logo
نجوى كرم تتألق في قبرص وتستعد لأمسية إسطنبول

نجوى كرم تتألق في قبرص وتستعد لأمسية إسطنبول

السوسنةمنذ 14 ساعات

السوسنة - أحيت الفنانة اللبنانية نجوى كرم حفلاً غنائياً ناجحاً في منتجع City of Dreams Mediterranean بمدينة ليماسول القبرصية، وسط حضور جماهيري كبير وتفاعل استثنائي. تألقت كرم بمجموعة من أغانيها المعروفة التي أشعلت الأجواء، ولفتت الأنظار بإطلالة أنيقة بفستان أبيض وأسود، جمع بين البساطة والرقي.وشاركت كرم عبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي صوراً من كواليس الحفل، وعبّرت عن سعادتها بقولها: "لنصنع الذكريات الليلة في قبرص". كما نشرت مقطع فيديو يوثّق اللحظات الختامية، مشيدة بنجاح الحفل.وتستعد "شمس الأغنية العربية" لمواصلة جولتها الفنية في مدينة إسطنبول التركية، حيث ستحيي حفلاً على مسرح HALIC KONGRE MERKEZI بتاريخ 26 يوليو 2025، بمشاركة النجم اللبناني آدم، في ليلة موسيقية تحمل الطابع اللبناني العربي.في سياق متصل، تستمر أغنيتها الجديدة "زين الزين" في تحقيق نجاح كبير، إذ حصدت تفاعلاً واسعاً منذ إطلاقها. الأغنية من كلمات محمد درويش، ألحان أحمد بركات، توزيع سليمان دميان، وإخراج بيار خضرا، الذي قدم رؤية بصرية متجددة للعمل الفني.
أقرأ أيضًا:

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نجوى كرم تتألق في قبرص وتستعد لأمسية إسطنبول
نجوى كرم تتألق في قبرص وتستعد لأمسية إسطنبول

السوسنة

timeمنذ 14 ساعات

  • السوسنة

نجوى كرم تتألق في قبرص وتستعد لأمسية إسطنبول

السوسنة - أحيت الفنانة اللبنانية نجوى كرم حفلاً غنائياً ناجحاً في منتجع City of Dreams Mediterranean بمدينة ليماسول القبرصية، وسط حضور جماهيري كبير وتفاعل استثنائي. تألقت كرم بمجموعة من أغانيها المعروفة التي أشعلت الأجواء، ولفتت الأنظار بإطلالة أنيقة بفستان أبيض وأسود، جمع بين البساطة والرقي.وشاركت كرم عبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي صوراً من كواليس الحفل، وعبّرت عن سعادتها بقولها: "لنصنع الذكريات الليلة في قبرص". كما نشرت مقطع فيديو يوثّق اللحظات الختامية، مشيدة بنجاح الحفل.وتستعد "شمس الأغنية العربية" لمواصلة جولتها الفنية في مدينة إسطنبول التركية، حيث ستحيي حفلاً على مسرح HALIC KONGRE MERKEZI بتاريخ 26 يوليو 2025، بمشاركة النجم اللبناني آدم، في ليلة موسيقية تحمل الطابع اللبناني العربي.في سياق متصل، تستمر أغنيتها الجديدة "زين الزين" في تحقيق نجاح كبير، إذ حصدت تفاعلاً واسعاً منذ إطلاقها. الأغنية من كلمات محمد درويش، ألحان أحمد بركات، توزيع سليمان دميان، وإخراج بيار خضرا، الذي قدم رؤية بصرية متجددة للعمل الفني. أقرأ أيضًا:

حرية الاختيار: بين بناء الذات ومواجهة الضرورة
حرية الاختيار: بين بناء الذات ومواجهة الضرورة

