
الشبح" هو الأمل الأخير لأهل غزة"
عبد الباري فياض
تنزف غزة دماءً لا تتوقف، دماء مقاتلين يواجهون قدرًا محتومًا، وأهالٍ يدفعون ثمنًا باهظًا لصراع بات يهدد وجودهم، وفي خضم هذه المأساة التي تتكشف فصولها أمام أعين العالم، يبرز اسم عز الدين الحداد كمركز ثقل يمكنه أن يقلب موازين المعاناة إلى أمل، وأن يحول اليأس إلى خلاص، هذا ليس مجرد تحليل سياسي تقليدي، بل هو نداء للضمير وإدراك لثقل المسؤولية التاريخية التي يحملها رجل واحد في هذه اللحظة العصيبة.
لقب عز الدين الحداد بـ'الشبح' لقدرته على التواري عن الأنظار ونجاته من ست محاولات اغتيال منذ عام 2008، هذا الرجل الذي يعتبر أعلى قائد عسكري باقٍ على قيد الحياة في صفوف حماس داخل قطاع غزة، يجد نفسه اليوم على مفترق طرق حاسم، بعد أن تولى قيادة الجناح العسكري لحماس بعد مقتل محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، ليصبح بذلك اللاعب المحوري الذي يمتلك مفاتيح القرار القادرة على وقف آلة الحرب المدمرة، فهو يدرك تمامًا حجم الخسائر البشرية والمادية التي تتكبدها غزة، ويرى بعينيه تشريد العائلات وتدمير البنى التحتية، وتحول القطاع إلى ركام، فهذه ليست أرقامًا على ورق، بل هي أرواح أزهقت، وأحلام تبددت، ومستقبل سُرق.
السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: هل سيستجيب الحداد لصوت العقل والمنطق، أم سيظل رهينة لحسابات ضيقة ومصالح قد تبدو آنية ولكنها ستكلف شعبه أجيالًا من الألم والندم؟ الفرصة سانحة أمامه اليوم ليصنع التاريخ، لا كقائد حرب وحسب، بل كصانع سلام حقيقي. فكل يوم يمر، وكل قطرة دم تسقط، تزيد من ثقل المسؤولية على كاهله، وقرار إنهاء الحرب ليس قرارًا سهلًا، فهو يتطلب شجاعة فائقة، وتضحية بمكاسب قد تبدو استراتيجية للبعض، ولكنه في جوهره قرار إنساني بحت يعلي قيمة الأرواح فوق كل اعتبار.
الحداد، الذي نشأ في صفوف حماس منذ تأسيسها عام 1987 وتدرّج حتى أصبح قائد لواء غزة عام 2023، وكان من القلائل الذين أُطلعوا على خطط عملية 'طوفان الأقصى' مسبقًا، يواجه الآن تحديات لم يسبق لها مثيل. فبينما يمسك بملف الرهائن الإسرائيليين، الذين يُقدر عدد الأحياء منهم بنحو 21 شخصًا، مما يمنحه أوراق ضغط مهمة في أي مفاوضات مستقبلية، يواجه في الوقت ذاته تقدمًا سريعًا للجيش الإسرائيلي في القطاع، فالتقارير تشير إلى أن الحداد، الذي فقد اثنين من أبنائه، ينظر إليه كشخصية راديكالية تتسم بالعناد والتصلب. وقد رفضت حماس مؤخرًا، تحت قيادته على الأرجح، مقترحًا لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا بوساطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، لأنه لم يتضمن انسحابًا إسرائيليًا كاملًا. هذا الموقف المتشدد، وإن كان يعكس رؤيته، إلا أنه يضع عبئًا هائلًا على كاهله في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية، وغياب المساعدات لأكثر من ثلاثة أشهر، مما يثير حالة من الجوع واليأس بين المدنيين، ويهدد بانفلات الأوضاع الداخلية.
