
من القاتل الحقيقي لضحايا حادث سار؟
في البداية نتقدم بخالص عزائنا ومواساتنا إلى عائلتي ضحيتي حادث سار القيدوم والعريض اللذين توفيا إثر حادث مروري مروع بعد اصطدام مركبة مسرعة بهم على شارع الشيخ خليفة بن سلمان باتجاه منطقة سار بينما أصيب أبناؤهم الثلاثة «آية – عبدالعزيز – يوسف» بإصابات بليغة للغاية حيث يرقدون في العناية المركزة، ونسأل الله أن يجبر قلوبهم ومصابهم، وأن يلهمهم الصبر والثبات، ويكتب أجرهم ويخرج الأطفال الثلاثة سالمين معافين، ويكتب لهم الشفاء العاجل.
الحقيقة أن البحرين وكل من ورد إليه الخبر من الدول المجاورة فجع في ذلك اليوم، وهو يستمع إلى تفاصيل الحادث فالخبر يخص عائلة بحرينية تفككت بالكامل للأسف بشكل أليم فالأم والأب في كل عائلة هم أعمدة أطفالهم مهما اجتهد الأهل من حولهم لتعويضهم ومداراتهم لا شيء يعوض رحيل الوالدين أما الخبر الأكثر فاجعة، فقد كان بعد يومين من الحادث عندما صرحت النيابة العامة بأن قائد المركبة المتسبب في الحادث كان يقود سيارته وفق تأثير المخدر وتعاطي المسكر والسؤال هنا: من القاتل الحقيقي الذي تسبب برحيل هاتين الضحيتين؟ علماً بأن الفاجعة ومن باب المنطق لم تطال فقد عائلتي الضحيتين فلابد من الوضع في الاعتبار حتى عائلة قائد المركبة المتهور الذي يبلغ من العمر 29 سنة بالتأكيد هي أيضاً مفجوعة ولربما هم فقدوا ابنهم مبكراً، وقبل عائلتي الضحيتين بسبب انزلاقه في دروب الإدمان وأخذ المخدرات والمسكرات!
الواقع يقول إن الذي تسبب بمقتل الضحيتين -رحمهما الله- وإلحاق الضرر بأطفالهم الثلاثة وعائلتهما وكذلك قائد المركبة، وأهله من باع له المخدرات، ومنحه هذا السم القاتل الذي يضيع العقل والحواس، فأضاع له اتزانه، وجعله يقود سيارته في ذلك اليوم بسرعة جنونية، ويتسبب بكل هذا الأذى على الأبرياء والذنب هنا أيضاً لا يقف عند من باع له المخدر إنما أيضاً من روج له، ومن أخذه ينشره بحيث وصل في يد هذا الشاب، ودفعه للاستهتار وجعل هناك العديد مثله عوائلهم مفجوعة على ضياع فلذات كبدها بهذه السموم التي تضيع العقل، وتحول الشخص إلى الموت التدريجي البطيء مع تدهور حالته وعدم القدرة على التعامل معه وضبطه.
كل من ينشر هذه السموم في المجتمع قتلة ومدانون وواجب محاسبتهم من خلال تغليظ العقوبات وتشديد القوانين والضرب بيد من حديد على كل من يتاجر بالمخدرات، ويعمل على تدمير شبابنا بهذه الآفة المدمرة ولابد هنا من تشديد العقوبة بحيث تصل إلى تطبيق حكم الإعدام تجاه كل تاجر مخدرات يخطف حياة الشباب، ويتسبب بهذه الخسائر الكبيرة التي تزهق الأرواح.
