logo
شباب أصليون على وشك إنهاء رحلة نهرية تاريخية بقوارب الكاياك

شباب أصليون على وشك إنهاء رحلة نهرية تاريخية بقوارب الكاياك

CNN عربيةمنذ 3 أيام
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لم يكن يوم ميلاد روبي ويليامز الـ18 عاديًا، إذ احتفلت به على نهر كلاماث، برفقة مجموعة من الشباب الذين يقومون برحلة تجديف تاريخية من منبع النهر في جنوب ولاية أوريغون إلى مصبّه في المحيط الهادئ، جنوب مدينة كريسنت في ولاية كاليفورنيا.
وتُعد هذه المرة الأولى منذ قرن، التي يمكن فيها القيام بهذا النزول الكامل، بعد إزالة أربعة سدود في الآونة الأخيرة، ما سمح للنهر بالجريان بحرية.
تحدثت كل من يليامز وزميلتها في التجديف كايا ويكي، البالغة من العمر 17 عاماً، إلى CNN في اليوم الخامس عشر من رحلتهما التي تستمر شهراً.
في تلك المرحلة، كان تبقى لهما 227 كيلومتراً من أصل 499 كيلومتراً من الرحلة، وقد عبرتا بالفعل بعضاً من أصعب المنحدرات، مثل تلك الموجودة في منطقتي "المنعطف الكبير" و"زاوية الجحيم" من النهر.
وكان التعب قد نال منهما. ومع ذلك، ورغم الإرهاق الذهني، كانتا ثابتتين في التزامهما.
وقالت ويليامز: "نحن نستعيد نهرنا، ونستعيد رياضتنا".
وأضافت ويكي، التي تنتمي إلى قبيلة "يوروك": "نحن نتأكد من أن شعبي وجميع سكان نهر كلاماث يمكنهم أن يعيشوا بالطريقة التي يُفترض بنا أن نعيش بها".
ويتجذّر نهر كلاماث بعمق ثقافات الشعوب الأصلية التي تعيش في حوضه، والتي استخدمت تاريخيًا الزوارق المحفورة من الخشب للتنقل على طوله. وهم ينظرون إليه ككائن حي، كأحد الأقارب، ويعتمدون عليه ويحمونه في المقابل.
وقالت ويليامز، التي تنتمي إلى قبيلة "كاروك" وتقطن الأراضي الواقعة على المجرى الأوسط لنهر كلاماث: "إنه أعظم معلم لنا، إنه أحد أفراد عائلتنا. نحن ننظم الطقوس حوله؛ فعندما تبدأ أسماك السلمون بالعودة، نعلم أن الوقت قد حان لتكوين أسرة".
وكان النهر تاريخيًا بمثابة شريان حياة، حيث أمّن وفرة من الأسماك. وكان نهر كلاماث في السابق ثالث أكبر نهر لإنتاج السلمون على الساحل الغربي للولايات المتحدة.
ولكن بين العامين 1918 و1966، قامت شركة "California Oregon Power"، التي أصبحت لاحقًا PacifiCorp، ببناء سلسلة من السدود الكهرومائية على مجرى النهر، ما قطع الطريق أمام السلمون المهاجر للصعود إلى المناطق العليا، وبهذا فقدت القبائل هذا المورد الغذائي والثقافي والتجاري.
وعلى مدى عقود، طالب السكان الأصليون، مثل قبيلتي "كاروك" و"يوروك"، بإزالة السدود واستعادة النهر. لكن لم يبدأ الزخم الحقيقي لقضيتهم إلا في العام 2002، بعدما أدت مستويات المياه المنخفضة إلى تفشي مرض أدى إلى نفوق أكثر من 30 ألف سمكة.
وبعد عشرين عامًا، وافقت لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية أخيرًا على خطة لإزالة أربعة سدود على الجزء السفلي من نهر كلاماث. في ذلك الوقت، أنشئ برنامج "التجديف في المياه القبلية" من قبل المنظمة العالمية "Ríos to Rivers" بهدف إعادة ربط الأطفال الأصليين بالنهر القديم.
