logo
جناس الاشتقاق في آية قرآنية (يؤتي، يؤت، أوتي) (ح 3)

جناس الاشتقاق في آية قرآنية (يؤتي، يؤت، أوتي) (ح 3)

الدكتور فاضل حسن شريف
عن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ" (القرة 269) أفضل النعم الإلهيّة: مع الإلتفات إلى ما تقدّم في الآية السابقة التي تحدّثت عن تخويف الشيطان من الفقر ووعد الرحمن بالمغفرة والفضل الإلهي، ففي هذه الآية مورد البحث دار الحديث عن الحكمة والمعرفة والعلم لأنّ الحكمة فقط هي التي يمكنّها التفريق والتمييز بين هذين الدافعين الرحماني والشيطاني وتدعوا الإنسان إلى ساحل المغفرة والرحمة الإلهيّة وترك الوساوس الشيطانيّة وعدم الإعتناء بالتخويف من الفقر. وبعبارة اُخرى، أنّنا نلاحظ في بعض الأشخاص نوعٌ من العلم والمعرفة بسبب الطهارة القلبيّة ورياضة النفس حيث تترتّب عليها آثار وفوائد جمّة، منها أن يدرك الشخص فوائد الإنفاق ودوره المهم والحيوي في المجتمع ويميّز بينه وبين ما تدعوه إليه وساوس الشيطان فتقول الآية: "يؤتي الحكمة من يشاء". وقد ذكر لكلمة (الحكمة) معان كثيرة منها (المعرفة والعلم بأسرار العالم) ومنها (العلم بحقائق القرآن) و (الوصول إلى الحقّ بالقول والعمل) و(معرفة الله تعالى) و(أنّها النور الإلهي الذي يميّز بين وساوس الشيطان وإلهامات الرحمان). والظاهر هو أنّ الحكمة تأتي بالمعنى الواسع حيث تشمل جميع هذه الاُمور بما فيها النبوّة التي هي نوعٌ من العلم و الأطّلاع والإدراك، فهي في الأصل أخذت من مادة (حكم) ـ على وزن حرف ـ بمعنى المنع، وبما أنّ العلم والمعرفة والتدبير تمنع الإنسان من إرتباك الأعمال الممنوعة والمحرّمة، فلذا يقال عنها أنّها حكمة. بديهيّ أنّ القصد من (مَن يشاء) ليس إسباغ الحكمة على كلّ من هبّ ودبّ بغير حساب، بل أنّ مشيئة الله هي دائماً منبعثة عن حكمة، أي أنّه يمنحها لمن يستحقّها، ويرويه من سلسبيل هذه العين الزلال. "ومَن يؤتَ الحكمة فقد أُوتي خيراً كثيراً". رغم أنّ واهب الحكمة هو الله فإنّ اسمه لم يرد في هذه الآية وإنما بني الفعل للمجهول (ومن يؤتَ الحكمة). ولعلّ المقصود هو أنّ الحكمة أمر حسن بذاته بصرف النظر عن مصدرها ومنشئها. من الملاحظ أنّ الآية تقول: إذا نزلت الحكمة بساحة أحد فقد نزلت بساحته البركة والخير الكثير لا الخير المطلق، لأنّ السعادة والخير المطلق ليسا في العلم وحده، بل العلم أهمّ عامل لهما. "وما يذّكّر إلاَّ اُولوا الألباب". (التذكّر) هو حفظ العلوم والعارف في داخل الروح. والألباب جمع لب وهو قلب كلّ شيء ومركزه، ولهذا قيل العقل اللب. تقول هذه الفقرة من الآية إنّ أصحاب العقول هم الذين يحفظون هذه الحقائق ويتذكّرونها. رغم أنّ جميع الناس ذو عقل ـ عدا المجانين ـ فلا يوصفون جميعاً بأُولي الألباب، بل هؤلاء هم الذين يستخدمون عقولهم فيشقّون طريقهم على ضوء نورها الساطع. ونختم هذا البحث بكلام لأحد علماء الإسلام (ويحتمل أنّه مقتبس من كلام الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم) حيث يقول: قد يريد الله تعالى أحياناً تعذيب أمّة على الأرض ولكنّه يرى معلّماً يعلّم الأولاد الحكمة فيرفع عن تلك الأُمّة العذاب بسبب ذلك.
