عيد الاستقلال 79: احتفال من نوع آخر
يحيي الأردنيون في الخامس والعشرين من أيار من كل عام، ذكرى عيد الاستقلال، تلك اللحظة التاريخية المفصلية التي مثلت انتقال الأردن من مرحلة التبعية إلى السيادة، ومن الانتداب إلى اتخاذ القرار الوطني الحر، غير أن هذا اليوم لم يعد مجرد مناسبة نستحضر فيها صفحات المجد الماضية ونستعرض الإنجازات، بل ينبغي أن يكون محطة للتأمل والمراجعة، نطرح خلالها السؤال الجوهري:
ما الذي يعنيه عيد الاستقلال الوطني لنا اليوم، نحن الأردنيين على اختلاف أصولنا ومنابتنا؟ وكيف يمكن أن نحتفي به بأسلوب يعكس تطلعاتنا الحاضرة ورؤيتنا للمستقبل؟
إن من حقنا، بل من واجبنا، أن نحتفل بهذه الذكرى الوطنية المجيدة، وأن نعبر عن فخرنا بهذا الإنجاز التاريخي الكبير؛ فهو ليس مجرد مناسبة عابرة في روزنامة الأحداث، بل مسؤولية متجددة تتطلب وعيا متقدما، فالولاء الحقيقي للأوطان لا يقاس بالأغاني والشعارات فحسب، بل يظهر في قدرتنا على تجسيد معاني الاستقلال عمليا، من خلال بناء القدرات، وتنمية المهارات، وتعزيز ثقافة الريادة والابتكار، وتحقيق التمكين الحقيقي للأفراد والمجتمع.
إننا اليوم بأمس الحاجة إلى الارتقاء بالاستقلال من مجرد ذكرى نحتفي بها إلى مشروع حضاري مستدام، ومن حنين عاطفي إلى الوطن، إلى حب فعال يترجم في مسارات التنمية والبناء، ليصبح الاستقلال واقعا يصنع كل يوم، لا مجرد قصة تروى كل عام.
سنتناول في هذا السياق الحديث عن عيد الاستقلال من زاوية مختلفة، نركز من خلالها على البعد التنموي للاستقلال، المتمثل في تنمية القدرات والمهارات من جهة، وتعزيز مفاهيم الريادة والابتكار والتمكين من جهة أخرى، باعتبارها ركائز جوهرية للاستقلال الحقيقيي، لذلك لا بد أن نبدأ بالاعتراف بوجود فجوة ملموسة بين مخرجات التعليم الجامعي ومتطلبات سوق العمل، وهي فجوة تتطلب جهدا وطنيا جادا لردمها في المرحلة المقبلة، فشريحة واسعة من الخريجين تفتقر إلى المهارات التطبيقية والفنية اللازمة، مثل الاستخدام المتقدم للتكنولوجيا، والتفكير التحليلي، وحل المشكلات، إضافة إلى مهارات الاتصال، والتفاوض، والعمل الجماعي، وإدارة الذات، هذه التحديات تمثل عقبة حقيقية أمام تطور سوق العمل في الأردن مواجهة هذا الواقع، تبرز الحاجة إلى تطوير سياسات تعليمية أكثر مرونة وقابلية للتكيف مع التغيرات المتسارعة في العالم وسوق العمل، إلى جانب تعزيز الشراكة بين مؤسسات التعليم العالي والقطاع الخاص، كما تبرز ضرورة إنشاء مراكز متخصصة لتطوير المهارات في كل جامعة أو مؤسسة مهنية، يكون دورها الرئيس الاستجابة لمتطلبات السوق، وإعادة تأهيل الخريجين لاكتساب مهارات جديدة تتماشى مع متطلبات المرحلة، بعبارة أوضح: لم يعد امتلاك الشهادات وحده كافيا، بل إن الشباب اليوم بحاجة إلى مهارات حقيقية تمكنهم من بناء مسارهم المهني بثقة وكفاءة.
تقودنا أهمية تطوير وتنمية المهارات إلى المحور الثاني من هذا المقال، وهو تعزيز التمكين فالتدريب المستمر والتفويض الواعي للمهام يمثلان المدخل الحقيقي للتمكين، لا سيما في السياق الوظيفي، حيث يشكلان ترجمة واقعية لمعاني الاستقلال الوطني.
