logo
في ذكرى ميلاده.. سر رفض سعد عبد الوهاب لمشاهد القبلات والأغاني المبتذلة

في ذكرى ميلاده.. سر رفض سعد عبد الوهاب لمشاهد القبلات والأغاني المبتذلة

تحيا مصرمنذ 10 ساعات

يوافق اليوم 16 يونيو ذكرى ميلاد الفنان الكبير
نشأة سعد عبد الوهاب وبداياته في الإذاعة
وُلد
سعد عبد الوهاب
ويرصد موقع
سبب اعتزال سعد عبد الوهاب
في عالم الغناء، رغم أنه لم يكن غزير الإنتاج، إلا أن ما قدّمه ظل خالدًا، وارتبط في وجدان الجمهور المصري والعربي، من بين أشهر أغانيه "الدنيا ريشة في هوا"، و"من خطوة لخطوة"، و"على فين وخداني عنيك"، و"وشك ولا القمر"، وغيرها من الأعمال التي امتازت بالبساطة والعذوبة، وعبّرت عن حسّ رومانسي راقٍ ظل سمة لصوته ولشخصيته الفنية.
لكن ما يميز تجربة سعد عبد الوهاب، ويجعلها فريدة بحق، هو قراره المبكر باعتزال الساحة الفنية، رغم النجاح الذي كان يحققه. لم يكن اعتزاله نتيجة خلافات أو فشل، بل جاء عن اقتناع عميق نابع من إيمانه بأن للفن مسؤولية، وأن عليه أن يقدّم أعمالًا تتفق مع مبادئه الشخصية والدينية. وقد زار بالفعل الإمام الشيخ محمود شلتوت، وطلب منه فتوى بخصوص العمل الفني، فجاءه الرد بأن الفن "كلمة هادفة" لا بأس به ما لم يكن فيه إثارة أو مشاهد مخلة، بناءً على تلك الفتوى، قرر سعد أن يضع ضوابط صارمة لا يتخطاها، ورفض مشاهد القبلات أو الأغاني التي تحرّض على العواطف المبتذلة، وهو ما أوقعه في صدام غير معلن مع مناخ فني بدأ يتغير.
طريق سعد عبد الوهاب بعد الاعتزال
إلى جانب قناعاته الدينية، كان سعد عبد الوهاب يعاني من وسواس فني شديد شبيه بعمه الموسيقار الكبير، إذ كان لا يرضى إلا بالحد الأقصى من الإتقان في كل ما يقدّمه. هذا التأني الشديد جعله قليل الإنتاج، لكنه ظل يفضّل الجودة على الكثرة، كما شعر بأن مقارنات الجمهور المستمرة بينه وبين عمه محمد عبد الوهاب تمثل عبئًا كبيرًا على حريته الفنية، إذ كان يرى أن الظل الثقيل لاسم العائلة يحول دون إبراز صوته الخاص وهويته المستقلة.
وبعد قراره بالابتعاد عن الأضواء، توجه إلى العمل في الإذاعة بالسعودية ثم الإمارات، حيث لعب دورًا مهمًا في تطوير الأغنية الوطنية، لا سيما في الإمارات، حيث شارك في تلحين السلام الوطني للبلاد، وظل هناك قرابة عشرين عامًا مستشارًا موسيقيًا، وموجهًا للفكر الغنائي في الإذاعة الرسمية، حتى بات يُعرف بأنه "صوت الوطن" أكثر من كونه نجمًا فنيًا استعراضيًا.
زيجاب سعد عبد الوهاب
في حياته الشخصية، تزوّج من سيدة خارج الوسط الفني، وأنجب منها ولدين هما "هاني" و"عمر"، وعاش سنواته الأخيرة في هدوء تام، بعيدًا عن الأضواء، وتفرّغ لتربية أولاده بعد وفاة زوجته، وظل هادئًا بسيطًا حتى وافته المنية في 22 نوفمبر 2004، عن عمر يناهز 78 عامًا، بعد صراع مع المرض، تاركًا خلفه تراثًا فنيًا قليلًا في كمه، عظيمًا في أثره.
رحل سعد عبد الوهاب بهدوء كما عاش، لكنه ترك وراءه مثالًا لفنان آمن أن النجاح لا يقاس فقط بعدد الأغاني أو الأفلام، بل بالصدق في التعبير، والنبل في الاختيار، والثبات على المبادئ. وفي ذكرى ميلاده، لا بد أن نستعيد تجربته ونتأمل رسالته، لنفهم كيف يمكن للفن أن يكون قوة ناعمة راقية، لا تسعى إلى الصخب، بل إلى التأثير الهادئ والباقي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في ذكرى ميلاده.. سعد عبد الوهاب صوت الفن الهادئ ومهندس السلام الوطني للإمارات
في ذكرى ميلاده.. سعد عبد الوهاب صوت الفن الهادئ ومهندس السلام الوطني للإمارات

