logo
حصاد الأسبوع الرمضاني الثالث لنشاط لجان التكافل الاجتماعي لحزب الله في صيدا والجوار

حصاد الأسبوع الرمضاني الثالث لنشاط لجان التكافل الاجتماعي لحزب الله في صيدا والجوار

صيدا أون لاين٢٥-٠٣-٢٠٢٥

عرض الفرع الاجتماعي لحزب الله في قطاع صيدا نشاط الاسبوع الرمضاني الثالث للجان التكافل الاجتماعي في أحياء مدينة صيدا وبلدات الجوار والتي تعمل على تأمين الحصص التموينية والحصص الغذائية (خضار ولحوم ودجاج وخبز) ووجبات الإفطار اليومية الساخنة، بالإضافة الى التقديمات الصحية والتقديمات المالية النقدية والألبسة وتوزيعها لمستحقيها من الفقراء والمحتاجين.
وقد توزعت الانشطة الإجتماعية للأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك كالتالي : توزيع حصص تموينية عدد 644,, توزيع حصص غذائية عدد 547, تو زيع حلوى عدد 581,, توزيع وجبات طعام عدد 4140, مأدبة إفطار عدد 25, مأدبة سحور عدد 1, مساعدات مالية عدد 486 , وجبة افطار عدد 5982, تأمين وسيلة تدفئة عدد 1, أدوية عدد 49, توزيع حصص محروقات عدد 51, استشفاء عدد 4, تعزية عدد 13, عيادة مرضى عدد 5, زيارة عوائل شهداء عدد 3, معاينة طبية عدد 9, تأمين أدوات كهربائية عدد 1, تنظيف مسجد عدد 7, توزيع حصص تنظيف وتعقيم عدد 3, كسوة عيد عدد 100, تأمين اثاث منزل عدد 1, مساعدة مالية دراسية عدد 1
ليبلغ عدد الأنشطة الاجتماعية 12648 نشاطا استهدفت 14372
مستفيدا بتكلفة اجمالية بلغت 112,518$ ( مئة واثنين عشر ألفا وخمسمائة وثمانية عشر دولارا).
وشمل النشاط أحياء تعمير عين الحلوة والفيلات وعدد من أحياء المدينة كما توزع عمل اللجان في بلدات عبرا، الغازية ، حارة صيدا ، كفرحتى ، عنقون ، قناريت ، اركي ، عزة ، رومين ، حومين التحتا وبنعفول ، فيما تركز عمل المطبخ اليومي في تعمير عين الحلوة مدينة صيدا والغازية وحارة صيدا.
وتوجه م.الفرع الإجتماعي في قطاع صيدا الأخ هلال حلو بالشكر الكبير لأصحاب الأيادي البيضاء على دعمهم الكبير لنشاط لجان التكافل الاجتماعي في صيدا وبلدات الجوار مجسدين الصورة الناصعة للتكافل والتضامن والوقوف الى جانب اهلنا في تلك الظروف الصعبة موجها التحية للمتطوعين الذين بذلوا الجهود الكبيرة لإيصال الخدمة المطلوبة لكل محتاج.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مأساة ما بعدها مأساة في غزة.. السكان يشتهون الخبز!
مأساة ما بعدها مأساة في غزة.. السكان يشتهون الخبز!

ليبانون 24

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • ليبانون 24

مأساة ما بعدها مأساة في غزة.. السكان يشتهون الخبز!

