logo
علم الشيخوخة.. للتنبؤ بمستقبل الأشخاص

علم الشيخوخة.. للتنبؤ بمستقبل الأشخاص

الاتحادمنذ 6 أيام

علم الشيخوخة.. للتنبؤ بمستقبل الأشخاص
يبدو أن عصراً جديداً من الرعاية الطبية بات على الأبواب. فلقرون، كان حلم عكس مسار الشيخوخة يأسر خيال البشر، واليوم أصبح العلم أقرب من أي وقت مضى لتحقيق هذا الهدف. وهذا لا يعني أننا اقتربنا كثيراً بالفعل، فمازال الطريق طويلاً. وليس هذا بسبب قلة المحاولات. بعض الباحثين يحاولون إعادة برمجة الخلايا لتصبح بيولوجياً أصغر سناً، وقد ثبت أن ذلك يعكس بعض سمات الشيخوخة في الحيوانات الأكبر سناً. لكن، للأسف، قد يؤدي هذا أيضاً إلى الإصابة بالسرطان. ويدرس باحثون آخرون أدويةً تُعرف باسم «سنوليتيك»، والتي تهدف إلى التخلص من الخلايا المسنّة في الجسم، لكنها قد تدمر أيضاً خلايا أخرى ضرورية للبقاء.
وتبدو عمليات نقل الدم من فئران شابة إلى فئران مسنة وكأنها تعيد الحيوية لتلك الفئران الأكبر سناً، لكن الشركات التي تقدم هذا العلاج غير المثبَت للإنسان تطلب مبالغ طائلة مقابل علاج يحتمل أن يكون خطيراً. وبينما يتناول بعض المهتمين بطول العمر دواء الراباميسين، نظراً لأن الدراسات أظهرت أنه يساعد الحيوانات على العيش لفترة أطول، إلا أنه يضعف الجهاز المناعي ولم يُثبت فعاليته لدى البشر بعد.
أجِد هذه الجهود مثيرة للاهتمام وتستحق الاستمرار. لكن معظم الناس لا يريدون فقط العيش حتى سن 110. إنهم يريدون تمديد الفترة التي يعيشونها من دون الإصابة بأمراض خطيرة، وهو ما يُعرف بـ«فترة الصحة». ولهذا فالنهج الأكثر منطقية هو تقليل الأثر الناتج عن ثلاثة أمراض رئيسية مرتبطة بالعمر: السرطان، وأمراض القلب، والاضطرابات العصبية التنكسية مثل الزهايمر. قد لا يبدو هذا مثيراً، لكنه أكثر قابليةً للتحقيق من أي وقت مضى.
وتشير التقديرات إلى أن 80% على الأقل من حالات أمراض القلب، و40% من حالات السرطان، و45% من حالات الزهايمر يمكن الوقاية منها. ومع أن هذه الأمراض قد تستغرق أكثر من 20 عاماً لتتطور، إلا أن الباحثين ما زالوا يواجهون صعوبة في تحديد خطر الإصابة بها في وقت مبكر بما يكفي للتدخل بفعالية. صحيح أنه بإمكان الشخص إجراء اختبار جيني ليعرف ما إن كان معرضاً لخطر الإصابة بمرض الزهايمر، لكن ما الفائدة من ذلك إذا لم يعرف متى قد يظهر المرض؟ وهل سيكون في سن الـ95 على سبيل المثال؟ أم أنه لن يصاب به أبداً؟
في المستقبل القريب، قد يتمكن الأطباء من تحديد ليس فقط ما إذا كان الشخص معرضاً لخطر الإصابة بمرض خطير مرتبط بالعمر، بل وأيضاً متى يُحتمل أن يظهر هذا المرض، ومدى سرعة تطوره. فقد أصبحت عدة اكتشافات حديثة في علم الشيخوخة تجعل ذلك ممكناً بشكل متزايد.
منذ الألفية الجديدة، استخدم العلماء التسلسل الجيني للشخص لحساب احتمال تعرضه الوراثي لبعض الأمراض. لكن في السنوات الخمس الأخيرة فقط، تزايدت كمية البيانات الصحية التي يمكن أن يحصل عليها المجال الطبي بشكل هائل. إلى جانب الأدوات التقليدية مثل السجلات الطبية ونتائج التحاليل والتصوير الطبي، يمكن للأطباء الآن الاستفادة من مجموعة من «الساعات البيولوجية» التي تساعد في تتبع كيفية تقدم الجسم في العمر.
