
البناء: المسودة الأميركية للاتفاق النووي تفشل في إحداث اختراق رغم الإقرار بالتخصيب.. عملية نوعية في جباليا تقتل وتجرح 20… واليمن يصعّد صاروخياً… وشهر ساخن.. سلام يزور برّي مصالحاً وخطاب الإعمار بدل السلاح وودّ لرعد… بعد أورتاغوس
كتبت صحيفة 'البناء': لم تنفع التوضيحات والشروحات التي نقلتها وكالة أكسيوس عن مسؤولين أميركيين حول اعتراف واشنطن بحق إيران بتخصيب اليورانيوم ضمن ضوابط تضمنتها مسودة الاتفاق النووي الذي عرضته واشنطن على طهران، في إحداث اختراق في مسار تفاوضي مسدود وفقاً لطهران، بسبب الطريقة التي تدير عبرها واشنطن ملف التفاوض، حيث التهديد مع الفوقيّة وإملاء الشروط والنظر لحقوق إيران القانونية وكأنها هبات تمنحها وتحجبها واشنطن، والاعتقاد بأن هناك خيارات أخرى غير التفاوض، كالحرب والعقوبات، بينما كل شيء يقول إن لا خيار لواشنطن إلا التفاوض وإن عليها التواضع والبحث عن حلول واقعيّة، تنطلق من أن إيران بعد سنوات من العقوبات أكثر تقدّماً على الصعيد النوويّ والتقني عموماً وأكثر قوة عسكرياً، ومَن لم يجرؤ على خوض الحرب في ظروف كانت فيها إيران أقل قوة لن يغامر بخوضها اليوم، ومَن يراهن على العقوبات عليه النظر فقط إلى إيران ما قبلها وإيران ما بعدها ليعلم أنّها سلاح لتعقيد التفاوض لا غير، لأن إيران قدر تفاوضي سيعود إليه الأميركيون بعد كل جولة عقوبات ليجدوا أنها تقدّمت نووياً وازدادت قوة عسكرياً، والصفقة الوحيدة التي كانت متاحة وسوف تبقى متاحة، هي رفع العقوبات مقابل برنامج نوويّ سلميّ بالكامل هو حق لإيران
.
في جبهة غزة تراجع الاهتمام بعرض المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بعد انكشاف كونه مجرد نسخة عن طلبات بنيامين نتنياهو، وقد عاد الميدان يرسم وحيداً مستقبل المشهد، وفي الميدان عادت المقاومة إلى عمليّاتها النوعيّة تربك جيش الاحتلال وتهزّ صورته، وقد كانت عمليات الأيام الماضية موضوع نقاش على صفحات الصحف الإسرائيلية وشاشات القنوات العبرية، حيث جيش الاحتلال يحصد الفشل وينزف بقوة تحت ضربات المقاومة التي نجحت مساء أمس، بخوض معركة امتدت لساعات في جباليا سقط بنتيجتها عشرون ضابطاً وجندياً بين قتيل وجريح اعترف جيش الاحتلال بمقتل ثلاثة منهم وإصابة أحد عشر آخرين، بينما يلاقي اليمن غزة بتصعيد مماثل فيزداد عدد الصواريخ التي تستهدف عمق الكيان وتتسبّب بإقفال مطار بن غوريون بصورة تؤدي إلى شلل تام فيه بعدما صارت الصواريخ وجبة يوميّة غير معلومة الموعد، كما تؤدي إلى شلل في الحياة الاقتصاديّة مع نزول الملايين إلى الملاجئ، وتوقف دورة الحياة في الشركات والمؤسسات
.
في لبنان كل شيء يبدو مبرمجاً على معادلة نهاية زمان المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس التي تحوّلت إلى مفوضة سامية في زمن انتداب غير معلن، وقد ربطت مصادر إعلامية بين نهاية زمن أورتاغوس وما صدر عن رئيس الحكومة نواف سلام بعد زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث حل الكلام عن إعادة الإعمار مكان الكلام عن السلاح والتغني بالودّ مع محمد رعد
.
وفيما بات تغيير المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس شبه محسوم، تنتظر الساحة الداخلية زيارة وزير الخارجية الإيرانية عباس عرقجي اليوم، على أن تصل أورتاغوس إلى بيروت بعد عيد الأضحى مطلع الأسبوع المقبل، والمرجّح أن ترسم هاتان الزيارتان ملامح المشهد خلال المرحلة المقبلة. ومن المتوقع أن يصل إلى لبنان أيضاً مسؤولون أوروبيون وعرب ومن الأمم المتحدة ومن صندوق النقد الدولي خلال شهر حزيران لمتابعة جملة ملفات سياسية ومالية واقتصادية وفق ما علمت «البناء
».
إلا أن الحدث البارز كان في عين التينة، حيث تمكّن لقاء الساعة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام إلى كسر جليد العلاقة بين السراي الحكومي وكل من عين التينة وحارة حريك، وعاد الودّ الى شرايين العلاقة بينهما واختار سلام التبريد بعدما خيّره بري بين التسخين والتبريد، وأعاد فتح أبواب السراي وقريطم أمام حزب الله
.
ووفق معلومات «البناء» فإن اللقاء كان إيجابياً وتخللته مصارحة حول ملفات عدة، لا سيما الوضع الحكومي والتعاون بين الحكومة ومجلس النواب وملف الإصلاحات وضرورة مقاربة الملفات الحساسة بروح وطنية ومسؤولية وهدوء وحكمة بعيداً عن الضجة الإعلامية. كما نال ملف إعادة الإعمار حيزاً واسعاً من اللقاء، حيث شدّد الرئيس بري على ضرورة أن تفي الحكومة بالتزامها بهذا الملف وفصله عن كافة الملفات الأخرى. كما تطرّق اللقاء إلى الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على الجنوب وسبل مواجهة هذا الأمر
.
وقال سلام بعد اللقاء: «لم أقل أي كلمة خارجة عما اتفق عليه في البيان الوزاريّ وملتزمون بما تضمّنه البيان الوزاريّ، وبحثت مع الرئيس بري في ملف إعادة الإعمار لتأكيد التزامي بذلك». وتابع: «تارك مكان كبير للودّ مع الحاج محمد والحزب وأبوابي مفتوحة». أضاف «نحن مع «مبادرة السلام العربيّة» التي تقتضي بحل الدولتين وأن تكون العاصمة القدس الشرقيّة مع عودة اللاجئين إلى ديارهم
».
