
رئيس الوزراء: زيارة الرئيس الصيني المرتقبة إلى مصر دفعة جديدة للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تطلعه للزيارة المرتقبة للرئيس الصيني إلى مصر، معتبرًا إياها دفعة قوية نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تتطلب تضافر الجهود الدولية لدعم التنمية والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي.
جاء ذلك خلال استقبال رئيس الوزراء مساء اليوم بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة، لـ "لي شولي"، عضو المكتب السياسي، أمين الأمانة العامة، رئيس دائرة الإعلام باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، والوفد المرافق له.
وحضر اللقاء كل من المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، والدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، والسفير لياو ليتشيانغ، سفير جمهورية الصين الشعبية بالقاهرة، والسفير أحمد شاهين، مساعد وزير الخارجية للشئون الآسيوية وشئون أستراليا ونيوزيلندا وجزر المحيط الهادئ.
رئيس الوزراء يشيد بدعم الصين لمصر ومبدأ "صين واحدة"
في مستهل اللقاء، رحب الدكتور مصطفى مدبولي بالوفد الصيني الرفيع المستوى، معربًا عن سعادته بهذه الزيارة التي تعكس متانة العلاقات الثنائية، خاصة بعد مرور عشر سنوات على ترفيع العلاقات إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية الشاملة".
وأشاد مدبولي بالدور الصيني في دعم مصر في مختلف المحافل الدولية، مؤكدًا التزام مصر الكامل بمبدأ "صين واحدة"، ومشددًا على تقدير الحكومة المصرية لدعم الصين لمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول واحترام سيادة كل دولة.
مصر تطمح لجذب جزء من استثمارات الصين في إفريقيا
أعرب رئيس الوزراء عن تطلعه إلى أن يتم توجيه جزء من الاستثمارات الصينية المُعلنة للقارة الأفريقية، والتي تبلغ قيمتها نحو 52 مليار دولار، إلى السوق المصرية.
وأكد على رغبة الحكومة في تعزيز الاستفادة من هذه الاستثمارات في قطاعات البنية التحتية، لا سيما في مجالات النقل، والطاقة، وتطوير الموانئ.
كما أشاد الدكتور مدبولي بمساهمة الشركات الصينية في تنفيذ عدد من المشروعات القومية الكبرى في مصر، مثل مشروع القطار الكهربائي، وتطوير منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة.
الحكومة المصرية تسعى لنقل التكنولوجيا وتوطين الصناعات الصينية
أوضح مدبولي أن الحكومة تتطلع إلى توسيع التعاون مع الصين في مجالات نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعة، خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأشار إلى أن مصر تسعى لتشجيع الشركات الصينية على نقل صناعاتها إلى الأراضي المصرية، مع التركيز على صناعات السيارات الكهربائية والهواتف المحمولة، انطلاقًا من التجربة الناجحة لمنطقة "تيدا" الصناعية الصينية.
وأضاف: "مصر تمتلك موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا يمكّنها من النفاذ إلى العديد من الأسواق العالمية، ما يجعلها وجهة واعدة للاستثمارات الصينية".
مدبولي: نأمل في تعزيز التعاون من خلال قمة البريكس المقبلة
أعرب رئيس الوزراء عن أمله في أن تسهم قمة مجموعة "البريكس" المقررة في البرازيل هذا العام في تعزيز أواصر التعاون بين دول التجمع، بما يخدم مصالح الدول النامية ويعزز التوازن في العلاقات الاقتصادية الدولية.
دعم السياحة والثقافة بين البلدين
في سياق متصل، أشار مدبولي إلى اهتمام الحكومة المصرية بتشجيع السياحة الصينية إلى مصر، لافتًا إلى أن الصين تم إدراجها مؤخرًا ضمن قائمة الدول التي يحصل مواطنوها على تأشيرة دخول فورية لدى الوصول إلى المطارات المصرية.
وأكد أن الشعب الصيني محب للثقافة والسياحة، وأن زيادة عدد الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين سيكون له أثر كبير في تنشيط حركة السياحة.