وبإيمان بأن الشعوب الأصلية يجب أن تكون أول من ينزل النهر بعد ترميمه، بدأ البرنامج بتعليم الأطفال المحليين من حوض النهر كيفية التجديف في المياه البيضاء. وكانت ويكي وويليامز بين هؤلاء، ولم تكن أيٌّ منهما مارست التجديف من قبل.
وفي خريف العام 2024، أُزيل السد الرابع والأخير، مكمّلًا ما وصفته الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بأنه "أكبر عملية إزالة للسدود في العالم".
وفي أعالي النهر، لا يزال هناك سدان صغيران غير كهرومائيين، اضطر عندهما المجدفون للنزول من قوارب الكاياك وحملها برًا؛ ولا توجد خطط حاليًا لإزالتهما رغم وجود حملة مستمرة لذلك.
وتتذكر ويكي شعورها بالفرح الشديد عندما سمعت أن السد الأخير قد أُزيل. قالت: "لقد ناضل العديد من شيوخنا، وعماتنا، وأعمامنا بشدة لإزالة هذه السدود. لقد كانت معركة طويلة وصعبة، والكثير من الناس، حتى جدتي، ظنوا أنهم لن يروا هذه السدود تُزال خلال حياتهم".
وتابعت:"لذا، أن نجدف عبر النهر الآن.. أمر لا يُصدق. أعتقد أننا جميعًا ممتنون للغاية، لأننا نعلم أن سمك السلمون يستطيع أخيرًا السباحة من مصب النهر إلى منابعه، وأننا نحن أيضًا يمكننا الانطلاق من المنابع إلى المصب".
من جانبه، أشار ويستون بويلز، وهو مؤسس ومدير منظمة "Ríos to Rivers"، الذي شارك أيضًا بالرحلة، أنه من الضروري أن يقود السكان الأصليون أول رحلة نزول عبر النهر.
وقال: "تاريخيًا، كانت 'أول عمليات النزول' فكرة استعمارية: غرباء يضعون أيديهم على مجاري مائية ظلت المجتمعات الأصلية تستخدمها لملايين السنين".
وأضاف: "نحن نعيد سرد رواية مسروقة. وهذا مهم لأن تلك المياه تجري عبر أوطان أجدادنا، وهؤلاء الشباب الذين يجدفون يعيدون تأكيد السيادة، ويتعافون من الصدمة الثقافية، ويكرّمون الروابط العميقة لقبائلهم بالنهر".
ويعد الأثر البيئي أيضًا سببًا للاحتفال. فخلال أيام قليلة من إزالة السد الأخير، شوهدت أسماك سلمون "الشينوك" (وهي الأكبر بين أنواع السلمون في المحيط الهادئ) تسبح عبر الموقع السابق لسد "Iron Gate" في شمال كاليفورنيا، وهو مكان لم تمر به أي سمكة منذ 60 عامًا، بحسب ديف كوفمان، مدير منطقة شمال كاليفورنيا وجنوب أوريغون في شركة حلول الموارد البيئية، المسؤولة عن مشروع ترميم نهر كلاماث.
وقال لـCNN: "كنا نأمل أن نرى عودة سمك السلمون إلى جنوب ولاية أوريغون خلال عامين تقريبًا. لكن الأمر لم يستغرق سوى أسبوعين فقط".
وتابع:"لم يتوقع أحد ذلك، لقد فاقت الاستجابة كل آمالنا الجامحة. وهذا يُظهر مدى القدرة المذهلة لهذه الأسماك على الصمود: إذا منحناها الفرصة، فستعود إلى موطنها الأصلي".
لكن، بحسب كوفمان، لا يمكن إنكار أن المشهد الطبيعي قد تغيّر بشكل كبير منذ إنشاء السدود، وأن استعادته ستستغرق سنوات.
وتعمل شركة حلول الموارد البيئية على تسريع العملية الطبيعية من خلال إعادة تشكيل المجاري المائية، وحفر الرواسب، وزراعة مليارات من بذور النباتات المحلية على ضفاف الأنهار، بل وحتى استخدام طائرات الهليكوبتر لوضع الأشجار المتساقطة في روافد الأنهار لتوفير مأوى حيوي للأسماك والحياة البرية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شباب أصليون على وشك إنهاء رحلة نهرية تاريخية بقوارب الكاياك
شباب أصليون على وشك إنهاء رحلة نهرية تاريخية بقوارب الكاياك