وتلقف رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، تصريح رئيس الحكومة وأجواء لقاء عين التينة، وقال: «شكراً لودّ دولة رئيس الحكومة وسنلاقيه في أقرب وقت وندلي برأينا في ما نراه مصلحةً لشعبنا وبلدنا
».
وعلمت «البناء» أن وفداً من كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة النائب رعد سيزور السراي الحكومي للقاء الرئيس سلام خلال الأسبوع الجاري استكمالاً لجولة الوفد على الرؤساء والمرجعيّات لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، وسيكون اللقاء مناسبة لتخفيف حدة التوتر والمصارحة بينهما
.
كما علمت «البناء» أن الرئيس بري دخل على خط الوساطة وتبريد العلاقة بين رئيس الحكومة وحزب الله، وأبلغ الطرفين ضرورة ضبط النفس والحفاظ على الهدوء والابتعاد عن السجالات والتصعيد لأن الظروف الراهنة لا تسمح المسّ بالاستقرار الحكومي والسياسي في البلد
.
غير أن أوساطاً سياسية لفتت لـ»البناء» الى أن رغم لقاء بري – سلام وتبريد العلاقة مع حزب الله، غير أن الجمر تحت الرماد، وتصعيد رئيس الحكومة ضد حزب الله وإيران ومسألة السلام والتطبيع من الإمارات ترك استياء كبيراً لدى حزب الله، وسط مخاوف من انعكاسه سلباً على التضامن الحكوميّ في ظل تباعد في المقاربة بين سلام والحزب حول قضايا أساسية مثل سلاح حزب الله والتطبيع وموضوع الاعتداءات الإسرائيلية وإعادة الإعمار، الى جانب جملة من الخلافات بين مكوّنات الحكومة وأداء بعض الوزراء لا سيما وزير الخارجية جو رجي. وتخوفت الأوساط من انتكاسة حكوميّة قريبة إذا استمر التصعيد، ما يؤثر على أدائها وتماسكها واستمراريتها. وكشفت الأوساط عن تدخل مراجع رئاسية عليا على خط احتواء التوتر والخلافات داخل الحكومة وتدارك الأسوأ وتأخذ الأمور مساراً آخر وتفرمل اندفاعة العهد في سنته الأولى من ولايته، وتدخل الحكومة في حالة شلل وتصريف الأعمال مبكر ولو حافظت على دستوريتها
.
ويصل إلى لبنان اليوم وزير خارجية إيران عباس عراقجي الذي يجول على بعبدا وعين التينة والسراي الحكومي ويلتقي وزير الخارجية اللبناني، كما يلتقي مسؤولين في حزب الله، وسيطلع الوزير الإيراني وفق معلومات «البناء» المسؤولين على التطوّرات الإقليمية لا سيما التقدّم في موضوع المفاوضات الأميركية – الإيرانية حول النووي، وتداعياته في تهدئة التوتر في المنطقة وتسهيل الحلول والتسويات، وإذ يجدّد عراقجي دعم بلاده لأمن واستقرار لبنان وتحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي ووقف الاعتداءات واستعداد إيران للمساعدة في شتى المجالات متى طلبت الحكومة اللبنانيّة ذلك، سيؤكد الدبلوماسيّ الإيراني بأن حركات المقاومة في المنطقة مستقلة ولا تتلقى توجيهات من طهران، وبالتالي حزب الله كحركة مقاومة في لبنان جزء من الشعب اللبناني والحكومة وإيران تشجع الحوار بين الحزب والدولة اللبنانيّة وباقي المكوّنات وتدعم كل ما يتفق عليه اللبنانيون
.
إلى ذلك، وفيما يواصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، أفيد أن الجيش اللبناني أزال علم لواء غولاني الإسرائيلي من موقعه في تلة رويسات الحدب في أطراف عيتا الشعب ويزيل السواتر الترابية والألغام التي استحدثها في المنطقة وعزّز انتشاره في خلة وردة
.
من جهتها، أشارت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان «اليونيفيل»، إلى أنها «تواصل دعمها الفعّال لإعادة انتشار الجيش اللبناني في جميع أنحاء منطقة عملياتها، بهدف تعزيز الاستقرار والأمن لصالح السكان المحليين. ويهدف هذا التعاون المشترك إلى خلق بيئة آمنة ومحمية
(Safe and Secure Environment – SASE)
، ليس فقط لعناصر حفظ السلام، بل أيضًا للمجتمعات المدنية التي تعيش شمال الخط الأزرق وعلى طوله
».
في المواقف، أكد رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» والوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان، الشيخ محمد يزبك، أن نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة عكست وفاء المواطنين للمقاومة وشهدائها، مشددًا على أنّ هذا الوفاء ينبع من بقاع الكرامة الذي كان المنطلق لمواجهة العدو الإسرائيلي. وجدّد يزبك تأكيد التمسك بخيار المقاومة، مشددًا على ضرورة حفظها والدفاع عنها، ورفض أي مساس بالسيادة الوطنية، معربًا عن دعمه للشعب الفلسطيني وصموده، وموجهًا التحية للجمهورية الإسلامية في إيران وقيادتها على دعمها المتواصل لقضايا المستضعفين
.
بدوره، شدّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب خلال زيارته بلدة يونين في البقاع الشمالي، أن «المقاومة هي مقاومة الشعب، كلنا مقاومة، ومَن يفكر أن ينهي المقاومة عليه أن يفكر كيف ينهينا جميعًا، والشعارات التي ترفع هذه تريد اقتلاع أمر من المستحيل اقتلاعه. هذه المقاومة من هذه البيئة ومن لبنان، فاللبنانيّون في أغلبهم مع المقاومة وعبروا عن ذلك في عدة محطات، وفي البلديات كان التعبير واضحًا عن أن اللبنانيّين ليسوا هم الذين يعبرون تعبيرات عصبية ضد المقاومة، هؤلاء لا يعبرون إلا عن فئة قليلة في لبنان، أما الشعب اللبناني فغالبيته والأغلبية مع هذا الخيار، والبقية هم مضللون بعناوين طائفية؛ فالشهيد دفع دمه ثمنًا فداء لهذه البلدة وأهلها
».
وأشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، في تصريح له من مجلس النواب إلى أنه «بدل أن تسارع الحكومة إلى معالجة قضايا المواطنين المعيشيّة الملحة عاجلتهم بضريبة جديدة، والنتيجة زيادة الأعباء المعيشيّة، فبعدما انتظر المواطنون تأمين الكهرباء ٢٤/٢٤ كما وعد الذين تولّوا حقيبتها، وتخفيض الفاتورة المعيشية اليومية، سيكون للمواطنين جدول أسعار جديد للمحروقات كل أسبوع، وفواتير مرتفعة في السلع المختلفة، وخصوصاً فاتورة الكهرباء بشقيها الرسمي والخاص
».
وأكد رئيس الجمهورية خلال استقباله، رئيس الاتحاد الدولي لرجال وسيدات الأعمال اللبنانيين فؤاد زمكحل على رأس وفد من الاتحاد «أن محاربة الفساد تتم عبر خطوات ومنها الحكومة الإلكترونية للحدّ من الرشاوى والزبائنية، والقضاء النزيه والحازم، ولذلك أركز على هذين الشأنين»، لافتاً الى أن التشكيلات القضائية ستصدر قريباً «وسنتابع فتح ملفات الفساد». وشدّد على أهمية أن يضطلع المواطنون بمسؤولياتهم الى جانب الدولة تجاه الحد من الفساد والهدر، وعلى أهمية التعاون بين السلطتين التتنفيذية والتشريعية لإقرار القوانين اللازمة في السرعة المطلوبة باعتبارنا «لا نملك ترف الوقت». واعتبر ان الرشاوى والزبائنية السياسية باتت ثقافة يتطلب إلغاؤها وقتاً، وعلينا كلبنانيين أن نعي أن التغيير وإن كان مؤلما إلا أنه سيكون للأفضل، مؤكداً ان الورشة المقبلة ستكون الانطلاق بإصلاح الجمارك
.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وزارة الإعلام
منذ ساعة واحدة
- وزارة الإعلام
أسرار الصحف الصادرة في بيروت يوم الخميس 5 حزيران 2025
النهار يتحدث وزير سابق عن نية سابقة لتحويل عمل قوة اليونيفيل إلى الفصل السابع وإذا تعذر ذلك قانوناً عبر مجل الأمن الدولي فإن مسار الأمور بعد القرار 1701 تجعل تطبيق الفصل السابع عملية ميدانية . يتحدث مرجع سابق عن إجراء لافت يتمثل في جمع رئيس الجمهورية حوله عدداً كبيراً من مستشاري عهد الرئيس ميشال عون وقريبين منه. تتوسع ظاهرة بناء محال تجارية عشوائية عند مداخل الجامعة اللبنانية في الحدث، في ظل صمت مريب من الأجهزة الأمنية. وقد وصل بدل إيجار المحل الواحد إلى نحو 3000 دولار شهرياً، ما يطرح علامات استفهام حول تأثير هذه الفوضى على أمن الطلاب وسلامة المجمع الجامعي. تقول معلومات أن قرار تغيير مورغان أورتاغوس استند إلى تقارير وصلت إلى واشنطن من السفارة الأميركية في بيروت ومن ممثل القيادة العسكرية الوسطى في اللجنة العسكرية اللبنانية الإسرائيلية من أن أورتاغوس تتعاطى بعنجهية وفوقية وتعطي رأيها بفجاجة بعيدة عن الديبلوماسية ولياقتها مع كافة المسؤولين اللبنانيين. يتحدث مصدر سياسي أجنبي عن أن طهران مدركة تماماً أن عصر السلاح انتهى، وهي باتت تفاوض على الدور السياسي للمكون الشيعي اللبناني وتعد العدّة لما بعد نزع السلاح الذي تراه حاصلاً عاجلاً أم آجلاً. الجمهورية تبيّن أنّ مرجعاً كبيراً تمنّى على مرجع سياسي ترتيب الأمور بين مسؤول كبير وحزب بارز لتهدئة التوتر بينهما. وصف مسؤول سياسي المرحلة المقبلة بمرحلة البحث في تعديل قانون أساسي بين فريقَين، أحدهما يطالب بالإبقاء عليه كما هو، وفريق آخر يسعى إلى إزالة بعض الشوائب منه. كشفت معلومات أنّ جهة رسمية كانت وعدت بإطلاق ورشة لإطلاق مشروع وطني كبير بعد الانتخابات البلدية، لكنّها لم تُجهّز المشروع بعد. اللواء تحدثت مصادر دبلوماسية عن أن السفير الأميركي الجديد، المقرَّب من الرئيس الأميركي ترامب، ميشال عيسى سيتولى متابعة الملف اللبناني خلفاً لأورتاغوس. فتحت نتائج الانتخابات البلدية في مدينة جنوبية شهيَّة العودة الى التفاهم الانتخابي، بين البرتقالي وحليفيه الأصفر والأخضر.. سحبت معظم الأطراف السياسية المعنية يدها بالكامل من ملفات فساد، بدأت تظهر تباعاً في غير وزارة ومؤسسة!.. نداء الوطن كشفت معلومات دبلوماسية عن أن السفير الأميركي المعين في لبنان ميشال عيسى سيتسلّم مهامه في بيروت منتصف شهر تموز المقبل. تفيد المعلومات عن شروع مافيات صهاريج المياه التابعة لبعض العشائر في إقامة حواجز داخل عدد من أحياء الضاحية، لفرض سيطرتها واحتكار بيع المياه ويتم ذلك مع تخصيص حصص مالية لبعض المسؤولين الحزبيين، ومستخدمين داخل مؤسسة المياه. تتوسع ظاهرة بناء محال تجارية عشوائية عند مداخل الجامعة اللبنانية في الحدث، في ظل صمت مريب من الأجهزة الأمنية. وقد وصل بدل إيجار المحل الواحد إلى نحو 3000 دولار شهرياً، ما يطرح علامات استفهام حول تأثير هذه الفوضى على أمن الطلاب وسلامة المجمع الجامعي. البناء قال مرجع لبناني إن لقاءات وزير الخارجية الإيرانية مع المسؤولين اللبنانيين كانت ودّية ومريحة وإنه حتى في اللقاء مع وزير الخارجية الذي ظهر متجهماً أمام الصحافيين كان اللقاء ودياً وإنه بينما تركز البحث مع رئيس المجلس النيابي على إعادة الإعمار كان البحث مع رئيس الجمهورية على تطوير العلاقات الثنائية بين الدولتين في لبنان وإيران، وانشغل اللقاء مع رئيس الحكومة بمواضيع الطيران الإيراني ووصوله لمطار بيروت. تقول مصادر في كيان الاحتلال إن التصويت على حل الكنيست بطلب من حزبي الحريديم شاس ويهدوت هتوراه ما لم تنجح مساعي بنيامين نتنياهو بالتوصل إلى تسوية تضمن عدم تجنيد الحريديم قطعياً سوف يعني حكماً سقوط الائتلاف الحكومي الحاكم الذي يملك 64 صوتاً من أصل 120 من أعضاء الكنيست يمثل الحريديم منهم 18 صوتاً. والتصويت سوف يجمع ضد الحكومة كل خصومها رغم تناقضاتهم فلن يقف مع الحكومة إلا 46 صوتاً هم 32 صوتاً لحزب الليكود و14 صوتاً نالها تحالف حزبيْ بتسلئيل سموترتش وايتمار بن غفير.