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 2 أيام

  • سواليف احمد الزعبي

حرية الاختيار: بين بناء الذات ومواجهة الضرورة

مقدمة: هل كان السبب في وجودنا على الأرض وخروج أبوانا من جنة عدن هو اختيار آدم وزوجه أن يأكلا من التفاحة؟ فقُضي عليهما أن يهبطا إلى الأرض، في مشهد يذكّر بسقوط الملائكة في فيلم City of Angels، حين قرر الملاك، الذي لعب دوره نيكولاس كيج، أن يتخلى عن نورانيته ليهبط إلى عالم البشر، يتألم ويحب، ويلاحق الموجات بفرحة طفل. تلك اللحظة لم تكن سقوطًا فقط، بل كانت بداية وعي جديد، وشرارة لتجربة إنسانية كاملة، مبنية على التردد، والشغف، والخسارة، والرغبة في المعنى. يعيش الإنسان منذ ذلك الحين جدلية مستمرة: هل هو مسيّر لا يملك من أمره شيئًا، أم أنه يملك حقّ الاختيار بين النور والظلام، بين طريق الهدى وطريق التيه؟ وهل ما يفعله هو حرية حقيقية أم مجرد تحقق لما كُتب عليه في علم الله. رغم هذا التوتر بين الجبر والاختيار، فإن التجربة الإنسانية تقوم على لحظة حرّة، مهما كانت محدودة، لحظة يُقرّر فيها الإنسان من يكون. ولهذا كان 'الاختيار' جوهر الكينونة الإنسانية، لأنه يعكس وعي الإنسان بمسؤوليته الأخلاقية، وكرامته ككائن قادر على قول 'لا' في وجه الغريزة أو القطيع أو حتى القدر. ليس الاختيار مجرد حرية ساذجة، بل هو تعبير عن الشجاعة والهوية والتجربة. بين قابيل الذي اختار أن يرتكب الجريمة الأولى، وعيسى عليه السلام الذي اختار أن يواجه الصليب، تمتد المسافة التي تعرّف فيها الإنسانية ذاتها. وفي هذه المسافة تتشكل القيم، ويولد المعنى، ويُكتب التاريخ البشري. المحور الأول: الاختيار كفعل داخلي يعيد تعريف العناية بالذات ألم يلفتك مشهد الأستوديو الصباحي لأحد البرامج الجماهيرية؟ حيث تُنتقى ألوان الجدران، وملابس المذيعة، وأحمر الشفاه، وفنجان قهوتها. هل لاحظت كيف تُضخَّم انفعالاتها لتمنحك جرعة من المشاعر الإيجابية، تقنعك أن تؤجل همومك أو تقارن حياتك بتلك الصورة المصقولة، فيتسلل الإحباط إليك قبل أن يبدأ يومك؟ هون عليك، فإن لنفسك عليك حق الرعاية، كما تعتني بطفلك. ولا تسمح لسمّية البعض أن تتسرّب إليك. في مقالها 'هذا هو المعنى الحقيقي للعناية بالذات'، تؤكد بريانا ويست أن التحديات التي نواجهها ليست عراقيل خارجية، بل جبالًا في داخلنا تنتظر أن تتسلقها. وتنتقد التصور السطحي للعناية بالذات، الذي يحصرها في الحمّامات الدافئة والحلويات، بينما هي في حقيقتها ليست هروبًا من الألم، بل مواجهته