
بالفيديو: "صواريخ المشويات".. إعلان ساخر مصري يثير عاصفة غضب إسرائيلية.. ما القصة؟
تسبب إعلان تجاري ساخر لمطعم مشويات مصري في إثارة جنون وغضب الإسرائيليين، وذلك بعد تهكمه مما تتعرض له الدولة العبرية من قصف صاروخي إيراني أحدث أضرارًا فادحة في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة.
المقطع الذي شاهده الملايين على نطاق واسع، يظهر فيه مشاهد لسقوط الصواريخ الإيرانية على المنشآت والمباني الإسرائيلية، ومزجها بلقطات لأطباق الطعام المصري الشهير التي يقدمها المطعم لزبائنه، وفي الخلفية أنغام أغنية للمطرب الشعبي عبدالباسط حمودة "خد راحتك على كيفك".
وعلى خلفية صعود المقطع للـ"ترند" وتداوله بكثافة، شنت حسابات إسرائيلية حملات وهجمات سيبرانية منظمة على صفحة الوصول إلى المطعم على "خرائط جوجل - Google Maps"، متهمة إياه باستفزاز الإسرائيليين والتهكم على آلامهم، وانهالت آلاف المراجعات والتقييمات السلبية لتخفيض تقييم المطعم بشكل لافت.
وأدت الحملات الإسرائيلية على مطعم المشويات إلى خفض تقييمه من 4.4 إلى 1.8، ما أفضى إلى غلق حساب المطعم على خرائط جوجل بعد ساعات قليلة من الحملة الممنهجة.
حملات مضادة
وبالمثل، انطلقت حسابات مصرية لمطاعم منافسة ومؤثرين لدعم المطعم بحملات مضادة، ومعاونته على صد الحملات الإلكترونية الإسرائيلية التي استهدفت نشاطه التجاري، حيث أبدى الكثيرون دعمهم للمطعم ومقطعه المرئي، وأن المنافسة لا تمنع الوقوف صفًا واحدًا لمواجهة حملات التشويه وتكميم الأفواه والأصوات الساخرة.
وعبر ملاك المطعم عن سعادتهم بحملات المساندة والدعم، إذ كتبت صفحته على منصة "فيسبوك": "مش عارفين نشكركم إزاي على كل الدعم ده، بس للأسف جوجل قفلت اللوكيشن بتاعنا، وصفحاتنا كلها للأسف برضه بتتعرض للهجوم وبتتعطل بشكل أو بآخر".
مضيفًا: "مش هاممنا لوكيشن ولا حتى المطعم كله على قد ما هاممنا الحب والدعم والرجولة اللي ظهرت من كل المصريين معانا.. حابين نشكر كل البراندات والإنفلونسرز والناس كلها اللي دعمتنا، ومن امبارح بتحاول تساعدنا بكل الطرق عشان نرجع تاني. لو في احتمال إن البوست ده وصلكم أصلًا، عاوزين نقول إننا بنحبكم ومتتصوروش إحنا فرحانين قد إيه إن صوتنا وصل هناك ويمكن حد نام زعلان عندهم بسببنا".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 44 دقائق
- مجلة سيدتي
مع اقتراب يوم الأب .. قصص ارويها على مسامع أطفالك بين الرابعة والسادسة
حتى في يوم الأب العالمي الذي يصادف بعد غد السبت 21 جون، يقع على عاتق الأمهات تعريف أطفالهم بهذا اليوم، ودعمهم لتحريك عواطفهم، والتحرك لجعل هذا اليوم أكثر خصوصية، يسعد آباءهم، ويجعلهم يشعرون بالفخر بأولادهم الذين أنجبوهم، في هذه المجموعة المؤلفة من 10 قصص نعرض على الأمهات، أحداثاً لأطفال مع آبائهم قصيرة جداً، يمكن أخذ العبر منها، وتعليمها للطفل بصوت عال، ليفهم المعنى من وراء هذا اليوم. قلوب آرام الكبيرة في يوم الأب، قرر "آرام" أن يصنع هدية خاصة لوالده. جمع أوراقًا ملوّنة، وقصّها على