وزارة الإعلام
منذ ساعة واحدة
- وزارة الإعلام
البناء: فيتو أميركي لتعطيل وقف النار في غزة… ومحادثة ترامب مع بوتين طالت إيران.. نتنياهو بين صفقة مع الحريديم تستفز الجيش والمحكمة ومخاطر سقوط الحكومة.. لقاء سلام – رعد يفتح ملف إعادة الإعمار… وتحرك ضد زيادة أسعار المحروقات
كتبت صحيفة 'البناء': لم تمنع الخلافات المتعددة بين واشنطن وتل أبيب منذ بدء المفاوضات النووية مع إيران وإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار مع اليمن، وما يجري تداوله إعلامياً حول إقالات تشهدها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحق مسؤولين وموظفين موالين لـ'إسرائيل'، من أن تقدم واشنطن على استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار بوقف إطلاق النار، بعدما صوّت 14 من أصل 15 عضواً في مجلس الأمن الدولي لصالح مشروع القرار، بما يؤكد أن انحياز واشنطن لصالح تل أبيب يبقى الأصل في السياسة الأميركية نحو كيان الاحتلال تمويلاً وتسليحاً وحماية في المحافل والمحاكم الدولية، وأن الخلافات ممنوع أن تؤثر على هذا الالتزام فهي خلافات داخل البيت الواحد، بينما تزداد حال العزلة التي يعانيها الكيان مع تصاعد موجات الحراك الشعبي التي تفرض على الحكومات الغربية خصوصاً ضغوطاً شديدة بدأت تظهر في سياسات الابتعاد عن تبني الحرب الإسرائيلية وبعض التجرؤ على وقف التعاون الاقتصادي و التلويح بعقوبات تطال خصوصاً بيع الأسلحة لكيان الاحتلال. وتستعد قوى الحراك العالمي لمناصرة غزة لتنظيم أشكال تضامينة نوعية تتمثل بمسيرات برية تتجه من المغرب وتونس والجزائر إلى مصر للوصول الى حدود غزة في رفح المصرية، ومسيرات بحرية تتجه من إيطاليا نحو ميناء العريش، ووصول عدد من الناشطين جواً الى مصر للانطلاق نحو حدود غزة في 13 حزيران الجاري، بينما سفينة أسطول الحرية تتلقى التهديدات بالاعتراض من جيش الاحتلال بعد إبحارها نحو غزة قبل أيام من صقلية . دولياً، كان الاتصال بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين حدثاً مفتوحاً على مواكبة التطورات في ملفي الحرب والتفاوض على جبهات أوكرانيا وإيران، حيث عادت لغة التهديد الأميركية لإيران مع انسداد المسار التفاوضي حول تخصيب اليورانيوم وفق معادلة أميركية تقول لا اتفاق إذا استمر التخصيب، ومعادلة إيرانية تقول بلا اتفاقية دون التخصيب، بينما جاءت العمليات الأوكرانية في العمق الروسي لتضع الحرب في ذروة التصعيد رغم انعقاد جلسات تفاوض لا تتعدّى البروتوكول. وقال الرئيس ترامب عن الاتصال، إنّ 'بوتين قال إنه سوف يتعين عليه الردّ على الهجوم الأوكراني الأخير على المطارات'، وقال: 'المحادثة مع بوتين كانت جيدة، لكنها لم تسفر بعد عن سلام'. وكشف ترامب أنّه ناقش مع بوتين 'ملف إيران وحقيقة أن الوقت ينفد أمام قرارها بشأن السلاح النووي والذي ينبغي اتخاذه بسرعة'، وقال: 'أكدت لبوتين أن إيران لا يمكنها امتلاك سلاح نوويّ وأعتقد أننا متفقان في هذا الشأن'. وأفاد بأنّ 'بوتين اقترح المشاركة في المناقشات مع إيران وقال إن ذلك قد يكون مفيداً في التوصل إلى حل سريع '. في كيان الاحتلال تطورات دراماتيكية تضع حكومة بنيامين نتنياهو أمام امتحان صعب لم تواجهه منذ بدء الحرب غداة طوفان الأقصى قبل عشرين شهراً، حيث تقدم تحالف أحزاب الحريديم المكوّن من حزبي شاس ويهودات هتوراه بمشروع قانون لحل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة، والتحالف يملك 18 صوتاً من أصل 64 تدعم التحالف الحكومي الذي ينفرط عقد حكومته بمجرد فقدان الـ61 صوتاً التي تمثل النصف زائداً واحداً من أصوات الكنيست، وبينما يسعى نتنياهو لتفادي مواجهة انتخابات مبكرة تعني وقف الحرب أو إضعاف موجتها بينما احتمال الخسارة الانتخابية يضع الحرب على محك جدّي، يبدو الخيار ضيقاً أمام نتنياهو بين صفقة تمنع تجنيد الحريديم وتلبي مطالبهم وتنقذ الائتلاف الحكومي من خطر السقوط، لكنها تستفز الجيش الذي يعاني نقص العديد البشري ويواجه تمرداً من العلمانيين عن الاستجابة لدعوات الاحتياط إذا جرى استثناء الحريديم، كما تستفز المحكمة العليا التي رفضت الاستثناء الذي سعى إليه نتنياهو سابقاً . لبنانياً، انعقد اللقاء المرتقب بين رئيس الحكومة نواف سلام ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وقالت مصادر تابعت اللقاء إنه استعاد بعض الود المفقود في جلسة مصارحة خرجت بإطلاق ملف إعادة الإعمار بتوظيف الإمكانات المتوافرة في حل جوانب ملحة ومحورية في العملية، بينما كشفت مصادر نقابية عن التحضير لتحركات احتجاجية بعد عطلة عيد الأضحى، اعتراضاً على قرار الحكومة زيادة أسعار المحروقات . فيما خطفت زيارة وفد كتلة الوفاء للمقاومة إلى رئيس الحكومة نواف سلام الأضواء المحلية في خطوة تهدف لاستكمال تبريد المناخ الساخن الذي خيّم على العلاقة بين الطرفين الأسبوع الماضي، بقيت زيارة وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية عباس عراقجي إلى لبنان ومواقفه من القضايا المطروحة في دائرة الاهتمام، لا سيما أنها أتت في وقت تبلّغت مراجع رئاسية رسمياً إلغاء زيارة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان واستبدالها بموفد آخر . وفي سياق جولته على المقار الرئاسية والمسؤولين، التقى عراقجي الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بحضور السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني. وتمّ التداول في أوضاع المنطقة، حيث أكد وزير الخارجية أهميّة العلاقات الثنائية مع لبنان واهتمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمساعدة لبنان والوقوف إلى جانبه في الأمور الاقتصادية والسياسية والاجتماعية على قاعدة الاحترام المتبادل وتعزيز التعاون بين البلدين. وجدّد الأمين العام الشكر للجمهورية الإسلامية الإيرانية وقائدها الإمام الخامنئي والرئاسة والحكومة والشعب الإيراني على الدعم المستمرّ للشعب اللبناني ومقاومته. كما أكد أهميّة دور إيران الإيجابي في المنطقة ودعمها للمقاومة الفلسطينية وشعبها. وبيّن لوزير الخارجية قناعة حزب الله وعمله الدؤوب لنهضة لبنان واستقراره وسيادته وطرد الاحتلال من أراضيه. وأشارت مصادر مطلعة على الزيارة لـ'البناء' إلى أن أهميّة حضور رأس الدبلوماسية الإيرانية في لبنان تكمن في التوقيت أولاً في ظل تصعيد الضغوط الأميركية على لبنان واستمرار الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات على حزب الله وعلى الجنوب، وفي وقت دخلت 'المفاوضات الأميركية – الإيرانية حول النووي مرحلة حساسة ودقيقة'، هذا في التوقيت، أما في المضمون وفق المصادر فقد أكدت الزيارة أن 'الحضور الإيراني لم ينتهِ في لبنان كما كان مخططاً كنتاجٍ لتغير موازين القوى بعد الحرب الأخيرة على لبنان، حيث تمّ وقف الملاحة الجوية الإيرانية إلى لبنان بقرار حكومي، للتأثير على الحضور الإيراني في لبنان والحؤول دون وصول الدعم الإيراني إلى المقاومة في لبنان، لكن الزيارة أكدت أن إيران حاضرة في لبنان والمنطقة ومستمرة بدعم المقاومة وحزب الله في ظل استمرار الحرب العسكرية الإسرائيلية عليه وحصاره مالياً وجغرافياً وسياسياً ». والأهم وفق المصادر هو 'العروض الإيرانية للدولة اللبنانية بمساعدة لبنان على كافة الصعد لا سيما في ملف إعادة الإعمار سيلقي الحجة على الدولة اللبنانية ويمنع حصار لبنان بخيار واحد من الولايات المتحدة الأميركية التي تبتز لبنان عبر الربط بين إعادة الإعمار وسلاح حزب الله، ما يخفّف الضغوط على لبنان ويحرك ملف إعادة الإعمار ويكسر الاحتكار الخارجي لتوفير التمويل لإعادة الإعمار '. ولا يقلّ أهمية بحسب المصادر تأكيد الوزير الإيراني أن مسألة سلاح حزب الله شأن داخلي لبناني وخاضعة للحوار الداخلي بين اللبنانيين ولا شأن لإيران بها، ولا تأثير لمصير المفاوضات النووية على سلاح المقاومة، ما يسقط كل الرهانات التي بُنيت على ضغوط إيرانية على الحزب لتسليم سلاحه للدولة مقابل تسهيل أميركي لتوقيع الاتفاق النووي الإيراني وتحقيق مكاسب مالية وسياسية . وشدّد عراقجي، في مقابلة مع قناة المنار مساء أمس، على أن 'ملف سلاح حزب الله شأن لبناني داخلي بحت، تجب مناقشته وطنيًا بين الحكومة اللبنانية والمكونات السياسية والشعبية المختلفة'، مؤكدًا أن 'القرار بشأن هذا الموضوع تتخذه المقاومة بالتنسيق مع القوى اللبنانية '. وأوضح أن الدعم السياسي الذي تقدمه إيران لحزب الله 'لا يعني بأي حال التدخل في قراراتها السيادية '. وعن العلاقة مع حزب الله، أشار عراقجي إلى أن العلاقة بين إيران والحزب 'علاقة صداقة عميقة وتفاهم متبادل'، موضحًا أن الجانبين يتبادلان وجهات النظر بشكل مستمرّ، مع احترام إيران الكامل لاستقلالية الحزب وقراراته الوطنية، وأضاف: 'حزب الله تنظيم مستقل يتخذ قراراته بما يخدم مصلحة لبنان أولًا وأخيرًا '. وأضاف عراقجي أن 'إيران ترفض التدخلات الخارجية في الشؤون اللبنانية'، معتبرًا أن حزب الله جزء أصيل من المجتمع اللبناني، يضطلع بدور وطنيّ في حماية بلده، مشددًا على أن اتهام لبنان بأنه ساحة تجاذب دولي محاولة لإضعافه وزرع الانقسام في صفوفه . وحول مسألة إعادة الإعمار، أبدى عراقجي استعداد بلاده للمساهمة في إعادة بناء لبنان، مشيرًا إلى أن الشركات الإيرانية تمتلك خبرات واسعة في تنفيذ مشاريع البنية التحتية الكبرى في دول عدة، منها العراق وسورية وأفغانستان. وأكد أن التعاون سيكون عبر الأطر الحكومية الرسمية، ووفق أولويات الحكومة اللبنانية. كما كشف عن مباحثات أولية لتشكيل لجنة اقتصادية مشتركة بين البلدين لدراسة فرص التعاون، معربًا عن استعداد إيران لتلبية أي طلبات لبنانية في هذا الإطار . وبموازاة تبريد العلاقات الإيرانية مع الدولة اللبنانية، سُجّل لقاء بين رئيس الحكومة ووفد كتلة 'الوفاء للمقاومة' في السراي الحكومي، كرّس