logo
أنت ذكر في الميراث. فكن الرّجل في المواقف ! معمر حبار

أنت ذكر في الميراث. فكن الرّجل في المواقف ! معمر حبار

ساحة التحريرمنذ 6 أيام
أنت ذكر في الميراث. فكن الرّجل في المواقف !
معمر حبار*
قال الله تعالى: 'يُوصِيكُمُ اُ۬للَّهُ فِےٓ أَوْلَٰدِكُمْۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ اِ۬لُانثَيَيْنِۖ فَإِن كُنَّ نِسَآءٗ فَوْقَ اَ۪ثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَۖ وَإِن كَانَتْ وَٰحِدَةٞ فَلَهَا اَ۬لنِّصْفُۖ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَٰحِدٖ مِّنْهُمَا اَ۬لسُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُۥ وَلَدٞۖ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُۥ وَلَدٞ وَوَرِثَهُۥٓ أَبَوَٰهُ فَلِأُمِّهِ اِ۬لثُّلُثُۖ فَإِن كَانَ لَهُۥٓ إِخْوَةٞ فَلِأُمِّهِ اِ۬لسُّدُسُۖ مِنۢ بَعْدِ وَصِيَّةٖ يُوصِے بِهَآ أَوْ دَيْنٍۖ اٰبَآؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمُۥٓ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاٗۖ فَرِيضَةٗ مِّنَ اَ۬للَّهِۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماٗۖ'، سورة النّساء،11.
مقدّمة المتدبّر:
لا يتطرّق صاحب الأسطر إلى موانع الميراث. لأنّه ليس من مقاصد المقال. ومن أراد الزّيادة فليرجع إلى كتب الفقه. ففيها الصّحيح، والدّقيق، والمثير، والجديد، والفاعل، والنّافع، والعادل.
التّطرّق للرّجل من حيث أنّه ذكر. لا يفهم منه أبدا تجاهل دور المرأة من حيث كونها أنثى. فإنّ لها في الميراث ما للرّجل. وحسب كلّ حالة تعلو، وتنخفض. وتقلّ وتزيد.
ذٙكٙر وليس رجل:
تضمّ الآية الكريمة: الميراث، والمعنيين بالميراث، وطريقة توزيع الميراث. وخاطب الله تعالى المعنيين بالميراث من حيث الرّجال، بـ: ' لِلذَّكَرِ'. فأنت في الميراث: ذٙكٙر وليس رجل. وبغضّ النّظر عن الكميّة، والقرابة، والسّنّ. ويمكن تفصيل ذلك:
الولد الذَّكَرِ وليس الرّجل:
'ٓأَوْلَٰدِكُمْۖ': لو كان الرجل في عقده الخامس، والسّادس، والثّامن، والتّاسع. فهو في الميراث ولد. أي ذكر وليس رجل. ولا شيخ، ولا عجوز. ولا يذكر بمنصبه، ومكانته ولو كان السّلطان.
الأب الذَّكَرِ وليس الرجل:
'وَلِأَبَوَيْهِ': في هذه الحالة فهو 'أب'. أي ذكر وليس رجل. ولو كان أصغرهم جميعا. مقارنة بالشيوخ، والعجزة الذين يفوقونه سنّا.
الأخ الذٙكٙر وليس الرّجل:
'إِخْوَةٞ': المعني -هنا- هو 'الأخ'. ودون النّظر إلى سنّه. ولو كان أصغرهم جميعا. ولو كان فارق العمر كبيرا. ولا في نسبة الأم. ولو كان ابن جارية. وابن عدوّة محتلّة، أو عدو محتلّ. وينظر إليه على أنّه 'الأخ' الذكر. ومهما كانت الحالات المذكورة. أو غير المذكورة.
اٰبَآؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ:
يقسّم الميراث على الأب لأنّه الذكر. ويقسّم على الابن لأنّه الذكر. وبغضّ النظر عن الحالات المختلفة.
مَا تَرَكَۖ- مِمَّا تَرَكَ:
هذا الميراث ليس لك. فهو 'مَا تَرَكَۖ'، و'مِمَّا تَرَكَ'. فإمّا تٔرك لك، أو ما تركته لغيرك. ويقسّم حسب عدد المعنيين، والحالات الخاصّة بالذين تشاركهم الميراث. أو حسب المعنيين، والحالات الخاصّة بالذين تركت لهم الميراث.
المرء بين ما تٔرك له، وما تركه لغيره. فهو يأكل مجهود غيره. ويترك مجهوده لغيره.
أيّها الذَّكَرِ: تعامل مع الميراث برجولة:
حقيقة المرء في الميراث أنّه ذكر. وينال نصيبه على أنّه الذكر. ويترك ماله لغيره من الذكور، والإناث. لكن، المطلوب أن يكون الرّجل في احترام الصّغير، وتوقير الكبير، وإعطاء الضّعيف حقّه -خاصّة النّساء-، والرّفق بالمحتاج، والتّنازل -إن أمكن- عن القليل لمساعدة من ليس له نصيب رسمي من العائلة. وغضّ الطرف عن بعض الإساءات -غير القاسمة للظهر- من طرف بعض المعنيين بالميراث.
لا قوامة في الميراث:
بني الميراث على الذكر، والأنثى. وليس على القوامة. لأنّ الصّغير قد يأخذ أكثر من الكبير. والأنثى قد تأخذ أكثر من الذكر. والذكر في حالات لا يأخذ أيّ شيء. والأنثى في حالات قد تأخذ كلّ شيء.
والله تعالى قال: ' اِ۬لرِّجَالُ قَوَّٰمُونَ عَلَي اَ۬لنِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ اَ۬للَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَيٰ بَعْضٖ وَبِمَآ أَنفَقُواْ مِنَ اَمْوَٰلِهِمْۖ فَالصَّٰلِحَٰتُ قَٰنِتَٰتٌ حَٰفِظَٰتٞ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اَ۬للَّهُۖ وَالتِے تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِے اِ۬لْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّۖ فَإِنَ اَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاًۖ اِنَّ اَ۬للَّهَ كَانَ عَلِيّاٗ كَبِيراٗۖ'، سورة النّساء،34.
فالقوامة بالنّفقة وليس بما يناله المرء من ميراث. لأنّ المعني في توزيع الميراث هو ذكر. ينال بقدر مكانته في الهرم الميراثي إذا صحّ تعبيري. لكن بعدما ينال نصيبه فهو مطالب أن ينفقه على من تحت جناحيه طبقا للقوامة التي منحت له.
فالقوامة هي إنفاق، وإقبال. وهنا تكمن الرّجولة. ويعتمد توزيع الميراث على التزام كلّ معني مكانته حتّى ينال نصيبه. باعتباره الذّكر. وبغضّ النّظر عن كونه الكبير، أو الصّغير، أو المقرّب، أو المنبوذ، أو السّلطان، أو الخادم.
من عجائب القوامة:
من عجائب ما وقفت عنده وأذكره لأوّل مرّة، أنّ القوامة جاءت بعد الانتهاء من ذكر توزيع، وكيفية توزيع الميراث. وكأنّ القوامة تكون بعد الحصول على النّصيب. والتّصرف فيه بما يناصب القوامة، ويعزّزها. أمّا قبله فيكون المعني ذكرا. لا يحقّ له أن يمارس قوامته. وينال نصيبه كغيره من الذكور، والإناث. وبما هو محدّد له سلفا.
الشرفة – الشلف – الجزائر
الإثنين 16 صفر 1447هـ، الموافق لـ 11 أوت 2025
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أبعد الناس من رسول الله (ص)
أبعد الناس من رسول الله (ص)

