logo
7 كنوز تراثية أردنية تقدم تجارب متنوعة لزوار دول الخليج

7 كنوز تراثية أردنية تقدم تجارب متنوعة لزوار دول الخليج

الجزيرة٢٠-٠٧-٢٠٢٥
يسعى الأردن إلى جذب المزيد من السياح من مواطني ومقيمي دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك لاكتشاف المواقع التراثية المصنفة ضمن قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، والاستمتاع برحلة إلى قلب التاريخ والوقوف على المواقع والوجهات التي تنبض بالأصالة والجمال الفريد.
كما أن الموقع الجغرافي للأردن يعد ميزة إضافية، حيث يسهل الوصول إليه من دول الخليج، كما أن البلاد تقدم تجارب ثرية، سواء للرحلات القصيرة أو لقضاء عطلات نهاية الأسبوع، وتعد دول الخليج العربية من أكبر الأسواق المصدرة للسياح إلى الأردن.
وصممت هيئة تنشيط السياحة الأردنية إستراتيجية لتعكس الصورة الحقيقية للمنتج السياحي الأردني بوصفه وجهة متنوعة تجمع بين الثقافة والطبيعة والسياحة الدينية والمغامرات والترفيه وسياحة الأعمال والمؤتمرات والمعارض.
وتعمل الهيئة على استقطاب الزوار من مختلف أنحاء العالم، خاصة القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي إلى الانطلاق في رحلة استثنائية عبر الزمن، لاكتشاف 7 مواقع تراثية عالمية مدرجة ضمن قائمة اليونسكو، حيث تمتزج عراقة الأردن بحاضره المشرق، في تجربة فريدة من نوعها.
ويقول المدير العام لهيئة تنشيط السياحة الأردنية عبد الرزاق عربيات في بيان صحفي إن "المواقع السبعة المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو تمثل شهادة حية على التنوع الحضاري الذي شكّل هوية الأردن على مدى آلاف السنين".
الحقب الزمنية
وأضاف عربيات أن مواقع الأردن المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو تمثل نافذة فريدة على الحقب الزمنية التي صاغت تاريخ المنطقة، وأسهمت في تشكيل الأديان والثقافات في هذه البقعة التاريخية من العالم.
إعلان
كما تتميز هذه المواقع أيضا بمرافق حديثة تضمن للزوار تجربة لا تنسى، ليس فقط لما توفره من معارف قيّمة يقدمها المرشدون المتخصصون بفضل خيارات الإقامة الفاخرة في الفنادق أو المخيمات الصحراوية، وتنوع تجارب الطعام الأصيلة، مما يجعلها وجهة مثالية لزوار دول الخليج الباحثين عن تجارب ثرية وملهمة.
من البتراء المدينة الوردية التي تجسد عظمة الحضارات القديمة وتعد من أعظم وأغنى المواقع الأثرية في العالم، حيث تتناغم الهياكل المنحوتة في الصخر الرملي الأحمر مع مشهد طبيعي يخطف الأنفاس إلى وادي رم، حيث تمتد المناظر الطبيعية الخلابة التي شكلتها عوامل الزمن عبر ملايين السنين يعيش الزوار تجربة غامرة بين عجائب لا يطويها الزمن.
أيضا، يمكنهم التعرف على الشعوب التي مرت عبر هذه الأرض، تاركة وراءها إرثا ثقافيا وفنيا يعكس عبقرية الإنسان وإبداعه، فضلا عن الاستمتاع بالمشاهد الأخاذة التي صاغتها الطبيعة بأسلوبها الفريد.
تنوع طبيعي
وسيجد عشاق الطبيعة ما يبحثون عنه في الأردن، إذ تضم البلاد تنوعا مذهلا من المناظر والمعالم التي يسهل الوصول إليها، ليعيشوا تجربة لا مثيل لها في قلب التاريخ والجمال.
تبدأ الرحلة من البتراء المدينة العريقة الواقعة بين البحر الأحمر والبحر الميت، والتي تمتد جذورها إلى عصور ما قبل التاريخ.
كانت هذه العاصمة الصخرية للأنباط مركزا تجاريا نابضا بالحياة على طريق القوافل، حيث عبرتها سلع الشرق الثمينة من بخور الجزيرة العربية وحرير الصين وتوابل الهند خلال العصرين الهلنستي والروماني.
وتتميز البتراء بمعمارها المنحوت في الصخر وبممراتها الضيقة وأخاديدها الصخرية التي تمنحها طابعا ساحرا يأسر القلوب.
وادي رم
أما في جنوب الأردن فتمتد محمية وادي رم على مساحة 74 ألفا و200 هكتار، لتأسر الأنظار بمناظرها الطبيعية، والتي تشكلت بفعل عوامل الزمن على مدى أكثر من مليون عام.
