
في معنى الدولة وجدوى الردع... من الحرب الروسية - الأوكرانية إلى العجز اليمني
هل أكون على حق حين أقول: في البدء، لم يكن السلاح، بل الفكرة، لكنّ الفكرة غالباً، حين لا تحمي نفسها، تتحوّل إلى رماد.
وعندما نبحث في التاريخ عن معنى الدولة، فإننا لا نعثر عليها في الدساتير وحدها، بل في قدرة حاملي الدساتير على صونها، وعلى ردع من يتربص بها، فكل سلطة لا تستند إلى قوة دفاعية مستنيرة، تظل في تصوري عرضة للابتلاع مهما بدت شرعيتها متماسكة.
إن العالم، كما تكشفه الحروب الحديثة، لا يُدار بالنوايا، بل بالتجهيز المادي الذي يحوّل الإرادة السياسية إلى قدرة تنفيذية، والتاريخ لا يحمي الضعفاء أياً كانت قضاياهم عادلة، فمن لا يملك القدرة على الردع، لا يملك القرار السيادي، لأنه ببساطة تابع في لعبة لا ترحم.
إن هذا العصر لا يمنح الدول حق البقاء لمجرد كونها دولاً، بل يقيس أهلية البقاء بميزان القوة العقلانية، وبالقدرة على حماية الذات من التهديد لا بمجرد استنكاره.
وهنا، في قلب هذه الجدلية الشائكة والمعقدة، يتعين علينا أن نعيد طرح السؤال الحرج: ما معنى أن تكون دولة؟ وهل يمكن لدولة ما أن تزدهر أو حتى تستمر، وهي لا تملك إستراتيجية دفاعية تُسند خطابها السياسي، ولا بنية صناعية تُترجم أمنها إلى واقع؟
وعليه، يصبح تأملنا في تجارب كبرى كالحرب الروسية الأوكرانية، أو في تحولات القوة كما تعيد السعودية رسمها، أو في دور إيران التخريبي في المنطقة، مدخلاً ضرورياً لفهم مصير اليمن المعلق بين ذاكرة الانقلاب وغياب الاستعداد، بين ما يجب أن يكون وما لم يكن.
ما من أحد في هذا العالم كان ليتوقع استمرار الحرب البشعة بين روسيا وأوكرانيا لأكثر من بضعة أسابيع أو حتى لبضعة أشهر، ولا أحد كان ليتوقع استمرار الميليشيات الحوثية في انقلابها المسلح على الدولة اليمنية أكثر من 10 أعوام.
إننا في زمن يتكشّف فيه العالم عن هشاشاته بأكثر الطرق عنفاً، لم يعد بوسع الدول أن تتوهم الأمن باعتباره مجرد حال ظرفية أو نتيجة علاقاتها الدبلوماسية، فالأمن، في جوهره، ليس وضعاً جامداً، بل قدرة دائمة على الحماية، وامتلاك لمصادر الردع، ووعي إستراتيجي بوظيفة القوة وحدود استخدامها، من لا يملك القدرة على الدفاع عن نفسه، لا يملك حق الادّعاء بوجوده كدولة، لأنه ببساطة مرشّح لأن يكون هامشاً على خريطة الآخرين.
لقد كشفت الحرب الروسية الأوكرانية هذا المعنى الفاصل بين البقاء والانهيار، فلو لم تكن أوكرانيا تمتلك مخزوناً كافياً من الأسلحة، ولو لم يُفتح لها باب الدعم الغربي المستمر، لسقطت كييف منذ الأيام الأولى، وفي المقابل، لو لم تكن روسيا تملك قاعدة صناعية عسكرية هائلة، لما استطاعت موسكو الاستمرار في حرب استنزاف مفتوحة طوال أكثر من عامين.
هنا بالضبط تكمن المعادلة، استمرار الحرب ليس قراراً سياسياً فقط، بل قدرة مادية على الإنفاق والتصنيع والصمود والصبر.
