في احتفالية كبرى بالجامع الأزهر.. كبار العلماء يحتفون بختم شرح «الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية»
في احتفالية علمية كبرى بالجامع الأزهر.. كبار العلماء يحتفون بختم "الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية"
وفي كلمته، أكّد الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن ختم شرح كتاب «الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية» يُعد مناسبةً علميةً بالغةَ الأهمية، تُجسّد عناية الأزهر الشريف وشيخه الجليل بعلوم التراث، مشيرًا إلى أن هذا الكتاب الذي نحتفي اليوم بختمه، وسط نخبة من كبار علماء الأزهر الشريف، إنما نحتفي من خلاله بعالِمٍ جليلٍ بذل الغالي والنفيس في رحاب الأزهر وجامعه، ونهل من علمه الأساتذةُ قبل الطلاب، وهو فضيلة الأستاذ الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء.
وأضاف الدكتور شومان أن فضيلة الدكتور حسن الشافعي، الذي شرح نفيسةً من نفائس علم التصوف، قد بسَّط معانيها، وكشف عن مبهمها، وأوضح مشكلها؛ هو أحد أبرز كبار علماء الجامع الأزهر الذين نتعلم منهم كل يومٍ معنى الالتزام، والأدب، والجِد، والاجتهاد، حيث كانت محاضراته في الجامع الأزهر عنوانًا للانضباط والإخلاص والالتزام. مبينًا أن الدكتور الشافعي يُعدّ قائدًا في المناقشات العلمية، دقيقًا في الفحص، محكمًا في إبداء الرأي، فضلًا عن كونه عالمًا لغويًا نَحْريرًا، تعلمنا منه أصول الكلمات ونطقها وفصاحتها، كما تعلمنا منه العقيدة وغيرها من العلوم الشرعية واللغوية.
وأعرب الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء، عن سعادته بختم هذا الكتاب القيم، قائلًا: "نحن في الجامع الأزهر، الذي يستمدّ ازدهاره من بنت رسول الله ﷺ وأبيها، وقد كان هذا المكان الزاهر مثالًا لتكريم العلوم الشرعية وتوقيرها وتعظيمها، ومن ذلك هذا الكتاب الذي نُشرِف بتقديمه هذا اليوم، في كوكبة من علماء الأزهر وطلابه".
وقدَّم الإجازة لشرح الكتاب بجميع مروياته عن شيوخه، قائلًا: أروي هذا الكتاب عن جماعةٍ من مشايخي، منهم شيخُنا العلّامة المُحدّث محمد الحافظ بن عبد اللطيف بن سالم التيجاني المالكي –رحمه الله– إجازةً، وهو يرويه عن المُسنِد المُعَمَّر العلّامة أبي الإسعاد محمد عبد الحي الكتاني، عن والده الإمام عبد الكبير بن محمد الكتاني، عن المفتي المُعَمَّر الناسك المرشد أبي محمد عبد القادر بن أحمد بن عجيبة النجري التطواني، عن الشيخ المبارك أبي الحسن علي اللغميش، عن مصنِّفه الإمام أبي العباس أحمد بن عجيبة –رحمه الله–.
وأكّد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن انعقاد هذا المجلس العلمي هو امتداد طبيعي لسُنَّةٍ علميةٍ أصيلةٍ درج عليها علماء الأزهر عبر العصور، حيث ظلّ الجامع الأزهر منارةً شامخةً للعلم والهدى لأكثر من ألف عام، ينشر المعرفة ويهدي الناس إلى سواء السبيل. مضيفًا أن هذه المجالس العلمية المباركة تُحيي إرثًا خالدًا من حلقات الدرس التي كانت تنعقد بين أروقة هذا الصرح العريق، ويعاهد الأزهرُ ربَّه أن تبقى هذه المجالس مستمرة، وأن يبلغ بها –بعون الله– الألف مجلسٍ وأكثر، وأن يكون له فيها نَفَسٌ لا ينقطع، خدمةً للعلم والدين والإنسان.
وأوضح أن الأزهر تميز عبر تاريخه بالعلوم التي ترتقي بالإنسان في روحه وسلوكه، وتزكي نفسه في عالمٍ غلبت فيه المادة على الروح، فجاء هذا الكتاب، موضوع المجلس، ليُعالِج هذه الإشكالية بعلمٍ وبصيرة. مثمِّنًا جهود فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وحرصه الدائم على دعم المجالس العلمية في الجامع الأزهر، كما عبّر عن بالغ امتنانه للدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء، الذي شرَّف المجلس بعلمه وفكره، مشيرًا إلى أنه شخصية جمعت بين الأصالة والمعاصرة؛ فهو ثمرةٌ من ثمار الأزهر ودار العلوم، يجمع بين عشق العربية وبراعة الإنجليزية، ويجسّد الوطنية بروح إنسانية سامية.
