
التفاصيل الكاملة لتفكيك خلية أسود الخلافة
تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، على ضوء معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من إحباط مخطط إرهابي بالغ الخطورة يستهدف المغرب
بتكليف وتحريض مباشر من قيادي بارز في تنظيم "داعش" بمنطقة الساحل الإفريقي وهو المدعو "عبد الرحمان الصحراوي" من جنسية ليبية.
عمليات البحث والتتبع لأنشطة عناصر هذه الخلية الإرهابية التي أطلق عليها أفرادها إسم "أسود الخلافة في المغرب الأقصى"، استغرقت ما يناهز السنة تقريبا، وهو ما تكلل بإيقاف أعضائها الإثنى عشر في مدن العيون والدار البيضاء وفاس وتاونات وطنجة وأزمور وجرسيف وأولاد تايمة وتامسنا بضواحي الرباط، وذلك بعد ما قاموا مؤخرا بعمليات استطلاع لتحديد المواقع المستهدفة بعدة مدن مغربية.
إجراءات البحث والتفتيش التي أنجزت على ضوء هذه العملية الأمنية مكنت، في مرحلة أولى، من حجز عدد كبير من المعدات والمواد التي تدخل في إطار التحضير لمشروع إرهابي وشيك وخطير، من قبيل مجموعة من العبوات الناسفة الجاهزة للاستعمال، ومواد يشتبه استخدامها في صناعة المتفجرات وأسلحة بيضاء.
كما مكنت التحريات التقنية الأولية المنجزة من العثور لدى بعض أفراد هذه الخلية، المكلفين بعملية التنسيق، على إحداثيات وعناوين خاصة بنظام تحديد المواقع (GPS) تخص مخبأ للأسلحة والذخيرة الموجهة لأعضاء هذه الخلية من أجل تنفيذ مخططاتها الإرهابية، تم إعداده بإقليم الراشيدية، وتحديدا بالضفة الشرقية ل"واد كير" ب"تل مزيل"جماعة وقيادة واد النعام بمنطقة بودنيب على الحدود الشرقية للمملكة.
وبعد الانتقال إلى المكان الذي حدده نظام التموقع الجغرافي، تبين بأن هذا المخبأ يتواجد عند سفح وعر المسالك، استلزم انتداب المعدات اللازمة وتسخير بروتوكول الأمن والسلامة الخاص بالتهديدات الإرهابية، وكذا الاستعانة بدوريات الكلاب المتخصصة في الكشف عن المتفجرات وأجهزة كشف المعادن ورصد وتحديد طبيعة المواد المشبوهة، وروبوتات لرصد الأجسام الناسفة، وجهاز المسح بالأشعة السينية.
وقد مكنت عمليات المسح الطوبوغرافي والتمشيط والتفتيش، بعد أزيد من ثلاث ساعات، من العثور على شحنة من الأسلحة والذخيرة النارية مدفونة في مكان منزو أسفل المرتفع الصخري.
هذه الترسانة تتكون من سلاحي كلاشينكوف مع خزانين للرصاص، وبندقيتين ناريتين، وعشر مسدسات نارية فردية من مختلف الأنواع، وكمية كبيرة من الذخيرة الحية من مختلف الأعيرة، كانت ملفوفة في أكياس بلاستيكية وجرائد ومنشورات ورقية بدولة مالي، من بينها أسبوعيات صادرة بتاريخ 15 و 27/01/2025.
وقد أظهرت الخبرة الباليستيكية التي باشرها خبراء الأسلحة التابعين لمعهد العلوم والأدلة الجنائية بالمديرية العامة للأمن الوطني، بأن هذه الأسلحة في وضعية اشتغال جيدة، وأنها خضعت لمحو عمدي لأرقامها التسلسلية بغرض طمس مصدرها، كما تم قطع ماسورة بعضها لتسهيل عملية إخفائها وحملها.