يقول وزير الدفاع البريطاني جون هيلي بصراحة لافتة "قوة الجيش لا تتحقق إلا بقدر قوة الصناعة التي تدعمه، ولذلك أعلنت المملكة المتحدة عزمها على استثمار 1.5 مليار جنيه إسترليني (نحو 2.04 مليار دولار) لبناء ستة مصانع جديدة في الأقل لإنتاج الأسلحة والمتفجرات، قبل أيام فقط من إطلاق إستراتيجيتها الدفاعية الجديدة، إنها ليست مجرد مراجعة تقنية واقعية، بل اعتراف صارم بأن العالم قد تغيّر، وأن الردع لا يقوم على النوايا الطيبة، بل على مصانع الذخيرة.
في السياق ذاته، تبرز السعودية بوصفها قوة صاعدة غير عادية على نحو واثق، تُعيد تعريف موقعها ودورها في الشرق الأوسط، ومكانتها في العالم بالضرورة، لكنها لا تفعل ذلك فقط من خلال الاستثمار في السياحة أو البنية التحتية أو التحولات الثقافية، بل من خلال بناء قدرة دفاعية وطنية تنسجم مع تطلعاتها الكبرى.
لقد أدركت السعودية، بعد عقود من الاعتماد على الشراكات الأمنية، أن الاستقلال الإستراتيجي لا يكون إلا بامتلاك أدوات الردع الذاتي، ولهذا بدأت بالاستثمار في الصناعات الدفاعية وتوطين التقنية العسكرية ورفع كفاءة القوات المسلحة، فالرخاء لا يصمد في الفراغ، والتنمية لا تزدهر في ظل تهديد دائم.
هذا التقدّم في اعتقادي يكتسب أهمية مضاعفة حين نضعه في مواجهة ما تقوم به إيران، التي تُتقن منذ أربعة عقود جعل الشرق الأوسط منطقة قابلة للاشتعال في أية لحظة وقد جعلت بعضها مشتعلة فعلاً.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عبر أذرعها المسلحة التي تزرعها في المنطقة، لا تهدف طهران فقط إلى تعزيز نفوذها، بل إلى إفراغ دول المنطقة من مضمونها السيادي وتحويلها إلى كيانات مشلولة تابعة لنفوذ القوة لا لحكم القانون، إنها إستراتيجية خبيثة تقوم على تحطيم فكرة الدولة من الداخل، من خلال قوى موازية مسلحة تعمل خارج مؤسسات الدولة، لكنها تعيش في كنفها وتلتهمها بهدوء، هل يكفي النظر إلى ما كان يحدث في غزة وبيروت ودمشق وبغداد وصنعاء لندرك حقيقة الكلام المشار إليه أعلاه؟
هنا، يتعين عليَّ أن أطرح السؤال الأكثر وجعاً في اليمن: لماذا لم يتمكن اليمنيون حتى اليوم من استعادة دولتهم من الانقلاب المسلح الذي حدث في الـ21 من سبتمبر (أيلول) 2014؟
الجواب، على رغم تشعباته السياسية والإقليمية، يبدأ من غياب إستراتيجية دفاعية وطنية واضحة تتمكن من مواجهة الانقلاب والتغلب عليه.
في الواقع وبينما كانت الميليشيات الحوثية تعيد ترتيب صفوفها وتعزز قدراتها العسكرية بمساعدة إيران، كانت الحكومة اليمنية الشرعية منشغلة بترتيبات الداخل الهشّة ومحاصصة السلطة على حساب بناء القوة، لم تكن هناك مؤسسة عسكرية موحدة ذات عقيدة دفاعية وطنية خالصة وصادقة، بل كانت هناك قوى عدة ومنفصلة ولها أهداف خاصة بها أمام جماعة دينية سلالية مسلحة صغيرة لكنها منظمة وباتت تمتلك صواريخ بالستية وطائرات مسيرة.
الدروس المستفادة من هذا السياق القاتم لا تحتمل المجاملة، لا يمكن استعادة الدولة من دون إعادة بناء مؤسسة عسكرية وطنية قوية، موحدة، محترفة، تستمد شرعيتها من الدستور لا من الولاءات الضيقة، ولا يمكن حماية السيادة من دون استثمار طويل المدى في الصناعات الدفاعية الوطنية، وربط القرار السياسي بقدرة الردع الفعلية، لا بمجرد التمنيات.
