
"هرم" غامض في غابات الأمازون
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
في قلب غابات الأمازون الكثيفة، على الحدود الفاصلة بين بيرو والبرازيل، يقف جبل "سيرو إل كونو" على ارتفاع 400 متر، بشموخ كأحد أكثر التكوينات الطبيعية إثارة للحيرة.
وهذا الجبل الذي يعني اسمه "تل المخروط" يتميز بشكل هرمي مثالي يبلغ ارتفاعه 400 متر (1310 قدما)، لدرجة أنه يمكن رؤيته بوضوح من على بعد 400 كم في الأيام الصافية، حتى من مرتفعات جبال الأنديز الغربية.
وما يجعل هذا التكوين الجيولوجي استثنائيا هو موقعه المنعزل وسط السهول المنبسطة لغابات الأمازون، حيث يظهر فجأة كصرح عملاق بينما تحيط به الغابات الكثيفة من كل جانب.
ويختلف شكله الهرمي الدقيق تماما عن التضاريس المحيطة به، ما أثار العديد من النظريات حول أصله وتكوينه.
وما يزال أصل هذا الجبل الغريب لغزا بسبب موقعه النائي. ويعتقد بعض الجيولوجيين أن "سيرو إل كونو" قد يكون بركانا خامدا تشكل منذ آلاف السنين، بينما يرى آخرون أنه مجرد تكوين صخري نادر نتج عن عوامل التعرية الطبيعية عبر العصور. لكن للسكان الأصليين في المنطقة تفسير مختلف، فهم يعتبرون الجبل كائنا روحيا مقدسا، ويطلقون عليه اسم "أبو الأنديز" الذي يعتقدون أنه يحميهم ويرعاهم.
وهناك تفسير رابع، لكنه لا يستند إلى أدلة، وهو أن "سيرو إل كونو" يقع فوق أنقاض هرم بناه السكان الأصليون القدماء، وفقا لصحيفة "لا ريبوبليكا".
وتتميز المنطقة المحيطة بالجبل بغناها البيئي الاستثنائي، حيث تقع على مقربة من نهر أوكايالي أحد أهم روافد نهر الأمازون، وتضم أنواعا نادرة من الحيوانات مثل النمور (Panthera onca) والمدرعات العملاقة (Priodontes maximus) وأنواعا مختلفة من القرود.
وأدركت الحكومة البيروفية أهمية الحفاظ على هذه البيئة الفريدة، فأعلنت المنطقة محمية طبيعية في عام 2015 تحت اسم "منتزه سييرا ديل ديفيسور الوطني". لكن المسوحات الأخيرة تشير إلى أن المنتزه المحمي لم يتمكن من القضاء على تهديدات إزالة الغابات غير القانونية والصيد الجائر للحيوانات البرية.
وعلى الرغم من الأساطير المحلية والشكل الغامض لهذه القمة الأمازونية الضخمة، فإن العلماء يؤكدون أن التفسير الأرجح هو أن "سيرو إل كونو" قد يكون بركانا خامدا نشأ فجأة في الغابة المطيرة.
وتحديدا، قد يكون مخروطا بركانيا غريب الشكل، أو سدادة بركانية ،أو تدتخلا ناريا، تشكل منذ ملايين السنين. والمخروط البركاني هو تل أو جبل يتكون من تراكم المواد البركانية، مثل الحمم والرماد والحطام، التي تقذف من فوهة البركان أثناء الثورات. أما السدادة البركانية (وتسمى أيضًا العنق البركاني) فهي كتلة صلبة أسطوانية من الصهارة المتصلبة التي تتكون داخل فوهة البركان أو قناته.
وبعد أن يصبح البركان خامدا، تتآكل المواد البركانية الأكثر ليونة المحيطة به (مثل الرماد)، تاركة السدادة الأكثر مقاومة لتشكل تلا أو قمة مميزة.
أما التداخل الناري فهو كتلة من الصهارة المنصهرة التي تندفع بين طبقات الصخور الموجودة تحت سطح الأرض ولكنها تبرد وتتصلب قبل أن تصل إلى السطح. وعندما يتم الكشف عنها بفعل التآكل، يمكن أن تشكل التداخلات النارية تلالا أو سلاسل جبلية أو قمما، اعتمادا على شكلها وحجمها.