وعلى سبيل المثال، يستطيع العلماء الآن قياس آلاف البروتينات من عينة دم واحدة لإنشاء ما يُعرف بـ«ساعات الأعضاء البروتينية». هذه الساعات، المكتشفة حديثاً، يمكنها تقدير وتيرة تقدم العمر في الدماغ، القلب، الكبد، الكلى، والجهاز المناعي. يمكن لهذه الساعات أن تكشف، مثلاً، ما إذا كان قلب الشخص يشيخ أسرع من باقي أجزاء جسمه. وهناك أيضاً ساعات جزيئية أخرى يمكنها حساب «العمر البيولوجي» للشخص مقارنةً بعمره الزمني. وأكثرها دقة هي دراسة «الساعة اللاجينية»، وهي قراءة لأجزاء من حمضنا النووي تُؤخذ من عينة لعاب. وهناك أيضاً اختبارات دم جديدة يمكنها اكتشاف علامات مبكرة للأمراض الثلاثة الرئيسية المرتبطة بالشيخوخة.
وعند دمج هذه المعلومات البيولوجية مع التطورات الأخيرة في الذكاء الاصطناعي، يتمكن مقدِّمو الرعاية الصحية من وضع تنبؤات متطورة بشكل متزايد حول احتمالية إصابة الشخص بمرض معين.
ولنأخذ شخصاً يريد معرفة احتمال إصابته بمرض الزهايمر. يمكنه الآن إجراء اختبار دم لبروتين يحدد تراكم اللويحات في الدماغ، والتي ترتبط بالمرض. وفي وقت قريب، قد يستخدم الأطباء الساعة البروتينيةً للدماغ لتقييم ما إذا كان دماغ الشخص يشيخ بشكل أسرع من باقي جسده، أو تحليل صورة لشبكية عينه، وهي أداة ناشئة، يمكن عند دمجها مع الذكاء الاصطناعي، أن تساعد في تقدير احتمالية الإصابة بالزهايمر خلال السنوات الخمس أو السبع المقبلة. وهناك اختبارات مماثلة يمكن استخدامها لتقييم خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب.
إن جمع هذه المعلومات الطبية وتحويلها إلى خطط شخصية للوقاية من الأمراض المزمنة يختلف تماماً عن النهج الطبي الحالي. فبروتوكولات فحص السرطان، مثلاً، تعتمد بشكل كبير على عمر الشخص. وهنا يبرز دور نماذج الذكاء الاصطناعي، التي تزداد دقةً وذكاءً، وقد تتمكن يوماً ما من دمج بيانات من الميكروبيوم المعوي أو الجهاز المناعي لتقديم تنبؤات أكثر دقة.
لكن تحقيق هذا الهدف يتطلب المزيدَ من الدراسات والاستثمار. لا نريد أن نُعمّق التفاوتات الصحية بجعل هذا النوع من الرعاية الطبية متاحاً للأثرياء فقط. فالتخفيضات الكبيرة التي أجرتها الإدارة الحالية في تمويل الأبحاث الطبية الحكومية تُضعف هذه الآمال.
وقد يبدو الحصول على حقنة دم شاب أو تناول أحدث المكملات المضادة للشيخوخة طريقة سريعة لعيش حياة أطول، لكن تمديد عدد السنوات التي يعيشها الناس دون عبء الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر هو ما يجب أن يكون أولوية وطنية.
إريك توبول*
*أستاذ ونائب الرئيس التنفيذي لمعهد سكريبس للأبحاث
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل تنجح «حمية الرضع» في إنقاص الوزن لدى البالغين؟
هل تنجح «حمية الرضع» في إنقاص الوزن لدى البالغين؟