ووفق المعلومات المتوصل إليها، إلى حدود اليوم، فإن القيادي في"ولاية داعش بالساحل" المدعو "عبد الرحمان الصحراوي الليبي"، الذي كان على اتصال بشبكات التهريب، هو من وفر هذه الترسانة لأفراد الخلية الإرهابية.
وبفضل يقظة المصالح الأمنية، وبتوفيق وتسديد من الله، فقد تم الوصول إلى هذه الأسلحة و منع حدوث كارثة لو تمكن أعضاء الخلية من وضع اليد عليها.
https://www.youtube.com/watch?v=ufiholUY_tM
السمات الأساسية لعناصر هذه الخلية الإرهابية:
بلغ عدد الموقوفين في هذه الخلية الإرهابية، إلى غاية هذه المرحلة من البحث، 12مشتبه فيهم، تتراوح أعمارهم ما بين 18 و40 سنة.
وبخصوص بروفايل الأشخاص الموقوفين، فإنهم يتشاركون في معطى أساسي وهو مستواهم الدراسي، الذي لا يتجاوز مرحلة الثانوي بالنسبة لثمانية من المشتبه فيهم، ومستوى التعليم الأساسي بالنسبة لثلاثة منهم، بينما لم يتجاوز أحد أعضاء هذه الخلية السنة الأولى من السلك الجامعي.
أما بالنسبة للوضعية الاجتماعية لعناصر هذه الخلية الإرهابية، فاثنين منهم فقط متزوجان ولهم أبناء، بينما تتشابه وضعياتهم المهنية من حيث مزاولة أغلبيتهم لمهن وحرف بسيطة وعرضية.
إدارة الإرهاب عن بعد واستمرارية التهديدات المنبثقة من الساحل من طرف كل من"القاعدة" و "داعش":
تفيد الأبحاث الأمنية الأولية بأن أعضاء هذه الخلية الإرهابية كان لهم ارتباط وثيق بكوادر من لجنة العمليات الخارجية في فرع الدولة الإسلامية بالساحل، والذي كان يقوده المدعو عدنان أبو الوليد الصحراوي (لقي حتفه).
وتفيد نفس التحريات إلى أن المشروع الإرهابي لأعضاء هذه الخلية قد حصل على مباركة تنظيم "داعش" بمنطقة الساحل، حيث توصلوا مؤخرا بشريط مصور يحرض على تنفيذ هذه العمليات، وذلك إيذانا بانتقالهم للتنفيذ المادي للمخططات التخريبية (أنظر الفيديو).
وخطورة هذه الخلية لا تكمن فقط في تعدد الأهداف التي تم تحديدها، بل أيضا في كونها كانت مشروعا استراتيجيا ل"ولاية داعش بالساحل" لإقامة فرع لها بالمملكة، وهو الأمر الذي يمكن ملامسته من خلال الأسلوب الذي تم اعتماده في إدارتها، إذ قام أعضاء الخلية بإيعاز من لجنة العمليات الخارجية لهذا التنظيم، بتشكيل لجنة مصغرة مكلفة بالتنسيق معها بخصوص المخططات الإرهابية، وكيفية تنفيذها، وتبليغ الأوامر لبقية العناصر الأخرى.
إذا كانت كل محاولات تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وكذا التنظيمات التي خرجت من رحمها، فضلا عن تلك الموالية لتنظيم "داعش" قد فشلت في إيجاد موطئ قدم لها في المغرب، فإن تفكيك هذه الخلية، أسابيع قليلة بعد تحييد خلية الأشقاء الثلاثة بحد السوالم ضواحي الدار البيضاء، يؤكد أن المملكة المغربية، ونظرا لانخراطها في المجهودات الدولية لمكافحة الإرهاب، تعتبر هدفا محوريا في أجندة كل التنظيمات الإرهابية الناشطة بمنطقة الساحل.