نشر موقع "بلينكس" الإماراتي تقريراً جديداً تحت عنوان: مطاردة الطحين.. غزة تبحث عن "كسرة خبز"، وجاء فيه: في قطاع غزة المحاصر والمدمر جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من 18 شهرا، أصبح الطحين عملة نادرة تتشارك العائلات الكميات القليلة المتوافرة منه للاستمرار فيما الجوع يتربص بها. منذ الثاني من آذار، تمنع إسرائيل بشكل تام إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المنكوب، متهمةً حركة حماس بالاستيلاء على هذه الإمدادات التي كانت تصل أثناء الهدنة المبرمة في 19 من كانون الثاني، ليعلن برنامج الأغذية العالمي، في 25 نيسان 2025، إن مخزونه الغذائي في غزة نفد بسبب استمرار إغلاق المعابر المؤدية إلى القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة. ويبحث أشخاص بين الأنقاض عما يسدّ جوعهم، بينما يسير آخرون مسافة كيلومترات إلى نقاط توزيع المساعدات أملاً في الحصول على القوت لعائلاتهم.. فماذا قال أهالي غزة عن الأزمة الغذائية؟ وكيف يشبعون بطونهم؟ الكرتون بدلا من الحطب تجلس فلسطينيات على الأرض ويخلطن بتأن كميات الطحين القليلة. وتقول أم محمد عيسى ، وهي متطوعة تساعد في صنع الخبز بما توافر من موارد "لأن المعابر مغلقة، لم يعد هناك غاز، ولا طحين، ولا حتى حطب يدخل إلى القطاع". وتقول أم محمد عيسى إن المتطوعين لجأوا إلى حرق قطع الكرتون لإعداد خبز الصاج. وتضيف: "ستحل المجاعة. سنصل إلى مرحلة لا نستطيع فيها إطعام أطفالنا". وسبق لمنظمات إغاثة دولية أن حذرت من مجاعة وشيكة خلال الحرب المتواصلة منذ 18 شهراً. "الخبز ثمين جدا" حتى نهاية آذار، كان سكان القطاع يقفون في طوابير كل صباح أمام مخابز قليلة كانت لا تزال تعمل، على أمل الحصول على بعض الخبز. لكن، بدأت الأفران الواحدة تلو الأخرى توقف عملها مع نفاد مكونات الخبز الأساسية من طحين وماء وملح وخميرة. حتى المخابز الصناعية الكبيرة الأساسية لعمليات برنامج الأغذية العالمي، أغلقت أبوابها بسبب نقص الطحين والوقود اللازم لتشغيل المولدات. وقالت منظمة "المطبخ المركزي العالمي" الخيرية الأربعاء، إن الأزمة الإنسانية تتفاقم يوما بعد يوم. وكتبت عبر موقع إكس "الخبز ثمين جدا، وغالبًا ما يحل محل وجبات الطعام العادية حيث توقف الطهي". ومخبز هذه المنظمة الخيرية هو الوحيد الذي لا يزال يعمل في قطاع غزة وينتج 87 ألف رغيف في اليوم. يقول رب العائلة بكر ديب البالغ 35 عاماً من بيت لاهيا في شمال القطاع "بنيت فرناً من الطين لأخبز فيه الخبز وأبيعه". وعلى غرار معظم سكان القطاع نزح ديب بسبب الحرب، وهو الآن في مدينة غزة، ويضيف: "هناك نقص حاد في الطحين الآن" مضيفا "هذا فاقم أزمة الخبز أكثر". وتوقف بيع الطعام في بسطات على جوانب الطرق فيما الأسعار في ارتفاع مستمر يجعل غالبية السكان غير قادرين على شراء السلع. وظنت فداء أبو عميرة أنها عقدت صفقة رابحة عندما اشترت كيسا كبيرا من الطحين في مقابل مئة دولار في مخيم الشاطئ للاجئين في شمال القطاع. لكنها تقول بحسرة "ليتني لم أشتره. كان مليئاً بالعفن والديدان. وكان طعم الخبز مقززاً". قبل الحرب، كان الكيس نفسه، زنة 25 كيلوغراماً، يُباع بأقل من 11 دولارا. وتقول تسنيم أبو مطر من مدينة غزة "نحن نموت حرفياً من الجوع". وأضافت، وهي تبلغ من العمر 50 عاماً "نحسب ونقيس كل ما يأكله أطفالنا، ونقسم الخبز ليكفي لأيام" مؤكدة "يكفي، فقد وصلت القلوب الحناجر". وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن أكثر من 250 مركز إيواء في غزة افتقر الشهر الماضي إلى الطعام الكافي أو لم يتوافر لديه أي طعام على الإطلاق. وقد طوّر سكان غزة قدرتهم على الصمود خلال هذه الحرب وعلى مر مواجهات سابقة مع إسرائيل، لكنهم يقولون في مقابلاتهم مع فرانس برس، إنهم غالبا ما يشعرون بأن هذه الطرق المبتكرة للتكيّف تعيدهم قرونا إلى الوراء.

