بأيام الشارقة التراثية.. رقصات تكشف أسرار الموج على أشرعة القوارب
الشارقة 24:
هي أصوات تأتيك من الماضي، لكنها لا تزال نابضة بالحياة، كأنها وليدة اليوم، فتطرق في النفوس على نواقيس الذكريات لتأخذك معها إلى زمان الأجداد، فتضعك تارة على قارب مبحر في أعماق البحر تاركة ورائها ذكريات المحبوب، ولهفة المشتاقين، أو إلى البوادي البعيدة، حيث الرمال الذهبية، وتلك الخيام التي لا تزال منصوبة في أعماق الضمير الإنساني المحلي
.
فرقة "النوبان" الإماراتية
كل هذه الصور تزدحم في ذهنك وأنت تتابع الحركات الرشيقة التي تؤديها فرقة "النوبان" الإماراتية التي يديرها طاهر إسماعيل ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية، والتي تختلط فيها أصواتهم بنغمات الآلات الشعبية الإيقاعية مثل "الراس، والواسط، والشيمبوّه"، ثم "المنجور" المصنوع من أظافر الماعز، الذي يرتديه أحد أعضاء الفرقة "على شكل تنورة"، فيحدث نغمة متميزة نتيجة حركته الاهتزازية المتناسقة
.
صفات تميز الإنسان الإماراتي القديم
"جبروني على الله يا ناس ما رحموني"، و"يامحبوبي سافر الموجة"، و"شاشا نوبا سرا بليل"، و"إي والله نوبا سرا بليل" هي بعض مجموعات الأغاني التي تؤديها الفرقة الشعبية الإماراتية، والتي تحكي بمجموعها مشاعر الحب، واللهفة، والحنين، والثقة بالنفس، والتوكل، ومواجهة الصعاب، والتحلي بالأمل، وهي صفات تميز الإنسان الإماراتي القديم، وتنقل بين الأجيال محبة وتواصلاً مع ماضيهم الجميل
.
شواهد حية على تاريخ كبير
الحركات الإيقاعية التي تحاكي حركات البحارة أو "النواخذة" في اللهجة الشعبية المحلية الإماراتية، كان من أهم ما يميز الرقصات الفنية للفرقة، وقد أضاف اللباس الشعبي الرجالي والنسوي، رونقاً مضاعفاً للأداء، حتى جعلت الزائر لفعاليات أيام الشارقة التراثية يشعر أن هؤلاء الفنانين يحاكون الموج ليعرفوا أسراره، ويكتبون ذكرياتهم على أشرعة السفن، لتبقى شواهد حية على تاريخ كبير، وتراث متفرد
.
أيام الشارقة التراثية تفتح نوافذ الفن الشعبي المصري
من بعيد، يجتذبك إيقاع الطبل الذي يدوي في أرجاء ساحة فعاليات أيام الشارقة التراثية، ويتردد صداه طرباً بين الجمهور، ثم يأتي دور المزمار ليضيف لمسته الفنية التي لا تجدها في غير اللوحات الفنية المصرية الشهيرة، فيأخذك إلى أقاصي الأرياف والبوادي بكل تفاصيلها وشخوصها وثقافتها وبصمتها الفنية الشعبية المصرية المتفردة
.
تشكيلة يجمعها حب التراث
أزياء تراثية فضفاضة لا تزال شائعة إلى اليوم في الجنوب المصري هي ما يميز لباس أعضاء فرقة "ليالي محظوظ" التي يديرها صابر البنا، هذه الفرقة تضم تشكيلة يجمعها حب التراث، ويميز أعضائها تفاوت فئاتهم العمرية، وكأن عملها صنعة يحرص من يزاولها على أن يجعلها حية وقادرة على الانتقال بين الأجيال بكل موروثها الفني، ونمطها الثقافي الشعبي
.