CNN عربية

timeمنذ 3 أيام

  • CNN عربية

شباب أصليون على وشك إنهاء رحلة نهرية تاريخية بقوارب الكاياك

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لم يكن يوم ميلاد روبي ويليامز الـ18 عاديًا، إذ احتفلت به على نهر كلاماث، برفقة مجموعة من الشباب الذين يقومون برحلة تجديف تاريخية من منبع النهر في جنوب ولاية أوريغون إلى مصبّه في المحيط الهادئ، جنوب مدينة كريسنت في ولاية كاليفورنيا. وتُعد هذه المرة الأولى منذ قرن، التي يمكن فيها القيام بهذا النزول الكامل، بعد إزالة أربعة سدود في الآونة الأخيرة، ما سمح للنهر بالجريان بحرية. تحدثت كل من يليامز وزميلتها في التجديف كايا ويكي، البالغة من العمر 17 عاماً، إلى CNN في اليوم الخامس عشر من رحلتهما التي تستمر شهراً. في تلك المرحلة، كان تبقى لهما 227 كيلومتراً من أصل 499 كيلومتراً من الرحلة، وقد عبرتا بالفعل بعضاً من أصعب المنحدرات، مثل تلك الموجودة في منطقتي "المنعطف الكبير" و"زاوية الجحيم" من النهر. وكان التعب قد نال منهما. ومع ذلك، ورغم الإرهاق الذهني، كانتا ثابتتين في التزامهما. وقالت ويليامز: "نحن نستعيد نهرنا، ونستعيد رياضتنا". وأضافت ويكي، التي تنتمي إلى قبيلة "يوروك": "نحن نتأكد من أن شعبي وجميع سكان نهر كلاماث يمكنهم أن يعيشوا بالطريقة التي يُفترض بنا أن نعيش بها". ويتجذّر نهر كلاماث بعمق ثقافات الشعوب الأصلية التي تعيش في حوضه، والتي استخدمت تاريخيًا الزوارق المحفورة من الخشب للتنقل على طوله. وهم ينظرون إليه ككائن حي، كأحد الأقارب، ويعتمدون عليه ويحمونه في المقابل. وقالت ويليامز، التي تنتمي إلى قبيلة "كاروك" وتقطن الأراضي الواقعة على المجرى الأوسط لنهر كلاماث: "إنه أعظم معلم لنا، إنه أحد أفراد عائلتنا. نحن ننظم الطقوس حوله؛ فعندما تبدأ أسماك السلمون بالعودة، نعلم أن الوقت قد حان لتكوين أسرة". وكان النهر تاريخيًا بمثابة شريان حياة، حيث أمّن وفرة من الأسماك. وكان نهر كلاماث في السابق ثالث أكبر نهر لإنتاج السلمون على الساحل الغربي للولايات المتحدة. ولكن بين العامين 1918 و1966، قامت شركة "California Oregon Power"، التي أصبحت لاحقًا PacifiCorp، ببناء سلسلة من السدود الكهرومائية على مجرى النهر، ما قطع الطريق أمام السلمون المهاجر للصعود إلى المناطق العليا، وبهذا فقدت القبائل هذا المورد الغذائي والثقافي والتجاري. وعلى مدى عقود، طالب السكان الأصليون، مثل قبيلتي "كاروك" و"يوروك"، بإزالة السدود واستعادة النهر. لكن لم يبدأ الزخم الحقيقي لقضيتهم إلا في العام 2002، بعدما أدت مستويات المياه المنخفضة إلى تفشي مرض أدى إلى نفوق أكثر من 30 ألف سمكة. وبعد عشرين عامًا، وافقت لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية أخيرًا على خطة لإزالة أربعة سدود على الجزء السفلي من نهر كلاماث. في ذلك الوقت، أنشئ برنامج "التجديف في المياه القبلية" من قبل المنظمة العالمية "Ríos to Rivers" بهدف إعادة ربط الأطفال الأصليين بالنهر القديم. وبإيمان بأن الشعوب الأصلية يجب أن تكون أول