
أول امرأة تحصل على نوبل في الطب منفردة: من هي باربرا مكلنتوك؟
في عالمٍ كان العلم فيه حكرًا على الرجال، وقفت باربرا مكلنتوك وحدها في وجه القوالب الجامدة، لترسم تاريخًا جديدًا للنساء في المختبرات. هي العالمة التي لم تكتفِ بأن تُسمَع، بل جعلت الجينات نفسها تتكلم.
من هي باربرا مكلنتوك؟
وُلدت باربرا مكلنتوك عام 1902 في ولاية كونيتيكت الأمريكية، ونشأت في بيئة لم تكن تُشجع النساء على دراسة العلوم. لكن شغفها المبكر بعلم الأحياء دفعها لمواصلة الدراسة في جامعة كورنيل، حيث حصلت على الدكتوراه في علم النبات عام 1927، في وقت كانت فيه السيدات أقلية نادرة في المختبرات.
الذرة..بداية الحكاية العلمية
أثناء أبحاثها على نبات الذرة، لاحظت باربرا تغيرات غير مفهومة في الجينات، وبدأت تطرح تساؤلات جريئة عن سلوك المادة الوراثية.
وفي الأربعينيات، قدمت نظريتها الثورية عن وجود 'جينات قافزة' أو عناصر متنقلة داخل الحمض النووي، وهي فكرة رفضها المجتمع العلمي آنذاك لغرابتها وخروجها عن المألوف.
الصبر على الهامش
رغم تجاهل أبحاثها من قبل زملائها، لم تتراجع باربرا، استمرت في العمل بصمت لعقود، بعيدًا عن الأضواء، متيقنة من صحة ما توصّلت إليه.
ولم تكن تبحث عن شهرة أو مجد، بل عن الحقيقة فقط. كانت تقول دائمًا: 'لو كنتِ تؤمنين بعملك، فلا تنتظري تصفيقًا'.
الاعتراف أخيرًا.. نوبل تنحني لعلمها
في عام 1983، أي بعد أكثر من 30 عامًا على اكتشافها، حصلت باربرا مكلنتوك على جائزة نوبل في الطب، لتصبح أول امرأة تفوز بها بمفردها، واعتُبر فوزها بمثابة انتصار للعلم الحقيقي والصبر الطويل

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 13 ساعات
- صدى البلد
بنها ضمن أفضل 10 جامعات على مستوى مصر وتقدم عالمي بالتصنيف الأمريكي US news
أعلن الدكتور ناصر الجيزاوي، رئيس جامعة بنها تقدم جامعة بنها 23 مركزا دوليا، وفقا لتصنيف «يو اس نيوز الأمريكي 2025-2026» مشيراً إلى أن جامعة بنها احتلت الترتيب 550 عالمياً، لتحافظ على وجودها ضمن قائمة أفضل 1000 جامعة مصنفة دوليا، كما احتلت الترتيب 18 افريقيا والترتيب العاشر على مستوى الجامعات المصرية الحكومية والخاصة. وأشار الجيزاوي إلى أن تقدم ترتيب الجامعة في التصنيفات العالمية يأتي في إطار سياسة الجامعة لتحسين مخرجاتها البحثية ورفع وبناء قدرات شباب الباحثين العلمية والبحثية، وان جامعة بنها خطت خطوات واسعة وجادة نحو الجودة والتميز للتواجد في التصنيفات العالمية في مراتب متقدمة وذلك بالاهتمام بالبحث العلمي الذي يعد أحد الركائز الأساسية في عمل الجامعات وتطويرها. وأضاف الجيزاوي أن جامعة بنها انضمت لقائمة أفضل الجامعات المصنفة دوليا في 10 مجالات، من بينهم مجال الرياضيات والذي تظهر الجامعة به لاول مره، فقد جاءت ضمن أفضل 100 جامعة في هذا المجال حيث جاءت بالمركز 98 عالميا، وبالمركز 330 بمجال علوم الزراعة. وأشارت الدكتورة جيهان عبدالهادي نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث انه ظهرت الجامعة ايضا بمجال الهندسة فجاءت بالمركز 492 عالميا، وفي مجال الكيمياء حيث احتلت المركز 803 عالميا، وبالمركز 299 في مجال الطاقة والـوقود، والمركز 323 بمجال الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبالمركز 369 في مجال علوم الحاسب، كما جاءت بالمركز 256 في علم النبات والحيوان، و543 بمجال علم المواد، والمركز 645 بمجال الفيزياء. كما اشارت إلى ان تصنيف يو اس نيوز الأمريكي يعتمد على 13 مؤشر تقيس أداء البحوث الأكاديمية وسمعتها العالمية والإقليمية وقد صنف هذا العام 2,165 جامعة من اكتر من 90 دولة حول العالم. ومن ضمن مؤشرات التصنيف السمعة العالمية والمحلية للبحث العلمي للجامعة والبحوث المنشورة بالمجلات العلمية المصنفة عالمياً والكتب المنشورة بدور النشر العالمية والمؤتمرات الدولية وعدد الاستشهادات المرجعية والتعاون الدولي وغيرها من المؤشرات التي تقيس جودة مخرجات البحث العلمي. وتوجه جامعة بنها التهنئة لجميع منسوبيها متمنياً المزيد من التقدم في التصنيفات العالمية المختلفة التي تستهدفها الجامعة.