بشجاعة. العناية بالذات تكمن في اتخاذ قرارات صعبة: سداد الديون، إنهاء العلاقات السامة، بناء روتين صحي، والاعتراف بالخيبات لتصحيح المسار. إنها ليست رفاهية، بل ممارسة ناضجة تشبه 'تربية النفس' وبناء بيئة نفسية متزنة على المدى البعيد. ويست تطرح تساؤلات حول كيف حوّل النظام الرأسمالي العناية بالذات إلى سلعة تُشترى وتُباع، وتدعو لبناء حياة لا نحتاج أن نهرب منها، بل نعيشها بوعي، حتى وإن لم تكن مثالية. أن تكون بطل حياتك لا ضحيتها هو اختيار يتكرر كل صباح: أن تواجه لا أن تتهرب، أن تصدق لا أن تنكر، أن تبني لا أن تُستنزف. المحور الثاني: الاختيار في مواجهة الواقع والغموض قد تبدو الحياة هادئة، بلا اضطراب على السطح، والسفينة تسير بسلام قرب الشاطئ، فلا تفكر في الإبحار نحو العمق، حيث الموج العالي والظلمة والأعاصير. كثيرون تأسرهم العادة ويقيّدهم المألوف، فيغفلون عن التساؤل عمّا يختبئ خلف التلة، مقنعين أنفسهم بأنها 'قسمة ونصيب'. لكن الإسلام لا يختزل الإنسان في الاستسلام، بل يمنحه حرية الاختيار ضمن علم الله الشامل: 'فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر' (الكهف: 29)، ويذكّره بأن مشيئته لا تنفصل عن مشيئة الله: 'وما تشاؤون إلا أن يشاء الله' (الإنسان: 30). والمجهول، في نظر الإيمان، ليس تهديدًا بل امتحانًا للصبر والتوكل: 'وبشر الصابرين…' (البقرة: 155–156). رغم تباين المرجعيات، يتفق كثير منها على مسؤولية الإنسان تجاه الغموض. ترى باما تشودرون، الراهبة البوذية، أننا نملك خيارًا: أن نعاني لأننا لا نحتمل ما هو كائن، أو أن نتصالح مع انفتاح الحالة الإنسانية، بما تحمله من عدم ثبات. لكن هذا التصالح لا يحدث دفعة واحدة، بل عبر التزام يومي: الامتناع عن الإيذاء، اعتبار الألم فرصة للتعلّم، والانفتاح على الواقع بلا قتال أو شروط. بهذا، لا ننجو فقط من القلق، بل نتعلم أن نحيا في قلبه برفق وجرأة، كما لو أننا نقف وسط العاصفة، بلا ساتر، لكن أيضًا بلا خوف. أما سارتر، فيؤكد في محاضرته 'الوجودية نزعة إنسانية' أن الإنسان 'محكوم عليه بالحرية'، مسؤول عن اختياراته حتى حين يغيب الدليل. وهكذا، بين التوكل والتساؤل، بين وحي سماوي وتأمل روحي ونقد فلسفي، يبقى الإنسان فاعلًا في مواجهة الغموض، لا متلقيًا سلبيًا، ولكل رؤية مفهومها الخاص للحرية: تكليف إلهي، أو يقظة روحية، أو عبء وجودي. المحور الثالث: الصراع بين الإرادة والقدر يتجلى هذا الصراع حين تصطدم الإرادة الفردية بضرورات قاسية لا ترحم. الحرب كثيرًا ما تنتهي بخسارة شاملة تبتلع الجميع، ويقف الإنسان متسائلًا: لماذا يُسحق الحلم تحت وقع الحديد والنار؟ في حرب طروادة، تحوّل الشغف والانتقام إلى وقود لحصار دموي دام عقدًا، وبرغم نصر اليونانيين، لم يربح أحد سوى الخراب. صوّر هوميروس في الإلياذة هذه الحقيقة المؤلمة: حين يُسحق الإنسان، يُسحق جسدًا وروحًا وأخلاقًا. في القرن العشرين، كتبت سيمون فايل 'الإلياذة أو قصيدة القوة'، حذّرت فيها من أن القوة، متى استُدعيت، تفتك بالجميع وتطمس المعنى الأخلاقي. القوة لا تقتل فحسب، بل تغيّر طبيعة الإنسان وتجرّده من ملامحه. وأحيانًا يبدو ما نعدّه خيارًا حرًا مجرد خطوة قدرية، تعيد الضرورة تشكيل الأولويات. كأن تجهّز أندروماكي الحمّام لزوجها هكتور، بينما هو ممدد قتيلًا خارج الأسوار، بإرادة الآلهة وذراع أخيل. مشهد يكشف هشاشة الإرادة أمام قدرٍ لا يعرف العدالة. ها هي ألمانيا النازية تجتاح فرنسا. فيليب بيتان، بطل الحرب الأولى، يعلن الاستسلام، سعيًا لحماية ما تبقى. مقامرًا بإرثه، لكنه وُصم بالخيانة. في المقابل، أعلن ديغول التمرد من لندن، مؤسسًا حكومته المؤقتة. وبين استسلام وتمرد، بدت المصائر وكأنها تُساق دون مشورة من أصحابها. أما سيمون فايل، فانضمت لحكومة ديغول، وماتت شابة بعدما امتنعت عن الطعام تضامنًا مع الجياع. وفي معسكر نازي، احتمى فيكتور فرانكل بعقله، يؤلف كتابه في ذاكرته: البحث عن معنى. ففي صمت الجائع، وفي اختيار صغير يرفض النسيان، تتشابك الإرادة مع القدر. المحور الرابع: الاختيار كتحرر سياسي وأخلاقي في عالم تتكاثر فيه الأصوات المطالِبة بالقيادة، يذكّرنا هنري ميللر بأن لا أحد، مهما بلغ من الحكمة أو الكاريزما، يستحق أن يُسلَّم له مصير الإنسان. القيادة الحقيقية ليست في فرض التبعية، بل في إيقاظ الإيمان الداخلي، وتحفيز الآخرين على استعادة ثقتهم بقدرتهم على توجيه حياتهم. فعل الاختيار ليس مجرد قرار عابر، بل هو تعبير أخلاقي عن الذات، لحظة ينهض فيها الإنسان من تحت ركام التلقين والخوف، ليقول: أنا المسؤول عن حياتي. يقول سبينوزا إن وظيفة الحُكم ليست تقييد الحرية بل صيانتها، وإن الإنسان لا يكون مواطنًا صالحًا إلا حين يشعر بأنه حرٌّ ومسؤول في آن. لكن، هل الاختيار دائمًا طريق مفتوح؟ أم أن هناك لافتات تحذيرية تقول: 'احذر، هنا منزلق خطر'؟ في 'مفهومان للحرية'، يوضح إيزايا برلين أن الحرية السلبية تعني غياب العوائق الخارجية، أما الإيجابية فهي قدرة الإنسان على تحقيق ذاته. وقد تؤدي المبالغة في تأكيد الحرية الإيجابية إلى تسويغ تدخلات باسم 'مصلحة الفرد'، تُفضي إلى قمعه من حيث لا يدري. في هذا السياق، يصبح الوعي بالاختيار هو المعيار: متى يكون حقيقيًا؟ ومتى يكون مفروضًا باسم الخلاص؟ إن الدفاع عن الحق في الاختيار لا يعني رفض التوجيه، بل رفض أن يُختزل الإنسان إلى تابع لا صوت له. الاختيار ليس رفاهية، بل مقاومة يومية ضد التشييء، ومساحة يُستعاد فيها كيان الفرد. ومن يَختر، يَخلق. المحور الخامس: العلاقات والاختيار الحر نمر في حياتنا بكثير من الصداقات، منذ الطفولة حتى الكبر. لعبنا وضحكنا وتقاسمنا المغامرات، فبدت الصداقة آنذاك وجهًا من وجوه الفرح. لكن مع الوقت، نكتشف أن الأصدقاء الحقيقيين ليسوا من يشاركوننا الضحك فقط، بل من يختارون البقاء حين تشتد الظروف. كما يُقال: 'الصديق هو من يقف معك تحت المطر، مع أنه يستطيع البقاء جافًا' — وفاء لا تمليه مصلحة، بل ينبع من حرية القلب. يرتبط هذا بما يُعرف في علم النفس العاطفي بـ'نظرية الاختيار الحر في الالتزام'، التي ترى أن الالتزام لا يكون صادقًا إلا إذا انطلق من قرار واعٍ، لا من ضغط أو خوف. حين يختار الفرد البقاء رغم التعب والتحدي، يتولد شعور بالمسؤولية والانتماء، ويشعر بدعم يخفف القلق ويعزز جودة الحياة. وهذا لا يقتصر على الحب الرومانسي، بل يشمل كل علاقة تنمو بالرعاية والنية الصافية. تؤكد بيل هوكس في 'كل شيء عن الحب' أن الحب ليس مجرد شعور، بل فعلٌ حر يتطلب التزامًا ووعيًا. وترى أن حب الذات شرط أساسي لحب الآخرين: فمن لا يُنصت لحاجاته بصدق، لن يُصغي بصدق لمن يحبهم. هكذا، يصبح الحب والوفاء مواقف نابعة من الحرية الداخلية، لا من الواجب. وتتحول العلاقات إلى فضاءات للعدل والنمو والدفء. وكما في السياسة والدين، كذلك في الحب: لا تزهر العلاقة إلا حين تُروى بحرية، لا بسلطة العادة أو الخوف. خاتمة: تُعدّ حرية الاختيار أساسًا جوهريًا للفضيلة، إذ لا يمكن للفضيلة أن تُفهم أو تُمارس بمعزل عن القدرة على اتخاذ قرارات واعية. فاختياراتنا في الأفكار والمشاعر والمواقف تُجسّد هويتنا، وتشكل ملامحنا الأخلاقية ومسار حياتنا. بهذه الحرية نصبح فاعلين في صياغة ذواتنا، وتغدو الفضيلة تعبيرًا صادقًا عن إرادة واعية، لا مجرد استجابة للعرف أو الخوف. ففي نهاية المطاف، لا يكمن جوهر الفضيلة في المعرفة أو النية وحدهما، بل في الشجاعة اليومية لاختيار الخير، رغم الإغراءات والضباب. الفضيلة ليست نورًا يُمنح، بل شعلة يشعلها كل إنسان في قلبه، كلما قرر أن يكون إنسانًا، حتى وسط العتمة.