يجدر التذكير مرة أخرى بأن المغرب كان سباقا إلى دق ناقوس الخطر على المستوى الدولي بخصوص الأهمية الإستراتيجية التي تحتلها القارة الإفريقية في أجندة تنظيم ״القاعدة״ الذي تفرخت منه كل التنظيمات الحالية المساهمة في حالة الفوضى السائدة في العديد من الدول على امتداد منطقة الساحل الإفريقي
لذلك ظلت الأجهزة الاستخباراتية والأمنية المغربية ومازالت في وضعية اليقظة القصوى لاستباق وإجهاض كل المخاطر والارتدادات القادمة من هذه المنطقة، لاسيما في ظل الارتباطات التي لم تعد خفية على أحد بين الجماعات الإرهابية والمليشيات الانفصالية وشبكات الجريمة المنظمة.
وفي هذا الباب، نذكر بأن الأجهزة الأمنية المغربية قامت بتفكيك أزيد من 40 خلية لها ارتباطات مباشرة بالتنظيمات الإرهابية بمنطقة الساحل جنوب الصحراء، منها التي كانت متخصصة في إرسال المقاتلين المغاربة قصد تلقي تدريبات شبه عسكرية قبل العودة إلى أرض الوطن والانخراط في أعمال إرهابية، ومنها التي كانت تحت إشراف مباشر من أمراء الحرب التابعين لهذه التنظيمات.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، نستحضر الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها في ديسمبر 2005 في طنجة، بزعامة الملقب ب"إبراهيم"، والتي كانت لها امتدادات في إسبانيا وارتباطات مع التنظيم المسمى آنذاك في منطقة الساحل والصحراء "الجماعة السلفية للدعوة والقتال".
وقد أبانت التحقيقات وقتها بأن أميرها المزعوم أقام مدة شهرين في أحد معسكرات التنظيم السالف الذكر في مالي، قبل أن تسند إليه مهمة تأسيس أرضية لوجيستيكية وبشرية، من أجل الإعداد لسلسة من العمليات التفجيرية داخل المملكة، بإسناد من خبير في المتفجرات من جنسية مغاربية.
ولعل اكتشاف مخبأ الأسلحة بمنطقة الراشيدية، يعيد إلى الأذهان خلية أمغالا المرتبطة ب"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" والتي تم تفكيكها في يناير 2011.
هذه الخلية كانت بدورها تتوفر على مخبأ للأسلحة الحربية على بعد مائتين وعشرين كلم من العيون (أنظر الصور). هذا المخبأ لا يمكن الوصول إليه إلا عبر النظام الالكتروني لتحديد المواقع، الذي تم تسليمه وقتها لشخص واحد وفق الأسلوب الذي اعتمدته الخلية الإرهابية الأخيرة، وهو ما يعد قاسما مشتركا بين الخليتين، فضلا عن طريقة إدارتهما عن بعد انطلاقا من منطقة الساحل.
وللتذكير فإن خلية أمغالا كانت تدار انطلاقا من مالي، من طرف القيادي المغربي السابق في صفوف "القاعدة بالمغرب الإسلامي" نور الدين اليوبي (لقي حتفه).
وإذا كان البحث مازال مستمرا بخصوص ارتباطات أخرى ممكنة لأعضاء هذه الخلية، واحتمالية وجود امتدادات لها عابرة للحدود، فإنه من الضروري التأكيد على أن هذه العملية الأمنية تؤكد نزوع الفروع الإفريقية ل"داعش" لتدويل نشاطها تماشيا مع هدفها في إحياء زخم العمليات الخارجية من طرف قيادة التنظيم الأم،
خاصة مع تواجد مجموعة كبيرة من العناصر الأجنبية من مختلف الجنسيات في صفوفها، كما اتضح ذلك جليا خلال العملية التي نفذها الفرع الصومالي لهذا التنظيم ضد قوات حكومة بونتلاند في 31/12/2024 بالاعتماد فقط على هذه الفئة من المقاتلين، من بينهم "انغماسيان " مغربيان لقيا حتفهما في عمليات انتحارية.
