
لأول مرة علماء يصورون نظاما كوكبيا "في مرحلة النشأة"
وباستخدام مصفوف مرصد أتاكاما المليمتري الكبير وتلسكوب جيمس ويب الفضائي، لاحظ العلماء أولى حبيبات المواد الصلبة التي ستشكل لاحقًا كواكب جديدة، وهي معادن ساخنة بدأت للتو في التصلب داخل قرص كوكبي أولي يحيط بنجم حديث الولادة.
وإليك فيديو قصير من تصميم الباحثين من المرصد الأوروبي الجنوبي يوضح شكل المرحلة التي رصدها العلماء من تكوين الكواكب:
أول دليل
يمثل هذا الاكتشاف -الذي نُشر مؤخرًا في مجلة "نيتشر"- أول دليل مباشر على بداية تكوّن نظام كوكبي في مرحلة مبكرة جدًا، مما يفتح نافذة على الماضي السحيق لنظامنا الشمسي، تعد هذه اللحظة "صفر الزمن" في عملية تكوين الكواكب.
وتقول الدكتورة ميليسا ماكلور، الباحثة بجامعة لايدن الهولندية والمؤلفة الرئيسية للدراسة، في بيان رسمي من المرصد الأوروبي الجنوبي "للمرة الأولى حددنا اللحظة التي يبدأ فيها تكوّن الكواكب حول نجم غير شمسنا".
وتضيف زميلتها الدكتورة ميريل فان هوف من جامعة بوردو الأميركية "ما نراه يشبه صورة لطفولة نظامنا الشمسي، عندما كان لتوه في بدايات تكوينه".
نظام جديد
يتشكل هذا النظام الكوكبي الوليد حول نجم يُدعى "هوبس-315" ويقع على بعد 1300 سنة ضوئية من الأرض، وهو قزم أصفر شاب، عمره بين 100 ألف و200 ألف سنة فقط، ويحيط بهذا النجم "قرص كوكبي أولي" من الغاز والغبار، وهو المكان الذي تنشأ فيه الكواكب الجديدة عادةً.
وفي نظامنا الشمسي، تكوّنت أولى المواد الصلبة بالقرب من موقع الأرض الحالي منذ حوالي 4.6 مليارات سنة، وهي محفوظة حتى اليوم داخل النيازك القديمة.
وتكشف هذه الصخور عن المعادن البلورية التي بدأت تتكثف عند درجات حرارة عالية جدًا، مما شكّل بذور الكواكب مثل الأرض والمشتري.
ماضي النظام الشمسي
الآن، ولأول مرة، لاحظ الباحثون هذه العملية تحدث في مكان آخر بهذا الكون، وقد رصد فريق الدراسة وجود ثاني أكسيد السيليكون حول النجم "هوبس-315" سواء في حالته الغازية أو في شكل بلورات معدنية صلبة، مما يشير إلى أن المعادن بدأت للتو في التبلور، أي في المرحلة الأولى من ولادة الكواكب.
ويصف البروفيسور إدوين بيرغن من جامعة ميشيغان هذه اللحظة بأنها "مشهد لم يُر من قبل في أي مكان خارج نظامنا الشمسي". ومن ثم فإن ذلك يؤكد أن هيكلة الكواكب الصخرية لا تقتصر على النظام الشمسي، بل ربما هي عملية أساسية في بنية النظم الشبيهة في كل الكون.