إن التمكين المبني على أسس مدروسة لا يفضي فقط إلى رفع الكفاءة، بل يسهم في تحقيق الاستقلال الذاتي للأفراد، من خلال منحهم مزيدا من أدوات التأثير والمشاركة في اتخاذ القرار، والتقليل من المركزية المفرطة، مع التأكيد على أهمية الوعي بالمسؤولية وتحمل تبعات القرار، وتعزيز ثقافة المساءلة كضمانة للحد من التجاوزات والانحرافات المحتملة، كما أن التمكين الوظيفي يسهم في خلق بيئة عمل عادلة وصحية داخل المنظمات، حيث تفتح فيها الفرص بناء على الكفاءة، وتقدر فيها المهارات بعيدا عن المحسوبيات والعلاقات غير المهنية، مما يرسخ مناخا من الثقة ويعزز الانتماء والمشاركة الفاعلة.
ينسجم هذا التوجه مع مفهوم التمكين الاقتصادي على مستوى الدولة، الذي يستدعي البحث الجاد عن مصادر جديدة ومستدامة للطاقة، وتنويع مصادر الدخل الوطني، وتحفيز قطاعات الصناعة والزراعة والابتكار التكنولوجي، كما يتطلب العمل بجدية على الحد من الفساد الإداري والمالي، وترسيخ مبادئ الشفافية والمساءلة، لضمان تحقيق تمكين اقتصادي مستدام وشامل.
لا يمكن الحديث عن التمكين دون التوقف عند البعد السياسي، الذي يتمثل في إشراك الأفراد بفعالية في صنع القرار، وضمان حرية التعبير، وتقديم المبادرات والحلول للتحديات الوطنية، ففي هذا الإطار، يتجلى الاستقلال كقيمة حقيقية وممارسة واعية، لا كمناسبة عابرة، بل كتجربة تمارس في تفاصيل الحياة اليومية.
إن الاحتفال الحقيقي بالاستقلال اليوم يكمن في قدرة هذا الجيل على تحويل التحديات إلى فرص، والخروج من قوالب الوظيفة التقليدية نحو آفاق أوسع من المبادرة والعمل الحر، والانتقال من موقع المتلقي إلى موقع الشريك الفعال في صناعة القرار، كما تمثل هذه المناسبة فرصة متجددة لتأكيد الالتزام بتعزيز المرأة الأردنية، وتمكينها من أداء دورها الريادي في مجالات التعليم والاقتصاد والسياسة، بوصفها شريكا أساسيا في مسيرة الاستقلال والبناء الوطني.
في عصر التحول الرقمي المتسارع، يبرز التمكين الرقمي كأحد المفاتيح الأساسية للتمكين الشامل، ويقتضي هذا التمكين أن يمتلك كل مواطن – لا سيما الشباب – القدرة على استخدام التكنولوجيا ليس فقط كأداة، بل كوسيلة للإنتاج والتطوير وإحداث التغيير، ويتطلب ذلك رفع مستوى الكفاءة الرقمية، وتعزيز الوعي بالأمن السيبراني، وتطوير مهارات البرمجة، وتحليل البيانات، والتصميم الرقمي، وغيرها من القدرات التي باتت تشكل لغة العصر وأدواته. إن الحفاظ على هذا النوع من التمكين لا يسهم فقط في بناء جيل قادر على التفاعل مع المستقبل، بل يعزز أيضا السيادة الاقتصادية ويضمن بقاء الدولة في موقع متقدم ضمن خارطة العالم الرقمية المتغيرة باستمرار.
في ميدان الريادة والابتكار، يتجلى معنى الاستقلال الحقيقي عندما يتحول الوطن بخطى واثقة إلى حاضنة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، لما لها من دور محوري في تقليص معدلات البطالة، وبناء اقتصاد منتج ومستدام، وتعزيز روح الابتكار لإيجاد حلول محلية ملائمة تغنينا عن استيراد البدائل، وفي هذا السياق، يتحقق التحرر من التبعية الفنية والفكرية، ومن هنا، فإن دعم الحاضنات والمسرّعات، وتبني أفكار الشباب الواعي والمسؤول، يمثل أحد أصدق أشكال الاحتفاء بالاستقلال، كما أن التحرر من التبعية المعرفية والتقنية لا يتحقق إلا عبر الاستثمار الجاد في البحث العلمي، وزيادة المخصصات المالية له، وتعزيز الشراكة بين الجامعات والقطاع الصناعي، بما يضمن خلق بيئة معرفية قادرة على ربط العلم بالإنتاج، والتعليم بالاقتصاد، والشباب بالمستقبل.
