
وكيل الأزهر يعقد اجتماعا موسعا لبحث تحسين جودة التعليم وتطوير الرواق الأزهري
وكيل الأزهر يعقد اجتماعًا لتدشين اللجنة العلمية لأعمال الرواق الأزهري
ناقش الاجتماع العديد من المحاور المهمة، كان أبرزها كيفية تطوير المقررات الدراسية في السلم التعليمي الخاص برواق العلوم الشرعية والعربية، كما تم التطرق إلى أهمية الكتب التراثية، حيث تم التأكيد على ضرورة تحقيق التوازن بين الأصالة والمعاصرة.
وخلال الاجتماع تم الاتفاق على تشكيل خمسة لجان فرعية متخصصة في مجالات العقيدة والفقه والتفسير وعلوم الحديث ولجنة اللغة العربية، وستعمل هذه اللجان على تطوير المناهج الدراسية بما يتناسب مع احتياجات الدارسين ومتطلبات البحث العلمي، وتضمين القضايا الفقهية والفكرية المعاصرة.
محمد الضويني: الأزهر الشريف يسعى دائمًا إلى تقديم أفضل ما لديه من علوم ومعارف
وخلال الاجتماع، نقل الدكتور الضويني تحيات فضيلة الإمام الأكبر، مؤكدًا دعمه لمثل هذه المبادرات، موضحًا: "أن الأزهر الشريف يسعى دائمًا إلى تقديم أفضل ما لديه من علوم ومعارف، ونسعى من خلال هذه اللجان إلى تطوير المناهج بما يتناسب مع القيم الإسلامية والمبادئ العلمية الحديثة، وتحقيق رسالة الأزهر التي تحمل لواء الوسطية والاعتدال على وجهها الصحيح، مؤصلةً ومؤسسةً على المنهج الوسطي الذي يقوم على فهم صحيح لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لافتًا إلى إن الرواق الأزهري يمثل تجربة هامة وفريدة تلبي احتياجات الدارسين ومختلف فئات المجتمع"، كما شدد وكيل الأزهر على ضرورة انتهاء اللجنة من عملها في أسرع وقت، وذلك تمهيدًا لتضمين هذه المقررات في مطبوعات الأزهر الشريف.
مشروع الرواق الأزهري
يُذكر أن الرواق الأزهري أحد أهم المشروعات التي وجه فضيلة الإمام الأكبر بإعادة إحياءها لتخدم قطاعًا عريضًا من الجمهور من مختلف الفئات وتسعى إلى نشر العلوم الشرعية والعربية، وتعزيز ثقافة حفظ القرآن الكريم وتدبر تعاليمه، وتعكس التوجه العام للأزهر الشريف في تحقيق التوازن بين التراث والمعاصرة، ومن خلال هذه الجهود، يسعى الأزهر إلى تعزيز مكانته كمنارة للعلم ومصدر للإلهام في العالم الإسلامي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 36 دقائق
- مصرس
د. عبدالراضي رضوان يكتب: لنحيا بالوعي «17».. الإنسان بين الدين والفلسفة
سؤال الإنسان الوجودي «ما الإنسان؟» قد تولّى الدين الجواب القطعيَّ عنه وحاولت الفلسفة تقديم رؤية اجتهادية تفاوت منظورها للإنسان صعودا وهبوطا رُقيَّاً وتسفُّلا تبعا لاختلاف المدارس الفلسفية وعدم اجتماع الفلاسفة على رأي موحد في الإنسان. أمَّا الدين فقد ارتفع بالإنسان إلى أعلى مراتب الوجود الكوني أفضليةً: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)، وذلك بأمور ثلاثة:الأول: جعله خليفة لله في الأرض تعكس خلافة الإنسان لله في الأرض أسْمَى مراتب التفضيل و التَّكريم الإِلَهي: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ).الثاني: العقل الذي هو أثمن هبات الله للإنسان وهو مناط التكليف والتكريم والاختيار.الثالث: طبيعة خلق الإنسان الشريفة حيث خصَّه الله بثلاث من السمات لم تتوفر إلا للإنسان ، فقد خلقه الله بيده سبحانه ونفخ فيه من رُوحه وأسجد له الملائكة : قال تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ).وبسبب من هذا التكريم وتلك الأفضلية فقد مُنح الإنسان عدد من حقوق الإنسان التي تكفل له القدرة على القيام بأعباء الخلافة في عمارة الكون ، أهمها:1. خلقه في أعدل هيئة وصورة تناسب وظيفته: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ).2. الحفاظ على حياته وماله وعرضه وحريته التي جعلها الدين أهم مقاصد التشريع وذلك صيانةً لكرامة الإنسان وضمانةً لِحُقوقه وكفالةً لعدم الإخلال بها والتعدِّي عليها:* فتم فرض المساواة حقا إلزاميا واجبا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ).* وتمَّ تحريم القتل وتغليظ عقوبته بما لايطاق عاجلا أو آجلا حفاظا على حق الحياة: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا)، (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).* وتم تحريم السرقة وتشديد عقوبته لردع من ينتهك حق الملكيَّة الفردية : ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ).* منع الإكراه تعزيزا لحق الحُرِّية والاختيار حتى في الاختيار الديني فضلا عما دون ذلك: (لا إكراه في الدين).* تحريم الزنا وتجريمه حماية لحق الإنسان في نسب شريف وأسرة طاهرة العِرْض: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).3. تسخير ما في الكون لِخِدمة الإنسان :(وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ).بينما نجد الفلسفة تبتعد كثيرا عن الدين في أكثر المسائل الجوهرية بشأن حقيقة الوجود الإنساني باستثناء بعض المدارس والفلاسفة مثل الألماني مارتن هيدجر بعيداً عن تصنيف الفيلسوف المصري الدكتور عبد الرحمن بدوي للفيلسوف الألماني مارتن هايدجر بأنه ملحد ، ذلك التصنيف الذي لا يصح بحال من الأحوال ولم يوافقه عليه أحد من الأثبات.فهل يمكن القول بأن هايدجر عندما أقام نسقه الفلسفي على أساس من ( الوجود ) حياة الإنسان ، (الموت) الذي هو جزء من كينونة الإنسان ، وبينهما القلق تجاه مصير الإنسان الحتمي ، ذلك القلق الذي ليس شعوراً بل قيمة فلسفية باحثة عن معنى الوجود وكيفية تحقيقه بالدازاين ( Da zein).الوجود الحقيقي المتعين بالعالَم ، ذلك الوجود الذي تفقد حياة الإنسان معناها إذا لم يحققه باختياره وإرادته الحرة ، وإلا أصبح مغترباً عن ذاته ، منتفياً وجوده الحقيقي، متهرباً من مسؤوليته الوجودية تجاه العالم ، فاقداً البصمة المؤثرة في الحياة ، متحولا إلى رقم في قطيع استهلاكي روتيني مغلق تافه.هل يمكن القول بأنه أول فيلسوف غربي يدرك عظمة الخلق الإنساني على النحو الذي طرحه التصور الإسلامي بأن الإنسان سيد الكون الذي خلقه الله تعالى خليفة في الأرض لعمارتها وأمدَّه بكل مقومات الامتياز المناسبة لأداء تلك المهمة وتحمل الأمانة التي عجزت عن تحملها السموات والأرض والجبال ، فمنحه العقل وأدوات الإدراك والحواس وأرشده بالوحي لكي يعمل بإيجابية وتأثير يُحاسب على التقصير فيه ، فلا تزول قدماه حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله مم جمعه وفيما أنفقه ، وعن علمه فيما عمل به؟فإن كان ذلك كذلك فما هي المصادر التي اعتمد عليها هايدجر من تراثنا ومن فلاسفتنا ومفكرينا خاصة أنه بدأ حياته لاهوتياً ، بل يرى بعض نقاده كذلك مثل جلال صادق العظم أن نسقه الفلسفي عبارة عن لاهوت مُقَنَّع ، أو على الأقل كما يقول جاك دريدا عن كتاب هايدجر الرئيسي ( الوجود والزمان ) : إنه لم يُقرأ جيدا بعدُ ، ولايزال يعاني سوء الفهم أو عدمه ، وما زال الكثير من مواضعه غير واضح وغامض وعسير على الفهم.ويؤيد ما ذهب إليه جاك دريدا أن هايدجر نفسه قد انتقد الفيلسوف الفرنسي سارتر بأنه قد استعار اصطلاحاته لكنه حرَّفها ؟؟؟كاتب المقال : عميد كلية دار العلوم الأسبق بجامعة القاهرة


بوابة ماسبيرو