فقد خرج بعض أعضاء مجلس الشورى يطالبون بتغليظ العقوبات على المتهورين في السياقة، ولكن الحقيقة التي يجب ننتبه لها أهمية تغليظ العقوبة على «أساس» المشكلة لأن هذا الشاب كان يقود دون وعي وتحت تأثير المخدرات والمسكرات، فحتى لو شددت العقوبة لن يتم ضبطه وضبط أمثاله إلا من خلال إمساك عصب المشكلة وهي تحريره من إدمان المخدرات وقطع الحبل السري بين الشباب وبين من يجرهم لدروب الإدمان والضياع، فهذا الشاب تدمرت حياته بالكامل بدءاً من إدمان المخدرات إلى التسبب بمقتل زوج وزوجته وتفريقهما عن أطفالهم وجميع المتضررين هم من فئة الشباب والأطفال وسن قانون يشدد العقوبة على سياقة السيارة لن يحل المشكلة الأساسية.
وما نود هنا التشديد بشأنه كذلك مهما قدم الدعم للأطفال لا يعوض كل ذلك تجربتهم المريرة التي عاشوها بقسوة خلال وقت الحادث، ونتمنى من الجهات المعنية وأولياء أمور هؤلاء الأطفال يحرصون عليهم من الناحية النفسية قبل التربوية والمادية ومتابعتهم أولاً بأول وأن لا يتركوهم لاجتهاد شخصي من المحيطين، بل وجب إيجاد أخصائي متخصص بالتعامل مع مثل هذه الحالات، خصوصاً فيما يخص جانب إخبارهم بوفاة والديهم في الحادث كما نتمنى من الجهات المعنية تخصيص من يقوم بزيارات دورية دائماً لهم ومتابعتهم نفسياً ومعنوياً ونحن على ثقة بأن أهلهم لن يقصروا لكن الواقع يقول هذه الفئات تحتاج إلى أشخاص متخصصين في السلوك والأطفال من ضحايا الحوادث.
إحساس عابر
شكراً لمبادرة بحريننا على فيلم الإبداعات الوطنية الذي طالعناه في سينما مجمع الدانة حيث أقيمت فعالية لاستعراض جميع الإبداعات والمشاركات في مسابقة تحدي الأجيال، وما لفت نظرنا الأجواء العائلة السعيدة في الفعالية حيث مسابقة تحدي الأجيال استقطبت جميع الشرائح المجتمعية بجميع الفئات العمرية بدءاً من الأطفال الصغار لحين الكبار وفئة الأجداد وقد نجحت الفعالية في دفع جميع أفراد العائلة للحضور والاستمتاع واستقطاب اهتمامهم تحت سقف الوطنية والولاء والانتماء والإبداع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
منذ 16 ساعات
- الوطن
من القاتل الحقيقي لضحايا حادث سار؟
في البداية نتقدم بخالص عزائنا ومواساتنا إلى عائلتي ضحيتي حادث سار القيدوم والعريض اللذين توفيا إثر حادث مروري مروع بعد اصطدام مركبة مسرعة بهم على شارع الشيخ خليفة بن سلمان باتجاه منطقة سار بينما أصيب أبناؤهم الثلاثة «آية – عبدالعزيز – يوسف» بإصابات بليغة للغاية حيث يرقدون في العناية المركزة، ونسأل الله أن يجبر قلوبهم ومصابهم، وأن يلهمهم الصبر والثبات، ويكتب أجرهم ويخرج الأطفال الثلاثة سالمين معافين، ويكتب لهم الشفاء العاجل. الحقيقة أن البحرين وكل من ورد إليه الخبر من الدول المجاورة فجع في ذلك اليوم، وهو يستمع إلى تفاصيل الحادث فالخبر يخص عائلة بحرينية تفككت بالكامل للأسف بشكل أليم فالأم والأب في كل عائلة هم أعمدة أطفالهم مهما اجتهد الأهل من حولهم لتعويضهم ومداراتهم لا شيء يعوض رحيل الوالدين أما الخبر الأكثر فاجعة، فقد كان بعد يومين من الحادث عندما صرحت النيابة العامة بأن قائد المركبة المتسبب في الحادث كان يقود سيارته وفق تأثير المخدر وتعاطي المسكر والسؤال هنا: من القاتل الحقيقي الذي تسبب برحيل هاتين الضحيتين؟ علماً بأن الفاجعة ومن باب المنطق لم تطال فقد عائلتي الضحيتين فلابد من الوضع في الاعتبار حتى عائلة قائد المركبة المتهور الذي يبلغ من العمر 29 سنة بالتأكيد هي أيضاً مفجوعة ولربما هم فقدوا ابنهم مبكراً، وقبل عائلتي الضحيتين بسبب انزلاقه في دروب الإدمان وأخذ المخدرات والمسكرات! الواقع يقول إن الذي تسبب بمقتل الضحيتين -رحمهما الله- وإلحاق الضرر بأطفالهم الثلاثة وعائلتهما وكذلك قائد المركبة، وأهله من باع له المخدرات، ومنحه هذا السم القاتل الذي يضيع العقل والحواس، فأضاع له اتزانه، وجعله يقود سيارته في ذلك اليوم بسرعة جنونية، ويتسبب بكل هذا الأذى على الأبرياء والذنب هنا أيضاً لا يقف عند من باع له المخدر إنما أيضاً من روج له، ومن أخذه ينشره بحيث وصل في يد هذا الشاب، ودفعه للاستهتار وجعل هناك العديد مثله عوائلهم مفجوعة على ضياع فلذات كبدها بهذه السموم التي تضيع العقل، وتحول الشخص إلى الموت التدريجي البطيء مع تدهور حالته وعدم القدرة على التعامل معه وضبطه. كل من ينشر هذه السموم في المجتمع قتلة ومدانون وواجب محاسبتهم من خلال تغليظ العقوبات وتشديد القوانين والضرب بيد من حديد على كل من يتاجر بالمخدرات، ويعمل على تدمير شبابنا بهذه الآفة المدمرة ولابد هنا من تشديد العقوبة بحيث تصل إلى تطبيق حكم الإعدام تجاه كل تاجر مخدرات يخطف حياة الشباب، ويتسبب بهذه الخسائر الكبيرة التي تزهق الأرواح. فقد خرج بعض أعضاء مجلس الشورى يطالبون بتغليظ العقوبات على المتهورين في السياقة، ولكن الحقيقة التي يجب ننتبه لها أهمية تغليظ العقوبة على «أساس» المشكلة لأن هذا الشاب كان يقود دون وعي وتحت تأثير المخدرات والمسكرات، فحتى لو شددت العقوبة لن يتم ضبطه وضبط أمثاله إلا من خلال إمساك عصب المشكلة وهي تحريره من إدمان المخدرات وقطع الحبل السري بين الشباب وبين من يجرهم لدروب الإدمان والضياع، فهذا الشاب تدمرت حياته بالكامل بدءاً من إدمان المخدرات إلى التسبب بمقتل زوج وزوجته وتفريقهما عن أطفالهم وجميع المتضررين هم من فئة الشباب والأطفال وسن قانون يشدد العقوبة على سياقة السيارة لن يحل المشكلة الأساسية. وما نود هنا التشديد بشأنه كذلك مهما قدم الدعم للأطفال لا يعوض كل ذلك تجربتهم المريرة التي عاشوها بقسوة خلال وقت الحادث، ونتمنى من الجهات المعنية وأولياء أمور هؤلاء الأطفال يحرصون عليهم من الناحية النفسية قبل التربوية والمادية ومتابعتهم أولاً بأول وأن لا يتركوهم لاجتهاد شخصي من المحيطين، بل وجب إيجاد أخصائي متخصص بالتعامل مع مثل هذه الحالات، خصوصاً فيما يخص جانب إخبارهم بوفاة والديهم في الحادث كما نتمنى من الجهات المعنية تخصيص من يقوم بزيارات دورية دائماً لهم ومتابعتهم نفسياً ومعنوياً ونحن على ثقة بأن أهلهم لن يقصروا لكن الواقع يقول هذه الفئات تحتاج إلى أشخاص متخصصين في السلوك والأطفال من ضحايا الحوادث. إحساس عابر شكراً لمبادرة بحريننا على فيلم الإبداعات الوطنية الذي طالعناه في سينما مجمع الدانة حيث أقيمت فعالية لاستعراض جميع الإبداعات والمشاركات في مسابقة تحدي الأجيال، وما لفت نظرنا الأجواء العائلة السعيدة في الفعالية حيث مسابقة تحدي الأجيال استقطبت جميع الشرائح المجتمعية بجميع الفئات العمرية بدءاً من الأطفال الصغار لحين الكبار وفئة الأجداد وقد نجحت الفعالية في دفع جميع أفراد العائلة للحضور والاستمتاع واستقطاب اهتمامهم تحت سقف الوطنية والولاء والانتماء والإبداع.