"لي شولي" يشيد بإنجازات مصر ويدعو لتوسيع التعاون الثقافي والإعلامي
من جانبه، وجه "لي شولي" الشكر لرئيس الوزراء على حفاوة الاستقبال، ناقلًا تحيات رئيس مجلس الدولة الصيني إلى الدكتور مصطفى مدبولي.
وأكد أن هدف الزيارة هو تعزيز الحوار وتبادل الرؤى حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم العلاقات الثنائية.
وأعرب "شولي" عن انبهاره بالتطورات العمرانية التي شهدتها مصر خلال السنوات العشر الماضية، مشيرًا إلى أنه زار البلاد قبل 20 عامًا، ولكن زيارته الحالية أظهرت له نقلة نوعية في ملامح المدن المصرية، خاصة القاهرة والإسكندرية.
دعوة لتوثيق الحضارة المصرية في وسائل الإعلام الصينية
وأشار عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني إلى وجود رغبة حقيقية لدى المستثمرين الصينيين للاستثمار في مصر، مؤكدًا حرص الحكومة الصينية على التعاون في مجالات السياحة، والآثار، والثقافة، والإعلام.
وقال: "سأوصي وسائل الإعلام الصينية بنشر محتوى ثقافي عن الحضارة المصرية العريقة، ما من شأنه دعم حركة السياحة الصينية إلى مصر".
كما أعرب عن تطلع بلاده للتعاون مع مصر في مجال حماية الآثار والتراث التاريخي، مشيدًا بخبرة مصر في هذا المجال.
واختتم قائلًا: "خلال زيارتي للقاهرة والإسكندرية رأيت كيف تم الحفاظ على الطابع التاريخي للمباني، وهذا أمر يبعث على الإعجاب".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ 19 دقائق
- مصراوي
تفاصيل اجتماع مدبولي مع وداى ليونج رئيس شركة "جيتور" للسيارات
اجتمع اليوم الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، مع وداى ليونج، رئيس شركة "جيتور" العالمية للسيارات، وذلك بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، محمد القصراوى، رئيس مجموعة القصراوى للسيارات؛ الوكيل الحصري للعلامة "جيتور" فى مصر، وعددٍ من قيادات شركة جيتور ومجموعة القصراوي. وفي مستهل الاجتماع، رحب رئيس الوزراء بفريق عمل شركة "جيتور" الصينية، مؤكدًا أن مصر تولى اهتمامًا شديدًا بتدعيم علاقاتها مع الصين، وتحرص على تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين الصديقين فى العديد من المجالات وبالأخص مجال صناعة السيارات. وأشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى أن صناعة السيارات تحظى بأولوية ضمن محاور رؤية الدولة لنمو قطاع الصناعة، حيث أصدرت مصر قانونًا خاصًا لتشجيع توطين صناعة السيارات خاصة الكهربائية، التى حققت فيها الصين تقدمًا كبيرًا، وأصبحت من الدول الرائدة فى تصنيعها. وأكد رئيس الوزراء أن الفريق مهندس كامل الوزير، يتولى الإشراف المُباشر على ملف تشجيع توطين صناعة السيارات؛ من خلال رئاسته للمجموعة الوزارية للتنمية الصناعية، مشيرًا إلى سعادته بأن الطرازات الجديدة التى سيتم التوقيع بشأنها اليوم وهى جيتور T1 وT2 كان يتم استيرادها، بموجب اتفاق اليوم سيتم تجميع هذه الطرازات محليًا لأول مرة. وشدد مدبولى على أن هناك اهتماما حاليًا بالإسراع فى زيادة نسبة المكون المحلى فى عملية تجميع الطرازات الجديدة لـ "جيتور"، وأية طرازات أخرى مستقبلية، مشيرًا إلى أن زيادة الحوافز الخاصة بتصنيع السيارات محليا مرتبطة بزيادة