ويسهم الاكتشاف في تعزيز قدرة العلماء على العثور على أنظمة كوكبية شابة أخرى، ومقارنة مراحل تشكّلها، ومن ثم فهم أصول مجموعتنا الشمسية في الماضي السحيق.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 7 ساعات
- الجزيرة
ثورة الحاسة السادسة تحيل المقاتلات التقليدية إلى وحش محلّق
في صباح رمادي من خريف عام 2015، كانت مقاتلة أميركية من طراز " إف-16" تشقّ سماء مقاطعة باكتيا شرقي أفغانستان، على ارتفاع منخفض، في مهمة جوية اعتيادية لتأمين الغطاء الناري لقوات برية أميركية تتهيأ لرصد تحركات أو الاشتباك مع مقاتلي حركة طالبان. بدت السماءُ هادئة، لكنّ الأرض لم تكن كذلك، ففي لحظة خاطفة، دوّى وابل من طلقات نارية خفيفة انطلق من سلاح فردي، ليصيب ذيل الطائرة ويقلب موازين اللحظة كلها. اضطُر الطيار إلى التخلص من خزانات الوقود والذخائر لتخفيف الحمولة، وتأمين العودة إلى قاعدته. لم يكن الهجوم معقدا، ولا استُخدمت فيه تقنيات متقدمة، مجرد رصاصة من بندقية، أُطلقت من الأرض في بيئة بدائية، لكنها نجحت في إخراج واحدة من أكثر المقاتلات تطورا من ساحة المعركة. ورغم تزويد الطائرة بأنظمة إنذار إلكتروني وراداري متقدمة، فإنها فشلت في كشف الخطر البسيط الذي تسلل من بين ظلال التضاريس الصعبة. حادثة صغيرة، لكن تكلفتها كانت باهظة، ليس من حيث الخسائر المباشرة فحسب، بل من حيث ما كشفته من ثغرة بنيوية في الطريقة التي تتفاعل بها الطائرات مع محيطها القتالي، خصوصا في الحروب غير المتكافئة، حيث لا تأتي الأخطار دوما من صواريخ دقيقة أو منظومات دفاع جوي معقدة، بل أحيانا من سبطانة صدئة تحملها يد مغمورة في ريف ناء أو صحراء مترامية. ومثلُ هذا الدرس المُر هو ما دفع شركات الدفاع الكبرى إلى مراجعة ما اعتُبر يوما "كفاءة مكتملة"، والبحث عن حلول "ذكية" تتجاوز منطق تحديث إمكانات الطائرات التقليدي الذي غالبا ما يكون باهظ التكلفة المادية، والانتقال بدلا من ذلك نحو نهج جديد، هو تمكين الطائرات من "فهم" ما يحدث في البيئة القتالية حولها، وتطوير نظم الاستجابة الفورية "الواعية" لتلك التهديدات، فكيف حدث ذلك؟ ولادة الحاسة السادسة للطائرات من بين الحلول التي ابتكرتها شركات الدفاع، برز نظام متقدم طوّرته شركة "رايثيون" الأميركية، يعتمد على الذكاء الاصطناعي، ويمنح الطائرات القديمة قدرة شبه فورية على إدراك التهديدات المحيطة دون أي تعديل هيكلي أو تكاليف باهظة. الابتكار الجديد، الذي يحمل اسم "نظام نشر الخوارزميات الإدراكية" (Cognitive Algorithm Deployment System – CADS)، عبارة عن وحدة إلكترونية صغيرة تُركّب داخل جهاز الإنذار الراداري الموجود أصلا في العديد من الطائرات الأميركية من الجيل الرابع، مثل "إف-16″، وطائرات النقل والدعم مثل "سي-130″ و"كيه سي-46". ولا يتطلب تثبيت الوحدة سوى إدخال "بطاقة إلكترونية" في منفذ مُعدّ مسبقا داخل الجهاز، لتبدأ التقنية عملها فورا دون الحاجة لتعديل أي مكونات أخرى. وتؤكد رايثيون أن ثمة أكثر من 600 طائرة