
خدعة الإبراهيمية.. بين وهم التقارب وحقيقة الواقع المزري
يمني برس || مقالات رأي:
دفعني درس اليوم وما قبله للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) والذي يتحدث فيهما عن قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام وما عاناه في حياته من صد وعداء، إلى التطرق إلى مصطلح 'الديانة الإبراهيمية' أو 'الاتفاقيات الإبراهيمية' الذي برز في السنوات الأخيرة، كعنوان لمجموعة من المبادرات السياسية والدينية والثقافية التي يروّج لها الغرب الكافر بالله ورسله،
وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية وكيان العدو الصهيوني؛ وذلك بغية خلق تقارب انتهازي بين أتباع الديانات السماوية الثلاث: الإسلام، المسيحية، واليهودية لا يخدم إلا المجرمين اليهود.
فمع أن هذه المبادرات تبدو في ظاهرها دعوة للسلام والتفاهم، إلا أنها في باطنها لا تخدم إلا الصهاينة، ولذا فإن الكثير من الباحثين والمفكرين يسمونها بـ'خدعة الإبراهيمية'، ويصفونها بأنها غطاء لتمرير أجندات سياسية، وتطبيع ثقافي، وتذويب للهوية العقائدية للشعوب المسلمة.
المقصود بالديانة الإبراهيمية هو: فكرة توحيد المبادئ والطقوس والمعتقدات بين الديانات الثلاث تحت عنوان مشترك يعود إلى النبي إبراهيم عليه السلام، بوصفه 'أبًا روحانيًا' لكل أنبياء الله ورسله وللديانات الثلاث، وقد ترافقت هذه الفكرة مع مشاريع هيمنة سياسية كـ'الاتفاقيات الإبراهيمية' بين بعض الدول العربية والعدو الإسرائيلي، التي رُوّج لها كخطوة نحو 'سلام ديني شامل'.
المظاهر الخادعة للمشروع:
رغم العناوين الجذابة التي ترفعها هذه المبادرات، إلا أن الكثيرين يرون أنها تتستر خلف شعارات السلام لتمرير ما يلي:
1. التطبيع مع العدو الصهيوني: ورد مصطلح الاتفاقية الإبراهيمية قبل أيام على لسان الرئيس الأمريكي المجرم 'دونالد ترامب' حين دعا ملك السعودية إلى ضرورة الانضمام إلى الاتفاقية؛ في إشارة مبطنة إلى ضرورة التطبيع السعودي مع كيان العدو الصهيوني، وهنا ندرك أن 'الإبراهيمية' قد اُستخدمت كأداة لتسويق اتفاقيات سياسية سيتم أو تم توقيعها دون تحقيق أي سلام أو عدالة تذكر للفلسطينيين، إذا أن العدالة تقتضي إعادة الحق المغتصب لأهله، وما نراه اليوم هو العكس فعدالة الغرب تعني شرعية إبادة الصهاينة للفلسطينيين وتجويعهم وتهجيرهم وسلبهم أرضهم من خلال أقذر عدوان وحشي في التاريخ، ما زال يمارس ضدهم إلى اليوم في قطاع غزة، وبالطبع فهذا العدوان يُعد تجسيدًا حيًا للثقافة الإجرامية للصهاينة اليهود والغرب الكافر، والتي تقوم على ضرورة إبادة الصغير والكبير دون رحمة بحسب ما تنص عليه توراتهم المحرفة.
وإزاء كل جرائم الإبادة والتجويع التي ارتكبها ويرتكبها الصهاينة بدم بارد، بحق الفلسطينيين في غزة نجد أن الإبراهيمية ليست إلا يافطة خادعة لتمرير الجرائم والمخططات الصهيونية وخداع الشعوب والأنظمة الإسلامية، والطريف أن هذه اليافطة لا يؤمن بها من يروج لها أصلًا من الصهاينة اليهود.