ريّ الحنطة يهدّد باستنزاف المياه الجوفية في صحراء العراق
ريّ الحنطة يهدّد باستنزاف المياه الجوفية في صحراء العراق

شبكة النبأ

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • شبكة النبأ

ريّ الحنطة يهدّد باستنزاف المياه الجوفية في صحراء العراق

في الماضي كان يمكننا الوصول إلى المياه الجوفية بحفر على عمق 50 مترا، أمّا الآن فيجب الحفر ربما حتى عمق 300 متر. الناس يحفرون الآبار ويعتقدون أن هذه الموارد أبدية، لكن هذا غير صحيح علميا. ويزداد الأمر خطورة في ظلّ غياب تقديرات رسمية حديثة لكمية المياه الجوفية المتوفرة... فيما تهبّ عاصفة رملية بحقول الحنطة في صحراء النجف بجنوب العراق، يتفقّد هادي صاحب السنابل التي يرويها بالمياه الجوفية، فيما يُقلق تزايد حفر الآبار الخبراء من خطر استغلالها المفرط في بلد يعاني موجات جفاف متكررة. ويعتمد الفلاحون في هذه الحقول البعيدة من نهرَي الفرات ودجلة، على أنظمة ريّ حديثة تعمل بالرشّ وتقلّل من هدر المياه بما يصل إلى 50% وباتت منتشرة في أوساط مزارعي العراق منذ بضع سنوات. وفي بلد يشهد تراجعا بنسبة المتساقطات وبتدفق الأنهار التي لطالما كانت تحرّك طواحين المياه وقنواتها بهدف الريّ، باتت السلطات تعوّل على المياه الجوفية. وتعتبر الأمم المتحدة أن العراق حيث يقيم اليوم أكثر من 46 مليون شخص، هو من الدول الخمس الأكثر تأثرا ببعض أوجه التغير المناخي. ويقول صاحب (46 عاما) مرتديا دشداشة بيضاء في حقله الواقع بجنوب غرب العراق 'في الماضي كنّا نستخدم مياه الأمطار في الزراعة'، وكانت أرضه الممتدة على عشرة دوانم تُنتج عشرة أطنان من القمح. لكن 'ازدياد الجفاف سنة بعد سنة' و'التصحّر القوي' دفعاه إلى اللجوء إلى تقنيات ري حديثة تدعم الحكومة العراقية أسعارها بهدف ضمان الأمن الغذائي. ووسّع كذلك مساحة الأرض التي يزرعها، لتصل إلى 200 دونم يستأجرها من الدولة بسعر رمزي يبلغ دولارا واحدا للدونم الواحد. وتُنتج هذه المساحة نحو 250 طنّا من الحنطة. ويتابع هذا الأب لاثني عشر ولدا 'يستحيل أن نستمرّ من دون المياه الجوفية (…) ونضوبها سيعني رجوعنا إلى العصور القديمة والاتكال على السقي بمياه الأمطار'. وعند رؤية الحقول من الجوّ، تظهر على شكل دوائر خضراء في وسط الصحراء تتحرك فيها هياكل حديدية ذات عجلات ومرشّات لريّ الزرع. ويحلّ موسم الحصاد في العادة مع تحوّلها إلى اللون الذهبي في أيار/مايو. وبحسب وزارة الزراعة، زُرعت هذا الشتاء في العراق 3,1 ملايين دونم من الأراضي بالاعتماد 'على أنظمة الري الحديثة باستخدام المياه الجوفية'، مقابل 'مليونَي دونم تعتمد على الريّ السطحي'. استراتيجي وبدأت تُستخدم تقنيات الري الحديثة في صحراء النجف منذ أكثر من عقد. وتدعم الحكومة العراقية أسعار أنظمة الريّ بالرشّ، مع تقسيطها على عشرة أعوام، كما تؤجر الأراضي للمزارعين وتشتري محاصيلهم بأسعار تفضيلية. وتحقّق زراعة الحنطة في الصحراء والتي نجحت بفضل أسمدة مخصصة وبذور أكثر مقاومة للظروف المناخية، 'غلّة أكبر من تلك التي تحققها الأراضي الطينية'، بحسب مدير زراعة محافظة النجف منعم شهيد. ويقول شهيد لوكالة فرانس برس إن ذلك يوفر 