شكل قلوب، ثم كتب على كل قلب: "أحبك لأنك تلعب معي." "أحبك لأنك تحضنني كل صباح." "أحبك لأنك تقرأ لي القصص." "أحبك لأنك تشتري لي الآيس كريم الذي يسعدني" "أحبك لأنك تصحبني لرؤية الدلافين" أحبك أحبك أحبك وكثير من الأسباب التي جعلت آرام يملأ العبارات على 50 ورقة مشكلة على هيئة قلوب. وضع القلوب في صندوق صغير، وقدمه لوالده قائلاً: "هذا قلبي كله لك!" ابتسم والده واحتضنه قائلًا: "هذه أفضل هدية في العالم!" دور الأب في تنمية ذكاء طفله وزيادة معدل نموه بابا الذي يصلح كل شيء في أحد الأيام، تعطل درّاج "سامي"، فشعر بالحزن الشديد. لكن والده جاء بمفك البراغي وقال: "لا تقلق يا بطل، سأصلحها!" جلس سامي يراقب والده وهو يعمل، فسأله: "بابا، كيف تعرف كل هذا؟" ابتسم الأب وقال: "عندما تحب شيئًا... تتعلم كيف تحافظ عليه." و في يوم الأب ، رسم سامي صورة لأبيه وهو يُصلح الدراجة، وكتب: "بابا هو البطل الذي يصلح كل شيء!" في الصف، طلبت المعلمة من الأطفال رسم شيء يُعبّر عن حبهم لآبائهم. رسمت "نورة" والدها وهو يحملها على كتفيه وهي تضحك، وكتبت: "بابا يجعلني أطير في السماء!" عندما رآها والدها في الاحتفال، اغرورقت عيناه بالدموع، وقال لها: "وأنتِ تجعلين قلبي يطير من الفرح." النزهة وسلة الفاكهة أراد "سعيد" أن يفاجئ والده في يوم الأب، فسأله: "بابا، ما أجمل شيء تحبه؟" قال الأب: "أحب قضاء الوقت معك." فجهّز سعيد سلة طعام صغيرة، فيها كل ما يحبه والده من الفواكه، وطلب من أمه المساعدة. وفي المساء، أخذه إلى الحديقة، وقال: "هذه نزهة خاصة لك لأنك أغلى أب." ضحك الأب وقال: "وأنت أغلى هدية!" بابا الخارق في يوم الأب، قال "هيثم" لأصدقائه في الصف: "أبي أقوى من الأبطال الخارقين!" ضحكوا وقالوا: "كيف؟" قال: "هو لا يطير، لكنه يحملني إذا تعبت، ولا يختفي، لكنه يظهر في كل وقت أحتاجه!" وفي المساء، أهداه بطاقة مكتوب عليها: "أنت بطلي الخارق، يا أبي!" نصائح هامة للأب لكي يكون ناجحاً ومحبوباً من أطفاله حذاء أبي في صباح يوم الأب، ارتدى "تامر" معطف والده وحذاءه الكبير، ومشى في البيت كأنه هو. ضحك الجميع وقالوا: "أنت تبدو مثل والدك تمامًا!" قال زيد: "أنا أريد أن أكون مثله عندما أكبر، لأنه طيب يحضر لنا كل ما يلزمنا ونشتهيه، وقوي يقود بنا السيارة إلى أبعد المسافات، وحنون يأخذنا إلى الحديقة كل أسبوع ويلعب معنا!" فاحتضنه والده وقال: "وأنا فخور بك يا صغيري!" كلمات حب وتقدير للآباء في يوم الأب 21 يونيو تبادل في الأدوار في ليلة يوم الأب، جلس "سامر" بجوار والده وقال: "بابا، الليلة أنا سأحكي لك قصة فكل ليلة تقوم أنت بهذا الدور، ما رأيك أن نتبادل الأدوار وأرويها أنا لك!" قال الأب بدهشة: "أنا أستمع .. هات ما عندك أيها الطفل العبقري!" قال رامي: "كان هناك أب رائع، يضحك، يلعب، ويحب ابنه كثيرًا. وكان الابن يقول دائمًا: بابا هو عالمي!" ضحك الأب وقال: "وأنا فخور بأن أكون والدك يا سامر!" ثم احتضنه وقال: "هذه أفضل قصة سمعـتها!" اكتشفي حاجة طفلك لوجود الأب في حياته من خلال بعض