وتشهد اليوم منطقة الساحل جنوب الصحراء نشاطا محتدما للتنظيمات الإرهابية، التي استفادت من عدة عوامل ملائمة لاستمرارها، منها الصراعات الإثنية والقبلية وعدم الاستقرار السياسي
وشساعة الأراضي والصعوبات التي تواجهها دول المنطقة في بسط سيادتها عليها، بالإضافة إلى تقاطع نشاط هذه الجماعات الإرهابية مع الشبكات الإجرامية،
وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا للمملكة المغربية، بالإضافة إلى الدول الأوروبية، وذلك في ظل سعي قيادات التنظيمات الإرهابية إلى إظهار قدرتها على التأقلم مع المستجدات والانتكاسات التي تعرضت لها في بعض مناطق نفوذها.
ازدواجية التهديدات الإرهابية الخارجية والداخلية المحدقة بالمملكة:
إن تفكيك هذه الخلية بعد مدة قصيرة من تحييد خلية "الأشقاء الثلاثة"، مع بروز دور العامل الخارجي فيهما من حيث الاستقطاب والتأطير الأيديولوجي والعملياتي، يبين بالملموس أن المملكة المغربية تواجه في نفس الوقت تهديدات إرهابية خارجية وداخلية، وذلك من خلال انخراط العناصر المحلية في الأجندة التوسعية التي تسعى التنظيمات الإرهابية الناشطة بمنطقة الساحل إلى تنفيذها داخل التراب الوطني.
وتجدر الإشارة إلى أن التنظيمات الإرهابية بمختلف تشعباتها لا تخفي رغبتها في استهداف المغرب عبر منصاتها الدعائية، تحت مجموعة من الذرائع التي تحاول استغلالها من أجل الدفع بمناصريها إلى الانخراط في عمليات انتقامية بالتراب الوطني ضد أهداف وطنية وأجنبية.
ولربط ماضي هذه التهديدات الخارجية بحاضرها، وجب التذكير بالخرجة الإعلامية للأمير السابق لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" عبد المالك دروكدل في 09/05/2007 وبيان "القيادة العامة للقاعدة" في 18/11/2023، وكذا بيانات تنظيم "داعش" التي تمت الإشارة فيها إلى المغرب بشكل مباشر.
إن ضلوع العناصر الأجنبية في المخططات الإرهابية ضد المملكة، كما هو الحال بالنسبة لهذه الخلية الإرهابية التي يدبرها عن بعد قيادي في "ولاية الدولة الإسلامية بالساحل" ومسؤول ب"لجنة العمليات الخارجية" يدعى "عبد الرحمان الصحراوي" ليس وليد اليوم، بل تعج التجربة المغربية بالأمثلة الشاهدة في هذا الباب، والتي تؤكد إصرار التنظيمات الإرهابية على استهداف المملكة المغربية.
وهنا نستحضر حالة مبعوث تنظيم "داعش" إلى المغرب، وهو مواطن مغاربي الذي تم اعتقاله بتاريخ 25 يناير 2015، بمنطقة بني درار ناحية وجدة، إذ عثر بحوزته على كميات هامة من المواد الكيماوية التي تستعمل في صناعة المتفجرات، إضافة إلى مسدسات وأجهزة تستعمل في الاتصالات اللاسلكية.
وفي نفس الإطار، نشير إلى أن العناصر المحلية التي لم تتمكن من بلوغ معسكرات تنظيم "داعش" بالساحة الإفريقية لا تتوانى في التخطيط للقيام بأعمال إرهابية داخل المغرب
تلبية لنداءات قيادة هذا التنظيم التي تدعو مناصريها إلى اختيار أحد الأهداف التقليدية واستهدافه بشتى الوسائل المتاحة، على غرار ما قام به أعضاء الخلية الإرهابية المتورطين في تصفية موظف الشرطة ضواحي الدار البيضاء في مارس 2023، إذ أبانت التحقيقات أنهم أقدموا على جريمتهم بعد استعصاء التحاقهم بمجموعة من معارفهم بصفوف فرع "داعش" بالصومال.