نسبة المكون المحلي. كما أكد رئيس الوزراء أن الدولة المصرية تولى أهمية قصوى الآن لتوطين صناعة السيارات الكهربائية، وتتطلع للتعاون مع الصين فى هذا الملف المهم، لاسيما أن الصين أصبحت رائدة عالميًا فى هذا القطاع. وأشار مدبولى إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، يُولى اهتمامًا كبيرًا بملف توطين صناعة السيارات الكهربائية، وأنه وجّه بأن أى مستثمر يرغب فى إنشاء مصنع لتصنيع السيارات الكهربائية فى مصر ستضمن له الحكومة شراء حصة من الإنتاج لمدة 5 سنوات. من جانبه، تقدم داي ليونج، رئيس شركة "جيتور" العالمية للسيارات، بالشكر لرئيس الوزراء والفريق مهندس كامل الوزير على الدعم الدائم للشركة، خاصة أنها تحتل مركزًا متقدمًا فى سوق صناعة السيارات فى مصر، مشيرًا إلى أن الشركة تعمل على إقامة مركز كبير بمصر للتدريب فى مجال تصنيع السيارات، بما يعزز مسارات نقل التكنولوجيا والخبرات بين الجانبين. وعرض ليونج خطة الشركة لتوطين عدد من طرازات سيارات جيتور فى السوق المحلية، من بينها طرازا جيتور T1 وT2 اللذان سيتم تجميعهما محليا من خلال مصنع جديد للتجميع بمدينة السادس من أكتوبر. وأوضح رئيس الشركة أن استثمارات مصنع التجميع الجديد تبلغ 123 مليون دولار سيتم ضخها على 3 مراحل، مشيرًا إلى أن نسبة المكون المحلى فى المرحلة الاولى ستبلغ 45%، فيما ستبلغ نسبة المكون المحلى فى المرحلتين الثانية والثالثة 55% وما يزيد على 60% على التوالي. وأكد رئيس شركة "جيتور" أن الشركة بدأت بالفعل فى التعاقد على خطوط الإنتاج. بدوره، أشار محمد القصراوى، إلى أن اليوم سيتم تدشين أول سيارة من طراز جيتور X70plus، بنسبة تجميع محلى تبلغ 45%. وعقب الاجتماع، شاهد رئيس الوزراء نموذجين لسيارتين من طراز جيتور T2 وجيتور X70plus، حيث أشاد بجودة التجميع المحلى لهذين الطرازين، مُعربًا عن تطلعه إلى تجميع المزيد من طرازات السيارات محليًا بدلا من استيرادها، وتسريع وتيرة زيادة نسبة المكون المحلى بما يؤهل الشركات إلى الحصول على المزيد من الحوافز. اقرأ أيضًا:


الدستور
منذ 21 دقائق
- الدستور
سعر جرام الذهب 21 اليوم الثلاثاء 25 مايو 2025 في محلات المجوهرات
شهدت أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء، 20 مايو 2025، تراجعًا ملحوظًا مع ختام تعاملات اليوم، حيث هبط سعر جرام الذهب عيار 21 بمقدار 25 جنيهًا، ليسجل 4550 جنيهًا مقابل 4575 جنيهًا في بداية اليوم. ويدعم هذا التراجع إلى تحسن التوقعات بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، الأمر الذي قلل من الإقبال على الذهب كملاذ آمن للمستثمرين. تجدر الإشارة إلى أن أسعار الذهب تمر بحالة من التذبذب خلال الفترة الأخيرة، متأثرة بالعوامل الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، مما يستدعي المتابعة المستمرة من قبل الراغبين في الاستثمار أو الشراء. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025 السعر المحلي للذهب: 4590 جنيهًا مصريًا للجرام سعر جنيه الذهب: 36720 جنيهًا مصريًا أسعار الذهب حسب العيارات (بيع / شراء / التغير): عيار 24: 5245.75 / 5222.75 جنيهًا (-11.5 هبوط) عيار 22: 4808.5 / 4787.5 جنيهًا (-10.5 هبوط) عيار 21: 4590 / 4570 جنيهًا (-10 هبوط) عيار 18: 3934.25 / 3917.25 جنيهًا (-8.5 هبوط) عيار 14: 3060 / 3046.75 جنيهًا (-6.75 هبوط) عيار 12: 2622.75 / 2611.5 جنيهًا (-5.75 هبوط) عيار 9: 1967.25 / 1958.5 جنيهًا (-4.25 هبوط) أسعار الجنيه الذهب (بيع / شراء / التغير): جنيه ذهب: 36720 / 36560 جنيهًا (-80 هبوط) جنيه ذهب عيار 21 من لازوردي: 41005 جنيهًا نصف جنيه ذهب من بي تي سي: 19775 جنيهًا نصف جنيه ذهب من لازوردي: 21145 جنيهًا أسعار السبائك: سبيكة ذهب عيار 24 من بي تي سي: 28425 جنيهًا سبيكة ذهب عيار 24 من ماستر جولد: 27805 جنيهًا أسعار الأوقية العالمية: أوقية الذهب: 3281.23 دولار بيع / 3280.94 دولار شراء (ارتفاع طفيف +0.25)


يمني برس
منذ 21 دقائق
- يمني برس
سياسيون عرب: القمم العربية بيانات رنانة لا أثر لها في الواقع
الناشط العراقي قاسم العبودي: ما نحتاجه اليوم ليس بيانات ختامية رنّانة، بل خطوات عملية تترجم إرادة الشعوب وتُلملم شتات الأمة. الناشطة الفلسطينية عريب أبو صالحة: فشل الجامعة العربية في أداء مهامها يعود إلى عدة أسباب أبرزها أنها استندت إلى دول الغرب بقيادة أمريكا وبريطانيا، ما جعل قراراتها رهن تلك الدول. الناشط التونسي محمد سلطاني: أسباب ضعف القمم العربية يرجع إلى حكام العرب الذين يتحاشون الصراع مع أمريكا و'إسرائيل' خوفًا على كراسي السلطة. تأتي الذكرى الثمانون لتأسيس جامعة الدول العربية، ودول المنطقة تمر بظروف استثنائية وحساسة بفعل العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة ولبنان وسوريا واليمن. وتبرز تساؤلات عما قدمته جامعة الدول العربية أمام الأحداث الراهنة والتاريخية التي شهدتها الدول العربية منذ التأسيس وحتى اللحظة. يُعتبر الدفاع المشترك من صلب مهام الجامعة، غير أن الأحداث التسلسلية، بدءًا بنكبة فلسطين 1948م، والعدوان الثلاثي على مصر في العام 1956م، والنكسة العربية في عام 1967م، مرورًا بالاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م، والمجزرة الصهيونية المعروفة بحمام الشط في تونس عام 1985م والتي أودت بحياة المئات من التونسيين والفلسطينيين، وكذا معركة مقديشو، والتي أقدم خلالها العدوان الأمريكي على قتل 7000 صومالي في العام 1993م، ووصولًا إلى العدوان الأمريكي على العراق في العام 2003م، واختتامًا بالعدوان الصهيوني غير المسبوق على قطاع غزة 2023م والاجتياح الإسرائيلي لسوريا 2024م، أثبتت فشلًا ذريعا لجامعة الدول العربية لتصبح تلك الجامعة محط خيبة أمل لدى الشعوب العربية. بداية لعصر عربي جديد تحمل الجامعة العربية إرثًا طويلًا من الهوان العربي والانكسار السياسي أمام التحديات الصهيونية التي عصفت بالقضية الفلسطينية منذ نكبة عام 1948 وحتى يومنا هذا. ويقول عضو الرابطة الدولية للمحللين السياسيين والدوليين الناشط العراقي قاسم العبودي: 'لم تكن القمم العربية، على كثرتها، سوى مرايا عاكسة للانقسام والتباين العميق في الرؤى والمواقف، فعوضًا عن الخروج باتفاقات استراتيجية في مجالات حيوية كالصناعة أو الزراعة أو الطاقة، كانت أغلب هذه القمم مسارح لعرض الخلافات، وعناوين لأزمات مزمنة لم تجد بعد طريقها إلى الحل'. ويضيف -في حديث خاص لموقع أنصار الله-: 'قبل أيام فقط من قمة بغداد، انعقدت ثلاث قمم خليجية متزامنة في الرياض والدوحة وأبوظبي، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقد أفضت تلك اللقاءات إلى سلسلة 'صفقات ضخمة' بلغت قيمتها أكثر من أربعة تريليونات دولار، في رقم غير مسبوق بتاريخ العلاقات الخليجية الأميركية'. ويتابع: 'لم تقتصر الصفقات على الجانب الاقتصادي، بل رافقها التزام علني باتفاقية (أبراهام) للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ما سحب البساط مبكراً من تحت أقدام قمة بغداد، وأفرغها من مضامينها القومية المحتملة'، مردفاً التساؤل: 'فكيف للعرب أن يتفقوا على قرارات مصيرية كالقضية الفلسطينية، وهم منقسمون على أنفسهم؟ كيف يُرجى التوافق على ملفات اقتصادية شائكة في ظل نزاعات حدودية مثل قضية 'خور عبد الله' بين العراق والكويت؟ وكيف نُعوّل على جهود 'رأب الصدع العربي'، وبعض الأنظمة الخليجية تتدخل في الشؤون الداخلية لدول تعاني من نزاعات دموية كالسودان وليبيا واليمن؟' ويسرد العبودي بعضاً من الجوانب المضيئة لجامعة الدول العربية، أمثال انعقاد قمة القاهرة وإعلانها تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ككيان شرعي يمثل الفلسطينيين في عام 1964م، وقمة الخرطوم 1967م وإعلان اللاءات الثلاث: لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض مع الكيان الصهيوني. وبالرغم من هذه المخرجات، فإن معظمها بقي رهين الخلافات والانقسامات العربية، فالتباينات السياسية عطّلت التنفيذ، والمتغيرات الدولية أضعفت الموقف العربي المشترك، وجعلت من 'إعلانات التضامن' مجرد شعارات عاطفية، سرعان ما تذروها رياح الواقع المتأزم. ويختتم العبودي حديثه بالقول: 'لقد آن الأوان أن تتجاوز القمم العربية دورها الخطابي، وتنتقل إلى الفعل الحقيقي. ما نحتاجه اليوم ليس بيانات ختامية رنّانة، بل خطوات عملية تترجم إرادة الشعوب وتُلملم شتات الأمة، فلعل قمة بغداد تكون بدايةً، لا نهاية، لعصر عربي جديد، وإن كنت أشك في ذلك'. ارتهان الجامعة العربية للدول الغربية ووفق الناشطة الفلسطينية عريب أبو صالحة، فإن فشل الجامعة العربية في أداء مهامها يعود إلى عدة أسباب أبرزها أنها استندت إلى دول الغرب بقيادة أمريكا وبريطانيا، ما جعل قراراتها رهن تلك الدول. وتوضح أبو صالحة -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن بريطانيا وأمريكا اعتبرا الجامعة العربية وسيلة نافذة لتحقيق مخططاتهم الاستعمارية. وتبين أنه منذ نشأة الجامعة العربية وخلال ٣٤ قمة عربية لم يصدر منها أي قرار لصالح أمتنا العربية، مؤكدة أن أداءها السلبي لا يقتصر على خذلان فلسطين فقط، بل كانت معول تدمير ضد العراق وليبيا واليمن وسوريا، مستشهدةً بموقفها السلبي إزاء حرب تموز عام ٢٠٠٦م والتي أدانت حينها حزب الله في الوقت الذي لم تدنِ العدوان الإسرائيلي على لبنان. وتلفت إلى أن الشعوب العربية كلها لا تعول على الجامعة العربية في أي حدث طارئ، مشيرة إلى أن جل قرارات الجامعة تتماشى وفق الأجندة الغربية. وتصف أبو صالحة مخرجات الجامعة بالحبر على ورق، معتبرةً تلك القرارات الجوفاء مسكنات للشعوب الثائرة والمبيضة لسواد