
حديث عداوة ... ﴿بَعْضُكم لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾
تاريخ النشر : 2025-04-25 - 12:21 am
فسرها الشعراوي "هذه العداوة ضرورة لبقاء الصراع الذي يولّد الإرادة والاختيار، فلو لم يكن هناك عدوّ، لبطلت حرية الإنسان، ولما ظهرت إرادته في الاختيار بين الخير والشر." وقال سيد "إنها الحقيقة الكبرى بعد الخروج من الجنة: العداوة المستمرة بين آدم وذريته من جهة، وإبليس وذريته من جهة أخرى. والإنسان لا ينتصر في هذه العداوة إلا باتباع هدى الله." بينما يرى القرطبي أنها عداوة عامة، ويرى الطبري انها باقية إلى يوم القيامة. ويرى ابن عاشور بأنها اصل عظيم في التربية العامة ولأجله كان قادة الأمم يذكرون لهم سوابق العدوات والمنافسين ومن غلب ومن أخذ بالثأر.
ثلاثة ادم وحواء والشيطان، ومن اعتمد أقوال اهل الكتاب اضاف لهم الحية، وبين من رأى ان العدواة هي بين الأجناس او في الجنس نفسه ومتعدية إلى غيره، وبين ان تكون سنة حياة او مطلبا اساسيا لبقاء الصراع، الذي يوجد تلك الإرادة التي تحدد الإتجاه الذي يسير عليه الإنسان، وإلا لما ظهرت حقيقته وإرادته، وهنا لا بد من البحث عن طريقة لاقامة الحجة الفصل عليه، اذا هو مقصد بحد ذاته هذه العداوة، وإلا كما شاءت إرادة الله بقيام العدواة بين الثلاثة، كان يقدر على غير ذلك.
لكن لماذا ؟ نعم تحمل أيات الكتاب دلالات متفرقة على أن النزول إلى الأرض هو هدف بحد ذاته، والابتلاء هو هدف بحد ذاته، فالوجود على هذه الأرض محنة بحد ذاته، محنة التفكير والإيمان والعمل والإختيار والبحث عن الحقيقة، والبعض يختار الجانب الصحيح، ولكنه يخطىء في الفعل والإنضباط، والبعض يختار الجانب الخاطىء، والبعض يجعلها منحة بإيمانه وسعية للخير والأخلاق والعمل الصالح، وحب الخير للغير .
ايات الكتاب تحمل خبر ما كان وخبر ما هو كائن وخبر ما سيكون إلى يوم القيام، ثم إن علينا بيانه، يذهب البعض إلى أن تفسير هذه الآية يسير مع الأحداث حتى يصل إلى قمة الأحداث كلها في مشهد عظيم هو يوم القيامة، ثم يكون هناك البيان لما كان والسبب في كينونته وحدوثه، وهل هو قدر مقصود لذاته، ليخلق الأحداث التي تضع الإنسان في كل مكان وفي كل مرحلة وفي اي زمان في حالة اختبار.
وهنا استذكر نصا ساقه الباحث وضاح خنفر في كتابه الربيع الأول ،وتشير المصادر إلى أن بني قريظة ترددوا في الانضمام إلى التحالف الثلاثي في غزوة الأحزاب في العام الخامس للهجرة، وخافوا من عاقبة نقضهم للعقد مع المسلمين، غير أن حيي بن أخطب زعيم بني النضير،ألح على زعيم بني قريظة كعب بن أسد، ومناه بقرب زوال المسلمين، فما زال يكلمه حتى فتح له بابه فقال إني قد جئتك يا كعب بعز الدهر وببحر طام، جئتك بقريش مع قادتها وسادتها، حتى أنزلتهم بمجمع الأسيال من رُومَة، وبغطفان على قادتها وسادتها، حتى أنزلتهم بذَنَب نَقْمَي إلى جانب أحد، قد عاهدوني وعاقدوني ألا يبرحوا حتى نستأصل محمداً ومن معه .. فقال له جئتني والله بذُلِّ الدهر، وبجَهَام قد هَرَاق ماؤه ، فهو يرْعِد ويبرق، ليس فيه شيء؛ ويحك با حيي فدعني وما أنا عليه فإني لم أرَ من محمد إلا صدقاً ووفاء (۳).
فوالله كأن شيطان الجن وشيطان النفس وشياطين الإنس تجتمع أحيانا حتى تحاول ان تحرفك عن الحق، وانت تعلم كما يعلم كعب بن اسد انه الحق، فتتبعهم فتقع في ذل الدنيا والأخرة، وتخسر في الإمتحان.
حديث عداوة ...
إبراهيم ابوحويله ...
تابعو جهينة نيوز على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 3 ساعات
- عمون
الحاجة شريفة حسين مفلح بني هاني في ذمة الله
عمون - انتقلت إلى رحمة الله تعالى، الحاجة شريفة حسين مفلح بني هاني زوجه السيد الحاج عبدالله سليمان دويري (أبو نزار) . وشيع جثمانها الطاهر بعد صلاة الجمعة ٢٣ أيار ٢٠٢٥ من مسجد التقوى كتم. وتقبل التعازي في مضافه آل الدويري الكرام من الساعة الرابعة عصرا إلى العاشرة مساءا لمده ٣ أيام، وللنساء في منزل السيد أبو نزار في بلدة كتم الحي الغربي. إنا لله و إنا إليه راجعون .