السلوكيات الهامة للطفل حلا لأبي قررت "سارة" أن تصنع مفاجأة في يوم الأب. ذهبت مع أمها إلى المطبخ، وخبزت كعكة صغيرة بالشوكولاتة. كتبت عليها بكريمة السكر: "أحبك يا أبي!" عندما عاد والدها من العمل، قدّمت له الكعكة وقالت: "لأنك أحلى شيء في حياتي!" ضحك الأب وقال: "وأنتِ سكر حياتي يا سارة!" رحلة إلى القمر في يوم الأب، اصطحب "جواد" والده في "رحلة خيالية" داخل غرفة المعيشة. فرش بطانية على الأرض، وضع عليها مقودًا، وصرخ: "انطلق يا أبي! نحن ذاهبون إلى القمر!" ضحك الأب ولعب معه طوال الوقت. وفي النهاية قال جواد: "كل يوم معك هو مغامرة لا تُنسى!" مفاجأة جوجو كان لدى "نهى" أرنب صغير اسمه " غوغول". وفي يوم الأب، زيّنت نهى قفص غوغول، الذي أطلقت عليه اسم محرك البحث، بإكليل زهري وكتبت لافتة: "بابا، حتى غوغول يحبك!" عندما رأى الأب المفاجأة، ضحك وقال: "حتى الحيوانات تعرف أنني أحبكم كثيرًا!" ثم قال: "أنتم أجمل هدية في حياتي." في يوم الأب .. ليت الآباء يقولون ما يريدون!


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
«1447هـ» يُؤذن بأفول شمس 50 عاماً للأندية الأدبية
منذ صدر مرسوم ملكي بتأسيسها في مايو 1975م، والأندية الأدبية صامدة، تصدّت لجبهات ناقدة، وجابهت رياح تحولات عارمة، واستجاب بعضها وإن ببطء للمتغيرات، خصوصاً مع القرارات الصارمة، وصفها التقليديون في مطلعها بالحداثيّة، ثم تبوأ تقليديون ذروة سنامها، فاتهمها التقدميون بالرجعيّة، ثم تبنت خيارات المرحلة، ولزم بعضها منهج «بين بين»، ثم واكبت المجتمع برفع لواء الحداثة، وإعلان الاستقلالية عن الوصاية، وتبوأت شمسها كبد السماء، وغدت ملء السمع والبصر، إلا أن سيرة ومسيرة 50 عاماً، والمراسيم الملكية التي صدرت بها، لم تشفع لها في مواصلة مشوارها، فالمؤشرات تؤذن بأفول شمسها، ونحول بدرها، في ظل ما اتخذته وزارة الموارد البشرية من قرارات، لتسريع تحويلها إلى جمعيات، وبذلك تطلق رصاصة الرحمة على مؤسسات ثقافية خدمت المشهد الثقافي العربي لأكثر من نصف قرن. وعلمت «عكاظ»، أن عدداً من المثقفين تلقوا خطابات تكليف بإدارة ما تبقى من الأندية الأدبية، التي لم تتحول إلى جمعيات، واستقبلت شخصيات أدبية اتصالات هاتفية من مسؤولي القطاع غير الربحي في وزارة الموارد البشرية، لتولي زمام الفترة الانتقالية، والتي ربما تمتد إلى خمسة أشهر، وستكون إدارتهم عن بُعد «اون لاين»، عدا وقت الإشراف على انتخابات مجلس الجمعية، التي يُفترض أنها لا تتضمن مسمى «نادي» ولا «منطقة»، وسينعقد اجتماع بين ممثلي وزارتي الموارد والثقافة والمكلفين بمجالس الإدارة المكلفين أخيراً، لوضعهم في صورة تفاصيل التكليفات. رئيس أدبي الباحة: رفضنا طمس هويّة النادي ورحّبنا بالحوكمة أوضح رئيس أدبي منطقة الباحة الشاعر حسن الزهراني، أن المركز الوطني للمؤسسات غير الربحية اشترط أن يتحول كل نادٍ إلى جمعية لا يذكر فيها مسمى «نادي»، ولا يذكر فيها اسم «المنطقة» التي يتبع لها، وعدّ هذا الاشتراط طمساً لهوية الأندية الأدبية تماماً، ما نتج عنه رفض