وبغض النظر عن مجموعة أخرى من الخلايا التي تم تفكيكها خاصة بين عامي 2008 و 2010، والتي خططت لمشاريع إرهابية في المغرب، فإن تواجد قياديين مغاربة ضمن مختلف التنظيمات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل الإفريقية سواء التابعة "للقاعدة" أو "داعش"، على غرار نور الدين اليوبي السالف الذكر وكذا علي مايشو ومحمد لمخنتر (لقوا حتفهم)، قد أرخى بظلاله على منسوب التهديد الإرهابي المنبثق من هذه المنطقة، إذ كانوا يسعون إلى توسيع نشاط جماعاتهم إلى داخل المملكة المغربية.
إن هذا المعطى، ينذر بسيناريوهات مستقبلية لا تقل خطورة بالنظر إلى الجاذبية الكبيرة التي أصبحت تضطلع بها الإيديولوجيات الإرهابية لدى الأوساط المتطرفة المحلية، وكل التنظيمات الإرهابية بمنطقة الساحل جنوب الصحراء، خاصة تلك الموالية لتنظيم "داعش".
فرغم كل المجهودات المبذولة ضد شبكات تسفير المقاتلين (على غرار الخلية التي تم تفكيكها في 29 و30/01/2024، بين مدن الدار البيضاء وإنزكان وطنجة وبني ملال)، نجح أزيد من 130 مقاتلا مغربيا في الالتحاق بصفوف مختلف الولايات التابعة لهذا التنظيم بكل من الساحل وغرب إفريقيا و القرن الإفريقي، منهم من أسندت له مسؤولية لجان مهمة داخلها، خاصة تلك المكلفة بالعمليات الخارجية.
شارك المقال
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة الوطنية
منذ 5 ساعات
- البوابة الوطنية
"أمان": دورية شرطة ذكية تواكب التحولات التكنولوجية و تضع المغرب في مصاف البلدان الرائدة في المجال الأمني
تطمح دورية "أمان"، السيارة الذكية التي أثارت فضول وإعجاب زوار فضاء الأروقة ضمن فعاليات الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني بالجديدة، إلى الارتقاء بالأداء الأمني وضمان نجاعته، ووضع المملكة في مصاف البلدان الرائدة في هذا المجال. وتجسد دورية "أمان"، المعدلة تقنيا بسواعد محلية مغربية وكفاءات علمية شابة تابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، مستوى التطور التكنولوجي الذي حققته المملكة في مجال اللوجستيك الأمني، بفضل توفرها على مكونات ومعدات وتجهيزات ذات خصائص من الجيل الجديد. وتهدف هذه المركبة الذكية، على الخصوص، إلى توفير مجموعة من الخدمات الأمنية عن طريق تقنيات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي، وأتمتة طريقة العمل الشرطي بشكل فوري وناجع، من أجل تتبع المخالفات والحد من الجرائم. وفي هذا الإطار، أبرز المراقب العام، يونس كربيض، رئيس مصلحة اليقظة التكنولوجية والمنهجيات بالمديرية العامة للأمن الوطني، أن تقديم النسخة الأولى من الدوريات الذكية للشرطة تحت اسم "أمان" يعد من أبرز المستجدات التي تميز فعاليات الدورة السادسة لهذه الأيام التواصلية. وأضاف السيد كربيض، المسؤول عن تطوير مشاريع الذكاء الاصطناعي بالمديرية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الدورية الذكية مزودة بتجهيزات تكنولوجية متطورة وأنظمة ذكاء اصطناعي حديثة تم تطويرها من طرف الفريق التقني المكلف بمشاريع الذكاء الاصطناعي داخل المديرية. وأوضح، في هذا الصدد، أن أنظمة الذكاء الاصطناعي هاته تمكن المصالح