إن الاحتفال بعيد الاستقلال لا ينبغي أن يبقى مجرد طقس سنوي تقليدي نمارس فيه الفخر بالماضي، بل لا بد أن يتحول إلى لحظة وعي متجدد بمسؤولياتنا تجاه الحاضر والمستقبل، فالاستقلال الحقيقي لا يقاس فقط بالتحرر من الهيمنة السياسية، بل يتجسد في قدرتنا على بناء الإنسان الأردني الواعي، الممكَّن، القادر على الإنتاج والتفكير والابتكار.
لقد آن الأوان لننتقل من رمزية الاستقلال إلى واقعه العملي، عبر تنمية المهارات، وتعزيز التمكين الوظيفي والاقتصادي والسياسي، وتوسيع آفاق الريادة والعمل الحر، والاستثمار الجاد في البحث العلمي، والتحول الرقمي، وبناء شراكات حقيقية تربط التعليم بالاقتصاد، والشباب بفرص المستقبل، وبهذا الفهم العميق والشامل، يصبح عيد الاستقلال مناسبة لتجديد العهد مع الوطن والقيادة والمؤسسات، لا بالكلمات والشعارات، بل بالفعل والعمل والرؤية، فهو ليس فقط ذكرى تحرر، بل مشروع نهضة مستمرة، يصنعه الأردنيون كل يوم بإرادتهم، ووعيهم، وإيمانهم بأن المستقبل لا يُمنح، بل يُبنى.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 30 دقائق
- أخبارنا
أ.د.مصطفى محمد عيروط : الاستقلال
أخبارنا : يوم الاستقلال في ٢٥/٥ من كل عام يوم وطني نحتفل فيه سنويا منذ ٢٥/٥/١٩٤٦ ولكن الاستقلال يمثل اراده وإدارة وطنيه بقيادة هاشميه بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني المفدى وشعب أردني وطني أصيل مع القياده الهاشميه التاريخيه عقلا وقلبا وجيشا عربيا مصطفويا وأجهزة امنيه سياج الوطن واستقلاله فالشباب في المدارس والجامعات خاصة عليهم أن يعرفوا عنه ويتعمق أكثر فيهم معاني هذا اليوم الأغر عندما يكون التعليم وجاهيا وليس تعليما عن بعد وتعزز فيهم روح الانتماء والولاء المطلق للاردن والقيادة الهاشميه كما كنا وسنبقى في الأسرة و المدرسه والجامعه والعمل فيوم الاستقلال للمملكة الاردنيه الهاشميه اعتقد بأن طعمه ولونه يحتاج إلى تعميق وتجذير في ظل ظروف دوليه واقليميه معقده وتحديات وطنيه تحتاج منا إلى وعي أكثر وعدم انزلاق أي شخص مدفوع عاطفيا أو مدفوع من جهات لا تريد الخير لوطننا ويوم الاستقلال وكل يوم ان يزداد وعينا وحذرنا من كل ناعق فتان فيوم الاستقلال يحتاج منا ليس فقط إلى احتفالات وتهاني فقط وانما إلى عمل يقوم به كل منا وكل في موقعه حارسا للاستقلال برموش العينيين فيزداد الإنجاز والنجاح في وطننا الأردن وطن الانجازات والنجاحات والامن والاستقرار والنماء والحريه فيوم الاستقلال وكلنا شعب مثقف متعلم وذكي ومحسود أن نعي التحديات فالوحده والاسره الواحده هي هي وكل من يحاول اختراقها سلبا فهو ضدنا جميعا وعيوننا على ما عمله البعض في دول فانتشر الشر فيها والدم والقتل والهجره والدمار فيوم الاستقلال وهو مزروع فينا بأننا واحه للامن