علاوة على ذلك، يواجه الحداد تحديات جديدة تتمثل في صعود مجموعات مسلحة محلية تُعرف بـ'العشائر'، بعضها على صلة بتنظيمات متطرفة كداعش، وبعضها أقرب إلى العصابات المنظمة. هذا التشرذم الداخلي يزيد من تعقيد المشهد ويثقل كاهل قيادة الحداد.
الحداد يتحمل ضغطًا هائلًا باعتباره آخر قائد بارز متبقٍ داخل غزة، فهو يدرك أن الفشل في التوصل إلى تسوية قد يسجل اسمه كمن أشرف على سقوط غزة بيد الاحتلال. لكنه في الوقت عينه بحاجة لإثبات أنه لا يزال زعيمًا فعليًا. إن من يختار إنهاء الحرب في هذه اللحظة الفارقة، سيُخلّد اسمه في ذاكرة الأجيال كمن جلب الخلاص لشعبه. هذا الخلاص لا يعني الاستسلام أو التنازل عن الحقوق، بل يعني البحث عن مسار يضمن كرامة المواطن الفلسطيني ويحمي وجوده، والإصرار على استمرار المواجهة في ظل هذه الظروف القاسية، وبدون أفق واضح للانتصار، هو ضرب من العبث الذي يدفع ثمنه الأبرياء.
أهل غزة ينظرون إلى الحداد على أنه الأمل الأخير، بعد أن أنهكتهم الحروب المتتالية وسنوات الحصار الطويلة التي فقدوا الكثير، ولم يعد لديهم ما يخسرونه سوى حياتهم. فهم يتطلعون إلى يد تمتد إليهم لتنتشلهم من هذا المستنقع، وإلى قرار ينهي كابوسًا طال أمده.
إن التاريخ لا يرحم، والتخاذل في هذه اللحظة لن يمحوه الزمن. فإما أن يكون عز الدين الحداد بطل الخلاص الذي أعاد الحياة إلى غزة، أو أن يكون شاهدًا على استمرار نزيف الدماء ومعاناة شعبه. فالاختيار بين هذا وذاك هو اختيار بين الخلود والنسيان، بين النور والظلام، فالكرة الآن في ملعبه، والقرار قراره، ومصير غزة معلق بين يديه. فهل سيختار الخلاص؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ 6 ساعات
- معا الاخبارية
ماذا وراء تضخيم عصابة ابو شباب؟
تصدرت وسائل الاعلام الاسرائيلية مؤخرا عناوين تشيد بالمدعو ياسر ابو شباب والمجموعة المسلحة التي اقامها بدعم اسرائيلي بالتدريب والسلاح وتوفير غطاء حمائي له. بطبيعة الحال فكل ما يتصدر الاعلام الاسرائيلي يصبح الشغل الشاغل لغالبية الاعلام العربي من فضائيات وصحف ومواقع اخبارية، ويتم نقله كما هو، وبناء عليه تبني الرواية الاسرائيلية. السؤال المغيب هو لماذا هذا الترويج غير العادي اسرائيليا لمجموعة ياسر ابو شباب، وكيف نجحت في تحويله الى الشأن الفلسطيني والعربي والذي يكاد يكون في طليعة الاهتمامات، بينما على الارض يتسع ويتكثف نطاق الحرب على الشعب الفلسطيني وجوديا، وذلك في غزة وفي الضفة الغربية. في تطرقه لمصير قطاع غزة كرر نتنياهو منذ تشرين اول 2023 مقولته "لا فتحستان ولا حماستان"، وبات ذلك موقف كل وزرائه واوساط واسعة من المعارضة. فعليا فإن مغزى القول هو انه يريد حربا مفتوحة على غزة بذريعة وجود حماس والقضاء على سلطاتها الحاكمة مدنيا وأمنيا، بينما يصب الشعار في موقفه الاهم بالنسبة له وهو منع قيام دولة فلسطينية والقضاء على اية كيانية فلسطينية واي ربط بين مصير الضفة الغربية وغزة. ثم ان الشعار المذكور يعني ان مصير قطاع غزة هو المجهول والتهلكة والقضاء على البنية السكانية بمجملها. من اللافت ان الراي