الجميع لهذا الشرط مع الترحيب بالحوكمة باعتبارها نظاماً دقيقاً سيريح الجميع ويواكب الرؤية، لافتاً إلى أنه عقِب مدة بدأ نادي الأحساء بالتحول إلى جمعية «أدباء»، ثم تبعته أندية، مؤكداً أن كل الأندية مستقبلاً ستؤول إلى جمعيات، وتُطوى صفحات مشرقة ومشرفة كانت فيها الأندية الأدبية السعودية على مدى 50 عاماً تقود المشهد الأدبي على مستوى الوطن بل والوطن العربي في عصرها الذهبي، مضيفاً أن أعين كبار الأدباء والمفكرين من الخليج إلى المحيط على نشاطاتها ومؤتمراتها ومهرجاناتها وملتقياتها ومسابقاتها وجوائزها ومطبوعاتها وفعالياتها الدورية المميزة والمتجددة كل عام. رئيس أدبي تبوك: سننسف القرار بخطاب قانوني أكد رئيس أدبي منطقة تبوك الدكتور نايف الجهني، أن النادي بصدد إرسال خطاب قانوني إلى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، لنسف القرار الموجه إلى النادي أخيراً. وأوضح الجهني أن الخطاب الوارد من الموارد ليس مُلزِماً كونه يتضمن أخطاءً كثيرة؛ منها وصفنا بمجلس إدارة ونحن هيئة إدارية، مبدياً تحفظه على مفردة «عزل» الواردة في الخطاب، وعدم توضيح الخطاب للمخالفات، ما أفضى لتشويش بسبب الغموض، وليس من طبيعة العمل الإداري التحدث بشكل غامض كون النادي لم يخضع بعد لنظام الجمعيات الأهلية. وحسب اللائحة، النادي هيئة أدبية شبه حكومية، ومن المنطق أن نكون تابعين لهيئة الأدب، خصوصاً أن الثقافة هي المشرفة علينا حسب آخر خطاب موجه لنا منها. وقال: «نحن في حيرة واستغراب، إذ لم يتواصل معنا أحد بشكل مباشر»، وتساءل: كيف نتعامل مع قرار لم يصدر من الجهة التي تشرف علينا، وهل يسمح لنا النظام بتسليم جهة لجهة لا تنتمي إليها، وما المسوّغ النظامي للتسليم، خصوصاً أن أدبي تبوك لديه حساب مالي ليس بسيطاً، وتسليمه يحتاج لقرار من جهة الإشراف؟ ويجيب: «هذا ما لا نستطيع فهمه، هناك أمر ما لم نستوعبه، وحسب آخر خطاب وصل لنا من الثقافة أننا نتبعها». وعن مبادرة بعض رؤساء الأندية للتحوّل إلى جمعيات، وشعورهم بالخذلان، أكد أنه لم يخذل أحداً، فالجميع أصلاً في الطريق لذلك، وتم إرسال خطاب تضمن الترحيب بذلك، إلا أننا كنا نحتاج وقتاً لإبلاغ جهة الإشراف وتلقي ردها. من 6 أندية اقترحها عزيز ضياء وتبناها فيصل بن فهد إلى 16 لعبت الأندية الأدبية في المملكة العربية السعودية دوراً كبيراً في تشكيل المشهد الثقافي، إذ بدأت فكرة تأسيسها في عام 1975م (1395هـ)، باقتراح من الأديب عزيز ضياء، فكرة إنشاء أندية أدبية في المدن الكبيرة خلال اجتماع مع الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الذي رحّب بها وتبناها، وصدرت مراسيم ملكية بتأسيس ستة أندية في الرياض، وجدة، والطائف، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجازان، وزاد عددها إلى 16 نادياً في كافة مناطق المملكة. ونجحت الأندية في تفعيل الحراك الثقافي والأدبي، بتقديم فعاليات متنوعة، وتنمية مهارات التواصل من خلال الأنشطة والفعاليات المختلفة، واكتشاف ورعاية المواهب الأدبية، وبناء جسور التواصل بين