والاستقرار والنماء بقيادة هاشميه تاريخيه تحمل رسالة وامانه عنوانها الحكمه والتسامح والعدل والإنجاز ومع الشعب والأمه وفلسطين والقدس وشعارنا ما نطق بها حكيمنا وقائدنا جلالة الملك عبد الله الثاني عمان توأم القدس فيوم الاستقلال يوم خير ويوم عطاء ويوم محبه كما هي كل ايام الاردنيين وأينما تواجدوا فيوم الاستقلال عنوانه كما ارى فينا جميعا انتماء ونماء ووفاء مع القائد الهاشمي جلالة الملك عبد الله الثاني المفدى الذي يعمل مع الشعب والى الشعب والأمه وفلسطين والقدس ومع كل انين مواطن ومع ابنائه في كل أنحاء الأردن وفي كل مكان فهذا الوطن معه وبه بخير وقوي واكثر مما يتوقع اخرون فالقائد والشعب واحد موحد عملا لا قولا فوطني الاحلى وقود المسيره وهذه بلدنا وما بنخون عهودها وين على رام الله يا قدس يا زهرة المدائن مرحى لمدرعاتنا فالملك ميشع ومسلته هنا في أرض الأردن الساكن فيها ١٣٨ ألف صحابي كما قال لي استاذ من مصر الكنانه التي أعتز بها واعتز به وان الاوان لسياحه دينيه اسلاميه ومسيحيه اكثر (((مسلة ميشع أو حجر ميشع مسلة تاريخية كتبها الملك ميشع، ملك المملكة المؤابية تلك المملكة التي سطع نجمها خلال القرن التاسع قبل الميلاد (العصر الحديدي) في وسط الأردن، وتعد هذه المسلة من أقدم وأطول المسلات التاريخية المكتشفة في بلاد الشام والتي يخلد فيها الملك مشيع الذيباني انتصاراته على بني إسرائيل في عام 850 ق.م، حيث يعتبر ذكرهم فيها الأقدم لحد الآن.)) وان الاوان لثوره اداريه بيضاء في اي مكان يحتاج بعد التقييم عنوانها الكفاءه والإنجاز على الأرض في وطننا وطن الانجازات والنجاح و كل من ياكل المنسف في يوم الاستقلال وكل الايام يتذكر بان المنسف هي اكله شعبيه اردنيه ولكنها رساله وتاريخ ومعنى لكل من يريد في الأردن شرا ((يعود تاريخ المنسف إلى أكثر من 3 آلاف عام وفق المؤرخين، وقد ارتبط تاريخيا بالنضال ضد اليهود وذلك حين طلب الملك "ميشع" من شعبه في القرن 19 قبل الميلاد طبخ اللحم باللبن ليخالف اليهود الذين يحرّمون طبخ اللحم باللبن أو الحليب، ولكي يتمكن من تمييز أبناء شعبه عن اليهود.)) ففي فلسطين والقدس كل شبر فيها شاهد على الشهادة والاستبسال و في يوم الكرامه لن ينساه أحد على مر الزمان فالاردني والاردنيه شعارنا بمبدأ واحد الله الوطن الملك وخلف ومع جلالة الملك نقول بصوت واحد كلنا معك هنا نعيش وهنا نموت فهنا العزه والكرامه حمى الله الأردن-المملكه الاردنيه الهاشميه - والذي يعني الشده والغلبه والشعب الاردني والجيش العربي المصطفوي والاجهزة الامنيه بقيادة جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني المعظم حماه الله وحمى الله سمو الأمير الحسين ولي العهد المفدى مصطفى محمد عيروط


الانباط اليومية
منذ 42 دقائق
- الانباط اليومية
GHF.
