logo
في حوار خاص لـ "الفجر".. هاني المهدي يكشف أسرار القوة الناعمة لمصر عبر اللغة العربية

في حوار خاص لـ "الفجر".. هاني المهدي يكشف أسرار القوة الناعمة لمصر عبر اللغة العربية

بوابة الفجر١٢-٠٥-٢٠٢٥

في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، وتنامي الحاجة إلى التفاهم الثقافي والحضاري بين الشعوب، تبرز اللغة العربية كأحد أهم جسور التواصل الإنساني والمعرفي، لا سيّما لما تحمله من ثراء لغوي وتاريخي وحضاري عميق. ومع تزايد الاهتمام العالمي بتعلم اللغة العربية لأغراض دينية، أكاديمية، اقتصادية، وسياسية، تتعاظم مسؤولية الدول العربية – وفي مقدمتها مصر – في تطوير هذا المجال الحيوي واستثماره كأداة فاعلة لتعزيز مكانتها الثقافية والدبلوماسية على الساحة الدولية.
ومن هذا المنطلق، يتناول موقع الفجر هذا الحوار مع الدكتور هانئ محمد المهدي، عضو هيئة التدريس بجامعة الزقازيق والخبير في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، أبعاد هذا الملف المحوري الذي لا يقتصر تأثيره على التعليم فقط، بل يمتد إلى مجالات الاقتصاد، والسياحة، والدبلوماسية الثقافية. يسلّط الحوار الضوء على واقع تعليم العربية للوافدين في مصر، ومستوى الإقبال العالمي عليها، والتحديات التي تواجه إعداد المعلم الكفء، إضافة إلى دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تجويد العملية التعليمية. كما يطرح الدكتور المهدي رؤى مستقبلية جديرة بالتأمل لدعم هذا القطاع الواعد، من أجل أن تبقى مصر منارةً للغة الضاد وقِبلةً للراغبين في تعلمها من مختلف أنحاء العالم.
نرحب بالدكتور هانئ محمد المهدي، عضو هيئة التدريس بجامعة الزقازيق، وخبير ومستشار في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. بدايةً، دكتور هانئ، نود أن نتعرف من حضرتكم على أهمية هذا المجال، وموقع مصر فيه.
أشكركم على الاستضافة. تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وإعداد معلميها، يمثل مجالًا بالغ الأهمية، ليس فقط من الناحية التربوية، بل أيضًا كرافد من روافد الاقتصاد الوطني، وأداة فعالة لدعم القوة الناعمة المصرية في الخارج. لقد كانت مصر، ولا تزال، منارةً للعلم، ومركزًا رئيسًا لإعداد الكفاءات في هذا المجال الحيوي، الذي بات يلقى اهتمامًا عالميًا متزايدًا.
هل ترون أن هناك إقبالًا ملحوظًا على تعلم اللغة العربية من غير الناطقين بها داخل مصر؟
نعم، الإقبال في تزايد مستمر من مختلف الجنسيات. وتشير الإحصاءات إلى أن نحو 15 مليون شخص حول العالم يرغبون في تعلم اللغة العربية، من بينهم أكثر من خمسة ملايين لديهم رغبة ملحة لذلك. وعند البحث عبر الإنترنت باستخدام مصطلحات مثل
"Learning Arabic"
، تظهر مصر في مقدمة الخيارات، وتحديدًا مدينة نصر التي تحتضن أكبر سوق دولي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وهو ما يعكس حجم الاهتمام العالمي ودور مصر المحوري.
من وجهة نظركم، ما مدى الدعم المؤسسي لهذا القطاع في مصر؟
هناك جهود مؤسسية مشكورة، أبرزها ما تقوم به الجامعات المصرية التي أنشأت أقسامًا متخصصة، مثل قسم تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة.