جاء في موقع القرآن الكريم بوابة اهل البيت عليهم السلام عن الصحيفة الزبرجدية في کلمات سجادية للشيخ حسن حسن زاده آملي: قال أميرالمؤمنين علي عليه السلام: (کل وعاء يضيغ بما جعل فيه الا ‌و‌عاء العلم فانه يتسع به) (الحکمة 205 ‌من‌ نهج البلاغة). قد تحقق في الحکمة المتعالية أن للنفس درجات ‌من‌التجرد کالتجرد البرزخي ‌و‌‌هو‌تجردها في مقام الخيال، ‌و‌التجرد التام العقلي، ‌و‌التجرد الأتم الذي فوق التجرد العقلي. ‌و‌معني کونها فوق التجرد أن ليس لها ‌حد‌تقف اليه ‌و‌مقام تنتهي اليه. أي ليس لها وحدة عددية، بل وحدة حقة حقيقتة ظلية بمعني أن وحدتها ظل الوحدة الحقة الحقيقة التي لله سبحانه. ثم قد تقرر في صدد هذه الوجيزة أن کل أثر يحاکي شأن مؤثره، ‌و‌حيث أن الله سبحانه غير متناه کانت مدارج آيات کتابه القرآن الکريم ‌و‌معارجها أيضا غير متناهية، والقرآن مأدبة الله، ‌و‌قد روي السيد المرتضي عن عبدالله ‌بن‌مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (ان هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبته ‌ما‌استطعتم، ‌و‌‌ان‌أصفر البيوت، لبيت أصفر ‌من‌کتاب الله)، ‌و‌هذه المأدبة غير المتناهية معدة للانسان الذي له مقام فوق التجرد أي ‌لا‌يقف في حد، فتبصر ثم اقرأ وارقه، ‌و‌راجع کتابنا (الانسان ‌و‌القرآن). ثم ‌ان‌القرآن حکيم، قوله سبحانه: "وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا" (البقرة 269)، ‌و‌الحکمة جنة، فقد روي الصدوق باسناده عن جابر عن الامام أبي جعفر الباقر عليه السلام عن الامام علي ‌بن‌الحسين عليه السلام عن الامام الحسين ‌بن‌علي عليه السلام عن الامام علي ‌بن‌أبي طالب عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا مدينة الحکمة ‌و‌هي الجنة ‌و‌أنت ‌يا‌علي بابها فکيف يهتدي المهتدي الي الجنة ‌و‌‌لا‌يهتدي اليها ‌من‌بابها). و قد تقدم في صدر الصحيفة کلام الامام علي عليه السلام ‌من‌(أن درجات الجنة علي عدد آيات القرآن)، ثم اعلم أن الجزاء نفس العلم ‌و‌العمل، ‌و‌خزانة سعي أعمال الانسان ‌هو‌الانسان نفسه، ‌و‌کتابنا (عيون مسائل النفس) ‌و‌شرحها (سرح العيون في شرح العيون) يبحث عن النفس ‌و‌أطوارها ‌و‌أحوآلها في ست ‌و‌ستين عينا، فاذا دريت أن الحکمة جنة، ‌و‌أن الانسان ليس الا نفس علمه ‌و‌عمله، دريت درجات جنات ذاتک فتدبر.
جاء في موقع اقرأ عن أمثلة على جناس ناقص للكاتبة جميلة الأشقر: أمثلة على الجناس في القرآن يزخر القرآن الكريم بأنواع مختلفة للجناس، بحيث يخدم كلّ واحد منها الغرضَ الموجود لأجله، و يسعدنا عبر هذا المقال أن نقدم لكم بعض أمثلة على الجناس في القرآن: الجناس التامّ: ورد في العديد من الأمثلة ومنها ما يأتي: قوله -تعالى-: "وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ"، فقد جاءت كلمة "الميزان" في المرّة الأولى بمعنى الشرع الذي تُوزَن به الأحكام، والأعمال في الجماعات، أمّا في الثانية، فهو مصدر ميميّ يعني الحُكم والقضاء والتقدير، بينما جاءت في الثالثة بمعنى المعروف، والقِسط. قوله -تعالى-: "وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ" كلمة الساعة ذكرت مرتين الأولى اسم من أسماء القيامة والثانية ظرف زمان. قوله