سر فقرة "الحصان" التراثية
فقرات متنوعة أثارت حماس الجمهور الذي أحاط بمنصة عرض الفرقة الفنية المصرية التي أجادت تقديم فقراتها بحركاتها التي يمكن متابعتها من جميع جوانب المسرح دون الحاجة إلى الوقوف في الجهة المقابلة للمنصة، وكان لفقرة "الحصان" التراثية التي تستلزم قيام اثنين من أعضاء الفرقة بتأدية دوره الفني التراثي أثراً كبيراً في تفاعل الجميع، لا سيما الأطفال الزائرين الذين جروا وراء الحصان بعد نهاية الفقرة، لمعرفة سر من يختفي وراء بدلته الشهيرة
.
فقرات أخرى اطلع عليها جمهور أيام الشارقة التراثية أعادتهم إلى أجواء المناسبات الشعبية المصرية العريقة، كفقرة "التنورة" التي تحاكي رقص الدروايش، وتسمى رقصة "المولوي" المعروفة شعبياً برقصة "الملوي" وهي الرقصة الأشهر في المناسبات الدينية لا سيما أيام الموالد، وتتطلب مهارة فائقة على التوازن والثبات وقدرة على تحريك "التنورة" خلال الحركة اللولبية المتسارعة التي يؤديها الفنان
.
ولكي يكتمل المشهد الفني التراثي الشعبي كان لا بد من تنفيذ فقرتين أخريين، الأولى: "رقصة العصاية" التي ترمز الى الفتوة والقوة وتحاكي زمان الحارات الشعبية المصرية القديمة، ورقصة "الزفة" بالطبل والمزمار أو "الزمّار" كما يسمى في اللهجة الشعبية المصرية، حيث ألقيت مجموعة من الأناشيد الشعبية المرافقة التي نشرت الفرح والبهجة، وهو ما أسهم في منح الزائرين متعة مضاعفة وتجربة لا تنسى
.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 3 ساعات
- البوابة
وفاة والد السيناريست إياد صالح والجنازة اليوم من مسجد مصطفى محمود
أعلن السيناريست إياد صالح عن وفاة والده، عبر حسابه الرسمي بموقع "فيس بوك"، حيث كتب: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. انتقل إلى رحمة الله تعالى والدي، الأستاذ صالح يوسف شرف الدين.. صلاة الجنازة اليوم الإثنين بعد صلاة الظهر بمسجد مصطفى محمود بالمهندسين". آخر أعمال إياد صالح ؟ قدم السيناريست إياد صالح فيلم "الحريفة"، الذي دارت أحداثه، حول شخصية "ماجد" الذي يجبر على ترك حياة الرخاء والانتقال من مدرسته الخاصة إلى مدرسة حكومية، فيكتسب بمرور الوقت احترام زملائه بسبب مهارته الكبيرة في كرة القدم؛ فينضم إلى فريق المدرسة في مسابقة على أمل الفوز بجائزة كبرى. شارك في فيلم "الحريفة" كل من، نور النبوي، كزبرة، أحمد غزي، نور إيهاب، خالد الذهبي، وغيرهم، والفيلم من تأليف إياد صالح، وإخراج رؤوف السيد.


الاتحاد
منذ 6 ساعات
- الاتحاد
نهيان بن مبارك يكرّم الفائزين بجوائز «أبوظبي للثقافة والفنون»
أبوظبي (الاتحاد) كرّم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، راعي مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، خمسة من الفائزين بجوائز المجموعة إلى جانب 22 من خريجي برنامج «القيادات الإعلامية الشابة»، أحد برامج التطوير المهني التي تنظمها المجموعة ضمن برنامجها التعليمي المجتمعي «رواق المعرفة» والذي يهدف إلى تمكين الجيل المقبل من الكفاءات الوطنية في مجال الصناعات الإبداعية، وتعزيز مساهمتهم في المشهد الثقافي والإعلامي في الدولة. مكانة الشباب قال معاليه: «يسرّنا اليوم أن نشارك في هذا الاحتفاء المشرّف بنخبة من القيادات الإعلامية والثقافية، وهي مناسبة تؤكد التزامنا الثابت بتعزيز مكانة الشباب في مختلف قطاعات التنمية، وتجسد رؤيتنا المستنيرة في الاستثمار في الإنسان باعتباره الثروة الحقيقية للوطن. ونحن إذ نكرّم هذه الكوكبة المتميزة من شبابنا، فإنما