منذ 40 دقائق
- بوابة ماسبيرو
بالفيديو.. "رقائق الإيمان": النبي يحذر من الجلوس في الطرقات ويحدد آدابها
يتناول برنامج "رقائق الإيمان" في حلقة اليوم توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم بشأن آداب الجلوس في الطرقات.ضمن حملة "حق الطريق" التي يطلقها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ويتبناها موقع أخبار مصر. أوضح إسلام محمد ضيف الله عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال الحلقة المذاعة على موقع أخبار مصر، أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الجلوس على الطرقات، مشيرًا إلى أن المسلم ينبغي عليه ألا يجلس فيها إلا لحاجة ضرورية. وبيّن أن الصحابة الكرام سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن حق الطريق لما كان لا بد لهم من مجالس يجلسونها، فأرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأداب الواجب مراعاتها. أول هذه الآداب هو غض البصر، وهو أمر يشمل الرجل والمرأة على حد سواء، ويُعد أطهر للنفس وأزكى للقلب ويصون المجتمع من الوقوع في المعاصي. وثاني هذه الآداب هو كف الأذى عن المسلمين باللسان واليد، فالمسلم من يسلم الناس من لسانه ويده، فلا يسب ولا يشتم ولا يسعى لإيذاء أحد بأي شكل من الأشكال. أما الثالث فهو رد السلام على المارة، وهو واجب على من أُلقي عليه السلام. واختتم إسلام محمد ضيف الله عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بذكر الأدبين الأخيرين وهما: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. مؤكدًا أن هذه الخصال العظيمة هي التي جعلت هذه الأمة خير أمة أُخرجت للناس، لأنها تعمل على انضباط سلوكيات وأخلاق المجتمع جميعًا.


الدستور
منذ 42 دقائق
- الدستور
سورة «يوسف» تكتب التاريخ
نُذُر عديدة تجمعت فى أفق عام ١٨ هجرية آذنت بأيام صعبة مقبلة سوف تظلل بسحاباتها القاتمة مكة والمدينة والطائف، وغيرها من أراضى الحجاز، فقد انقطع مطر السماء، وأجدبت الأرض، ولم يعد بها زرع ولا ثمر، بل كساها السواد، بعد أن اشتدت حرارة الشمس فأحرقت ترابها، وجعلته رمادًا تذروه الرياح. شحّت الأرض فشحّ الطعام فى البيوت، وشيئًا فشيئًا اختفى تمامًا، وأخذ الناس يفرّون من مكان إلى مكان بحثًا عن الطعام، يسمعون أن طعامًا هنا فيبقون، ويصل إلى آذانهم خبر بأن طعامًا هناك فيفرون، أحس الكثيرون إحساسًا قاسيًا بالهزيمة وهم لا يجدون ما يقيم أودهم وأود أولادهم، واستبد بهم الإحساس باليأس وانقطاع العشم وهم ينتقلون من مكان إلى مكان، دون أن يجدوا ما يبقيهم على قيد الحياة. تعلم أن الخليفة فى ذلك الوقت هو الفاروق عمر بن الخطاب، الذى تولى السلطة قبل المجاعة سنة ١٣ هجرية، وقد كان من أشد المؤمنين بفكرة «مقاسمة الأوجاع والمعاناة»، تلك الفكرة التى ترسخت لديه وعاين أثرها فى المجاعة التى ضربت المسلمين فى عام العسرة، عام غزوة «تبوك» (٩ هجرية)، أواخر عمر النبى، صلى الله عليه وسلم. زاد عمر بن الخطاب خلال عام الرمادة من جولاته التفقدية فى الطرق، وكان قلبه يتمزق وهو يلاحظ حالة الحزن والبؤس والوجع التى شملت المسلمين فى البيوت وخارجها، نتيجة المجاعة الشديدة التى أنشبت مخالبها فى كل مكان بالحجاز. وأول ما طبّق الخليفة الفكرة طبّقها على نفسه، فبات لا يأكل إلا الخل والزيت، مثل كل الأسر الإسلامية التى لم تعد تجد إلا هذين الصنفين، بعد أن اختفى السمن تمامًا. يقول «ابن كثير» فى «البداية والنهاية»: «وكان عمر يستمرئ الزيت، وكان لا يشبع مع ذلك، فاسود لون