
3 رسامين لبنانيين يعلنون نهاية الرومانسية
وفي الخطاب النظري الذي أسس لبنية العلاقات البصرية والبعد الفلسفي والأدبي الذي يجمع تحت رايته هواجس الفنانين الثلاثة، ثمة إقرار بهذا اللبس الذي يربك الزائر، وهو متعمد لدفع النقاش قدماً في تأمل التاريخ من خلال تداعيات الحقبة الزمنية لنهاية الرومانسية، وعلاقتها بأزماتنا الراهنة ومشهدية أنقاض المدن وكوارث الحروب التي نعيشها، حتى إن فكرة الهرب إلى الطبيعة التي شكلت فيما مضى ملاذاً آمناً للفنانين الرومنطيقيين بعيداً من ضجيج المدن التي اكتسحتها عجلة التصنيع، أضحت فكرة ساخرة وغير مجدية.
لوحة للرسام غريغوري بوشكجيان (خدمة المعرض)
ومن هنا تبدأ القواسم المشتركة التي تجمع بين سرديات ثلاثة فنانين من جيل الحرب الأهلية اللبنانية، وهي الحرب التي شكلت وعيهم وذاكرتهم وكانت محور انشغالهم الفني، الذي أخذ يتجلى في سعيهم إلى إبراز الصورة الخفية للمشاعر الذاتية والمخاوف والظنون التي راودتهم، ضمن بحثهم الجمالي المتأرجح بين الهوية وذاكرة الحرب والانتماء. وبعيداً من النظريات والمحمولات الفلسفية التي يضج بها النص المرافق للمعرض، هناك ما يجمع الفنانين في علاقتهم بالطبيعة من زوايا خفية، متصلة بالتقنيات الصورية والمفاهيم والايهامات البصرية. فألوان الصدأ الناتجة من تأكسد الصفائح المعدنية التي كثيراً ما يستخدمها سارغولوغو، بمظهرها وملمسها وإيحاءاتها، تشكل حاملاً بصرياً لجميع الصور التي ستتعاقب على سطحها، وهي تتبدى أيضاً لدى سروجي من خلال العلاقة الجوهرية التي يقيمها بين النار والحديد والأسيد، في إنتاج لون الصدأ المتأتي من الطبيعة.
وإن كانت الطبيعة تعد ركيزة في مناظر سارغولوغو لتجسيد الرومانسية، فإن الركيزة الثانية في حقبة الرومانسية تتمثل في مناظر الأوابد وأطلال الآثار العائدة إلى حضارات الشرق المنسية، والتي شكلت قوام السردية المعقدة (الشبيهة بأحجة الـPuzzle) التي يقوم عليها العمل الجداري المذهل والبسيط في آن واحد الذي نفذه بوشكجيان، إذ يهيمن الخراب، بألوانه الرمادية الباهتة وحوائطه المتآكلة، بوصفه الموضوع الرومانسي بامتياز.
شبح الماضي
لوحة للرسام فرانسوا سارغولوغو (خدمة المعرض)
العمل التركيبي لبوشكجيان عبارة عن صورة مطبوعة بأسلوب ورق الجدران، تغطي مساحة تبلغ أربعة أمتار ونصف المتر، تجسد موقعاً صناعياً قديماً كان في السابق معملاً للكلس (في قرية عاليتا- قرب متحف مقام)، وخرج عن الخدمة في زمن الحرب، ويحوي الموقع مكاناً للتخرين شبيهاً بإهراءات مرفأ بيروت، تعلوها رسمة بقلم الرصاص تظهر منظراً التقط بواسطة طائرة مسيرة (درون) لأنقاض معبد روماني.
ويشير العنوان الملغز للعمل "HN051 فوق جسد الفنان"، إلى أن الرسم اليدوي يغطي صورة ذاتية مخفية غير مرئية لا تظهر للمشاهد إلا إذا قام بتفكيك التكوين التركيبي للعمل، ويدل العنوان على أن المعلم المذكور هو معبد حصن نيحا الكبير، الواقع على المنحدر الشرقي لجبل صنين، ويحمل الرمز "HN51" الذي خصصته له المديرية العامة للآثار. وما يميز عمل بوكاشجيان هو منظور "عين الطائر"، إذ يحوم فيه شبح الذات ويتردد صداه في التصورات التي يبنيها الفنان والناقد الفني والأستاذ الجامعي، عبر اللعب على المصادفات التي تحمل في طياتها إسقاطات لرؤى علمية مرتبطة بهيئة بناء المعابد، وفق مبادئ فيتروفيان التي دعت إلى استخدام الدائرة في تشكيل المباني المقدسة.