ما بين الخيال والطموح الكبير.. هل يصطدم جيل اليوم بالواقع؟
ما بين الخيال والطموح الكبير.. هل يصطدم جيل اليوم بالواقع؟

الغد

timeمنذ 4 أيام

  • الغد

ما بين الخيال والطموح الكبير.. هل يصطدم جيل اليوم بالواقع؟

رشا كناكرية عمان- تفاجأت مها (36 عاما) عندما سألت طفلها آدم، صاحب العشرة أعوام، عن أحلامه التي يسعى لتحقيقها، لتجده يسرد لها طموحاته بإنجازات مذهلة. أخبرها آدم بأنه لا يرغب في إكمال دراسته، بل يخطط لافتتاح قناة على إحدى المنصات، والتي ستكون بوابته نحو العالمية والنجاح والثراء الذي سيمكنه من السفر حول العالم. اضافة اعلان تقول مها إنها صدمت بداية من طبيعة أحلامه المختلفة عما كانت تتوقعه، كما لفتها ثقته الكبيرة في الوصول إلى هذه الأهداف وكأنها أمر واقع، وهو ما زاد قلقها. وتوضح مها أنها تدرك تماما صعوبة الواقع الذي يعيشان فيه، وقلة الإمكانيات، والمشكلات الاقتصادية التي قد تعيق طفلها، لذا قررت دعمه بوضع أهداف وأحلام تتناسب مع واقعه، إلى جانب مساعدته في اكتساب المهارات والقدرات اللازمة لمواجهة تحديات الحياة. وكذلك الموظف علي (41 عاما)، الذي سأل طفلته سيلين، ذات الاثنتي عشرة عاما، عن حلمها، وجدها تسرد سلسلة من الأهداف والطموحات الكبيرة التي قد تبدو بعيدة المنال أو مستحيلة في ظل حياتهم الحالية. يعترف علي بأن هذه الأحلام الواسعة تعود إلى تأثير العالم الرقمي، إذ نشأ الأطفال وهم يتنقلون بين المنصات الرقمية، ويرون نجاح أقرانهم في سن صغيرة، مما جعلهم يسعون وراء هذه الطموحات والخيال الواسع. ويشير علي إلى أنه بعد هذا الحديث بدأ بالتقرب من ابنته، ليساعدها على فهم الواقع الذي يعيشونه، لتتمكن من تعديل وتطوير أحلامها بما يتناسب مع إمكانياتهم، وليمنحها الشعور الحقيقي بتحقيق الحلم. يمتلك أجيال اليوم من الخيال ما قد يذهل البعض، أحلام كبيرة وانجازات عظيمة هذا عنوان مستقبلهم الذي يطمحون إليه ويسيرون نحو متناسين بذلك الواقع الذي يتواجده به. والواقع انهم أجيال فتحوا اعينهم على عصر السرعة والعالم الرقمي ولم يعرفوا للمستحيل مكان في حياتهم بعد، ولذلك نرى الكثير منهم لديهم ثقافة الحلم البعيد والخيال الواسع، ولكن الواقع يختلف كثير عن عالم الخيال، ويبقى السؤال ما بين الخيال والاحلام الكبيرة هل يصطدم جيل اليوم بالواقع؟ من الجانب النفسي، يؤكد خبراء أن جيل اليوم هو جيل التكنولوجيا والقرية الصغيرة التي سهلت وصوله السريع إلى المعرفة، وأسهمت في تنمية ظاهرة الحلم لديه، مما جعله يتمتع بخيال واسع وخصب. فقد فتحت التكنولوجيا أمامه آفاقاً جديدة ووسّعت مداركه، ليصبح هدفه وحلمه وهواياته متأثرة بما يتلقاه ويراه عبر المنصات الرقمية التي يتابعها. ونتيجة لذلك، بات يمتلك توجهات وميولا متنوعة ومختلفة عن الأجيال السابقة. في مراحل النمو المختلفة للطفل، قد تترسخ لديه سلوكيات أو أفكار معينة عاشها وتأثر بها من خلال العالم الإلكتروني. فهو يشاهد نماذج متنوعة، ويبدأ في تصور أن هذا هو الحلم الذي يريد تحقيقه في حياته. لكن مع مرور الوقت ونضوجه، قد يصطدم بواقع حياتي مختلف تماما عن تلك الأحلام التي رسمها في خياله. وتؤكد "اللايف كوتش" والباحثة الأكاديمية فيروز مصطفى، أن هناك فرق واضح بين جيل اليوم والأجيال التي سبقته، وذلك ببساطة لأنهم ولدوا وهم يتحدثون لغة التكنولوجيا. فمنذ الصغر، تجد الطفل يحمل جهازا لوحيا، ما جعلهم روادا في هذه الثقافة الرقمية. ونتيجة لذلك، أصبح الطفل يعتقد أن كل شيء يمكن الحصول عليه بمجرد ضغطة زر، وهي فكرة رسختها التكنولوجيا وساهمت في تعزيز شعور الاستعجال لديهم. أما