logo
مساعد بارز لبوتين يدعو لاستعادة الثقة بين روسيا وأمريكا

مساعد بارز لبوتين يدعو لاستعادة الثقة بين روسيا وأمريكا

مباشر ٢٢-٠٤-٢٠٢٥

مباشر: أكد نيكولاي باتروشيف أحد أبرز صقور الكرملين ومساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، على ضرورة استعادة الثقة بين "القوتين العظميين" روسيا والولايات المتحدة وقال: إن موسكو مستعدة لاستئناف التعاون مع واشنطن في القطب الشمالي.
ويولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اهتماماً بروسيا حيث يسعى لإنهاء حربها الدائرة منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا، إذ يعتبر هو وإدارته الصين أكبر تهديد للولايات المتحدة.
ورحب الكرملين، بفرصة استعادة العلاقات مع الولايات المتحدة بعد أن أثارت المواجهة بشأن أوكرانيا ما وصفه دبلوماسيون من كلا البلدين بأنها أسوأ أزمة في تاريخ علاقاتهما.
وقال باتروشيف لصحيفة كوميرسانت: "روسيا والولايات المتحدة، باعتبارهما قوتين عظميين، تتحملان تاريخياً مسؤولية خاصة عن مصير العالم، وفقا لـ"رويترز".
وأضاف: "تُظهر تجارب العقود، بل والقرون الماضية، أن بلدينا نجحا دائماً في التغلب على خلافاتهما في أصعب أوقات الأزمات".
وأثار توجه ترامب نحو روسيا قلقاً بالغا لدى الكثير من الحلفاء الأوروبيين التقليديين للولايات المتحدة، الذين يخشون أن تكون واشنطن قد أدارت ظهرها لهم.
وأكد باتروشيف، الضابط السابق في جهاز المخابرات السوفييتية (كي.جي.بي)، وهو من سان بطرسبرج مسقط رأس بوتين، أن روسيا مستعدة لاستئناف التعاون مع الولايات المتحدة في القطب الشمالي.
حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الدفاع الروسية تسقط 8 مسيرات كانت تحلق باتجاه موسكو
الدفاع الروسية تسقط 8 مسيرات كانت تحلق باتجاه موسكو

العربية

timeمنذ 6 ساعات

  • العربية

الدفاع الروسية تسقط 8 مسيرات كانت تحلق باتجاه موسكو

أعلن عمدة م وسكو ، اليوم الخميس، أن منظومات الدفاع الجوي صدت هجوم 8 طائرات مسيرة كانت تحلق تجاه العاصمة. وكتب سيرغي سوبيانين على قناته في "تلغرام": "صدت منظومات الدفاع الجوي هجوم 8 مسيرات كانت تحلق تجاه موسكو"، مضيفاً "خبراء الخدمات الميدانية يعملون في أماكن سقوط الحطام". وفي وقت سابق اليوم، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه تم اتخاذ قرار بإنشاء منطقة عازلة أمنية على طول الحدود بين روسيا وأوكرانيا، مبيناً أن القوات الروسية تعمل حالياً على ذلك. ووصف بوتين خلال اجتماع مع أعضاء الحكومة الروسية، الأساليب التي تستخدمها القوات المسلحة الأوكرانية وبـ"الإرهابية"، مشيرا إلى أن "أوكرانيا تقصف أهدافا بالمناطق الحدودية لا قيمة عسكرية لها: منازل وأشخاص ومواقع مدنية". وفي وقت سابق اليوم، أكد الكرملين أنه لا يوجد "اتفاق" بعد على لقاء روسي أوكراني ثان يمكن أن يعقد في الفاتيكان وفقا لتقارير صحافية أميركية، بهدف مناقشة وقف إطلاق النار المحتمل. كما أعلن الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن موسكو تعمل على تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع كييف في مفاوضات إسطنبول، مشيراً لعدم وجود اتفاق محدد حول الاجتماعات القادمة بشأن أوكرانيا حتى الآن. وعقدت موسكو وكييف أول محادثات سلام بينهما منذ ربيع العام 2022 في تركيا الجمعة الماضي، لكن فشل الاجتماع الذي استمر أقل من ساعتين في التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو تحقيق اختراقات كبيرة أخرى. وتتمسك روسيا بمطالب ترفضها كييف، منها أن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تتنازل عن أربع مناطق تسيطر عليها روسيا جزئيا بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وأن تتوقف شحنات الأسلحة الغربية. وترفض أوكرانيا هذه المطالب بشدة وتطالب بانسحاب الجيش الروسي. كذلك تطالب كييف، إلى جانب حلفائها الغربيين، بهدنة قبل محادثات السلام، رفضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا.