البلاد البحرينية
منذ 3 أيام
- البلاد البحرينية
جرائم المستهترين
ما زالت فاجعة مصرع زوج وزوجته في حادث مروري - فجر الجمعة - لم تنطفئ جمرتها في قلوبنا كبحرينيين، بعد أن خلف الحادث إصابات بليغة وحرجة لأطفالهما - هم اليوم يتامى بين الحياة والموت - خرج لنا سائق آخر مستهتر يقود مركبته في الاتجاه المعاكس على 'الهايوي' معرضًا نفسه والآخرين للموت، والذي دفع ثمن ذلك في النهاية هو نفسه بعدما أصيب بإصابات بليغة لا نعلم إن كان سيخرج منها أو - لا قدر الله - يكون عبرة لمن يعتبر، كأن يفقد حياته أو يعيش المتبقي منها على كرسي متحرك! تشديد العقوبات على المستهترين في القيادة في الشوارع أمر لابد منه، وتغليظها على مرتكبيها ممن يثبت تعاطيهم المسكرات والمواد المخدرة أمر بالغ الأهمية، فمن يأمن العقوبة كما يقال يسيء الأدب، فكلما وجد هؤلاء الشرذمة عقوبات في نظرهم 'مقدور' عليها، كلما زاد استهتارهم واغتروا بأنفسهم، وعرضوا أرواحهم وأرواح وممتلكات الأبرياء في الشوارع للخطر، فإزهاق روح يعني أن تكتب على عائلة بأكملها الموت البطيء المؤجل من حرقة القلب من فقدان عزيزهم، وحرمان أطفال من عائلهم وأمانهم ومن يقوم برعايتهم وتربيتهم.. وحرمان أم من ولدها أو زوجة من زوجها، فلكل روح من تلك الأرواح المُزهقة ظلمًا واستهتارًا، أرواح معلقة بها. لن يرتدع هؤلاء المستهترون إلا بعد أن يتم الإعلان عن هوياتهم في وسائل الإعلام كافة. سن قانون يجيز نشر صورهم، وأسمائهم، وجهة عملهم، وجنسياتهم، والعقوبة الصادرة بحقهم بعد أن تثبت عليهم تلك الجرائم المرورية التي لا تقل عن أية جريمة أخرى، خصوصًا في حالات السرعة المتجاوزة للقانون، أو القيادة تحت تأثير المخدرات أو المسكرات. فمن يريد الموت أو الانتحار فليختر الطريقة التي يريدها، لكن بعيًدا عن الأبرياء في الطريق. فإن كان حرًّا في سلوكياته ونمط حياته، فليمارسها في بيته بين جدران أربعة، لا أن يخرج للطريق العام ويعرّض أرواح الآخرين للخطر والموت المفجع على طرقات الشارع. ولإحقاق الحق فمن يقتل يُقتل، والقتل وإن جاء بالخطأ بسبب استهتار بيِّن جزاؤه الإعدام.


