logo
القافلة التونسية ودعوات العولقي.. هل هي خطوة في لعبة الإخوان والقاعدة ضد مصر؟

القافلة التونسية ودعوات العولقي.. هل هي خطوة في لعبة الإخوان والقاعدة ضد مصر؟

في لحظة إقليمية يغلب عليها التوتر، خرجت "قافلة الصمود" من تونس تحت شعار دعم الشعب الفلسطيني في غزة، في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية المستمرة. هذا التحرك لاقى ترحيبًا واسعًا بين قطاعات شعبية في العالم العربي، اعتبرته مؤشرًا على عودة الوعي الشعبي بالقضية الفلسطينية، وتجديدًا لزخم الدعم العابر للحدود بعد سنوات من الجمود. لكن خلف المشهد الإنساني الظاهر، بدأت تتضح ملامح توظيف سياسي منظّم لا يمكن تجاهله.
فالخطاب المرافق للقافلة، وشخصياتها، ومسارها، والسردية الإعلامية التي رافقتها، تحمل إشارات قوية على أنها ليست مجرد مبادرة عفوية، بل قد تكون امتدادًا لتحركات أوسع، تعود بنا إلى أدوات وأجندات استخدمها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين في مراحل سابقة، خاصة عندما يتعلق الأمر بتوظيف القوافل لكسر الطوق السياسي على الجماعة أو لإحراج الأنظمة المناوئة لها، وتحديدًا مصر.
الأخطر أن هذه القافلة لا تبدو مجرد نشاط تعبوي مستقل، بل تتقاطع زمنيًا ومضمونيًا مع دعوات أيديولوجية أطلقها قياديون متشددون، من أبرزهم سعد العولقي، الذي دعا مؤخرًا إلى تحويل الدعم لفلسطين إلى جبهات مقاومة ضد الأنظمة العربية المتحالفة مع الغرب. وفي هذا السياق، تصبح القافلة التونسية جزءًا من مشهد أوسع تتداخل فيه الجماعات الإسلاموية مع تيارات جهادية أكثر راديكالية، في محاولة لتوحيد "ساحات الصراع" وتحويل القضية الفلسطينية إلى منصة لتفكيك النظام الإقليمي القائم.
في هذا المقال، سنفكك خيوط هذا التحرك الشعبي الظاهري، لنكشف خلفياته التنظيمية، وأبعاده السياسية، وتقاطعاته الأيديولوجية. سنتناول دور التنظيم الدولي للإخوان، وكيف استُخدم مسار القافلة في استهداف الدولة المصرية، إلى جانب تحليل العلاقة المحتملة بينها وبين الدعوات الجهادية العابرة للمنطقة، لنصل إلى أخطر ما في المشهد: احتمالية تشكل تحالف مرحلي بين الإسلام السياسي والجماعات الجهادية لإعادة خلط أوراق الإقليم من بوابة فلسطين.
التنظيم لا العفوية.. إشارات على تورط الإخوان
من الوهلة الأولى لتحرك "قافلة الصمود" التونسية، برزت علامات تدل على أن الأمر لم يكن تحركًا شعبيًا عفويًا بالكامل، بل يُدار وفق نمط تنظيم احترافي محكم. فحجم الحشد، وسرعة التعبئة، والانضباط في التنقل بين المدن والحدود، تشير إلى وجود بنية تنظيمية وخبرة ميدانية طويلة في تنسيق هذا النوع من التحركات العابرة للدول. هذا النمط يتوافق بشكل لافت مع الآليات التي طالما استخدمها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين في تنظيم الفعاليات الكبرى، لا سيما تلك التي تتقاطع مع قضايا "الشارع الإسلامي"، وعلى رأسها قضية فلسطين.