فرانسوا سارغولوغو وهنيبال سروجي وغريغوري بوشكجيان ( خدمة المعرض)
في حين أن الانتقال إلى الصور المطبوعة للمناظر الرومانسية في أعمال سارغولوغو يعيدنا إلى قواعد إيجاد الأعماق من خلال منظور ألبرتي، فإن المشاهد الفوتوغرافية التي يقدمها تتسم بالحضور الطاغي لطبيعة فائضة وغامرة، وتحمل نفس اسم المعرض، إذ تعد بمثابة "الحلم اليقظ". فهي، وفقاً لقناعاته، تمثل عملاً مستوحى من هيمنة الحلم والمحاكاة الساخرة للرومانسية، تلك التي لم يعدها بودريار مجرد زيف بل رأى فيها "استبدال علامات الواقع بالواقع". ومن هذا المنطلق، قد تبدو سخرية سارغولوغو مبطنة وغير مدمرة، نظراً إلى الاجتهادات التقنية الدقيقة، وملاحظاته البصرية الدقيقة للطبيعة ومناظر الغابات الفرنسية التي يجول فيها بحثاً عن إلهامه، لا سيما التفاصيل التي يستنبطها من تحت الظلال، وبين أعطاف الأشجار وهمس النباتات، استلهاماً لفضائل أسلوب الفنان نيكولا بوسان. ويضاف إلى ذلك طريقته في التقاط إشعاعات الأنوار المنبعثة من الأعماق، في مديح للطبيعة التي يستحيل تفادي جمالياتها أو النجاة من فخاخها البصرية.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما سروجي فهو أستاذ "المنظور العائم" الياباني، إذ لا تلتقي خطوط التأليف في بؤرة مركزية واحدة بل تتعدد مصادر الرؤية واتجاهاتها، في صيرورة لونية رقيقة، قوامها ضباب وتلال ومستنقعات وغيوم عابرة ما بين الأرض والسماء. وهذه الرؤى لا تنبع فقط من تأملاته للطبيعة في الشرق الأقصى، بل أيضاً من ذكريات مشاهداته الطفولية في قرية عين السنديانة، حين كان ضباب الوديان يتصاعد ويملأ الأجواء بسحر يطمس الحدود بين الأرض والسماء. وكأن الماضي وفق منطق التفكيك عند دريدا، لا يمضي نهائياً بل يبقى حاضراً، والحاضر ذاته لا يخلو من شحوب الماضي. وهكذا يحضر شبح الماضي في أعمال سروجي، لا في لحظاته السعيدة في أحضان الطبيعة بل في ذكريات الحرب، التي لطخت ذاكرته بصور فوهات طلقات الرصاص. ويرسمها مراراً وتكراراً أو يستعيدها من خلال الحروق التي يحدثها على قماش اللوحة، محتفظاً بألوان تلك الحروق والثقوب التي تنتشر في فضاء مخيلته. لكن، بعد تأمل طويل، يعود ليطفئها ببقع صفراء ويجملها بألوان وردية، لتغدو أشبه بتفتح الأزهار في حقل ربيعي، خارج عن فصول الزمن.
تفكيك الفكر الرومانسي
المعروف أن الفكر الرومانسي رفض الميكانيكية التي فرضها الفكر الديكارتي العقلاني والحداثة الصناعية، ليتخذ الطبيعة البرية والغامضة والعظيمة، كقيمة جمالية مضادة للعقل والآلة. لذا كان تصوير الطبيعة في الفن الرومانسي أكثر من مجرد تمثيل بصري، كان تعبيراً عن رؤية ميتافيزيقية ووجودية للإنسان والعالم، غير أنه في ظل تصاعد النزعات القومية وثورات 1848 التي هزت أركان أوروبا، أصبح الفنانون أكثر وعياً بدورهم السياسي والاجتماعي. وتلاشت فكرة الفنان المنعزل في برج عاجي لتحل محلها رؤية أكثر التزاماً بالواقع المعاش، مما طبع الرومانسية المتأخرة بطابع تأملي سوداوي، إذ بدا العالم في تحول دائم وغير مأمون. وبدأ يظهر تحول ثقافي وفني نحو الفكر النقدي للحداثة.
ولعل أهمية المعرض في بعده الثقافي واحتشاد الأضداد في النص البصري، تكمن في طريقة تفكيك منظومة نهاية الرومانسية وإعادة جمع عناصرها في سياق نقدي من وجهات نظر فلسفية متعددة، تتجاوز حدود الأعمال الفنية المعروضة سواءً من حيث الفكر أو التقييم. وانطلاقاً من ثنائية إيمانويل كانط الذي ميز بين الجميل والجليل، يستحضر مفهوم "الجليل" كرديف للرعب المبهج بالمعنى الذي تناوله إدموند بيرك في كتابه "تحقيق فلسفي في أصل أفكارنا عن الجليل والجميل"، أي الشعور الذي يتجاوز الجمال ويثير الرعب ويبقي المتفرج أسيراً بين الدهشة والألم. إن هذه الطبيعة السامية هي مرآة عصرنا الذي وإن كان يدهشنا بتقدمه وإنجازاته فإنه يبعث فينا المخاوف والقلق، نتيجة الأزمات المتعددة التي نواجهها وهي جميعها مؤشرات تنذر باحتمال نهاية العالم.
