وجوه جديدة..تسريبات عن التشكيل الوزاري الجديد في الحكومة السودانية
من المتوقع إعلانها في وقت قريب.
كشفت تقارير صحافية اليوم الثلاثاء، تسريبات عن التشكيل الوزاري الجديد في الحكومة السودانية المدنية التي يرأسها كامل إدريس.
وبحسب مصادر متعددة تحدثت ووفقًا للجزيرة نت، فإن رئيس الوزراء سيطرح قريبا رؤيته الجديدة في اختيار الوزراء والتي تقوم على الكفاءة والنزاهة والحيادية، وشعارها "التقشف في كل التفاصيل".
ووفقا لمصادر ذات اطلاع ومقربة من رئيس الوزراء، فإن أسباب تأخير الإعلان يعود لعدد من الأسباب أولها إصرار إدريس على وضع معايير وأسس لشاغلي المناصب الوزارية من حيث الكفاءة والحيادية والمؤهلات العلمية، وكذلك إصراره على أن تكون الحكومة ذات تمثيل واسع النطاق للمجتمع السوداني، في حين تكمن العقدة الثالثة في إصرار حركات الكفاح المسلح على الاحتفاظ بحصتها وبالمقاعد ذاتها في التشكيل الوزاري القادم.
وطبقا لمصادر، فإن إدريس كان قد أعدّ هيكلا وزاريا من 18 حقيبة وعدد من المجالس والمفوضيات، والهيكل المقترح تم التشاور عليه في اجتماع مشترك وموسع ضم الفريق البرهان وإدريس وعددا من أعضاء مجلس السيادة ونال موافقة الحضور وكان ذلك قبل اختيار إدريس بشكل رسمي والذي تم في 19 من الشهر الماضي.
وجوه جديدة في الحكومة
يصرّ إدريس على أن تكون حكومته الجديدة في عمومها من الشباب مع وجود فاعل للمرأة. وحسب مصادر مطلعة، سيتقلد أحد جرحى العمليات العسكرية وأحد قادة مجموعة "غاضبون"، وهي مجموعة من غير شباب الإسلاميين، حقيبة وزارية. كما ارتفعت حظوظ الشاب المسيحي القبطي جرجس روح الذي يعتبر أحد أبرز الوجوه التي شاركت طوعا في المعارك ضد الدعم السريع من طائفة المسيحيين الأقباط.
وفي وزارة الخارجية تحتدم المنافسة بين الوزير المعين حديثا عمر صديق سفير السودان السابق بالصين وعضو الوفد السوداني في مفاوضات جدة ، والذي بجانب خبرته الدبلوماسية يحظى بثقة الرئيس البرهان كما أنه له علاقة وطيدة برئيس الوزراء الجديد، وأحد العوامل التي تقوّي من حظوظ صديق هي أبرز نقاط ضعفه كونه كان وزيرا سابقا وإن عمل لأيام معدودات.
المرشح الثاني لوزارة الخارجية هو نائب وكيل الوزارة السفير إدريس فرج الله، هذا السفير حظوظه وافرة بجانب أنه عمل في محطات مهمة مثل نيويورك التي شغل فيها نائب رئيس البعثة السودانية في أوج أزمات السودان. ومصدر قوة فرج الله هو إتقانه 3 لغات مثل كامل إدريس الذي يجيد 4 لغات، وفرج الله عمل كذلك في غرب أفريقيا وهذه المنطقة تشكل تحديات كبيرة للأمن الوطني في السودان حيث ارتبطت بظاهرة الإمداد البشري لقوات الدعم السريع. لكن البطاقة الرابحة عند فرج الله هي تمثيله لمنطقة جبال النوبة التي تشهد حربا يسعى كامل إدريس إلى إخمادها بنزع أحد المسببات وهو الإحساس بالظلم.