من ينزل النهر بعد ترميمه، بدأ البرنامج بتعليم الأطفال المحليين من حوض النهر كيفية التجديف في المياه البيضاء. وكانت ويكي وويليامز بين هؤلاء، ولم تكن أيٌّ منهما مارست التجديف من قبل. وفي خريف العام 2024، أُزيل السد الرابع والأخير، مكمّلًا ما وصفته الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بأنه "أكبر عملية إزالة للسدود في العالم". وفي أعالي النهر، لا يزال هناك سدان صغيران غير كهرومائيين، اضطر عندهما المجدفون للنزول من قوارب الكاياك وحملها برًا؛ ولا توجد خطط حاليًا لإزالتهما رغم وجود حملة مستمرة لذلك. وتتذكر ويكي شعورها بالفرح الشديد عندما سمعت أن السد الأخير قد أُزيل. قالت: "لقد ناضل العديد من شيوخنا، وعماتنا، وأعمامنا بشدة لإزالة هذه السدود. لقد كانت معركة طويلة وصعبة، والكثير من الناس، حتى جدتي، ظنوا أنهم لن يروا هذه السدود تُزال خلال حياتهم". وتابعت:"لذا، أن نجدف عبر النهر الآن.. أمر لا يُصدق. أعتقد أننا جميعًا ممتنون للغاية، لأننا نعلم أن سمك السلمون يستطيع أخيرًا السباحة من مصب النهر إلى منابعه، وأننا نحن أيضًا يمكننا الانطلاق من المنابع إلى المصب". من جانبه، أشار ويستون بويلز، وهو مؤسس ومدير منظمة "Ríos to Rivers"، الذي شارك أيضًا بالرحلة، أنه من الضروري أن يقود السكان الأصليون أول رحلة نزول عبر النهر. وقال: "تاريخيًا، كانت 'أول عمليات النزول' فكرة استعمارية: غرباء يضعون أيديهم على مجاري مائية ظلت المجتمعات الأصلية تستخدمها لملايين السنين". وأضاف: "نحن نعيد سرد رواية مسروقة. وهذا مهم لأن تلك المياه تجري عبر أوطان أجدادنا، وهؤلاء الشباب الذين يجدفون يعيدون تأكيد السيادة، ويتعافون من الصدمة الثقافية، ويكرّمون الروابط العميقة لقبائلهم بالنهر". ويعد الأثر البيئي أيضًا سببًا للاحتفال. فخلال أيام قليلة من إزالة السد الأخير، شوهدت أسماك سلمون "الشينوك" (وهي الأكبر بين أنواع السلمون في المحيط الهادئ) تسبح عبر الموقع السابق لسد "Iron Gate" في شمال كاليفورنيا، وهو مكان لم تمر به أي سمكة منذ 60 عامًا، بحسب ديف كوفمان، مدير منطقة شمال كاليفورنيا وجنوب أوريغون في شركة حلول الموارد البيئية، المسؤولة عن مشروع ترميم نهر كلاماث. وقال لـCNN: "كنا نأمل أن نرى عودة سمك السلمون إلى جنوب ولاية أوريغون خلال عامين تقريبًا. لكن الأمر لم يستغرق سوى أسبوعين فقط". وتابع:"لم يتوقع أحد ذلك، لقد فاقت الاستجابة كل آمالنا الجامحة. وهذا يُظهر مدى القدرة المذهلة لهذه الأسماك على الصمود: إذا منحناها الفرصة، فستعود إلى موطنها الأصلي". لكن، بحسب كوفمان، لا يمكن إنكار أن المشهد الطبيعي قد تغيّر بشكل كبير منذ إنشاء السدود، وأن استعادته ستستغرق سنوات. وتعمل شركة حلول الموارد البيئية على تسريع العملية الطبيعية من خلال إعادة تشكيل المجاري المائية، وحفر الرواسب، وزراعة مليارات من بذور النباتات المحلية على ضفاف الأنهار، بل وحتى استخدام طائرات الهليكوبتر لوضع الأشجار المتساقطة في روافد الأنهار لتوفير مأوى حيوي للأسماك والحياة البرية.