إحدى أبرز المؤشرات على البصمة الإخوانية كانت القدرة على تفعيل شبكات دعم لوجستي وإعلامي واسعة النطاق في وقت قصير. لم يكن الأمر مجرد تحرك مدني، بل بدا كمشروع سياسي–دعائي متكامل، يتم فيه توزيع الأدوار، وتوجيه الرسائل، وتوظيف الحالة العاطفية الجماهيرية باتجاهات مدروسة. وهذه كلها خصائص لطالما ميزت تحركات الجماعة، خاصة في مناطق شمال إفريقيا حيث لا تزال تمتلك امتدادات تنظيمية ونقابية فاعلة، رغم انحسارها في بعض الدول.
كما أن ظهور عدد من الشخصيات المعروفة بانتمائها أو قربها من التيار الإخواني في قيادة القافلة أو الترويج لها، لا يمكن تجاهله. هذه الشخصيات لم تخفِ توجهها السياسي، بل عمدت إلى توظيف رمزية "نصرة فلسطين" في خطاباتها لتحريك الغضب الشعبي ضد أنظمة بعينها، وعلى رأسها مصر. ولغة الخطاب التي تبنتها هذه الوجوه لم تكن إنسانية محايدة، بل حملت نبرة تحريضية واضحة، تميل إلى التقسيم والتأليب وشيطنة الدول العربية التي لم تنخرط في المسار الذي تقوده حماس أو إيران.
ويُعيدنا هذا المشهد إلى الذاكرة التنظيمية لحملات قوافل غزة في عامي 2009 و2010، والتي قادتها حماس بالتنسيق مع أطراف إخوانية في تركيا وأوروبا ومصر. في ذلك الوقت، استخدمت تلك القوافل كمنصات إعلامية لمحاصرة الدولة المصرية واتهامها بالخذلان، بهدف زعزعة استقرارها الداخلي وتشويه صورتها عربيًا. التكتيك ذاته يتكرر اليوم مع قافلة تونس، ما يرجّح أن القافلة إما تُدار مباشرة من الإخوان أو تُستثمر من قِبلهم لإعادة بناء شرعية شعبية فقدوها في السنوات الأخيرة، خاصة بعد فشلهم في أكثر من تجربة حكم بالمنطقة.
مصر في مرمى الاستهداف.. لماذا تحديدًا؟
تتحرك قافلة الدعم التونسية في ظاهرها نحو غزة تحت شعار "نصرة الشعب الفلسطيني"، لكن في عمقها الخطابي والإعلامي، يظهر أن الهدف الحقيقي ليس فقط كسر الحصار عن غزة، بل كسر هيبة الدولة المصرية ووضعها في مواجهة مع الرأي العام العربي، وخصوصًا المصري. فخطاب القافلة والمروجين لها يعج بالرسائل المبطنة والصريحة التي تصوّب باتجاه القاهرة، وتضعها أمام معادلة خاسرة: إن فتحت المعبر، فستبدو ضعيفة أمام حراك خارجي يفرض عليها مساراته، وإن أغلقته، فستُتهم بالتواطؤ مع الحصار على غزة.
ما يعزز هذا الانطباع هو استخدام ثنائية خطابية مغلقة وشديدة الاستقطاب من نوع: "إن سمحت القافلة بالعبور، فستُفضَح أمام شعبها، وإن منعتها، ستُفضَح أمام العرب". هذا النوع من الخطاب لا يفتح بابًا للحوار أو التنسيق السياسي، بل يُصمم خصيصًا لإحراج الدولة أمام جماهيرها وخلق حالة من التمرد الرمزي ضدها. إنها أدوات قديمة في صندوق التعبئة الإخواني، استخدمت بكثافة في قوافل غزة 2010، ثم خلال موجات الحراك التي سبقت ثورة يناير 2011.
ولعل أخطر ما في هذا الخطاب هو توظيف مفردات الثورة والتحريض بدلًا من التعاطف الإنساني أو الدعم الإغاثي. تعبيرات مثل "مصير حسني مبارك"، و"تسونامي التغيير"، و"العار أمام غزة"، لا تنتمي إلى لغة التضامن بقدر ما تنتمي إلى سردية إسقاط الأنظمة. وهي عبارات تُستخدم ليس لتحريك تعاطف الجماهير بل لدفعها نحو الغضب والتمرد، وهو ما يطرح تساؤلات جدية حول أجندة القافلة الحقيقية: هل هي دعم الفلسطينيين فعلًا، أم إعادة تشغيل ماكينة الفوضى في الداخل المصري؟