تعالى: "يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ*يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ" الجناس في لفظة الأبصار. الجناس الناقص: الجناس الذي يكون الاختلاف بين لفظيه في عدد الحروف، كما في الآيات الآتية: قوله تعالى: "وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ"، حيث زادت كلمة المساق بالأحرف على كلمة الساق. قوله تعالى:"ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ"، حيث زادت كلمة كلي بالأحرف على كلمة كل. جناس الاشتقاق: ورد في قوله عالى-: "فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ"، فاجتمعت كلمتا "رَوْح" و"رَيْحان" في أصل الاشتقاق، وهو "رَوَحَ"، ومنها أيضاً قوله تعالى: "لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ"، فكل من كلمتي ليحق و الحق مشتقتان من الفعل حقق ومنها قوله تعالى:"فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ" فكل من كلمتي أقم والقيم مشتقتان من الفعل قوّم، ومنها قوله تعالى:"إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ" فكلمة وجهت وكلمة وجهي مشتقان من الفعل وجه.
جاء في موقع أون لاين عن الجناس التام في القرآن الكريم للكاتب محمد أحمد الغمراوي: هناك باب واسع من أبواب الجناس التام في القرآن لم ينتبه إليه، ألا وهو الجناس بين الحروف والأسماء المبنية فإن الحرف أو الاسم المبني قد يتعدد معناه في العربية، فإذا ورد في آية بأكثر من معنى كان ذلك من تمام الجناس. إلا أنه لقصر هذا النوع من الكلمات وقلة حروفه يشترط لنحقق الحسن البديعي شروط. بشرط مثلا الانفصال فلا تكون اللام في الآية الكريمة من سورة الحجر: (قال لم أكن لأسجد لبشر) مثلا للجناس التام. ويشترط فيه التقارب فلا تكون ما الشرطية وما النافية في الآية الكريمة (وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه، وما للظالمين من أنصار) مثلا ظاهراً، لطول الفاصل بينهما.فإذا ما تحرينا هذين الشرطين وجدنا من هذا النوع أمثلة غير قليلة. فمما يتعلق بما من ذلك قوله تعالى: (قلتم ما ندري ما الساعة): سورة الجاثية (ما قلت لهم إلا ما أمرتني به): سورة المائدة (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله): سورة هود فإذا ضممنا إلى الشطر الأول من هذا المثل ما سبقه في نفس الآية وجدنا مثلاً لطيفاً لورود (ما) ثلاث مرات بثلاث معان مختلفة: (وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت) ومن الأمثلة التي تم الجناس فيها بورود (من) بمعنيين مختلفين قوله تعالى من سورة البقرة: (يؤتي الحكمة من يشاء، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً) فالأولى موصولة والثانية شرطية. وقد راعينا في هذه الأمثلة الشرطين اللذين اشترطنا وتجنبنا ما لم يتوفر فيه شرط الانفصال ولو في الظاهر كما في قوله تعالى من سورة البقرة: (فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون) ففيه اتصلت ما المصدرية بالكاف.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انتصار الطفولة من بين نيران نمرود العصر!بشرى خالد الصارم
انتصار الطفولة من بين نيران نمرود العصر!بشرى خالد الصارم

