logo
بعد 22 عاما من الاعتقال.. من قيود السجن إلى قفص الحب

بعد 22 عاما من الاعتقال.. من قيود السجن إلى قفص الحب

الجزيرة٠٤-٠٥-٢٠٢٥

كان يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2023 تاريخ الولادة الثانية للمقدسية مرح بكير ، التي حُررت بصفقة التبادل بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بعد اندلاع الحرب على غزة بأسابيع، وسُجل في 25 من شهر يناير/كانون الثاني المنصرم الولادة الثانية أيضا للمقدسي عمر الشريف الذي تحرر في صفقة التبادل الثانية ، وكلاهما من بيت حنينا ب القدس المحتلة.
في ذلك اليوم رأى عمر الشمس للمرة الأولى دون سياج السجن الذي يحجب أشعتها بعد 21 عاما ونصف من الاعتقال، ورأت مرح أشعتها بعد 8 أعوام من الأسر، وشاءت الأقدار أن يدخلا قفص الزوجية في منفى عمر المؤقت بمصر بعد إصرار الاحتلال على إدراج اسمه في قائمة المبعدين.
في الحوار الخاص الذي أجرته الجزيرة نت مع الزوجين المحررين تحدثت مرح عن تغير نظرتها للحياة بعد التحرر وصعوبة الاندماج في المجتمع، وتحدث عمر عن مرارة المنفى وعن الدولة العربية التي يأمل أن ينتقل ومرح للعيش بها في المستقبل القريب.
وتطرق كلاهما إلى التواصل الذي حصل بينهما داخل السجن بصفتهما ممثلين عن الأسرى، وكيف زرع هذا التواصل البذرة الأولى في طريق الارتباط.
وتاليا نص الحوار كاملا:
كيف يتواصل ممثلو الأسرى مع بعضهم داخل السجون، وما أهمية ذلك؟
عمر: كنت أعمل في إحدى اللجان المسؤولة عن التواصل مع الفئات الضعيفة، (الأسرى المعزولون والمرضى في مستشفى سجن الرملة والأسيرات)، وهذه اللجنة كانت إحدى اللجان التابعة للهيئة القيادية العليا لأسرى حماس داخل السجون، ومهام جميع اللجان التخفيف من معاناة الأسرى عبر تنظيم حياتهم ومواجهة التحديات بشكل جماعي منظم.
وكانت مرح ممثلة الأسيرات وحصل تواصل بيننا في أواخر عام 2019 من أجل مسائل قانونية تدخل في إطار نشاطي.
اقتصر التواصل بيننا على مسائل إدارية أتاحت لنا تعارفا أوليا، وهذا التعارف شكل انطباعا لدى كل منا عن الآخر، ونحن بصدد إعداد كتاب يوثق تجربتنا سنفصل فيه ذلك لاحقا إن شاء الله.
عمر: نعم من الطبيعي أن يفكر الإنسان بأي شخص يتعامل معه ويسأل نفسه إلى أي حد يريد تطوير هذه العلاقة، والحقيقة أن الأمر بدأ من عند مرح، ولم يتطور إلى مراسلة حقيقية ينتج عنها موقف.
مرح: بدأ الأمر عندما نشأت فكرة تحمل في طياتها الكثير من العمق والتساؤلات، وحمل هذا التواصل شيئا مختلفا، لكنه ظل أسير المساحة غير المعلنة، ولم يتجاوز حدود التفكير إلى أفعال حقيقية.
ربما كان يحمل احتمالات صامتة، لكنه ظل جزءا داخليا من رحلة شعورية خاصة، دون أن يتحول إلى موقف واضح.
كيف يؤثر السجن على تفكير الإنسان في موضوع الزواج، هل يفكر بمواصفات الشريك بشكل يختلف عن أولئك الذين لم يعيشوا تجربة السجن؟
عمر ومرح: تجربة السجن تحمل تأثيرات نفسية عميقة ومعقدة قد تغير نظرة الفرد للحياة بشكل جذري بما في ذلك موضوع الزواج.
السجن يضع الإنسان في مواجهة معزولة مع ذاته، حيث تتكثف لحظات التأمل وإعادة التقييم للأولويات والقيم، وهذه العزلة قد تولد حاجة مُلحة للتواصل الحقيقي والدعم العاطفي، مما يدفع الإنسان إلى النظر للزواج بشكل مختلف فيها مساحة للشفاء والتكامل النفسي، لا علاقة تقوم على الانجذاب أو التوافق السطحي فقط.