الأدباء والمثقفين داخل الوطن وخارجه. وبدأت الأندية الأدبية نشاطها تحت إشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ثم تحوّلت إلى وزارة الثقافة والإعلام، عام 1426هـ (2005م)، وفي عام 1440هـ (2019م) انتقل الإشراف إلى وزارة الثقافة. وتمثل الأندية إرثاً ثقافياً وذاكرة وطنيّة، إذ كان لها مكتبات خاصّة، وصالات ومسارح، وقاعات تدريبية، وغدت مرجعاً عبر إصداراتها والفعاليات والصور والتسجيلات المرئية، لكل من وقف على منابرها من كبار الأدباء والمثقفين السعوديين والعرب على حدّ سواء. أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 5 ساعات
- عكاظ
نافذة على روح الترجمة وألقها
يُشكّل كتاب «حدائق الآخرين: كيف وصل الأدب العالمي طازجاً إلى العربية» للأديب عبدالمحسن يوسف، الصادر عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر عام 2021، دعوة مفتوحة للتأمل في فعل الترجمة، ليس بوصفه مجرد نقل للكلمات، بل كرحلة فكرية وجمالية تضيء دروب التواصل بين الثقافات. إنّ هذا السفر الماتع، الذي يصفه المؤلف بأنه «نزهة متمهلة في كتب جميلة قرأتها»، يتجاوز حدود المراجعات النقدية التقليدية ليغوص في أعماق التجربة القرائية، مقدماً رؤية ثاقبة حول كيفية تلقّي الأدب العالمي في الوعي العربي. يُعدّ عنوان الكتاب بحد ذاته مفتاحاً دالاً على مضمونه؛ فـ«حدائق الآخرين» ُيوحي بالانفتاح على عوالم غنية ومتنوعة، هي عوالم الفكر والإبداع الإنساني، بينما عبارة «كيف وصل الأدب العالمي طازجاً إلى العربية» تُبرز الهاجس الأساسي للمؤلف: استكشاف آليات وصول هذه النصوص إلى المتلقي العربي بحيويتها الأصلية، دون أن يفقدها زمن أو لغة بريقها. هذه الطزاجة ليست مجرد جودة شكلية، بل هي جوهر الروح التي يبحث عنها الكاتب في كل نص مترجم، وهي تتجلّى بوضوح في اختياراته وشواهده. ينطلق المؤلف من فرضية بسيطة لكنها عميقة: القصيدة لا يحتملها إلا من امتلأ بها، والترجمة الحقيقية للشعر لا تتم إلا حين يكون المترجم شاعراً في الأصل، يصغي لما بين السطور، ويكتب بالقلب قبل اللسان. يُقدم عبدالمحسن يوسف، بأسلوبه السلس والعميق، سجلاً لجُلّ ما أثّر في وعيه وذاكرته القرائية. يستعرض الكتاب باقة من الأسماء الأدبية العالمية، من شعراء وكتّاب قصص وروايات، مروراً بأسماء مثل بابلو ميدينا، يوسف برودسكي، شيمبورسكا، ياروسلاف سيفرت، هرمان هيسه، فلورنس أنطوني، وبيسوا، وصولاً إلى كالفينو، تشيخوف، وكبلنغ، وكيم أدونيزيو، وميشائيل كروغر وغيرهم. هذا التنوع في الاختيارات لا يعكس فقط سعة اطلاع المؤلف، بل يُشير أيضاً إلى رؤيته الشمولية للأدب، فهو يرى أن الأدب الحقيقي لا يعرف حدوداً جغرافية أو زمنية، بل هو جسر يربط بين القلوب والعقول عبر العصور. ما يُميّز «حدائق الآخرين» هو غوصه في العلاقة بين المترجِم والنص المترجَم. يطرح المؤلف سؤالاً ضمنياً عن السر وراء وصول نص معين إلى القارئ العربي «طازجاً». الإجابة لا تكمن فقط في براعة المترجم اللغوية، بل في قدرته على استيعاب روح النص وثقافته، وفي إيصال