بوتين: نعمل على إنشاء "منطقة عازلة" بين روسيا وأوكرانيا
بوتين: نعمل على إنشاء "منطقة عازلة" بين روسيا وأوكرانيا

الشرق السعودية

timeمنذ 7 ساعات

  • الشرق السعودية

بوتين: نعمل على إنشاء "منطقة عازلة" بين روسيا وأوكرانيا

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن الجيش الروسي يعمل حالياً على إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود مع أوكرانيا، فيما أعلنت كييف وموسكو تسليم قوائم أسرى الحرب ضمن صفقة تبادل مرتقبة. وأضاف بوتين خلال اجتماع مع أعضاء الحكومة الروسية عبر الفيديو: "لقد قلت أنه تم اتخاذ قرار بشأن إنشاء المنطقة الأمنية العازلة اللازمة على طول الحدود"، مؤكداً أن الجيش الروسي "يعمل حالياً على تنفيذها". واتهم بوتين القوات الأوكرانية بـ"اختيار أهداف ليس لها أهمية عسكرية"، وقال: "عادةً ما يختار العدو أهدافاً ليس لها أهمية عسكرية، أهداف مدنية، منازل، أشخاص. وأحداث اليوم تؤكد ما قلته للتو". وذكر أن "الجيش الروسي يستهدف بشدة نقاط إطلاق النار المعادية والعمل مستمر على هذا النحو"، مشدداً على أهمية "إزالة الألغام في المناطق الحدودية"، و"الأكثر أهمية لضمان الأمن". وأضاف: "هناك مسألة منفصلة، ​​وهي الأهم لضمان الأمن وحماية أرواح الناس وصحتهم، وهي إزالة الألغام من المناطق التي شهدت عمليات عسكرية. إزالة القذائف غير المنفجرة والألغام ومخابئ الأسلحة التي خلفها المسلحون. أكرر، نحن نتحدث عن مقاطعة كورسك، ومقاطعتي بريانسك وبيلجورود، اللتين تعرضتا أيضاً للقصف". وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، الخميس، أن الدفاعات الجوية أسقطت 105 طائرات مسيرة أوكرانية فوق مناطق روسية، عشرات منها كانت متجهة نحو موسكو، فيما ذكرت القوات الجوية الأوكرانية، أن أضراراً وقعت في منطقة دنيبروبتروفسك، بعد هجوم لكنها لم تحدد نوع السلاح المستخدم. قوائم الأسرى وجاءت هذه التصريحات بعد إعلان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الخميس، أن روسيا سلمت أوكرانيا قائمة تضم ألف أسير حرب تريد استعادتهم في صفقة تبادل مقبلة. كما ذكر مسؤول في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية لوكالة "رويترز"، أن بلاده قدمت قائمةً تضم ألف أسير حرب إلى روسيا. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن ترأس اجتماع في وقت سابق، الخميس، ضم كبار مسؤولي الأمن والاستخبارات لمناقشة عملية تبادل الأسرى المقبلة. وعقد البلدان اجتماعاً في إسطنبول الأسبوع الماضي، هو الأول من نوعه منذ مارس 2022، وأسفر عن اتفاق على تبادل ألف أسير من كل طرف، لكن موسكو رفضت مطلب كييف بالتوصل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار. اتهامات بالمماطلة وأعلن الكرملين، في أعقاب مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، أن كلا الطرفين سيعملان على مذكرة تفاهم حول اتفاق سلام. وأثار هذا الإعلان انتقادات جديدة من أوكرانيا وعواصم أوروبية، تتهم روسيا بالمماطلة والتسويف. وأبلغ الرئيس الأميركي القادة الأوروبيين في "مكالمة خاصة" الاثنين، بأن الرئيس الروسي غير مستعد لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لأنه يعتقد أنه يحقق انتصارات، وذلك عقب مكالمته مع الرئيس الروسي، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن ثلاثة أشخاص مطلعين على المناقشة. وذكرت الصحيفة الأميركية، أن هذا الإقرار "شكل تأكيداً لما كان القادة الأوروبيون يعتقدونه منذ فترة طويلة بشأن بوتين"، لكنها كانت المرة الأولى التي يسمعونه فيها من ترمب، كما أنه يتناقض مع ما كان الرئيس الأميركي يقوله في العلن بشكل متكرر، وهو اعتقاده بأن "بوتين يريد السلام بصدق". وفي المقابل، وأشار المتحدث باسم الكرملين، إلى أن تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" يتعارض مع ما تعرفه موسكو، وقال بيسكوف للصحافيين: "نحن نعلم ما صرّح به ترمب لبوتين. لا نعلم ما الذي قاله ترمب للأوروبيين بعد تلك المكالمة الهاتفية. نحن نعرف البيان الرسمي للرئيس ترمب. وما نعرفه يتعارض مع ما ورد في المقال الذي ذكرته". وسبق أن عبّر الرئيس الأميركي عن دعمه لفكرة عقد محادثات وقف إطلاق نار بين موسكو وكييف في الفاتيكان، معتبراً أن ذلك سيمنح المفاوضات زخماً إضافياً. وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، الثلاثاء، إن البابا ليو أكد لها استعداده لاستضافة الجولة المقبلة من المحادثات. ولفت بيسكوف، إلى أن روسيا ترحب "باستعداد جميع الأطراف للمساهمة في تسوية سريعة"، لكنه أوضح أن اختيار مكان انعقاد المفاوضات لم يُحدد بعد، مضيفاً أن موسكو لم تتلق أي اقتراح رسمي من الفاتيكان.

