logo
الأداء الباهت لإنجلترا أمام أندورا يظهر المشكلة الحقيقية في كرة القدم

الأداء الباهت لإنجلترا أمام أندورا يظهر المشكلة الحقيقية في كرة القدم

Independent عربيةمنذ 5 ساعات

بعد مباراة خلت بصورة مزرية من أية شرارة أو حيوية، كانت لدى توماس توخيل رسالة واحدة أراد بوضوح تكرارها، وفعل ذلك في ثلاث مقابلات مختلفة "كنا نلعب بالنار".
ويكفي القول إن مدرباً فاز بدوري أبطال أوروبا رأى بصدق أن هناك احتمالاً لأن تتعثر إنجلترا أمام أندورا، وفي تعليق آخر بعد هذا الفوز البائس بنتيجة (1-0) قال أكثر من ذلك.
لقد أقلق توخيل بشدة "أسلوب" لاعبي إنجلترا خلال آخر 30 دقيقة من المباراة، إلى درجة أنه يخطط لعقد اجتماع الأحد المقبل ليبلغ الفريق بـ"ما نريده منهم"، وهذا ما قد يجعل من مباراة قابلة للنسيان تماماً أمراً ذا أهمية. لقد كان توخيل غاضباً بشدة.
ومع ذلك، من الصعب ألا نتذكر كلمات قالها مدرب إنجلترا خلال مارس (آذار) الماضي "نافذة (فيفا) خلال يونيو (حزيران) أعتقد أنها محل نقاش من حيث جدواها".
كان توخيل آنذاك يتحدث عن كيف أن بعض اللاعبين لن يكونوا قد خاضوا أية مباراة منذ أربعة أسابيع، لكن بالنظر إلى كمية النقاش الحالي حول جدول المباريات، من الصعب ألا نضع هذا التصريح في سياق أوسع. ففي ملعب إسبانيول الجديد، بدت إنجلترا على حقيقتها كمجموعة من لاعبي الدوري الممتاز الذين خاضوا مواسم طويلة، ويحتاجون إلى راحة.
بعضهم كان ينبغي عليه، بدلاً من ذلك، أن يذهب إلى كأس العالم للأندية. لقد لعبوا وكأنهم يتمنون أن يكونوا في أي مكان آخر غير هنا.
وهذا بالتحديد ما أثار غضب توخيل أكثر من أي شيء آخر، ولهذا السبب لم يكن مستعداً إطلاقاً لإعادة طرح تحفظاته في شأن نافذة يونيو، وقال "لا أعذار، النافذة هي النافذة".
بمعنى آخر، يمكن للجميع أن يختلفوا حول ما ينبغي أن تكون عليه فترة التوقف الدولي، لكن هذا لا يعني أنه ينبغي لهم أن يسمحوا لأنفسهم بالانهيار كما حدث في نصف الساعة الأخير.
وقال توخيل ببساطة إنه لم يعجبه ما حدث، وأضاف "أعتقد أننا افتقرنا إلى الجدية والإلحاح اللازمين في مباراة تأهيلية لكأس العالم. أعتقد أننا لعبنا بالنار. لم تعجبني العقلية في النهاية، ولم تعجبني لغة الجسد، ولم نكن بالمستوى الذي تتطلبه المناسبة".
وعلى العكس، شبه توخيل الأمر بمباراة في كأس الاتحاد الإنجليزي، إذ يفشل الفريق المرشح للفوز في إدراك الخطر الحقيقي لحدوث مفاجأة، بل إن غيوم لوبيز من أندورا تسببت في حال ذعر متأخرة.
وقال توخيل "المباريات كهذه يمكن أن تصبح محرجة عندما لا تسجل، أو لا تسجل الهدف الثاني. قد تتجمد الأمور. وحتى في هذه الحال، يصبح من الضروري أكثر ألا تصاب بالإحباط وألا تدع طاقتك تنخفض، وأن تقوم بالأشياء الصغيرة بالصورة الصحيحة. وشعرت بعد مرور 25 دقيقة أننا بدأنا نشعر بالإحباط من التفاصيل الصغيرة، ثم بدأ كل لاعب يفعل الأمور بطريقة مختلفة عما كنا نؤديها في أول 25 دقيقة. بدا الأداء أبطأ فأبطأ فأبطأ".
"لم تعد هناك تحركات في الثلث الأخير من الملعب باتجاه منطقة الجزاء. كلٌّ بات يريد الكرة عند قدميه، ولم يعد هناك تسريع في اللعب عبر الركض. تحتاج إلى الركض، وتحتاج إلى تحركات مضادة، وتحتاج إلى حركة دائمة لا تتوقف. إن لم تستثمر في ذلك، تصبح المباراة فجأة عالقة وتشعر بالإحباط".
"أعتقد أننا في النهاية كنا نلعب بالنار، بصراحة. شعرت وكأنها مباراة كأس، إذ لا يشعر الفريق المفضل بوجود خطر. ولم أشعر أننا فريق يدرك أن النتيجة ما زالت (1-0) فقط في تصفيات كأس العالم".
