
تقرير: Meta AI يدخل في محادثات "غير لائقة" مع بعض القصَّر
كشف تقرير عن سهولة تورُّط روبوتات الدردشة الخاصة بمساعد شركة ميتا الذكي (Meta AI)، عبر تطبيقاتها المختلفة، في محادثة "غير لائقة" مع بعض القُصَّر.
وبعد تجربة مطوَّلة استمرت شهوراً، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريراً بشأن العديد من المحادثات التي أجْرتها، من خلال عينة بحثية مكوَّنة من مستخدمين ينتمون لفئات عمرية مختلفة، وتضمنت بعضها تجاوزات من جانب مساعد ميتا الذكي Meta AI للخطوط الحمراء الأخلاقية، حتى وإن كان من يحادثونه على الطرف الآخر من القُصَّر.
وذكر التقرير أن بعض تلك المحادثات، التي تضمنت تجاوزات غير لائقة، كان المبحوثون يجرونها مع إصدارات من مساعد ميتا الذكي تحمل شخصيات بعض المشاهير والنجوم، مثل المصارع والممثل العالمي جون سينا، إلى جانب 28 شخصية افتراضية أخرى، يؤديها عدد من المشاهير والمؤثرين مثل باريس هيلتون، والمغني سنوب دوج، وكيندال جينر، ولاعب الفنون القتالية إيزي آديسانيا، وصانع المحتوى الشهير Mr Beast، ولاعبة التنس ناعومي أوساكا.
وأشارت مصادر مطلعة للصحيفة إلى أن الشركة الأميركية سبق أن أكدت للمشاهير أنها ستتخذ إجراءات احترازية لمنع تورط الروبوتات الرقمية لشخصياتهم في أي محادثات جنسية مع المستخدمين.
قلق داخل شركة ميتا
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن "السلوك المريب" لذكاء ميتا الاصطناعي لم يكن من قبيل الصدفة، ولا يمكن تصنيفه ضمن حالات فردية.
ولفتت إلى أن مصادر من داخل "ميتا" أكدت أن الشركة اتخذت العديد من القرارات المعلنة داخلياً بضرورة إرخاء القيود على حدود تعامل المستخدمين مع الروبوتات الذكية المدعومة بنماذجها، في مسعى لرفع معدلات استخدامها.
وبحسب المصادر، فإن هذه القرارات كانت مدعومة بشكل مباشر من مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرج.
وقال زوكربيرج مطلع العام الجاري: "من يصل أولاً إلى عتبة المليار مستخدم، سيكون هو الرابح الأكبر في سوق روبوتات الذكاء الاصطناعي"، مرجحاً أن Meta AI سيكون حامل هذا اللقب.
ولكن يبدو أن قرارات زوكربيرج لم تكن متماشية مع فكر موظفيه، ففي الوقت الذي كانت الشركات الناشئة تقدم خدمات الروبوتات الحميمية على مستوى واسع داخل تطبيقات للهواتف الذكية منتشرة على المتاجر الرسمية، سعى موظفو قطاع الذكاء الاصطناعي التوليدي في "ميتا" إلى تغيير طبيعة استخدام روبوتات الدردشة، عبر تشجيع المستخدمين على الاستعانة بها في تخطيط العطلات، ومناقشة الرياضة، والمساعدة في أداء الواجبات المنزلية المتعلقة بالتاريخ، إلا أن محاولاتهم لم تؤتِ ثمارها.
روبوتات الدردشة والالتزام بالقواعد
لكن خلال عام 2023، وأثناء مؤتمر "ديفكون" (Defcon) المخصص للأمن السيبراني، ظهرت سلبيات هذا النهج الحَذِر، بعدما تبيَّن في مسابقة لاختبار مدى التزام روبوتات الدردشة بالقواعد، أن روبوت "ميتا" كان الأقل ميلاً للانحراف عن النص، والأكثر مللاً مقارنة بمنافسيه.
وعقب المؤتمر، نقل مديرو المنتجات لموظفيهم أن زوكربيرج أبدى استياءه من نهج الشركة الحَذِر، ما دفع إلى تخفيف بعض القيود، بما في ذلك السماح بمحتوى صريح في إطار محاكاة حميمية.
