logo
بعدما عاش طفولة قاسية على يد والده وزوجاته... قرر العثور على والدته الحقيقية "فتاة الليل": ما هي قصة محمود؟

بعدما عاش طفولة قاسية على يد والده وزوجاته... قرر العثور على والدته الحقيقية "فتاة الليل": ما هي قصة محمود؟

LBCI٢٩-١٢-٢٠٢٤

محمود، شاب يبلغ من العمر 25 عامًا، عاش حياة مليئة بالصراعات والمآسي. بدأت حكايته تأخذ منعطفًا غير متوقع عندما التقى معه مالك مكتبي في سلسلة حلقات "ليدو" الخاصة التي تعرض على شاشة الـLBCI بمناسبة استقبال السنة الجديدة.
محمود متزوج ولديه طفلة تُدعى "مريم"، عمرها عام وأشهر قليلة. طفولته كانت قاسية بسبب تعرّضه للعنف الأسري على يد والده خالد، المعروف بـ"أبو وليد"، والذي كان يُسيء إليه باستمرار. لم يقتصر العنف على والده فقط، بل كان أيضًا ضحية سوء معاملة النساء المحيطات بوالدته، بخاصةٍ "سيدة".
لم يتمكن محمود من الذهاب إلى المدرسة طوال حياته، رغم أن والده كان ميسور الحال. كان خالد يعامله بوحشية، يضربه يوميًا، ويُسيء معاملته بطرق مروعة، منها تعليقه بمشنقة أو صعقه بالكهرباء.
اكتشاف الحقيقة
ذات يوم، سمع محمود امرأة تقول لسيدة: "إيمتى رح تخبري الحقيقة عن أمه؟" كانت تلك العبارة مفتاحًا لكشف لغز حياته. أدرك محمود أن المرأة التي ربّته ليست والدته الحقيقية. بحث عن الحقيقة، فقيل له إن والدته تشبهه كثيرًا.
بدأ محمود بالتساؤل عن هويته الحقيقية، خاصة بعد أن رأى صورته في المرآة وهو يرتدي شعراً مستعارًا. شعر بالراحة لأن مظهره يُشبه والدته، لكنه لم يحصل على إجابات شافية من "سيدة" التي أغلقت الموضوع ومنعته من فتحه مجددًا.
سر والده خالد
كان والد محمود يملك ملهى ليليًا يُدعى "ليدو"، وكان متزوجًا خمس مرات من نساء من جنسيات مختلفة، من بينهن سوريات ورومانية ولبنانية. كان خالد يعيش حياة أشبه بحكم الديكتاتور، مستغلاً نفوذه وسلطته.
المواجهة الكبرى
بعد سنوات من المعاناة، وجد محمود نفسه في مواجهة مباشرة مع والده. حصل على دفتر يحتوي على أسرار العائلة، وهو ما كشف له عن حقائق صادمة. من بين هذه الحقائق، اكتشف أن والدته الحقيقية تُدعى "مريم" وهي من جنسية سورية، وكانت تعمل كفنانة تحت اسم "ماريهان".
وأفصح محمود للإعلامي مالك مكتبي بأنه أقام علاقة جنسية للمرة الأولى في حياته مع إحدى فتيات الليل ضمن شبكات الدعارة الّتي كان يعمل بها. وتحدّث عن الظلم والعنف الّتي تتعرض له الفتيات والسيدات في هذا المجال.
هل سيتمكن محمود من الوصول إلى الحقيقة الكاملة؟ وهل ستنتهي معاناته مع مالك مكتبي؟ تابعوا الحلقتين المتبقيتين من "ليدو" يومي الاثنين 30 و31 كانون الأول عبر شاشة الـLBCI لمعرفة الحقيقة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذكاء الاصطناعي ومصادرة النصوص  كيف يؤثر ذلك على عمل المؤلفين؟
الذكاء الاصطناعي ومصادرة النصوص  كيف يؤثر ذلك على عمل المؤلفين؟