هذا القسم يقدم برامج أكاديمية متكاملة، تبدأ بدبلومات تمهيدية وتمتد إلى درجات الماجستير والدكتوراه. واليوم أصبح بالإمكان الحصول على ترقيات أكاديمية متخصصة في هذا المجال، بعد أن كان ذلك حلمًا بعيد المنال في الماضي.
وماذا نحتاج لتحقيق نقلة نوعية في هذا المجال؟
نحتاج إلى دعم أكبر، سواء من المؤسسات الحكومية أو منظمات المجتمع المدني، لدفع هذا المجال نحو آفاق أوسع. الدعم لا يعني بالضرورة التمويل فقط، بل يشمل أيضًا الاعتراف القانوني والمؤسسي بجهود العاملين فيه، وتهيئة بيئة حاضنة تضمن لهم التأهيل العلمي والتربوي والمهني المستمر. هذا المجال يعكس صورة مصر الحضارية، ويستحق أن يحظى بالعناية والاهتمام.
شاركتم مؤخرًا في ندوة ناقشت دور الذكاء الاصطناعي في تعليم العربية. كيف ترون هذا التكامل؟
الندوة جاءت تحت عنوان "تمكين المعلم من استخدام الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية"، وهو موضوع بالغ الأهمية. الذكاء الاصطناعي يتيح إمكانيات واسعة في إعداد المحتوى، وتصميم الدروس، وقياس الأداء اللغوي. وقد استعرض مركز "لسان العرب" تجربته الرائدة في هذا المجال، من خلال توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم دروس تفاعلية، وتطوير وسائل التقييم، وتعزيز المهارات اللغوية الأربع: الاستماع، والكلام، والقراءة، والكتابة، عبر أدوات متعددة مثل الفيديوهات التفاعلية وتقنيات التعلم التكيفي.
وماذا عن أبرز التحديات التي تواجه إعداد معلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها؟
هناك عدة تحديات، أهمها
:
التمكن العلمي:
كثير من الخريجين يفتقرون للأساس المتين في علوم اللغة العربية، مما يؤثر سلبًا على قدرتهم في التعليم.
النموذج اللغوي:
المعلم يجب أن يكون ناطقًا بالعربية الفصحى بطلاقة، لأنه يُعد قدوة لغوية للمتعلمين.
شخصية المعلم:
لا يكفي أن يمتلك المعرفة، بل يجب أن يتحلى بثقة الحضور، والقدرة على التواصل، وفهم احتياجات الطلاب من خلفيات ثقافية متنوعة.
المهارات المهنية:
لا بد من تنمية المهارات التربوية والتقنية، خصوصًا في ظل التحول نحو التعليم الرقمي والتفاعلي.
بإجمال، التحديات تتوزع بين المعرفة، والكفاءة، والشخصية، والمهارات، وكلها ضرورية لصناعة معلم مؤهل لتعليم لغة القرآن الكريم بفاعلية واقتدار.
وفي نهاية هذا الحوار، ما النصائح التي تود تقديمها لمعلمي اللغة العربية، لا سيما في هذا التخصص؟
أوصي المعلمين بأمرين أساسيين
:
أولًا، أن يلتزموا باستخدام اللغة العربية الفصحى في كل جوانب تواصلهم المهني، فالمعلم قدوة لغوية.
ثانيًا، أن يحرصوا على القراءة الجهرية المستمرة لمصادر الأدب العربي الرفيع، مثل مؤلفات طه حسين، والعقاد، والمنفلوطي، والرافعي، لما فيها من أساليب فصيحة وبناء لغوي سليم. كما أنصحهم بقراءة القرآن الكريم يوميًا، فهو المصدر الأول للفصاحة والبيان.
شكرًا جزيلًا لكم، دكتور هانئ، على هذا اللقاء الشيق والمفيد.
الشكر موصول لكم على اهتمامكم بهذا الموضوع الحيوي، وعلى إتاحة الفرصة لتسليط الضوء عليه.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حصول الباحث محمود شافعي على درجة الدكتوراة حول «توظيف العلاقات العامة الرقمية لتعزيز التواصل مع الجمهور»
حصول الباحث محمود شافعي على درجة الدكتوراة حول «توظيف العلاقات العامة الرقمية لتعزيز التواصل مع الجمهور»