ولا تقتصر مخاوف زوكربيرج على الجوانب التخيلية، إذ أبدى العام الماضي غضبه من تباطؤ تطوير قدرات الروبوتات التفاعلية، متسائلاً عن سبب عدم استغلال بيانات ملفات المستخدمين الشخصية لجعل الروبوتات تبادر بالمراسلة، أو إجراء مكالمات فيديو، مثل الأصدقاء الحقيقيين.
وبحسب ما أفاد به موظفون مطلعون، قال مؤسس ميتا: "فاتتني فرصة سناب شات، وتيك توك، لن أفوّت هذه".
ورغم المخاوف الداخلية التي تحذِّر من الأثر السلبي للعلاقات "الطُفيلية" أحادية الجانب مع الروبوتات البرمجية، خاصة على الفئات العمرية الصغيرة، تمضي "ميتا" في تعميم استخدام الشخصيات الاصطناعية.
ووفق موظفين في الشركة، لا تزال التأثيرات النفسية الكاملة لمثل هذه العلاقات غير معروفة على نطاق واسع.
وتمتلك "ميتا" ميزة تنافسية في هذا المجال، بفضل قاعدة بياناتها الواسعة عن سلوك وتفضيلات المستخدمين، ما يمنحها قدرة فريدة على تخصيص التجارب الاجتماعية مع روبوتات الدردشة بطريقة غير مسبوقة.
القُصَّر ومساعد ميتا الذكي
وأفاد التقرير بأن روبوتات بعض الشخصيات الشهيرة، مثل نجمة هوليود كريستين بيل، التي لعبت دور الأميرة آنا من فيلم "Frozen" بأدائها الصوتي، استخدمت صوت أدوار لشخصيات سينمائية ودرامية، خلال المحادثات غير اللائقة.
واعترض المتحدث باسم ديزني في تصريح للصحيفة، قائلاً: "لن نسمح لميتا باستخدام شخصيات أعمالنا في أي سياق غير لائق، ونحن منزعجون بشدة من وصول مثل هذا المحتوى إلى مستخدميها، وخاصة القُصَّر منهم.. ولذلك طالبنا الشركة بحظر هذا الانتهاك الضار لحقوق ملكيتنا للمحتوى الخاص بنا".
وفي تعليقها الرسمي على التقرير، وصفت "ميتا" تجربة "وول ستريت جورنال" بأنها "مخادعة"، و"غير معبِّرة عن طريقة تفاعل المستخدمين مع مساعدها الشخصي".
وأردفت الصحيفة بالإشارة إلى أنه بعد نشْر تقريرها، اتخذت الشركة الأميركية إجراءات إضافية لحظر استخدام القُصَّر لمساعدها الذكي، أو الإصدارات المختلفة بأصوات المشاهير لخوض "محادثات جنسية".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ 5 ساعات
- الوئام
كيف تمنع ميتا من استخدام بياناتك لتدريب الذكاء الاصطناعي؟
ترغب شركة ميتا في استخدام بيانات المستخدم من منصاتها المختلفة لتدريب الذكاء الاصطناعي الخاص بها (Meta AI) اعتبارا من 27 مايو الجاري. ويمكن للمستخدم إبداء اعتراضه على ذلك قبل حلول هذا الموعد بدون الإفصاح عن الأسباب. وأوضح مركز استشارات المستهلك في ولاية شمال الراين وستفاليا الألمانية أن الاعتراض يتم من خلال نماذج عبر الإنترنت، مع تسجيل الدخول على المنصة المعنية بواسطة عنوان البريد الإلكرتوني الخاص بالمستخدم. وفي حالة قبول الاعتراض، سيتلقى المستخدم رسالة بريد إلكتروني للتأكيد. ويمكن للمستخدم ترك حقل النص فارغا؛ حيث لا يُشترط وجود سبب للاعتراض. وأشار مركز استشارات المستهلك إلى أن المحادثات الشخصية على تطبيق WhatsApp ليست معنية، ومع ذلك، بمجرد التواصل مع Meta AI في تطبيق WhatsApp أو تضمين Meta AI في دردشة جماعية، يمكن استخدام هذا الاتصال لتدريب الذكاء الاصطناعي. وإذا لم يرغب المستخدم في ذلك، فيجب عليه عدم استخدام Meta AI في تطبيق WhatsApp، أي عدم استخدام حقل إدخال Meta AI وعدم الضغط على الدائرة الزرقاء. كما يجب عدم جلب مساعد الذكاء الاصطناعي إلى دردشة جماعية مع (@MetaAI). جدير بالذكر أنه لا يمكن إيقاف تشغيل Meta AI والدائرة الزرقاء أو إخفاؤهما في خدمات Meta. وإذا كان المستخدم لا يريد استخدام الذكاء الاصطناعي، فما عليه سوى تجاهله.