ساحة التحرير

timeمنذ 17 ساعات

  • ساحة التحرير

انتصار الطفولة من بين نيران نمرود العصر!بشرى خالد الصارم

انتصار الطفولة من بين نيران نمرود العصر! بشرى خالد الصارم* ها قد عاد زمن المعجزات في زمن الفواجع، معجزة الطفلة التي نجت من نيران العدو الصهيوني عادت لتذكرنا بمعجزة خليل الله إبراهيم عليه السلام فكانت النار برداً وسلاماً عليها،في موقف يحقق أن لله جنوداً في أرضه. طفلة تبحث عن النجاة وسط أتون الجحيم وقودها الناس والإنسانية، تبحث عن الحياة وسط ركام الموت، وأشلاء محروقة، وأجساد متفحمة، تبحث عن الأمان في زمن الإبادة والإجرام، طفلة لم تكتفي بتحمل ماتطيقه بل تحملت مالا تطيقه أمة الملياريّ مسلم بمفردها، تسارع ألسنة النار كي تتعداها وتتغلب عليها، تحدت الموت والخوف، تحدت كل أضواء القصف والنيران وأصوات الصواريخ والحرائق، طفلة كأنها جيش بعدته وعتاده، أي صمود يارب السماء سكبته في قلبها،وأي ثبات أسكنته فؤادها. لم يكن فلم سينمائي من إنتاج هوليوود، لم يكن مسلسل كرتوني يحكي معاناة الطفولة في الحروب، إنه واقع دامي وحقيقة مؤسفة لأمة محمد صلوات الله عليه وآله وسلم من حرك جيوش المسلمين لنصرة الإسلام والمسلمين، فبأي وجه سيقابلون نبيهم يوم لا ينفع جاه ولا حكم. وسط هذا الهول، وبلوغ القلوب الحناجر، كانت الطفلة تسعى بخطاها الصغيرة تبحث عن مخرج من بين الظلمات التي تحيط بها بعضها فوق بعض، عيناها الصغيرتان التي كانت ترى بالأمس ألوان الحياة في مدرسة تأوي النازحين، شهدت في تلك اللحظة جحيم وظلم صورة من صور الإجرام الذي يتفنن به العدو الصهيوني في صورة يومية دون انقطاع، كان قلبها الصغير يحيطه وميض فطري نور على نور بأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها فكانت هي طفلة معجزة الخليل عليه السلام التي تغلبت على إجرام نمرود العصر الناجية من نيران الطاغية والمجرم العدو الصهيوني. أما آن لضمائر الشعوب وحكام العرب أن تصحو؟! أما آن للقوب أن ترحم وتخشع لأصوات الاستغاثة من أهالي غزة؟! أما آن للعرب أن يفيق من سباته وأن يحرك بوصلة جهاده نحو قبلة العزة والكرامة والتضحية' غزة ' ماذا بعد تنتظرون؟! لا فائدة من الاستنجاد بهم فقد طبعت العمالة والخيانة عليهم، وأصبحوا أشد ذلة ومسكنة من اليهود، بل أصبحوا تحت أقدامهم يدوسونهم كما يحلوا لهم. ولكن هناك شعب هم أرق قلوباً وألين أفئدة، من سماهم الله بالأنصار، كانوا وما زالو صنوان حق وإخوة صدق، هم من يعول أهل غزة عليهم، هم بقية العروبة في الأرض، وهم بقية الإسلام والدين،هم ناصري أطفال ونساء ومستضعفيّ أهل غزة، هم من حركوا جيشهم وأسلحتهم وصواريخهم القادمة من أراضي الحكمة والإيمان تزأر أصواتها بصوت الأطفال ووجع الأيتام نحو الأراضي المحتلة، في أبلغ معنى للتلاحم بين اليمن وفلسطين، ورسالة واضحة بأنهم لن يتركوا فلسطين وأنهم معهم وليسوا وحدهم في مواجهة الإجرام، مواجهة الموت، مواجهة الطغيان ونمرود العصر، وفرعون الزمن. يقسم الشعب اليمني ياطفلة النيران وخليلة الشعب اليمني بأن صواريخ التلاحم ستنصرك وستثأر لآلامك وجروحك، في موقف إيماني أخلاقي ديني يثبت مدى التلاحم بين جراح صنعاء وآلام غزة، واعلمي بأن العاقبة للمتقين وأن نصر الله قريب، و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. #اتحاد_كاتبات_اليمن ‎2025-‎05-‎28

غزة بين العدوان والحصار والخذلان العربي!صفوة الله الأهدل
غزة بين العدوان والحصار والخذلان العربي!صفوة الله الأهدل

