
التضخم يلقي بظلاله على الوفاء.. معاناة الحيوانات الأليفة في لندن
على مدى خمسة وعشرين عامًا من العمل في «مأوى مايهيو» للحيوانات بلندن، رأت سو باريت مختلف أنواع الحيوانات المهجورة بأشكال وأساليب عديدة، من قطط صغيرة تُترك في صناديق مغلقة، إلى ببغاوات تُرمى في منتصف الليل.
غير أن فريق المأوى لم يشهد قط عددًا من الحيوانات المهجورة كهذا الذي رآه خلال السنوات الأخيرة، وفقا لوكالة «فرانس برس».
تُشير إلفيرا ميوتشي ليونز، مديرة المأوى الواقع غرب لندن، إلى أن أصحاب الحيوانات «يشعرون بالحزن والخجل والإحباط» حين يُجبرون على اتخاذ قرارات التخلي عن حيواناتهم الأليفة، وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة لأزمة تكلفة المعيشة المتزايدة.
-
-
-
ومع أن البريطانيين معروفون بحبهم للكلاب والقطط، سجلت «جمعية منع القسوة على الحيوانات» زيادة 32% في حالات الهجر خلال الأشهر الأولى من العام 2025 مقارنةً بالعام الماضي.
تضاعف أزمة التضخم التي وصلت ذروتها في أكتوبر 2022، بزيادة أسعار العلف الحيواني، من معاناة أصحاب الحيوانات، فتجد عشرات الآلاف مضطرين لترك حيواناتهم الأليفة منذ نهاية جائحة كوفيد-19، ما أدى إلى استقبال مأوى مايهيو لأكثر من 130 حيوانًا منذ بداية العام الجاري.
قصة إنسانية مؤلمة
ويشرح موظفو المأوى أن وراء كل حيوان قصة إنسانية مؤلمة، مثل حال كلب البودل «براوني» وكلب «استرو» اللذين سُلّما إلى المأوى بعد فقدان أصحابهما منزلهم بسبب أزمة مالية.
وتوضح إلفيرا ميوتشي ليونز أن هذه القصص تُبرز حجم الألم، مشيرة إلى أن الحيوانات الأليفة تُعد حاجة ضرورية لأصحابها في أوقات العسرة أكثر من أي وقت مضى.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني العديد من الحيوانات من مشاكل صحية نتيجة عجز أصحابها عن تحمل تكاليف العلاج البيطري. ففي حالة «فيليكس»، القط البالغ من العمر تسع سنوات، جرى التخلي عنه بسبب عدم قدرة أصحابه على علاج أسنانه.
ورغم هذه التحديات، يستمر فريق العمل في المأوى بتوفير خدمات كغذاء مجاني وعلاجات وقائية لمساعدة أصحاب الحيوانات المحتاجين، إلا أن الطلب المتزايد يجعلهم غير قادرين على تلبية جميع الحالات.
ومع ذلك، تظل إلفيرا ميوتشي ليونز متفائلة قائلة: «نحن نرى الأثر الذي نصنعه كل يوم».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 6 ساعات
- الوسط
قتلى وجرحى بغارات إسرائيلية على غزة، ونتنياهو يتّهم بريطانيا وكندا وفرنسا بالوقوف "في الجانب الخطأ من الإنسانية"
Reuters في غارات إسرائيلية متواصلة على مناطق متفرقة في القطاع الفلسطيني المحاصر، أعلن الدفاع المدني في غزة الجمعة مقتل 16 شخصاً. وأفاد محمد المغير مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني، بسقوط "16 شهيداً وعشرات المصابين إثر غارات جوية شنها الاحتلال في مناطق عديدة بقطاع غزة منذ منتصف الليل"، وفق ما أفادت وكالة فرانس برس. وأشار إلى "سقوط عشرات الجرحى" في الغارات التي أصابت منازل في وسط قطاع غزة وجنوبه. المساعدات التي سُمح بدخولها "لا تكفي" EPA مسؤولون فلسطينيون يقولون إن المساعدات لا تكفي لتعويض النقص الناجم عن الحصار وعقب أن سمحت إسرائيل بدخول بعض شاحنات المساعدات إلى القطاع، قال الجيش الإسرائيلي إن 107 شاحنة مساعدات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى تحمل الدقيق والأغذية والمعدات الطبية والأدوية دخلت إلى غزة الخميس. وقال مسؤولون فلسطينيون إنّ المساعدات التي دخلت القطاع، لا تكفي إطلاقاً لتعويض النقص الناجم عن الحصار المستمر منذ 11 أسبوعاً، وفق فرانس برس. وفي مداخلة خلال انعقاد الجمعية السنوية لمنظمة الصحة العالمية الخميس، حض رئيس المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إسرائيل على التحلي "بالرحمة" في حرب غزة وإنهاء "التدمير المنهجي" للنظام الصحي في القطاع