
الحكومة التنزانية تختار السديس الشخصية المتميزة لعام 2024م لحامل القرآن الكريم
أعلنت الحكومة التنزانية عن اختيار رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور: عبدالرحمن السديس، كشخصية العام المتميزة لعام 2024م لحامل القرآن الكريم؛ تقديرًا لمجهوداته في خدمة القرآن الكريم، ونشر هداياته للعالمين، عبر مسيرته الإثرائية العطرة، في محراب ومنبر المسجد الحرام، التي تمتد لـ(42) عامًا، فضلًا عن إثرائه المكتبات الإسلامية بقراءاته الندية ومؤلفاته العلمية والقرآنية الرصينة.
ويعد التكريم تقديرًا من الحكومة التنزانية لجهود معاليه القرآنية، التي انطلقت من أمام الكعبة المشرفة؛ لتعمَّ المسلمين والإنسانية بهداياتها.
وتسلَّم الدرع من دولة رئيس الوزراء، نيابة عن معاليه، فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، في الحفل التكريمي الذي أقامه دولة رئيس الوزراء بجمهورية تنزانيا الاتحادية السيد قاسم ماجيلو؛ بمناسبة نجاح المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم.
وأكد الشيخ الدكتور: عبدالرحمن السديس أن تكريمه من الحكومة التنزانية كشخصية العام المتميزة لعام 2024م لحامل القرآن الكريم؛ إنما هو تكريم لـ المملكة و قيادتها الرشيدة -وفقها الله-، التي جعلت من القرآن الكريم شِرعة تسير عليها، وتغرس في أبنائها حب القرآن والسير على نهجه.
وأردف بالقول: إن هذا التكريم هو تكريم لهذه البلاد المباركة وقادتها الموفقين، الذين جعلوا القرآن الكريم منهجًا ودستورًا، وغرسوا حقائقه وهداياته في أبناء الوطن.
وتابع قائلًا: وإن من الوفاء لأهله؛ أن أهدي هذا التكريم لمملكتنا المباركة، التي غرست في معشر أبنائها وبناتها العناية بالقرآن، وأولتهم كل اهتمام ورعاية.
من الجدير بالذكر: أن #وزارة_الدفاع ممثلة بالإدارة العامة للشؤون الدينية بالقوات المسلحة، قد اختارت مؤخرًا معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس؛ ليكون الشخصية القرآنية المتميزة في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم للعسكريين لعام 1446هـ،

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ يوم واحد
- سعورس
عُلمَاء المُسلمين: "لا يجوز الذهاب للحج بدون تصريح"
أقام الملك المُؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه - راية الإسلام بتأسيسه لدولة الإسلام الحنيف المملكة العربية السعودية التي تحوي أراضيها الطاهرة أقدس المُقدسات الإسلامية مكة المكرمة والمدينة المنورة ، ورفع تلك الراية السَّامية عالياً عندما جعل شهادة التوحيد الحنيف - لا إله إلا الله، محمد رسول الله - جزاءً أصيلاً في العلم الرسمي للدولة. وانطلاقاً من هذا المنهج الإسلامي الحنيف الذي أسس له الملك المُؤسس - طيب الله ثراه -، أقامت المملكة العربية السعودية جميع شعائر الإسلام الحنيف التي نصَّت عليها آيات القرآن الكريم وسنة الرسول الأمين محمد صلى الله عليه وسلم، وحرصت حرصاً شديداً على خدمة أركانه على الوجه الصحيح، وبذلت الجهود العظيمة لإقامة شعيرة الحج وخدمة ضيوف الرحمن بما يضمن سلامة وصحة وسكينة وراحة واطمئنان حجاج بيت الله الحرام. وتأكيداً لهذا المنهج الإسلامي العظيم الذي تأسست عليه المملكة العربية السعودية في إقامتها للدين الإسلامي الحنيف، وفي خدمتها لشعائر الإسلام ومقدسات المسلمين، أشار النظام الأساسي للحكم الصَّادر في شعبان 1412ه، مارس 1992م، في مواده لهذا المنهج الإسلامي العظيم ومن ذلك ما تضمنته المادة (23) ونصها: "تحمي الدولة عقيدة الإسلام، وتطبق شريعته، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقوم بواجب الدعوة إلى الله." والمادة (24) ونصها: "تقوم الدولة بإعمار الحرمين الشريفين وخدمتهما، وتوفر الأمن والرعاية لقاصديهما، بما يمكن من أداء الحج والعمرة والزيارة بيسر وطمأنينة." وإذا كانت هذه المواد التي تضمنها النظام الأساسي للحكم تؤكد على منهج المملكة العربية السعودية في إقامتها للدين الإسلامي الحنيف، وفي خدمتها للحرمين الشريفين ورعاية ضيوف الرحمن، فإن الواقع المُشاهد في جانب إقامة شعائر الدين الإسلامي العظيم بجميع مناطق ومدن وقرى المملكة العربية السعودية، وإن الجهود العظيمة التي يتم بذلها والموارد الجبَّارة التي يتم تسخيرها في سبيل عِمارة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وخدمة ضيوف الرحمن، تشهد جميعها للمملكة العربية السعودية بأنها أقامت الدين الإسلامي الحنيف كما أقامته دولة الإسلام الأولى في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأن عمارتها للحرمين الشريفين ولمشاعر المسلمين في مِنى ومزدلفة وعرفات شرَّف سجلات التاريخ كونها الأولى والرائدة على امتداد التاريخ الإسلامي، وبأن خدمتها لضيوف الرحمن - من حجاج ومعتمرين وزائرين - أصبح شعاراً رسمياً لجميع مؤسسات الدولة حتى يتمكنوا جميعاً من أداء مناسكهم وشعائرهم بيسر وسلامة وسكينة وطمانينة. نعم، إنها جهود عظيمة وموارد جبَّارة سخَّرتها المملكة العربية السعودية لعمارة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة حتى أصبحت في ذلك الأولى على امتداد التاريخ الإسلامي الممتد لأربعة عشر قرناً، وإنها جهود عظيمة وموارد جبَّارة وظفتها وهيئتها لخدمة ضيوف الرحمن - من الحجاج والمعتمرين والزائرين - حتى ينعموا بالأمن والراحة والسكينة والاطمئنان مُنذُ وصولهم أراضي المملكة العربية السعودية وحتى مغادرتهم بعد أداء مناسكهم الدينية. وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف الإسلامية السَّامية، وُضعت السياسات وأُقرت الأنظمة الضَّامنة لتنفيذ الاستراتيجيات والخُطط المرسومة الهادفة لتحقيق النجاحات بأعلى مستوياتها، وتقديم الخدمات النوعية لضيوف الرحمن ليتمكنوا من أداء مناسكهم بيسر وسهولة وسلامة واطمئنان. نعم، إن السياسات والأنظمة التي وضعتها وأقرتها المملكة العربية السعودية تضمن لضيوف الرحمن - بإذن الله تعالى - أداء مناسكهم وشعائرهم الدينية بأعلى معايير الأمن والسلامة والصحة والراحة. وإذا كانت هذه هي القاعدة العامة التي تقدمها المملكة العربية السعودية في سبيل خدمتها لجميع ضيوف الرحمن على امتداد أيام العام، فإن أداء فريضة الحج - التي يتطلع لأدائها مئات الملايين من المسلمين في العالم - تطلبت تنظيماً دقيقاً بما يتناسب مع محدودية المنطقة الجغرافية للمشاعر المقدسة، في منى ومزدلفة وعرفات، وبما يضمن سلامة وصحة حجاج بيت الله الحرام. وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف السَّامية، أقرت المملكة العربية السعودية الأنظمة التي توجب على كل من أراد الحج أن يحصل على تصريح من الجهات النظامية في دولته قبل أن يتوجه لبيت الله الحرام والمشاعر المقدسة. وهذا التنظيم، الموجب على كل من أراد أداء فريضة الحج الحصول على تصريح، يضمن لكل من حصل على تصريح كامل حقوقه التي كفلها النظام والمتمثلة بالنقل والسكن والمعيشة والصحة والعلاج والسلامة والأمن وغيرها من منافع عظيمة مُنذُ وصوله وحتى مغادرته أراضي المملكة العربية السعودية. نعم، إنها أهداف سامية وغايات جليلة تلك التي أقرها النظام بوجوب الحصول على تصريح لأداء فريضة الحج، وهذه الأهداف السامية والغايات الجليلة متماشية تماماً مع الأهداف العليا للشريعة الإسلامية والتي أشار إليها البيان الصَّادر عن هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في 17 شوال 1445ه، 26 أبريل 2024 م، (واس)، ومما جاء فيه، الآتي: "إن الالتزام باستخراج تصريح الحج مستند إلى ما تقرره الشريعة الإسلامية من التيسير على العباد، في القيام بعبادتهم وشعائرهم ورفع الحرج عنهم، والإلزام باستخراج تصريح الحج إنما جاء بقصد تنظيم عدد