
الصين تقلب موازين الذكاء الاصطناعي عبر انفتاح انتقامي
جون يون
كان من المؤكد أن تتبنى بكين موقفاً انتقامياً بعد أن شددت واشنطن قبضتها على تقنيات الذكاء الاصطناعي في يناير الماضي، وحرمت الصين من الرقائق المتطورة، كما فرضت حصاراً تجارياً على النماذج التقنية المتقدمة للصين. لذا، بدا المسار واضحاً: تعزل الصين نفسها، وتنخرط في تطوير قدراتها في سرية تامة. لكن جاء الواقع الحالي ليخالف كل التوقعات، فبكين قررت مشاركة أحدث نماذجها المتطورة مع العالم مجاناً.
وتشهد الساحة التقنية في الأسابيع الأخيرة ظاهرة فريدة من نوعها، حيث تقوم شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة، مثل علي بابا وبايدو وتينسنت، بعرض نماذج ذكاء اصطناعي فائقة القوة وتتيحها أمام الجميع. والأمر الأكثر إثارة للدهشة، في صناعة تقوم عادة على الاحتكار والسرية، هو أن هذه النماذج المتقدمة متاحة بالكامل للاستخدام والتعديل والتطوير دون أي قيود.
وتتواصل هذه الحملة الصينية دون توقف. فمنذ ظهور «ديب سيك آر1» في يناير - النموذج الذي يمثل الرد الصيني على سلسلة «أو1» من «أوبن إيه آي الأمريكية» - تدفقت موجة من النماذج المتطورة بشكل متتالٍ. وتؤكد شركة علي بابا أن نموذجها الأخير «كيو دبليو كيو - 32 بي» ينافس بقوة نظيره «ديب سيك» مع تسجيله نتائج متميزة في المعايير القياسية. وكل أسبوع يمر يأتي بنموذج جديد يرفع سقف إمكانيات الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر.
للوهلة الأولى، قد تبدو هذه الموجة من الانفتاح وكأنها إعلان مبدئي بأن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون متاحاً للجميع، وليس حكراً على حفنة من الشركات. لكن في عالم الأعمال والعلاقات الدولية، نادراً ما يأتي مثل هذا الكرم دون حسابات استراتيجية. والسؤال الحقيقي ليس هو: لماذا تتجه الصين نحو الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر؟ بل لماذا افترض العالم أنها لن تفعل ذلك؟
حتى الآن، تتعامل معظم المجموعات التكنولوجية الأمريكية مع الذكاء الاصطناعي كمورد حصري، حيث تقيد الوصول إلى نماذجها الأكثر تطوراً خلف جدران الدفع. وتحد شركات مثل «أوبن إيه آي» و«جوجل ديب مايند» و«أنثروبيك» من الوصول الكامل إلى نماذجها المتقدمة، وتقدمها عبر خطط كالاشتراكات المدفوعة والصفقات المؤسسية.
كما، تنظر الحكومة الأمريكية إلى الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر باعتباره مخاطرة أمنية، خشية تطويع النماذج غير المنظمة لتصبح أسلحة إلكترونية. وبالفعل، يسعى المشرعون الأمريكيون لحظر برمجيات «ديب سيك» من الأجهزة الحكومية، متذرعين بمخاوف الأمن القومي.
إن المجموعات التكنولوجية الصينية تتبنى نهجاً مختلفاً تماماً، فمن خلال إتاحة نماذج الذكاء الاصطناعي كمصدر مفتوح، فإنها لا تتجاوز العقوبات الأمريكية فحسب، بل تعيد هيكلة عملية تطوير الذكاء الاصطناعي عالمياً، وذلك بالاستفادة من المواهب العالمية لتحسين نماذجها. وحتى القيود المفروضة على الرقائق المتقدمة مثل تلك التي تنتجها «إنفيديا» تصبح أقل تأثيراً، طالما أن هناك إمكانية لتدريب النماذج الصينية على أجهزة بديلة.
ويتطور الذكاء الاصطناعي من خلال التكرار والتحسين المستمر. وكل إصدار جديد يبنى على سابقه، ليعالج نقاط الضعف، ويعزز القدرات، ويحسن الكفاءة. وبإتاحة نماذجها كمصدر مفتوح، تخلق المجموعات التكنولوجية الصينية بيئة يقوم فيها المطورون حول العالم بتحسين نماذجها باستمرار — دون أن تتحمل هي وحدها كل تكاليف التطوير.
