logo

مو عامر يشارك بي بي سي تفاصيل مسلسله الشهير على نتفليكس

الوسط١٣-٠٣-٢٠٢٥

عند التفكير في المسلسل الناجح "مو" على شبكة نتفليكس والمستوحى من حياته الشخصية، هناك أمران يشغلان ذهن الممثل الكوميدي الفلسطيني مو عامر، وهما "الكبرياء والأذى".
يقول مو لبرنامج "بي بي سي نيوزبيت"، إنه "من الصعب جداً التحدث عن هذا الأمر دون الانهيار في مرحلة ما".
مو عامر بطل المسلسل الذي يشبه السيرة الذاتية، ويحمل عنوان "مو"، ويؤدي فيه دور مو نجار.
الشخصية الرئيسية في المسلسل تحاكي قصة لاجئ فلسطيني يسعى للتأقلم مع عالمه الجديد بينما يعمل على الحصول على الجنسية الأمريكية من خلال اجتياز عملية هجرة معقدة، في وقت يحاول فيه تحقيق التوازن بين ثقافاته ولغاته.
كان إنتاج العرض المرتبط بحياة مو بشكل كبير "مكلفاً للغاية"، نظراً لـ"الكم الكبير من المشاعر" التي يتضمنها.
يقول مو: "أنا فخور جداً به، لقد قدمت فيه أفضل ما لدي، وما زلت أشعر بالألم بسبب أداء الدور".
كان هناك تحدٍ آخر أمام صناع العمل يجب التغلب عليه، وهو تحديد موعد تصوير الموسم الثاني.
أما الحلقة الأخيرة، التي تُحاكي زيارة مو لمنزل عائلته في الضفة الغربية، فتدور أحداثها في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أي قبل يوم واحد من شن عناصر من حماس هجوماً على بلدات إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة بحسب الإحصائيات الإسرائيلية.
ورداً على ذلك، شنت إسرائيل هجوماً عسكرياً واسعاً على غزة، أسفر عن مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.
ويؤكد مو أن تجنب ذكر السابع من أكتوبر/تشرين الأول في قصة المسلسل كان "مقصوداً"، إذ أن العرض في النهاية "مبني على الكوميديا"، وأن الحلقات التي تدور أحداثها بعد الهجوم حولت الانتباه بعيداً عن القصة والشخصيات التي قول مو أنها "لم تكن تتعقبهم، ولا ترصد عواطفهم".
"أنا لا أفقد الأمل أبداً"
ويقول مو إنه أراد مراعاة "السياق الأوسع" وإن التركيز على أحداث السابع من أكتوبر وتداعياتها "يكاد يوحي بأن الأمر قد بدأ للتو".
ويضيف أن "هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة"، في إشارة إلى التاريخ الطويل للصراع، وموضحاً أن هناك اعتباراً عملياً أيضاً، نظراً لطول الفترة الفاصلة بين التصوير وعرض المسلسل التي تجاوزت العام.
ويستدرك: "كان الأمر أشبه بمجال مقلقٍ لكتابة شيء ما، ثم حدثت كل هذه الأمور"، ويضيف: "وبعد ذلك، قد يصبح كل ما كتبته وألفته في السلسلة بلا معنى".
وحظي المسلسل بإشادة واسعة، حيث كانت نهايته مؤثرة للجماهير ولمو أيضاً.
