
كل عام واردن الخير بخير وفلسطين بسلام ؛
الأنباط -
مع وقوف الحجيج في عرفة برجاء الاغتسال بنور الرحمن، وإطلالة العيد بشمس الإيمان ببيان السلم والسلام، يستعد الجميع للدخول فى فصل جديد يبدأ ب "الهدي" من أجل رسم طريق الهدى وينطلق بالوصل من باب التراحم لنيل مراد الدعاء بهدف كسب استجابة المناجاة، وهذا ما يجعل من العيد يشكل فاصل روحاني عنوانه الخير والفرح ووسائله التضحية بفعل هدي الاضحى، كما التراحم من مدخل التواصل بقصد إعادة تموضع الروابط العالقة بين علاقات الربط الواصلة، وهذا ما يجعل من التواصل فعله واجب وملزم لتعزيز مناخات الاتصال استجابة لقواعد الرحمة من على أرضية التراحم.
وهذا ما يجعل من العيد يعيد رسم العلاقات والروابط الاجتماعية ليعاد معها ترسيم نقاط الجذب بين مكونات المحتوى الاجتماعي المحيطة، بما يجعل من المجتمع يكون أكثر قوة وأفضل تماسك فيقوم العيد على تمكين الصفوف بين المجتمع الواحد ويجعله متين الوثاق واقوى ارادة، وهو ما يجعل من العيد محطة ملائمة لوصل الصلات العائلية والمجتمعية بين الإنسان ومحيطه كما بين الإنسان وخالقه، الأمر الذي يجعل من العيد يشكل ذلك الباب الذي يعظم روابط الوصل بعقدة المسامحة من باب تعظيم دائرة التراحم.
ونحن إذ تستعد للدخول باجواء العيد ببيان مراسم الصلاة وتعظيم روابط التواصل، فان ابتسامة العيد وإن كانت واجبة إلا أنها ستبقى غائبة في ظل ما تشهده فلسطين من أعمال إرهابية تحمل فى طياتها عناوين الموت بالتقتيل أو الوفاة بالتجويع فى ظل حالة الحصار المطبق والاحتلال المجحف الذي تمارسه قوات الاحتلال وآلته العسكرية على الإنسان الفلسطيني بهدف ترحيلهم وتهجيره، وهو الإنسان الذي بحاجة منا جميعا الى وصل بتقديم المعونة و العناية اللازمة في ظل عدم قدرة الأمة عن رفع الظلم عنه بالرسائل الحازمة، كما ان ذلك يستدعى أيضا ممن يقفون فى عرفات وممن يلتفون حولهم بالتضرع الى الله ان يرفع الظلم عن فلسطين وأهلها وعن كل مظلوم فان الله خلق الظلم لكنه حرمه على ذاته، وهذا ما يجعله ينتصر لصوت كل مظلوم ببركة دعائنا جميعا وبفضل صمود شعب أراد الحياة بأمان وسلام.
ان الشعب الاردني وهو يستقبل العيد بفاصل تاريخي تشهده المنطقة، إنما ليستقبله بمزيد من الوصل والتواصل من أجل قوة المجتمع ومنعته ليبقى الاردن حرا عزيزا ابيا عصيا على الاختراق وواحة للأمن والأمان في ظل قيادتنا الهاشمية، وكلي رجاء أن يرفع جور الاحتلال عن فلسطين واهلها وان يعم السلام على الأرض والبشرية وأن يعز الأمة العربية ويديم رسالتها ورايتها لتبقى خفاقة تنير دروب الخير والمعرفة من دوحة اشراقها حيث نور هداها الجامع بين مكة وأقصاها من مركز عنوانها حيث درة تاج العروبة في اردن العز والسلام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 21 دقائق
- مصرس
بينها «القسوة على الحيوانات».. منفذ حادث كولورادو يواجه 118 تهمة في أمريكا