قد يصبح الشخص الذي خرج من السجن أكثر وعيا بهشاشته البشرية وبحاجته إلى شريك يُظهر تفهما عميقا لصراعاته الداخلية، وربما يبحث عن شخص قادر على احتواء معاناته ودعمه في إعادة بناء ذاته بعيدا عن الأحكام المسبقة.
وتدفع تجربة السجن الإنسان إلى تقدير القيم الجوهرية مثل الإخلاص والتعاطف والصبر، بدلا من المعايير المجتمعية السائدة، كما أنها تُعيد تشكيل مفاهيم الإنسان حول العلاقات الإنسانية، بما في ذلك فكرة الزواج، على مستويات عميقة.
يُجبر الإنسان في السجن على مواجهة ذاته، والتفكير في طبيعة الزمن والوحدة، والقيمة الحقيقية للعلاقات التي تبقى أو تختفي مع مرور الأحداث، وهذا التأمل يمكن أن يقود الفرد إلى استبصار حول الزواج، ليس كمجرد ارتباط اجتماعي أو شخصي، بل كالتزام يتجذر في المفاهيم الجوهرية للتفاهم والمشاركة.
وعلى المستوى الأعمق، قد يرى البعض أن السجن يجعل الإنسان يتساءل عن جوهر العلاقة الإنسانية: هل هي مظهر، أم فعل يتجسد في التضامن الحقيقي؟ ومن هنا يمكن أن يصبح الزواج بالنسبة للبعض رحلة فلسفية تعكس محاولة لفهم الذات من خلال الآخر، وربما البحث عن المعنى الأوسع للروابط البشرية.
هل تغيرت نظرتك للحياة بعد التحرر مرح، وهل كان من الصعب الاندماج مجددا في المجتمع؟
بعد التحرر، وجدت نفسي أواجه واقعا مشحونا بالتحديات التي تتخطى الحدود الشخصية إلى المستوى المجتمعي والسياسي.
القيود التي فرضها الاحتلال، من مراقبة دقيقة ومنع للحركة بحرية، لم تكن مجرد عراقيل، بل رسائل واضحة بأن الحرية التي نلتها ليست مطلقة، بل مشروطة ومحاصرة، وهذه القيود وضعتني في مواجهة مباشرة مع سؤال الحرية الحقيقي ومعناه.
على الصعيد الاجتماعي لم تكن التحديات أقل حدة، وشعرت بأن تجربتي داخل الأسر صنعت جدارا غير مرئي بيني وبين الآخرين، فالبعض تردد في الاقتراب مني أو التعامل معي، ربما بدافع الخوف من التواصل معي تحت أعين الاحتلال، أو بدافع عدم فهم عمق التجربة التي مررت بها، وحتى في اللحظات العادية، كانت التفاعلات الاجتماعية تبدو لي وكأنها اختبارات مستمرة لقدرتي على التكيف مع عالم تحرك بسرعة أثناء غيابي.
على المستوى الداخلي، كانت المواجهة الأعقد هي إعادة تعريف هويتي في ظل كل هذه التغيرات.. كيف أجد لي مكانا بين ماضٍ يحمل ثقل الأسر وحاضر يتطلب استيعاب التحديات اليومية دون أن أفقد تلك القيم التي شكلتني؟
هذه الرحلة ليست مجرد اندماج في مجتمع، لكنها إعادة صياغة لتجربة إنسانية عميقة، والتحرر بالنسبة لي لم يكن نهاية القيد، بل بداية لمعركة جديدة في سبيل استعادة الحياة ومعناها الحقيقي.
كيف يعيش عمر الآن حياته في الإبعاد القسري وما خطواتك القادمة؟ أين ترغب أن تكون الوجهة؟
الإبعاد صعب، والحنين إلى القدس والمسجد الأقصى يلازمني، ويؤلمني أن أتحرر ويبقى وطني ومسقط رأسي مغتصبا، لكنني أرى العودة قريبة، فكما كان الاحتلال واهما عندما اعتقد أنني سأمكث في السجن طيلة حياتي، هو واهم أيضا في بقائه على أرضنا، وهذا ما يحدثنا به القرآن الكريم والتاريخ.