ساحة التحرير

timeمنذ 18 ساعات

  • ساحة التحرير

غزة بين العدوان والحصار والخذلان العربي!صفوة الله الأهدل

غزة بين العدوان والحصار والخذلان العربي! صفوة الله الأهدل* تتعرض غزة اليوم للإبادة بكل ماتحمله من معنى على يد العدو الإسرائيلي أمام مرأى ومسمع من العرب والمسلمين؛ أجساد نحلت جدًا من الجوع حتى رق جلدها وأصبحت جلد ملتصق بعظم، والكل يشاهد ويتفرّج ولكن لايتحرّك أو يتفاعل مع مايحدث أحد منهم، أرواح بدون وجه حق أُزهقت، دماء على الشوارع والطرقات سُفكت، أعراض بسبب الذل والتخاذل أُنتهكت، مُحرّمات بسبب التثاقل والتخلّف اُستبيحت، أرض بسبب الظلم والسكوت اُستحلت! يزعمون الإيمان بالله واليوم الآخر ولكن الله كشف زيف إيمانهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}، يدّعون الإسلام بينما الله فضحهم: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}؛ بل ويمنّون به على الله ويريدوا أن يدخلوا به جنته: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}! غزة اليوم بين العدوان والحصار الإسرائيلي والخذلان العربي، تأملوا معي في الأحداث التاريخية ماذا فعل رسول الله في ذلك الزمن؛ إذا كان رسول الله حرّك جيش المسلمين ثأرًا لدم ذلك المسلم الذي قتله اليهود في سوقهم حين هب لنجدة امرأة مسلمة ماذا كان سيفعل اليوم أمام مايحصل في غزة على أيدي أحفاد أولئك اليهود؟ إذا كان رسول الله قدّم فريضة الجهاد على الصلاة وجعله معيار للإيمان بالله واليوم الآخر بقوله: 'من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلّا في بني قريظة' ترى ماذا كان سيفعل اليوم أمام مايجري في غزة؟ إذا كان رسول الله لم يسكت أمام أفعال اليهود- دسائسهم ومكرهم ونقضهم للعهود والمواثيق والغدر وتحريض المشركين ضد المسلمين- وخاض غزوات ضدهم حتى أجلاهم من جزيرة العرب ترى ماذا كان سيفعل اليوم مع اليهود الصهاينة أمام كل مايفعلونه في غزة وضد حركات المقاومة؟ إذا كان رسول الله أمر بمقاطعة ثلاثة أشخاص تخلّفوا عن غزوة العسرة تبوك ماذا كان سيفعل اليوم مع كل هؤلاء المتخاذلون والمتثاقلون؟ إذا كان رسول الله أمر بتدمير مسجد ضرار- مركز تجمع المنافقين- وإحراقه بالنار؛ كونه مكان سيتآمر فيه على الإسلام والمسلمين ترى ماذا كان سيفعل اليوم مع دول بؤر النفاق والمنافقين؟! لو تحرّك العرب فقط فضلًا عن المسلمين جميعًا كما تحرّك اليمن قيادة وشعبًا لانتهت إسرائيل ولما استمر العدوان على غزة ولو لثانية واحدة؛ فدين الله لا يأمر بالسكوت والخنوع، ولا يدعوا للاستسلام والعبودية، ولا يحث على الإكتفاء ببعض الطقوس الدينية وترك الجهاد والأمر بالمعروف ونصرة الحق والمستضعفين، ولا يقبل بالمنكر والباطل والولاء لأولياء الشيطان؛ دين الله قوي عزيز يدعو للتوكل على الله والثقة به، وإعداد العدة وتجهيز القوة، والاكتفاء من كل النواحي والجوانب في هذه الحياة، والتصدي لكل هجمات الأعداء ومكائدهم، لدفع البغي والعدوان، للتواصي بالحق والصبر، يأمر بالاعتصام بحبل الله، والاهتمام بشؤون المسلمين عامة، ويحث على التعاون والتآخي، والوقوف في وجه الظلم والطغيان، ومقارعة المجرمين والمستكبرين، وعدم الخوف والجبن أو الوهن والضعف أمام الأعداء مهما كانت التضحية. #اتحاد_كاتبات_اليمن ‎2025-‎05-‎28

1 ذو الحجة.. زواج الإمام علي من فاطمة الزهراء عليهما السلام
1 ذو الحجة.. زواج الإمام علي من فاطمة الزهراء عليهما السلام