يواجه المواطن المصري محمد سليمان، المتهم بتنفيذ هجوم حارق ضد مسيرة في مدينة بولدر بولاية كولورادو الأمريكية، قائمة طويلة من التهم التي أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والقانونية الأمريكية. الهجوم الذي وقع الأحد الماضي استهدف فعالية مؤيدة للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في غزة، وأدى إلى إصابة 15 شخصًا، لا يزال ثلاثة منهم في المستشفى.مثل سليمان أمام محكمة الولاية مرتين خلال الأسبوع الماضي، حيث وُجهت إليه 118 تهمة، من بينها 28 تهمة شروع في القتل من الدرجة الأولى، وتهمتا اعتداء جنائي، بالإضافة إلى استخدام مواد حارقة، وتهمة مثيرة للانتباه تتعلق ب«القسوة على حيوان».وأفاد المدعي العام لمنطقة كولورادو القضائية، مايكل دوغرتي، بأن 62 من التهم تتعلق بالضحايا بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن المتهم يواجه عقوبة قد تصل إلى 48 عامًا من السجن عن كل ضحية.تفاصيل الجريمة لم تقف عند حدّ الهجوم، بل تضمنت أيضًا أدلة جمعتها الشرطة من دفتر ملاحظات يعود لسليمان، عُثر عليه بناءً على إرشاد منه.يحتوي الدفتر على عبارات باللغة الإنجليزية وأخرى بالعربية، يُعتقد أنها تُعبّر عن دوافع الهجوم.كما يقوم المحققون بمراجعة مقاطع فيديو صورها سليمان لنفسه قبل تنفيذ الهجوم، يتحدث فيها بكلتا اللغتين عن نواياه، بحسب ما ذكرت شبكة "سي إن إن".أثناء تنفيذه للهجوم، ردد سليمان عبارة «فلسطين حرة»، وصرّح لاحقًا أمام السلطات بأنه «أراد قتل جميع الصهاينة»، بحسب ما ورد في إفادة الاعتقال.لكن المثير للجدل أيضًا، هو الوضع القانوني لعائلته. فقد اعتقلت سلطات الهجرة زوجة سليمان وأطفاله الخمسة بعد الحادث، رغم تأكيده أن لا أحد منهم كان على علم بخططه.تُحتجز العائلة حاليًا في مركز احتجاز بتكساس بعد نقلهم من كولورادو، حيث وُضعوا قيد التحقيق دون تمثيل قانوني، بحسب ما ذكره محاموهم.وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أنها ألغت تأشيرات دخولهم، بينما تسعى وزارة الأمن الداخلي لترحيلهم بشكل عاجل.إلا أن قاضي المحكمة الجزئية في كولورادو، جوردون ب. غالاغر، أصدر أمرًا يمنع ترحيل العائلة ما لم تُلغِ المحكمة الفيدرالية أو محكمة الاستئناف القرار.وأكد محامو العائلة أن زوجة سليمان صُدمت من نبأ اعتقال زوجها، وتنفي تمامًا علمها بأي تفاصيل تتعلق بالهجوم، وفق ما ذكره محاموها في سجلات المحكمة التي حصلت عليها CNN.وعلّق المدير التنفيذي لجمعية محامي الهجرة الأمريكية قائلًا: «الاعتقال أولًا ثم التحقيق لاحقًا ليس ما يفترض أن تقوم به سلطات مسؤولة».من المقرر أن يمثل محمد سليمان أمام المحكمة الفيدرالية يوم 15 يوليو في جلسة استماع تمهيدية، وسط ترقب من الرأي العام الأمريكي والمجتمع الدولي لما ستؤول إليه هذه القضية المعقدة، التي تمس قضايا تتقاطع فيها السياسة، الأمن، والهجرة.الرسالة الأخيرة لمنفذ الهجوم على مسيرة مؤيدة للاحتلال بمدينة كولورادو بأمريكاانتشر بعد الحادث، مقطع فيديو مصور على مواقع التواصل الاجتماعي، لمنفذ الهجوم على مسيرة مؤيدة للاحتلال بمدينة كولورادو بأمريكا، والذي يدعى محمد سليمان، مصري الجنسية، ويبلغ من العمر 45 عامًا.وقال محمد سليمان، في مقطع الفيديو المصور: «أمي زوجتي أولادي إخوتي أهلي، أشهد الله وأشهدكم أن الله ورسوله وجهاد في سبيله أحب إلي منكم ومن الدنيا وما فيها.. في أمان الله».وكشفت السلطات الأمريكية، عن تفاصيل تتعلق بالمشتبه به في هجوم وقع بالقرب من تظاهرة مؤيدة لإسرائيل، في منطقة بيرل ستريت الشهيرة بمدينة بولدر، وأسفر عن إصابة 6 أشخاص.