2. التلاعب بالمفاهيم الدينية: تسعى بعض هذه المبادرات عبر التلاعب بالمفاهيم الدينية الإلهية الواضحة والغير قابلة للتغيير أو النقاش، إلى خلق نسخة 'مخففة' من الأديان، تتوافق مع أمزجة المستكبرين، وتقوم على تجريد العقيدة من التميّز العقدي، ما يؤدي إلى تذويب الهويات وإضعاف التمسك بالمبادئ الدينية.
ومن هذه المفاهيم على سبيل المثال: ضرورة عداء المسلمين لليهود باعتبارهم أعداء الله الذين عصوه، وقتلوا رسله، وأفسدوا في الأرض بناءً على ماورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) وقوله تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ)، فهنا يفضح الله تعالى النفسية الإجرامية لليهود ويكشف لنا توجهاتهم العدوانية تجاه كل من يخالف مخططاتهم، ويؤكد لنا أنهم هم العدو الحقيقي ليس للإسلام فقط بل للبشرية جمعاء، وفي الآيتين أيضًا نجد توجيهًا ضمنيًا بضرورة معاداة هؤلاء القوم ومجافاتهم بل وقتالهم متى لزم الأمر، وبالتالي لا يمكن أن يكون هؤلاء المجرمين 'إبراهيميين' أو دعاة سلام وهم على شاكلة قبيحة بينها لنا الله تعالى في كتابه الكريم.
3. إنتاج خطاب ديني 'مطيع': لا شك في أن التلاعب بالمفاهيم الدينية يحتاج لإنجاحه وتمريره على العقول، إلى إنتاج خطاب ديني مغاير للخطاب المعهود.. خطاب مطيع للاتجاه المشبوه لمزعوم الإبراهيمية، وهذا يتم عبر دعم رجال دين ومؤسسات دينية تعيد تأويل النصوص الدينية بما يخدم الرؤية السياسية للقوى المهيمنة، ويبرر التطبيع والسكوت عن المظالم.
يرى العديد من علماء الإسلام ومفكريه أن مشروع 'الإبراهيمية' يخالف أسس العقيدة الإسلامية، ومن ذلك:
• أن الإسلام جاء مصدقًا لما قبله ومهيمنًا عليه، لا ليتساوى معه في مرتبة واحدة.
• أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم الأنبياء، والرسالة التي جاء بها لا تقبل المزج أو التنازل باسم 'الاشتراك الإبراهيمي'.
• أن التقارب بين الأديان لا يمكن أن يحدث لأن الدين عند الله واحد هو الإسلام، وعليه فإن إقامة العدل ونصرة المظلومين أولى من تقارب شكلي لا يوقف الجرائم والانتهاكات.
الغاية الحقيقية للمشروع:
من خلال تحليل السياق الزمني والسياسي لظهور 'الإبراهيمية'، يتضح أن الهدف الأعمق هو:
• تأمين إسرائيل إقليميًا من خلال علاقات 'سلام ديني'.
• إنهاء حالة عداء كيان العدو الصهيوني وإعادة تشكيل وعي الشعوب الإسلامية ليتقبلوا الاحتلال والتطبيع على أنه 'تسامح'.
• ضرب مناعة الأمة الثقافية والدينية، وتحويل القضايا العقائدية إلى مسائل رمزية سطحية.
وختامًا.. ليست المشكلة في الدعوة إلى الحوار بين الأديان، فذلك مطلب إنساني مشروع، لكن المشكلة تكمن في استخدام الدين كأداة للهيمنة السياسية ومحو الحقوق تحت ستار 'الإبراهيمية'.