إنها بالفعل خلاصة مثالية لهذا النوع من المباريات، تشرح بدقة نفسية مثل هذه المناسبات. ما وصفه توخيل كان واضحاً تماماً، وصولاً إلى محاولات اللاعبين للمراوغة الفردية أو التسديد من بعيد. كان هناك توتر متصاعد في شأن إنجلترا.
وفي النهاية، كان الحسم ببساطة نتيجة نقص الجودة الطبيعية لفريق يحتل المرتبة الـ173 في تصنيف العالم، وهي مرتبة متدنية للغاية تقل بأكثر من 100 مركز على التوسعة العبثية التي قام بها (فيفا) لكأس العالم.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي كلتا الحالتين، مرر كورتيس جونز الكرة وتمكن هاري كين أخيراً من الدخول إلى منطقة الجزاء، لكن محاولته الأولى انحرفت عن المرمى -إذ قدم حارس مرمى أندورا، إيكر، مباراة جيدة بالفعل- ثم أعاد نوني مادويكي الكرة إلى القائد. وكان ذلك الهدف هو الـ72 لكين مع المنتخب الإنجليزي، ليحتل المركز الـ15 بالتشارك في الترتيب العام للهدافين الدوليين.
أما مادويكي نفسه، فأهدر فرصة متأخرة محققة لتسجيل الهدف الثاني، لكن ذلك كان تقريباً كل ما في الأمر.
لم يصنع المنتخب الإنجليزي كثيراً من الفرص، حتى توخيل علق على ذلك قائلاً إنهم "حققوا معدل أهداف متوقعة (xG) يبلغ ثلاثة، وأحرزوا هدفاً واحداً فحسب، وهو أمر غير معتاد في مثل هذه المباريات، التي غالباً ما يتجاوز فيها عدد الأهداف الفعلي المعدل المتوقع".
وكان المدير الفني صرح قبل المباراة بأنه ينظر إليها تقريباً على أنها تمرين تدريبي للتحضير لمواجهة الدفاعات المتكتلة.
إلا أن إنجلترا لم تلعب بالحدة المطلوبة، ولا أحد يجيد تنفيذ خطة دفاعية متراجعة كما تفعل أندورا. فقد كانت هناك فترات طويلة ضمت خمسة لاعبين من أندورا داخل منطقة الست ياردات الخاصة بهم. وجعل ذلك دان بيرن يستحوذ على الكرة كثيراً، حتى تساءل بعض إن كان من الأفضل أن يلعب كول بالمر في ذلك المركز، وربما كان من الأجدى للمنتخب الإنجليزي إرسال تمريرات طويلة متقنة.
لكن الواقع أن الفريق عانى في اختراق دفاع الخصم، فقد نفذت أندورا خطة تكتيكية محكمة، وكانت المباراة ذات قيمة كبيرة بالنسبة إليهم بوضوح. ويمكنهم أن يفخروا بذلك، وأثنى توخيل على صمودهم ومدى "انضباطهم التكتيكي العالي".
وقال "هذه هي المرة الثالثة التي نواجه فيها كتلة دفاعية متراجعة، والمرة الثالثة التي نواجه فيها فريقاً يلعب بخطة (5-4-1)، لقد واجهنا صعوبات كبيرة في نهاية الشوطين الأول والثاني في خلق الفرص وإبراز المهارات الفردية، وصناعة التفوق العددي والفرص الحاسمة لمصلحتنا".
من كل ما سبق، يمكن القول إن إنجلترا فازت في النهاية، وهذه المباراة بالكاد تحمل أية أهمية. ففريق غاريث ساوثغيت اعتاد تحقيق نتائج كبيرة في مثل هذه المباريات، لكنها لم تكن تؤثر في البطولات الحقيقية، والأمر أشبه بمستوى مختلف تماماً من كرة القدم.
لكن كان هناك معنى أعمق. فتوخيل يعلم جيداً أن الفرق الناجحة لا تستطيع ببساطة تشغيل مستواها وإيقافه بهذه الطريقة. إسبانيا بين عامي 2008 و2012 لم تكن كذلك، وألمانيا عام 2014 لم تكن كذلك أيضاً. ما جعلهم ناجحين هو معاييرهم الصارمة للغاية، وتوقعاتهم بأن يقدموا مستواهم العالي في كل لحظة. كانوا يتصرفون كما لو أن أي تراجع سيكون قاتلاً، وهذا بالضبط ما يطالب به توخيل.
وقال في ختام تصريحه "خرجنا من المباراة بالفوز. أعتقد أننا استحققنا الفوز، ولدينا الآن ثلاثة انتصارات وثلاث مباريات بشباك نظيفة. حسناً، لن نتوقف عن تشجيعهم وسنوضح لهم بعدما نراجع المباراة بصورة دقيقة ما الذي نريده منهم".
الأمر ليس مجرد فوز بنتيجة (1-0) على أندورا، بل يتعلق بمعايير الأبطال.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أتالانتا يحسم الجدل حول رحيل نجمه إلى الهلال السعودي
أتالانتا يحسم الجدل حول رحيل نجمه إلى الهلال السعودي