الأمنية، من خلال مجموعة من الكاميرات التي تم تثبيتها في السيارة المعدلة، من القراءة الفورية للوحات ترقيم السيارات، والتعرف على الوجوه من أجل تحديد الأشخاص المبحوث عنهم باستعمال خوارزميات التعلم العميق. وتابع السيد كربيض أن هذه الدورية الذكية "أمان" تم تزويدها بكاميرا 360 درجة، فضلا عن مسيرة طائرة "درون" لضمان التوفر على رؤية شاملة للمحيط الخارجي، وتعزيز المراقبة واليقظة الأمنية. وقال إن التحدي في ابتكار هذه السيارة يتمثل في الخبرة التقنية التي اكتسبها الفريق المكلف بمشاريع الذكاء الاصطناعي، من خلال أنظمة تم الاشتغال عليها منذ حوالي 3 سنوات، وتهم القراءة الآنية للوحات ترقيم السيارات المرتبطة بشبكة الكاميرات الحضرية، فضلا عن النظام المخصص للمصالح الولائية للتشخيص القضائي، والذي ي مكن عبر تقنية التعرف على الوجه من تحديد الأشخاص المبحوث عنهم، وبالتالي تسهيل حل القضايا الجنائية. وأشار إلى أن هذا الابتكار، الذي تم تطويره بأيادي مغربية بنسبة 100 في المائة، يندرج في إطار التوجه الاستراتيجي للمديرية العامة للأمن الوطني، الرامي إلى تحديث العمل الشرطي عبر اعتماد حلول ذكية تواكب التحولات التكنولوجية، لما يستجيب لتحديات السلامة وحفظ النظام العام. وخلص إلى أنه سيتم، قريبا، الاستعانة بالسيارة الذكية "أمان"، التي يتم عرض نسختها الأولى بمناسبة انعقاد هذه الدورة السادسة للأيام المفتوحة للأمن الوطني، خلال التظاهرات الرياضية الكبرى، وبشكل تدريجي في إطار العمل الميداني للشرطة بولايات الأمن بمختلف جهات المملكة. وتتواصل فعاليات الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني، المنظمة بمركز المعارض محمد السادس بالجديدة، إلى غاية 21 ماي الجاري تحت شعار "فخورون بخدمة أمة عريقة وعرش مجيد"، وذلك بالتزامن مع تخليد الذكرى الـ 69 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني. وتهدف هذه التظاهرة إلى دعم انفتاح مؤسسة الأمن الوطني على محيطها الاجتماعي، وإطلاع الجمهور على كافة المهام التي تضطلع بها مختلف الوحدات والتشكيلات الأمنية المجندة لخدمته وضمان أمنه وسلامة ممتلكاته والحفاظ على النظام العام، وكذا استعراض جميع التجهيزات والمعدات والآليات المتطورة الموضوعة رهن إشارة المصالح الأمنية. (ومع: 20 ماي 2025)


كازاوي
منذ 8 ساعات
- كازاوي
دورية شرطة ذكية 'أمان'تضع المغرب في مصاف البلدان الرائدة في المجال الأمني
تطمح دورية 'أمان'، السيارة الذكية التي أثارت فضول وإعجاب زوار فضاء الأروقة ضمن فعاليات الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني بالجديدة، إلى الارتقاء بالأداء الأمني وضمان نجاعته، ووضع المملكة في مصاف البلدان الرائدة في هذا المجال. وتجسد دورية 'أمان'، المعدلة تقنيا بسواعد محلية مغربية وكفاءات علمية شابة تابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، مستوى التطور التكنولوجي الذي حققته المملكة في مجال اللوجستيك الأمني، بفضل توفرها على مكونات ومعدات وتجهيزات ذات خصائص من الجيل الجديد. وتهدف هذه المركبة الذكية، على الخصوص، إلى توفير مجموعة من الخدمات الأمنية عن طريق