
قمة "بريكس" البرازيل: انقسام بعد اعتراض مصر وإثيوبيا على اتفاقات سابقة
بعد وقتٍ قصير من الترحيب بأعضاء جدد في النادي، بدأت مجموعة دول "بريكس" تعاني من المشكلة ذاتها التي تواجه المؤسسات متعددة الأطراف حول العالم: عدم قدرة أعضائها على الاتفاق بشأن القضايا الأساسية.
فقد رفض وزراء خارجية دولتين من الاقتصادات الكبرى الصاعدة توقيع بيان توافقي في ختام اجتماع استمر يومين في مدينة ريو دي جانيرو، وذلك بعد أن عارض الأعضاء الجدد أجزاءً من خطة سابقة أُقرت لإصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وفقاً لبيان صدر عن البرازيل يوم الثلاثاء، فقد اعترضت كل من مصر وإثيوبيا -وهما من أحدث المنضمين إلى الكتلة التي تضم المؤسسين الأصليين البرازيل وروسيا والهند والصين، ثم لاحقاً جنوب أفريقيا- على دعم المجموعة لمسعى جنوب أفريقيا للحصول على مقعد دائم في المجلس.
وكانت دول "بريكس" قد اتفقت خلال محادثات عُقدت في جوهانسبرغ عام 2023 على دعم ترشيح البرازيل والهند وجنوب أفريقيا للحصول على مقاعد في مجلس الأمن، في إطار جهودها لجعل الأمم المتحدة أكثر ديمقراطية وتمثيلاً لما يُعرف باسم "الجنوب العالمي".
وقال وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا في مؤتمر صحافي عقب صدور البيان إن المجموعة تسعى لتجاوز هذه الخلافات، وقد تتمكن من التوصل إلى توافق خلال قمة القادة المقررة في يوليو.
لكن هذا الخلاف الأولي يُعد مؤشراً سلبياً لطموحات المجموعة في توسيع نفوذها على الساحة الدولية، وسد الفراغ الذي تركته المؤسسات متعددة الأطراف التقليدية والتي تعاني منذ زمن طويل من غياب التوافق والشلل في اتخاذ القرارات.
حتى قبل التوسع، كثيراً ما واجهت دول "بريكس" صعوبة في الاتفاق على الأهداف النهائية للمجموعة التي تشكّلت قبل نحو عقدين. ومع ذلك، فقد شكّلت الحاجة إلى إصلاح مجلس الأمن وغيره من المؤسسات الدولية الكبرى نقطة إجماع تقليدية بين أعضائها، الذين سعوا جميعاً إلى منح الدول النامية مساحة أكبر في النظام العالمي الذي تهيمن عليه واشنطن والغرب.
وقد خلق انقلاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب على ذلك النظام -منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير- فرصة محتملة أمام مجموعة "بريكس"، التي تمثل الآن نحو نصف سكان كوكب الأرض وحوالي 40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ومنذ توليه منصبه، انسحب الرئيس الأميركي من الساحة العالمية، حيث بدأ بخطوات لسحب بلاده من منظمة الصحة العالمية واتفاق باريس للمناخ، كما عمل على تقويض الوكالة الأميركية الرئيسية للمساعدات الخارجية، وشن حرباً تجارية تسببت في اضطراب الاقتصاد العالمي.
في أول اجتماع لهم منذ تولي ترمب منصبه، توصّل الوزراء إلى اتفاق بشأن لغة تعارض الإجراءات التجارية الحمائية، والتي كانت من أبرز محاور الاجتماع.
وجاء في بيان البرازيل أن الوزراء "أعربوا عن قلقهم البالغ إزاء تصاعد الإجراءات الحمائية الأحادية غير المبررة"، بما في ذلك "الرفع العشوائي للرسوم الجمركية المتبادلة والإجراءات غير الجمركية".
لكنهم تجنّبوا الإشارة مباشرة إلى ترمب أو الولايات المتحدة، رغم أن الصين كانت قد ألمحت قبل المحادثات إلى رغبتها في استغلال المجموعة للرد على واشنطن.
وأضاف البيان أن المجموعة "دعت جميع الأطراف إلى اتخاذ تدابير للدفاع عن التجارة الحرة والنظام التجاري متعدد الأطراف، بهدف مواجهة التحديات التجارية الحالية وتعزيز بيئة مواتية للتجارة والاستثمار للجميع".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 44 دقائق
- البلاد البحرينية
سيول تعلّق على تقارير بشأن انسحاب محتمل للقوات الأميركية
أكدت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، الجمعة، أنه لم تجر أي محادثات مع واشنطن بشأن انسحاب القوات الأميركية، بعد أن أورد تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن واشنطن تفكر في انسحاب جزئي من كوريا. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين دفاعيين أميركيين قولهم إن واشنطن تدرس نقل نحو 4500 جندي من كوريا الجنوبية إلى مواقع أخرى من بينها غوام. وتنشر واشنطن منذ فترة طويلة نحو 28500 جندي في كوريا الجنوبية للمساعدة في حمايتها من كوريا الشمالية المسلحة نوويا. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن العام الماضي خلال حملته الانتخابية أنه في حال عودته إلى البيت الأبيض فسيطلب من سيول أن تدفع مليارات الدولارات سنويا لاستضافة القوات الأميركية. عندما سُئلت وزارة الدفاع في سيول عن تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال"، أجابت "لم يجر أي نقاش على الإطلاق بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بشأن انسحاب القوات الأميركية من كوريا". والعام الماضي، وقع الحليفان اتفاقية جديدة مدتها خمس سنوات بشأن تقاسم كلفة تمركز القوات الأميركية في كوريا الجنوبية، حيث وافقت سيول على زيادة مساهمتها بنسبة 8,3% إلى 1,52 تريليون وون (1,1 مليار دولار) بحلول عام 2026.