هنا، يلتقي الزائر بتضاريس صحراوية مدهشة نحتتها الرياح والمياه في صخور الحجر الرملي القاري، لتروي قصة تطور جيولوجي لا يزال مستمرا في رسم ملامح هذا المشهد البديع.
تأخذنا الرحلة إلى قلب الأردن، حيث تزهو منطقة السلط بتلالها الثلاث المتقاربة التي احتضنت على مر الزمن مدينة زاخرة بالحياة والتاريخ، ولطالما كانت السلط مركزا تجاريا مزدهرا تميزت بتخطيطها العمراني المميز وبمبانيها المشيدة من الحجر الجيري الأصفر.
وخلال العقود الستة الأخيرة من الحكم العثماني استقطبت المدينة تجارا من نابلس وسوريا ولبنان، مما منحها طابعا اقتصاديا وثقافيا متنوعا لا يزال حاضرا في أزقتها وأحيائها العريقة.
وفي الصحراء الأردنية يقف قصر عمرة شاهدا على عظمة الفن الإسلامي المبكر، ويعد اليوم واحدا من أروع مواقع التراث العالمي لليونسكو.
شيّد هذا القصر في أوائل القرن الثامن الميلادي بجوار وادي البطم، ليكون حصنا يضم حامية، وقصرا يجسد روعة العصر الأموي.
ويشتهر القصر بزخارفه الفريدة، ولا سيما جدارياته المزخرفة التي تزين قاعة الاستقبال والحمّامات، والتي تعد تحفة استثنائية في فنون العمارة الإسلامية المبكرة، مما يجعله محطة لا تفوّت لعشاق الفنون والثقافة.
الكنوز والأسرار
تظل منطقة أم الرصاص من أكثر المواقع الأثرية غموضا، إذ لم تُكشف بعد كل أسرارها المدفونة تحت الرمال، بدأ تاريخها كمعسكر للجيش الروماني، قبل أن تتحول إلى مدينة مزدهرة في القرن الخامس الميلادي.
واليوم، يدعو الموقع زواره إلى الغوص في أعماق التاريخ، ليروي لهم بعضا من ملامح العصرين الروماني والبيزنطي وبدايات العهد الإسلامي (من أواخر القرن الثالث إلى القرن التاسع الميلادي)، كما يضم الموقع 16 كنيسة لا تزال بعض أرضياتها الفسيفسائية تحتفظ برونقها الأصلي.
في قلب السهل البازلتي شمالي الأردن تتربع أم الجمال باعتبارها أحدث المواقع المدرجة إلى قائمة اليونسكو.
تتماهى المدينة الحديثة مع عمقها الأثري العريق محتضنة بين طياتها ما يقارب ألفي عام من التاريخ والثقافة، حيث تعاقبت عليها حضارات الأنباط والرومان والبيزنطيين والأمويين والمماليك والعثمانيين، وصولا إلى العصر الحديث.
ويمكن للزوار استكشاف أكثر من 150 معلما أثريا في أم الجمال محفوظا بعناية، تكشف عن روعة العمارة وأساليب الحياة القديمة التي ازدهرت في هذا الموقع الاستثنائي.
التاريخ الحي
لكل من يبحث عن تجربة روحية عميقة أو يتوق إلى الغوص في صفحات التاريخ الحي يعد موقع المعمودية (المغطس) من أبرز الوجهات التي لا تُفوّت.
يقع هذا الموقع المقدس على الضفة الشرقية لنهر الأردن على بعد 9 كيلومترات شمال البحر الميت.
ويحتضن هذا الموقع العريق منطقتين أثريتين مميزتين هما تل الخرار والمعروف أيضا باسم جبل مار إلياس (جبل النبي إيليا)، ومنطقة كنائس القديس يوحنا المعمدان القريبة من النهر.
كما تضم هذه البقعة المقدسة لدى المسيحيين كنائس ومعابد وأديرة وكهوفا استخدمها النُسّاك، إضافة إلى برك كانت تُستخدم في طقوس التعميد، مما يجعلها شاهدا خالدا على إحدى أقدس المحطات الدينية في التاريخ المسيحي.
,تتميز هذه المواقع بمرافق حديثة تضمن للزوار تجربة لا تنسى، ليس فقط لما توفره من معارف قيّمة يقدمها المرشدون المتخصصون، بل أيضا بفضل خيارات الإقامة الفاخرة في الفنادق أو المخيمات الصحراوية، وتنوع تجارب الطعام الأصيلة، مما يجعلها وجهة مناسبة لزوار دول الخليج الباحثين عن تجارب ملهمة.
ولمزيد من المعلومات بشأن مواقع الأردن المدرجة ضمن قائمة اليونسكو ومساعدتك في تخطيط رحلتك يرجى زيارة هيئة تنشيط السياحة في الأردن www.visitjordan.com
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ياسين أقطاي: طالبان تصنع المستحيل في أفغانستان
ياسين أقطاي: طالبان تصنع المستحيل في أفغانستان