وتحظى منطقة شرق السودان باهتمام رئيس الوزراء الجديد حيث تربطه علاقة جيدة بقادتها ورموزها المجتمعية. وطبقا لمصادر الجزيرة نت، فإن إدريس يدرس ملفات شخصيات من شرق السودان لإسناد منصب وزير الصحة إلى أحدهم. وأبرز المرشحين لهذا المنصب هو الدكتور أوشيك سيدي أبو عائشة اختصاصي المخ الشهير والأستاذ السابق بكلية الطب في جامعة الخرطوم ، وأبو عائشة يستند في ذلك إلى خبرته في التعامل مع المنظمات الدولية.
أما المرشح الثاني فهو البروفيسور محمد الأمين أحمد مدير جامعة النيلين الأسبق وأحد المقربين لناظر قبيلة الهدندوة محمد الأمين ترك صاحب التأثير الكبير في الإقليم الشرقي، وللبروفيسور الأمين ميزة تشكل نقطة ضعف في الوقت ذاته وهي أن له صلات سابقة بالإسلاميين فقد عيّن مديرا لجامعة النيلين التي حدثت لها طفرة في عهده قبل أن يقصى من منصبه إثر خلافات مع طه عثمان مدير مكاتب الرئيس المعزول عمر البشير.
ويطل اسم خالد الأعيسر باعتباره من أبرز الشخصيات التي ضمنت دورا في حكومة كامل إدريس المقبلة، فالأعيسر المقرب من العسكريين ومن كامل إدريس ربما لن يعود وزيرا للإعلام حيث برز اسم سامية الهادي في المنصب ذاته كونها تضيف وزن "الجندر" إلى الحكومة الجديدة كما أنها مهنية من الطراز الأول وتشغل الآن منصب وكيل وزارة الإعلام وليست مثيرة للجدل مثل الأعيسر الذي ربما يكلف بملف المستشار الإعلامي أو أي ملف آخر يمنحه حرية الحركة لخدمة الحكومة الجديدة.
ولا تستبعد مصادر أن يكون للفريق المتقاعد عبد الرحمن الصادق دور في حكومة إدريس المرتقبة خارج أروقة مجلس الوزراء، والدور ذاته ينتظر نبيل أديب الذي كان مقربا من تحالف الحرية والتغيير حيث ترأس اللجنة القانونية ولجنة التحقيق في كشف الجهة المسؤولة عن فض اعتصام القيادة العامة، والتي لم تظهر نتائجها حتى اليوم.
وقد فكر إدريس في تعيين نبيل أديب في منصب وزير العدل، إلا أن نصائح من مقربين جعلته يتراجع، ومن بين الانتقادات التي وجّهت لنبيل آراؤه المتكررة والسالبة حول الوثيقة الدستورية وكذلك صراحته الزائدة.
خلاف مع حركات الكفاح المسلح
وحول بروز خلافات بين إدريس والحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، أكد مصدر مطلع ومقرب من كامل إدريس أن لا خلافات جوهرية مع حركات الكفاح المسلح والتي خصّها رئيس الوزراء بالذكر في خطابه للشعب السوداني ونوّه بدورها الوطني. وأضاف المصدر أن هنالك بعض التباعد في وجهات النظر مع حركة العدل والمساواة إذ يسعى رئيس الوزراء للاستفادة من جهود رئيسها جبريل إبراهيم في موقع متقدم في مجلس الوزراء.