وقد يقلب هذا التوجه الصيني موازين القوى الاقتصادية في عالم الذكاء الاصطناعي رأساً على عقب. فعندما تضاهي النماذج المفتوحة قدرات النماذج الاحتكارية الأمريكية، ينهار أساس الربح من هذه التقنية، إذ ببساطة: لماذا يدفع أحد ثمن خدمة يمكن الحصول عليها مجاناً بالكفاءة نفسها؟
وتلوح هذه الاستراتيجية في يد بكين كسلاح فتاك في صراعها التقني مع واشنطن، فالشركات الأمريكية التي تبني إمبراطورياتها على بيع تراخيص وخدمات باهظة، ستجد نفسها في منافسة مدمرة - حيث تتضاءل الأرباح رغم انتشار التقنية.
لكن هذا النهج ليس بلا مخاطر، فانتشار النماذج المجانية يفتح الباب أمام منافسين أجانب لتطوير هذه النماذج الصينية نفسها ومنافسة مبتكريها الأصليين. وقد يأتي وقت تضطر فيه عمالقة التكنولوجيا الصينية مثل علي بابا وبايدو وتينسنت إلى التراجع عن هذا الانفتاح لحماية ابتكاراتها وضمان مصادر الدخل.
وبعيداً عن تعقيدات السوق، قد تعيد بكين نفسها النظر في هذا التوجه. فالحكومة الصينية، المعروفة بحرصها على التحكم في التقنيات الاستراتيجية، قد تفرض ضوابط أكثر صرامة على الذكاء الاصطناعي للسيطرة على المعلومات وضمان تماشيها مع توجهات الدولة. رغم ذلك، يبقى الانفتاح التقني خيار الصين الأمثل في الوقت الراهن - استراتيجية ذكية للمنافسة دون امتلاك أفضل الرقائق أو ميزة الريادة في هذا المجال.
إن اندفاع الصين نحو الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر لم يكن مجرد مصادفة، بل ردة فعل على نافذة فرص آخذة في الانغلاق. فمع توجه الولايات المتحدة إلى فرض مزيد من القيود على تصدير الرقائق والتكنولوجيا المتقدمة تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، وفي ظل تزايد هيمنة الشركات الأمريكية على نماذج الذكاء الاصطناعي الحصرية، أصبح أمام الصين خيار واحد: السرعة والانتشار الواسع. ومن خلال إغراق السوق بالنماذج المفتوحة، تسعى الصين إلى إعادة التوازن قبل أن تترسخ الاحتكارات العالمية في هذا المجال.
وإذا كانت شركات مثل «أوبن إيه آي» و«جوجل» و«مايكروسوفت» قد حسمت سباق الذكاء الاصطناعي بالشكل الذي نعرفه، فإن أفضل خطوة للصين ليست المنافسة على قواعدهم — بل جعل الفوز نفسه بلا معنى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 13 ساعات
- العين الإخبارية
«على بابا» وأخواتها.. قصص نجاح ملهمة للتسويق الذكي في الصين
اكتشف قصص نجاح شركات صينية كبرى مثل علي بابا في التسويق الذكي عبر الإعلانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وكيف ساهمت في تغيير قواعد السوق الصينية؟ أعلنت شركات علي بابا وتينسنت وجيه دي.كوم عن أرباحٍ لم تعكس فقط تحسن إنفاق المستهلكين الصينيين، بل عززت أيضًا الفوائد المتزايدة للذكاء الاصطناعي في مجال الإعلان. وأعلنت شركة التجارة الإلكترونية العملاقة علي بابا، مساء الخميس الماضي، أن مبيعات مجموعتي تاوباو وتي مول ارتفعت بنسبة 9% على أساس سنوي لتصل إلى 101.37 مليار يوان (13.97 مليار دولار أمريكي) للأشهر الثلاثة المنتهية في 31 مارس/آذار. ويتجاوز هذا الرقم توقعات استطلاع رأي أجرته شركة " FactSet"، والتي بلغت توقعاتها 97.94 مليار يوان، كما تجاوز معدل النمو الفصلي بكثير نسبة الزيادة البالغة 3% في