ما قصة "فستان الحنان" للأميرة ديانا الذي حقق نصف مليون دولار في مزاد؟
ما قصة "فستان الحنان" للأميرة ديانا الذي حقق نصف مليون دولار في مزاد؟

CNN عربية

time٠٥-٠٧-٢٠٢٥

  • CNN عربية

ما قصة "فستان الحنان" للأميرة ديانا الذي حقق نصف مليون دولار في مزاد؟

حقّق مبيع فستان بنقشة الزهور للأميرة ديانا، في مزاد علني أكثر من نصف مليون دولار، خلال مزاد نظمته دار جوليانز للمزادات في بيفرلي هيلز الأسبوع الماضي، وباعت خلاله عشرات القطع من خزانة ملابس الأميرة ديانا الراحلة. وكانت اللايدي دي ارتدت هذا الفستان الغني بالألوان الفرحة مرات عديدة وفي مناسبات مختلفة. قراءة المزيد أمريكا أزياء الأميرة ديانا تصاميم مزادات

أمريكية مسنّة تستبدل اليابسة بحياة بحرية تمتد لـ15 عامًا
أمريكية مسنّة تستبدل اليابسة بحياة بحرية تمتد لـ15 عامًا

CNN عربية

time٠٤-٠٧-٢٠٢٥

  • CNN عربية

أمريكية مسنّة تستبدل اليابسة بحياة بحرية تمتد لـ15 عامًا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما صعدت شارون لين إلى متن سفينة الرحلات البحرية "Villa Vie Odyssey" في منتصف يونيو/ حزيران الماضي، غمرتها مشاعر من الفرح والارتياح.. فقد حقّقت تلك اللحظة حلمًا طال انتظاره. وتقول لين لـCNN: "أخيرًا أستطيع فعل ما سعيت إليه منذ سنوات". هذه الرحلة ليس عطلة بحرية قصيرة بالنسبة للين الأمريكية البالغة من العمر 77 عامًا، من ولاية كاليفورنيا، ذلك أنها تخطط للبقاء على متن هذه السفينة الـ15 عامًا المقبلة، تجول خلالها حول محيطات العالم وتتوقف في وجهات من اليابان إلى نيوزيلندا. تعد "Villa Vie Odyssey" سفينة رحلات بحرية "سكنية"، ما يعني أنّ الركاب لا يصعدون على متنها من أجل رحلة سريعة، بل تُباع كبائنها على أساس دائم، أو على الأقل، مدى العمر التشغيلي المتوقّع للسفينة، والذي يُقدر بـ15 عامًا. وكانت السفينة التي بنيت قبل ثلاثة عقود، خضعت لعملية تجديد في الآونة الأخيرة. تقول لين:"أشتري الكابينة وأعيش فيها، وهذا كل شيء. ما من نهاية". أو على الأقل هذا ما تأمله، فالسفن السكنية ما برحت مجالًا جديدًا نسبيًا في صناعة الرحلات البحرية. وفيما تبحر السفينة حاليًا بسلاسة على طول الساحل الغربي للولايات المتحدة، فإن انطلاقتها الأولى تأخرت لأشهر عدّة. تُشغّل شركة الرحلات البحرية الناشئة، Villa Vie Residences، السفينة التي أبحرت أخيرًا في نهاية سبتمبر/ أيلول من العام الماضي. ولا تزال هناك كبائن متاحة للشراء. وقامت لين بشراء كابينتها في نهاية العام الماضي، وصعدت على متن السفينة بعد أشهر عدة، عبر ميناء موطنها في سان دييغو، بولاية كاليفورنيا. ويوضح الرئيس التنفيذي لشركة Villa Vie Residences، ميكائيل بيترسون، أن أسعار الكبائن تبدأ من 129 ألف دولار للكبائن الداخلية لمدة 15 عامًا، إضافة إلى رسوم شهرية تبلغ 2,000 دولار للشخص الواحد في حال الإقامة المزدوجة، و3,000 دولار للإقامة الفردية. أما الكبائن الخارجية، فتبدأ أسعارها من 169 ألف دولار، مع زيادة 500 دولار إضافية شهريًا للشخص الواحد. هذه الأرقام ليست رخيصة، لكنها تبقى أقل تكلفة نسبيًا مقارنة بسفينة The World، وهي سفينة الإقامة الوحيدة الأخرى التي تبحر حاليًا، وتستهدف سوق الرفاهية بأسعار تبدأ من 2.5 مليون دولار. وهناك مشاريع أخرى لسفن سكنية قيد التطوير، مثل مشروع "NJORD" الذي يصفه القيمون عليه