لكن مصادر في حركة العدل والمساواة أكدت للجزيرة أن الخلافات تتركز في اتجاه كامل إدريس لعدم التقيد باتفاق السلام المبرم في أكتوبر2020 والذي حدد تفاصيل تقاسم السلطة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سودارس
منذ 44 دقائق
- سودارس
من خلال تسريبات (الجزيرة) : حكومة إدريس وعقدة الاسلاميين
طالعت تقريرين للجزيرة نت عن تشكيل حكومة دكتور كامل ادريس ، نشر الاول فى 4 يونيو 2025م ، ونشر الثاني فى 17 يونيو 2025م ، وبينما أعتمد التقرير الأول الذي اعده الزميل النور أحمد النور على سرد عمومي مع بعض التفاصيل ، فإن الأخير المنشور تحت عنوان (تسريبات التشكيل الوزاري) جاء أكثر تفصيلاً ومختلف بكلياته عن الأول من حيث الأفكار والأسماء ولم ينشر اسم محرر التقرير ، وعلى كل فإن التقرير يشير إلى إكتمال (المشاورات حول الاسماء والخيارات).. ولكن المثير فى التقرير الأخير ، تكرار الإشارة – دوماً- للإسلاميين ، بإعتبارهم عنصراً غير مرغوب فيه ، بل هناك نية مبيتة لإبعادهم ، فكل انتماء لهم يعتبر نقطة ضعف ، وإليكم هذه الفقرات : – ويتوقع (أن يتولى أحد جرحى العمليات العسكرية منصب وزاري ، من مجموعة (غاضبون) وليس من شباب الاسلاميين) هكذا وردت فى التقرير.. – (وتم ترشيح دكتور محمد الأمين احمد المقرب من الناظر محمد الأمين ترك ، ولكن نقطة ضعفه هو قربه من الاسلاميين) ، مجرد القرب كاف لأن يكون سبباً للإبعاد.. – وكذلك بخصوص ترشيح السفير عمر صديق للخارجية ، لكن نقطة ضعفه (هو مشاركته فى النظام السابق وإن كان لفترة قصيرة).. – فهل من بين معايير وزراء حكومة دكتور كامل ادريس ألا يكون الشخص (إسلامياً)..؟ – ما هو السبب الذي يمنح (غاضبون) وزارة ويحرمها من الآخرين ، هل لمجرد أن هذا (اسلامي) سبب كاف لحرمانه من حق المشاركة فى البناء الوطني والإعمار.. – هل يمنح الحق من كان يهتف حتى أوان قريب (ضد العسكر) ، ويتم حرمان من قاتل ودافع عن وطنه وارضه وعرضه ، لا أرى مانعاً من مشاركة أى فصيل سياسي دون ان يكون ذلك خصماً ، على طرف آخر أو مكايدة له.. – هذه التسريبات ، إشارة سالبة فى رأى ، ومؤشر إلى أن حكومة دكتور كامل ادريس (لا تستند إلى معايير الشفافية والكفاءة) ، وإنما تبنى خياراتها وإختياراتها على ضغينة سياسية واجندة ليست محل اجماع.. وإنما ربما طرف ما يريد إرسال رسالة سياسية وتحميل التشكيل الوزاري حمولات سياسية دون سبب معتبر سوى مخاوف وتردد ظل ملازماً للمشهد السياسي منذ اكتوبر 2021م ، وسيبقى السؤال وارداً: هل هذا التشكيل الوزاري نابع من إرادة سودانية حرة ام أنه نتاج حالة (هزيمة نفسية) من ردة فعل أطراف خارجية ؟.. ولهذا السبب يتكرر تلك الإشارة (ونقطة الضعف).. – وهل منح العسكر تفويضاً للدكتور كامل ادريس فى الفضاء العام ، ثم سحبوه منه وراء الكواليس ؟ .. – لقد رحبت غالب شرائح المجتمع وقواه السياسية والمجتمعية بتعيين دكتور كامل ادريس ، وذلك لأسباب كثيرة نشير إلى إثنين منها بما يتفق مع تحليلنا هذا : – أولا : ضرورة تحقيق انتقال سياسي وتشكيل حكومة لسد الفراغ التنفيذي وادارة دولاب العمل من خلال عناصر ذات كفاءة وإستقلالية.. وخاصة البلاد فى ظرف استثنائي حرج لا يحتمل الخلافات والتنازع.. – وثانياً: لتجاوز حالة التجاذبات والاستقطاب الحزبي ، واختيار شخصية بعيدة عن المشاحنات السياسية بما يعزز وحدة الصف الوطني وتماسك المجتمع .. – وهذا التشكيل الوزاري ومن خلال تسريباته استغرق فى (وحل) التقسيمات السياسية بالتقريب والإبعاد ، ومع أن الاسلاميين لم يطالبوا بالمشاركة فى السلطة ولم يطلبوا لمواقفهم الوطنية ثمن فإن هذا المنهج المتحيز لا يعبر عن مطلوبات المرحلة القادمة وهو أمر ينبغي تجنبه ، ليس بالضرورة مشاركة فى السلطة وإنما على الأقل تجنب هذا الفرز السياسي البغيض. – حفظ الله البلاد والعباد.. د.ابراهيم الصديق علي 18 يونيو 2025م script type="text/javascript"="async" src=" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة

سودارس
منذ 44 دقائق
- سودارس
عصام البشير: عيدية خاصة للكيزان والبرهان..!