وبغض النظر عن كيفية تشكل "سيرو إل كونو"، فهو تكوين فريد تماما في الأمازون، وسيبقى "سيرو إل كونو" لغزا جيولوجيا مثيرا، شاهدا على عجائب الطبيعة وقدرتها على إبهارنا بأشكالها الفريد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 7 ساعات
- الديار
مؤشر التنمية البشريّة.. لبنان في المرتبة العاشرة عربياً
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تحت عنوان "رَهْنٌ بخيار الإنسان والإمكانات في عصر الذكاء الاصطناعي" صدر تقرير التنمية البشرية في نسخته الـ 33 عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وقد صنّف لبنان من ضمن دول ذات مستوى تنمية بشرية مرتفع، إذ سجّل نتيجة 0.752 في مؤشر التنمية البشرية للعام 2023، وجاء في المرتبة 102 عالمياً، والعاشرة بين نظرائه العرب. يحاول تقرير التنمية البشرية التمييز بين العصر الجديد للذكاء الاصطناعي والتحوّلات الرقمية السابقة، وما يعنيه هذا الفرق بالنسبة إلى تنمية الإنسان. وبحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فقد أُجري استطلاع من أجل إعداد التقرير، والذي كشف عن استخدام واسع النطاق للذكاء الاصطناعي. حيث أشار 20 % من المشاركين في الاستطلاع إلى أنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقّع أن ترتفع هذه النسبة بشكل سريع. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت نتائج الاستطلاع أن حوالى الثلثين من المشاركين في دول ذات تنمية بشرية منخفضة ومتوسطة ومرتفعة، يتوقعون أنهم سيستخدمون الذكاء الاصطناعي في مختلف أبعاد مؤشر التنمية البشرية (التعليم، العمل، والصحة) خلال سنة واحدة من تاريخ الاستطلاع. وعلّق التقرير بأنّه على الرغم من التطوّر السريع في الذكاء الاصطناعي، فإن التنمية البشرية لا تزال تعاني من الركود، كما يتضح في تباطؤ التقدّم في مؤشر التنمية البشرية، والذي لم يتعافَ بعد من تداعيات جائحة كوفيد-19 والأزمات التي تلتها. وفي هذا الإطار، أشار التقرير إلى أنه رغم توقّع تسجيل مستويات قياسية في مؤشر التنمية البشرية العالمي لعام 2024، فإن نحو 40 % من المشاركين توقّعوا أن تكون هذه الزيادة هي الأبطأ منذ إطلاق المؤشر في عام 1990. وذكر التقرير أيضاً أن الغالبية تتوقع أن يقوم الذكاء الاصطناعي بتنفيذ الوظائف بشكل آلي (Automation) وتعزيزها (Augmentation)، مع تأييد فكرة تعزيز الذكاء الاصطناعي للوظائف بدلاً من استبدالها. وأشار التقرير إلى أنه مع تزايد عدد الأفراد الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي، ستزداد ثقتهم في قدرته على زيادة الإنتاجية، خاصة في الدول النامية.


الديار
منذ 2 أيام
- الديار
اكتشاف سر نشأة اللغة لدى أسلاف البشر
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب حقق العلماء الألمان اكتشافا ثوريا، حيث أظهروا باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي وجود اتصال عصبي لغوي بين قرود الشمبانزي، بينما كان يُعتقد سابقا أنه سمة بشرية بحتة. واتضح أن نظام الاتصال المعقد نشأ منذ حوالي سبعة ملايين عام عند السلف المشترك للبشر الحديثين والشمبانزي. ويغير هذا الاستنتاج جذريا المفاهيم حول التطور النطقي ويوسع آفاق البحث في القدرات الفكرية للرئيسيات. ولفتت الحزمة المقوسة (Arcuate Fasciculus, AF) انتباه العلماء بشكل خاص، وهي حزمة من الألياف العصبية تربط بين مناطق اللغة في الدماغ. وتربط هذه الحزمة لدى البشر المناطق الصدغية والجبهية، مما يوفر الوظيفة النطقية المعقدة. وأصبح من المعروف الآن وجود هيكل مماثل لدى الشمبانزي، وإن كان أقل تطورا. بالإضافة إلى ذلك، وجد العلماء أن الحزمة المقوسة عند الشمبانزي تتفاعل مع التلفيف الصدغي الأوسط، وهو ما كان يُنسب سابقا إلى البشر فقط. واستخدم الباحثون من معهد "ماكس بلانك" الألماني للعلوم الإدراكية وعلوم الدماغ التصوير بالرنين المغناطيسي عالي الدقة لتحليل أدمغة 20 شمبانزي، شملت حيوانات من حدائق الحيوان وأخرى برية نفقَت بشكل طبيعي في غابات إفريقيا. وقال ألفريد أنواندر المؤلف الرئيسي للدراسة: "تمكَّنَا من تصوير المسار التفصيلي للألياف العصبية بين مناطق الدماغ المختلفة بدقة غير مسبوقة". وكشفت النتائج وجود اتصال واضح بين الحزمة المقوسة والتلفيف الصدغي الأوسط في كل دماغ تم فحصه، وهو اكتشاف يُناقض الافتراضات السابقة بأن هياكل اللغة الدماغية تطورت حصريا عند البشر. وأوضحت أنجيلا دي فريديريتشي مديرة قسم علم النفس العصبي والمشاركة في الدراسة: "كان يُعتقد سابقا أن البنى التشريحية الداعمة للغة ظهرت لدى البشر فقط. لكن نتائجنا تُغيِّر جذريا فهمنا لأصل اللغة والإدراك في سياق التطور". وأثبتت الدراسة أن الأساس العصبي للتواصل المعقّد كان موجودا بالفعل لدى السلف المشترك للإنسان والشمبانزي قبل نحو 7 ملايين سنة. ورغم أن هذه الوصلة العصبية لا تدعم لغة معقدة كتلك البشرية لدى الشمبانزي، إلا أنها ربما شكَّلت اللبنة الأولى لتطور الكلام البشري.