طي صفحة الخلاف الذي نشب بين الطرفين في الأيام الماضية، وذلك بمسعى من رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقال النائب محمد رعد بعد اللقاء: 'دخلنا للقاء رئيس الحكومة مبتسمين لأننا لا نضمر إلا الودّ وخرجنا كذلك لأنّنا حريصون على التفاهم الدائم والتوافق معه ومع كلّ المكوّنات في البلد'. وتابع: 'لا نبني مواقفنا على عواطف وأفكار مسبقة إنّما نُحاكم الأداء الصادر عن كلّ مسؤول وكلّ من يتولّى مهامّ وطنيّة يضطلع بها في هذه المرحلة وكل مرحلة '. وأضاف: 'لا نعتبر التباين في الرأي مفسداً للود وعالجنا مع نواف سلام ملفات لم نكن نتوقع معالجتها أبرزها الإصلاحات التي نحرص عليها'، لافتاً إلى ان الكتلة قدمت أفكاراً عملية تفصيلية ربما فوجئ بها سلام حول موضوع إعادة الإعمار وحول أهمية أن تواصل الحكومة بنبرة أعلى واهتمام أعلى في مقاربة هذا الملف وسنتابع هذه الأفكار حتى نشرع في تنفيذها عملياً في الأيام المقبلة '. وقال: كلّ ما يحاول البعض أن يدسّه من ملوّثات لا تعبّر عن أدائنا ولا عن وجهة نظرنا ونعرف أنّ هذه المرحلة صعبة وأنّ العدو لا ينفّذ ما اتُّفق عليه ولبنان أدّى كلّ التزاماته في ما يخصّ الاتفاق، موضحاً 'علينا كحكومة وشعب أن نعرف أنّ أولويّتنا في هذه المرحلة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإعادة الأسرى ووقف الاعتداءات والخروق والاغتيالات الموصوفة التي تحدث يوميًّا والشروع في إعادة الإعمار'. وأضاف: 'موضوع السلاح يُبحث بطريقة موضوعيّة تحفظ مصلحة البلد وخيارات أبناء البلد في التصدي لكلّ عدوان إسرائيلي يُمكن أن يُطلّ على لبنان ويُهدّد أمنه واستقراره '. وعلمت 'البناء' أن الرئيس بري لعب الدور المحوري في لقاء حزب الله ورئيس الحكومة، بعدما نجحت جهود رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بترميم العلاقة بين عين التينة والسراي الحكومي . ولفتت المعلومات إلى أن 'الاندفاعة الرئاسية لاحتواء موجة التصعيد السياسي الأخير على الجبهات جاءت لتدارك أي انعكاس على التضامن الحكومي أولاً المطلوب لمواجهة التحديات العديدة وحل الأزمات، وثانيًا التعاون بين الحكومة والمجلس النيابي لإقرار القوانين الإصلاحية، ولعدم تدهور التماسك الوطني والمس بالاستقرار الداخلي والسلم الأهلي '. ولفت مصدر وزاري لـ'البناء' إلى أن المرحلة صعبة جداً على كافة المستويات والضغوط الخارجية تتصاعد على لبنان لتنفيذ الالتزامات التي قطعها في خطاب القسم والبيان الوزاري، والحكومة تسعى جاهدة رغم الظروف الصعبة والإمكانات المحدودة إلى إنجاز الحد الأقصى من البنود الإصلاحية المطلوبة ووضع قطار البلد على سكة التعافي وإعادة النهوض، لكن الحكومة لا تملك عصا سحرية والمطلوب منها يفوق طاقاتها والوقت المتبقي من عمر الحكومة، ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يعملان قدر المستطاع على تدوير الزوايا وتقليص حجم الخلافات داخل الحكومة، وتغليب الأولويات لا سيما بما يتصل بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي لاستعادة الثقة الدولية بلبنان وإقرار قانون التوازن المالي واستعادة الودائع وحل الأزمات المعيشية الملحّة كرواتب الموظفين في القطاعين العام والخاص وعلى رأسهم القوى العسكرية والأمنية. وذكر المصدر بأن الحكومة لم يمض على ولادتها سوى أشهر قليلة، وما أنجزته حتى الآن يتوافق مع عمرها، لكن أمامها الكثير لكي تنجز وهذا يتطلب أقصى درجات التضامن الحكومي وليس التجاذب وإذكاء نار الخلافات السياسية واستحضارها على طاولة مجلس الوزراء كمسألة سلاح حزب الله وغيرها . وأشار رئيس الحكومة نواف سلام، في كلمة خلال حفل تخرج طلاب جامعة بيروت العربية إلى أن 'إعادة بناء الدولة القادرة والعادلة ليست شعارًا يرفع، بل التزام أعمل انا وزملائي في حكومة 'الإصلاح والإنقاذ'، بلا كلل أو مواربة، على تحقيقه '. وشدد سلام على أنه 'لا قيامة للدولة القوية دون إصلاح حقيقي يسمح ببناء مؤسسات فاعلة، ولا استقرار فعليّا دون الانسحاب الإسرائيلي الكامل من بلادنا والشروع بإعادة إعمار ما دمره العدوان، ولا ثقة دون قضاء مستقل، ولا نموّ دون إدارة حديثة ونزيهة، ولا أمن او أمان دون حصر السلاح بيد الدولة وحدها، واستعادتها الكاملة لقرار الحرب والسلم '. على مقلب آخر، استقبل الرئيس جوزاف عون رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني السفير رامز دمشقية، الذي أطلعه على الاتصالات الجارية مع الجانب الفلسطيني للبحث في آلية تنفيذ ما اتفق عليه خلال القمة اللبنانية – الفلسطينية بين الرئيس عون والرئيس الفلسطيني محمود عباس، في ما خصّ شمول قرار حصرية السلاح على المخيمات الفلسطينية . وحضرت المستجدات المحلية في لقاء جمع الرئيس بري في عين التينة، إلى مستشار رئيس الجمهورية العميد أندريه رحال . وكما ذكرت 'البناء' في وقت سابق، بأن حركة دبلوماسية مكثفة باتجاه لبنان