'مردودا اقتصاديا كبيرا للفلّاح والدولة' التي أعلنت العام الماضي تحقيق اكتفائها الذاتي بإنتاج ستة ملايين و400 ألف طنّ من هذا المحصول 'الاستراتيجي'. ويَتَوقع أن تنتج في هذا الموسم الحقول المرويّة بمياه الأنهار نحو 1,3 طنّ من القمح للدونم الواحد، مقابل '1,7 طنّ كحدّ أدنى' للدونم في الأراضي الصحراوية. وعادت زراعة الحنطة في النجف في موسم 2023-2024 بأرباح أكبر بثماني مرّات مما حققه الموسم السابق، وفق قوله. غير أن شهيد ينوّه إلى ضرورة 'أن نحافظ على كمية المياه الجوفية ونرشّد استخدامها'، مشيرا إلى أن السلطات 'ستشدّد الإجراءات لكي يكون حفر الآبار (…) مجازا ومسيطرا عليه بكمياته للاستخدامات الزراعية فقط'. وفي آذار/مارس، أكّد المتحدث باسم وزارة الزراعة محمد الخزاعي لوكالة الأنباء العراقية أن السلطات تعمل على 'تحديد الآليات التي يتم بموجبها السماح بحفر الآبار في المناطق الصحراوية بحسب وفرة المياه الجوفية ضمانا لعدم هدرها'. كارثة للمستقبل وفي صحراء كربلاء، تدير مؤسسات دينية مثل العتبة الحسينية مشاريع زراعية ضخمة بينها حقول للحنطة منذ 2018. وزرعت العتبة هذا العام أربعة آلاف دونم من الحنطة، فيما تسعى على المدى البعيد إلى زيادة الزراعة حتى 15 ألفا، بحسب رئيس قسم التنمية الزراعية التابع للأمانة العامة للعتبة الحسينية قحطان عوز. وفي أعماق الصحراء الواقعة غرب العراق والممتدة حتى الحدود مع السعودية والكويت، خزّانا الدمام وأم الرضمة الجوفيان اللذان يُعدّان من منابع المياه الرئيسية في المنطقة ويتشاركهما العراق مع السعودية والكويت. وتشير الأمم المتحدة منذ 2013 إلى أن مسنوب المياه الجوفية في هذين الخزانين بدأ ينضب. وكانت السعودية في تسعينات القرن العشرين سادس أكبر مصدّر للقمح في العالم وذلك بفضل 'استخراج المياه الجوفية على نطاق واسع لأغراض الري'، وفقا لتقرير أممي نُشر في العام 2023. غير أن 'الاستخراج المفرط استنزف أكثر من 80% من طبقة المياه الجوفية بحسب التقديرات'، ما جعل الحكومة السعودية تضع حدّا لزراعة القمح بهذا الشكل بعد موسم حصاد 2016. ويقول الخبير العراقي في سياسات المياه والأمن المناخي سامح المقدادي لوكالة فرانس برس 'في الماضي كان يمكننا الوصول إلى المياه الجوفية بحفر على عمق 50 مترا، أمّا الآن فيجب الحفر ربما حتى عمق 300 متر'. ويشير إلى أن 'الناس يحفرون الآبار ويعتقدون أن هذه الموارد أبدية، لكن هذا غير صحيح علميا'. ويزداد الأمر خطورة في ظلّ غياب تقديرات رسمية حديثة لكمية المياه الجوفية المتوفرة في العراق الذي تغطّي الصحراء 40% من مساحته، إذ تعود التقديرات الأخيرة للسبعينات. ويضيف المقدادي 'لا يمكننا إدارة مورد لا نستطيع قياسه'، عازيا غياب التقديرات إلى افتقار للتقنيات اللازمة 'لإجراء مسح جيولوجي دقيق' وغياب 'الإرادة السياسية' في ظلّ 'سوء تنسيق بين مختلف السلطات' يؤدي إلى 'غياب التوعية'. ويشدّد على ضرورة 'استخدام المياه الجوفية فقط في الحالات الطارئة مثل مواسم الجفاف (…) وليس للتوسع التجاري للأراضي الزراعية'، محذرا من أن 'اعتبار المياه الجوفية بديلا للموارد المائية الأخرى' يعني 'كارثة للمستقبل'.