د. مرتضى الغالي خرج علينا د.عصام أحمد البشير في (ثياب الواعظينا) في تسجيل "مخدوم" وهو يعلن انضمامه إلى (الزفة الكدّابة) التي تتحدث عن الانتصارات والناس يموتون بالمئات.. وهم وأبناؤهم مشردون نازحون لاجئون في (الصقيعة والفرناغة) وبامتداد المنافي والفيافي؛ والبلاد تزداد "تدميراً على تدمير" والأطفال والتلاميذ والصبيان والصبايا خارج دور التعليم.. وأهل السلطة المُغتصَبة لاهون بتوزيع المناصب.. أما تقديم الخدمات وتأمين المواطنين فهم في شغل عن ذلك (فاكهون)..! لا بد أن تسجيل الشيخ عصام البشير هذا هو من (مطلوبات أولياء النعمة) فهم يلاحقون كل من تقلّب في بحبوحة مناصبهم وثرواتهم المنهوبة ويطالبونه ب(رد الثمن) مناصرة وتأييداً وتهليلاً بكل ما يجترفونه في حق الله وحق الوطن..! أين هذا الانتصار الذي يهلل له الشيخ (حلو اللسان) فنحن لا نراه..؟! لقد سكت الشيخ عصام البشير عن طامة جماعته ومليشياتهم في ميدان الاعتصام والقتل وعن السحل (غير المألوف) الذي جري فيه؛ وسكت عن الانقلاب على الشرعية؛ وعلى الانتهاكات الفظيعة للقانون وحقوق الناس؛ وسكت على القصف وتهديم البيوت على رءوس ساكنيها؛ وقبل ذلك سكت عن الإعدامات الجزافية؛ وعن مذبحة الشباب الدموية في سبتمبر 2013 وعن مذابح كجبار وبورتسودان والمناصير.. فما بال الشيخ العلامة يتنكر لكل ما كان يصدع به رؤوس العباد عن حرمة دماء الناس وأموالهم وإعراضهم.. وعن الشورى والدولة المدنية و(صحيفة المدينة) وعن العدالة والرأي الآخر.. وعن إسناد الولاية للعدول: (هل جبريل إبراهيم والفاتح طيفور ومصطفى طمبور من العدول)..؟! هل يريد الشيخ فقط أن يكون من بين الدعاة (المتفيقهون المتشدّقون) الذين يقولون ما لا يفعلون والذين حذّر الأثر الشريف منهم.. وأبانت خبرة الناس عنهم أن احدهم (يعطيك من طرف اللسان حلاوة ) ويروغ منك كما يروغ (ابن أوى)..؟! لم يذكر الشيخ عصام البشير على طول تسجيله بالأمس الذي يزف فيه للشعب السوداني الانتصارات التي حققها البراءون والأشاوس على الشعب؛ ولم يذكر ولو مرة واحدة (الكوليرا) أو الجوع أو التشرّد أو الموت الأحمر أو حيرة المرضى أو انعدام القوت والدواء والمحاليل ولبن الأطفال.. أو عن دمار الوطن أو فراغ المشافي أو (الدفن خارج المقابر).. فماله ولهذه الكلمات الخشنة التي قد تشرخ (اللهاة الناعمة)..! لماذا سكت الشيخ عصام البشير عن استنفار الأطفال وأبناء المساكين وهم صفر اليدين والزج بهم في هذه الحرب العبثية الفاجرة التي يهلل لانتصاراتها.. وهو يعلم أن (أبناء الذوات الكيزانية) يمرحون في حفلات التعارف وعقد القران وختان الأنجال ويرقصون في (الليالي المخملية) في دبي والدوحة واسطنبول وكوالالامبور.. ويواصلون تعليمهم في جامعات بريطانيا وأمريكا وفرنسا وسويسرا.. ألا