أميركية مزوّدة بجهاز الإنذار الراداري من طراز (ALR-69A) يمكن ترقيتها مباشرة باستخدام هذا النظام، بما يتيح عملية تحديث واسعة وسريعة للبنية الجوية القائمة. ويمنح النظام الطائرات ما يشبه "حاسة سادسة"، تُعزز وعيها الفوري وتزيد فرص نجاتها في ساحات القتال المعقدة. وللتذكير، فإن جهاز الإنذار الراداري "ALR-69A" هو نظام رقمي مُصمّم لرصد إشارات الرادارات المعادية، سواء كانت مخصصة للتعقّب أو لتوجيه الصواريخ، ومن ثم يقوم بتحذير الطيار فور التعرّض للمراقبة أو الاستهداف، مما يجعله خط الدفاع الأول في المواجهات الجوية الحديثة. سباق التخفي والمراقبة لفهم أعمق لأهمية هذه التكنولوجيا الجديدة، نرجع إلى الوراء خطوة نحو السؤال الجوهري: لماذا تحرص الطائرات على ألا تُرى؟ والجواب يبدأ من جهاز صغير لكنه بالغ التأثير، هو الرادار. يعتمد الرادار على آلية بسيطة هي إرسال موجات كهرومغناطيسية في الهواء، ثم التقاط ما يرتد منها عند اصطدامها بالأجسام، فإذا اصطدمت هذه الموجات بجسم معدني مثل هيكل طائرة، فإن جزءا منها يرتد إلى المصدر، كاشفا وجود هذا الجسم وموقعه وسرعته. لكن الرؤية الرادارية ليست شاملة، بل تعتمد على ما يُعرف بـ"البصمة الرادارية" للطائرة، أي حجم الإشارة التي تعكسها. كلما كانت هذه البصمة أصغر، باتت عملية الرصد أصعب، وزادت قدرة الطائرة على التملص من قبضة الرادار. من هذا المفهوم، وُلدت فكرة "الشبحية" أو التخفي. لا تُخفي هذه الطائرات نفسها تماما، لكنها تعيد تشكيل حضورها في الفضاء، لتبدو على شاشة الرادار كأنها طائر صغير أو حطام عابر. وتحقّق هذه الحيلة من خلال تصميم هندسي معقد، عبارة عن زوايا حادة تُعيد توجيه الموجات بعيدا عن الرادار، وطلاء خاص يمتص جزءا منها، وإخفاء تام للأسلحة والزوائد داخل البدن. وبفضل هذه الخصائص، فإن طائرة مثل " إف-117" قد لا تكاد تُرى على شاشة الرادار، رغم أن طولها يتجاوز 20 مترا. لكن الرادار أيضا لم يبق كما كان، فالتكنولوجيا لا تتطور من طرف واحد. فمع تقدم وسائل التخفي، ظهرت مضاداتها، عبارة عن رادارات طويلة الموجة تستطيع رصد الأجسام من مسافات بعيدة، كما انتشرت المستشعرات الحرارية التي تلاحق حرارة المحرّكات، ونُشرت شبكات دمج البيانات متعددة الزوايا، التي تتيح كشف الأهداف المتخفية من خلال تحليل بصمتها من اتجاهات مختلفة. هذه الأساليب قد تنجح أحيانا في الكشف عن الطائرات الشبحية، خصوصا عند اقترابها من مواقع الرصد أو قيامها بمناورات تكشف زواياها، مثل فتح حجرة القنابل أو عند الانعطاف بزاوية تفضح مقطعها الراداري الجانبي. ورغم ذلك، لا تزال لهذه الأنظمة المضادة حدودها، فالرادارات بعيدة المدى تفتقر للدقة التكتيكية، والمستشعرات الحرارية تتأثر بالضباب والعواصف والحرارة الخلفية. على الجانب الآخر أيضا، فإن الطائرات الشبحية تدفع ثمنا باهظا، إذ إن تكلفة مقاتلة من طراز "إف-35" تتجاوز 100 مليون دولار، بينما لا تتعدى تكلفة "إف-16" المحدّثة ما بين 25 مليونا و30 مليون دولار. كما أن هندسة التخفي تفرض قيودا على الحمولة والمدى، وتضطر الطائرة للحد من سعتها الداخلية حفاظا على بصمتها المنخفضة أمام الرادارات. الإدراك بدلا من الاختفاء.. هل يمكن أن تُفكر الطائرات؟ وهكذا، يبدو أنه أمام هذه التعقيدات التي تكتنف بيئة القتال الحديثة، لم يعد التخفي وحده كافيا. ومع التكاليف الباهظة والتعقيدات الهندسية التي تفرضها تقنيات "الشبحية"، بدأت الجيوش الاتجاه نحو حلول بديلة أو هجينة، تتيح تحسين أداء الطائرات التقليدية دون الحاجة إلى إعادة بنائها من الصفر. في هذا السياق، برز اتجاه متسارع نحو دمج تقنيات رقمية ذكية، تُمكّن الطائرات من إدراك التهديدات المحيطة بشكل لحظي، وتنبيه الطيار في اللحظة الحرجة، بما يعزز قدرتها على البقاء في بيئة قتالية مشبعة بالمخاطر. ويُعد نظام "نشر الخوارزميات الإدراكية" (CADS)، من أبرز تطبيقات هذا التوجه. فرغم أنه لا يمنح الطائرة قدرة شبحية، فإنه يزوّدها بما يشبه "الوعي الإلكتروني"، بما يمنحها قدرة ذاتية على رصد التهديدات وتحليلها والتفاعل معها فورا، دون الحاجة إلى تغييرات جذرية في التصميم أو استثمارات ضخمة في التحديثات. وتُظهر نتائج التجارب الميدانية الأولية التي أُجريت على مقاتلات "إف-16″، بالتعاون بين شركة "رايثيون" والحرس الوطني الأميركي، أن النظام قادر على التعامل مع إشارات رادارية غير مألوفة بكفاءة عالية. فعندما تلتقط الطائرة إشارة لا تتطابق مع أنماط التهديد المعروفة، يقوم النظام بتحليلها ذاتيا، وتقدير مستوى خطورتها، ثم إطلاق تنبيه فوري للطيار، يمنحه وعيا لحظيا بالخطر، حتى لو كان العدو يستخدم تقنية جديدة أو تكتيكا لم يُسجّل من قبل. الميزة الأهم أن هذا "الإدراك الاصطناعي" لا يُثقل كاهل الطيار، بل يخفف عنه عبء التعامل مع سيل التنبيهات في ميدان مشبع بالإشارات والتشويش. ففي مثل هذه البيئات، قد يتلقى الطيار عشرات التحذيرات دفعة واحدة، مما يؤدي إلى الإرباك وتباطؤ الاستجابة. لكن النظام الجديد يُعيد ترتيب الإشارات وفق الأولوية، ويُبرز الأخطر أولا، بما يضمن فعالية القرار وسرعة رد الفعل. وبهذا، تقترب قدرات مقاتلات الجيل الرابع المُحدّثة من خصائص "الحاسة السادسة" التي تميّز مقاتلات الجيل الخامس. ومع تفعيل نظام رايثيون الجديد، تصبح مقاتلات الجيل الرابع مزوّدة بقدرة دفاعية تفاعلية تمنحها بقاء أطول في ساحات القتال. ورغم أنها لا ترقى إلى مستوى التخفي الفعلي، فإنها تستبدل "عدم الظهور" بالقدرة على "الاستجابة الذكية"، مما يعكس فلسفة مختلفة في البقاء، الأولى تراهن على الغياب، والثانية على سرعة الوعي والنجاة. خيارات بديلة تكسر احتكار التكنولوجيا الأقوى عند هذه النقطة يبرز السؤال الأكثر أهمية: هل يمكن للدول الاكتفاء بترقية أساطيلها التقليدية بأنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة، والاستغناء عن الاستثمار في طائرات شبحية باهظة التكلفة؟ والسؤال لا يحتمل إجابة واحدة، بل يخضع لمعادلة تُوازن بدقة بين الكفاءة القتالية والجدوى الاقتصادية. فالمقاتلات الشبحية تمنح ميزة إستراتيجية يصعب تعويضها، هي القدرة على اختراق الدفاعات الجوية الأكثر تطورا دون أن تُكتشف، وهذه ميزة لا يمكن مضاهاتها بأية ميزات أخرى. لكنها في الوقت نفسه تأتي بكُلفة هائلة، ليس فقط في التصنيع، بل في التشغيل والصيانة والتدريب والبنية اللوجستية اللازمة لها. في المقابل، يمكن لدولة ما توجيه الميزانية ذاتها نحو ترقية عدد أكبر من مقاتلات الجيل الرابع، بما يتيح لها تأمين انتشار عددي واسع دون التضحية الكاملة بالكفاءة. وهذا التوازن هو ما بدأت تُطبقه بعض الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي تجمع حاليا بين تطوير مقاتلات "إف-35" الشبحية، وتحديث أساطيلها التقليدية مثل " إف-15 إي إكس" و"إف-16″، في مقاربة تمزج بين "الكمّ" و"النوع". ومع ذلك، تبقى الشبحية ضرورة لا غنى عنها في مواجهة التهديدات المعقّدة. فعندما يتعلق الأمر بمنظومات دفاع جوي شديدة التكامل، مثل "أ س-400" الروسية، فإن الطائرات الشبحية تُعد رأس الحربة في الهجوم، فهي القادرة على فتح ثغرات في الجدار الراداري، تمهيدا لتقدّم الطائرات الأخرى. وفي مثل هذه السيناريوهات، لا يكون الذكاء الاصطناعي كافيا بمفرده، مهما بلغت قدراته. فالتقنيات المضادة في سباق دائم مع أدوات التخفي، وتزداد قدرة الرادارات والمستشعرات على كشف أكثر الأجسام مراوغة. من هنا، يبدو أن سلاح الجو المثالي في العقود المقبلة سيقوم على نهج مزدوج، حيث تتقدّم الطائرات الشبحية لكسر منظومات الدفاع وفتح الطريق، بينما تتبعها أسراب من الطائرات التقليدية المُحدّثة بأنظمة إدراك ذكية، تكمل المهام، وتوسع نطاق الضربات، وتحافظ على وتيرة الاشتباك بكلفة أقل. غير أن هذا الخيار لا يتاح للجميع، فامتلاك مقاتلات الجيل الخامس لا يزال حكرا على عدد محدود من الدول الكبرى: الولايات المتحدة، الصين، روسيا، وبعض حلفاء واشنطن المقرّبين. أما الغالبية العظمى من دول العالم، فتعتمد على أساطيل من طائرات الجيل الرابع، وتسعى إلى ترقيتها بشكل مستمر، نظرا لتكلفة الطائرات الشبحية وقيود التصدير المرتبطة بها. وهنا تبرز أنظمة الذكاء الاصطناعي بمنزلة فرصة إستراتيجية. فهي تتيح لتلك الدول تحسين الوعي القتالي، وتعزيز الفاعلية الهجومية والدفاعية في وقت وجيز وبتكلفة معقولة، دون الحاجة إلى انتظار صفقات طويلة الأجل ومقيدة سياسيا مع قوى عظمى. وقد يمتد هذا التوجه مستقبلا ليشمل الدول التي تشغل الطائرات الصينية والروسية الأقدم، مثل " ميغ-29" أو "جيه-10″، عبر تطوير أنظمة إدراك وطنية تُدمج في هذه المنصات، بما يقرّب أداءها من مواصفات الجيل الخامس دون الحاجة إلى امتلاكه فعليا. وباختصار، لا يحل الإدراك والوعي محل التخفي الكامل، والذكاء الاصطناعي لن يعوّض الشبحية بصورة مطلقة، لكنه قد يكون بديلا واقعيا وفعالا في كثير من السياقات، خصوصا للدول التي لا تستطيع امتلاك مقاتلات شبحية، كما أنه مكمّل ضروري حتى للدول المالكة لها، لتحقيق أفضل مزيج من التخفي والإدراك في سلاح الجو.