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

ياسين أقطاي: طالبان تصنع المستحيل في أفغانستان

أوضح الكاتب التركي البارز ياسين أقطاي، في مقال له بصحيفة "يني شفق" التركية، أن الصورة النمطية التي ترسمها وسائل الإعلام عن أفغانستان لا تعكس الواقع، مؤكدا أن حركة طالبان استطاعت تحقيق المستحيل في البلاد منذ التحرير. وقال أقطاي إنه يزور أفغانستان هذه الأيام، للمرة الثانية بعد عام ونصف العام من زيارته الأولى، بمناسبة الذكرى الرابعة لانسحاب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) من "المستنقع" الأفغاني. وأضاف أن وصف "المستنقع" ينطبق فقط على ما كان يعانيه المحتلون، أما أفغانستان فهي -حسب تعبيره- جنة من جنان الأرض لمن يريد أن يأتي إليها من الباب، ملتزما بتقاليد شعبها، ومستمتعا بمناخها وطبيعتها وجميع النعم التي أنعم الله بها عليها. وذكر الكاتب أنه خلال المفاوضات الأخيرة التي سبقت الانسحاب الأميركي، عندما قُدِّم اقتراح بترك بعض الجنود داخل السفارة الأميركية في كابل ، ردّ أحد ممثلي حركة طالبان قائلا: "لن نسمح لكم حتى بامتلاك مسدس واحد، إذا كنتم تقصدون الحماية، فنحن في وضع يسمح لنا بحماية كل من يخطو على أرض هذا البلد". وتابع الكاتب بأن أفغانستان ترحب فعلا بزوارها وتبث مقاطع دعائية للسياحة بأسلوب لطيف ومرح، وتدعو فيها كل من يرغب بالقدوم إلى البلاد بطرق قانونية إلى الاستثمار أو السياحة. جسر مع العالم ويؤكد أقطاي أنه من المهم رصد ما شهدته البلاد من تحوّلات خلال السنوات الأربع منذ التحرير، الذي يسميه الأفغان "الفتح"، والمستجدات التي طرأت منذ زيارته الأخيرة، ومدى التقدم الذي تحرزه السلطات في تطوير البلاد. وأول تطوّر ينبغي تسجيله -حسب الكاتب- هو أن الخطوط الجوية التركية بدأت تسيّر رحلاتها إلى أفغانستان خلال الفترة الماضية، عبر رحلة يومية إلى كابل بطائرة كبيرة تغادر ممتلئة تماما. وتضم الرحلات عددا من الأتراك الذين يذهبون إلى أفغانستان بغرض التجارة أو الاستثمار أو السياحة، إلا أن غالبية الركاب من الأفغان، مع نسبة من المسافرين القادمين من أوروبا ودول أخرى. ويقول الكاتب إن إسطنبول أصبحت حلقة الوصل الأساسية بين أفغانستان والعالم، إذ لا يمكن السفر إليها من العديد من الدول الأوروبية إلا عبر تركيا، ولهذا السبب تجمع الخطوط الجوية التركية المسافرين إلى أفغانستان من شتى أنحاء العالم في إسطنبول ثم تنقلهم إلى كابل. بينما تواصل وسائل الإعلام العالمية تسويق صورة طالبان النمطية المشوهة، انتشرت صورتها المسالمة بين أفراد الشعب الأفغاني، وبدأ مئات الآلاف من الأفغان في الخارج يعودون إلى وطنهم لأول مرة منذ سنوات طويلة سلام مجتمعي وأشار الكاتب إلى أن الأمر مختلف هذه المرة في ظل إدارة طالبان الجديدة، حيث التزمت بالعفو الذي أعلنت عنه في وقت سابق، وتخلّت فعليا عن كل ما يتصل بسياسات الانتقام من "النظام السابق" وتصفية الحسابات مع الماضي. وبينما تواصل وسائل الإعلام العالمية تسويق صورة طالبان النمطية المشوهة، انتشرت -وفقا للكاتب- صورتها المسالمة بين أفراد الشعب الأفغاني، وبدأ مئات الآلاف من الأفغان في الخارج يعودون إلى وطنهم لأول مرة منذ سنوات طويلة. ويتابع أقطاي أن "تحقيق المستحيل" لا يقتصر على إرساء السلام في البلاد، بل إن الإنجازات في مجال مكافحة المخدرات أيضا تُعد من الأمور التي يصعب تصديقها. ويؤكد أنه تفاجأ بأن عددا كبيرا من الأفغان كانوا يعتقدون أن طالبان لا يمكن أن تتخلى عن هذا المصدر المالي، لكن مرسوما واحدا من جملتين أصدره زعيم طالبان هبة الله آخوند زاده كان كافيا لحل هذه المعضلة من جذورها. أما الأراضي التي كانت تُزرع فيها هذه النباتات في السابق، فقد زُرعت الآن بنبتة الزعفران التي تُعد واحدة من المحاصيل الثمينة في أفغانستان، رغم أنها لا تعادل المخدرات من حيث القيمة الاقتصادية. وأكد الكاتب أن الحياة الاجتماعية في أفغانستان ليست بالصرامة التي يظنها كثيرون، بل هي في بعض جوانبها أكثر مرونة مما يُعتقد.