ولهذا، فإن ما يُسمّى بـ'خدعة الإبراهيمية' يجب أن يُفهم في سياقه الكامل على أنه مشروع سياسي مغلف بالدين، يسعى لتغيير بوصلة الأمة، لا لتقريبها من بعضها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 39 دقائق
- مصرس
ناجي الشهابي مهنئًا الرئيس السيسي بعيد الأضحى المبارك: نقف خلفكم.. ومواقفكم أعادت لمصر دورها القيادي
تقدم حزب الجيل الديمقراطي، بخالص التهاني وأطيب التمنيات للرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، داعين الله عز وجل أن يعيده على سيادتكم وعلى شعب مصر العظيم بالخير واليمن والبركات، وأن يديم عليكم الصحة والعافية، ويوفقكم لما فيه رفعة الوطن وسلامة أراضيه وتحقيق تطلعات شعبه الكريم. الشهابي: الدعم الكامل للقيادة السياسية الحكيمةوقال ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل، ونحن نحتفل مع المصريين بهذه المناسبة المباركة، نؤكد دعمنا الكامل لقيادتكم الحكيمة في مواجهة التحديات الكبرى التي تمر بها البلاد، من ضغوط اقتصادية وأمنية إلى تحديات إقليمية ودولية. ونثمن ما تبذلونه من جهود مخلصة لحماية مقدرات الوطن والحفاظ على استقراره. ونقف، ككل المصريين الشرفاء، خلفكم بكل ثقة ويقين في قدرتكم على قيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان، وتحقيق مستقبل يليق بمصر وشعبها.التصدي للتهجيركما نثمن وقفتكم التاريخية الصلبة ضد مخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، تلك الوقفة التي أعادت لمصر دورها الريادي والقائد في محيطها العربي، ورسّخت مكانتها كحائط الصد الأول عن الحقوق العربية. إن مواقفكم الثابتة في هذا الملف تمثل صفحة ناصعة في سجل الشرف الوطني، وستبقى محل فخر واعتزاز الأجيال القادمة، كما هي اليوم مصدر اعتزاز لكل مصري وعربي.حفظكم الله ورعاكم، وسدد على طريق الحق خطاكم، وكل عام وأنتم ومصرنا الحبيبة بألف خير.


وكالة نيوز
منذ ساعة واحدة
- وكالة نيوز
بزشکیان ورشید یؤکدان على تعزیز العلاقات الإیرانیة العراقیة- الأخبار ایران
وأعرب عن أمله في أن تنعكس بركات هذا العيد العظيم على تفاعلات الدول الإسلامية وتواصلها. وأكد الرئيس الإيراني ، في معرض تأكيده على المكانة التاريخية للعلاقات الوثيقة والثقافية بين الشعبين الإيراني والعراقي، على 'أننا نعتبر الشعب العراقي شقيقًا لنا، ونسعى بكل ما أوتينا من قوة لتعزيز التماسك والوحدة مع الدول الإسلامية، بما فيها العراق، بما يعود بالعزة والرفعة على الأمة الإسلامية، وخاصة الشعبين الكريمين الإيراني والعراقي'. وفي هذا الاتصال، أعرب الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد عن تقديره للمكالمة الهاتفية والتهاني الصادقة من الرئيس بزشكيان، وهنأ بالمقابل الحكومة والشعب الإيراني بعيد الأضحى المبارك، ودعا الله أن يمنّ على الشعب الإيراني بالسلام والرخاء والأمن في ظل هذه المناسبة العظيمة. كما وصف الرئيس العراقي العلاقات بين البلدين بأنها في أفضل حالاتها، وأكد أن الحكومة العراقية مستعدة تمامًا لتعزيز التعاون والتنسيق الثنائي بين طهران وبغداد، آملا بأن تؤدي هذه الجهود إلى إنجازات مشتركة وتنمية مستدامة لكلا الشعبين. ودعا الرئيس عبداللطيف رشيد لنقل أخلص تهانيه وتحياته إلى الشعب الإيراني العظيم وقائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله السيد الخامنئي. /انتهى/