تقنيات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي، وأتمتة طريقة العمل الشرطي بشكل فوري وناجع، من أجل تتبع المخالفات والحد من الجرائم. وفي هذا الإطار، أبرز المراقب العام، يونس كربيض، رئيس مصلحة اليقظة التكنولوجية والمنهجيات بالمديرية العامة للأمن الوطني، أن تقديم النسخة الأولى من الدوريات الذكية للشرطة تحت اسم 'أمان' يعد من أبرز المستجدات التي تميز فعاليات الدورة السادسة لهذه الأيام التواصلية. وأضاف كربيض، المسؤول عن تطوير مشاريع الذكاء الاصطناعي بالمديرية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الدورية الذكية مزودة بتجهيزات تكنولوجية متطورة وأنظمة ذكاء اصطناعي حديثة تم تطويرها من طرف الفريق التقني المكلف بمشاريع الذكاء الاصطناعي داخل المديرية. وأوضح، في هذا الصدد، أن أنظمة الذكاء الاصطناعي هاته تمكن المصالح الأمنية، من خلال مجموعة من الكاميرات التي تم تثبيتها في السيارة المعدلة، من القراءة الفورية للوحات ترقيم السيارات، والتعرف على الوجوه من أجل تحديد الأشخاص المبحوث عنهم باستعمال خوارزميات التعلم العميق. وتابع كربيض أن هذه الدورية الذكية 'أمان' تم تزويدها بكاميرا 360 درجة، فضلا عن مسيرة طائرة 'درون' لضمان التوفر على رؤية شاملة للمحيط الخارجي، وتعزيز المراقبة واليقظة الأمنية. وقال إن التحدي في ابتكار هذه السيارة يتمثل في الخبرة التقنية التي اكتسبها الفريق المكلف بمشاريع الذكاء الاصطناعي، من خلال أنظمة تم الاشتغال عليها منذ حوالي 3 سنوات، وتهم القراءة الآنية للوحات ترقيم السيارات المرتبطة بشبكة الكاميرات الحضرية، فضلا عن النظام المخصص للمصالح الولائية للتشخيص القضائي، والذي يُمكن عبر تقنية التعرف على الوجه من تحديد الأشخاص المبحوث عنهم، وبالتالي تسهيل حل القضايا الجنائية. وأشار إلى أن هذا الابتكار، الذي تم تطويره بأيادي مغربية بنسبة 100 في المائة، يندرج في إطار التوجه الاستراتيجي للمديرية العامة للأمن الوطني، الرامي إلى تحديث العمل الشرطي عبر اعتماد حلول ذكية تواكب التحولات التكنولوجية، لما يستجيب لتحديات السلامة وحفظ النظام العام. وخلص إلى أنه سيتم، قريبا، الاستعانة بالسيارة الذكية 'أمان'، التي يتم عرض نسختها الأولى بمناسبة انعقاد هذه الدورة السادسة للأيام المفتوحة للأمن الوطني، خلال التظاهرات الرياضية الكبرى، وبشكل تدريجي في إطار العمل الميداني للشرطة بولايات الأمن بمختلف جهات المملكة. وتتواصل فعاليات الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني، المنظمة بمركز المعارض محمد السادس بالجديدة، إلى غاية 21 ماي الجاري تحت شعار 'فخورون بخدمة أمة عريقة وعرش مجيد'، وذلك بالتزامن مع تخليد الذكرى الـ 69 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني. وتهدف هذه التظاهرة إلى دعم انفتاح مؤسسة الأمن الوطني على محيطها الاجتماعي، وإطلاع الجمهور على كافة المهام التي تضطلع بها مختلف الوحدات والتشكيلات الأمنية المجندة لخدمته وضمان أمنه وسلامة ممتلكاته والحفاظ على النظام العام، وكذا استعراض جميع التجهيزات والمعدات والآليات المتطورة الموضوعة رهن إشارة المصالح الأمنية.