ريّ الحنطة يهدّد باستنزاف المياه الجوفية في صحراء العراق
ريّ الحنطة يهدّد باستنزاف المياه الجوفية في صحراء العراق

النهار

time٢٥-٠٤-٢٠٢٥

  • النهار

ريّ الحنطة يهدّد باستنزاف المياه الجوفية في صحراء العراق

فيما تهبّ عاصفة رملية بحقول الحنطة في صحراء النجف بجنوب العراق، يتفقّد هادي صاحب السنابل التي يرويها بالمياه الجوفية، فيما يُقلق تزايد حفر الآبار الخبراء من خطر استغلالها المفرط في بلد يعاني موجات جفاف متكررة. ويعتمد الفلاحون في هذه الحقول البعيدة من نهرَي الفرات ودجلة، على أنظمة ريّ حديثة تعمل بالرشّ وتقلّل من هدر المياه بما يصل إلى 50% وباتت منتشرة في أوساط مزارعي العراق منذ بضع سنوات. وفي بلد يشهد تراجعا بنسبة المتساقطات وبتدفق الأنهار التي لطالما كانت تحرّك طواحين المياه وقنواتها بهدف الريّ، باتت السلطات تعوّل على المياه الجوفية. وتعتبر الأمم المتحدة أن العراق حيث يقيم اليوم أكثر من 46 مليون شخص، هو من الدول الخمس الأكثر تأثرا ببعض أوجه التغير المناخي. ويقول صاحب (46 عاما) مرتديا دشداشة بيضاء في حقله الواقع بجنوب غرب العراق: "في الماضي كنّا نستخدم مياه الأمطار في الزراعة"، وكانت أرضه الممتدة على عشرة دوانم تُنتج عشرة أطنان من القمح. لكن "ازدياد الجفاف سنة بعد سنة" و"التصحّر القوي" دفعاه إلى اللجوء إلى تقنيات ري حديثة تدعم الحكومة العراقية أسعارها بهدف ضمان الأمن الغذائي. ووسّع كذلك مساحة الأرض التي يزرعها، لتصل إلى 200 دونم يستأجرها من الدولة بسعر رمزي يبلغ دولارا واحدا للدونم الواحد. وتُنتج هذه المساحة نحو 250 طنّا من الحنطة. ويتابع هذا الأب لاثني عشر ولدا: "يستحيل أن نستمرّ من دون المياه الجوفية (...) ونضوبها سيعني رجوعنا إلى العصور القديمة والاتكال على السقي بمياه الأمطار". وعند رؤية الحقول من الجوّ، تظهر على شكل دوائر خضراء في وسط الصحراء تتحرك فيها هياكل حديدية ذات عجلات ومرشّات لريّ الزرع. ويحلّ موسم الحصاد في العادة مع تحوّلها إلى اللون الذهبي في أيار/مايو. وبحسب وزارة الزراعة، زُرعت هذا الشتاء في العراق 3,1 ملايين دونم من الأراضي بالاعتماد "على أنظمة الري الحديثة باستخدام المياه الجوفية"، مقابل "مليونَي دونم تعتمد على الريّ السطحي". وبدأت تُستخدم تقنيات الري الحديثة في صحراء النجف منذ أكثر من عقد. وتدعم الحكومة العراقية أسعار أنظمة الريّ بالرشّ، مع تقسيطها على عشرة أعوام، كما تؤجر الأراضي للمزارعين وتشتري محاصيلهم بأسعار تفضيلية. وتحقّق زراعة الحنطة في الصحراء والتي نجحت بفضل أسمدة مخصصة وبذور أكثر مقاومة للظروف المناخية، "غلّة أكبر من تلك التي تحققها الأراضي الطينية"، بحسب مدير زراعة محافظة النجف منعم شهيد. ويقول شهيد لوكالة فرانس برس إن ذلك يوفر "مردودا اقتصاديا كبيرا للفلّاح والدولة" التي أعلنت العام الماضي تحقيق اكتفائها الذاتي بإنتاج ستة ملايين و400 ألف طنّ من هذا المحصول "الاستراتيجي". ويَتَوقع أن تنتج في هذا الموسم الحقول المرويّة