حضرموت نت

timeمنذ 2 ساعات

  • حضرموت نت

أتالانتا يحسم الجدل حول رحيل نجمه إلى الهلال السعودي

نفى توني داميكو، المدير الرياضي لنادي أتالانتا الإيطالي، وجود أي مفاوضات رسمية من جانب نادي الهلال السعودي للتعاقد مع لاعب الوسط البرازيلي إيدرسون، وذلك خلال فترة الانتقالات الاستثنائية الحالية، التي يستعد من خلالها الهلال للمشاركة في كأس العالم للأندية. وكانت تقارير إعلامية قد تداولت مؤخرًا أنباء عن اهتمام الهلال بالتعاقد مع اللاعب، بناءً على رغبة مدربه الجديد الإيطالي سيموني إنزاجي، بعد رفض البرتغالي برونو فيرنانديز، قائد مانشستر يونايتد، العرض المقدم من النادي السعودي. وأوضح داميكو في تصريحات لصحيفة 'الرياضية': 'لم يصلنا أي عرض رسمي من الهلال بشأن إيدرسون، ونأمل أن يواصل مسيرته معنا في الموسم المقبل'. ويُعد البرازيلي إيديرسون من أبرز لاعبي خط الوسط في الدوري الإيطالي خلال الموسم المنقضي، حيث خاض 49 مباراة بقميص أتالانتا في جميع المسابقات، سجل خلالها 5 أهداف وقدم تمريرتين حاسمتين، وفقا لموقع 'ترانسفير ماركت'. ويستفيد الهلال من فترة استثنائية متاحة لتسجيل اللاعبين قبل انطلاق كأس العالم للأندية 2025، ما يمنحه مرونة أكبر في إبرام الصفقات وتدعيم صفوفه بأسماء بارزة استعدادًا للمشاركة في البطولة العالمية. ويستعد الهلال لخوض منافسات مونديال الأندية بمواجهة ريال مدريد الإسباني يوم 18 يونيو الجاري، ثم يلتقي ريد بول سالزبورج النمساوي في 23 يونيو، قبل أن يختتم مرحلة المجموعات بمواجهة باتشوكا المكسيكي في 27 يونيو.