تستضيفنا الآن جمهورية مصر، وظروفنا ليست ظروفا طبيعية، بل هي ظروف الضيف أو اللاجئ، ونسعى للاستقرار في إحدى الدول العربية، وقطر هي الدولة المرشحة إلى حين عودتنا إلى وطننا وهو طاهر دون رجس أو دنس.
كيف فكرت بالتقدم للزواج من مرح بعد التحرر؟
في السجن لم أكن أعرف شكل مرح، إلا ما نشر على وسائل الإعلام من حادث اعتقالها، ولكن لفت انتباهي شخصيتها القوية أمام إدارة السجون من خلال ما يُتناقل عنها، وكذلك أثناء حديثها مع الممثلين من الهيئة القيادية لأسرى حماس.
وعندما أفرج عني في صفقة التبادل إلى مصر تابعت ما وثقه الإعلام لحظة الإفراج عنها، وكانت هذه المرة الأولى التي أراها بها بوضوح، فهممت أن أطرق بابها، فاستشرت واستخرت وارتحت.
في 27 مارس/آذار الماضي تحدثت مع أهلها بهدف التعارف، وفي 17 أبريل/نيسان الماضي تزوجنا، واخترنا يوم الأسير الفلسطيني ليكون ذكرى زفافنا لأن هذا اليوم يحمل في طياته معاني الصمود والحرية التي تجمعنا كشعب واحد.
يوم الأسير ليس يوما عابرا، بل هو شهادة على إيماننا الراسخ بأن القيد يعزل الجسد ولا يستطيع قهر الإرادة، وأن الأمل يولد من رحم الألم، ففي هذا اليوم نحتفل بانتصار الروح على السلاسل، ونجدد العهد بأن كل حق مغتصب لا بد أن يستعاد، وأن لكل أسير يوما سيكون فيه حرا.
كيف كانت رحلتك من القدس إلى مصر؟ وهل كان من الصعب على مرح اتخاذ قرار الارتباط بمحرر مبعد قد يكون ثمنه عدم العودة إلى القدس؟
كانت رحلة مليئة بالتحديات، أصعبها بعدي عن القدس والاستقرار خارج الوطن.. اتخاذ قرار الارتباط بمحرر مبعد ليس بالقرار السهل ويحمل تحديات كبيرة، أقساها البعد عن الوطن والأهل والأصدقاء والأحباب، والتكيف بدولة ذات ثقافة جديدة.
ما أراه مهما الآن هو التحلي بالصبر والقوة، فبعد 22 عاما قضاها عمر داخل الأسر يستحق الآن أن يبدأ حياة جديدة كريمة، وهو شخص يستحق كل هذه التضحيات لأخلاقه وحسن تعامله وثقافته وصبره غير المحدود.
اتخاذ قرار الارتباط منبثق من تفكير عميق جدا والاستخارة لفترة طويلة، والحمد لله كان التوفيق من الله كبيرا، فقد تسهلت جميع أمورنا، وقررنا بعد لقاء لمدة أسبوع بحضور عدد من أفراد العائلة أن نتجه للزواج.. الحمد لله على اختياراته لنا، وعمر يستحق كل شيء جميل.
ما الذي لفت انتباه كل منكما في شريكه؟
إعلان
عمر: لفت انتباهي شخصية مرح القوية أولا، لأن إدارات السجون كانت تنقل لنا أحاديث عن مواقفها وعنادها، وكذلك أحاديثها مع الهيئة القيادية لأسرى حماس، وأنا كمبعد أحتاج لشريكة حياه قوية تتحمل صعوبات الغربة.
وبعد الإفراج عني لفت انتباهي ما وثقه الإعلام عنها يوم الإفراج عنها، وكانت تلك المرة الأولى التي أراها بها بوضوح، والحقيقة أرى أن التجربة والثقافة المشتركة عاملان مهمان لنجاح الحياة الزوجية، أنا ومرح مررنا بذات التجربة وننتمي إلى ذات الفكر والثقافة.
مرح: حين التقيتُ بعمر بعد التحرر، كان اللقاء مليئا بشعور مختلف تماما عما تصورته أثناء غيابه، ففي حضوره ظهرت تفاصيل أعمق تعكس الصبر والإرادة التي حملتها الأيام، وطريقته في النظر إلى العالم والتحدث عن تجربته رسمت صورة لشخص تجاوز كل ما مر به بطريقة مذهلة.