الحجاج بما يمكن هذه الجموع الكبيرة من أداء هذه الشعيرة بسكينة وسلامة وهذا مقصد شرعي صحيح تقرره أدلة الشريعة وقواعدها. إن الالتزام باستخراج تصريح الحج والتزام قاصدي المشاعر المقدسة بذلك يتفق والمصلحة المطلوبة شرعاً، ذلك أن الجهات الحكومية المعنية بتنظيم الحج ترسم خطة موسم الحج بجوانبها المتعددة، الأمنية، والصحية، والإيواء والإعاشة، والخدمات الأخرى، وفق الأعداد المصرح لها، وكلما كان عدد الحجاج متوافقًا مع المصرح لهم كان ذلك محققًا لجودة الخدمات التي تقدم للحجاج، ويدفع مفاسد عظيمة من الافتراش في الطرقات الذي يعيق تنقلاتهم وتفويجهم وتقليل مخاطر الازدحام والتدافع المؤدية إلى التهلكة. وإن الالتزام باستخراج التصريح للحج هو من طاعة ولي الأمر في المعروف، حيث اطلعت الهيئة على الأضرار الكبيرة والمخاطر المتعددة حال عدم الالتزام باستخراج التصريح مما يؤثر على سلامة الحجاج وصحتهم، وذلك يوضح: أن الحج بلا تصريح لا يقتصر الضرر المترتب عليه على الحاج نفسه وإنما يتعدى ضرره إلى غيره من الحجاج الذين التزموا بالنظام، ومن المقرر شرعًا أن الضرر المتعدي أعظم إثمًا من الضرر القاصر. وعليه تؤكد هيئة كبار العلماء أنه لا يجوز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح ويأثم فاعله لما فيه من مخالفة أمر ولي الأمر الذي ما صدر إلا تحقيقًا للمصلحة العامة." وتأييداً لهذا البيان الصَّادر عن هيئة كبار العلماء، صدر بيان عن رابطة العالم الإسلامي، في 1 مايو 2024م، ومما جاء فيه، الآتي: "أكَّد معالي أمينها العام، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، أنَّ هذا البيانَ الضافي يؤصّل شرعاً لمعالجة سلوكياتٍ فرديةً مؤسِفة، ألحقَتْ الأذى بالحُجّاج النظاميين، ووضعَت عِبئًا على الجهات التنظيمية التي تبذل جُهودًا عظيمةً، وتُسَخِّر إمكاناتها كافةً لخدمة ضيوف الرحمن على أعلى المستويات. وشدَّد فضيلتُه على أهمية استشعار ضيوفِ الرحمن لمضامين بيان الهيئة، المؤكّد على وجوب الالتزام بإجراءات الحج التي تتوخّى مصلحةَ الحُجّاج، ولاسيما سلامتهم، والمساواة بينهم في فُرَص الحج، وَفق الطاقة الاستيعابية لمساحة المشاعر." وصدر بيان عن مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي، في 2 مايو 2024م، ومما جاء فيه، الآتي: "اطّلع مجمع الفقه الإسلاميِّ الدوليُّ على ذلك البيان الذي أصدرتْه هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية في 26 أبريل 2024م بشأن الإلزام باستخراج تصريح الحج لمن يرغب في أداء فريضة الحج، ... ، فإنَّ مجمع الفقه الإسلامي الدولي بأعضائه وخبرائه الذين يمثِّلون فقهاء الأمَّة في الأقطار والأمصار إذْ يؤيِّدون هذا البيان تأييدًا تامًّا، فإنهم يدْعون المسلمين كافةً إلى الالتزام بما ورد فيه من حُكم متمثل في عدم جواز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح من الجهات المعنيّة، كما يدْعون على وجه الخصوص وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، وخطباء المساجد، والدعاة، والعلماء داخل العالم الإسلامي وخارجه إلى نشر هذا البيان، وتعميمه، وحثِّ المسلمين على الالتزام به، مع بيان الأثر الشرعي المترتب على مخالفته المتمثل في تأثيم فاعله." وفي الختام، من الأهمية القول إن السياسات والقوانين التي أقرتها المملكة العربية السعودية في سبيل تنظيم الحج، وضمان سلامة وصحة واطمئنان الحجاج، متفقة تماماً مع التوجيهات الشرعية المحققة للمصالح العليا للإنسان، والتي أشارت إليها وأيدتها بيانات عُلماء المسلمين في العالم الإسلامي. وإنه من الواجب على جميع المسلمين في كل مكان اتباع القوانين والتعليمات المنظمة لأداء فريضة الحج عملاً بالتوجيهات الشرعية التي نصَّت عليها النصوص الدينية ومنها وجوب طاعة ولي الأمر الضَّامن لتحقيق المصالح العليا للفرد والمُجتمع.