أموال الغد
منذ 2 ساعات
- أموال الغد
رئيس الوزراء: الدولة أوفت بما وعدت به المُصدرين.. وضاعفنا القيمة المقررة لبرنامج رد الأعباء
قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، إن الدولة تسعى لتعظيم الصادرات الوطنية، ومُضاعفتها، وفي هذا الإطار، تم اتخاذ خُطواتٍ شديدة الأهمية وعدت بها الدولة المصدرين وأوفت بها، مُوضحاً ان البرنامج كان بقيمة 23 مليار جنيه، وتضرر المستثمرون والمصدرون من كون هذا المبلغ ضئيلاً، ولا يلبي طلباتهم، ولكن كان هذا نتيجة الظروف الاقتصادية، ووعدنا أن يتم صرف هذا المبلغ في مدى زمني 90 يوماً، لسرعة تسلم المساهمة المالية، وهذا ما تحقق بالفعل. وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، أن الأهم هو البرنامج الجديد، الذي سيبدأ تنفيذه من 1 يوليو القادم، ويضاعف خلاله الرقم لنحو 45 مليار جنيه، وهو برنامج جديد بآليات جديدة، نشجع من خلاله الشركات على زيادة وتعميق التصنيع المحلي، والقيمة المضافة له، حيث يؤثر ذلك على حجم المساندة المقدمة له، ويحصل على رقم أكبر. وتابع حديثه قائلاً: والشيء الآخر أن جزءًا من هذا البرنامج سيخصص لشركات بعينها من الخارج لتأتي وتستثمر في صناعات نحتاج إليها بشكل كبير، وذلك لتلبية الطلب في السوق المحلية أو حتى للتصدير للخارج، وهي أمور جديدة لم يكن لدينا كدولة القدرة فيها، وأيضاً نشجع الشركات العملاقة التي تصدر بأرقام كبيرة، فهناك شركات مثلاً يكون حجم صادراتها بمفردها مليار دولار وأكثر، وبالتالي أستطيع تخصيص جزء من هذا البرنامج لتشجيعها على زيادة حجم صادراتها، وتخيلوا شركة في قطاع الأجهزة المنزلية تصدر بمليار دولار، قالت لي لو قدمتم لنا المساعدة سنزيد صادراتنا بنسبة من 30 إلى 35%، وهذا يعني أنها كشركة بمفردها ستزيد في حدود 350 مليون دولار من الصادرات في العام، وبالتالي هذا النموذج نقدم لهم حافزًا استثنائيًا لتشجيعهم أكثر على العمل. وقال: أما الجزء الآخر من البرنامج الذي تم الإعلان عنه، فهو الخاص بالمتأخرات المُتراكمة من الفترة السابقة التي كانت في حدود 60 مليارًا، وتم الإعلان عن طريقة إنهاء هذا الأمر مع الشركات لكي نضمن وصول الحقوق لها، حيث يقدم نصف هذا المبلغ في صورة مبلغ مالي، والنصف الآخر في صورة مُقاصة مع مستحقات الدولة لدي هذه الشركات، فبدلاً من تسديد حقوق الدولة عن طريق الدفع سنقوم بخصمها من المستحقات، ولأول مرة نعلن عن البرنامج قبل تنفيذه بشهر ونصف، حيث إن هذا البرنامج قمنا بالانتهاء منه منذ شهر مارس الماضي ولكن انتظرنا لخلق حالة من الإجماع والحوار المجتمعي معهم، وبحمد الله كان هناك قبول لهذا البرنامج، والجزء الآخر من الإصلاحات الهيكلية المهمة من حيث تبسيط الإجراءات والمنصة الإلكترونية هو ما سيعلنه السيد وزير الاستثمار خلال المؤتمر الصحفي. واستهل رئيس مجلس الوزراء، المؤتمر الصحفي الأسبوعي، عقب اجتماع مجلس الوزراء، بالترحيب بالصحفيين والإعلاميين الذين حضروا المؤتمر، مُهنئاً جموع الشعب المصري العظيم وشعوب الأمتين العربية والإسلامية، بوقفة عرفات غدًا، وقرب حلول عيد الأضحي المبارك، مُتمنياً أن يعيد الله أيامه المباركة علينا بكل الخير واليمن والبركات، مُتوجهاً بالتهنئة