عالم النجوم

timeمنذ 2 ساعات

  • عالم النجوم

في ذكرى ميلاده.. سعد عبد الوهاب صوت الفن الهادئ ومهندس السلام الوطني للإمارات

يوافق اليوم، 16 يونيو، ذكرى ميلاد الفنان سعد عبد الوهاب ، أحد الأصوات الرقيقة في سماء الغناء المصري والعربي، وابن شقيق موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، والذي وُلد في مثل هذا اليوم عام 1926، ورحل عن عالمنا في 23 نوفمبر 2004. تخرج سعد عبد الوهاب في كلية الزراعة بجامعة القاهرة عام 1949، وعمل بعد تخرجه مذيعًا بالإذاعة المصرية لمدة خمس سنوات، لكنه لم يقاوم شغفه بالفن، فاتجه إلى الغناء والتمثيل، واكتشفه المخرج حسين فوزي ليقدمه في أول أفلامه 'العيش والملح' عام 1949. ورغم قلة إنتاجه الفني، إلا أن أعماله الغنائية ما زالت حاضرة في الذاكرة، ومن أبرز أغانيه: • من خطوة لخطوة • جنة أحلامي • بنات البندر • على فين وخداني عنيك • شبابك أنت • وشك ولا القمر • أماني العمر (1955) • علموني الحب (1957) • بلدي وخفة، بلد المحبوب، أختي ستيتة، وسيبوني أغني أمام النجمة صباح.

في ذكرى ميلاده.. سعد عبد الوهاب: فنان راقٍ صوّت للحب والتزم بالقيم
في ذكرى ميلاده.. سعد عبد الوهاب: فنان راقٍ صوّت للحب والتزم بالقيم