العام الاسرائيلي كما الاعلام وكما الموقف السياسي غير مكترث اطلاقا لحالة الفلسطينيين الكارثية في غزة، ولا يكترث لسقوط ما معدله المائة وعشرين من الضحايا يوميا ناهيك عن الالاف من الجرحى والمصابين وضحايا التجويع والتعطيش ومنع الدواء ومنع العلاج والنزوح اليومي. هناك اقلام محدودة جدا عدديا تسعى الى مواجهة التيار السائد في الراي العام الاسرائيلي، والتي وجدت مساحة اوسع لنقل الصورة من غزة ونتيجة للتحول في الاعلام والراي العام العالمي. كان سموتريتش قد صرح مؤخرا بأن العالم سوف يعتاد على مقتل مائتي فلسطيني يوميا، وللتنويه فأن مثل احصائيات الموت والقتل معناها نحو ألف فلسطيني اسبوعيا واكثر من اربعة الاف شهريا. تزامن ظهور "ابو الشباب" مع بدء التفعيل الفاشل قصداً لـ"مؤسسة غزة الانسانية"، باعتبارها آلية لاستبعاد المنظمات الانسانية الاممية ولمواصلة الحرب وتكثيفها والانتصار وفقا لسموتريتش وكاتس. بينما يشكل اعتماد نمط "ابو الشباب" ما أطلقت عليه الابحاث الامنية الاسرائيلية في العام 2021 وبعد معركة "سيف القدس"/ "حارس الاسوار"، الحرب الهجينة، والتي تقوم على دمج كل الوسائل في خدمة هدف واحد وهي الوسائل العسكرية والاقتصادية وتفتيت المجتمع وزرع الفوضى والاقتلاع والدفع نحو الاقتتال الداخلي. كما تقوم هذه الاستراتيجية على مبدأ قهر العدو وانهياره من داخله. وللتنويه فإن الابحاث المذمورة دعت الى تبني النمط التفتيتي ذاته على المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل، باعتباره "جبهة قتال" في اية مواجهة اسرائيلية فلسطينية بعد ايار العام 2021 وهبةّ الكرامة. اعتمدت الاستراتيجية التي عبر عنها المستويان السياسي والامني على فكرة مفادها بانّ التصعيد العسكري لغاية الحد الاقصى الممكن ضد السكان سيدفع الفلسطينيين في غزة الى فك الارتباط بحماس والصدام معها. بموازاة ذلك سيؤدي الى تحطيم قدرات حماس السلطوية ودفعها نحو أضعف حالة ممكنة. الا ان حكومة نتنياهو كما يتضح من ممارساتها ومت تصريحاتها، فإنها في حال قضت على حماس بشكل مطلق وحاسم، فإن مسوّغات استمرار الحرب سوف تلتغي، ولذلك فالحكومة معنية بدوام الوضع القائم المتقهقر فلسطينيا والدافع الى ذهنية تقبل بالاقتلاع والنزوح والتهجير وفعليا بكل مصير تفرضه اسرائيل. رفضت حكومة نتنياهو مخرجات قمة القاهرة الاستثنائية لاعادة اعمار غزة مع بقاء اهليها ومنع تهجيرهم، كما رفضت فكرة قوة عربية دولية تدير الجانب الامني واعادة الاعمار مقابل حكومة فلسطينية تكنوقراطية من الموظفين، على ان تنتقل الصلاحيات لاحقا الى السلطة الفلسطينية بغطاء عربي ودولي. واذ تراجع ترامب عن مشروع التهجير والاستيلاء على قطاع غزة، فقد راهنت استراتيجية حكومة نتنياهو على اعتماد قوة فلسطينية غير سياسية تمنع دخول السلطة الفلسطينية بأية حال، كما تعتمد على قوى عشائرية وحمائلية تكون بمثابة وكيل ذي وزن لاسرائيل في توزيع المساعدات الانسانية المنقذة لحياة الفلسطينيين وتحول دون تدخّل حماس ودون اي دور للمنظمات الانسانية الاممية وحصريا الاونروا ومنظمة الامم المتحدة للمساعدات