لفخامة السيد رئيس الجمهورية، داعياً الله عز وجل أن يُديم على مصر نعمة الاستقرار والسلام والأمن. وبدأ الدكتور مصطفى مدبولي حديثه، بالإشارة إلى استعدادات الحكومة لعيد الأضحي المبارك، قائلاً: ناقشنا اليوم الاستعدادات الجارية للعيد، وتم توجيه وزيرة التنمية المحلية بالتأكيد على المحافظين على رفع درجات الاستعداد، كما أتابع مع المحافظين أيضاً هذا الأمر، وأيضاً نظرًا لأننا في موسم الحج فهناك متابعة أيضاً لبعثة الحج المصرية الموجودة في المملكة العربية السعودية، سواء التابعة لوزارة السياحة أو التضامن الاجتماعي أو حج القرعة التابع لوزارة الداخلية، وذلك للاطمئنان على أوضاع الحجاج وتسكينهم. وتابع رئيس الوزراء قائلاً: بالنسبة لعيد الأضحي المبارك فإن هناك توجيهات للوزراء والمحافظين بأن نكون على أتم الجاهزية لأيام عيد الأضحي، وأيضاً تفعيل غرف عمليات الطوارئ بكل الجهات، وتواجد للعاملين في هذه الغرف، لتلبية أي احتياج لتدخل عاجل وسريع لا قدر الله، وكذلك التوجيه بتجديد ساحات الصلاة في كل الأماكن المحددة من وزارة الداخلية بالتنسيق مع السادة المحافظين، وضمان جاهزية واستعداد المجازر العمومية لاستقبال الأضاحي وتنظيم عمليات الذبح، وتوافر وسائل النقل الجماعي بشكل كافي خلال هذه الفترة، ومتابعة استعدادات المستشفيات وسيارات الإسعاف وتوافر الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى جاهزية الحدائق العامة والشواطئ توقعًا لوجود إقبال كبير من المواطنين على هذه المناطق لقضاء إجازة عيد الأضحي، كما كان هناك أيضًا متابعة مع الوزراء والمحافظين لتوافر السلع الأساسية خلال فترة العيد، والأمور مستقرة تمامًا في هذا الأمر بحمد الله، ولكن دائماً وأبداً أؤكد على السادة المحافظين مواصلة التصدي لأي محاولات لاستغلال إجازة العيد للبناء المخالف أو العشوائي سواء على أراضي الدولة أو الأراضي الزراعية. وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، خلال حديثه، إلى اللقاءات والاجتماعات التي عقدت هذا الأسبوع برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لمُتابعة عدد من ملفات العمل المهمة، والتي من بينها متابعة مشروع الدلتا الجديدة مع جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، وكذا المشروعات الجاري تنفيذها بمختلف ربوع الجمهورية تحديداً في مجالات الاستصلاح الزراعي في الدلتا الجديدة، أو في جنوب مصر. وأضاف رئيس الوزراء: تضمنت اللقاءات التي عقدها الرئيس، لقاء لاستعراض الخطوات التنفيذية الجاري اتخاذها لتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ومنها ما يتعلق بإطلاق المنصة الإلكترونية الموحدة لتراخيص الاستثمار، التي سيتم عرضها من جانب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، في ختام المؤتمر اليوم، مُؤكداً أن هذه المنصة تُعد جزءًا من الإصلاحات الهيكلية، ومن شأنها أن تسهم في تيسير الإجراءات الخاصة بالحصول على التراخيص من خلال منصة موحدة. ونوه الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن الاجتماع الذي ترأسه الرئيس في وجود مجموعة من وزراء المجموعة الاقتصادية، والمعنيين بالتنمية الصناعية، تم خلاله استعراض ما تم اتخاذه من خطوات في مجال زيادة وجذب المزيد من الاستثمارات، والإجراءات