ويتتبع المسلسل رحلة الشخصية مع عائلته إلى الضفة الغربية المحتلة، وتجربتهم الحياتية هناك.
من وجهة نظره، يُظهر المسلسل القضايا اليومية المعقدة التي يواجهها الفلسطينيون، مثل الخضوع للتفتيش الدقيق على نقاط التفتيش التي يسيطر عليها الجنود الإسرائيليون، كما تظهر شخصية مو وهو يتعرض للغاز المسيل للدموع.
ويعيش في الضفة الغربية، الواقعة بين إسرائيل ونهر الأردن، نحو ثلاثة ملايين فلسطيني ونصف مليون مستوطن يهودي.
وبالإضافة إلى القدس الشرقية وغزة، تُعد الضفة الغربية جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واحتلت إسرائيل هذه المناطق في حرب عام 1967، وبنت عليها مستوطنات تُعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
ويُطالب الفلسطينيون بهذه المناطق لإقامة دولة مستقلة في المستقبل، ويريدون إزالة جميع المستوطنات.
يقول مو: "تلقيتُ العديد من المكالمات من أشخاص في حالة مؤلمة بعد مشاهدة الحلقة الأخيرة، وأشاروا إلى مدى فائدة المسلسل لهم".
ويضيف أنه "لم يكن الفلسطينيون فقط" من تواصلوا معه، موضحاً أن الحلقة الأخيرة - التي كانت مدتها في الأصل ستون دقيقة - كانت "أشبه بفيلم سينمائي" قبل أن يتم تقليصها في النهاية إلى 39 دقيقة.
ويشير إلى أنه أراد تغطية "التفاصيل الرئيسية"، بما في ذلك صعوبة دخول الفلسطينيين والعيش هناك، موضحاً أنه "لن تشعر حينها بأنك في إجازة، في الواقع ستكون في حالة توتر".
ويعتقد مو أن تمثيل الفلسطينيين في التلفزيون والسينما يعد محدوداً بشكل عام، وهو ما وضع عليه ضغطاً أكبر.
ويقول إن "هناك ضغطاً كبيراً من المعجبين، أصوات من خارج الوسط تطالبني بما يجب أن أقوله وما لا يجب أن أقوله، سواء من فلسطينيين أو غير فلسطينيين".
ويضيف: "علي أن أغمض عيني وأركّز على سرد القصة التي أعرفها والتي عشتها بنفسي".
ويوضح مو أنه لا يستطيع "التخلي" عن كونه متحدثاً باسم الفلسطينيين، معترفاً بأنه يشعر "كأنه ملكية عامة في هذه المرحلة"، ويقول: "أعتقد أن كل ما يحتاجه الشخص هو إدارة توقعاته، ومع ذلك، لن أتردد في ذلك".
ويوضح مو: "سواء كانوا يتفقون معي أو يختلفون، من المهم أن نواصل الحوار ونستمر في النقاش".
ومنح اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعض الأمل في إمكانية إنهاء القتال، لكنه كان أيضاً هشاً في ظل القلق من احتمال انهيار الاتفاق.
ويقول مو إنه "دائماً متفائل" بأن الأمور قد تتحسن، مضيفاً: "لا أفقد الأمل أبداً، لأنه إذا فقدت الأمل، ينتابني شعور من الحزن".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«منصة واترملون+».. موطن جديد للفيلم الفلسطيني
«منصة واترملون+».. موطن جديد للفيلم الفلسطيني