رحلة عبر الأنهار والقلاع التاريخية.. التشيك وجهة فريدة للإجازة الصيفية
رحلة عبر الأنهار والقلاع التاريخية.. التشيك وجهة فريدة للإجازة الصيفية

الجزيرة

timeمنذ 5 أيام

  • الجزيرة

رحلة عبر الأنهار والقلاع التاريخية.. التشيك وجهة فريدة للإجازة الصيفية

في زمن تتسارع فيه الإيقاعات وتزداد الحاجة إلى فترات من التوازن والهدوء تبرز جمهورية التشيك بصفتها واحدة من أبرز الوجهات الأوروبية التي تقدم للمسافرين تجربة متكاملة ومزيجا فريدا من المغامرات في أحضان الطبيعة، والعمق الثقافي الغني، والراحة النفسية التي يوفرها جمال المعمار وروح المكان. وبفضل مناخها المعتدل في الصيف ومواردها الطبيعية ومياهها العلاجية وتاريخها المعماري الممتد تُعد التشيك وجهة مثالية لعطلة متوازنة تجمع بين الاستكشاف الجسدي والثراء البصري وبين الهدوء النفسي وغذاء الروح. مسارات طبيعية خلابة لعشاق المغامرة تمنح الطبيعة التشيكية المسافرين فرصة نادرة لخوض تجارب خارجية نابضة بالحيوية، فمن خلال شبكات مسارات المشي وركوب الدراجات يمكن للزوار استكشاف المناظر الطبيعية الخلابة، بدءا من ضفاف الأنهار المزينة بكروم العنب، مرورا بتسلق قمم جبال "كركونوشة" التي توفر إطلالات بانورامية مبهرة، وصولا إلى مغامرات التجديف في نهر مورافا أو الإبحار الهادئ في قناة باتا. ولأولئك الذين يفضلون نمطا أكثر هدوءا من التجربة هناك خيار استكشاف الغابات على ظهور الخيل أو الاسترخاء في واحد من ملاعب الغولف المنتشرة في الريف، حيث تنسجم الرياضة مع المشهد الطبيعي الساحر. تاريخ حي ينبض في شوارع المدن المدن التشيكية ليست مجرد معالم سياحية، بل تُعد مشاهد حية لتاريخ طويل تمتزج فيه العراقة بالحداثة، فالعاصمة براغ بساحاتها الواسعة وعمارتها القوطية والباروكية المحفوظة تجسد روح العصور الوسطى الأوروبية، في حين تُبرز مدينة برنو وجها ثقافيا نابضا بالفن والعروض العامة والمهرجانات. ويُعد الصيف فصلا مثاليا للانغماس في هذا الغنى الثقافي، إذ تنتشر المعارض الفنية والأنشطة الخارجية في المساحات العامة، مما يتيح للزائرين مشاركة السكان المحليين تجاربهم اليومية والانخراط في تفاصيل الحياة الحضرية. ولمحبي المدن التراثية تشكل زيارة تشيسكي كروملوف وتيلتش المدرجتين في قائمة اليونسكو للتراث العالمي تجربة لا تُنسى، حيث تسرد الشوارع المرصوفة والمباني التاريخية حكايات الزمن الجميل، قبل أن يُختتم اليوم بأمسية شاعرية في أحد المقاهي بساحة من ساحات المدينة القديمة. كنوز التشيك خارج العاصمة براغ لا يقتصر سحر التشيك على براغ فحسب، بل تمتد جغرافيتها الغنية لتكشف عن كنوز دفينة في مدن وبلدات أقل شهرة ولكن لا تقل جمالا، ففي كارلوفي فاري وماريانسكي لازني يجد الزوار ينابيع المياه الحرارية والعلاجية التي لطالما جذبت الباحثين عن الاستجمام والعافية. أما جنوب مورافيا فيدعوك إلى جولات عبر كروم العنب المشمسة، حيث تنتج المنطقة بعضا من أرقى أنواع النبيذ في أوروبا الوسطى، وسط طبيعة خلابة تنعكس فيها روعة التلال الخضراء والقرى الهادئة. وفي مجمع ليدنيس-فالتيس المدرج كذلك ضمن مواقع التراث العالمي تتجلى العلاقة الفريدة بين الطبيعة والإنسان، في تناغم نادر بين القصور الرومانسية والحدائق الواسعة. ألف قلعة وسحر معماري خالد وتحتضن جمهورية التشيك أكثر من 1200 قلعة، وهو عدد يُعد من الأعلى على مستوى العالم، وكل منها يحمل بين جدرانه سرديات مختلفة من التاريخ والأساطير. كما تتميز الدولة بوجود 16 موقعا مدرجا في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، مما يمنح الرحلة قيمة ثقافية ومعمارية لا تكتمل إلا بزيارة هذه الكنوز المحفوظة بعناية. من القرى الصغيرة إلى المدن الكبرى يجد الزائر نفسه محاطا بمشهد بصري غني بالأبراج والقباب والأسقف الحمراء يضفي على كل زاوية روحا خاصة تعزز سحر الرحلة. في جمهورية التشيك لا تكتفي الرحلة بأن تكون محطة سياحية، بل تتحول إلى تجربة شاملة تتداخل فيها عناصر الجمال الطبيعي والهدوء الروحي والغنى الثقافي. وسواء كنت مسافرا بمفردك أو مع العائلة أو برفقة الأصدقاء ستجد هنا توازنا نادرا بين الاكتشاف والمغامرة والسكينة.

سكان وسط أثينا التاريخية منزعجون من السياحة المفرطة
سكان وسط أثينا التاريخية منزعجون من السياحة المفرطة