كان اللقاء يختزل مشاعر غامضة ومفهومة في آن واحد، وكأن غيابه لم يكن مجرد غياب، بل اختبار لصبري ومشاعري، وما رأيته فيه كان أكثر من شخص تغلب على الأسر، كان روحا تحمل في صمتها الكثير من الحكايات التي لا تزال تُروى.
اللحظة بيننا كانت أشبه بلقاء مع الذات، مليئة بالوضوح والصمت الذي يحمل معاني أعمق من أي تفسير، وكأن الإجابة على كل تساؤل جاءت فقط من خلال وجوده.
بما أنكما أسيران محرران كيف يمكن نصرة قضية الأسرى، وكيف ستبقى معاناتهم حاضرة في حياتكما؟
عمر ومرح: نصرة قضية الأسرى ليست مجرد واجب نؤديه، بل هي جزء أصيل من حياتنا التي تشكلت داخل الأسر وما بعده، نحن كمحررين ورغم مما نراه من صمت العالم عن نصرة شعبنا وكف يد البطش عن أهلنا في غزة، فإننا يجب أن نرفع الصوت وسط صخب الحرب لأن الأسرى اليوم يعيشون عذابات يومية، ويتمنى بعضهم الشهادة كما أرسلوا لنا من فرط التعامل السيئ الوحشي الهمجي وغير الإنساني.
لذلك فإن الحد الأدنى المطلوب هو وقف التعذيب، ووقوف كل من يملك قوة وتأثيرا عند مسؤولياته وعند ضميره.
نصرتنا لهم تبدأ من التوثيق الدقيق لتجاربنا وتجاربهم، ونقلها إلى العالم بصدق ووضوح، كي تصبح صوتا لا يمكن تجاهله، الأهم من هذا كله، أن نحول معاناتهم إلى قوة تغيير حقيقية من خلال العمل على رفع وعي الأمة، ودفعها نحو تحمل مسؤولياتها تجاه هذه القضية، التي نستطيع إبقاءها حية، ومنحها زخما لا يتراجع.
لماذا يطالب العالم بالجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس ويتجاهلون أسرانا لدى الاحتلال؟ لقد نجح العدو من خلال قلب الحقائق في إبراز قضية أسراه وكأنهم أصحاب الأرض الأصليين وتصويرنا كأسرى فلسطينيين على أننا غرباء معتدين.
الأصل أن نعمل على مستويات الدبلوماسية الشعبية وليس الدبلوماسية الرسمية فقط التي تتماهى مع الاحتلال، ستبقى معاناتهم جزءا منا، محفورة في تفاصيل حياتنا اليومية، تقودنا نحو الالتزام المستمر بحريتهم، لأنها ليست فقط معركتهم، بل هي معركة العدالة والكرامة الإنسانية.
إذا رزقتكما بمولود ذكر ماذا ستسميانه، وماذا إذا رُزقتكما بأنثى؟
مرح: حين بدأنا التفكير في اسم طفلنا القادم، توقفنا أمام اسم "صالح" بحب وتأمل.. لم يكن مجرد اسم عابر، بل هو جزء من ذاكرة عزيزة وحلم قديم، ولطالما لَقب الأسرى عمر بـ "أبو صالح" كونه الابن الأكبر لوالديه، وكان حلم والده الذي توفي وهو في الأسر أن يرزق أحد أبنائه بصالح، وإن تحقق هذا الاسم في حياتنا، ستكون الفرحة مضاعفة، تحمل معها تحقيق أمنيات غالية ومعانٍ أعمق من الكلمات.
أما بشأن اختيار اسم لابنتنا، فما زلنا في رحلة البحث عن اسم يحمل في طياته قيما ومعاني سامية، ومن بين الخيارات التي تلامس أرواحنا يبرز اسم "مريم"، ويلامسني أنا خاصة لما يحمله من قدسية ونقاء، تيمنا بسيدتنا العظيمة مريم التي جسدت أروع معاني الإيمان والقوة والعفة والطهارة.
اختيار الأسماء بالنسبة لنا ليس مجرد قرار، بل هو امتداد لحكاياتنا، وأمل بأن يحمل المستقبل معاني تضاهي عمق هذه الأسماء وقيمتها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القسام تبث مشاهد لكمين محكم تأخرت في نشره لدواعٍ أمنية
القسام تبث مشاهد لكمين محكم تأخرت في نشره لدواعٍ أمنية