الوسط

timeمنذ 3 أيام

  • الوسط

«منصة واترملون+».. موطن جديد للفيلم الفلسطيني

تسعى منصة أُطلِقَت أخيرًا إلى أن تشكّل «موطنًا» لأفلام الفلسطينيين، وإلى أن تتيح «إسماع صوتهم»، على ما أفاد مؤسساها بعد إعلانهما عنها الخميس ضمن مهرجان كان السينمائي، فيما يلاحظ باحث أصدر كتابًا عن الفن السابع الفلسطيني أنه يواكب حقبات سياسية أساسية في النزاع مع إسرائيل. وتجمع منصة «واترملون +» للبث التدفقي، التي أطلقتها شركة «واترملون بكتشرز» في الولايات المتحدة، نحو 60 فيلمًا من بينها أعمال لأبرز المخرجين الفلسطينيين، بعضها نال جوائز وشارك في مهرجانات عالمية، وتدور أحداث الكثير منها في قطاع غزة، الذي يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه منذ انطلاق الحرب الأخيرة ضد حركة حماس قبل عام ونصف عام، وفقا لوكالة «فرانس برس». ويقول الأميركي من أصل فلسطيني حمزة علي، الذي أسس المنصة مع شقيقه بديع، لوكالة فرانس برس ردًا على سؤال وُجّه إليه بالبريد الإلكتروني من بيروت: «نسعى إلى أن تشكّل هذه المنصة موطنًا للأفلام الفلسطينية وصانعيها». - - - أما شقيقه بديع، فيرى في تصريح لوكالة فرانس برس خلال وجوده في مهرجان كان في جنوب غرب فرنسا، أن «شيئًا لن يتغير ما لم نُسمِع صوت الفلسطينيين». ويضيف: «تصوير الفلسطينيين وكأنهم مجرّدون من الإنسانية وحجبهم هو ما يُغذّي الإجراءات» ضدهم. ويُشدّد على ضرورة جعل الأصوات الفلسطينية «المُتجاهَلة» مسموعة في الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل. ويؤكد حمزة علي أن هذه المنصة، التي تضمّ أيضًا الأميركية من أصل فلسطيني ألانا حديد، الأخت غير الشقيقة للعارضتين جيجي وبيلا حديد، «هي الوحيدة راهنًا التي تُركّز على الأفلام الفلسطينية»، بعدما خضعت هذه الأعمال «لتقييد شديد» على المنصات المعروفة عقب الهجوم غير المسبوق لحركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. بين الانتفاضتين مرورًا بأوسلو واختيرت الأفلام الفلسطينية التي تعرضها المنصة «بعناية فائقة بناءً على قيمتها الفنية ونجاحها ومدى توافرها»، وهي أعمال «من العقود الأخيرة»، وفق ما يوضح حمزة علي. وفي كتاب «سيرة لسينما الفلسطينيين» الصادر أخيرًا عن «مؤسسة الدراسات الفلسطينية»، يُحلل الكاتب والناقد السينمائي الفلسطيني سليم البيك خصائص سينما الفلسطينيين من خلال أفلامهم الروائية الطويلة، من «عرس الجليل» (1987) لميشيل خليفي إلى «الأستاذ» لفرح النابلسي، الذي أُطلق قبل شهرين من اندلاع حرب غزة العام 2023، وهو العمل الروائي الطويل الأول للمخرجة الفلسطينية البريطانية، التي