وشهدت الاحتفالية حضورًا علميًا مميزًا، ضمّ فضيلة الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وفضيلة الدكتور فتحي عبد الرحمن حجازي، أستاذ اللغة العربية، وفضيلة الشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، إلى جانب عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء، وأساتذة الجامعة، وطلاب العلم، في أجواءٍ علميةٍ جسدت تواصل الأجيال والانتماء العميق لتراث الأمة، وسط إشادةٍ واسعةٍ بالدور الحضاري الذي يضطلع به الأزهر في حفظ علوم السنة النبوية، ونقلها إلى الأجيال بمنهجيةٍ راسخةٍ وروحٍ متجددة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 2 ساعات
- بوابة الأهرام
رئيس جامعة الأزهر: آية الصيد في سورة المائدة كنز من كنوز الإعجاز البلاغي وابتلاء عظيم للمؤمنين
عبدالصمد ماهر قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، إن آية الصيد في سورة المائدة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ"، هي كنز من كنوز الإعجاز البياني والبلاغة الربانية التي تعلو على طاقة البشر. موضوعات مقترحة وأوضح داود، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن هذه الآية نزلت في سياق ابتلاء حقيقي واجهه الصحابة الكرام في عام الحديبية، حينما كان الصيد يقترب من رحالهم حتى أصبح في متناول أيديهم ورماحهم، وهو أمر يشكل امتحانًا دقيقًا لإيمانهم والتزامهم، خاصة أن العرب كانوا أهل صيد ومهارة فيه، لكنهم امتثلوا لأمر الله رغم الإغراء الشديد. وأشار رئيس الجامعة إلى أن ذكر "الابتلاء" قبل النهي الصريح عن الصيد في الآية التالية: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ"، جاء لتمهيد الحكم وتغليظه، وإبراز الصدق في الطاعة والانقياد، مؤكدا أن هذا الامتحان الإيماني العميق يبرز من يخشى الله في الغيب، ويقدم صورة رفيعة من صور الامتثال والخضوع لأوامر الشريعة. وأضاف أن مصطلح "مناسبة النزول" أدق من مصطلح "سبب النزول"، لأن المناسبة تتعلق بالإطار العام والسياق الذي جاءت فيه الآية، وليس فقط بحادثة بعينها.


نافذة على العالم
منذ 2 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار مصر : أمين كبار العلماء: ختم الفتوحات الإلهية يؤكد عناية الأزهر وشيخه بعلوم التراث
الخميس 7 أغسطس 2025 04:00 مساءً نافذة على العالم - عقدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر احتفاليةً علميةً كبرى بالجامع الأزهر، بمناسبة ختم شرح كتاب «الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية» للإمام العلّامة أحمد بن عجيبة الحسني، والذي تولى شرحه وإجازته فضيلة الأستاذ الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وذلك وسط حضور علمي رفيع، ضم نخبةً من علماء الأزهر وطلابه من مصر ومختلف دول العالم، في مشهدٍ يعكس استمرارية المدرسة الأزهرية في خدمة السُّنة النبوية وإحياء تقاليد المجالس العلمية. وقدَّم الحفل الدكتور علي شمس الدين، الباحث بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء. جاء ذلك برعاية كريمة من فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر. وفي كلمته، أكّد الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن ختم شرح كتاب «الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية» يُعد مناسبةً علميةً بالغةَ الأهمية، تُجسّد عناية الأزهر الشريف وشيخه الجليل بعلوم التراث. مشيرًا إلى أن هذا الكتاب الذي نحتفي اليوم بختمه، وسط نخبة من كبار علماء الأزهر الشريف، إنما نحتفي من خلاله بعالِمٍ جليلٍ بذل الغالي والنفيس في رحاب الأزهر وجامعه، ونهل من علمه الأساتذةُ قبل الطلاب، وهو فضيلة الأستاذ الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء. وأضاف الدكتور شومان أن فضيلة الدكتور حسن الشافعي، الذي شرح نفيسةً من نفائس علم التصوف، قد بسَّط معانيها، وكشف عن مبهمها، وأوضح مشكلها؛ هو أحد أبرز كبار علماء الجامع الأزهر الذين نتعلم منهم كل يومٍ معنى الالتزام، والأدب، والجِد، والاجتهاد، حيث كانت محاضراته في الجامع الأزهر عنوانًا للانضباط والإخلاص والالتزام. مبينًا أن الدكتور الشافعي يُعدّ قائدًا في المناقشات العلمية، دقيقًا في الفحص، محكمًا في إبداء الرأي، فضلًا عن كونه عالمًا لغويًا نَحْريرًا، تعلمنا منه أصول الكلمات ونطقها وفصاحتها، كما تعلمنا منه العقيدة وغيرها من العلوم الشرعية واللغوية. من