الأنباط - المنظمة المثيرة للجدل التي ستبدا عملها في خلال أسابيع داخل غزة لتوزيع المساعدات على اهالي القطاع المحاصر ، في المرحلة الاولى من عملها داخل قطاع غزة ، ستتمركز مؤسسةGHF في اربع مواقع توزيع مساعدات " آمنة " ثلاثة منها تقع في جنوب قطاع غزة ، وموقع رابع في وسط القطاع ، ومتوقع ان يخدم كل مركز ما يقارب 300 الف شخص اي بما مجموعه 60% من السكان . الخطة الموضوعة لعمل المؤسسة داخل القطاع تمتد ل 90 يوما / ثلاثة اشهر ، مما يفتح مجالا لسؤال أساسي وهو ، ما هدف تمركز العاملين بهذه المؤسسة في الجنوب ؟ GHF ، بين الإغاثة والأجندة السياسية وفقًا للمعلومات المتوفرة، تخطط مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) لإنشاء أربعة مواقع توزيع آمنة داخل قطاع غزة، ثلاثة منها في جنوب القطاع وموقع واحد في الوسط كما ذكرنا ، مع نية فتح مواقع إضافية في شمال غزة لاحقًا. هذا يعني أن سكان شمال غزة قد يضطرون للسفر إلى مواقع في الوسط أو الجنوب لتلقي المساعدات. هذا التوزيع المركزي للمساعدات يفرض واقعاً يدفع سكان الشمال للانتقال جنوبا للحصول على المساعدات ، وبهذا ، تساهم هذه المؤسسة بشكل غير مباشر في مخطط التهجير القسري للسكان ، مما ينذر ايضا بتغير ديموغرافي غير مباشر في القطاع . اعتبرت الامم المتحدة - United Nations مؤسسة GHF مؤسسة لا تلتزم بمبادئ الحياد والاستقلالية ورفضت التعاون معها ، مفضلة استمرار توزيع المساعدات عبر قنواتها التقليدية رغم الصعوبات المفروضة عليها من قبل الكيان . وهذا مؤشر آخر يؤكد التخوفات من ان تساهم هذه المؤسسة بشكل او باخر في مخطط التهجير . التمويل ورواتب العاملين : استمرارية مُهددة ؟ تشير تقارير عدة إلى ان العاملين الميدانيين التابعين ل GHF سيتقاضون رواتب تتراوح بين 1000 إلى 1,500 دولار يومياً، إذا افترضنا ان عدد العاملين سيبلغ فور بدء عملهم في القطاع 100 عامل فان التكلفة اليومية للرواتب وحدها تصل إلى 100,000 إلى 150,000 الف دولار يوميا اي ما يعادل 3 مليون شهريا ، وحسب الخطة الموضوعة لثلاث اشهر فان اجمالي المبلغ سيكون تقريبا 10 مليون دولار ، هذه المبالغ تثير تساؤلات مشروعة ومنطقية جدا واهمها بالنسبة لي ، من سيمول هذه العملية ؟ تحديداً مع عدم وجود مصادر للشفافية المالية لهذه المؤسسة ، مما يبتّ في فكرة وجودها من الأساس بمهمة محددة واضحة " حصان طروادة لتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية لإسرائيل " كما وصفتها Norwegian Refugee Council . العاملين في مؤسسة GHF وخلفياتهم العسكرية : تعتمدGHF على شركات أمنية خاصة مثل UG Solutions وSafe Reach Solutions، التي وظفت أكثر من 100 عنصر سابق في الجيش الأمريكي، بعضهم من وحدات النخبة ، و تضم قيادات GHF ومشغليها أفرادًا من خلفيات عسكرية وأمنية أمريكية بارزة، مثل: مارك شوارتز (مستشار): جنرال سابق في الجيش الأمريكي ومُنسق أمني سابق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية جايك وود (المدير التنفيذي): قائد سابق في سلاح المارينز وأسس منظمة Team Rubicon للاستجابة للكوارث، وغيرهم . المخاوف الرئيسية اليوم من هذه المؤسسة ، هي حشد " تسونامي بشري " من اهالي قطاع غزة في منطقة واحدة قرب الحدود مع سيناء وتركهم لمحاولات عبور الحدود إلى مصر دون اي تدخل من الجيش الاسرائيلي ، ومنعهم من مغادرة المنطقة المحددة لهم في الجنوب . في الختام إذا كان لا بد لنا ان نمُرّ على بعض من الانتقادات الجوهرية ل GHF ، ف لا يمكن ان لا نذكر ما هو جليّ جداً من " تسييس للمساعدات الإنسانية " لتنفيذ اجندة اسرائيلية ، بالإضافة إلى محاولات عديدة لاضعاف دور الامم المتحدة في القطاع ، ولن ننسى غياب الشرعية المحلية ، ف لا تشارك اي جهات فلسطينية في ادارة هذه العملية مما يفقدها بطبيعة الحال الثقة المجتمعية ، وبات واضحا رفض فئة كبيرة من الفلسطينيين من ضمنهم العشائر التي تعاونت سابقا مع الجيش في ادارة المساعدات الانسانية التعاون مع GHF .


الوكيل
منذ ساعة واحدة
- الوكيل
اليونان: يجب تسهيل تدفق المساعدات إلى جميع أنحاء قطاع غزة
06:26 م ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- قال وزير الخارجية اليوناني، إنه يجب تسهيل التدفق الفوري وغير المقيد للمساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة. اضافة اعلان