سبق أن رُشحت للأوسكار عن شريطها القصير «الهدية». وإذا كان فيلم «عرس الجليل» تمحوَر على الوضع الذي كان يعيشه الفلسطينيون خلال الانتفاضة الأولى بين عامي 1987 و1993، فإن البيك يُدرج الأفلام التي أعقبته ضمن ما يصفه بـ«سينما أوسلو»، في إشارة إلى اتفاقات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مطلع تسعينات القرن العشرين. ويشير في حديث لوكالة فرانس برس إلى أن «الشخصيات في سينما أوسلو تتسم بالبؤس وتفتقر إلى الأمل وروح المقاومة والتغيير، وتُسلّم بالأمر الواقع». ويوضح البيك أن هذه الأفلام، ومن بينها أعمال لميشيل خليفي ورشيد مشهراوي وإيليا سليمان، هي «بمثابة ذاكرة حية لمرحلة في تاريخ الفلسطينيين المعاصر ومرجع لنفسية الفلسطينيين في تلك الحقبة». ويصف الأفلام ما بعد العام 2000 بأنها «أكثر واقعية، وهي متأثرة بالانتفاضة الثانية» أو «انتفاضة (المسجد) الأقصى» بين عامي 2000 و2005، «ولدى شخصياتها رغبة في المقاومة أو تُعبّر عن غضب وتمرد». ويلاحظ أن السينما الفلسطينية من العام 2000 إلى اليوم «تركّز على الموضوع الاجتماعي والخلافات الفلسطينية – الفلسطينية، المتمثلة في الاقتتال بين حركتي فتح وحماس العام 2007، فيما تراجعت مواضيع المواجهة مع إسرائيل». «محدودية المساحات والشخصيات» وإضافةً إلى «عرس الجليل» و«الأستاذ»، تشمل قائمة أعمال منصة «واترملون +» أفلامًا من بينها «عمر» لهاني أبو أسعد، و«خمس كاميرات محطمة» من إخراج عماد برناط والإسرائيلي غاي دافيدي، و«المطلوبون الـ18» لعامر شوملي، ويتناول قصة حقيقية عن إخفاء سكان بلدة بيت ساحور في الضفة الغربية 18 بقرة لإنتاج الحليب في مزرعة جماعية أعلن الجيش الإسرائيلي أنها تُشكّل تهديدًا للأمن القومي. وأدرجت المنصة كذلك «من المسافة صفر»، الذي يمثل فلسطين في الأوسكار هذه السنة، وهو مشروع توثيقي سينمائي أُنتِج العام 2024، أداره المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، ويضمّ 22 فيلمًا قصيرًا لمجموعة من السينمائيين والفنانين في قطاع غزة وثّقوا قصصهم خلال فترة حرب غزة. ويرى البيك أن وطأة الواقع الفلسطيني تنعكس «بشكل ثقيل على السينما الفلسطينية، وهذا الانعكاس يسبب محدودية المساحات والشخصيات. فالشخصية لا تستطيع أن تجتاز إلى الطرف الثاني بسبب الجدار أو الحاجز أو الجندي الإسرائيلي الذي يدفع الفلسطيني إلى العودة من حيث أتى أو يزجه في السجن». ويلاحظ أن ثمة جوامع مشتركة بين الأفلام الفلسطينية، «هي السوداوية، والمشهد الأخير هو نفسه المشهد الأول، إذ تعود الشخصية إلى النقطة التي بدأ فيها الفيلم من دون أن تكون أنجزت شيئًا».