الانسانية. الا ان هذه المحاولة فشلت. لقد اصدرت قبيلة الترابين والمنشرة في غزة والنقب وسيناء والاردن، بيانا تتبرّأ فيه من ياسر ابو الشباب وتتهمه بالخيانة، كما رفض البيان اي تعاون مع احتلال اسرائيل لغزة، بل اعتبرت نفسها "جزءا اصيلا من الشعب الفلسطيني". الا ان ذلك لم يردع حكومة نتنياهو من المجاهرة بعلاقتها مع ابو الشباب وعصابته الجنائية الاجرامية كما تؤكد معظم المصادر الفلسطينية. من اللافت ايضا ان المؤسسة الامنية الاسرائيلية تدرك بأنها بمجاهرتها بتوزيع السلاح والمال والمساعدات على مجموعة ابو الشباب وتوفير الحماية الحربية لها، انما تحكم عليها بالاعدام فلسطينيا، وفعليا تؤكد عدم اكتراثها لمصير المجموعة بعد ان تقوم بمهامها الوظيفية في تفتيت جوهري اضافي للحالة الفلسطينية المفككة والمتهالكة نتيجة للحرب الابادية على الوجود السكاني. تفيد التقديرات الاعلامية العبرية بأن هذه المجموعة لن يكتب لها البقاء وان دعمها تمويليا وعسكريا هو بمثابة فضيحة لحكومة نتنياهو الا ان اجواء الحرب والذهنية السائدة تتيح ذلك وتجعله مقبولا على الراي العام الاسرائيلي. وفقا لمعهد دراسات الامن القومي الاسرائيلي فإن اسرائيل تعتمد استراتيجية احادية المنحى تقوم على الحل العسكري وفقط الحل العسكري، واستبعاد اي حل سياسي سواء في الحالة الفلسطينية ام لبنان ام سوريا ام اليمن والحوثيين وبالطبع مع ايران في حال توفرت مقومات لحل عسكري. بناء عليه فإن معظم الانجازات العسكرية تتآكل وتهدر بعدم استغلالها للحلول العسكرية. كما من شأن هذا التوجه حسب معهد الدراسات ان يكون تدميريا اسرائيلياً على المستوى الاستراتيجي وبمفهوم الامن القومي طويل الامد. يؤكد نمط "ابو الشباب"، وهو ليس جديد في الممارسات الاحتلالية والاستعمارية، بان التوجه اسرائيليا وحصريا لدى حكومة نتنياهو وشركائه هو الحرب المفتوحة بخلاف تقديرات قيادة اركان الجيش وبخلاف الراي العام الداخلي. كما انها تشكل استراتيجية تستخدم في غزة وحاليا في الضفة الغربية تقوم على تحويل الشعب الفلسطيني الى حالة تفكيكية من الحالات الفاشلة غير الجديرة بحق تقرير المصير او الدولة، كما انه سينشغل في مقومات وجوده الحياتية الوجودية بدلا من الحقوق السياسية، وبذلك شطب قضية فلسطين بمجملها. في الخلاصة؛ فإن احد اهم اركان الحرب على غزة ويضاف اليها على الضفة الغربية هو تفكيك الشعب الفلسطيني وشطب قضيته وحقوقه؛ والدفع نحو الاقتتال الفلسطيني الداخلي وتقويض الشعب الفلسطيني من داخله هو جزء لا يتجزأ من الحرب المفتوحة على غزة. فيما تؤكد الحالة على ضرورة توافق فلسطيني في اطار عربي يحول دون التهجير ودون تدفيع الشعب الفلسطيني أثمان اضافية ذات ابعاد وجودية. بموازاة ذلك فإن التحولات الدولية والمواقف العربية والمخارج التي تطرحها وفقا لمخرجات قمة القاهرة الاستثنائية، وما ينتظره المؤتمر الدولي في نيويورك 17/حزيران واعتماد استراتيجيات التدخل الدولي الفعال لفرض اقامة دولة فلسطيينية، باتت ضرورية ومصيرية لوقف الحرب وادخال المساعدات الى غزة وانقاذ حياة سكانها والحل السياسي.