الدولة ليست إعلاناً سياسياً، بل منظومة معقدة من الفعل الدفاعي والاستعداد الدائم لحماية نفسها وحدودها في آن، و"غياب هذا الوعي الدفاعي" هو ما جعل اليمن عالقاً في حال موقتة استثنائية تتحول يوماً بعد يوم إلى ديمومة من العبث والانقسام والتيه.
في نهاية المطاف، ما يحتاج إليه اليمن ليس فقط دعماً خارجياً، بل نهضة داخلية حقيقية تعي أن السيادة تبدأ من بندقية تدافع عن الحق، ومن موازنة لا تُهدر في العبث، بل تُنفق على بناء وطن قادر على حماية ذاته، فالدولة التي لا تصنع سلاحها أو لا تعمل على توفيره، ولا تموّل أمنها، تظل دائماً آيلة للسقوط ورهينة قرار غيرها.
وفي لحظة تبدو فيها الجغرافيا مجرد مسرح للنفوذ، والتاريخ ساحة تصفية بين من يملكون ومن ينتظرون، تصبح الدولة الحقّة ليست تلك التي تُذكر في المحافل أو تتغنّى بخطب السيادة، بل التي تمتلك القدرة على أن تبقى.
البقاء في زمننا هذا لا تضمنه الشرعية المجردة، بل تحميه بنية الردع العاقلة والقدرة الصناعية القادرة والعقيدة الوطنية الصادقة التي لا تتورط في التفكك، واليمن إذا أراد الخروج من محنته عليه ألا يكتفي بتوصيف المأساة، بل أن يصوغ معادلة وجوده على نحو مختلف، وأن تكون له دولة بمفهومها الكامل، لا سلطة معلّقة على هامش الخوف، ولا جيش من ورق يواجه ناراً من حقيقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 5 ساعات
- Independent عربية
شراكة ملتبسة: لماذا كانت القطيعة بين ترمب وماسك متوقعة؟
في الظاهر، بدت العلاقة بين ترمب وماسك وكأنها تحالف مثالي متبادل. وقد ورد أن ماسك قدّم نحو 250 مليون دولار لدعم ترمب والجمهوريين في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بينما أذهلت طاقة الملياردير التقنية "المُعطّلة للنظام" ترمب، فعينه على رأس ما يسمى بـ"وزارة الكفاءة الحكومية". لكن بعد خمسة أشهر فقط، انهارت العلاقة بينهما بشكل مذهل. في وقت سابق هذا الأسبوع، هاجم ماسك، الذي تضررت شركته "تيسلا" جراء اقترانه بالرئيس، مشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي يُعد من أبرز إنجازات ترمب، واصفاً إياه بأنه "مقزز ومشين". لكن هذه كانت مجرد مقبّلات. بحلول الليلة الماضية، دعا ماسك إلى عزل ترمب، وادعى أن اسم الرئيس ورد في ملفات جيفري إبستين [كان متهماً بارتكاب جرائم جنسية خطيرة، بخاصة استغلال القاصرات والاتجار بالبشر لأغراض جنسية]، وقال إن ترمب ما كان ليفوز بالانتخابات لولا دعمه. في المقابل، اتهمه ترمب "بالجنون"، وهدد بإلغاء عقود شركاته الحكومية المقدرة بمليارات الدولارات. وجاء التصعيد بعد أيام قليلة فقط من احتفال وداعي أقيم في المكتب البيضاوي، حيث ظهر ماسك وعلى وجهه كدمة واضحة، بينما سلّمه ترمب صندوقاً بني اللون يحتوي على مفتاح ذهبي ضخم يحمل شعار البيت الأبيض، قائلاً إنه لا يمنحه إلا "لأشخاص مميزين جداً". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) لكن في أقل من أسبوع تحولت تلك الصداقة المميزة إلى عداوة وغضب متبادل، وربما كانت علاقتهما منذ البداية محكومة بهذا المصير. وكانت صحيفة "اندبندنت" أشارت هذا الأسبوع إلى أن المخاوف التي أثارها ماسك بشأن حملة الإدارة على الهجرة (حيث كان يسعى إلى استقطاب أفضل العقول العلمية من مختلف أنحاء العالم) كانت تُتجاهل باستمرار. وكان الاحتقان بينه وبين الجمهوريين يتراكم منذ أشهر. وفي تصريح لموقع "أكسيوس"، قال أحد الجمهوريين طالباً عدم الكشف عن هويته خوفاً من انتقام ماسك "كان وجوده [ماسك] مثيراً للسخرية. لم يكن لديه أدنى فكرة عما يفعله. في الحقيقة، لم نرغب به منذ البداية، وكنا ننتظر الفرصة المناسبة للتخلص منه". كما أفاد موقع "أكسيوس" بأن رئيس مجلس النواب مايك جونسون أخبر الجمهوريين في اجتماع مغلق يوم الأربعاء الماضي بأن ترمب "غاضب جداً" من ماسك. وفي مؤتمر صحافي، قال جونسون إنه يتحدث مع ترمب "عدة مرات يومياً" وإن الرئيس "غير راض عن انقلاب إيلون عليه". وأكد جمهوري آخر هذا الكلام مصرحاً لـ"أكسيوس"، "كنت أعلم إنها مسألة وقت فقط قبل أن يضيق الرجلان المتنافسان ذرعاً ويتصارعا". من جهته، قال كبير مستشاري ترمب السابق، ستيف بانون - الذي تربطه عداوة طويلة مع ماسك - إن أول شرخ في العلاقة وقع في مارس (آذار)، عندما رفض ترمب مشاركة خطط البنتاغون للهجوم الافتراضي على الصين مع الملياردير. وقال بانون لمجلة "ذا أتلانتيك" "منذ تلك اللحظة، تغير كل شيء... وكأن النار انطفأت". ويرى آخرون أن المسمار الأخير في النعش جاء عندما قرر ترمب، خلال عطلة نهاية الأسبوع، سحب ترشيح جاريد آيزاكمان - حليف ماسك والمستثمر في مشاريعه - لرئاسة وكالة "ناسا". وقال آيزاكمان، خلال مشاركته في بودكاست "آول-إن" (الرهان بكل شيء) All-In، إنه شعر بخيبة أمل عندما علم بإلغاء ترشيحه، مشيراً إلى أن توقيت القرار تزامن مع مغادرة ماسك للبيت الأبيض، وهو ما لم يكن مصادفة في رأيه. لكن هذا الادعاء قوبل بالتشكيك، إذ أشار بعض الجمهوريين إلى أن سجل آيزاكمان كمتبرع للحزب الديمقراطي قد يكون هو السبب في سحب ترشيحه. ليس مفاجئاً لمن تابعوا العلاقة بين الرجلين أن يشعر ماسك اليوم بالغضب وخيبة الأمل، إذ رأى كثيرون منذ البداية أن تصادُمَ الأنا المتضخمة لكل من الرجلين كان أمراً محتوماً. لكن التوتر بينهما يتجاوز قضايا كالهجرة والضرائب؛ فثمة من يرى أن جذور السمية في علاقتهما تعود إلى أثر الأبوة في تشكيل شخصيتيهما. بالنسبة لدونالد ترمب، فقد تشكّل تصوّره للقيادة تحت تأثير والده الصارم والمتطلب، فريد ترمب الأب، الذي غرس فيه منذ الصغر قناعة بأن العالم ينقسم إلى "رابحين- أو 'قتلة' كما كان يسميهم- وخاسرين". ويقول توني شوارتز، الذي شارك ترمب في تأليف كتاب "فن الصفقة" The Art of the Deal، إن فريد كان "رجلاً قاسياً للغاية ويفتقر إلى الحد الأدنى من الذكاء العاطفي". ويضيف "أعتقد بشدة أن علاقته بوالده تفسر كثيراً الشخصية التي أصبح عليها". أما ماري ترمب، ابنة شقيق الرئيس وأخصائية علم النفس، فتقول في كتابها "كثير للغاية ولا يكفي أبداً: كيف صنعت عائلتي أخطر رجل في العالم" Too Much