يعلم الشيخ ذلك..؟! أعطني يا رجل اسم (ابن واحد) من أبناء قادة "سجم" الإنقاذ أو حركتهم الضالة المُضلّة و"رمادها" تمّ استنفاره في مهزلة هذه الحرب اللعينة عارياً حافياً..! فلنحذر جميعاً من الوقوع في حفرة النفاق فمن آيات المنافق انه إذا وعد بأداء الحقوق أخلف، وإذا حدّث كذب على الناس و(دلّس) وإذا اؤتمن على أمانة العلم وإبراء الذمّة (نكص وتملّص)..! الجنرال (بيتان) كان أيضاً يتحدث عن حرية فرنسا وانتصاراتها وهو يرأس "حكومة فيشي" تحت الاحتلال النازي لبلاده.. فكان مصيره أنه ذهب بنفسه لمزبلة التاريخ ولم يترك ذلك للزمن..!! عاشت ثورة ديسمبر الغراء وعاشت ذكرى شهدائها الأبرار.... الله لا كسّبكم...!

سودارس
منذ 44 دقائق
- سودارس
بيان الشيوعي: عقد إذعان معلن للحركة الإسلامية!
ما من محنة أكبر من تلك التي ترزح تحتها قيادة الحزب الشيوعي الحالية، المتورطة لحد النخاع في تحالف مُربك ومُخجل، مع قتلة الحركة الإسلامية، وزعيمها "علي كرتي". كون خطاب الشيوعيين اليوم، لم يعد يصلح حتى لإقناع طفل، بأن الحزب لم يعد سوى واجهة للحركة الإسلامية. وكما يقول الفرنجة فإنه "إذا كانت تشبه البطة، وتصدر أصوات مثل صوت البطة وتتحرك كما تتحرك البطة فهي بطة"، لكن شيوعيين 2025، يصرون على تسمية ما تراه العين، بغير ما اعتاد الناس على تسميته، وحسب المرء من التلبيس أن يغالط في ما هو بادٍ للعيان، لا يستره عن أعين الناس شجر ولا حجر. يريد شيوعيين 2025 أن يقولوا أننا نقول ما تقول الحركة الإسلامية، ونساند من يساندها، ونعادي من يعاديها. نثمن سياساتها، وندعم جيشها بكل ما أوتينا من قوة، ونخون من يقف في طريقها. ومن قبيل الصدفة أننا لا نتعرض للاعتقال والاغتيالات والملاحقة في مناطق سيطرة الجيش – دوناً عن غيرنا – منذ اندلاع الحرب وحتى دخولها عامها الثالث، ونحن مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ومن يرش ملالي إيران بالماء سنرشه بالدم، لكننا ومع كل ذلك لسنا حركة إسلامية، ولا نمت لها بصلة سوى أننا – ومن قبيل الصدفة البحتة أيضاً – نخدم برنامجها، ونقف على تنفيذها آناء الليل وأطراف النهار. ويتوقع الشيوعيون من السودانيين أن يلقوا بالاً لمثل هذا الحديث الذي عادة ما يقولون بعد الفراغ من سماعه: "دا ما عندو حديث". وليت هؤلاء تركوا السودانيين إذ تركوهم، و"رموا طوبتهم" بعد أن باتوا كائنات مجهرية لا ترى بالعين المجردة ككيان حزبي. لكنهم – وللغرابة – ما زالوا يصرون على أداء دورهم كواجهة للحركة الإسلامية مع إصرار مماثل على إنكار هذه الحقيقة! لا زالوا يدبجون البيانات التي تخدم اللحى الزيف والدواعش قتلة أطفال السودان، على أمل أن تنتهي مثل هذه الخدعة المجربة – والتي قتلت تكراراً وإعادة – بغير ما انتهت عليه في مرات سابقات، وهو