هذه الروح إلى لغة أخرى دون تشويه أو تبديل. إنها عملية لا تنفصل عن الذائقة، الحس الفني، والإحساس العميق بالمسؤولية تجاه العمل الأصلي والقارئ على حد سواء. يُبرز يوسف في دراسته الأدبية هذه، أن الترجمة ليست عملية ميكانيكية، بل هي فعل إبداعي بحد ذاته. المترجم الجيد هو الذي يمتلك القدرة على «إعادة خلق» النص بلغة أخرى، محافظاً على نبرته، إيقاعه، وصورته الشعرية. ولعل هذا ما يفسر اختياراته المتنوعة، التي تُشير إلى أن بعض النصوص قد وجدت طريقها إلى العربية بفضل جهود مترجمين استثنائيين استطاعوا أن يكونوا بمثابة «بستانيين» ماهرين حافظوا على ترف زهور «حدائق الآخرين» في تربة اللغة العربية. شواهد على جمال الاختيار والترجمة يقدم عبدالمحسن يوسف نماذج مختارة بعناية فائقة، تُظهر ليس فقط عمق النصوص الأصلية، بل أيضاً جودة الترجمة التي حافظت على جوهرها وجمالها. لنقف عند بعض هذه الشواهد التي تُضيء ذائقة الكاتب: 1. من عالم «يوسف برودسكي»: يُقدّم المؤلف برودسكي نموذجاً للشاعر العميق الذي تتجاوز كلماته الزمان والمكان. يقول: «يوسف برودسكي، شاعرٌ لا يكتبُ عن الشغف، بل هو الشغف نفسه، يتجلّى في كلماته. إنه يتحدّث عن الحب بطريقةٍ تُفجّر في الروح مواجع الغياب والأمل». هذا الوصف التكثيفي لبرودسكي يُشير إلى عمق الرؤية التي يعتمدها المؤلف في تقديم الأدباء، فلا يكتفي بعرض سيرهم الذاتية، بل يلجأ إلى استكشاف جوهر إبداعهم. اختيار برودسكي يُسلّط الضوء على الشعر الفلسفي الذي يتجاوز المباشرة، ويُحلّق في عوالم التأمل الإنساني العميق. 2. إشراقة «الشاعرة البولندية شيمبورسكا»: يُعرّج الكتاب على الشاعرة البولندية الكبيرة شيمبورسكا، المعروفة بأسلوبها الساخر والحكيم في آن واحد، ويُشير إلى نصٍّ يتسم بالبساطة والعمق: «قد لا يهمّ إن كان ذلك حدث أم لا. المهم أنك قرأته. لقد خُلقتَ». هذا المقطع، الذي ينبض بالبساطة الفلسفية، يُلخّص جوهر الإبداع والتلقّي. يوسف يُقدّم هذه الشاهدة ليؤكد أن القراءة فعلٌ يُعيد خلق القارئ، وأن النصوص المترجمة لا تُقدّم مجرد معلومات، بل تُساهم في بناء الوعي والذات. اختيار شيمبورسكا يُبرز التقدير للغة الشعرية التي تستطيع أن تقول الكثير بالقليل، وتُثير التساؤلات الوجودية بلمسة خفيفة. 3. هرمان هيسه و«إذا ما استمرت الحرب»:يُبرز عبدالمحسن يوسف من أعمال هرمان هيسه، الكاتب الذي يغوص في أعماق النفس البشرية والبحث عن الذات، مقطعاً يحمل دلالات عميقة: «عندما تستمر الحرب، تصبح الأرواح هي الجبهة الحقيقية». هذه الجملة المُكثّفة تُشير إلى قدرة الأدب على كشف الحقائق الإنسانية العميقة، متجاوزاً الأحداث الظاهرية. اختيار هذا الاقتباس من هيسه، المعروف بفلسفته وتأملاته في الحرب والسلام والروح البشرية، يؤكد أن «حدائق الآخرين» ليست مجرد استعراض لنصوص جميلة، بل هي دعوة للتفكير في القضايا الكبرى التي تشغل الإنسان. 