صراحة نيوز
منذ 5 ساعات
- صراحة نيوز
أ. د. اخليف الطراونة : أبو الليث… ظلّ أبي، ونور قلبي
صراحة نيوز ـ في حياة كلّ إنسانٍ شخصٌ لا يُعوّض، شخصٌ حين تذكره يتّسع قلبك رغم ضيق الحياة، ويشتد ظهرك ولو أثقلتك الهموم… بالنسبة لي، ذلك الشخص هو أخي أبو الليث… هو أخي، لكنه في الحقيقة أكثر من ذلك بكثير بعد رحيل والدنا رحمه الله وغفر له، لم تكن الخسارة سهلة، ولم تكن الأيام خفيفة، لكن الله عوّضنا بأخي عاطف، الذي لم يكن يومًا بعيدًا عنّا، لا في الشعور ولا في الموقف. كان لنا أبًا حين غاب الأب، وظهرًا حين انكسر الظهر، وسندًا ما مال ولا مَلّ، ولا تراجع. أبو الليث ليس مجرّد اسم ناديناه به ،بل هو عنوانٌ للكرم، والشموخ، والحنان، والحكمة، والعقل، والوقفة وقت الشدّة. تراه هادئًا، لين الجانب، لكن في الشدائد تعرف صلابته، وتفهم كيف يكون الحزم حين لا بدّ من الحزم، والعزم حين تتراجع العزائم. ما زلتُ أتعلم منه، حتى وأنا في عمري هذا… أتعلم من سكونه الهادئ كيف تُصنع العاصفة، ومن كلماته القليلة كيف تُكتب المواقف. أتعلم من عينيه كيف تكون المحبة فعلًا، لا قولًا، وكيف يكون الحنان صدقًا لا ضعفًا، وقوة لا استعلاء. هو الذي تعلّمنا منه الصبر، فصار مرآتنا في الصمود. هو الذي يعطي ولا ينتظر، ويفيض خيرًا على من حوله دون أن يشعر أحد بثقله، لأن ثقله في الميزان، لا في الصراخ والكلام. كل من عرف أبا الليث، عرف رجلًا مهابًا بقلب طفل، وسندًا لأهله، وملاذًا لمحبيه. ليس لأنه صاخب أو لافت، بل لأنه أصيل… والأصيل لا يحتاج إلى ضجيج.


الانباط اليومية
منذ 5 ساعات
- الانباط اليومية
أ. د. اخليف الطراونة : أبو الليث… ظلّ أبي، ونور قلبي
تاريخ النشر : Friday - pm 02:04 | 2025-05-23 الأنباط - أ. د. اخليف الطراونة : أبو الليث… ظلّ أبي، ونور قلبي في حياة كلّ إنسانٍ شخصٌ لا يُعوّض، شخصٌ حين تذكره يتّسع قلبك رغم ضيق الحياة، ويشتد ظهرك ولو أثقلتك الهموم… بالنسبة لي، ذلك الشخص هو أخي أبو الليث… هو أخي، لكنه في الحقيقة أكثر من ذلك بكثير بعد رحيل والدنا رحمه الله وغفر له، لم تكن الخسارة سهلة، ولم تكن الأيام خفيفة، لكن الله عوّضنا بأخي عاطف، الذي لم يكن يومًا بعيدًا عنّا، لا في الشعور ولا في الموقف. كان لنا أبًا حين غاب الأب، وظهرًا حين انكسر الظهر، وسندًا ما مال ولا مَلّ، ولا تراجع. أبو الليث ليس مجرّد اسم ناديناه به ،بل هو عنوانٌ للكرم، والشموخ، والحنان، والحكمة، والعقل، والوقفة وقت الشدّة. تراه هادئًا، لين الجانب، لكن في الشدائد تعرف صلابته، وتفهم كيف يكون الحزم حين لا بدّ من الحزم، والعزم حين تتراجع العزائم. ما زلتُ أتعلم منه، حتى وأنا في عمري هذا… أتعلم من سكونه الهادئ كيف تُصنع العاصفة، ومن كلماته القليلة كيف تُكتب المواقف. أتعلم من عينيه كيف تكون المحبة فعلًا، لا قولًا، وكيف يكون الحنان صدقًا لا ضعفًا، وقوة لا استعلاء. هو الذي تعلّمنا منه الصبر، فصار مرآتنا في الصمود. هو الذي يعطي ولا ينتظر، ويفيض خيرًا على من حوله دون أن يشعر أحد بثقله، لأن ثقله في الميزان، لا في الصراخ والكلام. كل من عرف أبا الليث، عرف رجلًا مهابًا بقلب طفل، وسندًا لأهله، وملاذًا لمحبيه. ليس لأنه صاخب أو لافت، بل لأنه أصيل… والأصيل لا يحتاج إلى ضجيج.