بعد عيد الأضحى، أفيد أن المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان سيصل إلى بيروت الثلاثاء في 10 حزيران المقبل، في زيارة رسمية ترتبط وفق معلومات 'البناء' بموضوع التجديد للقوات الدوليّة في لبنان والاعتداءات الإسرائيليّة المستمرة على لبنان، والإطلاع على ما أنجزته الحكومة والمجلس النيابي في ظل العهد الجديد لجهة الإصلاحات ومسألة السلاح والتحضير لمؤتمر دعم لبنان في باريس، إضافة إلى الوقوف على التطورات الإقليميّة في ضوء زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى لبنان وتقدّم مفاوضات النووي بين إيران والولايات المتحدة . وأيضاً كما كشفت 'البناء' من حوالي الشهر، عن زيارة لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى لبنان، التي تقرّرت بعيداً عن الإعلام بعد زيارة رئيس الحكومة إلى كل من السعودية وسورية، وذلك بوساطة سعودية، حيث يصل الشيباني على رأس وفد بعد عيد الأضحى لإجراء مباحثات مع المسؤولين اللبنانيين حول الملفات والقضايا المشتركة لا سيما الحدود وأمن الدولتين ومصير الاتفاقات الاقتصاديّة وأزمة النازحين وبعض الموقوفين في السجون اللبنانية . أمنياً، اجتازت 4 زوارق لجيش الاحتلال الإسرائيلي خط الطفافات واختطفت أحد الصيّادين، ويُدعى علي فنيش من بلدة معروب، من داخل مركبه مقابل رأس الناقورة، وهو يملك محلاً لبيع قطع صيد السمك. أيضاً، ألقت طائرات مسيرة إسرائيلية منشورات في أجواء بلدة يارون – قضاء بنت جبيل، تضمنت تهديدًا مباشرًا لمختار البلدة، وذلك في إطار سياسة الترهيب التي يمارسها العدو ضد أبناء البلدات الحدودية . وأعلنت قيادة الجيش، في بيان، عن 'سقوط مسيّرة للعدو الإسرائيلي في خراج بلدة كفركلا – مرجعيون '. وأوضحت أنّ 'دورية من الجيش عملت على تأمين محيط سقوط المسيّرة، ونقلها إلى الوحدة المختصة ليصار إلى الكشف عليها وإجراء اللازم بشأنها '. إلى ذلك، وبعد تكرار الحوادث الأمنية بين قوات اليونفيل وأهالي القرى في الجنوب، عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الميجر جنرال ديوداتو أباغنارا، قائدًا جديدًا لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل). أوضح أن أباغنارا سيخلف الجنرال الإسباني أرولدو لازارو ساينز، معربًا عن خالص امتنانه لأرولدو لازارو ساينز لـ'تفانيه وقيادته لليونيفيل خلال إحدى أصعب فترات البعثة '.


سيدر نيوز
منذ ساعة واحدة
- سيدر نيوز
وفاة حامل كل سبع دقائق: أسوأ بلاد للأمهات في العالم #عاجل
كانت نفيسة صلاحو وعمرها 24 عاماً، ستصبح مجرد رقم في نيجيريا، حيث تموت امرأة واحدة كل سبع دقائق، وهي تضع حملها. ولأن المخاض جاءها أثناء الإضراب، لم تجد في المستشفى طبيياً مختصاً يتعامل مع مضاعفات حالتها. وعلق رأس مولودها أثناء الوضع، وطلب منها العاملون في المستشفى أن تبقى ممدة أثناء المخاض. واستمرت حالتها ثلاثة أيام. وفي النهاية أجريت لها عملية قيصرية، بعدما قبل طبيب مختص مساعدتها. تقول صلاحو لبي بي سي، في كانو، شمالي البلاد، 'الحمد لله على ذلك، لأنني كنت على وشك الموت. لم تبق لي قوة، ولم يتبق في شيء'. أنقذت العملية حياتها، ولكن مولودها مات. وفي 11 عاماً الأخيرة، ذهبت إلى المستشفى نفسه للولادة عدة مرات. وتتعامل مع الأمر باستسلام تام، وتقول: 'أعرف أنني كنت بين الموت والحياة. ولكنني لم أعد أخاف'. والتجربة التي مرت بها، صلاحو، ليست نادرة، فنيجيريا أخطر بلاد في العالم يمكن لامرأة أن تضع فيها مولودها. وبحسب الإحصائيات، التي جمعتها الأمم المتحدة عن البلاد من 2023، فإن امرأة واحدة من بين 100 تموت أثناء الولادة أو في الأيام التي تليها. وهذا يضعها على رأس قائمة لا تريد أي بلاد أن تتقدم فيها. وفي عام 2023، سجلت نيجيريا أكثر من ربع عدد وفيات النساء أثناء الولادة في العالم، بنسبة 29 في المئة. ويعني ذلك، وفاة 75 ألف امرأة بسبب الولادة في العام، أي امرأة واحدة كل سبع دقائق. والمحبط في الأمر أن عدداً كبيراً من هذه الوفيات، مثل التي يسببها نزيف ما بعد الولادة، يمكن تجنبها. وكان عُمر تشينينيي نويزي 36 عاماً عندما نزفت حتى الموت في المستشفى، منذ 5 سنوات، في بلدة أونيتشا، جنوب شرقي البلاد. ويتذكر أخوها، هنري إيده، أن 'الأطباء كانوا بحاجة إلى دم. لم يكن لديهم ما يكفي. وكانوا يذهبون ويجيئون، وأختي تموت بين أيديهم. إنه أمر لا أتمناه للعدو. فالألم فوق الاحتمال'. ومن بين أسباب وفاة الأمهات الأخرى عسر الولادة، وارتفاع ضغط الدم، والإجهاض في ظروف غير آمنة. وبحسب مارتن دولستين، من مكتب يونيسف في نيجيريا، فإن 'ارتفاع معدل الوفيات أثناء الوضع في نيجيريا تتسبب فيه جملة من العوامل'. من بين هذه العوامل اهتراء المنشآت الصحية، ونقص الأطباء، وغلاء تكلفة العلاج، والتقاليد والعادات، التي تؤدي إلى فقدان الثقة في العاملين بقطاع الصحة. وتقول مابيل أونويمينا، المنسقة الوطنية في جمعية مساعدة وتطوير النساء، 'لا تستحق أي امرأة أن تموت وهي تضع مولودها'. وتضيف أن بعض النساء، خاصة في المناطق الريفية، يعتقدن أن 'الذهاب إلى المستشفى مضيعة للوقت'، ويفضل العلاجات التقليدية، بدل طلب المساعدة الطبية، وهو ما يعطل الرعاية الحيوية التي يمكن أن تقدم لهن'. وبالنسبة للبعض، يعد الوصول إلى المستشفى ضرباً من المستحيل، لعدم وجود وسائل مواصلات. وتقول أونويمينا، إنهم حتى إن وصلوا إلى المستشفى فإن مشاكلهم لا تنتهي. 