بأنه "مجتمع حصري في البحر"، لكنها لم تُنفذ بعد. ويعد مفهوم سفينة "Villa Vie Odyssey" أقل تكلفة كذلك مقارنة بالتنقل من رحلة بحرية قصيرة إلى أخرى. ويُسمح لملاك الكبائن بتأجير كبائنهم للآخرين، ما يعني أن ركابًا مؤقتين يمكنهم الصعود والنزول من "Odyssey". لكن، بحسب الشركة، فإن الغالبية العظمى من المالكين اشتروا كبائنهم بنية العيش على متن السفينة بشكل دائم. ويقول بيترسون لـCNN :"معظم كبائننا بيعت لسكان دائمين أو شبه دائمين. لا أعرف سوى عدد قليل من المالكين كبائنهم استثمارية ويؤجرونها بفعالية. أغلب عمليات التأجير تأتي من المالكين الذين يقررون الابتعاد عن السفينة لفترة من الزمن". وتشير لين إلى أنها لجأت إلى مدخراتها لشراء كابينة داخلية على متن السفينة، لكنها تعتبر ذلك صفقة جيدة. ويشمل الرسم الشهري للمقيمين الطعام والمشروبات الغازية. كما يشمل العشاء مع الكحول، والإنترنت، والزيارات الطبية (لا تشمل العمليات أو الأدوية). هناك أيضًا خدمة غرف على مدار الساعة، وتنظيف أسبوعي، وخدمة غسيل ملابس مرتين في الأسبوع، وكل ذلك من دون تكلفة إضافية. وتقول لين: "لم أعد مضطرة لغسل الملابس. لم أعد أحتاج للتسوق من البقالة. العيش على متن السفينة أقل تكلفة بكثير من العيش في جنوب كاليفورنيا". ويتوفر برنامج ترفيه أيضًا، يشمل "ثنائي غنائي، وعازف بيانو، وراقصين محترفين"، وفقًا لبيترسون. وتتم دعوة مؤدين محليين في كل ميناء ترسو فيه السفينة، كما يتم تشجيع المقيمين على تنظيم فعالياتهم الخاصة. ويقول بيترسون: "يقدّم المقيمون عروضًا أسبوعية. لدينا مجتمع متنوع جدًا، يضم حائزًا على جائزة نوبل للسلام، ورئيس موظفي البيت الأبيض، ورائد فضاء، والعديد من العلماء والأطباء الذين يشاركون معارفهم وتجاربهم". وعادةً ما تتوقف السفينة في كل ميناء لأيام عدة، حيث تُنظم رحلات برية اختيارية مقابل رسوم إضافية. وخلال فترة تشغيلها المتوقعة التي تمتد لـ15 عامًا، ستُبحر السفينة باستمرار حول العالم، وتتوقف في مواقع مختلفة مع كل دورة حول الكرة الأرضية. تعرب لين عن مدى حماسها للوجهات التي ستزورها، لكن أكثر ما تحبه في الرحلات البحرية، التواجد على متن السفينة، وتخطط لقضاء معظم وقت فراغها على السطح. وتشير إلى أن مقصورتها التي لا تحتوي على نافذة مخصصة فقط للنوم. وتضيف: "مقصورتي تقع في مقدمة السفينة، لأنني أستطيع أن أشعر بحركة المحيط بشكل أكبر هناك". من الناحية التقنية، يمكن للسفينة، المكونة من ثماني طبقات، استيعاب 924 شخصًا، وفقًا لما ذكره بيترسون، لكن بعض الكبائن تم دمجها الآن، ما يعني وجود "حوالي 450 كابينة بالمجمل". ويشرح: "نظرًا لسعر الإقامة للأفراد، ولأن السكان كثيرًا ما يسافرون بعيدًا عن السفينة، لا نتوقع وجود أكثر من 500 مقيم على متنها في أي وقت". وفي نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2024، كانت نسبة 50% من الركاب يسافرون بمفردهم، في المرحلة الأولى. واليوم، يؤكد بيترسون، أن نسبة المسافرين المنفردين بلغت "قرابة 55%" من إجمالي الركاب، من بينهم لين. ويشير بيترسون إلى أن 80% من مالكي وحدات Villa Vie هم من الولايات المتحدة وكندا، تليهم أستراليا ونيوزيلندا في المرتبة الثانية. وبصفتها عضوًا جديدًا في مجتمع السفينة، تستمتع لين بلقاء السكان الآخرين والتعرف عليهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store