الوئام
منذ 8 ساعات
- الوئام
آيف ينضم إلى OpenAI.. خطوة لإعادة رسم ملامح الحواسيب في عصر الذكاء الاصطناعي
في خطوة وُصفت بأنها نقطة تحول في العلاقة بين التصميم والتقنية، أعلنت شركة OpenAI انضمام المصمم البريطاني العالمي السير جوني آيف إلى صفوفها، في إطار شراكة استراتيجية تهدف إلى تطوير جيل جديد من الأجهزة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وتتضمن الاتفاقية استحواذ OpenAI على شركة 'io'، التي أسسها آيف العام الماضي، في صفقة تبلغ قيمتها نحو 6.5 مليار دولار، ما يمثل أحد أكبر استثمارات الشركة خارج قطاع البرمجيات. الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، عبّر عن سعادته بهذه الخطوة، واصفًا آيف بأنه 'أعظم مصمم في العالم'، وقال: 'لدينا فرصة نادرة لإعادة تصور شكل وطبيعة الحاسوب في العصر الرقمي القادم'. وسيتولى آيف، صاحب البصمة التصميمية لأشهر منتجات آبل مثل iPhone وiMac وiPod وiPad، مسؤوليات إبداعية واسعة داخل OpenAI، تشمل قيادة تصميم أجهزة جديدة ترتكز على قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي. من جانبه، قال آيف إن العالم يقف على أعتاب 'جيل جديد من التكنولوجيا'، مضيفًا أن الجهاز الأول الذي يعمل عليه مع فريقه في OpenAI 'أسر خيال الجميع'، مشيرًا إلى أن هذه الشراكة قد تسفر عن 'عائلة جديدة من الأجهزة التي ستحدث تحولًا في طريقة تفاعل البشر مع التقنية'. وتسعى OpenAI من خلال هذه الخطوة إلى تقليل اعتمادها على الأجهزة المصنعة من قبل شركات كبرى مثل آبل وغوغل، وبناء علاقة مباشرة مع المستخدمين عبر أجهزة تحمل بصمتها الخاصة. وقال ألتمان إنه جرّب نموذجًا أوليًا لأحد الأجهزة الجديدة واصفًا إياه بأنه: 'ربما يكون أروع منتج تكنولوجي شهده العالم حتى الآن'. يُعد السير جوني آيف أحد أبرز الأسماء في تاريخ التصميم الصناعي الحديث، حيث ارتبط اسمه بمرحلة النهضة الكبرى التي شهدتها شركة آبل منذ أواخر التسعينيات، وكان له دور محوري في تصميم منتجات شكلت ثورة في عالم التقنية والاستهلاك الرقمي. وغادر آيف آبل في عام 2019 بعد 27 عامًا من العمل، ليؤسس شركته الخاصة LoveFrom، والتي تعاونت بهدوء مع OpenAI على مدار العامين الماضيين، وكانت هذه الشراكة التمهيد لفكرة تأسيس شركة 'io' لاحقًا. التحالف الجديد بين OpenAI وآيف يأتي في وقت تتسابق فيه شركات التقنية الكبرى، مثل ميتا وغوغل وآبل، على تطوير أجهزة ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، بينها نظارات وسماعات تعتمد على واجهات طبيعية وتفاعلية. لكن تجارب سابقة مثل جهاز 'AI Pin' من شركة Humane، التي أسسها موظفون سابقون في آبل، لم تحقق النجاح المأمول، وسط شكاوى من مشاكل تقنية وارتفاع في الأسعار. ويرى محللون أن دخول اسم بحجم جوني آيف على خط تطوير الأجهزة في OpenAI قد يشكل فارقًا كبيرًا في السباق العالمي نحو الحاسوب الجديد، خاصة مع تزايد الطلب على تقنيات توفر تجربة شخصية وفورية تتجاوز حدود الشاشة التقليدية. ويختم كبير المحللين في CCS Insight، بن وود، بقوله: 'الرهان على جوني آيف ليس مغامرة… تاريخه الحافل يثبت أنه قادر على قلب الموازين مجددًا'.