اذاعة طهران العربية

timeمنذ يوم واحد

  • اذاعة طهران العربية

1 ذو الحجة.. زواج الإمام علي من فاطمة الزهراء عليهما السلام

جاء الإمام علي(عليه السلام) إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو في منزل أُمّ سلمة، فسلّم عليه وجلس بين يديه، فقال له النبي(صلى الله عليه وآله): «أتَيْتَ لِحاجَة»؟ فقال الإمام(عليه السلام): «نَعَمْ، أتَيتُ خاطباً ابنتك فاطمة، فهلْ أنتَ مُزوِّجُني»؟ قالت أُمّ سلمة: فرأيت وجه النبي(صلى الله عليه وآله) يَتَهلّلُ فرحاً وسروراً، ثمّ ابتسم في وجه الإمام علي(عليه السلام)، ودخل على فاطمة(عليها السلام) وقال لها: «إنّ عَليّاً قد ذكر عن أمرك شيئاً، وإنّي سألتُ ربِّي أن يزوِّجكِ خير خَلقه، فما تَرَين»؟. فسكتت، فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو يقول: «اللهُ أكبَرُ، سُكوتُها إِقرارُها»، فأتاه جبرائيل(عليه السلام) فقال: يا محمّد، زوّجها علي بن أبي طالب، فإنّ الله قد رضيها له ورضيه لها. إخبار الصحابة أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنس بن مالك أن يجمع الصحابة ليُعلِن عليهم نبأ تزويج فاطمة للإمام علي(عليهما السلام). فلمّا اجتمعوا قال(صلى الله عليه وآله) لهم: «إنّ الله تعالى أمَرَني أن أُزوِّجَ فاطمة بنت خديجة من علي بن أبي طالب»(۱). قال: «الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه، المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في أرضه وسمائه، الذي خلق الخلق بقدرته، وميّزهم بأحكامه، وأعزّهم بدينه، وأكرمهم بنبيّه محمّد. ثمّ إنّ الله جعل المصاهرة نسباً لاحقاً، وأمراً مفترضاً، وشجّ بها الأرحام، وألزمها الأنام، فقال تبارك اسمه، وتعالى جده: (وَهُوَ الّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً)(۲)… . ثمّ إنّ الله أمرني أن أُزوّج فاطمة من علي، وإنّي أشهد أنّي قد زوّجتها إيّاه على أربعمائة مثقال فضّة، أرضيتَ»؟ قال(عليه السلام): «قد رضيت يا رسول الله»، ثمّ خرّ ساجداً، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «بارك الله عليكما، وبارك فيكما، واسعد جدّكما، وجمع بينكما، وأخرج منكما الكثير الطيّب»(۳). خطبة الإمام علي(عليه السلام) عند تزويجه بفاطمة(عليها السلام) قال: «الحمد لله الذي قرّب حامديه، ودنا من سائليه، ووعد الجنّة مَن يتّقيه، وأنذر بالنار مَن يعصيه، نحمده على قديم إحسانه وأياديه، حمد مَن يعلم أنّه خالقه وباريه، ومميته ومحييه، ومسائله عن مساويه، ونستعينه ونستهديه، ونُؤمن به ونستكفيه. ونشهد أن لا إله إلّا الله، وحده لا شريك له، شهادة تبلغه وترضيه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله(صلى الله عليه وآله) صلاة تزلفه وتحظيه، وترفعه وتصطفيه، والنكاح ممّا أمر الله به ويرضيه، واجتماعنا ممّا قدرّه الله وأذن فيه، وهذا رسول الله(صلى الله عليه وآله) زوّجني ابنته فاطمة على خمسمائة درهم، وقد رضيت، فاسألوه واشهدوا»(۴). اختلفت الروايات في قدر مهر الزهراء(عليها السلام)، والمشهور أنّه كان خمسمائة درهم من الفضّة؛ لأنّه مهر السنّة، كما ثبت ذلك من طريق أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، والخمسمائة درهم تساوي ۲۵۰ مثقالاً من الفضّة تقريباً. جاء الإمام علي(عليه السلام) بالدراهم ـ مهر الزهراء ـ فوضعها بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فأمر(صلى الله عليه وآله) أن يجعل ثلثها في الطيب، وثلثها في الثياب، وقبض قبضة كانت ثلاثة وستّين لمتاع البيت، ودفع الباقي إلى أُمّ سلمة، فقال: «أبقيه عندك». قال الإمام علي(عليه السلام): «قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): يا علي، اصنع لأهلك طعاماً فاضلاً، ثمّ قال: من عندنا اللحم والخبز، وعليك التمر والسمن. فاشتريت تمراً وسمناً، فحسر رسول الله(صلى الله عليه وآله) عن ذراعه، وجعل يشدخ التمر في السمن حتّى اتّخذه خبيصاً، وبعث إلينا كبشاً سميناً فذُبح، وخبز لنا خبزاً كثيراً. ثمّ قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): اُدع مَن أحببت. فأتيت المسجد وهو مشحن بالصحابة، فاستحييت أن أشخص قوماً وأدع قوماً، ثمّ صعدت على ربوة هناك وناديت: أجيبوا إلى وليمة فاطمة، فأقبل الناس أرسالاً، فاستحييت من كثرة الناس وقلّة الطعام، فعلم رسول الله(صلى الله عليه وآله) ما تداخلني، فقال: يا علي، إنّي سأدعو الله بالبركة». قال علي(عليه السلام): «وأكل القوم عن آخرهم طعامي، وشربوا شرابي، ودعوا لي بالبركة، وصدروا وهم أكثر من أربعة آلاف رجل، ولم ينقص من الطعام شيء، ثمّ دعا رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالصحاف فملئت، ووجّه بها إلى منازل أزواجه، ثمّ أخذ صحفة وجعل فيها طعاماً، وقال: هذا لفاطمة وبعلها»(۵). لمّا كانت ليلة الزفاف، أتى(صلى الله عليه وآله) ببغلته الشهباء، وثنى عليها قطيفة وقال لفاطمة(عليها السلام): «اركبي»، فأركبها وأمر سلمان أن يقود بها إلى بيتها، وأمر بنات عبد المطّلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة، وأن يفرحن ويرزجن ويكبّرن ويحمدن، ولا يقلن ما لا يرضي الله تعالى(۶). ثمّ إنّ النبي(صلى الله عليه وآله) أخذ علياً(عليه السلام) بيمينه وفاطمة(عليها السلام) بشماله، وضمّهما إلى صدره، فقبّل بين أعينهما، وأخذ بيد فاطمة فوضعها في يد علي، وقال: «بارك الله لكَ في ابنة رسول الله». وقال(صلى الله عليه وآله): «يا علي، نعم الزوجة زوجتك»، وقال: «يا فاطمة، نعم البعل بعلك»، ثمّ قال لهما: «اذهبا إلى بيتكما، جمع الله بينكما وأصلح بالكما»، وقام يمشي بينهما حتّى أدخلهما بيتهما(۷). ثمّ أمر(صلى الله عليه وآله) النساء بالخروج، فخرجن. تقول أسماء بنت عُميس: فبقيت في البيت، فلمّا أراد(صلى الله عليه وآله) الخروج رأى سوادي فقال: «مَن أنتِ»؟ فقلت: أسماء بنت عُميس، قال: «ألم آمرك أن تخرجي»؟ قلت: بلى يا رسول الله، وما قصدت خلافك، ولكن أعطيت خديجة عهداً. ثمّ حدّثته بما جرى عند وفاة السيّدة خديجة(عليها السلام)، فبكى(صلى الله عليه وآله) وأجاز لها البقاء(۸). قال الإمام الصادق(عليه السلام): «لولا أنّ الله خلق أمير المؤمنين لفاطمة ما كان لها كفؤ على الأرض»(۹). ــــــــــــــــــــــــــ 1_ اُنظر: إحقاق الحق 4 /475، الأمالي للطوسي:39 3_ اُنظر: تاريخ مدينة دمشق 52 /445، مناقب آل أبي طالب 3 /128 4_ بحار الأنوار 43 /112 5_ الأمالي للطوسي: 42 6_ اُنظر: مناقب آل أبي طالب 3 /130 7_ اُنظر: بحار الأنوار 43 /142 8_ اُنظر: المصدر السابق 43 /138 9_ الأمالي للطوسي: 43

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store