اذاعة طهران العربية

timeمنذ 5 ساعات

  • اذاعة طهران العربية

أبعد الناس من رسول الله (ص)

إذ إنَّ الله سبحانه وتعالى أراد من المسلمين أن يشبهوا رسول الله، بأن يقتدوا به ويتأسوا بأخلاقه وبكلّ حياته الروحية والسلوكية، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا}[الأحزاب: 21]. "قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الفاحش المتفحِّش البذيء"، بذيء اللّسان الَّذي يتحرَّك لسانه دائماً بما يُستحَى منه ويُخجَل منه، " البخيل" الّذي يبخل بما آتاه الله من فضله، " المختال" الَّذي يعيش الخُيلاء والكبرياء، " الحقود" الَّذي يحمل الحقد في نفسه، " الحسود" الَّذي يحسد النَّاس على ما آتاهم الله من فضله، " القاسي القلب، البعيد من كلِّ خير يرجى"، فلا يفكِّر في الخير لأحد، "غير المأمون من كلّ شرٍ يُتَّقى" ، فلا يؤمن شرّه من أحد. وقد اعتبر رسول الله هذا النموذج أنه الأبعد منه شبهاً، بمعنى أنّه أبعد الناس عن الإسلام، لأنَّ رسول الله يمثل في سيرته الإسلام في أعلى مظاهره، وفي أقرب مواقعه، فكان النبي (ص) ينهى عن الفحش والبذاءة، ويدعو إلى التَّهذيب والكلام الطيِّب، ويحبّ الكريم، ويبغض المتكبِّر المعجب بنفسه، لأنه يريد للإنسان أن يكون متواضعاً في أخلاقيته، في علاقته بالنَّاس كلِّهم، وكان يدعو إلى المحبَّة بدلاً من الحقد، لأنَّ المؤمن لا يحقد على الآخرين، بل ينبض قلبه بالمحبَّة لهم، وإلى الغبطة في مقابل الحسد، فهو لا يتمنَّى زوال نعمة الله عن شخص، بل يطلب من الله أن يعطيه مثل ما أعطاه، لأنَّ الله سبحانه وتعالى واسعٌ كريم، وكان (ص) يدعو إلى رقَّة القلب ضدّ قسوته، وإلى الأخذ بأسباب الخير للناس وللحياة، والبعد عن الشرّ للناس كافّة. وقد كان النبيّ (ص) هو التجسيد للإسلام، وقد ورد أنَّه كان قرآناً يتحرَّك، إذ كان الناس يسمعون من النبي (ص) آيات الله في القرآن، ويتطلّعون إليه، فيرون القرآن ممثَّلاً في كلّ سلوكه وفي كلّ أقواله وأفعاله. وقد سُئلت إحدى زوجات الرّسول (ص) عن أخلاقه، فقالت: " كان خُلُقُه القرآن" ، بحيث إذا رأيت أخلاق رسول الله (ص)، فكأنك تنظر إلى القرآن مجسَّداً في أخلاقه، وفي كلِّ ما قاله القرآن، وفي كلِّ ما خطَّط له. فقضيَّة أنه أبعد الناس عن رسول الله، أي أبعد النَّاس عن الإسلام. *من كتاب "النَّدوة"، ج 18. السيد محمد حسين فضل الله