الفلسطيني. وشدّد على أن السلام سيكون في صالحها، وأنّ الحرب ستؤذي إسرائيل ولن تجلب لها حلاً دائماً. وكشفت منظمة الصحة العالمية أن سكان غزة يعانون نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والإمدادات الطبية والوقود والمأوى. واضطرت أربعة مستشفيات رئيسية لتعليق خدماتها الطبية خلال الأسبوع الماضي، بسبب قربها من مناطق الأعمال العدائية أو مناطق الإخلاء والهجمات. وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان إن 19 مستشفى فقط من أصل 36 في قطاع غزة لا تزال تعمل، وإن الموظفين يعملون في "ظروف مستحيلة". وأضافت أن "94 في المئة على الأقل من كل المستشفيات في قطاع غزة تضررت أو دمرت"، في حين "جُرّد شمال غزة من الرعاية الصحية بشكل شبه كامل". واستؤنف القصف على القطاع في 18 مارس/ آذار بعد تعثر المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس لتمديد الهدنة التي استمرت شهرين. ومنذ بدء الحرب بلغ عدد القتلى في غزة 53762، وفقا لأحدث حصيلة أوردتها وزارة الصحة في القطاع. "البيان البريطاني الكندي الفرنسي يشجع حماس" اتّهم بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بعضاً من أقرب حلفاء بلاده بالوقوف "في الجانب الخطأ من الإنسانية" بعد انتقادهم لسلوك إسرائيل في غزة، وذلك في إشارة إلى كندا وبريطانيا وفرنسا. وفي بيان مشترك صدر في وقت سابق من هذا الأسبوع، وصفت بريطانيا وفرنسا وكندا العملية العسكرية الإسرائيلية الموسعة في غزة بأنها غير متناسبة، واعتبرت أنّ حرمانها المدنيين من المساعدات الإنسانية الأساسية أمرٌ فادح وغير مقبول. واتهم نتنياهو قادة الدول الثلاث بالسعي لبقاء حماس في السلطة، وقال إن بيانهم شجع الحركة.


الوسط
منذ يوم واحد
- الوسط
إنتاج القنب الطبي يشهد ازدهارا في ألمانيا
في مكان سري في بافاريا، يخفي باب فولاذي سميك عملية تصنيع أدوية قائمة على القنب، وهي تجارة تزدهر في ألمانيا وتدعمها بعض التشريعات الأكثر ليبرالية في أوروبا. ينكب موظفو شركة «كانتوراج» الناشئة واضعين أغطية رأس وأقنعة وقفازات ومرتدين معاطف، على تحويل أزهار قنب مجففة ومستوردة من أكثر من 15 دولة مختلفة (بينها جامايكا وأوغندا والبرتغال ونيوزيلندا) إلى منتجات صيدلانية «مصنوعة في ألمانيا»، وفق وكالة «فرانس برس». باستخدام مقصات صغيرة، يقطعون المادة الخام إلى كرات صغيرة بنية مائلة إلى الأخضر تعمل على معالجة مشاكل صحية عدة منها تخفيف الألم المزمن والأرق وعلاج أشكال معينة من الصرع. يقول رئيس شركة «كانتوراج» فيليب شيتر (41 عاما) لوكالة فرانس برس خلال جولة في المصنع «نحن ملتزمون بالحفاظ على أعلى معايير السلامة لموظفينا ومنتجاتنا». ويفضل شيتر عدم التحدث عن الموقع الدقيق للمكان، لأن كمية القنب التي تتم معالجتها سنويا والتي تراوح بين 4 إلى 6 أطنان، قد تثير طمع كثيرين. لا يزال السماح باستخدام القنب الترفيهي محدودا في دول العالم، لكن الاستخدام الطبي لهذا النبات المؤثر على العقل مسموح في نحو خمسين دولة، بينها ألمانيا (منذ عام 2017)، أكبر سوق في الاتحاد الأوروبي. شركات مرخصة لبيع القنب الهندي وبفضل هذه البيئة المواتية، انتشرت الشركات المرخصة لبيع هذا «الذهب الأخضر» في مختلف أنحاء ألمانيا. ومن بين هذه الشركات «كانساتيفا»، وهي منصة ألمانية لبيع القنب العلاجي عبر الإنترنت، تأسست العام 2017، و«كانتوراج» التي تأسست العام 2019. وتسعى «كانتوراج» إلى تصعيب المهمة على جهات رائدة في المجال من أمثال المختبرين الهولندي «بيدروكان« والكندي «أورورا». خلال خمس سنوات، ارتفعت إيرادات «كانتوراج« التي توظف 70 شخصا، من أقل من مليون يورو (1,13 مليون دولار) إلى 40 مليون يورو (45.32 مليون دولار). وفي العام الفائت، حققت الشركة أول ربح تشغيلي لها. وفي نهاية العام 2022، أُدرجت «كانتوراج» في بورصة فرانكفورت باسم «هاي« HIGH - وهو مصطلح معروف جيدا