الجزيرة
منذ 13 ساعات
- الجزيرة
مفاجأة علمية.. نجم منكب الجوزاء الذي عرفته العرب قديما له "رفيق" يدور حوله
في عامي 2019 و2020، حدث انخفاض حاد في سطوع نجم منكب الجوزاء، دفع بعض العلماء إلى الاعتقاد بأن نهاية هذا النجم تقترب، وربما خلال فترة قصيرة نسبيا قد ينفجر في صورة مستعر أعظم. لكن بعد ذلك بعدة سنوات، تمكن الفلكيون من اكتشاف أن هذا الحدث، الذي سُمي "التعتيم العظيم"، ناجم في الواقع عن سحابة كبيرة من الغبار المنبعثة من منكب الجوزاء، وتدور حوله، وكلما مرت أمامه (بالنسبة لنا)، انخفض لمعانه، ثم عاد مجددا ليلمع كما كان. أثار هذا الحدث اهتمام العلماء بدراسة منكب الجوزاء، مما أدى إلى إجراء تحليلات جديدة للبيانات الأرشيفية المتعلقة به، وحاليا يقترح العلماء أن هذا النجم الذي أدهش البشرية طوال تاريخها، له نجم مرافق يدور حوله. عملاق أحمر فائق منكب الجوزاء هو أحد ألمع النجوم في سماء الليل، وهو عملاق أحمر فائق، ويعني ذلك أنه في آخر مراحل حياته، حيث كان في الماضي نجما أبيض إلى أزرق، ثم انتفخ وتحول للون الأحمر، ولذلك يتميز هذا النجم بحجم هائل، إذ يمتد نصف قطره حوالي 700 ضعف نصف قطر الشمس. ورغم أن عمره لا يتجاوز عشرة ملايين سنة، وهو ما يعتبر صغيرا وفقا لمعايير علم الفلك، فإنه في مرحلة متأخرة من حياته كما أسلفنا، وربما ينفجر خلال فترة قصيرة نسبيا (تصل إلى مليون سنة مثلا)، لكن تلك تظل تخمينات بحثية. يقع منكب الجوزاء في كوكبة الجبار، وقد رصده الناس بالعين المجردة لآلاف السنين، وعرفته العرب قديما حيث استخدم مع الكثير من النجوم كدليل أثناء السفر. ويكتب اسم هذا النجم باللاتينية (Betelgeuse)، ويعني ذلك إشارة للجوزاء العربية، ولو قررت البحث خلف تاريخ التسمية ستكتشف أنه لم يكن يُكتب كذلك تحديدا، بل كان شيئا قريبا من (Bedlgeuze)، أو "بد الجوزاء"، حسب بول كونتش، وهو أستاذ متمرس في جامعة ميونخ اهتم بتاريخ النجوم العربية. وكما تلاحظ فإن الكلمة العربية الحقيقية هي "يد الجوزاء"، لكن في أثناء الترجمة من العربية إلى اللاتينية فُقدت نقطة من "يد" فأصبحت "بد"، ما يعني أن اسم النجم الحالي مستقى من الأصل العربي، حيث تخيل الناس في الجزيرة العربية قديما أن هذه المنطقة من السماء كانت فتاة سميت "الجوزاء". وعرف البشر منذ قديم الزمان أن سطوع منكب الجوزاء يتغير بمرور الوقت، أي أنه يزيد وينقص في لمعانه بقدر يسير، وقد أثبت علماء الفلك أن له فترة تغير رئيسية (خلالها ينخفض سطوعه ثم يعود مجددا) تبلغ حوالي 400 يوم، وفترة ثانوية أطول تبلغ حوالي 6 سنوات. وقد دفع أحد التحليلات العلماء إلى اقتراح أن سبب تقلب سطوع منكب الجوزاء على مدار 6 سنوات هو وجود نجم مرافق، ولكن عندما بحث تلسكوب هابل الفضائي ومرصد تشاندرا للأشعة السينية عن هذا النجم المرافق، لم يتم رصد أي شيء. لكن حينما قام فريق من علماء الفيزياء الفلكية بقيادة ستيف هاول، كبير الباحثين في مركز أبحاث أميس