بوابة الفجر

timeمنذ 9 ساعات

  • بوابة الفجر

في ذكرى ميلاده.. سعد عبد الوهاب: فنان راقٍ صوّت للحب والتزم بالقيم

في مثل هذا اليوم، 16 يونيو من عام 1926، وُلد الفنان المصري سعد عبد الوهاب، أحد أبرز الأصوات الرومانسية الهادئة في تاريخ الغناء العربي، والذي لم يكن مجرد مطرب، بل صاحب تجربة متفردة جمعت بين الفن والالتزام، الموهبة والخلق، والنجومية والخصوصية. النشأة وُلد سعد عبد الوهاب في القاهرة، ونشأ وسط عائلة لها صلة وثيقة بالفن. لم يكن شخصًا عاديًا في الوسط الفني، بل كان ابن شقيق الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، الذي يُعد واحدًا من أعظم الملحنين والمطربين في تاريخ الموسيقى العربية. هذا الانتماء العائلي منح سعد خلفية ثقافية وفنية ثرية، لكنه لم يركن إليها، بل بنى شخصيته الفنية المستقلة وأنهى دراسته في كلية الزراعة بجامعة القاهرة عام 1949، لكنه لم يتجه إلى مجال تخصصه، بل جذبته الأضواء إلى طريق آخر. من ميكروفون الإذاعة إلى شاشة السينما بدأ سعد عبد الوهاب حياته المهنية مذيعًا في الإذاعة المصرية عقب تخرّجه، واستمر في هذا الدور لعدة سنوات، صوته الرخيم وأسلوبه الهادئ مهد له طريقًا في عالم الغناء. لاحقًا، رآه المخرج حسين فوزي وقرر أن يمنحه الفرصة في السينما، وكانت بدايته من خلال فيلم «العيش والملح» مع النجمة نعيمة عاكف عام 1949. ومن هناك، توالت مشاركاته السينمائية في عدد من الأفلام التي أظهرت وسامته وصوته العذب، من أبرزها: بلد المحبوب (1951)، أماني العمر (1955)، علّموني الحب (1957) رغم قلة عدد أفلامه (لم تتجاوز 7)، إلا أن حضوره الفني كان مميزًا، واتسم بخصوصية جعلته مختلفًا عن جيله. أبرز أغانيه قدّم سعد عبد الوهاب مجموعة من الأغنيات التي ما زالت عالقة في الوجدان العربي، وامتاز أداؤه بالرقي والعذوبة، وكان بعيدًا عن المبالغة أو الاستعراض. من أشهر أغانيه: «الدنيا ريشة في هوا»، «القلب القاسي»، «على فين وخداني عنيك»، «جنة أحلامي»، «بنات البندر»، «وشك ولا القمر». كما لحّن لأصوات شهيرة مثل محمد قنديل، شريفة فاضل، صباح، وفايدة كامل، مما أضاف بعدًا جديدًا لموهبته الفنية. بين الفن والإيمان سعد الذي لم يقبّل امرأة على الشاشة كان سعد عبد الوهاب فنانًا ملتزمًا أخلاقيًا، وقد اشتهر بموقفه الراسخ من بعض مظاهر الفن، حيث رفض القبلات والمشاهد المثيرة في الأفلام. وعندما ساوره الشك في جواز العمل الفني من الناحية الدينية، لجأ إلى شيخ الأزهر آنذاك الشيخ محمود شلتوت، الذي طمأنه بشرعية الفن إذا التزم بالقيم، وهو ما انعكس في مسيرته الفنية النظيفة. رحلة إلى الخليج: رغم أنه ابتعد عن الساحة الفنية في مصر منذ نهاية الخمسينيات، إلا أن موهبته وجدت طريقًا جديدًا في الخليج العربي، حيث عمل مستشارًا للأغنية الوطنية في إذاعة السعودية ثم في إذاعة الإمارات. وكان من أبرز أعماله خارج مصر تلحين وغناء النشيد الوطني الإماراتي، في مرحلة التأسيس، وهو شرف نادر لفنان مصري أن يُخلّد اسمه في وجدان شعب آخر. حياته الخاصة: في حياته الشخصية، كان سعد عبد الوهاب رجلًا محافظًا، يقدّر النظافة، الدقة، والخصوصية، تزوج وأنجب ولدين، وفضّل الابتعاد عن أضواء الشهرة في سنواته الأخيرة. الرحيل: رحل سعد عبد الوهاب عن عالمنا يوم 23 نوفمبر 2004 عن عمر ناهز 78 عامًا، بعد معاناة مع المرض استمرت ثلاث سنوات، وقد توفي في مستشفى فلسطين بالقاهرة. رحل بهدوء كما عاش، لكنه ترك إرثًا فنيًا غنيًا، ورمزًا لفن نظيف راقٍ لا يزال يُلهم الأجيال الجديدة.

في ذكرى ميلاده.. سر رفض سعد عبد الوهاب لمشاهد القبلات والأغاني المبتذلة
في ذكرى ميلاده.. سر رفض سعد عبد الوهاب لمشاهد القبلات والأغاني المبتذلة