السبب الثاني، فتوضحه مصطفى، بأن وسائل التواصل الاجتماعي كسرت العديد من المفاهيم التقليدية. فعلى سبيل المثال، أصبح مفهوما النجاح والشهرة بالنسبة لأبناء هذا الجيل يرتبطان بالسرعة والانتشار الفوري. في حين أن الأجيال السابقة، إذا سئل أحدهم عن معنى أن يصبح ثريا، سيجيب بأنه يبدأ بمشروع صغير يُتبعه بسلسلة من النجاحات المتدرجة مثل افتتاح متاجر متعددة حتى يصل لما يريد. ووفق قولها، فإن جيل اليوم شاهد طرقا أخرى للثراء والنجاح، كما يعلم قيمة الدخل الذي يمكن أن يحصل عليه من هذه الطرق، مثل الجوائز المالية الناتجة عن الظهور على التطبيقات الرقمية، أو المكافآت التي تقدم لهم كمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي أو كمشاهير. وتنوه مصطفى أن العالم الرقمي أظهر لهم أن هناك طرقا سهلة وسريعة لتحقيق النجاح، لذلك أصبح من الصعب عليهم تقبل فكرة الطريق التقليدي، الذي يبدأ بجمع القليل من المال ثم استثماره لتحقيق الأرباح. هذا الأسلوب التقليدي قد يجعلهم يشعرون بالفشل بطريقة ما، رغم أنه كان وما يزال طريق النجاح بالنسبة لأجيال آبائهم. وثالثا، فإن طرق التجارة التقليدية كانت تتطلب موافقات وإجراءات عديدة وطويلة، بينما اليوم يستطيع أي شخص إنشاء متجره الخاص رقميا عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال دقائق معدودة. وتقول مصطفى: "لكي نكون منصفين، هؤلاء ولدوا في عصر أسرع من عصرنا، حيث أصبح اختصار الزمن أمر واقعي يشعر به كثيرون. فقد أظهرت الأبحاث أن الإحساس بالزمن الذي كان يمتد إلى 24 ساعة أصبح يعادل تقريبا 16 إلى 18 ساعة فعليا، وهو ما يفسر هذا الشعور المتسارع بالحياة ورغبتهم بمجاراة النمو الكبير". ومن ناحية النتائج، تشير مصطفى إلى أن مفهومي النجاح والفشل أصبحا علنيين، حيث أصبح الجميع يسعى لإثبات نفسه، ولم يعد الأمر شأنا فرديا يتم تقييمه لاحقا. هذا الواقع يفرض على الشباب ضغطا، ويرفع من نسب التوتر والقلق لديهم. وتوضح مصطفى أن هذا الأمر يتطلب عملية توازن، فلكل جيل تغيراته. وفي النهاية، علينا أن نسير مع هذه التغيرات، والأهم هو منح كل جيل حقه وحجمه العاطفي بدلا من تحميله توقعات زائدة، خاصة وأن البيئة الخارجية اساسا مليئة بالضغوط. كما تؤكد أن التركيز على تعزيز التفرد والتميز الشخصي أفضل من محاولة زرع كم هائل من المعلومات، حتى يتمكن الفرد في أن يكون شخص ينتمي لما يحب ويرغب. ويشير خبراء في علم النفس إلى أنه في مرحلة معينة من العمر، يجب على الإنسان أن يكتشف ذاته، ويجلس مع نفسه ليتأمل نقاط القوة والضعف لديه، ويتعرف على احتياجاته، ويضع أهدافاً واضحة. كما ينبغي أن يتعلم الوسائل والأساليب التي تساعده على إعادة بناء ذاته من جديد، وفق مهارات وأهداف قابلة للتحقيق، وقادرة على التكيف مع الواقع ومتطلبات هذا العصر. ويؤكدون أن أي فرد يواجه مشكلات مرتبطة بأحلامه أو بصعوبة مواجهة متطلبات الحياة، يجب عليه ألا يتردد في طلب الدعم من استشاري نفسي أو تربوي. فالمتخصص يمكنه مساعدته في تجاوز هذه المشكلات، وتدريبه على اكتساب القدرات والمهارات التي تمكنه من مواصلة طريقه بثقة وكفاءة. وأخيراً، في ظل غياب القدرات والمهارات التي تمكن الطفل من التكيّف وخلق حالة جديدة للتعامل مع هذه المعطيات والمتطلبات، يصاب بالإحباط. ونتيجة لذلك، تزداد المشكلات النفسية والسلوكية، وأيضاً التربوية، والتي تعود جميعها لهذا الشعور بالإحباط وعدم قدرته على تجاوزه بسبب ضعف مهاراته وقدراته التي لم تنمُ أو تكتسب خلال مرحلة الطفولة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store