صحيفة عاجل
منذ يوم واحد
- صحيفة عاجل
السديس يوجّه أئمة وخطباء الحرمين باختصار خطبة وصلاة الجمعة وتقصيرهما في الحج
وجه رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أئمة وخطباء المسجد الحرام والمسجد النبوي، باختصار خطبة وصلاة الجمعة وتقصيرهما في موسم حج 1446هـ؛ تقديرًا لظروف ضيوف الرحمن وحفاظًا على سلامتهم مع ما تشهده مكة المكرمة والمدينة المنورة من اشتداد الحرارة، وهو أمر يقتضي التيسير والتخفيف ودفع المشقة عن المصلين وحجاج بيت الله الحرام الذين يشهدون الجمعة بالحرمين الشريفين. وأوضح السديس أنه انطلاقًا من المسؤولية التخصصية المناطة برئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي؛ فقد حرصت الرئاسة على أداء رسالتها بما يكفل تهيئة بيئة تعبدية آمنة خاشعة لضيوف الرحمن في الحرمين الشريفين، وفق توجيهات وتطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله-. وتابع قائلا "ونظرًا لما يشهده المسجد الحرام والمسجد النبوي من زحام شديد لتوافد ضيوف الرحمن، وارتفاعٍ في درجات الحرارة خلال موسم الحج، ولأهمية الوقاية وتجنيب الحجاج ضربات الشمس والإجهاد الحراري والإعياء، ولما تقتضيه المصلحة العامة للمصلين، ورفع الحرج ودرء المفسدة والتيسير على القاصدين والزائرين خلال هذه الفترة؛ حرصنا في الرئاسة الدينية من منطلق يسر ديننا الحنيف وسماحة أحكامه ووسطية منهجه على تقصير خطبتي وصلاة الجمعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي؛ بحيث تكون المدة بين الأذان والإقامة (5 - 10 دقائق) في جميع الصلوات، ولا تجاوز خطبتا الجمعة والصلاة (15) دقيقة". وجه معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور #عبدالرحمن_السديس ، أئمة وخطباء #المسجد_الحرام_والمسجد_النبوي ، باختصار خطبة وصلاة الجمعة وتقصيرهما في موسم حج 1446هـ؛ تقديرًا لظروف #ضيوف_الرحمن وحفاظًا على سلامتهم مع ما تشهده… — رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي (@PRAGOVSA) May 27, 2025

سعورس
منذ 3 أيام
- سعورس
تنظيم الحج في أعلى مستوياته
ويرافق التنظيم برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الذي يشمل تأمين تذاكر السفر، واستخراج التأشيرات، وتوفير وسائل النقل الحديثة والمكيفة، والسكن، والوجبات الغذائية والعناية الطبية، كذلك توفير حافلات من مقر الإقامة إلى المسجد الحرام على مدار السَّاعة، وبرامج دعوية وعلمية مدعمة بمترجمين بلغات الحجاج، كما يقدم البرنامج لكل ضيف حقيبة مستلزمات، ونسخة من المصحف الشريف وتراجم معاني القرآن الكريم، ويخصص البرنامج ضيوفًا من الحجاج «ذوي شهداء فلسطين». مستلزمات الإدارة الحديثة تمنع أن تكون الحشود غير نظامية، ولذلك فإنَّ منع من لا يحمل تصريحًا رسميًا بالحج، هدفه الأساسي حماية الحجاج وتسهيل إقامتهم لشعيرة الله عزَّ وجل، ومع ذلك فإنَّ كل نجاح له أعداء يشغِّبون عليه، وكالعادة فإنَّ موسم