and Never Enough: How My Family Created the World's Most Dangerous Man إن والدها "دمّر" دونالد بمنعه من تطوير القدرة على اختبار طيف المشاعر الإنسانية كاملاً. أما إيلون ماسك، فقد نشأ هو الآخر في بيئة قاسية، وكانت علاقته بوالده، إيرول ماسك، مليئة بالتوتر. ففي حديثه ضمن فعالية "تيد" TED عام 2022، قال بصراحة: "لم تكن طفولتي سعيدة، بل كانت قاسية إلى حدٍّ كبير". ويُقال إن والده كان يقف إلى جانب المتنمّرين الذين اعتدوا على إيلون في المدرسة، واصفاً إياه بـ"عديم القيمة"، وهو ما نفاه إيرول. وعندما قرر إيلون الانتقال إلى أميركا، قيل إن والده قال له: "ستعود خلال بضعة أشهر، لن تنجح أبداً". إن النشأة في بيئات تطغى فيها قيم السيطرة والعدوان ورفض الضعف، تترك آثاراً عميقة، لا سيما في علاقات الآباء بأبنائهم. ويقول الدكتور فرانك أوشبرغ، الطبيب النفسي الرائد وخبير الصدمات النفسية الذي أسهم في تعريف اضطراب ما بعد الصدمة "إذا تعرّض الإنسان لسوء معاملة من أحد والديه في سن مبكرة، فذلك يكون له أثر بالغ لاحقاً"، وهناك طرقٌ مختلفة لتقييم الأشخاص الذين كان لهم في نهاية المطاف تأثير قوي على العالم، سواءً للأفضل أو للأسوأ، من حيث تأثيرهم الأبوي". وأضاف أوشبرغ "لا يتطلب الأمر أن تكون عالم صواريخ- على رغم أن إيلون كذلك- لكي تدرك أن وجود والد متنمّر يمكن أن يصنع من الابن شخصاً متنمراً أيضاً وبشكل فعال". ويتابع قائلاً "وإذا كان لديك مزيج من ماسك وترمب، يمكنك أيضاً تمكين متنمرين آخرين، رجالاً ونساءً- وقد فعلوا ذلك بالفعل". وبرأي أوشبرغ لعب ترمب وماسك دوراً محورياً في تطبيع سلوك التنمر داخل ما يُفترض أن تكون أماكن لها قدسيتها، مثل مواقع العمل، وفي حالة ترمب، موقع الحكم نفسه. لكنه يضيف "مشاهدة خلافهما العلني تنال من قوتهما الأخلاقية والسياسية معاً". لقد بدا واضحاً منذ البداية أن شراكة طويلة الأمد ومتكافئة بين الرجلين كانت أمراً مستحيلاً، خصوصاً حين يتطلب أحدهما- ترمب- ولاءً مطلقاً، في حين يرفض الآخر– ماسك- أن يُقيّد، وهو المعروف بما يسميه كاتب سيرته والتر آيزاكسون بـ"طور الشيطان"، وهي حالة من التركيز والغضب الشديدين أثناء العمل. وتشير أستاذة القانون في جامعة كورنيل، سارة كريبس، إلى أنه "لا يمكن لشخصين بهذا الحجم من تضخم الأنا أن يتشاركان مركز القوة السياسية". وكان نجل الرئيس، إيريك ترمب، نفى في نوفمبر الماضي التقارير التي تحدثت عن خلافات بين والده وماسك، لافتاً إلى أن أباه "يحب ويعزّ" صاحب شركة "سبايس إكس"، ويعتبره "عبقرياً خارقاً". لكن في النهاية، ربما لم يكن هناك مفر من هذا المصير: رجلان كبرا في ظل آباء متسلطين وصعبي المراس، يسعيان لإثبات الذات، مفتونان بسلطتهما الشخصية، ويندفعان نحو الاصطدام والفوضى التي خلقاها بأيديهما. قد يبدو الشقاق بين ترمب وماسك كأنه مجرد خلاف بين مشاهير، لكنه أعمق وأكثر تأثيراً من ذلك بكثير. في الوقت الحالي، لا يزال ترمب وماسك عالقين في صراع الأنا ونحن جميعاً مجرد ركاب في هذه الرحلة الصاخبة.