بمياه الأنهار نحو 1,3 طنّ من القمح للدونم الواحد، مقابل "1,7 طنّ كحدّ أدنى" للدونم في الأراضي الصحراوية. وعادت زراعة الحنطة في النجف في موسم 2023-2024 بأرباح أكبر بثماني مرّات مما حققه الموسم السابق، وفق قوله. غير أن شهيد ينوّه إلى ضرورة "أن نحافظ على كمية المياه الجوفية ونرشّد استخدامها"، مشيرا إلى أن السلطات "ستشدّد الإجراءات لكي يكون حفر الآبار (...) مجازا ومسيطرا عليه بكمياته للاستخدامات الزراعية فقط". وفي آذار/مارس، أكّد المتحدث باسم وزارة الزراعة محمد الخزاعي لوكالة الأنباء العراقية أن السلطات تعمل على "تحديد الآليات التي يتم بموجبها السماح بحفر الآبار في المناطق الصحراوية بحسب وفرة المياه الجوفية ضمانا لعدم هدرها". "كارثة للمستقبل" وفي صحراء كربلاء، تدير مؤسسات دينية مثل العتبة الحسينية مشاريع زراعية ضخمة بينها حقول للحنطة منذ 2018. وزرعت العتبة هذا العام أربعة آلاف دونم من الحنطة، فيما تسعى على المدى البعيد إلى زيادة الزراعة حتى 15 ألفا، بحسب رئيس قسم التنمية الزراعية التابع للأمانة العامة للعتبة الحسينية قحطان عوز. وفي أعماق الصحراء الواقعة غرب العراق والممتدة حتى الحدود مع السعودية والكويت، خزّانا الدمام وأم الرضمة الجوفيان اللذان يُعدّان من منابع المياه الرئيسية في المنطقة ويتشاركهما العراق مع السعودية والكويت. وتشير الأمم المتحدة منذ 2013 إلى أن مسنوب المياه الجوفية في هذين الخزانين بدأ ينضب. وكانت السعودية في تسعينات القرن العشرين سادس أكبر مصدّر للقمح في العالم وذلك بفضل "استخراج المياه الجوفية على نطاق واسع لأغراض الري"، وفقا لتقرير أممي نُشر في العام 2023. غير أن "الاستخراج المفرط استنزف أكثر من 80% من طبقة المياه الجوفية بحسب التقديرات"، ما جعل الحكومة السعودية تضع حدّا لزراعة القمح بهذا الشكل بعد موسم حصاد 2016. ويقول الخبير العراقي في سياسات المياه والأمن المناخي سامح المقدادي لوكالة فرانس برس: "في الماضي كان يمكننا الوصول إلى المياه الجوفية بحفر على عمق 50 مترا، أمّا الآن فيجب الحفر ربما حتى عمق 300 متر". ويشير إلى أن "الناس يحفرون الآبار ويعتقدون أن هذه الموارد أبدية، لكن هذا غير صحيح علميا". ويزداد الأمر خطورة في ظلّ غياب تقديرات رسمية حديثة لكمية المياه الجوفية المتوفرة في العراق الذي تغطّي الصحراء 40% من مساحته، إذ تعود التقديرات الأخيرة للسبعينات. ويضيف المقدادي: "لا يمكننا إدارة مورد لا نستطيع قياسه"، عازيا غياب التقديرات إلى افتقار للتقنيات اللازمة "لإجراء مسح جيولوجي دقيق" وغياب "الإرادة السياسية" في ظلّ "سوء تنسيق بين مختلف السلطات" يؤدي إلى "غياب التوعية". ويشدّد على ضرورة "استخدام المياه الجوفية فقط في الحالات الطارئة مثل مواسم الجفاف (...) وليس للتوسع التجاري للأراضي الزراعية"، محذرا من أن "اعتبار المياه الجوفية بديلا للموارد المائية الأخرى" يعني "كارثة للمستقبل".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store