الجزيرة

timeمنذ 5 أيام

  • الجزيرة

سكان وسط أثينا التاريخية منزعجون من السياحة المفرطة

أمام مشهد الأرصفة التي تعج بالمطاعم والموسيقى الصاخبة وحركة حقائب السفر ذهابا وإيابا بين حاويات القمامة الفائضة، لم يعد اليوناني يورغوس زافيريو يتعرف على حي بلاكا الذي يقطنه منذ أكثر من 30 عاما في وسط أثينا التاريخية، ويرى أنه "مهدد بالسياحة المفرطة". ومخاوف زافيريو، الذي يرأس جمعية السكان، تشبه تلك التي تعبر عنها رئيسة جمعية "إيليت" للحفاظ على البيئة والتراث الثقافي، ليديا كاراس، إذ تذكر بأنه "أقدم حي في أوروبا وكان مأهولا باستمرار منذ العصور القديمة"، وتضيف: "لا يمكننا أن نراه يفقد روحه". يقع حي بلاكا، الذي تُطلق عليه تسمية "حي الآلهة"، أسفل موقع الأكروبوليس الذي يضم البارثينون، وهو معبد يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، بلغ عدد زواره نحو 4.5 ملايين سائح عام 2024. يتجول الجميع في هذه المتاهة من الشوارع الخلابة المرصوفة بالحصى وذات الطابع القروي، وتصطف على جانبيها المقاهي والحانات ومحال بيع التذكارات والكنائس البيزنطية الصغيرة والآثار القديمة والعثمانية. ويُتوقع أن يرتفع عدد زوار العاصمة اليونانية، التي تشهد إقبالا متزايدا، إلى 10 ملايين، أي أكثر بمليوني سائح عن العام الماضي. فمنذ انتهاء جائحة كوفيد-19، أصبحت أثينا وجهة سياحية في ذاتها، ولم تعد مجرد نقطة عبور بين المطار الدولي وميناء بيرايوس القريب الذي تنطلق منه رحلات السفن والقوارب إلى جزر بحر إيجه. انتعاش سياحي يقلق أثينا ويعبر كونستانتينوس ماريناكيس في كشكه لبيع الهدايا التذكارية عن رضاه، ملاحظا "أن أوضاع اليونان تتحسن أخيرا بفضل قطاع السياحة المزدهر الذي ساهم في إنعاش الاقتصاد وتوفير فرص عمل". ويُبدي رئيس بلدية أثينا، هاريس دوكاس، في حديث لوكالة فرانس برس، ارتياحه لكون العاصمة اليونانية باتت "من بين المدن العشر الأكثر استقطابا للزوار في العالم". إلا أن رئيس البلدية يقر بأن "ثمة مناطق مثل بلاكا أصبحت متخمة بالسياح". ويشير إلى أن مدينته "لم تصل بعد إلى درجة برشلونة" الإسبانية التي يحتج سكانها على مساوئ السياحة الجماعية، لكنه يشدد على ضرورة "التحرك قبل فوات الأوان". ضوابط جديدة لحماية الحي وأُنشئت