الحجِّ يكون موسمًا لدعايات وشائعات جهات مغرضة، هدفها الأساسي المزايدة ولو كانت تخالف الحقائق، فقد أطلَّ العام الفائت محمد الحسن ولد الددو بفتيا يقول إنَّ اشتراط التصريح في الحج محدَث، ليفتي بالحج دون تصريح، ثم أعيد تدوير كلامه هذه السَّنة، وما قاله هو الباطل بعينه، فليس كلُّ محدَث لا اعتبار له في الشَّرع. فقد عرف العلماء ما سمي بالمصلحة المرسلة، وهي مصلحة لم يأتِ فيها نصٌّ بعينها، لا أمرًا ولا نهيًا، ولا هي تقاس على دليل جزئي بعينه، إنما تتفق مع مقاصد الشرع، من حفظ الدين، والنفس، والعقل والمال والعرض، والمصلحة المرسلة من أدلة مذهب مالك الذي ينتشر في المغرب بعمومه بما فيه موريتانيا ، تلك التي يفاخر الددو بعلماء شنقيط فيها، وقد عمل الصحابة بالمصلحة المرسلة ومن ذلك جمعهم النَّاس على مصحف واحد، رغم أنَّ النَّاس كانوا على عهد النَّبي صلى الله عليه وسلم بدونه، فلما كان زمن عثمان رأى أنَّ المصلحة أن يجمع النَّاس على مصحف وبعث به إلى الآفاق وأتلف ما دونه، فهنا صار شرط المصحف موافقة الدولة، حتى لا تظهر مصاحف دون رعاية ولا دقة في النقل، إذ يكون لولا هذا التدقيق بجهود فردية يصعب رقابة ما فيها، وهذا فيه مصلحة عامة عظيمة للإسلام والمسلمين وإن لم يكن فيها دليل مخصوص بعينه. وكذلك في الحجِّ فإنَّ الدخول إلى الحج دون تصريح يعني مزاحمة الناس في أماكنهم المخصصة في الحج، وقد يعرِّض المتهرب نفسه وغيره للهلكة، وهو مما لم يأمر الله به بل نهى عنه، ثم إنَّ تنظيم الحجَّاج يستلزم رعاية صحية حتى يمرَّ بسلامة للجميع، وهو ما ظهر في السنوات السابقة حين انتشر وباء كورونا، فلا ذنب للحاج النظامي، إن تسلل بجانبه أحد المتهربين ثم تسبب له بأذية، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إتيان المسجد لمن أكل الثوم، لما فيه من رائحة قد تؤذي غيره، فكيف بما يزيد على ذلك من مرض منقول، أو تسبب بضرر جماعي بالمزاحمة، ونحو ذلك. فتلك الفتاوى شاذَّة لا تراعي الواقع نفسه، وقد حذَّر أهل العلم من الفتيا حتى يعلم المفتي فيها بشقين، الواقع الذي ينزل فتياه عليه، والواجب الشرعي في تلك الفتيا، هذا لمن أراد الحق، فكيف بمن كان له هوى يتصيَّد في الماء العكر، ليذيع ما لا مصلحة فيه لأهل الإسلام لأهداف سياسية، لا هدف منه تحقيق ركن من أركان الإسلام ألا وهو الحج على أفضل وجه. ويشبه تلك الفتيا عدة دعوات تحطمها الأدلة الواقعية بأنَّ الحجَّ آمن على مختلف المستويات، الصحية والأمنية، فليهنأ المسلمون بالرعاية التي توليها السعودية على مستوى قيادتها الرشيدة للحج، حتى يكون الحجاج في أفضل حال، يستعدُّون فيه لأداء فريضتهم، وقضاء نسكهم، ودعاء خالقهم، وما من منصف حجَّ بيت الله حتى علم قدر الجهود العظيمة التي توليها السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين للحج، وفقهم الله وبارك فيهم على كلِّ خير يقدِّمونه، وأتم الله على الحجَّاج عبادتهم، وتقبَّلها منهم.