هذا التركيز المنهجي على مصر دون غيرها من الدول المجاورة لفلسطين، وتجاهل سياقات أخرى أكثر قُربًا جغرافيًا أو تورطًا سياسيًا، يؤشر إلى أن القافلة تمثل في جزء منها امتدادًا لصراع الجماعة مع الدولة المصرية. فالإخوان، بعد أن خسروا مواقعهم داخل مصر، يحاولون استعادة المبادرة عبر ساحات بديلة، باستخدام الرمزية الفلسطينية كأداة تحشيد، وكأن غزة أصبحت مرة أخرى ذريعة لا هدفًا، ومنصة لتصفية الحسابات بدل أن تكون قضية نضال شعبي إنساني جامع.
هل هي استجابة لدعوة جهادية عابرة للمنطقة؟
اللافت في توقيت انطلاق القافلة التونسية ليس فقط تزامنه مع تصاعد الغارات على غزة، بل أيضًا مع صدور تصريحات لافتة من القيادي المتشدد سعد العولقي، الذي دعا في خطبه الأخيرة إلى "فتح جبهات متعددة ضد الكيان الصهيوني عبر إسقاط الأنظمة الحليفة له". هذا التوازي الزمني بين خطاب تعبوي ذي طابع جهادي، وتحرك ميداني ذي طابع شعبوي/سياسي، يفتح الباب أمام تساؤل بالغ الأهمية: هل القافلة مجرّد مبادرة مدنية تلقائية؟ أم أنها استجابة ميدانية لدعوة أيديولوجية أكبر نطاقًا؟
العولقي – الذي يمزج في خطابه بين السردية الجهادية التقليدية ونظرية المؤامرة السياسية – لا يدعو فقط إلى مواجهة الكيان الصهيوني عسكريًا، بل يُركّز على ضرب "الجبهات الخلفية" للأنظمة العربية التي يعتبرها متواطئة مع إسرائيل. في هذا السياق، يصبح تحريك الشارع وسيلة أساسية لتفكيك الداخل العربي، عبر تحويل التضامن مع فلسطين من أداة نضال خارجي إلى محرك للفوضى الداخلية، وهو منطق لطالما اعتمدته التنظيمات الجهادية لتوسيع ساحة الاشتباك.
المفارقة أن هذا النوع من الدعوات يجد صداه في تحركات شعبوية مثل القافلة التونسية، التي تُعبئ الجماهير بشعارات ثورية عابرة للحدود، وتُصوّب خطابها ضد أنظمة بعينها، وفي مقدمتها الدولة المصرية. هذا التلاقي بين التعبئة الإخوانية والنبرة الجهادية ليس دليلًا على تحالف تنظيمي بالضرورة، لكنه يُظهر درجة عالية من التقاطع الوظيفي بين المشروعين: كلاهما يسعى إلى خلخلة الاستقرار الإقليمي وإعادة تدوير القضية الفلسطينية كمنصة إسقاط للأنظمة لا كقضية تحرر وطني.
وإذا أضفنا إلى ذلك تكثيف الحوثيين لهجماتهم الجوية في نفس التوقيت، تحت شعار "نصرة غزة"، فإن الحديث عن تناغم إقليمي – حتى وإن كان غير منسق تنظيميًا – يبدو أقرب إلى الحقيقية منه إلى المصادفة. نحن أمام مشهد متعدّد الأطراف، تتقاطع فيه أجندات الإخوان، وخطابات الجهادية المسلحة، وحسابات الميليشيات المدعومة إيرانيًا، في مشروع تعبئة متزامن يسعى إلى زعزعة الأنظمة المركزية، وعلى رأسها النظام المصري، بذريعة دعم القضية الفلسطينية.
التقاطع الأخطر.. تحالف الإخوان والجهاديين؟
