
سدود اليمن.. إرث هندسي عظيم يواجه العطش المعاصر
اخبار وتقارير
سدود اليمن.. إرث هندسي عظيم يواجه العطش المعاصر
الجمعة - 20 يونيو 2025 - 06:56 م بتوقيت عدن
-
عدن، نافذة اليمن، العين الإخبارية:
في وقت يواجه فيه اليمن تحديات مائية متزايدة بسبب الجفاف وشح الأمطار، يعود الضوء مجددًا إلى الإرث الهندسي العظيم الذي تركه الأجداد، من سد مأرب العظيم إلى صهاريج عدن التاريخية، باعتبارها شواهد حية على عبقرية اليمني في تسخير الطبيعة لمواجهة قسوتها.
تميّز اليمن القديم بتشييد منظومات مائية متطورة استغلت مياه الأمطار الموسمية، في ظل غياب الأنهار، لتتحول البلاد إلى جنة زراعية أطلق عليها الإغريق "العربية السعيدة".
وقد أسست حضارات سبأ وقتبان ومعين وحضرموت سدودًا وقنوات وخزانات جبليّة، ظلت لألفيات تُروى بها الأراضي الزراعية.
ووفقًا للمصادر التاريخية، برع اليمنيون في إنشاء منشآت ضخمة بحسابات هندسية دقيقة، جمعت بين الوظيفة الجمالية والبُعد العملي، فحوّلوا الوديان إلى شرايين حياة دائمة الجريان.
يقع سد مأرب على بعد 4 كيلومترات غرب المدينة، ويُعد من أعظم إنجازات حضارة سبأ في القرن الثامن قبل الميلاد. شُيّد على وادي أذنة، ويُعتقد أن بناءه بدأ في عهد الملكة بلقيس.
وبعد قرون، أعاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بناء السد عام 1984، فيما تم توقيع اتفاقية لتنفيذ المرحلة الثانية من المشروع في 2002 بتكلفة بلغت نحو 88 مليون درهم إماراتي.
وتصل مساحة بحيرة السد اليوم إلى 30 كيلومترًا مربعًا، بسعة تخزينية 400 مليون متر مكعب، تسقي نحو 16 ألف هكتار من الأراضي الزراعية.
أنشأ اليمنيون القدماء في عدن نظامًا فريدًا لتخزين مياه الأمطار يعود إلى القرن الـ15 قبل الميلاد، تجسده صهاريج عدن الطويلة، التي امتصت مياه السيول الجارفة وحمت المدينة، كما ساهمت في تغذية الآبار الجوفية.
يُقدّر عدد الصهاريج الأصلية بنحو 55، بقي منها 18 فقط، وتبلغ سعتها الإجمالية نحو 20 مليون جالون. وتعد الصهاريج من المعالم البارزة في مدينة كريتر، حيث حُفرت في الصخور والتلال لتبقى حتى اليوم مثالًا على التكيف مع الجغرافيا القاسية.
في تجسيد لروح الأجداد، شرعت دولة الإمارات عام 2023 في بناء سد وادي حسان بمحافظة أبين، ليكون الأكبر في جنوب اليمن، بسعة تخزينية تبلغ 19.5 مليون متر مكعب، بهدف تنظيم الفيضانات وري الأراضي الزراعية.
ويستهدف المشروع، الذي يُنفذ على مرحلتين بتكلفة إجمالية 100 مليون دولار، خدمة نحو 13 ألف مزارع، مع تحسين الأمن المائي وتعزيز التنمية الزراعية.
إلى جانب سدود مأرب وعدن، تزخر اليمن بعشرات السدود القديمة مثل سد أضرعة، وهجر، ومطران، والتي ألهمت الحكومات الحديثة لبناء 11 سدًا جديدًا في مناطق متفرقة بين عامي 1985 و2004.
ورغم تقادم الزمن، لا تزال هذه الشواهد التاريخية تدعو اليمنيين اليوم إلى إعادة النظر في تقنيات الأجداد، كحلول واقعية ومستدامة لمواجهة أزمات المياه التي تضرب مدنًا وقرى بأكملها، وتُشكل فرصة جديدة لنهضة زراعية طال انتظارها.