العين الإخبارية

timeمنذ 2 أيام

  • العين الإخبارية

هل تنجح «حمية الرضع» في إنقاص الوزن لدى البالغين؟

يثير البعض تساؤلات حول مدى إمكانية اتباع البالغين لأنظمة غذائية مخصصة للأطفال الرضع، ومدى تأثير ذلك على صحتهم العامة. هذا ما قرر أحد الشباب الأمريكي تجربته، حين اختار أن يتبع ما يعرف إعلاميًا بـ"نظام طعام الأطفال" لمدة أسابيع، لتجربة آثار هذا النمط الغذائي على جسمه ونفسيته. ويعتمد النظام الغذائي للأطفال الرضع على أطعمة بسيطة وسهلة الهضم، مثل الخضراوات والفواكه المهروسة، الحبوب الرطبة، الأرز المطحون، وأطعمة لا تحتوي على أي منكهات صناعية أو سكريات مضافة. هذه الأطعمة مصممة خصيصا لتلبية احتياجات الأطفال الذين لم تكتمل أجهزتهم الهضمية بعد، ولذلك فهي غنية بالفيتامينات والمعادن، وخالية من المواد الحافظة. تجربة حقيقية.. ماذا حدث؟ الشخص الذي خاض التجربة، أليكس فرانك، وهو شاب في الثلاثينيات من عمره، قرر توثيق تجربته عبر فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي لمدة أسبوعين، تناول فقط وجبات مخصصة للأطفال الرضع، متخليا عن القهوة، السكريات، اللحوم الحمراء، والمأكولات المصنعة. وخلال الأيام الأولى، أبلغ عن شعوره بخفة في الجهاز الهضمي، ونوم أكثر انتظاما، لكن سرعان ما بدأ يلاحظ مشاكل صحية: - انخفاض الطاقة العامة بسبب نقص البروتين والدهون الضرورية. - شعور مستمر بالجوع، رغم تناول كميات أكبر من الطعام. - فقدان التركيز في المهام اليومية. - نقص بعض العناصر الأساسية مثل الحديد وفيتامين B12، الضروريين للبالغين. لماذا يجرب البعض هذا النظام؟ ووفقا لأخصائيي التغذية، فإن نظام أكل الرضع لا يناسب البالغين على المدى الطويل، لأنه: - لا يوفر احتياجات الجسم البالغ من البروتينات والدهون الصحية. - يفتقر إلى الألياف اللازمة لصحة الجهاز الهضمي. - غير متوازن من حيث الكربوهيدرات والبروتين والفيتامينات. ورغم مخاطر هذا النظام، يجربه البعض بسبب الاعتقاد بأنه "منخفض السعرات وسريع النتائج" لفقدان الوزن. كما يرونه وسيلة للابتعاد عن الطعام المعالج والمحفزات الشهية. لكن الخبراء يؤكدون أن الحمية غير المتوازنة، حتى وإن كانت طبيعية، قد تؤدي لنتائج عكسية على الصحة النفسية والجسدية. aXA6IDkyLjExMi4xNDkuMjI3IA== جزيرة ام اند امز PL

بعد إعلان بايدن.. رؤساء سابقون خاضوا «معركة السرطان» في أمريكا
بعد إعلان بايدن.. رؤساء سابقون خاضوا «معركة السرطان» في أمريكا