التابع لناسا برصد منكب الجوزاء باستخدام جهاز تصوير مرقط يُسمى "ألوبيكي"، ظهر النجم المرافق لهم بصورة واضحة. و"ألوبيكي"، هي كاميرا مثبتة على تلسكوب جيميني الشمالي، وهو أحد نصفي مرصد جيميني الدولي، وكل من التلسكوبين مزود بمرآة رئيسية قطرها 8.1 أمتار، وهذا يمنحه قدرة هائلة على جمع الضوء من الأجسام البعيدة والضعيفة جدا. التصوير المرقط هو تقنية تصوير فلكية تستخدم أزمنة تعريض قصيرة جدا لتجميد التشوهات في الصور الناتجة عن الغلاف الجوي للأرض. زمن التعريض في الكاميرا هو الفترة التي يظل فيها حساس الكاميرا أو فيلمها مفتوحا لاستقبال الضوء وتسجيل الصورة، وكلما كان زمن التعريض أطول، زاد الضوء الداخل للصورة (مفيد في الإضاءة المنخفضة)، وكلما كان أقصر، تجمدت الحركة لتفادي الصور المهزوزة. وتمكّن هذه التقنية من دقة عالية، وعند دمجها مع قدرة مرآة جيميني الشمالية على جمع الضوء، سمحت برصد رفيق منكب الجوزاء الخافت مباشرة. ومكّن تحليل ضوء النجم المرافق هاول وفريقه من تحديد خصائص هذا النجم، ونُشر هذا العمل البحثي في مجلة "ذا أستروفيزكال جورنال ليترز". طفل سماوي وحسب الدراسة الجديدة، فإن النجم المرافق تقدر كتلته بحوالي 1.5 مرة كتلة الشمس، ويبدو أنه نجم من النوع الطيفي "إيه" أو "بي"، ويعني ذلك أنه نجم ساخن أزرق إلى أبيض، وتكشف تحليلات العلماء أنه لم يبدأ بعد بحرق وقوده من الهيدروجين، والمتراكم في النواة، ما يعني أنه نجم "طفل" بالمعنى الفلكي. ويعتقد العلماء أنه في نوفمبر 2027، سيعود النجم المرافق إلى أبعد نقطة له عن منكب الجوزاء، مما يسهل رصده، ويأمل العلماء في ذلك الوقت أن يقوموا بتأكيد مقترحاتهم في الدراسة الجديدة، حسب بيان صحفي رسمي من منصة مرصد جيمني. وحسب الدراسة، يقع النجم المرافق على مسافة قريبة نسبيا من سطح منكب الجوزاء، تساوي حوالي 4 أضعاف المسافة بين الأرض والشمس. بالنسبة للكواكب فهذه مسافة كبيرة، لكن في عالم النجوم فإنها مسافة قريبة جدا، ولذلك نرى بأعيننا وتلسكوباتنا النجم وكأنه فرد واحد فقط، لأن النجمين متجاوران جدا بحيث نظنهما نجما واحدا، مثلما ترى شخصين بعيدين عنك على مسافة 500 متر مثلا وكأنهما شخص واحد. ولكن في هذا السياق، يجب التنبيه أن العلماء بحاجه إلى المزيد من الدراسات للتأكيد على وجود النجم المرافق لمنكب الجوزاء، فربما تكشف أرصاد مستقبلية أنه نجم واقع في خلفية الصورة، ولا علاقة له بمنكب الجوزاء.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
ابتكار بلاستك "ثوري" ينقل الحرارة بكفاءة تفوق الفولاذ وتعزل الكهرباء