الوطن
منذ 3 أيام
- الوطن
العقوبات البديلة.. من قسوة الإدانة إلى فسحة التغيير
بين العقوبة التقليدية والعقوبة البديلة، يتشكل مفترق طريق يعيد بناء الإنسان لا ككيان مُعاقب، بل كروح تستحق الفرصة. لم تعد العدالة سيفاً بتاراً، بل أصبحت بداية جديدة، حيث تُبدلت قسوة الإدانة إلى دفء الإصلاح، ومن ضيق النفس داخل السجن، ومرارة الشعور، وبطء الزمن وثقل مرور الوقت، ينتظر خارج الأسوار عقاباً من نوع آخر: نظرات المجتمع، تحديات القبول، ومسار العودة للحياة.لكن حين يخرج السجين بعقوبة بديلة، يشعر وكأنه يولد من جديد، ليس فقط كفرد، بل كأبٍ ينتظره أبناؤه، وكزوجٍ تترقب أسرته عودته، وكإنسانٍ يحمل بين يديه بداية مختلفة. فهناك في المنزل قلوب معلقة، ورفاقٌ يدركون أن الحياة أثمن من أن تُبدد، ومن الواقع ثمة قصص أولئك الذين خرجوا ليعملوا في مهن مختلفة، فمنهم من صار رائد أعمال، بل حتى موظفاً في وزارة الداخلية ذاتها، لتصبح العقوبة البديلة جسراً للعبور لا جداراً للفصل. وهذا ما وثقه فيلم «شكراً بابا حمد»، الذي جسّد فرحة أبناء المنتفعين من العقوبات البديلة.هذه الفلسفة الإصلاحية لم تكن مجرد نقاش نظري، بل تجربة أثبتت نجاحها خلال المؤتمر الدولي الأول للعقوبات البديلة، الذي حاز على إعجاب الحضور حيث قدمت وزارة الداخلية، بقيادة الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وشركائها، نموذجاً مشرقاً للبحرين أمام العالم، تنفيذاً لرؤية إصلاحية يقودها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه. فلقد عززت العقوبات البديلة مكانة البحرين في المحافل الحقوقية الدولية، برؤية تنموية تأخذ بالبعد الحقوقي والإنساني كأولوية.ما تحقق لم يكن تعديلاً قانونياً فحسب، بل تحولاً نوعياً في فلسفة الإصلاح، حيث بات الإنسان في قلب المعادلة، ضمن قناعة راسخة بأن إصلاح الجاني هو المدخل الحقيقي لاستقرار المجتمع وضمان أمنه. فتحولت السجون من مجرد مؤسسات عقابية إلى بيئات إصلاحية تُزرع فيها القيم، وتُتاح فيها الفرص للبدء من جديد، فالعقوبات البديلة مشروع وطني رائد، بات مفخرة بحرينية، وجسراً ممتداً بين الخطأ والصواب، والعقاب والإصلاح، حيث حلت روح التقبل محل الأحكام القاسية، وصارت العقوبة لا تعني الانغلاق وراء القضبان، بل الانفتاح على إمكانيات التغيير الحقيقي. فمنح فرصة ثانية هو جوهر رؤية تقدمت بها البحرين، وتميزت بها في هذا المؤتمر النوعي، الذي طرح تجارب نجاح تفردت بها وزارة الداخلية وشركاؤها، مؤكدةً أن العقوبة ليست مجرد رد فعل على الجريمة، بل هي ممرٌ إلى مستقبل جديد.المؤتمر، بأطروحاته وجلساته القيمة، كان منصة للحوار المفتوح بين الجهات المعنية، من وزارة الداخلية ووزارة العدل والنيابة العامة، إلى الخبراء والمختصين المحليين والدوليين. ولم يكن الهدف فقط تقييم المنجزات، بل أيضاً استشراف المستقبل عبر الإعلان عن مركز التميز للعقوبات البديلة والسجون المفتوحة، وإطلاق جائزة الفرصة الثانية، لترسيخ مفاهيم العدالة الإصلاحية، ليتحول السجن من مجرد مكانٍ للعقاب، إلى محضن للتغيير النفسي والاجتماعي، حيث يتحقق العدل، وتترجم الرحمة إلى واقعٍ ملموس، خاصةً عندما يكون الجاني رب أسرة أو معيلاً لأفراد آخرين.شكراً لكل من ساهم في تحويل العقاب من أداة للردع إلى وسيلة للتهذيب، ليولد الأمل من رحم الألم، وتُكتب بداية جديدة حيث كان يُظن أنها نهاية.