logo
تزويج طفلة بشيخ 63 سنة.. جريمة متكاملة لقتل البراءة

تزويج طفلة بشيخ 63 سنة.. جريمة متكاملة لقتل البراءة

الدستور٠٣-٠٤-٢٠٢٥

هند جاد
لم أصدق ما قرأته من اعجاب شيخ مسن يبلغ 63 سنة بطفلة عمرها 13 سنة، كان يحفظها القرآن الكريم، وتردد وراءه ببراءة وخشوع فى كتاب القرية.. ليقرر طلبها للزواج. ولم ينقذها سوى اتصال من مجهول لوحدة حماية الطفل بمحافظة قنا، وهو ما أنقذها من مستقبل أسود غامض. ولم تكن مجرد شائعة أو تأويل.
جريمة مكتملة الأركان، لا تعكس فقط انتهاكًا صريحًا لحقوق تلك الطفلة المسكينة، بل وتمثل أيضًا نموذجًا صارخًا لكل أشكال الاستغلال والانتهاك النفسى والاجتماعى والجسدى الذى تتعرض له فتيات صغيرات السن، ويصنفهم القانون باعتبارهم قاصرات. وهى جريمة تشكل أحد أكبر المخاطر التى تهدد حقوق الفتيات والمجتمع كله.
ما أعرفه أن الطفولة.. تمثل مرحلة البراءة والتعلم والاكتشاف واكتساب الخبرات، وليست مرحلة للقهر والاستعباد والانتهاك تحت اسم الزواج. ان زواج طفلة لم تتجاوز 13 سنة، لا يعنى حرمانها من حقها فى النمو النفسى والجسدى والاجتماعى الطبيعى فقط، بل يعد سرقة لطفولتها وانتهاك لإنسانيتها التى هى فى طور التكوين والتشكيل. ويكون السؤال: كيف يمكن لهذه الطفلة المجبرة تحت الضغوط الاجتماعية من فقر وأعراف اجتماعية وتقاليد بالية وموروثات بغلاف دينى يتم تأويلها لصالح العقلية الذكورية.. أن تتحمل مسئولية زوج وأطفال وبيت، وهى من الأصل تحتاج إلى من يرعاها؟! مجرد قاصر لا تعرف معنى العلاقة الزوجية ومسئولياتها الجسيمة، وليس لديها القدرة على اتخاذ قرارات مصيرية تمس حياتها.
الأمل الحقيقى فى قانون حقوق الطفل الواضحة والصريحة، حيث يحظر زواج القاصرات، ويشترط ألا يقل سن الزواج عن 18 سنة. وعلى الرغم من وجود هذه التشريعات، غير أن الواقع يؤكد أن هناك ممارسات مثل زواج الفتيات الصغيرات لا تزال قائمة سواء من خلال الزواج العرفى أو بالتحايل على القانون بتأجيل توثيق الزواج لحين بلوغ الفتاة السن القانونية. أنه انتهاك صارخ، يفضح ثغرات فى منظومة الحماية القانونية، ويؤكد حاجتنا الملحة لتشديد العقوبات ضد من يرتكبون هذه الجرائم، سواء كانوا عائلات تلك الفتيات أو رجال الدين الذين يقومون بمثل هذه الزيجات ويوافقون عليها، أو حتى الوسطاء الذين يسهلون إتمامها.
ما زلت مصممة على وصف زواج الفتاة الطفلة القاصر، أنه تقنين للعبودية حيث يتم سلب حياتها وحريتها وارادتها ليتم فرض أسلوب حياة لا تعرف عنه شيء أو تعلم ما ينتظرها من مستقبل أسود، تتحمله وحدها مدى الحياة بدون أن تختاره. والمعتاد أن يكون هذا الزواج هو نوع من الصفقة للطمع فى المال، أو استغلالها وتسليعها بشكل بشع، أو للتخلص من مسئولية الفتاة داخل الأسرة باعتبارها عار يجب التخلى عن مسئوليته بتزويجها أيًا كان سنها أو مصيرها أو مستقبلها.
نعلم جميعًا ونسكت على ما يعرف بزواج الفتيات الصغيرات، وهو زواج قديم متجذر فى الكثير من المحافظات والقرى، وللأسف يتم الترويج له باعتباره حماية للفتاة الطفلة من الانحراف أو ضمانًا وهميًا للحفاظ على مستقبلها، ولذا فهو زواج غير رسمى وغير موثق وغير قانونى.. يكتفى القائمين على تلك الجريمة بقراءة الفتحة بين عائلات الزوج والطفلة القاصر بدون وجود مأذون أو أى أوراق ثبوتية.
نقطة ومن أول الصبر..
زواج الفتاة القاصر.. يحرمها من طفولتها وتعليمها، وتدفعها إلى حياة جديدة تفوق قدرتها النفسية والجسدية، وتكون النتيجة عدم توثيق الأطفال الناتجين عن تلك الجريمة وعدم وجود إطار قانونى أو اجتماعى له.
زواج الفتيات القاصرات هو شكل جديد للعبودية.. أخطر جريمة ضد الإنسانية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما حكم بيع واستعمال سجاد الصلاة المكتوب عليه لفظ الجلالة؟.. الإفتاء توضح
ما حكم بيع واستعمال سجاد الصلاة المكتوب عليه لفظ الجلالة؟.. الإفتاء توضح