في إنجاز علمي قد يغير شكل الإلكترونيات الحديثة، تمكن باحثون من جامعة نورت إيسترن الأميركية -بالتعاون مع مختبر أبحاث الجيش- من تطوير نوع جديد من البلاستيك يتمتع بخاصية فريدة، وهي القدرة على نقل الحرارة بكفاءة تفوق الفولاذ المقاوم للصدأ، مع وزن أقل بـ4 مرات. ولطالما عُرف البلاستيك كعازل للحرارة، مما يحدّ من استخدامه في الأجهزة التي تولد حرارة عالية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب والخوادم العملاقة. فعندما ترتفع حرارة المعالجات، تبطئ الأجهزة عملها أو تتوقف تمامًا لحماية نفسها. ولحل هذه المعضلة، عادةً ما يلجأ المصنعون إلى استخدام معادن مثل الألمنيوم أو النحاس لنقل الحرارة بعيدًا عن الأجزاء الحساسة. ولكن هذه المعادن ثقيلة ويمكن أن تعيق التصميمات الحديثة، أما البلاستيك فيعيق نقل الحرارة بعيدا، ومن ثم يرفع من حرارة تلك الأجزاء الحساسة. حل مبتكر المادة الجديدة تقدم حلاً مبتكرًا، حيث تمكن الباحثون من صنع بلاستيك موصل للحرارة وفي نفس الوقت عازل للكهرباء. وهذا يعني أنه يمكن استخدامه لتبريد المكونات الإلكترونية دون خوف من حدوث دوائر كهربائية قصيرة، كما أنه لا يحجب إشارات الراديو أو شبكات الجيل الخامس، مما يجعله مثالياً لأجهزة الاتصالات الحديثة. وقد اعتمد فريق البحث على الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنشاء بنية دقيقة بداخل البلاستيك، وزرع جزيئات سيراميكية صغيرة فيه. وبعد ذلك، استخدموا عملية تسخين خاصة لتشجيع الجسيمات على تكوين "شبكات بلورية" تربط الجسيمات ببعضها البعض، وتصنع مسارات سلسة لنقل الحرارة، وقد نتج عن ذلك بلاستيك يتمتع بقدرة على تبديد الحرارة أسرع من الفولاذ. تطبيقات واعدة وبحسب صحفي رسمي صادر من جامعة نورث ويسترن، فإن المادة الجديدة قد تُحدث ثورة في عدة صناعات: الإلكترونيات والأجهزة الذكية: يمكن استخدام البلاستيك في تبديد حرارة المعالجات داخل الهواتف وأجهزة التابلت واللابتوب. وبخلاف المعادن، وهذه المادة لا تعزل إشارات واي فاي أو شبكة الهواتف، مما يجعلها مثالياً للأجهزة المحمولة. مراكز البيانات: يساعد البلاستيك في إدارة الحرارة داخل مراكز البيانات، حيث ترتفع درجات الحرارة بسبب تشغيل آلاف الخوادم بشكل متواصل. وبفضل وزنه الخفيف وسعره المنخفض مقارنة بالمعادن، سيكون البلاستيك فعالاً في بناء أنظمة تبريد أكثر كفاءة. السيارات الكهربائية: يُستخدم البلاستيك لتبريد بطاريات السيارات الكهربائية ومنع ارتفاع حرارتها بشكل قد يؤدي إلى "الانهيار الحراري" أو حتى الاشتعال، كما يتيح تصميم سيارات أخف وأكثر كفاءة في استهلاك الطاقة. الأجهزة العسكرية والفضائية: يمكن البلاستيك تبريد أجهزة الرادار وحساسات الطائرات بدون طيار دون التأثير على إرسال واستقبال الإشارات اللاسلكية. وهو مناسب جدًا للأقمار الصناعية، حيث يلزم وجود مواد خفيفة الوزن وموصلة للحرارة. المعدات الطبية: يمكن استخدامه في تبريد الأجهزة الطبية الحساسة مثل أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي أو الليزر الجراحي، حيث يُفضل تجنب المعادن بسبب تداخلها مع المجالات المغناطيسية. ويفترض أن يبدأ العلماء قريبا في تجارب على نسخ عملية من هذا البلاستيك، وإذا نجحت تلك التجارب يمكن نقله من مستوى التجارب المعملية إلى مستوى الصناعة.