شبكة عيون
منذ 7 ساعات
- شبكة عيون
عضو الاحتياطي الفيدرالي: التصنيفات السرية للبنوك الكبرى سيتم معالجتها
مباشر- كشفت ميشيل بومان ، نائبة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لشؤون الإشراف، أن البنك المركزي سوف يعالج قريبا "التناقض الغريب" بين التصنيفات السرية للبنوك الكبرى والظروف المالية للمقرضين . وقالت بومان اليوم الجمعة في تصريحات معدة سلفا لحدث مركز بساروس للأسواق المالية والسياسات في كلية ماكدونو للأعمال بجامعة جورج تاون إن بيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي تظهر أن ثلثي أكبر البنوك الأمريكية حصلت على تصنيف غير مرضي في النصف الأول من عام 2024، على الرغم من أن معظمها استوفت جميع توقعات الإشراف على رأس المال والسيولة . تابعت: "هذا التفاوت الغريب بين الوضع المالي والتصنيفات الإشرافية يتطلب مراجعة دقيقة وتعديلات مناسبة لنهجنا الحالي. ففي ظل الإطار الحالي لتصنيفات البنوك الكبرى، قد يؤدي تصنيف مكون واحد إلى اعتبار الشركة "غير جيدة الإدارة"، مما أدى إلى تفاقم التفاوت بين الوضع المالي الجيد والوضع المالي الجيد ". قالت بومان إن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيقترح تعديلات على إطار تصنيف البنوك الكبيرة. وأضافت أن هذه التعديلات "ستُصمم لتؤدي إلى نهج أكثر عقلانية لتحديد مدى كفاءة إدارة الشركة، دون التركيز بشكل غير متناسب على عنصر واحد من عناصر الإطار لشركة أثبتت مرونتها في ظل مجموعة من الظروف والضغوط ". أكد مجلس الشيوخ الأمريكي في وقت سابق من هذا الأسبوع تعيين بومان نائبةً لرئيس هيئة الإشراف، وكان من المتوقع أن تؤدي اليمين الدستورية قريبًا. ويشير صعودها الوشيك إلى تحوّل نحو تخفيف القيود التنظيمية في عهد الرئيس دونالد ترامب . بومان، وهي مصرفية من الجيل الخامس وتنتمي للحزب الجمهوري، شددت على ضرورة وجود رقابة أكثر "دقة" على المُقرضين . ومن المتوقع على نطاق واسع أن تتمتع بعلاقة أوثق مع القطاع المصرفي مقارنةً بعلاقة سلفها، مايكل بار ، الذي سعى إلى تشديد القواعد المصرفية. استقال بار من منصبه في فبراير، مع بقائه حاكمًا، لتجنب نزاع قانوني محتمل مع إدارة ترامب . تعهدت بومان بالفعل بتعزيز مسار الابتكار في النظام المصرفي وزيادة شفافية الرقابة والمساءلة. وانتقدت أوجه القصور في الرقابة المصرفية، وقالت إن الإطار التنظيمي أصبح معقدًا للغاية . انتقدت بومان خطةً تُلزم أكبر البنوك المُقرضة في البلاد برفع رأس مالها بشكلٍ كبيرٍ تحسبًا للخسائر المُحتملة والأزمة المالية. وكان من المُتوقع على نطاقٍ واسع أن يُؤيد بومان تخفيف متطلبات رأس مال البنوك المُقترح بشكلٍ كبير، والذي كُشف عنه أولًا عام ٢٠٢٣. وكانت الخطة الأصلية ستُرفع متطلبات رأس مال أكبر البنوك الأمريكية بنسبة ١٩٪. وقد تراجع الاحتياطي الفيدرالي عنها بعد مُعارضةٍ شديدةٍ من قِبَل القطاع المصرفي . وقالت أيضًا إنها تعمل مع جهات تنظيمية أخرى تابعة لترامب بشأن التغييرات المحتملة لقاعدة أخرى لرأس المال - ما يسمى بنسبة الرفع المالي التكميلية - والتي قيدت تداول البنوك في سوق سندات الخزانة الأمريكية البالغة 29 تريليون دولار. تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا ترشيحات فرنسا: على أوروبا الرد بشكل موحد على رسوم ترامب الجمركية وزير المالية الألماني: روسيا لن تعود لمجموعة السبع رهان بافيت يثير ارتفاعًا بأسهم شركات التداول اليابانية مخاطر النمو ببريطانيا تضع مستثمري السندات في حالة تأهب قصوى وزراء مالية مجموعة السبع يبحثون التجارة العالمية والنمو الاقتصادي الطاقة الدولية تخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط Page 2 الاثنين 02 يونيو 2025 08:19 مساءً Page 3