الميادين

timeمنذ 38 دقائق

  • الميادين

الذكاء الاصطناعي ومصادرة النصوص كيف يؤثر ذلك على عمل المؤلفين؟

في عالم تتسارع فيه منحنيات التكنولوجيا بقدر لا يُصدّق، لم تعد مسألة استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرّد تجربة طارئة أو طفرة فقط. بل يبدو أننا دخلنا بالفعل مرحلة انتقالية تنذر بإعادة تعريف المهن الإبداعية نفسها. تجربة صحيفة "إيل فوليو" الإيطالية التي أصدرت عدداً كاملاً مكتوباً عبر أدوات الذكاء الاصطناعي، ليست سوى ملامسة أولى لجدار هذا التحوّل. في هذا السياق، كان لحوارنا مع الدكتور حكمت البعيني، المدرّب الأكاديمي والخبير في الذكاء الاصطناعي، أهمية مزدوجة. فهو لا يكتفي بموقع المراقب، بل يُعدّ أول كاتب عربي يؤلف كتاباً مشتركاً مع منصة "شات جي بي تي"، ليجعل من تجربته الشخصية نقطة انطلاق لتحليل معمّق لأبعاد هذا التحوّل، وما يعنيه للهوية، للإبداع، وللأخلاق في زمن الخوارزميات. Italian paper prints fully-AI edition, but not to 'kill' journalismhttps:// فوليو" بين الحدث والرمز – من التجريب إلى التحوّل البنيوي ينبغي لنا ألّا نقرأ إصدار "إيل فوليو" كحدث تقني فقط، بل كمؤشر على تحوّل سردي أكبر. الصحيفة، بتاريخها الثقافي المحافظ، لم تكن تبحث فقط عن استعراض صحفي، بل ربما كانت ترسل إشارة إلى عصر جديد تُدار فيه غرف التحرير بخوارزميات "تتعلّم"، وتنتج، بل وتُجادل أحياناً. يقول د. البعيني الذي يحضّر لمؤتمر الذكاء الاصطناعي في لبنان (تموز/يونيو المقبل): "هذه التجربة تسقط الحاجز النفسي بين الصحافي والآلة. نحن لا نرى فقط إنتاج محتوى، بل تصوّراً جديداً لدور الصحافي كمحرّر فوق-بشري، يتحكّم بخوارزميات، يعيد توجيهها، ويضبط إيقاعها، بدل أن يُستبدل بها".من هذا المنظور، فإنّ ما قامت به "إيل فوليو" ليس "انقلاباً" بل تحوّلاً بنيوياً: الخطوة الأولى في مسار تتقلّص فيه الفجوة بين الذكاء البيولوجي والاصطناعي. هنا، نعود إلى قلب فلسفة شوشانا زوبوف التي تُحذّر من "أوتوماتيكية التجربة البشرية"، أي تحويل التجارب الحية إلى بيانات قابلة للتحليل والتوليد. فالخطر لا يكمن فقط في فقدان الوظائف أو تهديد المهن، بل في اختزال التجربة الإنسانية إلى أنماط قابلة للتكرار. من الإبداع التوليدي إلى "الوعي الحسابي"– الفارق النوعي في تحليله لموضوع الإبداع، يلفت د. البعيني إلى التمايز الحاسم بين ما يصفه بـ"الإبداع التوليدي" الذي تنتجه الخوارزميات، و"الإبداع الواعي" الذي ينبع من تجربة بشرية غارقة في الذاكرة والعاطفة. فهل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يُبدع؟ نعم، يجيب البعيني، ولكن وفق شروط مختلفة جذرياً. الخوارزميات تنتج محتوى بتراكيب لغوية معقّدة، وربما مبتكرة، لكنها لا "تعرف" المعنى ولا "تشعر" بآثار ما تنتجه. الإبداع التوليدي لا يصدر عن ألم أو فَقْد أو تجربة حب، بل عن ملايين المعادلات الموزونة. لكن هذا لا يعني أنه غير مفيد. العكس هو الصحيح. فالإبداع التوليدي، بحسب البعيني، هو مثل آلة موسيقية جديدة: لا تملك روحاً، لكنها تمنحك احتمالات لحنية لم تكن ممكنة سابقاً. وتماماً كما أن آلة "الساينثسيزر" لم تلغِ الكمان، لكنها أعادت تشكيل مفهوم الموسيقى، فإن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل مفهوم الكتابة. أحد الأدلة على ذلك، فوز كاتبة يابانية بجائزة أدبية على نص كتبته بمساعدة الذكاء الاصطناعي. "هذه لحظة شبيهة بلحظة دخول الكاميرا إلى الفن التشكيلي في القرن التاسع عشر"، يقول البعيني، "عندها، تساءل الرسامون: إذا كانت الآلة تلتقط الواقع، فما الذي بقي لنا؟ والإجابة كانت: التعبير، التحريف، الحلم". الباحث البعيني لا يرى أنّ الذكاء الاصطناعي يهدّد الإبداع البشري. بل العكس: "هو يُجبِرنا على أن نُعيد تعريف ذاتنا ككُتّاب وصحافيين وفنانين. كل ما يمكن للآلة أن تفعله نيابة عنك، عليك التوقّف عن فعله. وكل ما لا تستطيع فعله، عليك أن تتقنه." لذلك، فإن الإبداع الإنساني ليس مهدّداً، بل هو مدفوعٌ إلى أقصى إمكاناته. الجوائز الثقافية أمام تحدّي "التهجين الإبداعي" المؤسسات الثقافية، بحسب د. البعيني، تحتاج إلى إعادة هندسة معاييرها. ماذا يعني أن يكون العمل "أصلياً"؟ وما نسبة التدخّل البشري المطلوبة؟ "نحن بحاجة إلى تصنيفات جديدة… كما أن السينما تعاملت مع المؤثرات الرقمية بإبداع وليس برُهاب، على المؤسسات الأدبية أن تبتكر فئة جوائز لـ"الإبداع الهجين" بين الإنسان والآلة". هذا الطرح يتماشى مع رؤية راي كورزويل (مخترع، وباحث في الذكاء الاصطناعي) المستقبلية، حيث ستُعاد برمجة الحدود الفاصلة بين الذكاءين. ومع ذلك، تبقى المسألة الأخلاقية قائمة: هل سيظل الإنسان هو صاحب القرار في النهاية؟ أم أننا في طريقنا إلى اعتماد خوارزميات "تقيّم" الإبداع أيضاً؟ هل سيُجبر الذكاء الاصطناعي الكاتب على أن يكون أفضل؟ هنا تتجلى المفارقة الكبرى. يعتقد البعض أن الذكاء الاصطناعي سيلغي الحاجة إلى الكُتّاب والصحافيين. لكن د. البعيني يرى عكس ذلك: لن يبقى في الميدان سوى من يملك صوتاً لا يمكن تقليده. "في السابق، كان التميّز امتيازاً. اليوم، صار ضرورة للبقاء. لأنّ الآلة قادرة على توليد الجيد، فعلى الإنسان أن يقدّم الاستثنائي."وذلك يتطلّب إعادة تصميم برامج التدريب الإعلامي، بحيث لا تركّز فقط على أدوات التحرير، بل على تعزيز الحس النقدي، والقدرة على التأمّل، وصياغة الأسئلة الكبرى التي لا تطرحها الخوارزميات. من "الأداة" إلى "الشريك" – تجربة شخصية في الكتابة والإعلام والتعليم أبرز ما يميّز حديث د. حكمت البعيني هو نقله للتجربة من المجرد إلى الشخصي. فهو لا يتحدّث فقط كأكاديمي، بل كممارس استخدم الذكاء الاصطناعي بشكلٍ يومي في الكتابة، الإعلام، والتعليم. "لم يكتب عني أو لي. لكنه ساعدني على أن أكتب أفضل مما كنت أظن أنني أستطيع. حفّزني على إعادة صياغة أفكاري، تحسين لغتي، وتوسيع بصري النقدي". في الإعلام، تحوّل الذكاء الاصطناعي إلى مساعد بحثي خارق، قادر على تحليل اتجاهات وتقارير ضخمة في دقائق. وفي التعليم، أصبح أداة لتوليد أفكار تعليمية وتفاعل أكاديمي يتجاوز الطرق التقليدية. هنا تظهر ملامح ما يسميه كورزويل بالتكامل الذكي: الإنسان لا يُلغى، بل يُعاد تعزيزه، تقويته، ورفع قدراته إلى حدود جديدة. هذا الاستخدام الواعي للتقنيات هو ما تدعو إليه الأستاذة في جامعة هارفرد "شوشانا زوبوف " في مواجهة منطق "الرأسمالية الرقابية". أي أن نستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة تحرير للخيال، لا كآلية اختزال للفكر. إنها لحظة انعطاف: إمّا أن نُخضع الآلة لقيم الإنسان، أو نسمح لها بإعادة تشكيله وفق منطق السوق والخوارزمية. أزمة "ما بين السطور"… الذكاء الاصطناعي لا يقرأ النيّات دراسة جامعة "جون هوبكنز" الأخيرة كانت حاسمة: أنظمة الذكاء الاصطناعي، رغم تفوّقها في تحليل الصور والنصوص، لا تزال عاجزة عن فهم التفاعلات الاجتماعية الدقيقة. لا تستطيع تفسير الإشارات، التلميحات، أو السخرية – أي "ما بين السطور". فإن هذه الثغرة ليست تقنية فقط، بل وجودية. "فهم ما بين السطور يعني امتلاك وعي بالتاريخ، بالثقافة، بالوجدان الجمعي. وهذا ما لا يمكن للآلة، مهما كانت متطورة، أن تُحاكيه. وهنا يكمن دور الإنسان الذي يحمل حمولة رمزية وثقافية معقّدة". في النهاية، فإن الذكاء الاصطناعي ليس خصماً أو حليفاً بذاته، بل يتحدّد موقعه وفق كيفية استخدامنا له. إما أن يتحوّل إلى أداة تحرير للإبداع والخيال، أو إلى أداة استبدال للذات البشرية. وتجربة الدكتور حكمت البعيني تُظهر الوجه المضيء لهذا التفاعل، حيث الشراكة بين الإنسان والآلة تُنتج معرفة أعمق، وأسلوباً أكثر نقاءً.لكن، كما تحذّر شوشانا زوبوف، فإنّ التحدّي الحقيقي يكمن في الحوكمة، في سَنّ التشريعات، وفي الدفاع عن الكرامة الإنسانية أمام عولمة الخوارزميات. وحده الإنسان، المدرك لأبعاده، هو القادر على إبداع المعنى. والبشر، لا الآلات، هم من يجب أن يظلوا في موقع القيادة.