"الصليب الملتوي": الرواية المفقودة التي وجّهت تحذيراً من أهوال ألمانيا النازية
"الصليب الملتوي": الرواية المفقودة التي وجّهت تحذيراً من أهوال ألمانيا النازية

الوسط

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • الوسط

"الصليب الملتوي": الرواية المفقودة التي وجّهت تحذيراً من أهوال ألمانيا النازية

بعد ثمانين عاماً من يوم النصر في أوروبا وانتهاء الحرب العالمية الثانية بغزو الحلفاء لألمانيا، وسيطرة الاتحاد السوفييتي على برلين، والاستسلام غير المشروط من قبل ألمانيا في 8 مايو أيار عام 1945، لا يزال الاهتمام بما حدث قوياً. ازداد الطلب على حكايات أوروبا في زمن الحرب حينها وبشكل ملحوظ منذ نشر رواية أنتوني دوير الشعرية "كل النور الذي لا نستطيع رؤيته"، الحائزة على جائزة بوليتزر عام 2015، والتي حُوّلت لاحقاً إلى مسلسل على شبكة نتفليكس. كما وصلت قصص الحب والمعارك وفك الشفرات والمقاومة ومعسكرات الاعتقال، إلى قوائم الكتب الأكثر مبيعاً حول العالم. وبينما استقى العديد من الروائيين في هذا النوع الأدبي الفرعي ببراعة من وثائق ورسائل وروايات شهود عيان تعود إلى ثمانية عقود، فمن غير المرجح أن يشهد العالم في هذا الوقت الحالي، عملاً روائياً جديداً مستوحى من تجربة شخصية من تلك الحقبة. هذا أحد أسباب كون رواية "الصليب الملتوي" Crooked Cross، التي أعادت دار بيرسيفوني للنشر إصدارها ربيع هذا العام. واستلهمت الكاتبة، سيلفيا "سالي" كارسون، وهي شابة إنجليزية، من زياراتها لأصدقائها في بافاريا في أوائل الثلاثينيات، الكثير لكتابة رواية عن بزوغ فجر الاستبداد النازي في بلدة ألمانية صغيرة. أثبتت رواية كارسون بصيرتها الثاقبة بشأن الأهوال القادمة، ومع ذلك، بعد وفاتها المبكرة عام 1941، طواها النسيان. وقال الروائي الأمريكي الشهير إي. إل. دكتورو، مؤلف روايات "راغتايم" و"بيلي باثجيت" وغيرها من الأعمال الروائية التي تدور أحداثها في الماضي: "سيخبرك المؤرّخ بما حدث، بينما يستطيع الروائي أن يخبرك بما شعرت به". ويتمثل إنجاز كارسون في تجسيد عائلة كلوغر، المقيمة قرب الجبال جنوب ميونيخ، والتي شهدت على مدار ستة أشهر - من ليلة عيد الميلاد عام 1932 إلى ليلة منتصف الصيف عام 1933 - تحطيم حياتها. رواية "الصليب الملتوي" - يُشير عنوانها إلى "سافاستيكا"، أي رمز الصليب المعقوف الذي تبناه النازيون. ونُشرت الرواية عام 1934، بعد عام من الأحداث. ولاقت الرواية إشادات واسعة، وحوّلت كارسون روايتها إلى مسرحية عُرضت لأول مرة في مسرح برمنغهام ريبيرتوري عام 1935، ثم نُقلت إلى ويست إند بلندن بعد عامين. وأثبتت الرواية بصيرة كارسون الثاقبة بشأن الأهوال القادمة، ومع ذلك، وبعد وفاتها المبكرة عام 1941 بسبب سرطان الثدي، طواها النسيان. لكن قرار دار بيرسيفوني للنشر بإعادة إصدار رواية كارسون الآن، كان قراراً حكيماً ومرحباً به. تبدأ أحداث القصة عندما يجتمع هانز وروزا كلوغر، وأطفالهما الثلاثة البالغين - ابنتهما ليكسا، وابناهما هلمي وإريك - لقضاء عطلة عيد الميلاد. كانت الحياة صعبة في ألمانيا خلال فترة الكساد الكبير. خُفِّض راتب السيد كلوغر، الذي كان يعمل في مكتب البريد، وابنه البكر هلمي عاطل عن العمل، ووظيفة إريك الموسمية كمدرب تزلج تتطلب منه تلبية رغبات النساء الثريات. لكن عيد الميلاد هو "وقتٌ لتحقيق السعادة الشخصية، واستكمال الدائرة السحرية لعائلتهما"، كما كتبت كارسون. كما يشارك خطيب ليكسا الوسيم والناجح، الجراح الشاب موريتز فايسمان، في جميع الاحتفالات. وبينما يتولى هلمي وليكسا تزيين شجرة عيد الميلاد – إذ كانا دائماً قريبيْن من بعضهما - تصف الرواية المشهد الاحتفالي بدقة، يخدع المشهد القارئ ليُصدق، رغم تلميحات التهديد، أن لا شيء يُمكن أن يُحطم هذه العائلة المُخلصة، المُحترمة، والمُحبة. بعد شهر، وفي يناير/ كانون الثاني 1933، عُيّن هتلر