وجدة سيتي
منذ 15 ساعات
- وجدة سيتي
VIDEO كل عام و »الأمن الوطني » بألف خير
قبل خمسة عشر عاما، نشرتُ مؤلَّفا لي في القصة القصيرة تحت عنوان: « إنّك لن تستطيع معي صبرا »، وتضمَّن الكتاب تسعاً وستين قصة قصيرة، وقد اخترتُ هذا العدد دون سواه؛ لأنه عدد يتميز بكونه يُقرأ من اليمين إلى اليسار كما من اليسار إلى اليمين؛ وذلك في إشارةٍ خفية للمغزى الذي أردتُه من المؤلَّف؛ حيث يكون لكل قصة وجهان أحدهما واضح معلن يستشفه القارئ منذ البداية، والآخر خفي مُسْتَتِرٌ يصدم القارئ عند النهاية؛ تماما مثلما حدث في قصة الخِضْر وموسى عليهما السلام، والتي أنبأنا الله تعالى بها في سورة الكهف. لقد تذكرتُ هذه التفاصيل في الذكرى التاسعة والستين من تأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، والمناسبة شرط، وما أثار انتباهي أن في هذا اليوم المبارك عرَض الأمن الوطني أول دورية كمنتوج وطني خالص، مصنوعة بالأيادي الشريفة لتقنيي ومهندسي الأمن الوطني الشرفاء؛ وتتوفر هذه الدورية على كاميرات عالية الجودة، مستعملة آخر ما توصّلت إليه التكنولوجيا الحديثة، ومُدعَّمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومرتبطة بشكل آلي مع بنك المعلومات الذي توفره مختلف المؤسسات. العجيب في الأمر، أنَّ مؤسسة الأمن العريقة أطلقت على هذه الدورية اسم « أمان »، وكأنه عنوان من عناوين قصصي السالفة؛ حيث يُمْكن لهذا الاسم أن يُقرأ قراءتين متباعدتين؛ قراءة ظاهرة تفيد الأمن والأمان للمواطنين الشرفاء وللوطن أجمع، وقراءة خفية لا تفيد الذُّعر والهلع في صفوف المجرمين والخونة فحسب؛ بل أيضا تَذُب الرعب في صفوف من يتربص ببلدنا الحبيب، وفي أوصال من يعمل، بالليل والنهار، من أجل تقسيمه. إنّ هذا الرعب الذي تزرعه مؤسسات المملكة المغربية الشريفة، سواء كانت مؤسسات أمنية أو عسكرية أو حتى ديمقراطية، خصوصا بعدما تحول المغرب إلى بلد رائد في مجال الصناعات العسكرية في إفريقيا والعالم، ربما هو مَن كان مِن وراء مصادقة الحكومة الجزائرية على قانون « التعبئة العامة » في 20 أبريل الفائت، وكذا الدعوة المضحكة التي وجّهتها، قبل أيام، لجنة برلمانية جزائرية إلى الدولة الجزائرية، من أجل بناء ملاجئ لحماية المواطنين. إن كمية الحب التي يشاهدها المرء في عيون عموم المواطنين وهم يأخذون صورا تذكارية، في عيد الأمن الوطني، مع الوطني الغيور « عبد اللطيف حموشي »، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، أعظم من كل الأوسمة التي تَوَشّح بها صدرُه في مختلف بقاع العالم، وأفتك بالمتربصين من كل الأسلحة التي تصنعها، وستصنعها، المملكة المغربية الشريفة؛ لأن هذا الحب الخالص، بكل بساطة، هو رأس مال هذه الأمة العظيمة، وهو الذي يجمع الشعب المغربي بقيادته الرشيدة، وعلى رأسها، السُّدة العالية بالله، المنصور بإذن الله، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية. من أجل هذا كله، ومن أجل أشياء أخرى؛ فإن لسان حال الإمبراطورية المغربية الشريفة، التي أوقفت زحف جحافل العثمانيين على حدود أراضيها، ونُصِرتْ بالرعب مسيرة شهر أو يزيد، يقول لعصابة العسكر التي ترتعد فرائصُها خوفا، وترتجف قسمات وجهها ذعرا: « إنكِ لن تستطيعي معي صبرا ».