مفرزة استقصاء جبل لبنان توقف شخصَين لحيازتهما كمية من المخدرات
مفرزة استقصاء جبل لبنان توقف شخصَين لحيازتهما كمية من المخدرات

LBCI

timeمنذ ساعة واحدة

  • LBCI

مفرزة استقصاء جبل لبنان توقف شخصَين لحيازتهما كمية من المخدرات

تمكّنت مفرزة استقصاء جبل لبنان في وحدة الدرك الإقليمي، حوالى الساعة 23،00 من تاريخ 28-05-2025، أثناء تنفيذها حاجزا أمنيا في محلة الفنار - مقابل الجامعة اللبنانية، من توقيف شخصين على متن سيارة نوع "هوندا" بالرغم من محاولتهما الفرار، وهما كل من: "ش. ن." (مواليد عام 2002، لبناني) و"ج. ق." (مواليد عام 2004، لبناني) لحيازتهما كميّة من مادة "الماريجوانا"، ومطحنتين لطحن هذه المادة، ودفتري لف، ومبلغا ماليا بالعملتين الأميركية واللبنانية. وقد تم ضبط السيارة والمواد المخدرة، وأودع الموقوفان والمضبوطات القطعة المعنية، لإجراء المقتضى القانوني بحقهما، بناءً على إشارة القضاء المختص، بحسب ما أفادت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة في بلاغ.

"نيويورك تايمز": كيف أضحت الحرب عبئاً على "إسرائيل" نفسها؟
"نيويورك تايمز": كيف أضحت الحرب عبئاً على "إسرائيل" نفسها؟