عين الغباء. لكن عذرهم إن كان لهم عذر هو أنهم لا يملكون خياراً آخر، حتى بعد أن انكشف أمرهم، وسقطت ورقة التوت التي كانت تستر عورة ما هم والغون فيه من خيانة، أخزاهم الله. والأربعاء الماضي يصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني بياناً "مخنثاً"، يرفض فيه العقوبات الأمريكية على دواعش بورتسودان نتيجة استخدامهم السلاح الكيميائي الذي راح ضحيته العشرات من السودانيين في أمدرمان وقبلها في الهلالية! وعلى الرغم من خدعة الكوليرا التي اكتشفها الناس بعد أن مات بعض من غسلوا المتوفين المصابين بالسلاح الكيميائي بعد أربعة وعشرين ساعة من غسلهم في أمدرمان "الصالحة"، تحت سمع وبصر هذا الحزب الشيوعوكوز وقيادته الحالية. لكن كانت ردة فعل الشيوعيين أن رفعوا شعار "لا للتدخل الامريكي"، ولم ييأسوا من محاولة إقناع الناس – مرة أخرى – بأن وقوفهم في وجه العدالة الدولية وعرقلتها بكل ما في وسعهم لصالح إخوان الشياطين، هو التعريف الأسمى للوطنية، ويقسمون مع ذلك، أنهم ليسوا مجرد واجهة أخرى للتنظيم الإرهابي. وفي تبريره لوقوفه مع إخوان الشياطين جاء في بيان الشيوعي: "العقوبات الاميريكية المفروضة ليست من اجل مصلحة الشعب السوداني بأي حال، فهي في اهدافها القريبة والبعيدة تخدم مصالح القوى التي فرضتها، فالادارة الاميريكية تستخدم هذه العقوبات كأداة ضغط و ابتزاز للنظام القائم لتركيعه ثم فرض شروطها عليه و هو في اضعف حالاته". وهنا لا تملك سوى أن تسأل نفسك: "لماذا يخشى شيوعيين 2025 من تركيع النظام الإخواني في بورتسودان؟ لماذا يخافون من أن تقوم أي جهة دولية بالضغط عليه، وجعله يدفع ثمن جريمة ارتكبها بالفعل، وهي استخدام سلاح كيميائي ضد مدنيين عزل كان الحزب الشيوعي وعلى علاته يدعي – زوراً – ولسنوات الانحياز إليهم؟ فلا تجد جواباً، بل هي قيادة الحزب تجتهد في إقناع من يسمونهم ب"الجماهير"، أن سبب رُعب الحزب من فكرة الضغط على الحركة الإسلامية أو ابتزازها بجرائمها أو محاولة تركيعها، هو خشيته من غول يسمى "الهبوط الناعم"! أي بعبارة أخرى يقول الشيوعيون: "إياكم ومحاولة الضغط على الكيزان أو ابتزازهم أو محاولة تركيعهم وهم في أضعف حالاتهم من قبل قوى عظمى تستطيع أن تقضي عليهم بالكامل، لأن ذلك يمكن أن يؤدي للهبوط الناعم، الذي يعني عودة الإسلاميين للسلطة، التي هم موجودين على سدتها بالفعل"! ما من أحد يرجو خيراً من غواصات الحركة الإسلامية هؤلاء في قيادة الحزب الشيوعي الحالية، ولا ينتظر منهم أن يكونوا حزباً على قدر المسؤولية بعد أن فاحت رائحة فيديوهاتهم المخزية التي جندوا بموجبها لجهاز الأمني الإخواني، لكن من يهمس في أذنهم بأنه وبما أن المسرح احترق فليست هناك جدوى من مواصلة التمثيل. ألا لعنة الله على المنافقين.