هذا القطاع خلال الاثني عشر شهرًا المنتهية في 31 مارس/آذار. وقال كاي وانغ، استراتيجي أسواق الأسهم الآسيوية في مورنينغ ستار، لشبكة سي إن بي سي، بشأن نتائج أرباح الشركات الثلاث، "كانت عائدات التجارة الإلكترونية والإعلانات بمثابة مفاجآت إيجابية، حيث كانت هناك توقعات بأن تؤثر الرسوم الجمركية على سلوك المستهلك". ومن المهم الإشارة إلى أن بيانات الأرباح لا تغطي سوى الفترة التي سبقت تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين في أبريل/نيسان، مع فرض رسوم جمركية جديدة تجاوزت 100% على منتجات البلدين، وهو ما يُمثل حظرًا تجاريًا فعليًا. وأصدر البلدان بيانًا مشتركًا بعد ذلك، أعلنا فيه عن تخفيض معظم الرسوم الجمركية المضافة مؤخرًا لمدة 90 يومًا. وصرح تشارلي تشين، المدير الإداري ورئيس قسم أبحاث آسيا في شركة تشاينا رينيسانس للأوراق المالية، يوم الجمعة، بأن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين منذ أبريل/نيسان قد أثر سلبًا على الاستهلاك إلى حد ما، نظرًا لتزايد حالة عدم اليقين التي تواجهها الشركات الصغيرة والمتوسطة، ويتوقع أن يرتفع الاستهلاك مع انحسار التوترات التجارية. وعلى الرغم من ضعف الاستهلاك بشكل عام، فقد حققت مبيعات بعض الأجهزة الإلكترونية والمنزلية أداءً جيدًا منذ العام الماضي بفضل دعم الصين للمقايضات التجارية لدعم هذا الإنفاق الاستهلاكي. وأعلنت شركة يوم الثلاثاء أن مبيعاتها من هذه الفئة ارتفعت بنسبة 17% مقارنة بالعام الماضي. وبشكل عام، أعلنت شركة التجارة الإلكترونية عن زيادة بنسبة 16.3% في إيرادات أعمالها في قطاع التجزئة لتصل إلى 263.85 مليار يوان في الأشهر الثلاثة المنتهية في 31 مارس/آذار. وكان هذا أفضل من توقعات استطلاع FactSet البالغة 226.84 مليار يوان في مبيعات قطاع التجزئة. ويوم الأربعاء، أعلنت Tencent أن قطاع "التكنولوجيا المالية وخدمات الأعمال"، وهو مؤشر على المعاملات التجارية المتعلقة بالمستهلكين، قد حقق زيادة في الإيرادات بنسبة 5% على أساس سنوي لتصل إلى 54.9 مليار يوان في الربع الأول. وفي حين صرّح محللو نومورا بأن نمو إيرادات القطاع كان متوافقًا مع التقديرات، إلا أنهم أشاروا في مذكرة إلى أن "إعلانات Tencent كانت متفوقة بشكل كبير في قطاع الإعلانات الصيني على الرغم من البيئة الاقتصادية الصعبة". وارتفعت إيرادات خدمات التسويق لشركة تينسنت بنسبة 20% لتصل إلى 31.9 مليار يوان، مدعومةً بـ"طلب قوي من المعلنين" على مقاطع الفيديو القصيرة وغيرها من المحتوى داخل تطبيقها للتواصل الاجتماعي "وي تشات". وأشارت تينسنت إلى "تحديثات مستمرة للذكاء الاصطناعي" في منصتها الإعلانية. الذكاء الاصطناعي يعزز الإعلانات وأفادت إدارة شركة تينسنت في مكالمة أرباح يوم الأربعاء أن الذكاء الاصطناعي يساعد الشركة على رفع معدلات النقر - وهي مقياس لنجاح الإعلانات عبر الإنترنت - إلى ما يقرب من 3%، وفقًا لبيانات FactSet. وقالت الشركة إن هذا يمثل ارتفاعًا حادًا من معدل نقر يبلغ 0.1% لإعلانات البانر تاريخيًا، وحوالي 1% لإعلانات الخلاصات. وتجاوز متوسط عدد مستخدمي WeChat، المعروف باسم Weixin في الصين، 1.4 مليار مستخدم شهريًا في الربع الأول لأول مرة. ويوفر التطبيق أحد نظامي الدفع