الديار
منذ 2 أيام
- الديار
خريطة الطريق إلى كنز طاقة نظيفة يكفي البشرية لـ170 ألف سنة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب جمع فريق بحثي قائمة بالعوامل الجيولوجية التي تساعد في تحديد مواقع خزانات كبيرة للهيدروجين النظيف، وهو عنصر أساسي في الانتقال إلى طاقة أنظف بعيدا عن الوقود الأحفوري. وتشير الدراسات الحديثة إلى وجود خزانات هيدروجين مدفونة في مناطق عديدة حول العالم، منها 30 ولاية أمريكية على الأقل. ويأمل الباحثون أن يسرّع العثور على هذه الخزانات عملية التحول العالمي في مجال الطاقة. لكن الفهم الجيولوجي لتشكل تراكمات الهيدروجين الكبيرة وأماكن وجودها ظل محدودا. لذلك، وضع فريق البحث بقيادة كريس بالنتين، أستاذ الكيمياء الجيولوجية في جامعة أكسفورد، قائمة بالعوامل التي تؤدي إلى تكوين وتراكم الهيدروجين الطبيعي في قشرة الأرض. وقال بالنتين: "المهمة الآن هي تحديد أماكن إطلاق الهيدروجين وتجمعه واحتجازه تحت الأرض". ووفقا للباحثين، فإن قشرة الأرض قد أنتجت خلال المليار سنة الماضية كمية من الهيدروجين تكفي لتغطية احتياجاتنا الحالية من الطاقة لمدة 170 ألف عام تقريبا. وتتطلب خزانات الهيدروجين الطبيعي 3 مكونات رئيسية: مصدر للهيدروجين، وصخور قادرة على استضافته (صخور الخزان)، وأختام طبيعية تحبس الغاز في باطن الأرض. وتنتج عشرات العمليات الطبيعية الهيدروجين، أبسطها تفاعل كيميائي يقسم الماء إلى هيدروجين وأكسجين. وتعد الصخور التي تحتوي على هذه العمليات مصادر محتملة للهيدروجين، وفقا لبالنتين. ومن الأمثلة على المواقع الواعدة ولاية كانساس الأميركية، حيث أدى صدع عميق تشكل قبل مليار سنة إلى تراكم صخور البازلت التي تتفاعل مع الماء لإنتاج الهيدروجين. ويبحث الباحثون هناك عن هياكل جيولوجية قد تكون حبست هذا الغاز. وأشار الفريق إلى أن الضغط التكتوني وارتفاع حرارة باطن الأرض يساعدان في دفع الهيدروجين إلى الطبقات القريبة من السطح، حيث يمكن أن يتراكم ويشكل مخزونا قابلا للاستخدام التجاري. وتضمنت الدراسة أيضا تقييم أنواع الصخور والسياقات الجيولوجية التي تعتبر واعدة، مثل مجمعات الأوفيوليت — وهي كتل من قشرة الأرض كانت في الأصل تحت المحيط — والمناطق النارية وأحزمة الحجر الأخضر الأركي التي يعود عمرها إلى مليارات السنين. وفي عام 2024، اكتشف باحثون خزانا ضخما للهيدروجين داخل مجمع أوفيوليت في ألبانيا، ما يؤكد إمكانية وجود مثل هذه الخزانات حول العالم. كما نبهت الدراسة إلى أن وجود ميكروبات جوفية تتغذى على الهيدروجين قد يؤثر على تراكمه، ما يجعل بعض البيئات أقل ملاءمة للاستكشاف. حاليا، يُستخدم الهيدروجين في صناعة مواد كيميائية أساسية مثل الأمونيا والميثانول، كما أنه يملك دورا متزايدا في التحول نحو الطاقة النظيفة، خاصة في تشغيل السيارات ومحطات الكهرباء. إلا أن معظم الهيدروجين المنتج اليوم يأتي من الهيدروكربونات، ما يسبب انبعاثات كربونية عالية. وفي المقابل، يتميز الهيدروجين النظيف المتكون طبيعيا في قشرة الأرض ببصمة كربونية أقل. وأكد الباحثون على أن الأرض تنتج كمية كبيرة من الهيدروجين، وأن التحدي الحالي هو تتبع الظروف الجيولوجية المناسبة للعثور عليه واستخراجه.