الميادين

timeمنذ 2 ساعات

  • الميادين

"نيويورك تايمز": كيف أضحت الحرب عبئاً على "إسرائيل" نفسها؟

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تنشر مقال رأي، يتناول تحليلاً داخلياً للأوضاع في "إسرائيل" من وجهة نظر كاتب قضى أسبوعاً هناك، ويركّز على التحوّل المتزايد في مواقف شرائح واسعة من الإسرائيليين تجاه الحرب على غزة. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف: قضيتُ أسبوعاً في "إسرائيل". رأيتُ إشاراتٍ تومض بأنّ المزيد من الإسرائيليين، من اليسار إلى الوسط، وحتى أجزاء من اليمين، يستنتجون أنّ استمرار هذه الحرب كارثة على "إسرائيل": أخلاقياً أو دبلوماسياً أو استراتيجياً. من الوسط السياسي، كتب رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت مقالاً في صحيفة "هآرتس" لم يتردّد فيه في مهاجمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه. جادل أولمرت قائلاً: "تخوض حكومة إسرائيل حالياً حرباً بلا هدف، بلا أهداف أو تخطيط واضح، ومن دون أيّ فرص للنجاح". وأضاف: "ما نفعله في غزة الآن هو حرب إبادة وقتل عشوائي بلا حدود، وحشي، وإجرامي للمدنيين". استنتاجه: "نعم، إسرائيل ترتكب جرائم حرب". من اليمين، نجد أمثال أميت هاليفي، عضو حزب الليكود اليميني الذي ينتمي إليه نتنياهو، وهو مؤيّدٌ قويٌّ للحرب، لكنه يعتقد أنّ تنفيذها كان فاشلاً. علّق ائتلاف نتنياهو عضوية هاليفي في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست بعد تصويته ضدّ اقتراح بتمديد صلاحية الحكومة في إصدار أوامر استدعاء طارئة لجنود الاحتياط الإسرائيليين. في مقابلةٍ مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" عقب إقالته، قال هاليفي: "هذه الحرب خدعة. لقد كذبوا علينا بشأن إنجازاتها، وإسرائيل تخوض حرباً منذ 20 شهراً بخططٍ فاشلة"، وهي "لا تنجح في تدمير حماس". ومن اليسار، صرّح يائير غولان، زعيم التحالف الليبرالي الإسرائيلي، المدعوّ للديمقراطيين، في مقابلة مع إذاعة "إسرائيل": "إسرائيل في طريقها إلى أن تصبح دولة منبوذة، إذ لم نعد نتصرّف كدولة عاقلة. فالدولة العاقلة لا تحارب المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تسعى إلى تهجير السكان". لم يُسمح تقريباً لأيّ صحافي أجنبي مستقل بالتغطية المباشرة من غزة. عندما تنتهي هذه الحرب وتمتلئ غزة بالمراسلين والمصوّرين الدوليين الأحرار، سيتمّ الإبلاغ عن حجم الموت والدمار وتصويره بالكامل، وستكون تلك فترةً عصيبةً للغاية على "إسرائيل" ويهود العالم. لذا، كان غولان مُحقّاً في المطالبة بوقف الحرب الآن، والتوصّل إلى وقف إطلاق نار، واستعادة الأسرى، وإرسال قوة دولية وعربية إلى غزة، والتعامل مع فلول حماس لاحقاً. عندما تكون في حفرة، توقّف عن الحفر. للأسف، أصرّ نتنياهو على مواصلة القصف، مدّعياً قدرته على إجبار حماس على تسليم ما تبقّى لديها من الأسرى الإسرائيليين أحياء، وعددهم نحو عشرين، ولأنّ أعضاء ائتلافه المتديّنين القوميين أبلغوه عملياً أنه إذا أوقف الحرب، فسوف يسقطونه. لذا، يواصل "الجيش" الإسرائيلي استهداف المزيد والمزيد من الأهداف الثانوية، والنتيجة هي مقتل مدنيين في غزة يومياً. 29 أيار 12:53 29 أيار 12:32 ليس ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة وحده، بل وليس في معظمه، هو ما يُثير غضب الإسرائيليين المتزايد ضد الحرب. بل إنّ الحرب ببساطة أنهكت المجتمع بأسره. ويشير عامس هرئيل، الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة "هآرتس"، إلى أنّ المؤشرات تشمل كل شيء، من "تزايد حالات الانتحار (التي لا يُبلّغ عنها الجيش) إلى تفكّك العائلات وانهيار الشركات. تتجاهل الحكومة هذه التطوّرات ببساطة، وتُبدّد وعود النصر". وليس فقط أصوات السياسيين البالغين هي التي تخبرك بأنّ "إسرائيل" في حالة حرب طويلة جداً. بل أيضاً أفعال بريئة لأطفال في الرابعة من العمر. خلال رحلتي، قرابة الساعة الثالثة صباحاً استيقظ كلّ منا على دوي صفّارات الإنذار الجوية التي تحذّرنا من هجوم صاروخي حوثي. هناك شيء مميّز ومثير للأعصاب بشكل خاص في صفّارة الإنذار هذه، ولكن يجب أن تكون بالغاً لتكتشفها. لماذا أقول ذلك؟ حسناً، في كلّ عام تُحيي "إسرائيل" ذكرى الجنود والمدنيين الذين سقطوا في حروبها بسماع صفّارة إنذار لمدة دقيقتين. أينما كانوا، يتوقّف الإسرائيليون، ويخرجون من الطريق، ويقفون في صمت لهذه الصفّارة، وهي دوي مستمر، وليست الموجة المستخدمة للتحذيرات من الغارات الجوية. في ذكرى هذا العام، أخبرتني أهريش أنّ صفّارة الإنذار انطلقت في الوقت المحدّد، فـ"بدأ ابني آدم، البالغ من العمر أربع سنوات، والذي كان يلعب على الأرض، بالذعر وبدأ على الفور بجمع ألعابه ليدخل الغرفة الآمنة في منزلنا". عندما يتعلّم الأطفال في سن الرابعة التمييز بين صيحات صفّارات الإنذار هذا يعني أنّه طال أمد الحرب. لا عجب أنّ دونالد ترامب لا يُريد إضاعة الوقت مع نتنياهو - فهو لا يستطيع جني أيّ أموال منه، ونتنياهو لن يسمح لترامب بصنع أيّ تاريخ معه. كلما جادلتُ الإسرائيليين بأنّ نتنياهو يرتكب خطأً تاريخياً، كلما سألوني: "هل تعتقد أنّ ترامب قادر على إنقاذنا؟" هذا السؤال هو الدليل القاطع على أنّ "إسرائيل" في مأزق. كان عليّ أن أشرح أنّ ترامب يزور الدول التي تُقدّم له أشياء كالنقود، وطائرات بوينغ 747، وعملات "ميم" ترامب، ومبيعات "ميم" ميلانيا الرسمية، وشراء أسلحة، وصفقات فنادق، وملاعب جولف، ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، وليس الدول التي تطلب منه أشياء، مثل "إسرائيل". إنصافاً لترامب، ربما لا يدرك مدى التغيير الداخلي الذي شهدته "إسرائيل". حتى أنّ العديد من اليهود الأميركيين لا يدركون مدى ضخامة وقوة المجتمع الأرثوذكسي المتطرّف والقوميين المتديّنين المستوطنين في "إسرائيل"، ومدى رؤيتهم لغزة كحرب دينية. أوضح أفروم بورغ، الرئيس السابق للكنيست، في إشارة إلى اليمين القومي المتديّن المستوطن في "إسرائيل": "بيبي هو في الواقع بيدقهم، وليس اللاعب الحقيقي". وأضاف: "أخبرهم أنّ بإمكان إسرائيل تحقيق السلام مع السعودية، فيتجاهلون ذلك ويقولون لك إنهم ينتظرون المسيح. أخبرهم أن بإمكانهم تحقيق السلام مع سوريا، فيقولون لك إن الشعب اليهودي يمتلك سوريا بالفعل - إنها جزء من إسرائيل الكبرى. أخبرهم عن القانون الدولي، فيقولون لك عن الشريعة التوراتية. أخبرهم عن حماس، فيقولون لك عن عماليق" (عدو بني "إسرائيل" التوراتي). استنتج بورغ، الذي يُدرّس في العلاقات بين الدين والدولة، أنّ الانقسام الحقيقي في "إسرائيل" اليوم ليس بين المحافظين والتقدّميين: "إنه بين القبيلة اليهودية والقبيلة الديمقراطية. والقبيلة اليهودية هي المنتصرة الآن. إذا كانت الصهيونية في الأصل انتصاراً للقومية العلمانية على اليهودية الدينية، فإنّ ما يحدث اليوم هو عودة اليهودية القومية الدينية إلى الواجهة على الديمقراطية". يُتهم كلّ قائد بمحاولة تقويض محاكم بلاده و"الدولة العميقة"، أي جميع المؤسسات التي تُحافظ على سيادة القانون. في حالة ترامب، الهدف هو إثراء نفسه شخصياً ونقل ثروات البلاد من الأقل حظاً إلى الأكثر حظاً. أما في حالة نتنياهو، فهو يهدف إلى التهرّب من تهم الفساد العديدة الموجّهة إليه، ونقل السلطة والمال من الوسط الإسرائيلي الديمقراطي المعتدل إلى المستوطنين والمتديّنين اليهود. ستُبقي هذه المجموعة ائتلاف نتنياهو في السلطة طالما أنه يُعفي المتديّنين من القتال في غزة، ويسمح للمستوطنين بمواصلة مسيرتهم لضمّ الضفة الغربية اليوم وغزة غداً. عندما انتُخب نتنياهو في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 وبدأ بتشكيل ائتلافه اليهودي المتطرّف، كتبتُ مقالاً في صباح اليوم التالي بعنوان "إسرائيل التي عرفناها قد زالت". آمل أن أكون قد تسرّعتُ في كلامي، لكنني آمل أكثر ألّا أضطرّ قريباً إلى كتابة المقال نفسه عن أميركا. نقله إلى العربية: الميادين نت.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store