النهار المصرية

timeمنذ 3 أيام

  • النهار المصرية

حصول الباحث محمود شافعي على درجة الدكتوراة حول «توظيف العلاقات العامة الرقمية لتعزيز التواصل مع الجمهور»

حصل الباحث محمود شافعي فرحات على درجة الدكتوراة بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف، بقسم العلاقات العامة والإعلان بجامعة القاهرة، ودارت الرسالة حول «توظيف المؤسسات الثقافية العربية للعلاقات العامة الرقمية في تعزيز مع الجمهور». وقال الباحث: «بحمد الله وتوفيقه، حصلت على درجة الدكتوراه في الإعلام من قسم العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام، جامعة القاهرة، بمرتبة الشرف الأولى، مع التوصية بتبادل الرسالة مع الجامعات الأخرى». وأضاف: «أشكر الله على تمام هذه النعمة، وأتوجه بخالص الامتنان والشكر والتقدير إلى أستاذي ومعلم الأجيال، ورائد العلاقات العامة بالوطن العربي، الذي تتلمذت على يده، وصاحب الفضل في إكمالي رحلة الدراسات العليا، الأستاذ الدكتور على عجوة، أستاذ العلاقات العامة والإعلان، والعميد الأسبق لكلية الإعلام، جامعة القاهرة، وعلى قبوله الإشراف على رسالتي، وسماحه لي أن أنال هذا الشرف العظيم، بارك الله في علمه وعمره». واستكمل الدكتور محمود شافعي: «كما أتقدم بخالص الشكر والعرفان إلي أستاذي ومعلمي ومشرفي الأستاذ الدكتور محمد عتران، أستاذ العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام، جامعة القاهرة، والذي كان دائما حاضرا معي بالتوجيه والنصح، ولم يبخل علي أبدا بعلمه وبتواضعه الجم طوال فترة إعداد الرسالة». وأكمل: «كما أتقدم بجزيل الشكر إلى لجنة المناقشة الكريمة، الأستاذ الدكتور محمود يوسف، أستاذ العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام، جامعة القاهرة، الذي تتلمذت على يد مؤلفاته وأبحاثه العلمية، والذي زادني شرفا بموافقته على مناقشة هذه الرسالة».

وزير الأوقاف: نحرص على تزويد الأئمة والواعظات بكل ما يرتقي بهم
وزير الأوقاف: نحرص على تزويد الأئمة والواعظات بكل ما يرتقي بهم

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 6 أيام

  • بوابة ماسبيرو

وزير الأوقاف: نحرص على تزويد الأئمة والواعظات بكل ما يرتقي بهم

أكد وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، حرصه الشديد على تزويد الأئمة والواعظات بكل ما يرتقي بهم دعويا وعلميا؛ بما يعزز قدرة أبناء الأوقاف في القيام بواجبهم في بناء الوعي. جاء ذلك خلال حضور وزير الأوقاف، ورئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد سامي عبد الصادق، اليوم الخميس، ختام الدورة الرابعة للأئمة والواعظات في اللغة العربية والإعلام والعلوم البينية بجامعة القاهرة. ووجه الأزهري الشكر باسمه وباسم أبناء وزارة الأوقاف، لجامعة القاهرة العريقة والقائمين على استضافتها لهذا البرنامج التدريبي، الذي يأتي في إطار التعاون المشترك بين وزارة الأوقاف وجامعة القاهرة، والذي شمل العديد من العلوم والمعارف. وطالب الأئمة والواعظات، بالحفاظ على الوطن، وأن ينطلقوا في ربوع الوطن محملين بالأمانة والديانة، مشيرا إلى أنهم يعدون ورثة الأنبياء، والأمناء على الدين والوطن، وعليهم أن يثابروا على الدعوة في مساجدهم، فالمسجد هو المدخل إلى إصلاح ما بين الناس وبين خالقهم عز وجل، فعليهم أن يحولوها إلى منابر النور وأن يلتزموا بالانضباط والالتزام. من جانبه، ثمن رئيس جامعة القاهرة هذه الدورة التدريبية للأئمة والواعظات، حيث إنها تمثل ثمرة التعاون بين الأوقاف والجامعة، فالأئمة والواعظات هم من يحملون أمانة الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة، موجها رسالته للمتدربين، بأن يكونوا رحماء بالناس، وأن يتسموا بالسماحة والوسطية في أداء رسالتهم الدعوية، مقدما الشكر للدكتور أسامة الأزهري، على حضوره حفل الختام. وفي ختام اللقاء قام وزير الأوقاف، ورئيس الجامعة، بتسليم شهادات التقدير للسادة الأئمة والواعظات، والتقاط الصور معهم.