عبر الهاتف المحمول الرئيسيين المستخدمين في الصين. كما تستخدم العديد من المقاهي وتجار التجزئة عبر الإنترنت تطبيقات صغيرة في WeChat ليتمكن العملاء من تقديم الطلبات. وذكرت تينسنت إن عمليات التجارة الإلكترونية الخاصة بها قد نمت بشكل كبير لدرجة أنها أصبحت الآن وحدة جديدة داخل WeChat. وقال وانغ من مورنينج ستار، "تُحسّن إعلانات الذكاء الاصطناعي الكفاءة والخوارزمية، مما يُفترض أن يُترجم إلى استهداف أفضل للمستهلكين حتى لو لم تكن الظروف الاقتصادية مثالية". وأضاف "لا يزال من المبكر تحديد مدى الزيادة في فوائد إعلانات الذكاء الاصطناعي مقارنةً بالإعلانات غير المعتمدة عليه، لكننا شهدنا بعض الربح من الإعلانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي". وأعلنت JD أن إيراداتها التسويقية ارتفعت بنسبة 15.7% لتصل إلى 22.32 مليار يوان خلال الربع، ويعزى ذلك جزئيًا إلى أدوات الذكاء الاصطناعي. وفي مكالمة أرباح يوم الثلاثاء، أفادت إدارة JD أن فريق البحث والتطوير الإعلاني يستخدم نماذج لغوية واسعة النطاق لتحسين معدلات تحويل الإعلانات وتسريع نمو إيراداتها. وأضافت الشركة أنها الاعتماد على أدوات ذكاء اصطناعي يمكّن التجار من "تنفيذ حملات إعلانية معقدة" بشكل بسيط. aXA6IDgyLjIzLjE5OS4yNDUg جزيرة ام اند امز GB


العين الإخبارية
منذ 15 ساعات
- العين الإخبارية
«غروك» يصل إلى «أزور».. «مايكروسوفت» توسع خيارات الذكاء الاصطناعي
أعلنت شركة "مايكروسوفت" الإثنين أنها ستضيف إلى "أزور"، وهي منصة حوسبة سحابية للمطورين، برنامج "غروك" القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي، في أعقاب جدل جديد بشأن هذه الأداة التي ابتكرتها شركة مملوكة للملياردير إيلون ماسك. أعلنت شركة "مايكروسوفت" الإثنين أنها ستضيف إلى "أزور"، وهي منصة حوسبة سحابية للمطورين، برنامج "غروك" القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي، في أعقاب جدل جديد بشأن هذه الأداة التي ابتكرتها شركة مملوكة للملياردير إيلون ماسك. وفقا لوكالة "فرانس برس"، أثار "غروك" جدلا خلال الأسبوع الماضي عندما ذكر عبارة "إبادة جماعية للبيض" في جنوب أفريقيا، وهو خطأ عزته شركة "اكس ايه آي" التي ابتكرت هذا النموذج وتمتلك أيضا منصة "اكس" للتواصل الاجتماعي، إلى "تعديل غير مصرح به". وقال إيلون ماسك خلال مقابلة قصيرة مع الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت" ساتيا ناديلا، بُثّت الاثنين خلال المؤتمر السنوي لشركة التكنولوجيا الكبرى "نسعى جاهدين من أجل الحقيقة". وأضاف "ستكون هناك أخطاء دائما، لكننا نسعى جاهدين للوصول إلى الحقيقة، وتقليل عدد الأخطاء مع مرور الوقت. وأعتقد أن ذلك مهم جدا لسلامة الذكاء الاصطناعي". ولن تشكل الإضافة المفاجئة لـ"غروك" إلى عدد كبير من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الأخرى المتوفرة على "أزور"، أخبارا سارة لشركة "اوبن ايه آي"، الشريك الرئيسي لـ"مايكروسوفت" في هذه التكنولوجيا. أطلقت "أوبن إيه آي" موجة الذكاء الاصطناعي التوليدي مع أداتها "تشات جي بي تي" في أواخر العام 2022 وتظل نجمة القطاع، خصوصا بفضل استثمار "مايكروسوفت" بالمليارات فيها. هاجم إيلون ماسك باستمرار "اوبن ايه آي" في