هل نهاية الرومانسية هي بداية العسكرة والاستعمار؟ بالطبع لا، ولكنها تزامنت مع تصاعد الاستعمار والعسكرة الأوروبية الحديثة. فقد مهدت ثقافياً لبعض سرديات التفوق والاستشراق التي استخدمت لاحقاً لتبرير التوسع الإمبريالي، وشهدت تحول الفن من التعبير العاطفي الفردي إلى مواجهة عالم يتجه إلى العنف المنظم والاستغلال العالمي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ 26 دقائق
- الأنباء
فيروز «الأم الحزينة» حضرت وداع زياد..
بيروت - بولين فاضل اختزلت السيدة فيروز كل لبنان الحزين وحضرت في يوم وداع نجلها زياد الرحباني، فكانت الأم الحزينة وحسب.. محياها قال كل شيء، وكان المعزون الحاضرون واللبنانيون في بيوتهم غير مصدقين أن «الست فيروز» كسرت عزلتها من أجل زياد الذي كان على تماس مباشر مع الناس.. كل الناس. وكانت السيدة فيروز وصلت وابنتها ريما في سيارة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب وبرفقته إلى المحيدثة-بكفيا في المتن الشمالي، حيث دخلت وسط الناس إلى الكنيسة مع ريما، وجلستا في الصف الأول على أنغام ترتيلة «أنا الأم الحزينة» التي أدتها فيروز، والتي ترافق كل جمعة حزينة في عيد الفصح لدى الطائفة المسيحية. وبعد وصول السيدة فيروز إلى داخل الكنيسة، تقدمت منها السيدة الأولى عقيلة الرئيس اللبناني نعمت عون لتقديم التعازي، وبدت داخل الكنيسة الفنانة جوليا بطرس. وبعد ذلك، توقف البث التلفزيوني المباشر من داخل الكنيسة لكي تختلي السيدة فيروز بابنها وتصلي بهدوء. وبعد لحظات خرجت السيدة فيروز من الكنيسة واخترقت الحشود ودخلت إلى قاعة التعازي حيث جلست وبقربها ريما. ومع تجمهر المصورين حولها بكاميراتهم علا صوت كل من الفنان غسان الرحباني والممثلة كارمن لبس لمطالبة المصورين بإبعاد الكاميرات عن السيدة فيروز واحترام خصوصية لحظات الحزن. وبعد هدوء صخب الكاميرات كانت السيدة فيروز جالسة بهالتها الفريدة والمعزون يمرون أمامها. وقد تخطت العائلة الرحبانية الخلافات وتقبلت مجتمعة التعازي، حيث وقف الفنانان غسان وجاد الرحباني نجلا الراحل الياس الرحباني وأبناء منصور الثلاثة غدي ومروان وأسامة الرحباني إلى جانب عمة الراحل وهدى شقيقة السيدة فيروز. وكان رفاق زياد ومحبوه قد احتشدوا بكثافة(تخطى عددهم الألفي شخص) منذ الصباح الباكر أمام مستشفى خوري في الحمرا لوداعه لدى خروج موكب جثمانه، وكان وداعا شعبيا عفويا صادقا وفيه من روح زياد. وقبل خروج الموكب، راحوا يرددون أغنياته لاسيما أغنية «شو هالايام اللي وصلنالها»، وكان لافتا أن الحاضرين كانوا من مختلف الأعمار والأجيال بدءا من جيل الخمسينيات حتى جيل الألفين، وجميعهم تأثر بزياد وحفظ لغته ومفرداته ومسرحياته التي كانت مرآة للناس وللحقيقة بلا أقنعة. ولحظة خروج الموكب، علا التصفيق الذي امتزج بدموع وزغاريد ونثر ورود وهتافات «الله معك يا كبير»، «الله معك يا أبو الزيد». ولم تحل حرارة يوليو دون سير الجميع وراء الموكب الذي شق طريقه بصعوبة بين الحشود وتقدم ببطء شديد قبل أن يصل إلى الشارع الرئيسي في الحمرا التي أحبها زياد واختارها مسكنا له ولأفكاره وإبداعاته. ومن الحمرا انطلق الموكب إلى بلدة المحيدثة-بكفيا في المتن الشمالي شمال شرق بيروت، وكان من ضمن المواكب سيارة بدا فيها ابن عم الراحل غدي الرحباني وكان التأثر واضحا عليه، ما أثبت تخطي الخلافات العائلية بين عائلتي عاصي ومنصور في حضرة قساوة الرحيل واستثنائية الراحل. وفيما تقام مراسم الجنازة في كنسية رقاد السيدة في المحيدثة قي الرابعة، سيكون مثوى زياد في قرية شويا الصغيرة(فوق بلدة بكفيا) المجاورة لبلدة الشوير مسقط رأس أجداده، حيث شيدت السيدة فيروز مدفنا خاصا لعائلتها الصغيرة على شكل حروف اسمها. وبحسب البعض، فإن مكان المدفن له رمزيته الخاصة، حيث بني قرب صخرة كان يجلس عليها الراحل عاصي الرحباني ليكتب الأغنيات ويلحنها.