شبكة عيون
منذ 7 ساعات
- شبكة عيون
وسيط إسرائيلي أمريكي يبيع ديون بـ5 مليارات دولار خلال حرب.غزة
مباشر- تمكنت إسرائيل من جمع مبلغ قياسي قدره خمسة مليارات دولار من خلال شركة الوساطة المالية الإسرائيلية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها ، منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة، وهو ما عزز قدرتها على تمويل الصراع المستمر منذ عشرين شهرا . ويزيد هذا المبلغ عن ضعف المبلغ الذي جمعته المنظمة في فترات زمنية مماثلة قبل العدوان الصهيوني على غزة في 2023 وانتشرت لتشمل معارك مع مجموعات أخرى مدعومة من إيران . قال داني نافيه، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة سندات إسرائيل: "غيّر السابع من أكتوبر كل شيء. لكن ما تلا ذلك كان استثنائيًا بكل المقاييس. هذه الـ 5 مليارات دولار ليست مجرد رأس مال، بل هي تصويت عالمي بالثقة في الاقتصاد الإسرائيلي". تبيع شركة "إسرائيل بوندز"، التي تم تسجيلها في الولايات المتحدة منذ عام 1951 وهي شركة منفصلة ولكنها تابعة لوزارة المالية الإسرائيلية، السندات للأفراد والمستثمرين المؤسسيين في الولايات المتحدة وبحجم أقل في كندا وأوروبا . تبيع هذه الشركة أدواتٍ ماليةً شبيهةً بأدوات البيع بالتجزئة، لا يوجد لها سوقٌ ثانوي، أي أنها غير قابلةٍ للتداول. تُباع هذه الأدوات بأسماءٍ مثل "مازل توف" و"مكابي"، بآجال استحقاقٍ تتراوح بين سنةٍ وخمس عشرة سنة، وعوائدٍ تتراوح بين 4.86% و5.44% للسندات ذات الخمس سنوات. ويمكن شراؤها بفئاتٍ تبدأ من 36 دولارًا أمريكيًا . أرهقت الحرب المالية العامة لإسرائيل، واقترضت حكومة رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مبلغًا قياسيًا بلغ 278.4 مليار شيكل (75.9 مليار دولار) العام الماضي. وصرحت يالي روتنبرغ ، المحاسبة العامة في وزارة المالية والمسؤولة عن إدارة الدين السيادي الإسرائيلي، لوكالة بلومبرغ في وقت سابق من هذا العام بأن احتياجات البلاد ستبلغ حوالي 200 مليار شيكل بحلول عام 2025 . تُجري إسرائيل معظم اقتراضها من سوق السندات المحلية، حيث يُحرك الطلب مستثمرون مؤسسيون ذوو موارد مالية ضخمة. في العام الماضي، استحوذت على 80% من إجمالي الإقراض، بينما جاء الباقي من الأسواق الدولية، والاكتتابات الخاصة، ومبيعات السندات الإسرائيلية . ذكر نافيه إن أكبر المستثمرين الأمريكيين هم الحكومات المحلية على مستوى الولايات والمقاطعات والمدن، وتشمل نيويورك وتكساس وأوهايو وإلينوي. أما المستثمر الأكبر فهو مقاطعة بالم بيتش في فلوريدا، التي تمتلك سندات سيادية إسرائيلية بقيمة 700 مليون دولار . قال نافيه: "إنه نهجٌ ثنائي الحزبية. فهم يستثمرون في السندات الإسرائيلية لأنهم يحصلون على عائدٍ قويٍّ وثابتٍ على استثماراتهم، وفي الوقت نفسه، إنها طريقةٌ رائعةٌ لهم للتعبير عن دعمهم ". تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا ترشيحات فرنسا: على أوروبا الرد بشكل موحد على رسوم ترامب الجمركية وزير المالية الألماني: روسيا لن تعود لمجموعة السبع رهان بافيت يثير ارتفاعًا بأسهم شركات التداول اليابانية مخاطر النمو ببريطانيا تضع مستثمري السندات في حالة تأهب قصوى وزراء مالية مجموعة السبع يبحثون التجارة العالمية والنمو الاقتصادي الطاقة الدولية تخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط Page 2 الاثنين 02 يونيو 2025 08:19 مساءً Page 3