مصراوي

timeمنذ 2 أيام

  • مصراوي

ما حكم بيع واستعمال سجاد الصلاة المكتوب عليه لفظ الجلالة؟.. الإفتاء توضح

ما حكم بيع سجاد الصلاة المكتوب عليه أسماء تشتمل أحيانًا على لفظ الجلالة؟.. سؤال تلقته دار الإفتاء المصرية، أجابت عنه لجنة الفتوى الرئيسة بالدار، موضحة الرأي الشرعي في تلك المسألة. في بيان فتواها، أكدت لجنة الفتوى أن تعظيم ما عَظَّمَه اللهُ تعالى وشَرَّفَه مِن الكلمات القرآنيَّة والأسماء الربانيَّة وما يتبع ذلك في الشرف والقدسيَّة الدِّينيَّة أمرٌ محتَّمُ الوجوب في الشريعة الإسلاميَّة. وأضافت اللجنة: واشتمالُ ما يُفرش على الأرض -كالسجاد وغيره- على شيءٍ مِمّا عظَّمه الله وشرفه متنافٍ مع هذا التعظيم الواجب، والتوقير اللازم. وأكدت لجنة الفتوى أنه من هذا المنطلق فإن بيع التاجر للسَّجاد المشتمل على كلماتٍ جليلةٍ مُعظَّمة في الشرع الشريف من نحو أسماء الله تعالى وآيات القرآن الكريم، لمَن يعلم أنه يستعمله بالبسط على الأرض ووطئه بالقدم في الصلاة أو غيرها -محرَّمٌ شرعًا باعتباره مُعِينًا له حينئذٍ على ارتكاب ما نهى عنه الشرعُ وحَرَّمه.

ما حكم بيع سجاد الصلاة المكتوب عليه أسماء منها "لفظ الجلالة"؟ الإفتاء تجيب
ما حكم بيع سجاد الصلاة المكتوب عليه أسماء منها "لفظ الجلالة"؟ الإفتاء تجيب

بوابة الفجر

timeمنذ 2 أيام

  • بوابة الفجر

ما حكم بيع سجاد الصلاة المكتوب عليه أسماء منها "لفظ الجلالة"؟ الإفتاء تجيب

أجابت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسميه على موقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك' عن ما حكم بيع سجاد الصلاة المكتوب عليه أسماء تشتمل أحيانًا على لفظ الجلالة؟ قائلة: تعظيم ما عَظَّمَه اللهُ تعالى وشَرَّفَه مِن الكلمات القرآنيَّة والأسماء الربانيَّة وما يتبع ذلك في الشرف والقدسيَّة الدِّينيَّة أمرٌ محتَّمُ الوجوب في الشريعة الإسلاميَّة، واشتمالُ ما يُفرش على الأرض -كالسجاد وغيره- على شيءٍ مِمّا عظَّمه الله وشرفه متنافٍ مع هذا التعظيم الواجب، والتوقير اللازم، ومن هذا المنطلق فإن بيع التاجر للسَّجاد المشتمل على كلماتٍ جليلةٍ مُعظَّمة في الشرع الشريف من نحو أسماء الله تعالى وآيات القرآن الكريم، لمَن يعلم أنه يستعمله بالبسط على الأرض ووطئه بالقدم في الصلاة أو غيرها -محرَّمٌ شرعًا باعتباره مُعِينًا له حينئذٍ على ارتكاب ما نهى عنه الشرعُ وحَرَّمه.