بين متعاطي المخدرات. «زيادة في الطلب» يُدرك فيليب شيتر الذي دخل القطاع العام 2018 وكان يُشرف على بناء مواقع إنتاج شركة «أورورا» في ألمانيا، أن الخط الفاصل بين المخدرات الترفيهية والعلاجية «غير واضح» أحيانا. في العام الفائت، اتخذت ألمانيا خطوة حاسمة نحو تخفيف قوانينها من خلال السماح بحيازة القنب الترفيهي بكميات محدودة. وفي الوقت نفسه، سهل القانون أيضا وصف القنب الطبي، إذ لم يعد يُعتبَر مادة «مخدرة»، مما يجعل الحصول على وصفة طبية له أسهل بكثير. يشير شيتر إلى «إمكانية الحصول على القنب من الصيدلية من دون أن يكون الشخص مصابا بمرض خطر»، لافتا إلى «زيادة في الطلب». والقنب الترفيهي مُتوفر في نواد معينة. في الربع الثالث من العام 2024، ارتفعت واردات المواد الخام بأكثر من 70% مقارنة بالفترة السابقة، وهي الأشهر الثلاثة الكاملة الأولى التي جرى خلالها تنفيذ إصلاحات متعلقة بالقنب في ألمانيا. لا يزال قطاع القنب الطبي في ألمانيا يعتمد على استيراد الزهور والمستخلصات، إذ تُستورَد الكميات الأكبر من كندا، في حين تمتلك ثلاث شركات فقط حاليا ترخيصا للزراعة في البلاد. وبحسب «بلومويل»، وهي منصة إلكترونية ألمانية تربط المرضى بالأطباء لوصف القنب، ارتفع عدد الوصفات الطبية بنسبة 1000% في ديسمبر الفائت مقارنة بمارس 2024، أي قبل التشريع الجديد مباشرة. لكن استلام المستشار المحافظ فريدريش ميرز الذي كان يعارض تشريع استخدام القنب الترفيهي، السلطة في أوائل مايو، قد يعطل تطور القطاع. ووعدت الحكومة الجديدة بمراجعة قانون القنب في الخريف وربما عكس مساره. ويقول رئيس شركة «كانتوراج»: «نحن شركة أدوية. نصنع الأدوية ونسلمها للصيادلة».


الوسط
منذ 3 أيام
- الوسط
تقرير يحذر من تفشي وباء «الحمى الصفراء» في العالم
يواجه العالم تهديدًا متزايدًا بانتشار «الحمى الصفراء»، وهو فيروس خطير تنقله البعوضة، وكان قد تسبب في أوبئة قاتلة عبر التاريخ، خاصة في المناطق الاستوائية من أميركا الجنوبية وأفريقيا. وفي ظل ارتفاع عدد الإصابات في السنوات الأخيرة، حذر خبراء الأمراض المعدية من احتمال حدوث انتشار عالمي للفيروس، ما قد يؤدي إلى أزمة صحية تفوق في خطورتها جائحة «كوفيد-19». بدأ القلق يتزايد بين العلماء بعد تسجيل حالات جديدة من «الحمى الصفراء» في أفريقيا وأميركا الجنوبية، حيث لاحظ الباحثون أن المناطق الحضرية التي لم تشهد انتشارًا كبيرًا للفيروس سابقًا أصبحت تواجه خطرًا متزايدًا. ويشير التقرير الأخير لفريق دولي من المتخصصين، بقيادة الدكتور دواين جوبلر من جامعة سنغافورة، حسب دراسة نشرت في مجلة « ويعود تاريخ انتشار «الحمى» الصفراء إلى القرن السابع عشر، إذ كانت مستوطنة في أفريقيا قبل أن تنتقل إلى أميركا عبر تجارة الرقيق، مسببة خسائر بشرية هائلة. - وعلى الرغم من تطوير لقاح فعال في الثلاثينيات من القرن الماضي، فإن ضعف التغطية الصحية، وتوسع المدن، وزيادة حركة السفر، ساهمت في إعادة ظهور الفيروس. بؤرة خطر جديدة بينما لم تتعرض منطقة آسيا والمحيط الهادئ للحمى الصفراء تاريخيًا، فإن العلماء يحذرون من أن أكثر من ملياري شخص يعيشون في مناطق تنتشر فيها بعوضة «الحمى الصفراء». وفي حال وصول الفيروس عبر مسافر مصاب من أفريقيا أو أميركا الجنوبية، فقد يؤدي ذلك إلى انتشار المرض في مناطق جديدة، مما يشكل تهديدًا صحيًا عالميًا. يوصي الخبراء بضرورة تحسين توزيع اللقاحات وزيادة الوعي الصحي، إلى جانب مراقبة الحالات المرضية في البلدان الفقيرة حيث لا تزال «الحمى» الصفراء متوطنة. كما يؤكد الباحثون على الحاجة إلى مراقبة دقيقة في البلدان غير المتأثرة بالفيروس سابقًا، منعًا لانتشاره بشكل واسع. حذر تقرير صادر عن منظمة اليونيسف في أبريل 2025 من أن أكثر من 50 دولة تعاني بالفعل من ضعف خدمات التلقيح والمراقبة الصحية، ما قد يؤدي إلى انتكاسات مماثلة لما حدث خلال جائحة «كوفيد-19».