إيمانويل تود يعيد قراءة المشهد العالمي في "هزيمة الغرب"
إيمانويل تود يعيد قراءة المشهد العالمي في "هزيمة الغرب"

Independent عربية

timeمنذ 7 ساعات

  • Independent عربية

إيمانويل تود يعيد قراءة المشهد العالمي في "هزيمة الغرب"

في فبراير (شباط) عام 2022 ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على شاشات العالم أجمع ليعلن دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا، معللاً ذلك بقوله إن "التمدد المستمر في البنى التحتية لحلف شمالي الأطلسي والتهيئة العسكرية لأرض أوكرانيا مرفوضان بالنسبة إلينا، لا نريد أن تفاجأ روسيا كما في صيف عام 1941، فجاء تحركنا دفاعاً عن النفس". ولم تُدَر هذه الحرب كما كان متوقعاً لها، إذ تكشفت عن مفاجآت كثيرة بالنسبة إلى روسيا أو الغرب لأنها حرب حقيقية بين دولتين في أوروبا التي حسبت نفسها هاجعة إلى سلام دائم، وهي كذلك شكلت مجابهة بين الولايات المتحدة وروسيا عبر الأوكرانيين. وكأن من المفاجئ صمود أوكرانيا العسكري التي وجدت في الحرب مبرراً لوجودها المهدد، لكن المفاجأة الكبرى كانت صمود الاقتصاد الروسي، فإن الغرب راهن على انهيار روسيا وتركيعها بعقوبات اقتصادية كبيرة واستبعاد مصارفها من منظومة "سويفت"، لكن الروس عرفوا كيف يتكيفون مع هذه العقوبات بمرونة تقنية واقتصادية واجتماعية. ومن المفاجئ أيضاً دخول المملكة المتحدة في الحرب على روسيا وتزويدها أوكرانيا بدبابات ثقيلة وصواريخ بعيدة المدى، بينما أعلنت الولايات المتحدة، القوة العظمى في العالم عن عجزها عن توفير أية أسلحة لأوكرانيا. أما المفاجأة الأكبر والأكثر إرباكاً للغرب، فتمثلت في عزلته الأيديولوجية واستمرار مساندة الصين للروس، فضلاً عن حسبان العالم الإسلامي بأسره روسيا شريكاً أكثر من أنها خصم، وهذه الوقائع التي انجلت عنها الحرب تؤكد هزيمة الغرب برأي إيمانويل تود في كتابه "هزيمة الغرب"، ترجمة محمود مروة عن دار الساقي 2025، فهذه الهزيمة كما يقول المؤلف "يقينية لأن الغرب يتدمر ذاتياً، أكثر من كون روسيا تهاجمه، فليست روسيا هي ما يعرض توازن الكوكب للخطر" بل إنها "أزمة غربية وبصورة خاصة أميركية". وهذا ما توقعه أيضاً أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة شيكاغو جون ميرشايمر الذي رأى أن روسيا ستكسب الحرب لأن أوكرانيا مسألة وجودية لها، في حين أنها ليست كذلك للولايات المتحدة. ويتفق تود مع ميرشايمر في أن تصرف حلف شمالي الأطلسي ليس سوى انعدام عقلانية ومسؤولية، في وقت تتزعم الغرب إمبراطورية تخلو من مركز ومشروع، توجهها مجموعة تفتقر إلى ثقافة مركزية بالمعنى الأنثروبولوجي، في وقت تبقى قائمة فيها آلة دولتية عسكرية عملاقة، مما يطرح في نظر المؤلف سؤالاً مركزياً، لماذا استخف الغربيون بخصمهم الروسي إلى هذا الحد في وقت لم يكُن هناك شيء مخفي من أوراقه الرابحة؟ وفي ظل مجتمع استخباراتي يضم 100 ألف شخص في الولايات المتحدة وحدها، كيف أمكن التصور أن قطع نظام "سويفت" وفرض عقوبات سيرديان ببلد يمتد على 17 مليون كيلومتر مربع ويتوافر على الموارد الطبيعية الممكنة كافة ويستعد جهاراً منذ عام 2014 لمواجهة عقوبات كهذه؟ وإذا كانت صلابة روسيا شكلت واحدة من مفاجآت الحرب، فإن الأرقام والإحصاءات تؤكد قوة روسيا وارتقاءها خلال عهد بوتين على الضد مما يدعيه الإعلام الغربي، فبين عامي 2000 و2017 انخفض بصورة كبيرة معدل الوفيات الناجمة عن تناول الكحول، وتراجعت معدلات الانتحار وجرائم القتل ووفيات الرضع، كما تدنت معدلات البطالة، وتحقق الاكتفاء الذاتي غذائياً، وصارت روسيا واحدة من أكبر مصدري المنتجات الزراعية في العالم، بحيث تضاعفت صادرات الأغذية الروسية ثلاث مرات. ومن المدهش حفاظ روسيا على مكانتها كثاني أكبر مصدر للأسلحة في العالم، وأكبر مصدر لمحطات الطاقة النووية، وقد يكون مثال إنتاج القمح أشد إعجاباً، إذ إن روسيا أنتجت عام 2012، 37 مليون طن من القمح، ثم 80 مليون طن عام 2022. وعلى صعيد التعليم العالي بلغت نسبة الملتحقين بدراسة الهندسة 23.4 في المئة عام 2020 في روسيا، مقابل 18.5 في اليابان و24.2 في ألمانيا و14.1 في فرنسا، وعلى رغم تفاوت عدد السكان، تصل روسيا إلى تكوين مهندسين أكثر بكثير من الولايات المتحدة. ويعوّل المؤلف على الطبقات الوسطى في التغيير، فهي الجاذبة لاهتمام علماء الاجتماع والسياسيين، ومن دونها يتعذر قيام مجتمع مستقر وديمقراطي وليبرالي، فالعامل الذي أطلق سقوط المنظومة الشيوعية لم يكُن الشلل الاقتصادي، بل ظهور طبقة وسطى حظيت بتعليم عالٍ، العامل الوحيد في نجاح الديمقراطية الليبرالية أو إخفاقها؟ فهل يمكننا أن نتصور بمعقولية أن الطبقات الوسطى الروسية ستطيح يوماً ما بنظام بوتين السلطوي؟ يحلم الغربيون بطبقات وسطى ذات تأثير مزدوج، فيكون من شأنها إسقاط بوتين بعدما أسقطت الشيوعية، وهذا الأمل ليس عبثياً تماماً، فأكثر المعارضين بحدة لبوتين في المدن الكبرى هم من الطبقات التي تتمتع بتعليم عالٍ حقاً، وهي الطبقات التي دعمت بوريس يلتسين مسقط الاتحاد السوفياتي، بيد أن ثمة ما يميز الطبقات الوسطى الروسية عن نظيرتها الغربية، وهو أحد العوامل التي تفسر صلابة روسيا في مواجهة الغرب. وما مكّنها من الحفاظ على سيادتها، قدرتها التلقائية على منع نمو فردانية مطلقة وتمسكها بالانتماء "الجماعي"، مما يكفي لكي يحيا المثل الأعلى لأمة متراصة على رغم تمركز الثروة والمداخيل، إذ نال الواحد في المئة الأعلى في روسيا 24 في المئة من المداخيل عام 2021 مقابل 19 في المئة في الولايات المتحدة و19 في المئة في فرنسا، وهكذا تبقى منظومة بوتين ثابتة لأنها نتاج التاريخ الروسي، وحلم الغرب بانتفاضة ضده لا يعدو كونه حلماً. إلا أن روسيا كذلك تعاني ضعفاً رئيساً هو الخصوبة المنخفضة، ودخلت في طور انكماش للسكان الذكور الذين يمكن تعبئتهم بنسبة 40 في المئة، ولذلك ليست أولوية الروس في الاستيلاء على أكبر قدر من الأراضي، بل في خسارة العدد الأدنى من الرجال. ويعرف الروس أنهم لم يعودوا بوزن حلف الأطلسي الذي بلغ عدد سكانه 887 مليون عام 2023، فيما لن يتجاوز عدد سكان روسيا 143 مليوناً عام 2030، من هنا كان تحديد الجيش الروسي عقيدة عسكرية جديدة تأخذ في الحسبان الفاقة في الرجال وتجيز توجيه ضربات نووية تكتيكية إذا ما كانت الأمة والدولة الروسيتان مهددتين، وأدرك الأميركيون مشكلة روسيا الديموغرافية وأفرطوا في الاعتماد على التحليل الديموغرافي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) توقع الروس استسلام أوكرانيا أو انهيارها السريع لاعتبارهم إياها دولة فاشلة انخفض عدد سكانها بين عامي 1991 و2021 من 52 مليون نسمة إلى 41 مليوناً، وهي ذات تركيبة عرقية لغوية معقدة، ومع أنها عدت في الاتحاد السوفياتي واحدة من مناطق التنمية الأكثر حداثة، لم تنجح في تطوير دولة خاصة بها أي دولة أمة، إلا أن الروس كما الغرب فوجئوا بصمود أوكرانيا. ووجدت أوروبا نفسها منتظمة في حرب تتعارض مع مصالحها ومدمرة ذاتياً، بينما يتحدث الأوروبيون منذ 30 عاماً عن اتحاد أوروبي في طريقه ليكون قوة مستقلة، وفي حين أن روسيا لا تشكل أي تهديد لأوروبا، بل تسعى إلى إقامة شراكة اقتصادية معها. وخصص المؤلف حيزاً واسعاً من كتابه للولايات المتحدة التي هي القوة العسكرية الأولى في العالم، ولكنها لا تملك القدرة على السيطرة المباشرة على كل شيء، وتواجه الآن أخطاراً كثيرة، فاعتمادها الاقتصادي على بقية العالم صار هائلاً ومجتمعها يتفكك، والإشكال الحقيقي الذي يواجهه العالم اليوم ليس في إرادة القوة الروسية المحدودة جداً، بل في انحطاط مركز القوة الأميركي وهو بلا حدود. وإزاء تفتت المجتمع الأوكراني واستقرار المجتمع الروسي ونهاية الحلم الأوروبي بالاستقلال وانحراف مسار الدول الاسكندنافية، نقترب من موطن الأزمة العالمية، أي الثقب الأسود الأميركي، فمنذ انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة دخل العالم الأنغلو- أميركي في حال انعدام جاذبية. ومنذ ذلك الحين، بتنا نشاهد ونضطر إلى تفسير قرارات استراتيجية خالية من المنطق، فعام 2023 رفضت الولايات المتحدة التصويت لمصلحة قرار "هدنة إنسانية" في غزة اقترحه الأردن، وصوتت عليه 120 دولة فيما رفضته 14 دولة، وجاء التصويت الأميركي ضد الهدنة عدمياً، رافضاً للأخلاق المشتركة للإنسانية، مما يعني في الوقت نفسه أن الولايات قررت معاداة العالم المسلم بصورة فورية ودائمة، أما حلف شمالي الأطلسي فهو بصدد خسارة الحرب الصناعية بعدما تبين أنه عاجز عن إنتاج الذخائر والصواريخ بكميات كافية. في خلاصة استنتاجاته، يرى المؤلف أنه إذا أردنا توقع الخيارات الاستراتيجية لأميركا، فعلينا التخلي على وجه السرعة عن بديهية العقلانية، ذلك أن الحال السوسيولوجية لأميركا تحول دون أي تنبؤ متعقل بالقرارات الأخيرة التي سيتخذها قادتها، لكن العدمية تجعل كل شيء على الإطلاق، ممكناً. ونرى ختاماً أن الكتاب يخلخل كثيراً من التصورات، ويعيد النظر في كثير من المسلمات، كما يضيء على الخلفيات التاريخية والاقتصادية والديموغرافية للاستراتيجيات السياسية الراهنة، كاشفاً في العمق عن جذور الصراع الذي بات يهدد المصير الإنساني، ولذلك فإنه يشكل إضافة جدية إلى الفكر السياسي في العالم العربي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store