الرأي
منذ 26 دقائق
- الرأي
دموع فيروز في وداع زياد.. الأم الحزينة ولا مَن يعزيها
لم يَسبق للأيقونة فيروز أن أسقطتْ كل هالة الأسطورة، لتكون فقط «أم زياد»، ملاكها الحارس الذي رحل عن 69 عاماً. فيروز التي لطالما احتجبت عن الأضواء والصورة، كسرت كل القواعد التي أرستْها، وبدت في وداع «حبيبها» زياد وكأنها «بلا دروعٍ» توارتْ خلفها على مرّ العقود «نجمة النجمات» حارسةِ المجد الرحباني. إلى الكنيسة حيث سجي نعش زياد، وصلت بين الجموع، مشت وبجانبها ابنتها ريما على وقع ترنيمة «الأم الحزينة»... مكسورة الخاطر والقلب، دخلتْ بخطوات ثقيلة كأن فيها كل الدرب الذي مشته مع العبقري الذي تحوّل منذ رحيل عاصي الرحباني توأم روحها وظلّها. أمام النعش جلست، وعلى رأسها وشاح، وخلف النظارات السود كل الحكاية بحُلْوها ومُرها... هنا لم تكن «فيروزة لبنان» إلا الأم التي تودع فلذة كبدها، بتماسُكٍ وصلابة لم يُخْفيا دموعاً مسحتْها في صالون الكنيسة حيث حرصتْ على تقبُل التعازي شخصياً. فيروز هنا... عواجل كانت كافية لتجعل وداع زياد الرحباني حدثاً مزدوجاً جَذَبَ العدسات والقلوب وعشّاق المبدع الكبير وجيلاً لم يسبق أن كان مع «السيدة» وجهاً لوجه، فكيف وهي تمسك بيد ابنها حتى مثواه الأخير بحزن عميق وكأن لسان حالها يقول «انا الأم الحزينة... ولا مَن يعزيها».


الرأي
منذ 26 دقائق
- الرأي
فريق الغوص ينتشل يختا غارقا زنته 30 طنا في ساحل السالمية
تمكن فريق الغوص الكويتي التابع للمبرة التطوعية البيئية من انتشال ورفع يخت غارق بطول 57 قدما وزنته 30 طنا مقابل ساحل السالمية، وذلك بعد تعرضه للجنوح بسبب الرياح الشديدة. وقال رئيس الفريق وليد الفاضل اليوم الإثنين إن الفريق تلقى خبر غرق اليخت وبادر مباشرة بالتنسيق مع الجهات المعنية لوضع خطة متكاملة لانتشاله نظرا لخطورة موقعه على الملاحة البحرية ووقف التلوث الناتج عن وجود كميات من الوقود والزيوت ومن أجل سلامة الجميع. وأضاف أن الإدارة العامة لخفر السواحل سخرت كل إمكاناتها لإنجاح عملية الانتشال والتنسيق مع الجهات المشاركة. وأوضح الفاضل أن فريق الغوص والجهات المشاركة معه استطاعوا إنجاز العملية رغم الصعوبات كحرارة الجو العالية والرياح الشديدة التي صاحبتها أمواج عالية وكذلك الموقع الصخري لليخت قرب مدخل مرفأ (المارينا مول) والذي يعد خطورة للغواصين وصعوبة استخدام معدات الانتشال والسحب. وناشد الفاضل رواد البحر إلى اتخاذ الحيطة والحذر من أجل الحفاظ على ممتلكاتهم من قوارب ومعدات بحرية كونها تسبب تلوثا بحريا وتعرضهم لمخاطر كثيرة، معربا عن شكره للجهات المشاركة بالعمل أبرزها الإدارة العامة لخفر السواحل والإنقاذ البحري في قوة الإطفاء العام وبلدية الكويت وإدارة (مارينا مول) والمتطوعين.