هل تنهار صفقة هيرنانديز؟ ثيو يراوغ الهلال رغم الاتفاق مع ميلان
هل تنهار صفقة هيرنانديز؟ ثيو يراوغ الهلال رغم الاتفاق مع ميلان

حضرموت نت

timeمنذ 3 ساعات

  • حضرموت نت

هل تنهار صفقة هيرنانديز؟ ثيو يراوغ الهلال رغم الاتفاق مع ميلان

كشف الصحفي الإيطالي الموثوق فابريزيو رومانو، المتخصص في أخبار سوق الانتقالات الأوروبية، أن النجم الفرنسي ثيو هيرنانديز لم يمنح حتى الآن موافقته النهائية على الانتقال إلى نادي الهلال السعودي، رغم التوصل إلى اتفاق بين الناديين منذ أكثر من أسبوع. وتسعى إدارة الهلال لتعزيز صفوف الفريق بلاعبين أصحاب جودة عالية وخبرة أوروبية، في إطار الاستعداد للموسم المقبل والمنافسة في كأس العالم للأندية 2025. وأوضح رومانو، عبر حسابه الرسمي بمنصة 'إكس'، أن المفاوضات بين اللاعب والنادي لم تسفر حتى اللحظة عن اتفاق نهائي حول الشروط الشخصية للعقد، مؤكدًا أن الهلال لم يحصل بعد على 'الضوء الأخضر' من هيرنانديز للانضمام رسميًا إلى صفوفه. وبحسب التقرير، فإن إدارة الهلال بدأت تفكر في التوجه نحو خيارات بديلة، في حال استمرار الرفض أو التردد من جانب الظهير الأيسر لنادي ميلان. ويُعد ثيو هيرنانديز، البالغ من العمر 26 عامًا، من أبرز الأظهرة في القارة الأوروبية خلال المواسم الأخيرة، حيث شارك مع ميلان في 262 مباراة منذ انضمامه إليه في صيف 2019، سجل خلالها 34 هدفًا، وقدم 45 تمريرة حاسمة، وفقًا لبيانات موقع 'ترانسفير ماركت' المتخصص في الإحصاءات. وتخرج هيرنانديز من أكاديمية أتلتيكو مدريد، وبدأ مسيرته مع الفريق الرديف، قبل أن يخوض تجربة ناجحة على سبيل الإعارة مع ديبورتيفو ألافيس في موسم 2016–2017. وفي صيف 2017، انتقل إلى ريال مدريد، في صفقة أثارت الكثير من الجدل آنذاك نظرًا لقدومه من الغريم التقليدي أتلتيكو، قبل أن يُعار إلى ريال سوسيداد، ثم ينتقل بشكل نهائي إلى ميلان، حيث وجد نفسه وتألق بشكل لافت. 🚨🇸🇦 Despite club to club agreement one week ago, Theo Hernández has still NOT accepted to join Al Hilal. No agreement on contract conditions and no green light from the player so far. Al Hilal could now move on different targets. — Fabrizio Romano (@FabrizioRomano) June 8, 2025

"متمرد وبيكسر السبورة ولا يمكن أن تثق فيه".. المريسل يكشف الفارق بين مفاوضات الهلال مع أوسيمين ورونالدو
"متمرد وبيكسر السبورة ولا يمكن أن تثق فيه".. المريسل يكشف الفارق بين مفاوضات الهلال مع أوسيمين ورونالدو

المرصد

timeمنذ 3 ساعات

  • المرصد

"متمرد وبيكسر السبورة ولا يمكن أن تثق فيه".. المريسل يكشف الفارق بين مفاوضات الهلال مع أوسيمين ورونالدو

المرصد الرياضية: كشف الإعلامي الرياضي عبد العزيز المريسل عن الفارق بين مفاوضات نادي الهلال مع النجم النيجيري فيكتور أوسيمين ومفاوضاته مع الأسطورة كريستيانو رونالدو. وقال المريسل عبر حسابه في "إكس": "المحاولات التي خاضها الهلال مع رونالدو لكي يلعب معهم كأس العالم للأندية هي ضعف محاولاتهم مع فيكتور أوسيمين، وهو يماطلهم". وأضاف: "الفارق أن رونالدو رجل واضح ورفض كل المحاولات باحترام، بينما أوسيمين مشروع مهاجم هداف لكنه متمرد وبيكسر السبورة ولا يمكن أن تثق فيه".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store