رغم التباين العقائدي والفقهي العميق بين جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات الجهادية كـ"القاعدة" و"داعش" و"أنصار الله" (الحوثيين)، إلا أن المصالح المرحلية والعدو المشترك كثيرًا ما كانت كفيلة بتجاوز تلك الخلافات لصالح تنسيق ميداني غير معلن. في لحظات الاحتدام الإقليمي، تكرّرت أنماط هذا التحالف الضمني، كما حدث في سوريا، حين تداخلت شبكات الإخوان مع فصائل جهادية ضمن تحالفات قتالية ضد النظام، أو في ليبيا، حيث التقت ميليشيات محسوبة على الإخوان مع مجموعات متطرفة على الأرض ضد خصوم سياسيين مشتركين.
هذا النمط من التحالفات الرمادية يبدو اليوم في طريقه للتكرار، ولكن باتجاه الجبهة المصرية تحديدًا. فمسار "قافلة الصمود" – وإن قدّم نفسه كتحرك شعبي داعم لفلسطين – يحمل في بنيته خطابًا وأدوات تعبئة تكشف عن تقاطع لافت بين سرديات الإخوان والجهاديين. من جهة، تتبنّى القافلة لهجة الثورة الشعبية والإسقاط السياسي، ومن جهة أخرى، تتقاطع في الزمان والرسائل مع هجمات حوثية وتصريحات لقيادات متطرفة تدعو لفتح جبهات ضد "الأنظمة الخائنة".
الربط المقصود في الخطاب بين ما يُسمى "الجبهة البرية" التي تتحرك من تونس، و"الجبهة الجوية" التي تنطلق من اليمن، هو محاولة لإعادة صياغة المشهد الإقليمي كجبهة مقاومة موحدة، تتجاوز الفروقات العقائدية والتنظيمية. هذه السردية لا تخدم غزة بقدر ما تحاول إحياء مشروع إسلامي عابر للدول، يجمع القوى المضادة للأنظمة العربية المركزية في محور تعبوي، تحت راية نصرة فلسطين، بينما يخفي مشروعًا أوسع لهدم البنى السياسية التقليدية وإعادة ترتيب السلطة.
في هذا السياق، يبدو أن القافلة ليست إلا واجهة شعبوية لتحرك أوسع، حيث يُعاد استخدام القضية الفلسطينية كأداة لتبرير تحالفات هجينة بين الإخوان والجهاديين، تهدف إلى كسر الحصار المفروض على الجماعتين منذ ما بعد سقوط حكم الإخوان في مصر، وتراجع حضور الإسلام السياسي في المنطقة. إنها عودة مقنّعة لمشروع التمكين، تُغلّفها شعارات التحرير، لكنها تحمل في جوهرها نزعة انتقامية من الأنظمة التي نجحت في إزاحة الإسلام السياسي عن مراكز النفوذ.
التقدير النهائي: قافلة مشبوهة في توقيت حساس
إن الدعم لغزة واجب إنساني وأخلاقي لا يُختلف عليه، ولكن عندما تتحول القوافل الشعبية إلى أدوات اختراق سياسي وتنظيمي، يجب التوقف والتدقيق.
"قافلة الصمود" قد لا تكون مجرد تحرك عفوي لشعب شجاع، بل إعادة إحياء لبنية إخوانية دولية تسعى لإرباك الداخل المصري، وخلق بيئة إقليمية حاضنة للفوضى، مستفيدة من الانفعال الشعبي بالقضية الفلسطينية، ومتلحفة بشعارات العزة والكرامة.
وفي زمن تشتعل فيه الجبهات من البحر الأحمر إلى غزة، فإن الوعي بطبيعة هذه التحركات لا يقل أهمية عن مقاومة الاحتلال نفسه، لأن الحرب على الوعي قد تكون أخطر من المعركة بالسلاح.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ماذا يريدون منا وماذا يريد الله لنا؟! صفوة الله الأهدل
ماذا يريدون منا وماذا يريد الله لنا؟! صفوة الله الأهدل