العين الإخبارية

timeمنذ 2 أيام

  • العين الإخبارية

بعد إعلان بايدن.. رؤساء سابقون خاضوا «معركة السرطان» في أمريكا

بشكل مفاجئ، أعلن مكتب الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، إصابته بالسرطان، لينضم إلى عدد من الرؤساء الذين عانوا من المرض الصعب. وأمس الأحد، أعلن مكتب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن إصابته بسرطان البروستاتا العدواني، بعد اكتشاف عقدة صغيرة في البروستاتا أثناء فحص طبي روتيني. وأوضحت الفحوصات أن السرطان وصل إلى العظام، ما يشير إلى مرحلة متقدمة من المرض. ووفقًا للبيان الصادر، تم تشخيص الحالة بناءً على نتائج اختبار PSA، وخزعة البروستاتا، حيث أظهرت النتائج درجة غليسون 9 (المجموعة الخامسة)، مما يعكس شدة عدوانية المرض. لكن هل أصيب رؤساء أمريكيون سابقون بالسرطان؟ الإجابة ساقتها تقارير أمريكية قالت إن العديد من الرؤساء السابقين أصيبوا بالسرطان. لكن نظرًا للوصمة التي كانت تلاحقهم بسبب الإصابة بالمرض في ذلك الوقت، نجح اثنان منهم في الحفاظ على سرية تشخيصهما على الأقل خلال فترة الحكم. من بين الرؤساء الذين تأكدت إصابتهم بالسرطان: غروفر كليفلاند الرئيس الثاني والعشرون (1885-1889) والرئيس الرابع والعشرون (1893-1897) للولايات المتحدة. في مايو/أيار 1893، صعد الأطباء على متن يخت كليفلاند الشخصي لإجراء عملية جراحية للرئيس، ونجحوا في إزالة ورم سرطاني من سقف فمه. عاش كليفلاند 15 عامًا أخرى، وتوفي إثر نوبة قلبية في عام 1908 عن عمر يناهز 71 عامًا. لكن جراحة السرطان التي أجراها، ظلت سراً لأكثر من 25 عاماً. يوليسيس غرانت الرئيس الثامن عشر (1869-1877) الذي توفي بسرطان الحلق عن عمر يناهز 63 عامًا. ليندون جونسون الرئيس السادس والثلاثون (1963_1969). في عام 1967، أي بعد عدة سنوات من ولايته، خضع جونسون لعملية سرية لإزالة سرطان الجلد. وتوفي بنوبة قلبية في 22 يناير/كانون الثاني 1973 عن عمر يناهز 64 عامًا. جيمي كارتر الرئيس التاسع والثلاثون (1977-1981). في صيف عام 2015، كشف كارتر عن خضوعه للعلاج من سرطان الجلد الذي انتشر في كبده ودماغه. وخضع كارتر لعملية جراحية وعلاج إشعاعي وعلاج مناعي لمكافحة المرض بنجاح، لكنه توفى في 2024. رونالد ريغان الرئيس الأربعون (ولايتان، 1981-1989). خلال ولايته الثانية، في عام 1985، عولج ريغان بنجاح من سرطان القولون. كما عولج من سرطان الجلد في عام 1987. في عام 1994، أي بعد رئاسته، تم تشخيص إصابته بمرض الزهايمر. وتوفي في عام 2004 بسبب الزهايمر والالتهاب الرئوي. aXA6IDE1NC41NS45NC4yNDIg جزيرة ام اند امز FR

الولايات المتحدة تجيز أول فحص دم يتيح تشخيص الزهايمر
الولايات المتحدة تجيز أول فحص دم يتيح تشخيص الزهايمر

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 4 أيام

  • سكاي نيوز عربية

الولايات المتحدة تجيز أول فحص دم يتيح تشخيص الزهايمر

ويعتمد الفحص، الذي طورته شركة "فوجيريبيو داياغنوستيكس" (Fujirebio Diagnostics)، على قياس نسب بروتينين في الدم يرتبطان بوجود لويحات بيتا أميلويد في الدماغ ، وهي العلامة المميزة لمرض الزهايمر. وحتى الآن، لم يكن بالإمكان اكتشاف هذه اللويحات إلا من خلال تصوير الدماغ أو تحليل السائل النخاعي. وقال مارتي ماكاري، أحد مسؤولي إدارة الغذاء والدواء، إن مرض الزهايمر يصيب عددا كبيرا من الأشخاص، موضحا أن "نسبة 10 في المئة من من تجاوزوا 65 عاما يعانون الزهايمر، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2050". وأعرب ماكاريعن أمله في أن "تسهم أدوات التشخيص الجديدة، مثل هذا الفحص، في تحسين فرص التدخل المبكر". وتُظهر التجارب السريرية أن نتائج اختبار الدم تتطابق إلى حد كبير مع نتائج فحوص الدماغ وتحاليل السائل النخاعي، ما يعزز مصداقيته كأداة تشخيصية دقيقة. ورحبت ميشيل تارفر من مركز الأجهزة والصحة الإشعاعية في الهيئة الصحية الأميركية بالموافقة على الفحص الجديد، مشيرة إلى أنه "يجعل تشخيص الزهايمر أسهل وفي متناول عدد أكبر من المرضى، خاصة في المراحل المبكرة من التدهور الإدراكي". يذكر أن هناك دواءين معتمدين حاليا لعلاج الزهايمر، هما ليكانيماب ودونانيماب، وهما لا يعالجان المرض بشكل كامل، لكنهما يساهمان في إبطاء التدهور المعرفي، خاصة إذا أعطيا في مرحلة مبكرة. ويعد الزهايمر الشكل الأكثر شيوعا للخرف، ويتسم بتدهور تدريجي في الذاكرة والقدرات المعرفية، وصولا إلى فقدان الاستقلالية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store