الرجل
منذ يوم واحد
- الرجل
موظف سابق في ميتا يكشف كيف تفوّق على 2000 مرشح للوظيفة بخمس خطوات!
كشف موظف سابق في شركة ميتا عن استراتيجية من خمس خطوات، مكّنته من تجاوز أكثر من ألفي مرشح للحصول على أول وظيفة له في عملاق التكنولوجيا. ففي عام 2018، تقدّم كيث أندرسون، الذي كان يعمل حينها كمدير برامج في يوتيوب، بطلب للحصول على وظيفة في فريق التعليم العالمي بشركة ميتا (فيسبوك سابقًا)، ورغم شعوره بالإرهاق الجسدي والذهني بعد سنوات في شركات جوجل وأوبر، قرر تغيير مساره المهني والالتحاق بشركة تنسجم رؤيتها مع طموحه. وبعد ثلاثة أشهر من الصمت، تلقّى دعوة إلى فعالية مغلقة في مقر الشركة، تم اختياره خلالها كواحد من 300 متأهل من أصل أكثر من 2000 متقدم، وبدلًا من الاكتفاء بالمشاركة، اعتمد أندرسون نهجًا مغايرًا مكّنه من التميز والوصول إلى عرض التوظيف. خمس خطوات غيّرت المعادلة 1. بناء حوار فضولي لتجاوز القلق: بدأ أندرسون بالتعامل مع الحضور كزملاء لا كقادة، مستخدمًا أسئلة قائمة على الفضول مثل: "كيف تعامل فريقك مع هذا التحدي؟"، ليحول الحوار من ترويج للذات إلى نقاش قائم على اهتمام مشترك وفهم عميق. 2. إرسال رسالة متابعة دافئة: بعد الفعالية، أرسل أندرسون رسالة صوتية قصيرة إلى مسؤولة التوظيف، شكرها فيها على الفرصة، وشارك معها أداة مهنية يستخدمها فريقه الحالي، دون الضغط أو طلب أي رد، وهو ما أثار إعجابها ودفعها للرد خلال يومين وتحديد مقابلة هاتفية. 3. تحويل المقابلة الهاتفية إلى جلسة تحليل: Courtesy of Keith Anderson استغل أندرسون المقابلة لاستكشاف التحديات والفرص داخل الفريق، فطرح أسئلة دقيقة لفهم أهداف الفريق وموضع الوظيفة ضمن هيكل العمل، ما مكّنه لاحقًا من تقديم قيمة مضافة حقيقية. 4. تقديم مشروع قيمة مخصص للفريق: أنشأ عرضًا مبسطًا مكونًا من أربع شرائح، يتناول تحديًا واقعيًا يواجه الفريق، قدّم فيه تحليله ورؤيته للحل، مدعومًا بخبراته السابقة وحلول مستخدمة في شركات أخرى، ليُظهر قدرته على المساهمة لا مجرد الانضمام. 5. خلق انطباع شخصي لا يُنسى: أرسل رسائل ترحيبية لكل شخص سيقابله، وبدأ كل مقابلة بسؤال غير تقليدي: "ما أكثر ما أفرحك اليوم؟"، مما أضفى جوًا مريحًا وكسر الحواجز. النتيجة: عرض وظيفي ومكانة لا تُنسى بعد خمسة أشهر من التقديم، تلقّى أندرسون عرض التوظيف، ليتحوّل لاحقًا إلى مدير لقسم التعليم في الوكالات العالمية ضمن الشركة، وبحسب ما نقله عن مديره بعد التعيين، فإن الشركة كانت مستعدة لإعادة فتح كامل عملية التوظيف لو لم يقبل العرض، لعدم وجود مرشحين آخرين بمستوى مقارب. ويختم أندرسون بأن تجربته تُثبت أن الجرأة على كسر القواعد التقليدية، وتقديم حلول حقيقية بدلًا من الاكتفاء بالكلام النظري، يمكن أن تصنع الفارق في عالم التوظيف داخل شركات التكنولوجيا الكبرى.