وجه حكام العرب. مؤخرًا عقدت الجامعة العربية القمة الـ 34 في العاصمة بغداد بهدف مناقشة مستجدات العدوان الصهيوني على قطاع غزة، والبحث عن حلول لوقف العدوان. وبسبب غياب العديد من الزعماء والحكام العرب ذوي التطبيع مع الكيان الإسرائيلي عن قمة بغداد خدمةً للإدارة الأمريكية، فقد وُصِفت مخرجات القمة بالإيجابية ، ويبقى التطبيق العملي لتلك المخرجات محط اختبار حقيقي لمصداقية وجدية مسؤولي القمة في إحياء الدفاع المشترك بين الأمة العربية، وبعثه من سباته العميق المَؤوَّد منذ نشأة الجامعة. وفي هذه الجزئية تقول عريب أبو صالحة: 'ما لفتني في قمة بغداد، عدم حضور كثير من القادة وخصوصًا دول محور الشر العربي السعودية وقطر والإمارات'، مضيفة: 'وأعزي السبب إلى أن العراق بلد يعتبر جزءًا من محور المقاومة فكان القرار الأمريكي المسبق يجب أن يُفشِل القمة'. وتلفت إلى أن إصرار العراقيين على عدم دعوة الإرهابي الجولاني عامل مهم في تحدي الأمريكيين ودول الخليج الصهيونية. ونوهت بأن مخرجات القمة العربية في بغداد ستظل كسابقاتها حبرًا على ورق دون تنفيذ، وذلك نظرًا للنفوذ الأمريكي المهيمن على العالم العربي. اليمن يؤدي مهام الجامعة العربية وتظهر النتائج السلبية لانعقاد القمم العربية المتواصلة ضعف حكام العرب وخضوعهم للإدارة الأمريكية والصهيونية، فلم يقتصر دور الحاكم على التنصل في إسناد غزة فحسب، بل عمدت بعض الأنظمة العربية إلى التواطؤ مع الكيان الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية. وفي حين يواجه أبناء غزة آلة القتل والدمار الصهيونية حفاظا على الأرض والعرض، تسعى بعض الأنظمة العربية للضغط على المقاومة الفلسطينية للاستجابة للشروط الصهيونية الداعية لسحب سلاح المقاومة بهدف القضاء الكلي على القضية الفلسطينية. يرجع الناشط السياسي التونسي محمد سلطاني أسباب ضعف القمم العربية إلى حكام العرب الذين يتحاشون الصراع مع أمريكا و'إسرائيل' خوفًا على كراسي السلطة. ويُوضح -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن جل اهتمام الأنظمة العربية هو تحقيق مصالحهم الخاصة دون تغليب المصلحة العامة، ما جعل تلك الأنظمة ضعيفة وهشّة في مواجهة أعداء الأمة العربية والإسلامية. وينتقد سلطاني عجز الأنظمة العربية في الضغط على الكيان الإسرائيلي وإلزامه -في الحد الأدنى- بكسر الحصار الجائر على قطاع غزة بهدف سد رمق جوع أهالي القطاع، مشيرًا إلى أن خضوع الأنظمة لا يؤهلها لإدارة الشعوب العربية والإسلامية. ويشيد سلطاني بالموقف اليمني قيادةً وشعبًا في إسناد غزة، والذي وصل به المطاف إلى فرض الحصار الجوي والبحري على كيان العدو الإسرائيلي، لافتًا إلى أن السيد القائد عبد الملك، يحفظه الله، والقوات المسلحة اليمنية يجسدون الدور الحقيقي المناطَ بما يسمى بجامعة الدول العربية. ويشير إلى أنه بالرغم من تواطؤ غالبية الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية، إلا أن دور محور المقاومة، بدءًا بحزب الله اللبناني ومرورًا بجبهة الحشد الشعبي العراقي والجمهورية الإسلامية إيران، لعب دورًا كبيرًا وبارزًا في مواجهة قوى الشر العالمي؛ أمريكا و'إسرائيل' وحلفائهم، ما عزز صمود المقاومة الفلسطينية.