24 القاهرة
منذ 21 دقائق
- 24 القاهرة
دعاء رمي الجمرات في أيام التشريق الثلاثة مستجاب.. ردده بخشوع وتضرع
يبدأ الحجاج في ترديد دعاء رمي الجمرات في أيام التشريق الثلاثة، والتي تبدأ من اليوم الحادي عشر والثاني عشر، بالإضافة إلى الثالث عشر من ذي الحجة، حيث أدى الحجاج رمي جمرة العقبة الكبرى أمس في أجواء روحانية مليئة بالخشوع والإيمان وذكر الله كثيرا، طالبين من الله أن يقبل حجتهم، وأن يكونوا ممن كتب الله لهم المغفرة والرحمة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من حج فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه. ونستعرض لكم من خلال التقرير الآتي، دعاء رمي الجمرات في أيام التشريق الثلاثة، كم عدد رمي الجمرات في الحج؟، هل يجوز رمي الجمرات الثلاث في يوم واحد؟، نظرا للبحث الهائل من قبل الكثير من المسلمين قبل ساعات من بدء رمي الجمرات في أيام التشريق الثلاثة. دعاء رمي الجمرات في أيام التشريق الثلاثة دعاء رمي الجمرات في أيام التشريق الثلاثة يحرص الحجاج على ترديد دعاء رمي الجمرات في أيام التشريق الثلاثة، حيث نشرت دار الإفتاء عبر حسابها الرسمي على «فيس بوك» صيغة الدعاء وهي: «اللهم اجعله حجا مبرورا، وذنبا مغفورا»، كما أشارت أيضا إلى إمكانية الإكثار من الدعاء المأثور أو غيره، حيث يبدأ الحجاج اليوم في رمي الجمرات بعد أن قاموا برمي جمرة العقبة الكبرى في يوم النحر، ليبدأ كل حاج اليوم في رمي الجمرات (الصغرى – الوسطى- الكبرى) طوال الأيام الثلاث القادمة بدءا من اليوم. ويقوم الحجاج برمي الحصى على ثلاث شواخص ضمن أعمال الحج، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا الله كثيرا عند رمي الجمرات، لذا على الحجاج اتباعه، فروى أحمد وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت:« أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر يومه حين صلى الظهر ثم رجع إلى منى فمكث بها ليالي التشريق يرمى الجمرة، إذا زالت الشمس كل جمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ويقف عند الأولى وعند الثانية فيطيل القيام ويتضرع ويرمي الثالثة ولا يقف عندها»، لذا ينبغي على الحجاج فعل ما فعل الرسول الكريم، مع ترديد العديد من الأدعية من خلال بعض الصيغ التالية: بسم الله، والله أكبر رغمًا للشيطان وحزبه وإرضاءً للرحمن. نسألك اللهم أن تجعل حجنا مبرورا وأن تغفر لنا وترحمنا يا رب العالمين. نسألك اللهم أن تجعلنا في طريق رضاك ويا رب لا تجعلنا في طريق المعصية في هذا الحياة. نحمدك ونشكرك على كل نعمة أنعمتها علينا يا رب العالمين، فنسألك تقبل حجتنا. اللهم أنت عارف بأحوالنا، فاهدنا إلى صراط المستقيم وتقبل حجتنا يا أرحم الرحمين. اللهم اغفر لنا وارحمنا وارحم جميع المسلمين يا رب العالمين. يا رب تقبل كل ما قدمنا في الحج، واكتب لنا زيارة هذا المكان الشريف مرة أخرى. نسألك اللهم أن تبعد عنا الشيطان، وأن تجعلنا راجعين إلى بيوتنا خاليين من الذنوب والخطايا. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأعلي يا ربنا كلمتي الحق والدين. يا رب نرجوك أن تكتب لنا الحج في العام القادم، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. يا رب أنت القادر على كل شيء، فكما أجبرت خاطرنا بأداء فريضة الحج، فاكتب لنا الجنة. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يا أرحم الرحمين، واكتب لكل مسلم أداء فريضة الحج. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار يا رب العالمين. دعاء رمي الجمرات في أيام التشريق الثلاثة كم عدد رمي الجمرات في الحج؟ كم عدد رمي الجمرات في الحج؟ أجابت دار الإفتاء المصرية عن هذا السؤال وهي أن مجموع الجمرات في أيام التشريق سبعون، منها سبعة ترمى بها جمرة العقبة يوم العيد، و21 ترمى بها الجمار الثلاث (الصغرى – الوسطى، الكبرى) في أيام التشريق، لذا سيقوم الحجاج اليوم برمي الجمرات 21 جمرة، ويوم الثاني عشر 21 جمرة، ويوم الثالث عشر 21 جمرة. وأوضحت دار الإفتاء أن من تعجل وأراد الخروج من مشعر منى إلى مكة في اليوم الثاني من أيام التشريق (ثالث أيام العيد) فإنه يقوم برمي 7 جمرات يوم النحر، وإحدى وعشرين لليوم الثاني، وإحدى وعشرين لليوم الثالث، أي أن مجموعهم يصل إلى 49 جمرة. كم عدد رمي الجمرات في الحج؟ هل يجوز رمي الجمرات الثلاث في يوم واحد؟ هل يجوز رمي الجمرات الثلاث في يوم واحد؟ يطرح هذا السؤال من قبل الكثير من المسلمين الآن، فأجاب الدكتور عبد اللطيف سليمان، من خلال شرح تفاصيل رمي الجمرات، حيث قال: إن رمي الجمرات هو عبارة عن إمساك الحاج الجمرة باليد اليمنى وإلقاء الحجر المعد لذلك، فالحج يرمي في يوم العيد 7 حصوات، ثم يرمي العقبات الثلاث في أيام التشريق الثلاثة، ويجوز للمتعدل أن يرمي حتى ثاني أيام التشريق، مضيفا أن الله سبحانه وتعالى «واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون». واستطرد: ينبغي على الحاج أن يرمي الحمرة واحدة بواحدة وليس دفعة واحدة، وعلى المسلم أن يرميها بترتيب الصغرى والوسطى والصغرى، موضحًا أن دار الإفتاء أن رمي الجمرات يبدأ من منتصف الليل حتى طوال اليوم، أي يجوز له النفرة. وواصل، أن هناك عددا من الشروط لصحة رمي الجمرات سبق الإحرام بالحج، أي أنه وقف بعرفة، ثانيا المرمي يكون به حجرا، يكون الرمي بترتيبها في أيام التشريق الثلاثة.


القدس العربي
منذ 28 دقائق
- القدس العربي
عندما يتحول المبعوث الأمريكي إلى مفكر قومي
عندما استمعت قبل أيام للمبعوث الأمريكي الجديد إلى سوريا السيد توم باراك وهو يهاجم اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت بريطانيا وفرنسا بموجبها العالم العربي إلى دويلات، للأمانة هرشت رأسي. هل أنا في حلم أم في علم. وقد زادت دهشتي عندما راح السيد باراك يحذر من مشاريع التقسيم في المنطقة زاعماً أن بلاده لن تسمح بالتقسيم أبداً. ولا شك أن تصريحه يستحق الشكر والثناء، ونتمنى من أعماق قلوبنا أن يكون صادقاً فعلاً، فقد بدا المبعوث الأمريكي وهو يدعو إلى الوحدة ويشجب الإرث الاستعماري الأوروبي وكأنه يردد خطاب الأمين العام للقيادة القومية في حزب البعث العربي الاشتراكي. سبحان الله. لقد باتت أمريكا اليوم أقرب إلى الأفكار الوحدوية منها إلى مشاريع التفتيت، لكن السؤال: هل يعقل أن الأمريكيين صاروا على طرفي نقيض مع حلفائهم الإسرائيليين في الشرق الأوسط؟ ألم نسمع المسؤولين الإسرائيليين من نتنياهو إلى كثير من الوزراء في حكومته وهم يطالبون علناً بتقسيم سوريا وغيرها من الدول العربية، أولاً لإضعاف الدول المجاورة وتحويلها إلى دويلات طائفية وعرقية ومذهبية متناحرة لا تشكل أي تهديد لإسرائيل، وثانياً لتبرير وجود دولتهم القائمة على قواعد دينية، فمن المعروف هناك ما يسمى بقانون الدولة القومية الذي يؤكد على أن إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي ويقصي كل الفئات غير اليهودية، مما أثار قلاقل ومشاكل كثيرة داخل إسرائيل وخاصة من الطوائف الأخرى. وبناء على القانون الإسرائيلي المثير للجدل، فإن من مصلحة إسرائيل قيام كيانات ودويلات شبيهة بالدولة العبرية، كي لا تبقى إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة المستندة على أسس دينية وقومية. وهذا يعني ضمناً أن الإسرائيليين يحبذون لا بل يشجعون الطوائف والقوميات الأخرى في المنطقة كي تحذو حذوهم. لكن هل انتهى الحلم الإسرائيلي يا ترى بعد تصريحات المبعوث الأمريكي، أم إن الكلمة الأخيرة في الشرق الأوسط تبقى لإسرائيل وليس لأمريكا، وأن الأمريكيين ينظرون إلى كل القضايا في الشرق الأوسط من زاوية المصلحة الإسرائيلية أو بالأحرى بعيون إسرائيلية؟ كل الوعود الإسرائيلية لبعض الأطراف في سوريا بالمساعدة والحماية ذهبت أدراج الرياح، ولم تكن سوى وعود معسولة زائفة من أجل تأمين المصالح الإسرائيلية لو نظرنا اليوم إلى التصريحات الإسرائيلية لوجدنا تناقضاً صارخاً فيها، فهناك أكثر من خطاب في الإعلام الإسرائيلي، فمرة يعلن القادة الأمنيون الإسرائيليون بأنهم لن يتدخلوا في البلدان المجاورة ولن يدعموا طرفاً ضد طرف، وليسوا مستعدين أبداً كي يحاربوا من أجل أحد. ولو فحصنا هذا الادعاء لرأينا أن هناك ما يدعمه على أرض الواقع، فقد كشفت الحرب على غزة هشاشة القوة الإسرائيلية رغم امتلاكها أحدث الأسلحة الأمريكية الفتاكة، وأن الشارع الإسرائيلي لا يمكن أن يقبل بمغامرات عسكرية خارجية من أجل أحد بعد أن تأذى كثيراً من التجربة الغزاوية، فإذا كان الإسرائيليون منقسمين اليوم إزاء مسألة تخص أمنهم القومي في غزة، فكيف يقبلون بأن يتورطوا خارج حدودهم من أجل الآخرين؟ وقد أظهرت الأشهر الماضية أن كل الوعود الإسرائيلية لبعض الأطراف في سوريا بالمساعدة والحماية ذهبت أدراج الرياح، ولم تكن سوى وعود معسولة زائفة من أجل تأمين المصالح الإسرائيلية مع القيادة السورية الجديدة، وفي اللحظة التي بدأت تتضح ملامح التفاهم بين سوريا وإسرائيل بدأنا نلحظ ظهور تصريحات إسرائيلية موجهة لبعض الأطراف السورية تتملص من وعود الحماية. وقد تأكد ذلك على أرض الواقع، فلم يهب الإسرائيليون لمساعدة أحد في ضواحي دمشق، لا بل إن المسؤولين الأمنيين قالوا بشكل جلي إن ما يهمنا هو فقط بعض المناطق السورية الواقعة على حدودنا مباشرة، وأن الذين يحلمون بأن نشد الرحال عسكرياً لمساعدتهم داخل سوريا فيجب ألا ينتظرونا. لكن على أرض الواقع نجد أن بعض الأطراف السورية التي كانت تراهن على دعم إسرائيلي لتحقيق مطالبها داخل سوريا مازالت مصرة على مواقفها المتشددة، وهي تدفع باتجاه المواجهة مع دمشق بدل التقارب معها، فهل يا ترى تراهن على وهم، أم إن الأيادي الإسرائيلية مازالت تحرك بعض الأطراف من شرق سوريا إلى غربها إلى جنوبها، وأن التصريحات الإسرائيلية التي تتملص من وعود الحماية مجرد ستار دخاني يخفي وراءها نوايا إسرائيلية معلنة منذ عقود، وخاصة وثيقة «كيفونيم الصادرة عام ألف وتسعمائة واثنين وثمانين والتي أعلنت صراحة بأنها تريد تقسيم ليس الدول المجاورة، بل تحاول أيضاً تفتيت بلدان عربية بعيدة. هل يا ترى سيتحقق المشروع الإسرائيلي القديم بتصدير خطة غزة خارج فلسطين وتفكيك المنطقة المجاورة وما بعدها، أم صار للأمريكيين رأي آخر حسب تصريحات المبعوث الأمريكي توم باراك الذي أكد على منع التدخلات الخارجية في المنطقة وتركها تحقق الأمن والاستقرار بعيداً عن المشاريع الخارجية؟ هل تغيرت الاستراتيجية الأمريكية تجاه المنطقة لمواجهة التمدد الصيني مثلاً؟ من كان يتوقع أن يبدأ التعاون العسكري بين الجيشين الأمريكي والسوري؟ طبعاً من الصعب التنبؤ بالمشاريع السياسية الحقيقية المعدة للمنطقة، لكن كلنا أمل أن تصدق التصريحات الأمريكية «الوحدوية» لتلجم مشاريع الطامعين بالفوضى والتحريض والتخريب ودق الأسافين والتفتيت والتقسيم. كاتب واعلامي سوري falkasim@