة تسفر عن إيقاف الحرب بشكل مؤقت، هذا ما يتوقعه بعض المحللين السياسيين والمطلعين على الشأن الفلسطيني، وإن كان ذلك سيحدث، فما نراه ونسمعه من إدارة ترمب بأنها عازمة على وقف إطلاق النار و إنهاء الحرب على غزة، بالتوازي مع مطالبة فصائل المقاومة الفلسطينية إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين في قبضتها، لا ترتقي تلك التصريحات والخطوات الأمريكية إلى مستوى النظر بعين الإنصاف للقضية الفلسطينية، وهذا من الصعوبة بمكان لأن وجود دولة الاحتلال الإسرائيلي من مصلحة الغرب، ليسهل تحكمها على المنطقة العربية، واستنزاف قدراتها وبث الفوضى والفتن. فرغم التجويع والتعطيش اللذان تستخدمهما حكومة نتنياهو الفاشية بحق أهل غزة، و جعله أسلوب لإخضاع الأهالي و إجبارهم على الخروج من القطاع لتنفيذ خطة التهجير، والاستيلاء على قطاع غزة وإعادة بناء المستوطنات، بالتزامن مع اتخاذ نتنياهو قرار إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع وهي عبارة عن ٩ شاحنات فقط، وهي قطرة من محيط كما علق لازاريني في الأمم المتحدة، وما قام بهذه الخطوة إلا خشية أن تتخلى الولايات المتحدة الأمريكية عن "إسرائيل" كما يزعم نتنياهو، أضف إلى ذلك تهديد المفوضية الأوروبية بانتهاج إجراءات قوية تجاه ممارسات الجيش الإسرائيلي، عدا المفوضية الأوروبية التي دعت حكومة نتنياهو إلى عدم تسييس المساعدات ووقف إطلاق النار و "الإفراج عن الرهائن". إن وقف انتهاكات الجيش الإسرائيلي، الذي هو جيش انبثق من رحم العصابات كشتيرن و هاغانا و آرغون من الضروري بمكان، لكن الأمر الخفي الذي لم يرد نتنياهو أن يظهره في قراره إدخال المساعدات الإنسانية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، جاءت من وحي ضغوط ترمب ووفاء لوعوده للوسطاء بإدخال المساعدات الإنسانية عقب إطلاق المقاومة الفلسطينية سراح الأسير الإسرائيلي عيدان الكسندر، لكن مراوغة نتنياهو لا تخفى على أروقة السياسية الغربية، فهو يجيد المراوغة واللعب على حبل مصلحة "إسرائيل والشعب الإسرائيلي"، و في حقيقة الأمر يحتاج إلى حربه على غزة لمصالح شخصية وسياسية، المتمثلة بإبقاء الغالبية من ائتلافه الحكومي في الكنيست، و لضمان عدم محاكمته لحين انتهاء ولايته في تشرين الثاني أكتوبر المقبل.

بحضور كبار رجال الدولة .. العدوان و آل غيث نسايب .. الروابدة طلب و الحديد أجاب (صور)
بحضور كبار رجال الدولة .. العدوان و آل غيث نسايب .. الروابدة طلب و الحديد أجاب (صور)

جفرا نيوز

timeمنذ 42 دقائق

  • جفرا نيوز

بحضور كبار رجال الدولة .. العدوان و آل غيث نسايب .. الروابدة طلب و الحديد أجاب (صور)

جفرا نيوز - تصوير جمال فخيده توجهت جاهة كريمة من عشيرة العدوان الى آل غيث برئاسة رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة لطلب يد كريمة السيد زياد عزمي غيث لإبنهم الآنسة (دينا) لإبنهم الشاب سلطان عبد المجيد العدوان . حيث استقبل الجاهة الكريمة العين نضال برجس الحديد الذي أجاب الطلب بالموافقة و القبول بحضور غفير من أصحاب الدولة و المعالي و رجالات سياسية و إعلامية و و شيوخ و وجهاء من العشائر الأردنية . أسرة جفرا نيوز و إذاعة ميلودي ممثلة برئيس مجلس إدارة الأستاذ نضال الفراعنه تتقدم بأسمى آيات الهنئة و التبريكات للعائلتين؛ سائلين المولى عز وجل أن يجعل الأفراح و السعادة حليفة العائلتين ان شاء الله .

الاستقلال الأردني .. مسيرة عز وكرامة وسيادة تتجدد
الاستقلال الأردني .. مسيرة عز وكرامة وسيادة تتجدد

عمون

timeمنذ ساعة واحدة

  • عمون

الاستقلال الأردني .. مسيرة عز وكرامة وسيادة تتجدد

في يوم من أيام العز والفخر، يحتفي الأردنيون بذكرى عيد الاستقلال التاسع والسبعين، مستذكرين محطةً مفصلية في تاريخ الدولة الأردنية الحديثة، حيث انبثق فيه عهد السيادة والكرامة، وتكرّست الهوية الوطنية الراسخة التي صاغتها التضحيات والإرادة الحرة. لم يكن الخامس والعشرون من أيار عام 1946 مجرد تاريخ لانتهاء الانتداب، بل كان نقطة انطلاق حقيقية لمسيرة وطنية تتسم بالسيادة الكاملة، والالتزام بالدستور، والعمل المتواصل نحو النهضة والتنمية المستدامة، ففي هذا اليوم الخالد، أعلن الأردن بقيادة جلالة الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين – طيب الله ثراه – استقلاله، ليبدأ مسيرته كدولة حرّة الإرادة، تستند إلى الدستور، وتُدار برؤية حكيمة، وتنهض بعزيمة أبنائها المخلصين. لقد شكّل الاستقلال ثمرة نضال رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، حلموا بوطن حر، ومارسوا العمل السياسي والمؤسساتي في وقت كانت فيه المنطقة تمتلئ بالتحديات والمتغيرات، ومنذ ذلك اليوم، تواصلت المسيرة بقيادة هاشمية حكيمة، حملت الأمانة، وصانت المنجز، وبنت أنموذجاً أردنياً رائداً في الاستقرار والتنمية. ويأتي احتفال هذا العام في ظل تحديات إقليمية ودولية متراكمة، جعلت من الأردن عنواناً للثبات، وواحة أمن واستقرار في محيط مضطرب، فقد أثبتت الدولة الأردنية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أنها قادرة على تجاوز الأزمات، وحماية سيادتها، والدفاع عن ثوابتها الوطنية دون مساومة أو تراجع. الاستقلال، كما يراه الأردنيون، ليس مجرد مناسبة وطنية، بل مسؤولية مستمرة، وعمل دؤوب للحفاظ على المكتسبات، وتعزيز قيم الانتماء والولاء، وتوطيد الهوية الوطنية الموحدة، إنه دعوة لتجديد العهد مع الوطن، بأن تبقى رايته مرفوعة، وأن تتواصل مسيرته بكل إصرار وعزيمة. وتبقى القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية، في طليعة الحماة للاستقلال، يسهرون على أمن الوطن، ويدافعون عن سيادته، ويجسّدون معاني التضحية والانتماء، كما يشكل كل أردني ركيزة أساسية في مسيرة البناء، يؤدّي دوره بإخلاص في موقعه، مساهماً بفعالية في رفعة وطنه وصناعة مستقبله الزاهر. وفي هذه الذكرى الوطنية، يجدد الأردنيون العهد مع وطنهم، وقيادتهم، وتاريخهم المجيد، مؤكدين أن راية الأردن ستظل خفّاقة، وأن الإنجاز سيستمر، وأن الولاء للقيادة الهاشمية سيبقى راسخاً في القلوب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store