مستشاراً، وبدأ عهد ماخترغرايفونغ، كما يُطلق عليه الألمان، وهو توطيد النازية للسلطة. وفي غضون أيام، يُكافأ هلمي على ولائه المُبكر للنازيين، ووعودهم بإعادة ازدهار الأمة، بوظيفة سكرتير الحزب المحلي، وفي المقابل يُطرد موريتز، وهو من أب يهودي، من عيادة ميونيخ التي يعمل بها. مقارنات معاصرة وشخصية تُظهر كارسون تعاطفاً مع جميع شخصياتها، إلى جانب بصيرة حادة في نقاط ضعفهم. مع ذلك، يقع هلمي، الرجل الحساس وصاحب الضمير الحي، في شراك "أيديولوجية الشر". ويُحاول إقناع أخته بأنه في الواقع الجديد، يجب عليها فسخ خطوبتها وعدم رؤية موريتز مرة أخرى. تقاوم ليكسا، متمسكة بأمل أن يُطرد هتلر من الحكومة في برلين البعيدة. لكن بدلاً من ذلك، ومع اخضرار مروج الجبال في الربيع، يزداد عالم العائلة ظلمةً. إذ يترك إريك وظيفته المتواضعة للانضمام إلى مرتدي القمصان البنية، ويتجول في المدينة مرتدياً زيه وحذائه العسكري - يشعر الوالدان كلوغر بفخرٍ شديد، على الرغم من أن السيد كلوغر، المحارب القديم في الحرب العالمية الأولى، لا يزال حذراً من الانخراط بصراع دموي آخر. ويحضر هلمي المثالي تجمعاً للنازيين ويشعر بالذهول. تكتب كارسون: "لم يكن يتخيل ولم يكن لديه أي فكرة عن الدمار الذي سيسببه تحرير تلك القوة التي كان ينادي بها الآن بصوتٍ أجشّ مثل الآخرين. كان هتلر بالنسبة لهم بمثابة مُخلّص رائع، "إله". ارتسمت أذرعهم في نفس الإشارة - كانت غابة من الأذرع البنية الممتدة بأصابع تشير إلى الإله الصغير ذي الشارب الشبيه بفرشاة الأسنان. "هايل هتلر!" موريتز، المُجرّد من عمله ودخله، والمُحظور حتى من استعارة الكتب من المكتبة العامة، يُصاب باليأس. ليكسا تريد قضاء أمسية جميلة، فتقنعه بأخذها إلى حفلة رقص. على المسرح المزدحم، وبينما كانا يؤديان رقصة الـ"فوكستروت" أو "رقص الصالة"، اصطدم الاثنان بالصدفة بثنائي آخر. التفت موريتز ليعتذر. "اللعنة عليك أيها اليهودي القذر! ابتعد عن الطريق"، صرخ الرجل الآخر. روت كارسون لصحيفة برادفورد أوبزرفر كيف سمعت هذه الكلمات تُلقى على الرجل اليهودي الذي رافقها في قاعة رقص أثناء عطلتها في بافاريا. وفي ليلة منتصف الصيف، عندما يتفاقم الوضع في ألمانيا، تختار ليكسا حبها لموريتز على كل الولاءات الأخرى، وتكون النتائج مدمرة. (لن أروي المزيد من التفاصيل كي لا أفسد القصة لك). الرواية تُظهر كيف يُمكن لأمة مُتحضرة أن تقع في قبضة الاستبداد. في حديثها لبرنامج "توداي" الإخباري على إذاعة بي بي سي، استشهدت فرانشيسكا بومان، المؤرخة ومديرة تحرير دار نشر بيرسيفوني، بمراجعة نُشرت في صحيفة أكتون غازيت وقت نشر الكتاب. وقالت "رواية الصليب الملتوي أكثر صدقاً من التقارير المُرسلة عبر التلغراف، إنها أكثر عدلاً من الدعاية، وأكثر إثارةً للاهتمام". ماذا ستفعل لو بدأ أحباؤك بتبني أفكار تكرهها؟ لم يرغب جميع معاصري كارسون في سماع التحذير المُضمن في رواية "الصليب الملتوي". عندما انتقلت مسرحيتها إلى مسرح لندن عام 1937، انتقدها البعض في بريطانيا باعتبارها مُعادية لألمانيا، وأصرّ مكتب اللورد تشامبرلين على إزالة كل تحية "هايل هتلر" من العرض. كان جزء كبير من المؤسسة البريطانية آنذاك يأمل في "التعايش السلمي" مع النظام المُتعطش للحرب في برلين. قد يسارع بعض القراء إلى استخلاص أوجه تشابه معاصرة، لا سيما مع صعود الشعبوية اليمينية حول العالم، وميل الشباب إلى الانجذاب للحركات المتطرفة، عندما يشعرون - كما شعر الملايين في ألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي - بالضياع أو السخط أو انعدام الهدف. لكن القضية الحقيقية التي تطرحها رواية الصليب الملتوي هي قضية شخصية وتتساءل: ماذا ستفعل لو بدأ أحباؤك بتبني أفكار تكرهها؟ والآن، وبعد أن عادت قصة عائلة كلوغر المأساوية إلى الواجهة، أثبتت أنها تستحق مكانةً دائمةً في أدب الحرب العالمية الثانية.