'فالعديد من المنشآت الصحية تنعدم فيها التجهيزات والمواد الطبية البسيطة، وكذا العاملون المدربون. وهذا ما يجعل توفير خدمات نوعية عملية صعبة'. والحكومة الاتحادية في نيجيريا لا تنفق حالياً إلا 5 في المئة من ميزانيتها على الصحة. وهو أدنى من نسبة 15 في المئة، التي التزمت بها البلاد في اتفاقية الاتحاد الأفريقي لعام 2001. وفي عام 2021، بلغ عدد القابلات 221 ألفاً في بلاد عدد سكانها 218 مليون نسمة. وأقل من نصف الولادات في البلاد يجري تحت إشراف عاملين صحيين مؤهلين. وتحتاج البلاد وفق التقديرات إلى 700 ألف ممرض وقابلة إضافيين، لتستجيب لتوصيات منظمة الصحة العالمية. وهناك نقص حاد في عدد الأطباء أيضاً. ويدفع نقص العاملين المؤهلين والمنشآت البعض إلى التردد في طلب المساعدة الطبية. وتقول جميلة إسحاق، 'صراحة لا أثق في المستشفيات. فقصص الإهمال كثيرة جداً، خصوصاً في المستشفيات الحكومية'. وتضيف: 'عندما كنت سأضع ابني الرابع، حدثت لي مضاعفات في المخاض. أشار علي العاملون بالمصحة المحلية بالذهاب إلى المستشفى. عندما ذهبت إلى هناك لم أجد من يتكفل بحالتي، فعدت إلى البيت. ووضعت مولودي في بيتي'. وتنتظر إسحاق، 28 عاماً، الآن مولودها الخامس. وتقول إنها تفكر في الذهاب إلى مصحة خاصة لكن الأسعار في غير متناولها. أما تشينويندو أوبيجيزي تنتظر مولودها الثالث. وهي قادرة على دفع مصاريف الرعاية الصحية الخاصة في المستشفى، ولا تفكر في الولادة في أي مكان آخر. وتقول إن وفيات الأمهات أثناء الولادة أصبحت نادرة اليوم، ولكنها كانت في وقت مضى تسمع عنها كثيراً. وتعيش في أحد الأحياء الراقية في أبوجا، حيث المستشفيات متوفرة أكثر، وحال الطرقات أفضل، وخدمات الطوارئ متوفرة. وعدد أكبر النساء المتعلمات أكبر. ويعرفن أهمية الذهاب إلى المستشفى. وتقول أوبيسيجي: 'أحرص دائماً على تلقي رعاية ما قبل الولادة. ويسمح لي ذلك بالحديث مع الأطباء بانتظام، وأجري الاختبارات والأشعة، واهتم بصحتي وصحة الجنين'. 'وعلى سبيل المثال، خلال الحمل الثاني، توقع الأطباء أن أنزف فحضروا كمية إضافية من الدم، لاستعمالها عند الحاجة. ولحسن الحظ لم تكن لها حاجة، وتمت العملية على ما يرام'. ولكن واحدة من معارفها لم تكن محظوظة. في مخاضها الثاني، 'لم تستطع القابلة إخراج المولود. حاولت استعمال القوة فمات المولود. وعندما وصلت إلى المستشفى فات الأوان. وأجريت لها عملية جراحية لاستخراج الجنين الميت. كان أمراً يفطر القلب'. وتقر الطبيبة، نانا شاندا أبو بكر، من الوكالة الوطنية للرعاية الصحية الأولية بأن الأوضاع سيئة، لكنها تقول إن خطة جديدة وضعت لمعالجة بضع القضايا. وأطلقت الحكومة النيجيرية في نوفمبر/ تشرين الثاني، مبادرة تجريبية للتقليل من عدد الوفيات بين الأمهات أثناء الولادة. وتشمل المبادرة في مرحلة أولية 171 منطقة في 33 ولاية. وهذه هي المناطق التي تسجل أكثر من نصف نسبة الوفيات في البلاد. 'نحدد هوية كل حامل، ومكان إقامتها ونساعدها في مدة حملها، وأثناء الوضع وبعده'. وحددت المبادرة حتى الآن 400 ألف حامل في ست ولايات في عملية مسح ميدانية، مع تفاصيل عن كل واحدة، إذا كانت تتلقى رعاية ما قبل الولادة أم لا. 'وتعمل الخطة إلى ربطهن بالمصحات للتأكد من تلقيهن الرعاية وإنجابهن في ظروف آمنة'. وتسعى المبادرة إلى التعاون مع شبكات المواصلات المحلية من أجل تمكين المزيد من النساء من الذهاب إلى المصحات، وتشجيع الناس على الحصول على التأمينات الصحية الرخيصة. ومن السابق لأوانه الحديث عن تأثير المبادرة، لكن السلطات تأمل أن تلتحق البلاد بالركب العالمي في هذا المجال. فعلى المستوى العالمي تراجعت الوفيات بين الأمهات أثناء الولادة بنسبة 40 في المئة في عام 2000، بفضل توسيع الرعاية الصحية. وارتفعت الأرقام في نيجيريا في الفترة نفسها ولكن بنسبة 13 في المئة فقط. ويرحب الخبراء بهذه المبادرة والبرامج الأخرى، ولكنهم يعتقدون أن المطلوب هو الاستثمار أكثر في القطاع. ويقول دولستن من يونيسف، إن 'النجاح مرهون باستمرار التمويل، والتنفيذ الفعال، والمتابعة المستمرة، لضمان الوصول إلى النتائج المرجوة'. وفي أثناء ذلك، تمثل وفاة كل أم في نيجيريا بنسبة 200 كل يوم كارثة لعائلتها وأقاربها. ولا يزال السيد إيده يتألم لوفاة أخته. ويقول عنها 'تكفلت برعايتنا بعد وفاة والدينا ونحن صغاراً'. 'عندما أخلو بنفسي، أذكرها وأبكي بحرارة'.