ساحة التحرير

timeمنذ 2 ساعات

  • ساحة التحرير

ماذا يريدون منا وماذا يريد الله لنا؟! صفوة الله الأهدل

ماذا يريدون منا وماذا يريد الله لنا؟! صفوة الله الأهدل* يريدون استعبادنا وإذلالنا وقهرنا امتهان كرامتنا؛ لنظل تحت رحمتهم، يسعون لمسخ إنسانيتنا، وطمس هويتنا، والعبث بفطرتنا، وإغوائنا وإضلالنا، والله يريد لنا أن نكون أقوياء أعزاء، أن نحيا أحرار، أن نعيش كرماء، أن نحافظ على إنسانيتنا، وأن نبقى على فطرتنا السلمية، وأن نتمسّك بهويتنا، أن نهيمن على كل الأمم ونكون الأعلون عليهم، أن نحقق العبودية له في الأرض وننشر العدل بين الناس، أن نحارب ظلمهم وفسادهم ونتصدى لهجماتهم العدوانية ضد الإسلام والمسلمين. يريدون أن لا تمتلك إيران 'رأس محور المقاومة' النووي بينما الغدة السرطانية 'إسرائيل' تمتلكه، يريدون نزع سلاح حزب الله بينما إسرائيل تمتلك مختلف أنواع الأسلحة، يريدون إيقاف مساندة اليمن لغزة بينما أمريكا وبريطانيا وغيرهما يقفون مع إسرائيل، يريدون تفكيك حشد الله العراقي وفصائل المقاومة بينما الغرب متحد مع إسرائيل، يريدون تهجير صاحب الأرض 'أهل غزة' لاستيطان إسرائيل فيها وبناء مغتصبات لليهود! إذا عملنا بمايريدوه اليوم لن تكتفي طلباتهم لاحقًا، ثم إن قبلنا بذلك واستسلامنا لرغباتهم ماذا بقي لنا من ديننا وإسلامنا وإنسانيتنا؟ وكيف سنلقى ربنا؟ وبأي وجه سنقابل نبينا وقد قام فينا يجاهدهم يحاربهم وخاض ضدهم منذ بداية تأسيس الدولة في يثرب ثمانين غزوة؟! طاعتهم فيما يريدونه ويطلبونه منا كفر بالله وتكذيب بنبوة رسول الله ونبذ لكتاب الله، لهذا لن نتوقف عن تحقيق غايتنا بامتلاكنا النووي وتطوير أنفسنا، لن تخلّى عن سلاحنا ومن يحاول نزعه منّا سننزع روحه من بين جنبيه قبل أن يفعل ذلك، ولن نخذل إخوتنا في غزة ولبنان ونترك مقدّساتنا، ولن نُفرّط في وحدتنا ونستسلم لعدونا مابقي في أجسادنا حياة وما دام فينا عرق ينبض ليفهم ذلك العدو والصديق. #اتحاد_كاتبات_اليمن ‎2025-‎06-‎12

ذكرى الغدير فرصة مهمة لغربلة المسلمين!إيمان شرف الدين
ذكرى الغدير فرصة مهمة لغربلة المسلمين!إيمان شرف الدين