عمر، رضى الله عنه، وتغير جسمه، حتى كاد يخشى عليه من الضعف». لقد بدأ جسم عمر بن الخطاب يهزل ويشحب، مثله مثل كل المسلمين، وأوشك جسده الذى امتاز ببنيانه القوى على التهاوى. لقد بدا الخليفة كأى واحد من المسلمين، يذكر «السيوطى» فى «تاريخ الخلفاء»: «قال أنس تقرقر بطن عمر من أكل الزيت عام الرمادة، وكان قد حرّم على نفسه السمن، فنقر بطنه بإصبعه وقال: إنه ليس عندنا غيره حتى يحيا الناس». وقد أصاب جسد عمر بن الخطاب- خلال فترة المجاعة- تغيرات ملحوظة، ظلت تصاحبه حتى توفى عام ٢٣ هجرية. ينقل «السيوطى» أيضًا: «أخرج ابن سعد والحاكم عن زر قال: خرجت مع أهل المدينة فى يوم عيد، فرأيت عمر يمشى حافيًا، شيخًا أصلع آدم أعسر طوالًا مشرفًا على الناس، كأنه على دابة. قال الواقدى: لا يعرف عندنا أن عمر كان آدم إلا أن يكون رآه عام الرمادة، فإنه كان تغير لونه حين أكل الزيت». لقد تقاسم الخليفة الوجع مع الناس، وأقسم ألا يذوق سمنًا ولا لبنًا ولا لحمًا حتى يحيا الناس. يقول «ابن الأثير» فى «الكامل فى التاريخ» أن أوعية سمن ولبن ظهرت فى السوق خلال هذه الفترة، فاشتراها غلام لعمر بن الخطاب بأربعين درهمًا، ثم أتى عمر، فقال: يا أمير المؤمنين قد أبر الله يمينك وعظم أجرك، قدم السوق لبن وسمن ابتعتهما بأربعين درهمًا. فقال عمر: تصدق بهما فإنى أكره أن آكل إسرافًا. وأكد: كيف يعنينى شأن الرعية إذا لم يصبنى ما أصابهم؟ بادر عمر بعد ذلك إلى إرسال الرسائل إلى الولاة المسلمين فى كل مكان، يستغيثهم لأهل المدينة ومن حولها ويستمدهم، فكان أول من قدم عليه أبوعبيدة بن الجراح بأربعة آلاف راحلة من طعام، فولاه قسمتها فيمن حول المدينة، فقسّمها وانصرف إلى عمله، وتتابع الناس واستغنى أهل الحجاز، وأصلح عمرو بن العاص بحر القلزم «البحر الأحمر على تخوم مصر» وأرسل فيه الطعام إلى المدينة. وثمة خلاف شديد على الدور الذى قامت به مصر فى إنقاذ الخليفة والمسلمين فى الحجاز من هذه المجاعة، فهناك من يرى أن مصر هى التى أغاثت عاصمة الخلافة، من هؤلاء «ابن كثير» الذى يذكر فى «البداية والنهاية» أن عمر كتب إلى عمرو بن العاص بمصر أن «يا غوثاه لأمة محمد»، فبعث إليه بقافلة عظيمة تحمل البر وسائر الأطعمة، ووصلت ميرة عمرو فى البحر إلى جدة ومن جدة إلى مكة، ويستطرد «ابن كثير» بعدها قائلًا: «وكتاب عمر إلى عمرو بن العاص عام الرمادة مُشكِل، فإن مصر لم تكن فتحت فى سنة ثمانى عشرة، فإما أن يكون عام الرمادة بعد سنة ثمانى عشرة، أو يكون ذكر عمرو بن العاص فى عام الرمادة وهم.. والله أعلم». أغلب الظن أن الحديث عن إغاثة عمرو بن العاص للخليفة ولعاصمة الخلافة وهم، لأن مصر لم تكن قد فُتحت بعد. يقول «ابن الأثير» فى «الكامل فى التاريخ»: «فى سنة ٢٠ فتحت مصر فى قول بعضهم على يد عمرو بن العاص والإسكندرية أيضًا، وقيل فُتحت الإسكندرية سنة خمس وعشرين، وقيل فُتحت مصر سنة ست عشرة فى ربيع الأول، وبالجملة فينبغى أن يكون فتحها قبل عام الرمادة لأن عمرو بن العاص حمل الطعام فى بحر القلزم من مصر إلى المدينة». الأرجح أن مصر لم تكن قد فُتحت بعد حين وقعت المجاعة فى عام الرمادة، بل فُتحت بعد ذلك، وربما كان للدور الإثرائى الكبير الذى بان على عاصمة الخلافة بعد فتح مصر الفضل الأكبر فى صناعة أسطورة أن مصر أسهمت فى إغاثة الخلافة فى مجاعة عام الرمادة، دعّم من ذلك المعانى الجليلة التى اشتملت عليها سورة «يوسف» حول دور مصر فى إنقاذ قوم يوسف- فى الشام- من المجاعة، وربما تم استدعاؤها عند كتابة فصل «عام الرمادة» فى تاريخ المسلمين.