الاكثر زيارة
اخبار وتقارير
الحوثيون يُحاصرون زعيمهم عبدالملك بهذا المكان ويبحثون عن خليفة سرّي خوفًا م.
اخبار وتقارير
عريس يُدفن حيًا في صنعاء على يد قيادي حوثي غيور.. جريمة عشق دموية تهز العاص.
اخبار وتقارير
نار الغضب تشتعل: هجوم يمني عنيف يتزعمه الأحمدي على الإخوان بعد بيان الولاء .
اخبار وتقارير
أنثى الموت القادمة من صنعاء.. تفاصيل أخطر عملية تهريب مخدرات تقودها امرأة أ.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 4 ساعات
- اليمن الآن
سدود اليمن.. إرث هندسي عظيم يواجه العطش المعاصر
اخبار وتقارير سدود اليمن.. إرث هندسي عظيم يواجه العطش المعاصر الجمعة - 20 يونيو 2025 - 06:56 م بتوقيت عدن - عدن، نافذة اليمن، العين الإخبارية: في وقت يواجه فيه اليمن تحديات مائية متزايدة بسبب الجفاف وشح الأمطار، يعود الضوء مجددًا إلى الإرث الهندسي العظيم الذي تركه الأجداد، من سد مأرب العظيم إلى صهاريج عدن التاريخية، باعتبارها شواهد حية على عبقرية اليمني في تسخير الطبيعة لمواجهة قسوتها. تميّز اليمن القديم بتشييد منظومات مائية متطورة استغلت مياه الأمطار الموسمية، في ظل غياب الأنهار، لتتحول البلاد إلى جنة زراعية أطلق عليها الإغريق "العربية السعيدة". وقد أسست حضارات سبأ وقتبان ومعين وحضرموت سدودًا وقنوات وخزانات جبليّة، ظلت لألفيات تُروى بها الأراضي الزراعية. ووفقًا للمصادر التاريخية، برع اليمنيون في إنشاء منشآت ضخمة بحسابات هندسية دقيقة، جمعت بين الوظيفة الجمالية والبُعد العملي، فحوّلوا الوديان إلى شرايين حياة دائمة الجريان. يقع سد مأرب على بعد 4 كيلومترات غرب المدينة، ويُعد من أعظم إنجازات حضارة سبأ في القرن الثامن قبل الميلاد. شُيّد على وادي أذنة، ويُعتقد أن بناءه بدأ في عهد الملكة بلقيس. وبعد قرون، أعاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بناء السد عام 1984، فيما تم توقيع اتفاقية لتنفيذ المرحلة الثانية من المشروع في 2002 بتكلفة بلغت نحو 88 مليون درهم إماراتي. وتصل مساحة بحيرة السد اليوم إلى 30 كيلومترًا مربعًا، بسعة تخزينية 400 مليون متر مكعب، تسقي نحو 16 ألف هكتار من الأراضي الزراعية. أنشأ اليمنيون القدماء في عدن نظامًا فريدًا لتخزين مياه الأمطار يعود إلى القرن الـ15 قبل الميلاد، تجسده صهاريج عدن الطويلة، التي امتصت مياه السيول الجارفة وحمت المدينة، كما ساهمت في تغذية الآبار الجوفية. يُقدّر عدد الصهاريج الأصلية بنحو 55، بقي منها 18 فقط، وتبلغ سعتها الإجمالية نحو 20 مليون جالون. وتعد الصهاريج من المعالم البارزة في مدينة كريتر، حيث حُفرت في الصخور والتلال لتبقى حتى اليوم مثالًا على التكيف مع الجغرافيا القاسية. في تجسيد لروح الأجداد، شرعت دولة الإمارات عام 2023 في بناء سد وادي حسان بمحافظة أبين، ليكون الأكبر في جنوب اليمن، بسعة تخزينية تبلغ 19.5 مليون متر مكعب، بهدف تنظيم الفيضانات وري الأراضي الزراعية. ويستهدف المشروع، الذي يُنفذ على مرحلتين بتكلفة إجمالية 100 مليون دولار، خدمة نحو 13 ألف مزارع، مع تحسين الأمن المائي وتعزيز التنمية الزراعية. إلى جانب سدود مأرب وعدن، تزخر اليمن بعشرات السدود القديمة مثل سد أضرعة، وهجر، ومطران، والتي ألهمت الحكومات الحديثة لبناء 11 سدًا جديدًا في مناطق متفرقة بين عامي 1985 و2004. ورغم تقادم الزمن، لا تزال هذه الشواهد التاريخية تدعو اليمنيين اليوم إلى إعادة النظر في تقنيات الأجداد، كحلول واقعية ومستدامة لمواجهة أزمات المياه التي تضرب مدنًا وقرى بأكملها، وتُشكل فرصة جديدة لنهضة زراعية طال انتظارها. الاكثر زيارة اخبار وتقارير الحوثيون يُحاصرون زعيمهم عبدالملك بهذا المكان ويبحثون عن خليفة سرّي خوفًا م. اخبار وتقارير عريس يُدفن حيًا في صنعاء على يد قيادي حوثي غيور.. جريمة عشق دموية تهز العاص. اخبار وتقارير نار الغضب تشتعل: هجوم يمني عنيف يتزعمه الأحمدي على الإخوان بعد بيان الولاء . اخبار وتقارير أنثى الموت القادمة من صنعاء.. تفاصيل أخطر عملية تهريب مخدرات تقودها امرأة أ.