غزّة تهيمن على الدورة العاشرة لجائزة محمود كحيل
غزّة تهيمن على الدورة العاشرة لجائزة محمود كحيل

الوسط

time٢٥-٠٤-٢٠٢٥

  • الوسط

غزّة تهيمن على الدورة العاشرة لجائزة محمود كحيل

شكلت حرب غزة محور ثلاثة من الأعمال الخمسة الفائزة في الدورة العاشرة لجائزة محمود كحيل لفنون الشرائط المصوّرة والرسوم التعبيرية والكاريكاتير السياسي. وقد حصل فنانون مصريون على ثلاث من الجوائز في الفئات التنافسية، بالإضافة إلى واحدة من جائزتين فخريتين، وُزِّعَت مساء الخميس في بيروت، وفقا لوكالة «فرانس برس». وفازت نساء بثلاث من الجوائز الخمس التي يمنحها «مركز رادا ومعتز الصوّاف لدراسات الشرائط المصوّرة العربية» في «الجامعة الأميركية في بيروت». ولاحظت رادا الصوّاف خلال احتفال توزيع الجوائز في المكتبة الوطنية أن «جائزة محمود كحيل ساهمت بين 2015 و2025 في تشجيع هذه الفنون وإبرازها، وتعزيز موقعها وحضورها» في العالم العربي. - - - وأوضحت مديرة المركز، لينا غيبه، أن عدد المتقدمين للمشاركة في المسابقة هذا العام بلغ 250، معظمهم من اللبنانيين والمصريين، وبلغت نسبة النساء من بين المشاركين 43%. وحصل الفنان المصري محمد توفيق (42 عاماً) على «جائزة محمود كحيل» لفئة الكاريكاتير السياسي عن رسومه المتعلّقة بالحرب الجارية في غزّة بين إسرائيل وحركة حماس منذ 7 أكتوبر 2023. ورأت لجنة التحكيم أن توفيق «خرج في تناوله لهذه المأساة عن النمطيّة، مدعوماً باحترافية عالية وأكثر فاعلية من آلاف الصور المروّعة»، مضيفةً أنه «يختصر في كل رسم قصّةً وروايةً تتجاوز اللحظة وفظاعتها». وقال توفيق لوكالة فرانس برس إن «حركة التعبير عن غزة كانت أكبر بكثير من المعتاد في هذه الحرب»، نظراً إلى حدّة الصراع، مضيفاً: «فن الكاريكاتير يمكن أن يساهم في تغيير شيء، أو على الأقل يلفت الانتباه إلى واقع معيّن». أمّا مواطنه محمد علي (39 عاماً)، فنال جائزة فئة الروايات التصويرية عن «سدّة الكاتب»، وهي «رواية تصويرية صامتة عن كاتب يسرق السيرة الذاتية لصديقه وينشرها وكأنّها روايته، فتحقّق نجاحاً كبيراً»، بحسب ما قال علي لـ«فرانس برس». ووصفت لجنة التحكيم العمل بأنّه «قصة مشوقة تغوص في أعماق أزمة الهوية المسروقة»، مشيرةً إلى أن رسومه «رغم جمالها الآسر، تنبض بجو خفي من الرعب، ما يضفي على العمل بُعداً بصرياً مشحوناً بالتوتر والغرابة». ونالت اللبنانية نور حيدر (25 عاماً) جائزة فئة الشرائط المصوّرة عن «الرجل على الجانب الآخر من بندقية أبي». وقالت لـ«فرانس برس»: «يتناول عملي علاقتي مع القضية الفلسطينية، وكيف نشأت عليها، ثم ابتعدنا عنها وعدنا بعد السابع من أكتوبر، وأصبحنا متعاطفين معها أكثر من أيّ وقت مضى». ووصفت اللجنة أسلوبها بأنّه «يجمع بين الرسم وفنّ التصميم»، ويتّسم بـ«الصفاء والبساطة». ورأت اللجنة أن المصرية سالي سمير (36 عاماً)، الفائزة بجائزة الرسوم التصويرية والتعبيرية، «رسمت في عملها ضحايا الإبادة في غزة، ووثقت قصصهم، وغالبيتهم من الأطفال، بصورة رقيقة تحفظ إنسانيتهم». وأضافت أنها «لا تغير الواقع المؤلم ولا تلطفه، بل تواسي قلوب أهالي الضحايا». وقالت سالي سمير لـ«فرانس برس»: «أردت أن أعرّف ابنتي البالغة ست سنوات بهذه الأرض الفلسطينية، وأن أعبر عن الصورة القاسية لما تعرض له الأطفال والأمهات في هذه الحرب. حاولت أن أنقل الجانب الإنساني». جائزة أولى للسودان وللمرة الأولى، حصلت فنانة سودانية على إحدى جوائز محمود كحيل، إذ فازت شروق إدريس بجائزة رسوم كتب الأطفال عن كتابها «القشّ الماشي». ورأت لجنة التحكيم أن «الرسوم في هذا العمل نابضة بالحياة، تحمل جودة استثنائية، وتأسر بشخصياتها» التي «تجذب القراء الصغار وتحفز خيالهم». وقالت إدريس لـ«فرانس برس»: «معظم عملي يُمثل الثقافة السودانية، وهي مزيج من الثقافتين العربية والأفريقية». وأُعطيت جائزة «قاعة إنجازات العمر» الفخرية للمصرية آمال خطاب، فيما كانت جائزة «راعي الشرائط المصوّرة» الفخريّة من نصيب دار النشر «معمول». يُذكر أن جائزة محمود كحيل أُطلقت العام 2015، تخليداً لتراث الفنان الراحل محمود كحيل، أحد أبرز رسامي الكاريكاتير في العالم العربي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store