مشاركة واتساب مكتوبة من زهرة محمد حول همسة اليوم
مشاركة واتساب مكتوبة من زهرة محمد حول همسة اليوم

اذاعة طهران العربية

timeمنذ يوم واحد

  • اذاعة طهران العربية

مشاركة واتساب مكتوبة من زهرة محمد حول همسة اليوم

تحية طيبة لكم وأسعد الله أيامكم من لطائف الكلام .. • أجمل ما في الأحزان أنها ستزول. • وأجمل ما في اليأس أنّه ينحني أمام الصّبر دوما. • وأجمل ما في الرّجاء..أنّه لا ينقطع ما دام هناك الربّ الرؤوف.

أكثر الناس شرا في كلام رسول الله (ص)
أكثر الناس شرا في كلام رسول الله (ص)

اذاعة طهران العربية

timeمنذ 2 أيام

  • اذاعة طهران العربية

أكثر الناس شرا في كلام رسول الله (ص)

حيث رزقه الله سبحانه وتعالى مالاً يحتاج النَّاس إليه، وكلّفه أن ينفق من ماله على السَّائل والمحروم، ولكنَّه يحتفظ بالمال لنفسه ويبخل به على الآخرين. " ويضرب عبده"، حيث كان هناك عبيد وإماء، وكان هناك أناس يملكون الناس مما لم يعد قائماً في عالمنا اليوم، لأنَّ الإسلام في طريقته العملية التنظيمية، استطاع أن يحارب العبودية، ويدفع بالوسائل التي تحرِّر الناس، حتى لم يبق في العالم الإسلامي أيّ عبدٍ وأيّ أمةٍ من دون القيام بثورة لتحرير العبيد. وعلى كلّ حال، عندما نقرأ " ويضرب عبده"، نستوحي من كلمة العبد أنَّ المراد بها كلّ إنسان يخضع، بحسب موقعه، لهذا الشَّخص، كما هو شأن العمَّال في المصانع أو في الوظائف ممن يخضعون للشَّخص المسؤول عن العمل أو المصنع أو المزرعة، ذلك الشخص الذي قد يضغط عليهم مستغلاً حاجتهم إليه، وقد يضربهم بدون حقّ، وقد يطردهم من دون حقّ، وما إلى ذلك. " ويتزوّد وحده"، فلا يحبّ أن يأكل إلا وحده، لأنه لا يريد لأحد أن يشاركه طعامه. وربما يعيش حالة نفسيَّة، بحيث إنه يبتعد عن الناس حتى لا ينظروا إليه وهو يأكل، لئلا يطلبوا منه أن يشاركوه في طعامه. "فظنّوا أنَّ الله لم يخلق خلقاً هو شرّ من هذا". ولكنَّ النبيّ (ص) يقول بعد ذلك: "ألا أخبركم بمن هو شرٌّ من ذلك؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الَّذي لا يُرجى خيره، ولا يؤمن شرُّه"، أي الإنسان الذي لا يعيش القيم الروحيَّة والأخلاقيَّة والإنسانيَّة، فذلك عندما يعيش في المجتمع، فإنّه لا يفكّر في الخير لأيّ إنسان، سواء كان قريباً أو بعيداً، ولكنه في الوقت نفسه، لا يؤمن شرّه على الناس، لأنه يملك طبعاً عقربياً يؤذي الناس كما تلسع العقرب، لأن طبيعته هي طبيعة شرّيرة وسيّئة. "فظنوا أن الله لم يخلق خلقاً هو شرّ من هذا". "ثم قال: ألا أخبركم بمن هو شرٌ من ذلك؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: المتفحش اللعَّان"، هذا الذي يتكلَّم بكلمات الفحش ضدّ الناس الآخرين، سواء مع زوجته أو مع أولاده أو مع جيرانه أو مع عمَّاله أو مع كل الناس الذين يعيشون معه، بحيث لا تصدر عنه أيّ كلمة مهذَّبة في هذا المجال، بل يستخدم الكلمات الفاحشة التي قد تخدش للإنسان حياءه، وقد تُسقط له كرامته، "الذي إذا ذُكر عنده المؤمنون لعنهم، وإذا ذكروه لعنوه" ، لأنهم يعرفون أنه رجل لا يتمتَّع بأيّ أخلاق، ولا يتمتَّع بأيّ سمة إنسانيَّة في حياته. * من كتاب "النَّدوة"، ج 18.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store