المتعلقة بالإصلاحات الهيكلية الخاصة بالضرائب، وما يتعلق بتيسير وتبسيط الإجراءات الخاصة بالمستثمرين ومؤسسات القطاع الخاص المقرر تطبيقها خلال الفترة القادمة، حيث وافق فخامته على ما تم طرحه من خطوات وإجراءات في هذا الشأن. ولفت رئيس الوزراء أيضاً إلى الاجتماع الذي عُقد بحضور وزير قطاع الاعمال العام، والذي تم خلاله استعراض خطط تطوير مختلف شركات قطاع الاعمال العام القابضة والشركات التابعة لها، وعلى رأس هذه الشركات، الشركة القابضة للغزل والنسيج، لافتًا في هذا الصدد إلى ما تم مُؤخراً خلال شهر ديسمبر الماضي من افتتاح المرحلة الاولي من مصانع المحلة الكبرى، مُوضحاً أنه من المقرر اكتمال المرحلة الثانية خلال شهر أكتوبر القادم، على أن تنتهي مراحل تنمية وتطوير مختلف الشركات التابعة للشركة القابضة للغزل والنسيج في جميع انحاء الجمهورية بحلول شهر أبريل القادم، مُؤكداً على دور الشركة المحوري في صناعة الغزل والنسيج، حيث كانت مصر تتمتع بميزة تنافسية كبري في هذا القطاع، مُشيراً إلى أنه مع عودة تشغيل هذه الشركة العملاقة بمختلف شركاتها التابعة، سيكون هناك عودة لمصر في هذا القطاع الواعد. وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، في هذا السياق، إلى تشديد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على أن تكون إدارة وتشغيل هذه الشركات بعد الانتهاء من عمليات التطوير، من خلال الشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص، لافتًا إلى هذه النقطة الجوهرية، حيث تحرص الدولة على شراكة القطاع الخاص في إدارة وتشغيل مختلف الأصول التي يتم تطويرها، وهو ما تم مناقشته خلال جلسة اجتماع مجلس الوزراء اليوم، حيث تم التوجيه لنائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، ولوزير الاستثمار والتجارة الخارجية بضرورة التعاون والتنسيق مع وزير قطاع الاعمال العام، في هذا الشأن، لجذب مزيد من الشركات العالمية والمحلية لإدارة هذه الشركات بعد الانتهاء من تطويرها. كما تطرق خلال حديثه إلى عددٍ من الموضوعات التي تشغل الرأي العام، فيما يتعلق بالشأن الداخلي، ومن بينها ما شهدته مدينة الإسكندرية من ظروف مناخية استثنائية، كتداعيات للتغيرات المناخية، تضمنت حجماً غير مسبوق من المياه، وتساقط الثلوج، مُشيراً إلى أن الدولة تمكنت من التعامل مع الموقف نتيجة الاستعدادات التي جرت بناء على توجيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتشكيل خلية طوارئ على مستوى كل محافظة، حيث تم عقد أكثر من اجتماع بهذا الشأن، وإجراء تدريبات عملية لرفع الكفاءة والتحرك عند الأزمات بكل محافظة، وكان جزء من هذا التدريب، في مُحافظة الإسكندرية تحديداً، للتصرف لدى حدوث أية كوارث طبيعية مُتعلقة بالتغيرات المناخية. ولفت رئيس الوزراء إلى أنه بغض النظر عما أثير عن أن هيئة الأرصاد الجوية قامت بالإنذار بشكل كافٍ أم لا بخصوص هذه الأزمة، إلا أن الأهم هو التعامل اللحظي مع الأزمة من جانب كل أجهزة الدولة، والمحافظة، والنجاح في إزالة تداعياتها في أقل فترة زمنية ممكنة، وبصورة فاعلة، وبالتالي كانت الأضرار الناجمة عما حدث في أقل حدود مُمكنة، لافتاً إلى أنه في الصباح الباكر لهذه الأزمة كانت الأمور جيدة والمواطنون يتحركون بسلاسة، سوى بعض المناطق