تحيا مصر

timeمنذ 10 ساعات

  • تحيا مصر

في ذكرى ميلاده.. سر رفض سعد عبد الوهاب لمشاهد القبلات والأغاني المبتذلة

يوافق اليوم 16 يونيو ذكرى ميلاد الفنان الكبير نشأة سعد عبد الوهاب وبداياته في الإذاعة وُلد سعد عبد الوهاب ويرصد موقع سبب اعتزال سعد عبد الوهاب في عالم الغناء، رغم أنه لم يكن غزير الإنتاج، إلا أن ما قدّمه ظل خالدًا، وارتبط في وجدان الجمهور المصري والعربي، من بين أشهر أغانيه "الدنيا ريشة في هوا"، و"من خطوة لخطوة"، و"على فين وخداني عنيك"، و"وشك ولا القمر"، وغيرها من الأعمال التي امتازت بالبساطة والعذوبة، وعبّرت عن حسّ رومانسي راقٍ ظل سمة لصوته ولشخصيته الفنية. لكن ما يميز تجربة سعد عبد الوهاب، ويجعلها فريدة بحق، هو قراره المبكر باعتزال الساحة الفنية، رغم النجاح الذي كان يحققه. لم يكن اعتزاله نتيجة خلافات أو فشل، بل جاء عن اقتناع عميق نابع من إيمانه بأن للفن مسؤولية، وأن عليه أن يقدّم أعمالًا تتفق مع مبادئه الشخصية والدينية. وقد زار بالفعل الإمام الشيخ محمود شلتوت، وطلب منه فتوى بخصوص العمل الفني، فجاءه الرد بأن الفن "كلمة هادفة" لا بأس به ما لم يكن فيه إثارة أو مشاهد مخلة، بناءً على تلك الفتوى، قرر سعد أن يضع ضوابط صارمة لا يتخطاها، ورفض مشاهد القبلات أو الأغاني التي تحرّض على العواطف المبتذلة، وهو ما أوقعه في صدام غير معلن مع مناخ فني بدأ يتغير. طريق سعد عبد الوهاب بعد الاعتزال إلى جانب قناعاته الدينية، كان سعد عبد الوهاب يعاني من وسواس فني شديد شبيه بعمه الموسيقار الكبير، إذ كان لا يرضى إلا بالحد الأقصى من الإتقان في كل ما يقدّمه. هذا التأني الشديد جعله قليل الإنتاج، لكنه ظل يفضّل الجودة على الكثرة، كما شعر بأن مقارنات الجمهور المستمرة بينه وبين عمه محمد عبد الوهاب تمثل عبئًا كبيرًا على حريته الفنية، إذ كان يرى أن الظل الثقيل لاسم العائلة يحول دون إبراز صوته الخاص وهويته المستقلة. وبعد قراره بالابتعاد عن الأضواء، توجه إلى العمل في الإذاعة بالسعودية ثم الإمارات، حيث لعب دورًا مهمًا في تطوير الأغنية الوطنية، لا سيما في الإمارات، حيث شارك في تلحين السلام الوطني للبلاد، وظل هناك قرابة عشرين عامًا مستشارًا موسيقيًا، وموجهًا للفكر الغنائي في الإذاعة الرسمية، حتى بات يُعرف بأنه "صوت الوطن" أكثر من كونه نجمًا فنيًا استعراضيًا. زيجاب سعد عبد الوهاب في حياته الشخصية، تزوّج من سيدة خارج الوسط الفني، وأنجب منها ولدين هما "هاني" و"عمر"، وعاش سنواته الأخيرة في هدوء تام، بعيدًا عن الأضواء، وتفرّغ لتربية أولاده بعد وفاة زوجته، وظل هادئًا بسيطًا حتى وافته المنية في 22 نوفمبر 2004، عن عمر يناهز 78 عامًا، بعد صراع مع المرض، تاركًا خلفه تراثًا فنيًا قليلًا في كمه، عظيمًا في أثره. رحل سعد عبد الوهاب بهدوء كما عاش، لكنه ترك وراءه مثالًا لفنان آمن أن النجاح لا يقاس فقط بعدد الأغاني أو الأفلام، بل بالصدق في التعبير، والنبل في الاختيار، والثبات على المبادئ. وفي ذكرى ميلاده، لا بد أن نستعيد تجربته ونتأمل رسالته، لنفهم كيف يمكن للفن أن يكون قوة ناعمة راقية، لا تسعى إلى الصخب، بل إلى التأثير الهادئ والباقي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store