صدى البلد
منذ 2 أيام
- صدى البلد
أول امرأة تحصل على نوبل في الطب منفردة: من هي باربرا مكلنتوك؟
في عالمٍ كان العلم فيه حكرًا على الرجال، وقفت باربرا مكلنتوك وحدها في وجه القوالب الجامدة، لترسم تاريخًا جديدًا للنساء في المختبرات. هي العالمة التي لم تكتفِ بأن تُسمَع، بل جعلت الجينات نفسها تتكلم. من هي باربرا مكلنتوك؟ وُلدت باربرا مكلنتوك عام 1902 في ولاية كونيتيكت الأمريكية، ونشأت في بيئة لم تكن تُشجع النساء على دراسة العلوم. لكن شغفها المبكر بعلم الأحياء دفعها لمواصلة الدراسة في جامعة كورنيل، حيث حصلت على الدكتوراه في علم النبات عام 1927، في وقت كانت فيه السيدات أقلية نادرة في المختبرات. الذرة..بداية الحكاية العلمية أثناء أبحاثها على نبات الذرة، لاحظت باربرا تغيرات غير مفهومة في الجينات، وبدأت تطرح تساؤلات جريئة عن سلوك المادة الوراثية. وفي الأربعينيات، قدمت نظريتها الثورية عن وجود 'جينات قافزة' أو عناصر متنقلة داخل الحمض النووي، وهي فكرة رفضها المجتمع العلمي آنذاك لغرابتها وخروجها عن المألوف. الصبر على الهامش رغم تجاهل أبحاثها من قبل زملائها، لم تتراجع باربرا، استمرت في العمل بصمت لعقود، بعيدًا عن الأضواء، متيقنة من صحة ما توصّلت إليه. ولم تكن تبحث عن شهرة أو مجد، بل عن الحقيقة فقط. كانت تقول دائمًا: 'لو كنتِ تؤمنين بعملك، فلا تنتظري تصفيقًا'. الاعتراف أخيرًا.. نوبل تنحني لعلمها في عام 1983، أي بعد أكثر من 30 عامًا على اكتشافها، حصلت باربرا مكلنتوك على جائزة نوبل في الطب، لتصبح أول امرأة تفوز بها بمفردها، واعتُبر فوزها بمثابة انتصار للعلم الحقيقي والصبر الطويل


النهار
٣٠-٠٥-٢٠٢٥
- النهار
الأدمغة تغير وجهتها المعتادة: إنه موسم هجرة العلماء الأميركيين إلى ما بعد المحيطات
لطالما اتهمت أميركا بسرقة الأدمغة، ولطالما كان هذا الاتهام صحيحاً. هذه البلاد التي أدركت باكراً أن العلوم على أنواعها هي السبيل الوحيد للثروة والتفوق في الميادين كافة، كانت تعمل حرفياً على سرقة المواهب بما استطاعت إليها سبيلاً، إن عبر برامج تسهّل لهم الحصول على الجنسية مقابل علمهم ومهاراتهم البحثية، أو عبر تأمين البنى التحتية اللازمة لجذب هؤلاء من تلقاء أنفسهم، إن علمياً، أو بالحلم الأميركي الموعود. كذلك، كان الجسم الأكاديمي الهائل فيها باباً آخر لسرقة المتفوقين الذين يقصدونه طلاباً من دول العالم كافة، ليجدوا فرصة عمل تتنظرهم وهم على أبواب التخرج، ليملأوا أماكنهم في آلة إنتاج عملاقة، وليدخلوا في دورة أميركا الدموية، ويصيروا مواطنين. وحين تقرر الأكاديمية السويدية منح نوبل في الفيزياء أو الطب أو الكيمياء، نادراً ما لا يكون عالم أميركي على الأقل من بين التشكيلة السنوية لهذه المجموعة المرموقة من البشر، حتى وصل عدد الجوائز المسجلة باسم الولايات المتحدة في عام 2023 نحو 400، ليسوا كلهم أميركيون بالضرورة لكنهم نالوها بناء على انجازاتهم في أميركا. وهم من أصل نحو 957 فائزاً يضعون أميركا في مقدمة الدول الحائزة على نوبل، بينما تقع بريطانيا بعيداً في المركز الثاني بـ 110 جوائز. وفي بلد يسعى إلى