معا الاخبارية
منذ 8 ساعات
- معا الاخبارية
الجيش الاسرائيلي يعلن اعتقال عنصرين من حماس جنوب سوريا
بيت لحم- معا- أعلن جيش الاحتلال اعتقال عنصرين من حركة حماس خلال عملية خاصة جنوب سورية. واضاف جيش الاحتلال في بيانه " الجنود نفذوا عملية الليلة الماضية لاعتقال عنصرين من حماس في منطقة بيت جن جنوب سوريا. ونُفذت العملية من قِبل الوحدة 504. وأفادت قناة سوريا تي في أن "حوالي 100 جندي دخلوا المنطقة، في 10 مركبات عسكرية، وحلقت طائرات مسيرة في سماء المنطقة خلال العملية".


معا الاخبارية
منذ 19 ساعات
- معا الاخبارية
الكشف عن تفاصيل الرد الإسرائيلي على المقترح القطري ونقطة الخلاف
بيت لحم معا- أرسلت اسرائيل ردها الرسمي على المقترح القطري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار. وصدر الرد بعد نقاش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبحضور كبار المسؤولين العسكريين وزير الحرب كاتس والوزير رون ديرمر ونُقل مؤخرًا عبر قطر . وقد قُبلت هذه التعديلات بالإجماع في إسرائيل، وأُرسلت عبر الوسطاء إلى حماس. ويتضمن الرد الإسرائيلي: اولا: إسرائيل مستعدة لمناقشة مراحل إطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين العشرة وتوزيعهم بشكل مختلف والالتزام بعدم انتهاك وقف إطلاق النار طوال مدته. كما تطالب حماس بتمديد وقف إطلاق النار لأكثر من 60 يومًا. ثانيا: إسرائيل غير مستعدة للتنازل عن إنهاء الحرب. ولذلك فإن إسرائيل غير مستعدة لقبول أي صيغة تضمن لحماس شفهيًا انتهاء الحرب قبل الاتفاق على كيفية إنهائها. ثالثا: من القضايا الأخرى التي تُناقش بشكل مكثف مسألة توزيع المساعدات الإنسانية. إسرائيل راضية عن سحب المساعدات من حماس. بناءً على ذلك، سيكون هناك نقاش واسع بين الطرفين حول هذه القضية. وبحسب القناة 12 الإسرائيلية فإن تل أبيب تنتظر رد حماس، وإذا كان معقولاً وبناءً فسيكون من الممكن الحديث عن إرسال وفود إلى الدوحة لمناقشة التفاصيل. من جهتها كشفت صحيفة يديعوت احرنوت أن إسرائيل قدمت ردًا رسميًا على مقترح قطري يتضمن : في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، سيتم إطلاق سراح ثمانية رهائن أحياء، واثنين آخرين بعد 60 يومًا. وفي الوقت نفسه، سيتم إعادة نصف جثث الاسرى القتلى الذين تحتجزهم حماس إلى إسرائيل على ثلاث مراحل. أبدت إسرائيل، في ردها على القطريين، استعدادها المبدئي لمناقشة تفاصيل الأسرى الأحياء، بل إنها مستعدة للالتزام بعدم انتهاك وقف إطلاق النار طوال مدته. إلا أنها ترفض أي صيغة تتضمن التزامًا بوقف الحرب، ما لم يتم الاتفاق على شروط واضحة لإنهاء الحرب، مثل طرد كبار مسؤولي حماس من القطاع، أو نزع سلاح غزة، أو الالتزام بعدم إعادة سيطرة الحركة على القطاع. ووفقًا لمصدر مطلع على التفاصيل، قدمت واشنطن لحماس ضمانات تتضمن خطوات تؤدي إلى إنهاء القتال، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الضمانات مقبولة لدى إسرائيل. ووفقًا للمقترح، سيتم النظر في إطار عمل يُحافظ على وقف إطلاق النار طالما تُجرى المفاوضات بحسن نية، وقد يكون الرئيس ترامب ضامنًا لذلك.