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

القسام تبث مشاهد لكمين محكم تأخرت في نشره لدواعٍ أمنية

بثت كتائب القسام ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الخميس مشاهد من استهداف قوات وآليات إسرائيلية في كمين محكم وقع في أواخر العام الماضي شرقي مخيم جباليا شمالي قطاع غزة. وكشفت القسام -في مقطع الفيديو- أن الكمين المركب تم تنفيذه على مهبط الإخلاء شرقي جباليا في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2024 خلال ما وصفته بـ"معركة جباليا الثالثة". وأشارت القسام إلى أن تأخير نشر التوثيق يعود إلى ظروف ودواعٍ أمنية. ونفذ هذا الكمين قبل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي أبرمته المقاومة الفلسطينية و جيش الاحتلال في يناير/كانون الثاني الماضي، قبل أن تتنصل إسرائيل منه وتستأنف الحرب على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي. وبشأن تفاصيل الكمين، فإن مقاتلي القسام نفذوا عملية تسلل خلف خطوط القوات الإسرائيلية في منطقة مهبط الطيران، وهي نقطة إخلاء القتلى والمصابين شرقي جباليا، وفق ما ورد في الفيديو. وأظهرت المشاهد عملية رصد دقيقة لقوات الاحتلال وآلياته في منطقة الكمين، وكذلك زراعة المقاتلين العبوات الناسفة، قبل تنفيذ الكمين وتحقيق إصابات مباشرة. وكشفت القسام أن مقاتليها استهدفوا عربتين عسكريتين إسرائيليتين وعددا من جنود الاحتلال بعبوتي "شواظ" و"تلفزيونية"، إضافة إلى قذيفة " الياسين 105" المضادة للدروع. وتضمنت اللقطات عملية إخلاء للقتلى والمصابين في جيش الاحتلال وهبوط مروحية لنقل الخسائر البشرية، في حين توعد قيادي ميداني بالقسام باستمرار العمليات ضد القوات الإسرائيلية. ودأبت فصائل المقاومة في غزة على توثيق عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وظهرت خلال المقاطع المصورة تفاصيل كثيرة عن العمليات التي نفذت ضد قوات الاحتلال. كما دأبت على نصب كمائن محكمة ناجحة ضد جيش الاحتلال كبدته خسائر بشرية كبيرة، فضلا عن تدمير مئات الآليات العسكرية وإعطابها، إضافة إلى قصف مدن ومستوطنات إسرائيلية بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى.

نتنياهو يهاجم 3 قادة غربيين ويتهمهم بتشجيع حماس
نتنياهو يهاجم 3 قادة غربيين ويتهمهم بتشجيع حماس

الجزيرة

timeمنذ 6 ساعات

  • الجزيرة

نتنياهو يهاجم 3 قادة غربيين ويتهمهم بتشجيع حماس

اتّهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الخميس باريس ولندن وأوتاوا بتشجيع " حماس" على القتال إلى ما لا نهاية، بعد أن ندّدت العواصم الثلاث بـ"أفعال مشينة" لحكومته في قطاع غزة. وقال نتنياهو في فيديو تحدّث فيه بالإنجليزية إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسي الوزراء البريطاني كير ستارمر والكندي مارك كارني"يريدون من إسرائيل أن تستسلم وأن تقبل ببقاء جيش حماس وأن يعيدوا تنظيم صفوفهم وأن يكرروا مجزرة السابع من أكتوبر/تشرين الأول مرارا وتكرارا". وأضاف "قد يظنون أنهم يساهمون في دفع عجلة السلام، لكنهم لا يقومون بهذا الأمر. كذلك، إنهم يشجعون حماس على مواصلة القتال إلى ما لا نهاية". "أفعال مشينة" وكان ماكرون وستارمر وكارني حذروا الإثنين الماضي في بيان مشترك من أنهم لن يقفوا "مكتوفي الأيدي" إزاء "الأفعال المشينة" لحكومة إسرائيل برئاسة بنيامين نتانياهو في غزة، ملوّحين بـ"إجراءات ملموسة" إذا لم تبادر إلى وقف عمليتها العسكرية وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية. وأورد البيان المشترك "نحن مصمّمون على الاعتراف بدولة فلسطينية في إطار حل الدولتين ونحن مستعدون للعمل مع آخرين لتحقيق هذه الغاية"، في إشارة إلى المؤتمر المقرّر عقده في يونيو/حزيران في الأمم المتحدة "لإيجاد توافق دولي حول هذا الهدف". إعلان وقال نتنياهو "يمنحونهم الأمل في إقامة دولة فلسطينية ثانية تسعى حماس عبرها مرة أخرى إلى تدمير الدولة اليهودية". ويواجه نتنياهو انتقادات داخل إسرائيل وخارجها لاستمرار الحرب المدمرة التي يشنها على غزة منذ 20 شهرا، وحرب التجويع التي تطال سكان القطاع المحاصر والبالغ عددهم 2.2 مليون نسمة. وواجهت إسرائيل موجة من الانتقادات الغربية والدولية في الآونة الأخيرة مع تكثيفها العدوان على غزة، حيث حذرت جماعات إنسانية من أن الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 11 أسبوعا على إمدادات المساعدات قد ترك القطاع الفلسطيني على حافة الهاوية. وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