ساحة التحرير

timeمنذ 2 ساعات

  • ساحة التحرير

ذكرى الغدير فرصة مهمة لغربلة المسلمين!إيمان شرف الدين

ذكرى الغدير فرصة مهمة لغربلة المسلمين! إيمان شرف الدين* لم تكن حادثة الخيانة ليوم الغدير بالمحطة العابرة وحسب، بل كانت وما زالت الثغرة التي تمكن من خلالها أعداء الله، واعداء رسوله من التغلغل داخل صفوف المسلمين، والعبث بسلوكياتهم، وثقافتهم، بل وتشويه معتقداتهم، وانتماءاتهم، في طرائق من تزييف التاريخ، والكذب على شخصيات طاهرة، كشخصيات أهل البيت ، عليهم السلام، وإلفاق التهم حول كل من استضل بضلالهم، وولاهم، وصار من شيعتهم ومحبيهم، لتكون النتيجة هي أن يحكم المسلمين، ويقود زمام أمورهم حفنة من أهل الضلال والباطل، من أصحاب من نقضوا يوم الغدير، والتفوا عليه، وأقاموا خيانته إلى يومنا هذا. اليوم، تمر ذكرى الغدير على الأمة الإسلامية، على واقع مر، وتخاذل أمر، من قيادات هذه الأمة، والصحيح أنهم ليسوا أبداً بقيادات، ذلك أنهم لم يقودوا الأمة أبداً، بل هم من تسببوا في واقعها المر، من خلال تخاذلهم، وولاءاتهم لأعدائها، بل وأكثر من ذلك، تجرأهم على الدين، وتغييبهم للثقافة القرآنية، هذا كله يعد نتيجة واحدة من نتائج تكالب الماضي، والخيانة الماضية، على ما أمر به الله، ورسوله. ما يحدث في غزة اليوم، هو ما يستوجب القيام من جديد بيوم الغدير الأغر، ما يستوجب سحب رخصة الحكم من هؤلاء الحكام العرب الأنذال، وتسليمها فورا لمن يستحق، لمن هو كالإمام علي عليه السلام، في إيمانه، وإخلاصه، وولائه. عليه، لتكن ذكرى الغدير اليوم عظيمة بحجم وعظمة رسول الله والإمام علي، لتكن هي الغربال الأول الذي يغربل به المسلمون اليوم، فيعرف المؤمنون منهم، وأخيراً لتكن هذه الذكرى المهمة فرصة لمساندة ومناصرة غزة، من خلال إخراج كل من هم من بقايا وتراكمات خونة يوم الغدير من أمة الإسلام والمسلمين، حينها فقط سيتحقق بإذن الله نصر غزة، وستتم بعونه تعالى نهاية العدو. #اتحاد_كاتبات_اليمن ‎2025-‎06-‎12