نكرّم الطموح، والجدارة، والعطاء، ونحتفي بقصص النجاح التي تروي حكاية الإمارات في سعيها المستمر نحو التقدّم والريادة». وأضاف معاليه: «إن ما نشهده اليوم هو ثمرة للنهج الراسخ الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتواصل قيادتنا الرشيدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ترسيخه، من خلال دعم المواهب الوطنية، وتهيئة البيئات الداعمة للإبداع والتميّز. إن عام 2025 الذي نحتفل فيه بقيم عام المجتمع يشكّل مناسبة مهمة لترسيخ معاني الترابط المجتمعي وتعزيز التلاحم الوطني، وخلق مساحات مستدامة للحوار والعمل المشترك، ونقل الخبرات بين الأجيال بما يحفظ الإرث الثقافي ويطوره». وتابع معاليه: «إن ما تقوم به مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون من مبادرات رائدة وشراكات استراتيجية فاعلة يسهم بشكل مباشر في تأهيل جيل جديد من الشباب الإماراتي القادر على التعبير عن الهوية الوطنية بلغة الفن والثقافة والإعلام الحديث، ويمنحهم الأدوات التي تؤهلهم ليكونوا سفراء لقيم الإمارات في المحافل الدولية. ونحن اليوم نكرّم 27 شاباً وشابة أظهروا تميزاً لافتاً في مجالات الفنون والتصميم والإعلام، ونفخر بأنهم ثمرة لبرامج التدريب والتطوير التي تفتح لهم آفاق الابتعاث والخبرة العالمية». واختتم معاليه بالقول: «نحن في دولة الإمارات ننظر إلى الثقافة والإعلام والفنون بوصفها أدوات للتنمية الإنسانية، ورسائل للسلام، ووسائل لتعزيز الهوية وبناء الجسور مع مختلف شعوب العالم». تقدير التميّز من جهتها، قالت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: «يأتي تكريم الفائزين بجائزة الإبداع والفنون البصرية والتصميم المستدام وتصميم المجوهرات من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، تجسيداً لالتزامنا بالاستثمار في الشباب وتنمية مساراتهم المهنية وتحقيق أحلامهم وطموحهم في قطاعات الصناعات الإبداعية والإعلام وتمكينهم من مواكبة التغيرات المتسارعة في مجالات الرقمنة والذكاء الاصطناعي». وأضافت: «تكريم 27 شاباً وشابةً من شباب الإمارات يأتي انسجاماً مع مبادئ وقيم عام المجتمع في التكاتف المجتمعي، وحماية التراث والاعتزاز بالثقافة والهوية، وتشجيع الابتكار والريادة، وترجمةً لإيماننا بأهمية تعزيز الابتكار وتقدير التميّز والاحتفاء بالفكر الحر المتجدد، ونتاجاً لتعاوننا الوثيق وشراكاتنا الثقافية الوطنية مع الجامعات والمراكز التعليمية عبر الإمارات».


الاتحاد
منذ 7 ساعات
- الاتحاد
قمة الإعلام العربي 2025 واستشراف المستقبل
قمة الإعلام العربي 2025 واستشراف المستقبل تُعد دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً رائداً في تطوير قطاع الإعلام، حيث تبنّت رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى ترسيخ مكانتها كمركز إعلامي عالمي. وفي ظل تسارع التحولات الرقمية، باتت صناعة الإعلام في قلب التغيرات التكنولوجية، تبحث عن التوازن بين المصداقية التقليدية والانبهار الرقمي الجديد. وفي هذا السياق، تبرز «قمة الإعلام العربي 2025» التي تحتضنها دبي، ليس كمجرد فعالية سنوية، بل كمؤشر واضح على تحولات استراتيجية تعيد رسم ملامح الإعلام العربي.