4. فلورنس أنطوني و«سوداء كليلةِ البارحة»:يختار المؤلف من «سوداء كليلةِ البارحة» لفلورنس أنطوني ما يُجسّد قوة الصورة الشعرية، وربما ما يحمل في طياته إشارة إلى الواقع المعاش أو تجارب إنسانية عميقة: «كم كانت سوداء كليلةِ البارحة، كجرحٍ مفتوح في الروح». هذه الصورة البلاغية العميقة تُظهر كيف يمكن للكلمة أن تتحول إلى لوحة فنية، وكيف تستطيع الترجمة الجيدة أن تنقل هذا العمق الشعوري. اختيار هذا النص يُبرز اهتمام المؤلف بالشعر الذي يرسم الصور الذهنية ويُلامس المشاعر الدفينة. 5. بيسوا و«لستُ ذا شأن»:من كتابات فرناندو بيسوا، الشاعر البرتغالي الشهير الذي اشتهر بتعدّد الأسماء المستعارة والشخصيات الأدبية، ينتقي يوسف ما يُعبّر عن التيه الوجودي واللامبالاة الظاهرية: «لستُ ذا شأن، إلا في تلك اللحظات التي أنسى فيها أنني كذلك». هذه العبارة، التي تُجسّد الوعي بالذات ونفيها في آن واحد، تُشير إلى عُمق التأمل الفلسفي الذي يقدمه بيسوا. اختيارها من قبل عبدالمحسن يوسف يُبرز إعجابه بالأدب الذي يتناول تعقيدات النفس البشرية وتناقضاتها، ويُلقي الضوء على المترجمين الذين يمتلكون القدرة على نقل هذه الدقائق الفلسفية. 6. كيم أدونيزيو في «خاسران على الناصية»: يُقدم المؤلف من «خاسران على الناصية» لكيم أدونيزيو، نصّاً يُلامس جانباً من الضعف الإنساني أو اليأس، لكن بلمسة أدبية: «كلانا خاسران، لكننا نملك هذا الرصيف، وهذه الأضواء الخافتة». هذا المقطع، الذي يجمع بين المرارة وشيء من التعايش مع الواقع، يُظهر حساسية المؤلف في اختيار النصوص التي تُلامس جوانب مختلفة من التجربة الإنسانية. يُبرز هذا الاختيار أيضاً، كيف يمكن للنص أن يكون مُكثّفاً في معناه، وأن يُشير إلى حالات نفسية واجتماعية عميقة. 7. ميشائيل كروغر، في «خطوات وظلال»:يستعرض يوسف من عمل ميشائيل كروغر، مقطعاً يثير التأمل في أثر الزمن وذكرياته: «الخطوات ترحل، والظلال وحدها تبقى تحكي». هذه الجملة الشعرية، التي تتسم بالعمق الفلسفي، تُشير إلى أن الأثر المادي يزول، بينما تبقى الذاكرة والقصص والأثر المعنوي. اختيار هذا الاقتباس يؤكد ميل الكاتب إلى النصوص التي تتناول الأفكار الوجودية وتُحفّز على التأمل. من خلال هذه «الإضاءات» المتناثرة في فضاءات عديدة، ينجح عبدالمحسن يوسف في تقديم رؤية متكاملة للأدب العالمي المترجم، ليس ككيان غريب، بل كجزء أصيل من تجربتنا الثقافية. يُشجع الكتاب القارئ على إعادة اكتشاف نصوص أدبية معروفة، والتعرف على أخرى ربما لم تحظَ بالاهتمام الكافي، كل ذلك من خلال عدسة ناقد وقارئ شغوف يرى في كل كلمة مترجمة جسراً يربط بين أرواح البشر على اختلاف ألسنتهم وثقافاتهم. في الختام، يُعدّ «حدائق الآخرين» احتفاء بالترجمة بوصفها فعلاً حضارياً، وتأكيداً على أن الأدب، في جوهره، لغة كونية تتجاوز الحواجز وتفتح القلوب على مصراعيها لاستقبال «الآخر» بكل جماله وعمقه. هو عملٌ يُلهم القارئ بأن يغدو هو نفسه «بستانياً» يزرع ويحصُد من حدائق الآخرين، لتبقى شجرة الأدب العالمي مُورِقة ومُثمِرة في حدائق اللغة العربية، بفضل الذائقة الرفيعة للمؤلف والمترجمين الذين جلبوا لنا هذه الجواهر. كاتبة وناقدة لبنانية أخبار ذات صلة