منصة "إكس" وفي القضاء، متهما إياها بأنها "انتهكت" عقدها التأسيسي الذي يشير إلى أنها شركة غير ربحية. وكان ماسك أحد مؤسسي هذه الشركة في العام 2015، لكنه استقال منها بعد ثلاث سنوات بسبب خلافات جوهرية. سجّل الرئيس التنفيذي لـ"أوبن إيه آي" سام ألتمان مداخلة في مؤتمر "مايكروسوفت"، وتحدّث مباشرة مع ساتيا ناديلا لتسليط الضوء على أحدث الابتكارات. ستكون نماذج "غروك" مُتاحة على "أزور ايه آي فاوندري"، وهي منصة توفر مئات النماذج للمطورين المشتركين في الخدمة، بما في ذلك نماذج "ديب سيك" و"ميسترال" و"ميتا". وأكد ناديلا أهمية الخيارات المتعددة التي تقدمها "فاوندري". وقال "كمطورين، نحن مهتمون بأبعاد كثيرة: التكلفة، والصدقية، والوقت المستغرق، وكذلك الجودة"، مضيفا "أزور أوبن إيه آي هي الأفضل في فئتها، إذ تقدم ضمانات مثل الصدقية العالية وضوابط ممتازة للتكلفة". وتابع "يسعدنا اليوم أن نعلن أنّ غروك المُبتكر من شركة إكس إيه آي سيُضاف إلى أزور". وكشفت "مايكروسوفت" النقاب أيضا عن برنامج مساعد قائم على الذكاء الاصطناعي للمهندسين، قادر على الترميز عند الطلب ومتاح على "غيت هاب"، خدمة تطوير البرامج الخاصة بالشركة. تبرمج الأداة المساعدة الجديدة بشكل مستقل، وتخطر المستخدم عند الانتهاء، وتظهر كمبرمج بين آخرين داخل الفريق في المنصة. وليست البرامج المساعدة القائمة على الذكاء الاصطناعي والقادرة على البرمجة جديدة، لكنّ شركات التكنولوجيا العملاقة تَعِد منذ أشهر عدة بـ"مهندسين قائمين على الذكاء الاصطناعي" أكثر استقلالية وكفاءة. ويخشى عدد كبير من المراقبين والمنتقدين في سيليكون فالي من أن يؤدي ذلك إلى خسائر كبيرة في الوظائف. وقد شهدت "مايكروسوفت" حديثا موجة جديدة من عمليات الصرف. وأشار مصدر قريب من الملف إلى أن هذه الخطة الاجتماعية طالت "أقل من 3%" من القوى العاملة في المجموعة، أي نحو 6 آلاف شخص. غالبا ما تتم برمجة نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي مسبقا بواسطة مهندسين لتقديم محتوى معيّن أو تجنّب آخر أو للاستجابة بنبرة معينة. تركز نبرة "غروك" على الفكاهة بشكل خاص. واعتبر المستخدمون أن أحدث نموذج من شركة "أوبن إيه آي" متملق جدا، وأعلنت الشركة سريعا أنها ستجري تغييرات لتصحيح هذا الأمر. وبحسب لقطات شاشة، أشار "غروك" خلال الأسبوع الماضي إلى "إبادة جماعية للبيض" في جنوب أفريقيا ردا على أسئلة ليست على صلة بهذا الموضوع، وهو ما يعكس الدعاية اليمينية المتطرفة بشأن القمع المزعوم للجنوب أفريقيين البيض. عندما سأله أحد المستخدمين عن سبب هوسه بالموضوع، أجاب روبوت المحادثة أن "منشئيه في إكس إيه آي أمروه بالتطرق إلى هذا الموضوع". وكان إيلون ماسك المولود في جنوب أفريقيا، قد اتهم سابقا قادة البلاد بـ"تشجيع الإبادة الجماعية للبيض في جنوب أفريقيا". وفي بيان لها، أشارت "إكس إيه آي" إلى "تعديل غير مصرح به" لـ"غروك" دفعه إلى إعطاء إجابات "تنتهك السياسات الداخلية والقيم الأساسية لشركة إكس إيه آي". aXA6IDgyLjI3LjIyNC41IA== جزيرة ام اند امز CA


العين الإخبارية
منذ 2 أيام
- العين الإخبارية
خطة مثيرة للجدل.. نموذج ذكاء اصطناعي صيني على هواتف آيفون