تنطلق فعاليات «قمة الإعلام العربي 2025» في مركز دبي التجاري العالمي خلال الفترة من 26 إلى 28 مايو 2025، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وينظمها نادي دبي للصحافة. وتُعدّ هذه القمة من أبرز الفعاليات الإعلامية في العالم العربي؛ إذ تجمع تحت مظلتها مبادرات ومنتديات تهدف إلى تعزيز الحوار وتطوير قطاع الإعلام في المنطقة. ما يميز دورة هذا العام هو تعدد محاورها وتكامل مبادراتها. فهي لم تعد مجرد حدث سنوي يضم متحدثين وورش عمل، بل تحوّلت إلى منصة استراتيجية شاملة. وإلى جانب «منتدى الإعلام العربي» الذي يناقش قضايا الصحافة التقليدية، تتضمن القمة «المنتدى الإعلامي العربي للشباب»، و«جائزة إبداع»، التي تركز على دعم المواهب الصاعدة، بالإضافة إلى «قمة رواد التواصل الاجتماعي» التي تعكس إدراكاً متزايداً بأن الإعلام لم يعد حكراً على المؤسسات، بل بات فضاءً مفتوحاً للمؤثرين الرقميين وصنّاع المحتوى. وهذا التنوع في الفعاليات يُجسّد واقع الإعلام العربي المتعدد، ويؤكد أن تطوير هذا القطاع يتطلب انفتاحاً على أدوات التأثير الحديثة، بما يشمل الرقمنة، والشباب، والمنصات البديلة. تركز القمة في نسختها الحالية على محاور استراتيجية، أبرزها: التحول الرقمي، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة الإعلام، وتعزيز التعاون الإقليمي لتبادل الخبرات. كما تسلط الضوء على التحولات الجذرية في العمل الصحفي، بدءاً من السياسات التحريرية وصولاً إلى غرف الأخبار المدعومة بالتقنيات الذكية، مع التأكيد على أهمية تعزيز الهوية الثقافية العربية في ظل تحديات إعلامية وجيوسياسية متنامية. وتتناول القمة أيضاً الحاجة إلى تحديث أخلاقيات المهنة في ظل صعود صحافة الروبوتات والخوارزميات، لضمان التوازن بين الابتكار والمسؤولية. تبرز أهمية الإعلام بشكل خاص في أوقات الأزمات، مثل الحروب والكوارث الطبيعية والأزمات الصحية، حيث يتحول من ناقل للمعلومة إلى عنصر فاعل في تشكيل الاستجابة المجتمعية وتوجيه الرأي العام. وفي هذا الإطار، تطرح «قمة الإعلام العربي 2025» تساؤلات جوهرية حول مدى جاهزية المؤسسات الإعلامية العربية للقيام بدورها خلال الظروف الاستثنائية، من حيث الالتزام بالمصداقية، والسرعة، ومراعاة البعد الإنساني في التغطيات. كما تناقش القمة تحديات التضليل الإعلامي وانتشار الأخبار الزائفة في أوقات الفوضى، والحاجة إلى بناء منظومات إعلامية قادرة على مقاومة التلاعب المعلوماتي، مع الحفاظ على قيم المهنية والحياد. فالإعلام، في لحظات الأزمات، لا يؤدي فقط دوراً إخبارياً، بل يصبح صمام أمان مجتمعياً يُسهم في بناء الثقة وتوجيه السلوك العام نحو التضامن والوعي. هذا وتُشير التقديرات إلى أن قيمة سوق الإعلام والترفيه في الشرق الأوسط بلغت نحو 30.34 مليار دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن تتجاوز 47 مليار دولار بحلول عام 2026، بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 7.4% بين 2021 و2026. وفي هذا السياق، تعمل دولة الإمارات على تعزيز إسهامات الإعلام في اقتصادها الوطني من خلال بيئة تشريعية مرنة تواكب المستجدات التقنية، بما يدعم نمو وازدهار القطاع ويعزز من مكانة الدولة على خارطة الإعلام العالمية. تمثل «قمة الإعلام العربي 2025» فرصة فريدة لاستشراف مستقبل الإعلام في المنطقة، مع التركيز على الابتكار، والتكنولوجيا، ودعم الكفاءات الشابة. وهي تجسيد عملي لالتزام الإمارات بتطوير قطاع الإعلام، وتعزيز دوره في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ومن خلال تبنّي التقنيات الحديثة، ودعم المواهب المحلية، تسعى الدولة إلى ترسيخ مكانتها كمركز إعلامي عالمي مؤثر على الساحتين العربية والدولية. *صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.