البلاد البحرينية
منذ 14 ساعات
- البلاد البحرينية
إيران تتوعد برد مدمر على أي تصرف إسرائيلي "متهور"
حذر المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد علي محمد نائيني، الخميس، من رد مدمر على أي تصرف إسرائيلي "متهور" وسط حديث عن توجيه ضربة لإيران. وقال نائيني: "إذا أقدم النظام الإسرائيلي المتهور على فعل أحمق وهاجم، فسيقابل برد مدمر وحاسم داخل حدوده الجغرافية الضيقة". وأكد نائيني أن القوة العسكرية الإيرانية تطورت بشكل كبير ومذهل مقارنة بالماضي، مشيرا إلى أن استقرار المنطقة والعالم لن يتحقق إلا بإبادة إسرائيل. من جانبه، قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية: "سنرد على أي تهديد بشكل متناسب وعلى مستواه. قدرات الجيش تتضاعف شهرًا بعد شهر. اليوم يتم إنتاج طائرات مسيّرة متنوعة داخل قواتنا المسلحة". رسالة عراقجي وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية القانونية في حالة شن إسرائيل هجوما على منشآت نووية إيرانية. وذكر عراقجي في رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "تحذر إيران بشدة من أي مغامرة من جانب النظام الصهيوني، وسترد بقوة على أي تهديد أو عمل غير قانوني من هذا النظام". وأضاف أن إيران ستعتبر واشنطن "مشاركة" في أي هجوم من هذا القبيل، وسيتعين على طهران اتخاذ "تدابير خاصة" لحماية المواقع والمواد النووية لديها في حال استمرار التهديدات، وسيتم إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاحقا بتلك الخطوات. ولم يحدد عراقجي أي تدابير، إلا أن مستشارا للمرشد الإيراني قال في أبريل إن طهران قد تعلق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو تنقل المواد المخصبة إلى مواقع آمنة وغير معلنة. يأتي ذلك في الوقت الذي أفاد فيه تقرير لشبكة (سي.إن.إن) بأن إسرائيل ربما تستعد لشن ضربات على إيران. وتعقد طهران وواشنطن جولة خامسة من المحادثات النووية، الجمعة، في روما وسط خلافات حادة بشأن تخصيب اليورانيوم في إيران، والذي تقول الولايات المتحدة إنه قد يفضي إلى تطوير قنابل نووية، فيما تنفي إيران أي نية لذلك. ونقلت شبكة "سي.إن.إن"، الثلاثاء، عن مسؤولي مخابرات القول إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت إسرائيل اتخذت قرارا نهائيا بشأن اتخاذ إجراء عسكري، مشيرة إلى وجود خلاف في الآراء داخل الحكومة الأميركية بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستقرر في نهاية المطاف تنفيذ هجوم.


البلاد البحرينية
منذ 18 ساعات
- البلاد البحرينية
ترامب يؤكد أن الاتفاق المحتمل مع إيران يسير في الاتجاه الصحيح
قال البيت الأبيض، اليوم الخميس، أن الرئيس دونالد ترامب أكد أن الاتفاق المحتمل مع إيران يسير في الاتجاه الصحيح. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت في إفادة صحفية إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقشا اتفاقا محتملا مع إيران في اتصال هاتفي اليوم، وأضافت أن "ترامب يعتقد أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح". وفي وقت سابق اليوم، كشف مصدر مطلع أن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف سيتوجه إلى روما غدا الجمعة لعقد جولة جديدة من المحادثات مع وفد إيراني بشأن برنامج طهران النووي، بمشاركة من المسؤول الكبير في وزارة الخارجية مايكل أنطون وفق "رويترز". وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن مدير تخطيط السياسات بوزارة الخارجية مايكل أنطون سينضم إلى ستيف ويتكوف. مناقشات مباشرة وغير مباشرة كما أضاف "من المتوقع أن تكون المناقشات مباشرة وغير مباشرة، مثلما حدث في الجولات السابقة". وستكون هذه الجولة الخامسة من المحادثات الإيرانية الأميركية. ومنذ 12 أبريل الماضي، عقد الجانبان 4 جولات وصفت بالإيجابية. إلا أن الأيام الماضية شهدت تراشقا بين البلدين حول السماح لطهران بتخصيب اليورانيوم داخل البلاد. وشدد المبعوث الأميركي الخاص بالملف الإيراني ستيف ويتكوف، على أن "الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم داخل أراضيها ولو بنسبة1%". في حين رفضت طهران هذا الشرط، مشددة على أنها ماضية في التخصيب باتفاق أو من دونه.