أفادت صحيفة نيويورك تايمز أن البيت الأبيض ومسؤولين في الكونغرس يدرسون بدقة خطة مثيرة للجدل، حيث تسعى شركة أبل لإبرام صفقة مع شركة علي بابا لإتاحة نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة الصينية على أجهزة آيفون داخل الصين حصريا. وأضافت الصحيفة، نقلاً عن ثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر، أن السلطات الأمريكية كانت قلقة من أن الصفقة ستساعد الشركة الصينية على تحسين قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوسيع نطاق روبوتات الدردشة الصينية مع فرض قيود على الرقابة، وتعميق خضوع أبل لقوانين بكين المتعلقة بالرقابة ومشاركة البيانات. وبحسب شبكة سي إن بي سي، لم تستجب أبل وعلي بابا لطلبات رويترز للتعليق فورًا. وفي فبراير/شباط، أكدت علي بابا شراكتها مع أبل لدعم خدمات الذكاء الاصطناعي لأجهزة آيفون داخل الصين. وبالنسبة لشركة علي بابا، تُعد هذه الشراكة فوزًا كبيرًا في سوق الذكاء الاصطناعي التنافسي في الصين، موطن شركة DeepSeek، التي تصدرت عناوين الأخبار هذا العام بنماذج طُوّرت بتكلفة زهيدة مقارنةً بالمنافسين الغربيين. وفي شهر مارس/آذار الماضي، أعلنت مجموعة "علي بابا" القابضة عن تطوير نموذج جديد للذكاء الاصطناعي يتمتع بقدرة على التعرف على المشاعر، في خطوة تهدف من خلالها إلى التفوق على أحدث إصدارات شركة "أوبن إيه آي". وخلال عرضين توضيحيين، قدّم باحثو "مختبر تونجي" (Tongyi Lab) التابع لـ"علي بابا" عرضًا لإمكانات النموذج الجديد "R1-Omni"، حيث أظهر قدرته على تحليل الحالة العاطفية لشخص من خلال مقطع فيديو، إلى جانب توصيف ملابسه والبيئة المحيطة به. ويُعد نموذج "R1-Omni" تطورًا بارزًا في مجال الرؤية الحاسوبية، إذ يُمثّل نسخة محسّنة من نموذج مفتوح المصدر يُعرف باسم "HumanOmni"، الذي تم تطويره تحت إشراف الباحث جياشينغ تشاو. وتسعى شركة "علي بابا" جاهدة لتعزيز مكانتها في ميدان الذكاء الاصطناعي، لا سيما عقب الظهور القوي لنموذج "ديب سيك" (DeepSeek) في يناير/كانون الثاني الماضي. وفي هذا الإطار، تواصل الشركة العملاقة في قطاع التجارة الإلكترونية إطلاق أدوات وتطبيقات متنوعة تغطي مجالات متعددة. وفي سياق منافستها المستمرة، أجرت "علي بابا" مقارنة بين نموذجها "كيو وين" (Qwen) ونموذج "ديب سيك"، كما أبرمت شراكة استراتيجية مع شركة "أبل" لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي على أجهزة "آيفون"، في خطوة تعزز من استعدادها لمنافسة "أوبن إيه آي". وعلاوة على ذلك، أتاحت "علي بابا" نموذجها الجديد "R1-Omni" بشكل مجاني للمستخدمين عبر منصة "هاجينغ فيس" (Hugging Face). في المقابل، أطلقت "أوبن إيه آي" نموذج "تشات جي بي تي-4.5 (GPT-4.5) مع بداية 2025، مع قلها أنه يتمتع بقدرات محسنة في فهم الإشارات الدقيقة فيما يخص الطلبات النصية للمستخدمين والتفاعل معها بمرونة أكثر كفاءة. إلا أن النموذج الجديد يتوفر بسعر مرتفع، إذ يقتصر حاليًا على المشتركين في الخطة المدفوعة بقيمة 200 دولار شهريًا. وفي تصريح أدلى به خلال شهر فبراير/شباط الماضي، أكد إدي وو، الرئيس التنفيذي لمجموعة "علي بابا"، أن الذكاء الاصطناعي العام أصبح "الهدف الأساسي" الذي تسعى الشركة لتحقيقه في المرحلة المقبلة. aXA6IDgyLjI3LjI0My40MSA= جزيرة ام اند امز GB