72 شهيدا بغزة وحماس تحذر من إقامة معسكرات اعتقال
72 شهيدا بغزة وحماس تحذر من إقامة معسكرات اعتقال

الجزيرة

timeمنذ 9 ساعات

  • الجزيرة

72 شهيدا بغزة وحماس تحذر من إقامة معسكرات اعتقال

استشهد عشرات الفلسطينيين الخميس في غارات إسرائيلية على عدة مناطق في غزة ، بينما حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من أن تستغل إسرائيل المساعدات لإقامة معسكرات اعتقال في جنوب القطاع. وقالت مصادر طبية للجزيرة إن 72 فلسطينيا استشهدوا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر الخميس. وفي أحدث التطورات، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 6 أشخاص وإصابة عشرات آخرين في غارة إسرائيلية استهدفت منازل في جباليا البلد شمالي القطاع. كما استشهد 5 وأصيب آخرون في غارة على منزل ب مخيم المغازي وسط قطاع غزة. وفي وسط القطاع أيضا، قصفت طائرات الاحتلال منزلا جنوب دير البلح مما أسفر عن 3 شهداء ومصابين. وفي جنوب القطاع، استهدف قصف إسرائيلي خيمة نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس مما أسفر عن شهيد و30 جريحا. وكان مراسل الجزيرة أفاد في وقت سابق باستشهاد 25 فلسطينيا جراء غارات على مدينة غزة، وبث ناشطون صورا تظهر قصفا عنيفا على الأحياء الشرقية للمدينة ومنها حي الشجاعية. وأكدت الأمم المتحدة أن القصف الإسرائيلي أودى بأرواح أكثر من 600 فلسطيني خلال 5 أيام. وكانت إسرائيل استأنفت العدوان على غزة في 18 مارس/آذار الماضي بعد أن انقلبت على اتفاق وقف إطلاق النار، ومن ذلك الوقت استشهد 3600 فلسطيني وأصيب 10 آلاف آخرون، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع. نزوح من الشمال ووسط الغارات الكثيفة، يواصل العديد من سكان شمالي قطاع غزة النزوح باتجاه مدينة غزة جنوبا إثر تهديدات إسرائيلية بقصف تلك المناطق. وأظهرت صور نزوح عائلات بأكملها من شمالي القطاع بعد أن أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء 13 منطقة سكنية في جباليا وبيت لاهيا. وتوعد جيش الاحتلال بشن هجمات عنيفة على تلك المناطق السكنية بذريعة إطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخ منها باتجاه مستوطنات غلاف غزة. وأعلنت الأمم المتحدة الخميس تهجير 160 ألف شخص مرة أخرى في غزة خلال الأسبوع الماضي فقط. معسكرات اعتقال من جهة أخرى، حذرت حماس من مخطط إسرائيلي لإقامة معسكرات اعتقال جنوبي قطاع غزة تحت غطاء المساعدات. وقالت الحركة في بيان عبر تطبيق تليغرام إن خطة "مساعدات الغيتو" محاولة لتجميل جريمة الإبادة ولن تعفي الاحتلال من المسؤولية، وشددت على أن هذا المخطط لن يكتب له النجاح. وقالت حماس إن الاحتلال يواصل هندسة التجويع في غزة، وأضافت أن المساعدات الحالية لا تمثل سوى قطرة في محيط الاحتياجات الإنسانية. وتابعت أن ما يدخل غزة من مساعدات لا يتجاوز عُشر الاحتياجات الفعلية، مؤكدة أن المجاعة تتسع يوما بعد يوم. وطالبت الحركة بممر إنساني دائم وكسر كامل للحصار ورفض الابتزاز الإنساني. وقد تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الخميس عن إقامة "مناطق آمنة" يتم توزيع الطعام فيها على المدنيين جنوبي القطاع. وسمح الاحتلال بدخول عدد محدود من شاحنات المساعدات إلى غزة، في حين تؤكد الأمم المتحدة أن سكان القطاع المحاصر يحتاجون إلى 600 شاحنة يوميا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store