في الآونة الأخيرة "وحدة تدخل" خاصة ببلاكا بهدف فرض احترام القواعد، بدعم من الشرطة البلدية، في هذا الحي المحمي بموجب مرسوم رئاسي. ويمكن لأي ساكن يلاحظ، مثلا، أن طاولات أحد المطاعم تحتل أماكن عامة، أو أن سيارات متوقفة على الرصيف، أن يتقدم بشكوى إلى هذه الوحدة البلدية. وتذكر ليديا كاراس أن "نوادي ليلية و(حانات) البوزوكيا (التي تُعزَف فيها الموسيقى اليونانية التقليدية) اجتاحت بلاكا بين عامي 1960 و1980". وتشير إلى أن "كثيرا من السكان كانوا يومها قد غادروا المنطقة أصلا". وفي عام 1993، صدر في نهاية المطاف مرسوم رئاسي يقضي بإغلاق هذه النوادي، وحماية المناطق السكنية، وتحديد استخدام كل مبنى في الحي. تحايل سياحي ويمكن إنشاء فنادق في بلاكا، ولكن فقط في شوارع محددة. غير أن المحامي المتخصص في التخطيط المدني، ديميتريس ميليساس، يلاحظ أن "التفافا يحصل على هذا التشريع"، إذ "تُحول منازل بأكملها إلى شقق عدة تُعرَض على منصات" للإيجار قصير الأجل. وقد يصل عدد السياح في بلاكا صيفا إلى 4 أضعاف عدد المقيمين في الحي على مدار السنة والبالغ ألفي نسمة فحسب، وفق ما يشرح ميليساس، رغم عدم وجود إحصاءات رسمية، إذ يُجرى التعداد السكاني على مستوى المدينة كلها. وقدم المحامي، بوكالته عن "إيليت"، مراجعة إلى مجلس شورى الدولة بشأن قانونية 16 مبنى مُحوَّل بالكامل إلى عقارات للإيجار الموسمي، موضحا أنها تخفي في الواقع منشآت فندقية لأنها تحتوي على قاعات استقبال أو تُقدم وجبات الإفطار على الشرفة. وقد يُشكل القرار المتوقع صدوره بحلول سبتمبر/أيلول سابقة قضائية تُستند إليها أحكام مقبلة. وبالنسبة لوسط أثينا بأكمله، حيث تجاوز عدد شقق الإيجار الموسمي 12 ألفا عام 2024، مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في بدلات الإيجار، أقرّت الحكومة المحافظة حظر أي إدراج جديد لمدة سنة على الأقل على شقق في منصات الإيجار القصير الأجل. لكن ديميتريس ميليساس يعلق على ذلك بالقول: "أشك في فاعلية هذا الإجراء عندما أقرأ إعلانات الصحف عن استثمارات في شقق قابلة للإدراج في منصة إير بي إن بي". ويخلص المحامي إلى أن "المشكلة في اليونان ليست سن القوانين، بل تطبيقها".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store