أخبار العالم : وزير الأوقاف ورئيس جامعة القاهرة في ختام الدورة الرابعة للأئمة والواعظات
أخبار العالم : وزير الأوقاف ورئيس جامعة القاهرة في ختام الدورة الرابعة للأئمة والواعظات

نافذة على العالم

timeمنذ 6 أيام

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : وزير الأوقاف ورئيس جامعة القاهرة في ختام الدورة الرابعة للأئمة والواعظات

الخميس 15 مايو 2025 07:45 مساءً نافذة على العالم - شهد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، ختام الدورة الرابعة للأئمة والواعظات في اللغة العربية والإعلام والعلوم البينية بجامعة القاهرة. وقد ثمن رئيس جامعة القاهرة هذه الدورة التدريبية للأئمة والواعظات، حيث إنها تمثل ثمرة التعاون بين الأوقاف والجامعة، فالأئمة والواعظات هم من يحملون أمانة الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة، موجّهًا رسالته للسادة المتدربين، بأن يكونوا رحماء بالناس، وأن يتسموا بالسماحة والوسطية في أداء رسالتهم الدعوية، ومقدمًا شكره للأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، على حضوره حفل الختام، فهو بمثابة مسك الختام لفعاليات هذه الدورة. ومن جانبه، قدّم الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الشكر باسمه وباسم أبناء وزارة الأوقاف، لجامعة القاهرة العريقة والسادة القائمين على استضافتها لهذا البرنامج التدريبي، الذي يأتي في إطار التعاون المشترك بين وزارة الأوقاف وجامعة القاهرة، والذي شمل العديد من العلوم والمعارف، مؤكدًا حرصه الشديد على تزويد الأئمة والواعظات بكل ما يرتقي بهم دعويًا وعلميًا؛ بما يعزز قدرة أبناء الأوقاف في القيام بواجبهم في بناء الوعي. وقد وجه وزير الأوقاف رسالته للأئمة والواعظات، بالحفاظ على الوطن، وأن ينطلقوا في ربوع الوطن محمَّلين بالأمانة والديانة، فهو ينتظر منهم دورًا كبيرا، فهم ورثة الأنبياء، والأمناء على الدين والوطن، وأن يثابروا على الدعوة في مساجدهم، فالمسجد هو المدخل إلى إصلاح ما بين الناس وبين خالقهم عز وجل، فعليهم أن يحولوها إلى منابر النور وأن يلتزموا بالانضباط والالتزام. وفي ختام اللقاء قام السيد وزير الأوقاف، والسيد رئيس الجامعة، بتسليم شهادات التقدير للسادة الأئمة والواعظات، والتقاط الصور معهم. جاء ذلك بحضور كل من: الدكتور محمود الفخراني، مساعد وزير الأوقاف لشئون الامتحانات؛ والأستاذ الدكتور عبدالله التطاوي، المستشار الثقافي لرئيس الجامعة ونائب رئيس الجامعة الأسبق؛ والدكتور محمد منصور هبة، المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة؛ والدكتور السيد مسعد، مدير مديرية أوقاف الجيزة؛ والدكتور أحمد أبو طالب، مدير الدعوة بأوقاف الجيزة والمشرف على الدورة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store