26 سبتمبر نيت
منذ 10 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
مشاهد جديدة تُظهر آثار الضربة الإيرانية على معهد وايزمان الصهيوني
26سبتمبرنت:- نشرت شبكة SNN الإيرانية مقطع فيديو جديدًا يُظهر الأضرار التي لحقت بمعهد وايزمان للعلوم في مدينة رحوفوت بعد إصابته المباشرة بصاروخ باليستي إيراني. وبحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فقد أدى الهجوم إلى تدمير مبنيين، أحدهما مخصص لعلوم الحياة والآخر قيد الإنشاء، كما تضررت عشرات المباني الأخرى، بما في ذلك نحو 45 مختبرًا. وأكد باحثون في المعهد أن معدات علمية حيوية وأبحاثًا استمرت لأكثر من عقدين قد فُقدت. وصرّح أحد الأساتذة أن مختبره فقد 22 عامًا من العمل، بما في ذلك آلاف العينات البيولوجية. وقدّرت مصادر داخل المعهد، نُقلت عنهم وسائل إعلام إسرائيلية، أن تكلفة إعادة الإعمار قد تتجاوز 100 مليون دولار. يُعد معهد وايزمان من أبرز المؤسسات البحثية في إسرائيل، وقد تعاون في السابق مع الصناعات العسكرية والدفاعية. 💥🚨 مشاهد جديدة تُظهر آثار الضربة الإيرانية على معهد وايزمان الإسرائيلي 🔊نشرت شبكة SNN الإيرانية مقطع فيديو جديدًا يُظهر الأضرار التي لحقت بمعهد وايزمان للعلوم في مدينة رحوفوت بعد إصابته المباشرة بصاروخ باليستي إيراني. 🔊 وبحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فقد أدى الهجوم إلى… — Sputnik Arabic (@sputnik_ar)


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 13 ساعات
- وكالة الأنباء اليمنية
خسائر معهد "وايزمان" نحو اثنين مليار شيكل جراء القصف الإيراني
القدس المحتلة - سبأ: ذكرت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية، في تقرير، امس الخميس، إنّ التقديرات في معهد "وايزمان" للعلوم، تشير إلى أنّ "حجم الأضرار التي لحقت به، نتيجة إصابة صاروخية، يوم الأحد الماضي، يبلغ اثنين مليار شيكل". ويشير التقرير إلى تضرّر ثلاث مبانٍ بحثيّة، وإصابة عدد كبير آخر من المباني. ويشمل هذا التقدير، "الأضرار المادية، فقط، التي لحقت بالبنى التحتية في المعهد، ولا يشمل الخسائر الجسيمة التي لحقت بالأبحاث العلمية، بسبب فقدان عيّنات وموادّ نادرة تمّ تطويرها في المعهد، أو كانت تُستخدم كأساس لأبحاث متقدّمة"، بحسب الصحيفة. مسؤول قال لـ كالكاليست"، إنّ "كلفة إنشاء مبنى مختبرات فارغة قد تصل إلى 50 مليون دولار، ومع التجهيزات المتطوّرة قد ترتفع الكلفة إلى 100 مليون دولار".