عهد الولاية عهدٌ يتجدد!أم هاشم الجنيد
عهد الولاية عهدٌ يتجدد!أم هاشم الجنيد

ساحة التحرير

timeمنذ 21 ساعات

  • ساحة التحرير

عهد الولاية عهدٌ يتجدد!أم هاشم الجنيد

عهد الولاية عهدٌ يتجدد! أم هاشم الجنيد* ليس العاشر من ذي الحجة وحده عيدًا للأمة، بل هناك عيد آخر لا يقل قداسة وسموًّا، هو عيد الولاية، يوم أتمّ الله فيه الدين وأكمل النعمة، وجعل ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب امتدادًا لرسالة النبي الخاتم، ومفتاحًا لبقاء الإسلام نقيًا من تحريف الطغاة. في هذا اليوم العظيم، وعلى صعيد غدير خم، وقف النبي محمد صلوات الله عليه وآله، في مشهدٍ خالد، رافعًا يد علي، قائلًا: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه»، فكانت تلك اللحظة إعلانًا إلهيًا واضحًا بولاية الإمام علي، لا تحتمل التأويل ولا التزييف. في اليمن، أرض الإيمان والحكمة، لم تكن هذه الولاية شعارًا يُردد فقط، بل عهدًا يُجدد في كل عام، وولاءً يسكن القلوب قبل الألسنة. لقد عرف اليمنيون آل بيت النبي، فآووهم ونصروهم، وحملوا على عاتقهم الدفاع عن نهجهم، وظلوا أوفياء لمدرسة الولاية رغم كل المحاولات الطامسة للحقيقة. حاول أعداء آل البيت جاهدين أن يطمسوا هذا النهج، فكتبوا التاريخ بمداد التضليل، وغيّبوا الأحاديث، وبدّلوا المفاهيم، حتى نشأ جيلٌ لا يعرف من الولاية إلا اسمها، وابتعد عن جوهرها الرباني. لكن في اليمن، بقي صوت الغدير صادحًا، يتوارثه الأحرار جيلًا بعد جيل، ويتمسكون به في وجه الطغيان. إن إحياء عيد الولاية ليس طقسًا شعبيًا، بل موقفًا إيمانيًا، وتعبيرًا عن ارتباط عميق بالإمام علي، الذي جمع بين العلم والشجاعة، وبين التقوى والعدل، وبين القيادة الربانية والرحمة النبوية. وما أحوج الأمة اليوم إلى هذا النهج العلوي، لتنجو من ظلام التيه والانقسام. في تجديد اليمنيين لبيعتهم للإمام علي، تأكيد على أن المشروع المحمدي الأصيل لا يُمكن أن يُمحى، وأن راية الهدى ستظل مرفوعة ما دام في الأمة من يُحيي ذكرى الغدير، ويعي معناها، ويجعل منها نبراسًا للسير في درب النور. فالولاية ليست قصة ماضية، بل عهدٌ يتجدد، وراية لا تنكسر، وصوتٌ باقٍ يعلو فوق كل محاولات التحريف والطمس… صوت يقول من كنت مولاه فهذا علي مولاه ومن هذا العهد الخالد، تستمد اليمن قوتها وصمودها، فترى أبناءها في كل وادٍ وسهلٍ وجبلٍ يرفعون راية الولاية بإباء، وينادون بولائهم لأمير المؤمنين لا تملقًا ولا عادة، بل عن يقينٍ وبصيرة. يُحيون يوم الغدير لا كذكرى عابرة، بل كيومٍ تتجدد فيه البيعة للإمام، وتُجدد فيه العزيمة على التمسك بطريق الحق مهما عظمت التضحيات. وإنه لأمرٌ لافتٌ أن نرى في اليمن، رغم الحصار والعدوان والمؤامرات، احتفالات يوم الغدير تُقام بزخم شعبي وإيماني كبير، يليق بعظمة المناسبة وبقداسة الموقف، في حين تغيب هذه الذكرى عن الكثير من ساحات الأمة، التي اختارت الصمت أو التجهيل. فمنذ قرون، وأعداء آل البيت يشنّون حربًا على الولاية: يحجبون أحاديث الغدير، ويُقصون فضائل الإمام علي من المنابر، ويُفرغون الدين من روحه المرتبطة بالإمامة. ولكن رغم كل ذلك، بقيت الولاية حية في ضمير الأحرار، وكل من نهل من معين الفطرة والقرآن عرف أن لعلي مكانًا ليس كمكان، ودورًا ليس كأي دور. اليمن اليوم، وهي تُجدد عهد الولاية، تُجدد أيضًا ولاءها لمحور الحق في مواجهة الطغيان العالمي، فالإمام علي لم يكن رمز عدالة فحسب، بل كان عنوان مقاومة ضد الباطل والظلم والانحراف. ومن سار على دربه، كان بالضرورة في صف المظلومين، ومنحازًا لقضايا الأمة العادلة، وعلى رأسها فلسطين، القضية التي لم تغب عن ضمير اليمنيين وقيادتهم الواعية. إن عيد الولاية ليس فقط ذكرى الولاء لعلي بن أبي طالب، بل هو موقف ضد كل محاولات تغييب المشروع المحمدي، وضد كل قوى النفاق التي أرادت أن تفصل الإسلام عن روحه. سيظل اليمن يكتب على جداره الإيماني نحن أبناء الغدير، وأحفاد الأنصار، وورثة عهد الولاية. وسيبقى صوت الغدير في اليمن لا يُكتم، ونوره لا يُطفأ، مهما حاولت قوى الطمس والتزييف، لأن عهد الولاية… عهدٌ لا يموت، بل يتجدد في القلوب والميادين. #اتحاد_كاتبات_اليمن ‎2025-‎06-‎11 The post عهد الولاية عهدٌ يتجدد!أم هاشم الجنيد first appeared on ساحة التحرير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store