وجدت رضيعُا بالشارع فأخذته وتبنيته وأعطيته ورثًا فهل عليّ ذنب؟.. عضو الفتوى بالأزهر يجيب
وجدت رضيعُا بالشارع فأخذته وتبنيته وأعطيته ورثًا فهل عليّ ذنب؟.. عضو الفتوى بالأزهر يجيب

24 القاهرة

timeمنذ 6 أيام

  • 24 القاهرة

وجدت رضيعُا بالشارع فأخذته وتبنيته وأعطيته ورثًا فهل عليّ ذنب؟.. عضو الفتوى بالأزهر يجيب

تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، سؤالا ورد إليه من أحد المواطنين نصه: إنني أبلغ من العمر 93 سنة، وقبل 60 سنة وجدت رضيعا في الشارع فأخذته وتبنيته باسمي وضممته بين أولادي، وكان لدي منزل بعته وقسمت عائده على جميع الأولاد وأعطيته مثلهم بدون فرق فما حكم ذلك؟ كما أنني أريد أن أخبره بالحقيقة وأنه ليس ابني من صلبي فماذا أفعل؟. وقال الدكتور عطية لاشين عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: قال تعالى في كتابه الكريم: (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم)، مضيفًا: لقد فعلت معروفا مع هذا الطفل اللقيط الذي لا يعرف له أب ولا أم فأحسنت إليه وآويته وكفلته فكنت منفذا قول الله تعالى: (فأما اليتيم فلا تقهر)، ومنفذا قول سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم المصلح يوم القيامة في الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه الوسطى والسبابة). أمين الفتوى: السهو في الصلاة ليس حرامًا لكن له علاج عضو لجنة الفتوى بالأزهر: الأراضي التي خصصتها الدولة للعاملين بالخارج ليست سبوبة.. ويحرم التنازل عنها لأي جهة وجدت رضيعُا بالشارع فأخذته وتبنيته وأعطيته ورثًا فهل عليّ ذنب؟.. عضو الفتوى بالأزهر يجيب وواصل لاشين: قال ابن بطال حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيقا للنبي صلى الله عليه وسلم في الجنة حيث لا منزلة في الآخرة أفضل من أن تكون جارا لسيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة هذا هو العمل الإيجابي الذي فعلته وسوف تثاب عليه بإذن الله عز وجل، أما العمل الذي أخطأت فيه وخالفت فيه نص القرآن الكريم في تحريم التبني حيث قال الله تعالى: "وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل"، بمعنى أن تبني من ليس من صلب المتبني وإنما من صلب رجل آخر معروف أو مجهول عمل غير مشروع لا يرضى عنه الله ولا يقبله الشرع لأنه متضمن تزويرا وقلبا للحقائق، ومن أجل ذلك سمى كتاب الله الأولاد المتبنون دعيا أي ولدا ليس بأصيل فالشرع يرفض هذا العمل ويعتبر الولد المتبنى دخيلا في الأسرة ومتطفلا عليها وتأكيدا لرفض بنوته. واختتم: لا عبرة بما تقولون شرعا لأنه مخالف للواقع وكذب على الله والله يقول الحق لا يرضى بسواه بديلا وأما إعطاؤك الولد الذي تبنيته نصيبا من ثمن البيت الذي بعته يبلغ نصيب أبنائك الحقيقيين فمن الممكن أن نعتبر أن ذلك صدقة وعونا للولد على مواجهة متطلبات الحياة، ولا يعتبر ذلك ميراثا لأن التبني لا أرث له شرعا ولا تترتب عليه حقوق شرعية حيث إن الميراث لا يكون إلا للأولاد الصلبيين، وعليك أن تخبر هذا الولد بالحقيقة منفردا دون تشهير حفظا للحقوق والمحرمية، وعليك أن تسعى لتغيير اسم هذا الولد قانونا حتى لا يدخل في منازعات ميراث ونحوه مع أولادك وسائر ورثتك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store