التي كانت بها بعض التداعيات، ولكن مع حجم الأمطار والرياح التي حدثت، كانت الأضرار بأقل قدرٍ مُمكن، والتعامُل بأسرع تفاعل، وهذا ما يتم اتباعه مع كل المحافظات، ليكون هذا نمط الدولة في التحرك خلال هذه الأزمات. وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي أن هذه الأزمة والتداعيات التي صاحبتها، من المتوقع أن نشهدها على فترات مُتقاربة، وستكون تداعياتها سريعة، من حيث حجم المياه والرياح غير المسبوق أو غير المعهود في مصر، ولكن استعداداتنا كدولة ستكون دائما كاملة، لتقليل أثر التداعيات بصورة كبيرة. وفي إطار شواغل الرأي العام أيضاً، تناول رئيس الوزراء حدث إطلاق مشروع 'جرِيان' العقاري المهم، مُشيراً في هذا الصدد إلى أنه برغم توضيح الحكومة في الكلمة التي ألقاها خلال الحدث، فإن الرؤية العامة لتنمية الدلتا الجديدة، تتضمن نطاق أراضٍ للاستصلاح والتصنيع الزراعي تعادل زمام ما بين 4 أو 5 محافظات جديدة، وبالتالي في إطار تنمية هذه المناطق، يتم تنفيذ الترع والقنوات والمياه المنقولة لهذه المناطق من النيل، والتي تتجه لخدمة مشروع الدلتا الجديدة، بغرض الاستصلاح الزراعي، ولكن ببساطة، وفي إطار رؤية أشمل، فإن المياه في طريق عبورها للدلتا الجديدة، ستمر بأراضٍ غير صالحة للزراعة، لذا كانت الرؤية أن نستفيد من عبور المياه بهذه المنطقة، من أجل تنفيذ مشروع عقاري ضخم، لإعلاء قيمة أرض هذا المشروع، حيث إنه لم يتم تنفيذ هذه البنية التحتية الضخمة لخدمة مشروع عقاري، ولكن في إطار الرؤية الشاملة للتنمية بالدولة، ثم الاستفادة من هذه البنية التحتية في إضافة قيمة مضافة لقطعة أرض، لتنفيذ مشروع بالشراكة مع القطاع الخاص يحقق عائدًا للدولة، يغطي جزءاً من التكلفة التي تنفق بالدلتا الجديدة كرؤية للاستفادة من أصول الدولة. وفي ذات السياق، أضاف الدكتور مصطفى مدبولي أنه في إطار ترشيد استخدام المياه، وما تم تنفيذه من مشروعات على مدار الفترة الماضية، من تبطين الترع، ومعالجة مياه الصرف الزراعي، ومعالجة مياه الصرف الصحي، تمكنت الدولة من الاستفادة من كل قطرة من المياه، وبالتالي أصبح لدينا الفرصة كمصر للاستفادة في زراعة أراضٍ أكبر، من نفس مُقننات المياه التي تحوزها مصر، بدون أية زيادة. ولفت رئيس الوزراء إلى أن ما يتم تنفيذه يمثل منظومة متكاملة تتبعها الدولة، حيث نقوم بمعالجة المياه منذ قرابة عشر سنوات، ونتبع أساليب لترشيد المياه، والري، بحيث نستطيع الآن ادخال ارض زراعية جديدة، من ذات المقنن المائي الثابت منذ مئات السنين، ونتج عن هذه الخطوات إطلاق مشروع الدلتا الجديدة، وفي ذات الإطار وضمن هذا المشروع الضخم، وجدنا مساحة من الأرض في حدود 1600 فدان، للاستفادة منها في مشروع عقاري مهم يعود بالفائدة على الدولة، ويساهم في تعظيم أصولها. واختتم رئيس مجلس الوزراء حديثه، قائلاً: الخبر الجيد الذي أود أن أنهي به حديثي، هو ما أعلنه البنك المركزي من القفزة الكبيرة بحمد الله في تحويلات المصريين في الخارج، حيث إن الفترة من يوليو إلى مارس الماضي ارتفعت فيها التحويلات بنسبة 82.7% وحققت حوالي 26.4 مليار دولار مُقابل 14.4 مليار دولار لنفس الفترة من العام الماضي، وبحمد الله كل هذه الأمور هي انعكاس لثقة المصريين في استقرار الأوضاع الاقتصادية، والنمو الاقتصادي المصري.