جانبه، أعرب فضيلة الأستاذ الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء، عن سعادته بختم هذا الكتاب القيم، قائلًا: "نحن في الجامع الأزهر، الذي يستمدّ ازدهاره من بنت رسول الله ﷺ وأبيها، وقد كان هذا المكان الزاهر مثالًا لتكريم العلوم الشرعية وتوقيرها وتعظيمها، ومن ذلك هذا الكتاب الذي نُشرِف بتقديمه هذا اليوم، في كوكبة من علماء الأزهر وطلابه". وقدَّم فضيلته الإجازة لشرح الكتاب بجميع مروياته عن شيوخه، قائلًا: "أروي هذا الكتاب عن جماعةٍ من مشايخي، منهم شيخُنا العلّامة المُحدّث محمد الحافظ بن عبد اللطيف بن سالم التيجاني المالكي –رحمه الله– إجازةً، وهو يرويه عن المُسنِد المُعَمَّر العلّامة أبي الإسعاد محمد عبد الحي الكتاني، عن والده الإمام عبد الكبير بن محمد الكتاني، عن المفتي المُعَمَّر الناسك المرشد أبي محمد عبد القادر بن أحمد بن عجيبة النجري التطواني، عن الشيخ المبارك أبي الحسن علي اللغميش، عن مصنِّفه الإمام أبي العباس أحمد بن عجيبة –رحمه الله–." من جانبه، أكّد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن انعقاد هذا المجلس العلمي هو امتداد طبيعي لسُنَّةٍ علميةٍ أصيلةٍ درج عليها علماء الأزهر عبر العصور، حيث ظلّ الجامع الأزهر منارةً شامخةً للعلم والهدى لأكثر من ألف عام، ينشر المعرفة ويهدي الناس إلى سواء السبيل. مضيفًا أن هذه المجالس العلمية المباركة تُحيي إرثًا خالدًا من حلقات الدرس التي كانت تنعقد بين أروقة هذا الصرح العريق، ويعاهد الأزهرُ ربَّه أن تبقى هذه المجالس مستمرة، وأن يبلغ بها –بعون الله– الألف مجلسٍ وأكثر، وأن يكون له فيها نَفَسٌ لا ينقطع، خدمةً للعلم والدين والإنسان. وأوضح داود أن الأزهر تميز عبر تاريخه بالعلوم التي ترتقي بالإنسان في روحه وسلوكه، وتزكي نفسه في عالمٍ غلبت فيه المادة على الروح، فجاء هذا الكتاب، موضوع المجلس، ليُعالِج هذه الإشكالية بعلمٍ وبصيرة. مثمِّنًا جهود فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وحرصه الدائم على دعم المجالس العلمية في الجامع الأزهر، كما عبّر عن بالغ امتنانه للدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء، الذي شرَّف المجلس بعلمه وفكره، مشيرًا إلى أنه شخصية جمعت بين الأصالة والمعاصرة؛ فهو ثمرةٌ من ثمار الأزهر ودار العلوم، يجمع بين عشق العربية وبراعة الإنجليزية، ويجسّد الوطنية بروح إنسانية سامية. وقد شهدت الاحتفالية حضورًا علميًا مميزًا، ضمّ فضيلة الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وفضيلة الدكتور فتحي عبد الرحمن حجازي، أستاذ اللغة العربية، وفضيلة الشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، إلى جانب عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء، وأساتذة الجامعة، وطلاب العلم، في أجواءٍ علميةٍ جسدت تواصل الأجيال والانتماء العميق لتراث الأمة، وسط إشادةٍ واسعةٍ بالدور الحضاري الذي يضطلع به الأزهر في حفظ علوم السنة النبوية، ونقلها إلى الأجيال بمنهجيةٍ راسخةٍ وروحٍ متجددة.


مصراوي
منذ 3 ساعات
- مصراوي
رئيس جامعة الأزهر: آية الصيد في سورة المائدة كنز من كنوز الإعجاز البلاغي
كتبت- داليا الطنيني: قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، إن آية الصيد في سورة المائدة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ"، هي كنز من كنوز الإعجاز البياني والبلاغة الربانية التي تعلو على طاقة البشر. وأوضح داود، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن هذه الآية نزلت في سياق ابتلاء حقيقي واجهه الصحابة الكرام في عام الحديبية، حينما كان الصيد يقترب من رحالهم حتى أصبح في متناول أيديهم ورماحهم، وهو أمر يشكل امتحانًا دقيقًا لإيمانهم والتزامهم، خاصة أن العرب كانوا أهل صيد ومهارة فيه، لكنهم امتثلوا لأمر الله رغم الإغراء الشديد. وأشار رئيس الجامعة إلى أن ذكر "الابتلاء" قبل النهي الصريح عن الصيد في الآية التالية: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ"، جاء لتمهيد الحكم وتغليظه، وإبراز الصدق في الطاعة والانقياد، مؤكدا أن هذا الامتحان الإيماني العميق يبرز من يخشى الله في الغيب، ويقدم صورة رفيعة من صور الامتثال والخضوع لأوامر الشريعة. وأضاف أن مصطلح "مناسبة النزول" أدق من مصطلح "سبب النزول"، لأن المناسبة تتعلق بالإطار العام والسياق الذي جاءت فيه الآية، وليس فقط بحادثة بعينها.