التفوق الاقتصادي والعسكري والتكنولوجي والطبي والهندسي، العلماء ومراكز الأبحاث والجامعات والمختبرات ليسوا ترفاً بل حاجة أساسية لضمان الحفاظ على الهوة الواسعة في التفوق بينه وبينه باقي الكوكب. أيضاً، فإن هذا المجتمع العلمي بحاجة إلى استقرار سياسي يحافظ على استمرار موسم هجرة الأدمغة إليه من خلف المحيطات، كما جرت العادة، وليس كما يحصل الآن، من هجرة معاكسة للعلماء والباحثين خارج أميركا. إن الأرقام التي خلص إليها استطلاع رأي أجرته مجلة "نايتشر" قبل أيام صادمة. من أصل 1650 مستطلعاً يعرف عن نفسه بأنه عالم، قال نحو 1200 منهم إنهم يسعون إلى عمل في بلد آخر. وهذا يعني 75 في المئة من المستطلعين. مذ فاز دونالد ترامب بالرئاسة والأرض أسفل أقدام المجتمع العلمي برمته تخسر صلابتها ويزداد اهتزازها. الرئيس، مثلاً، لا يؤمن بالاحتباس الحراري. وزير الصحة في إدارته، روبرت إف كينيدي جونيور، يربط اللقاحات بكل الشرور الصحية ويشكك أنها خلف التوحد وخلف أمراض مزمنة أخرى. وزير خارجيته ماركو روبيو قرر تعليق منح تأشيرات للطلاب حول العالم بانتظار فحص حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي بحثاً عما لا يعرفه أحد بدقة. وإيلون ماسك، الموظف الحكومي الخاص مدير وحدة كفاءة الحكومة (دوغ) شن حرباً خاطفة على القطاع الفدرالي فاختفت عشرات آلاف الوظائف ومنها باحثون وعلماء في قطاعات أساسية متعددة، كما ألغى تمويل برامج بحثية لا تُعد ولا تحصى. هذا كله بينما تخوض جامعات عريقة معركة وجود أمام تهديدات ترامب، إما بقطع التمويل أو بمنع انضمام الطلاب الأجانب إليها، إذا ما تمنعت عن تطبيق سياسات تتعلق باستقلاليتها في كيفية التعامل مع الخطاب السياسي لطلابها أو طاقمها التعليمي، أو بناء على أي أسس تختار موظفيها. لا أرقام واضحة حول أعداد المتسربين خارج الولايات المتحدة، لكن المؤشرات تأتي من أوروبا التي لا ترحب بلدانها بمجيء العلماء إليها فحسب بل إن دولاً مثل فرنسا وهولندا أطلقت مشاريع دعم باحثين أميركيين بملايين الدولارات وتلقت مئات الطلبات للإنضمام إليها. العلماء يساوون وزنهم ذهباً، كما قال مسؤول هولندي تعليقاً على جهد بلاده في جذب الخبرات الأميركية إليها، بينما قد تخسر الولايات المتحدة جيلاً كاملاً من العلماء الشباب، بحسب مقال لنيل باتل في "نيويورك تايمز"، بسبب سياسات الإدارة الحالية. المقال يعرض لنماذج باحثين في مقتبل العمر باتوا بلا عمل في مجالات أبحاث السرطان والسكري وغيرهما من الأمراض المزمنة، وصولاً إلى الخلايا الجذعية. هؤلاء يقولون إنهم أمام خيارين: البقاء في الولايات المتحدة، أو البقاء في العلوم. معظمهم يفضل الثانية على الأولى مجبراً. أميركا التي مشت بخطىً واثقة إلى صدارة العالم في القرن العشرين، استفادت من ثرواتها المترامية في جذب العقول، وكذلك من ترويجها لرسوخ الحرية الفردية والديموقراطية وتبجيل روح المبادرة والقدرة على تحقيق الأحلام والاندماج المجتمعي وغيرها من القيم والحقوق التي كانت تنفيه عن البلاد الخاضعة لأنظمة شمولية. الرياح الآن توحي بعكس ذلك، ومع الرياح الجديدة ينعكس موسم الهجرة.