logo
هاكابي: واشنطن لم تعد تسعى لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، والخارجية الأمريكية تقول إنه "يتحدث عن نفسه"

هاكابي: واشنطن لم تعد تسعى لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، والخارجية الأمريكية تقول إنه "يتحدث عن نفسه"

BBC عربيةمنذ يوم واحد

اقترح السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي أن تتخلى "الدول الإسلامية" عن بعض أراضيها لإقامة دولة فلسطينية مستقبلية.
وفي مقابلة مع الـبي بي سي، قال هاكابي إن "الدول الإسلامية تمتلك أراضٍ تفوق مساحتها ما تسيطر عليه إسرائيل بـ644 مرة".
وأضاف: "لذا، إذا كانت هناك رغبة في إقامة الدولة الفلسطينية، فسيكون هناك من يقترح استضافتها".
وانتقد السفير بشدة حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك المملكة المتحدة وأستراليا، لفرضهم عقوبات على وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف بسبب "التحريض المتكرر على العنف ضد التجمعات الفلسطينية" في الضفة الغربية المحتلة.
ووصف هاكابي حل الدولتين -وهو صيغة مقترحة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين وحظيت بدعم دولي بشكل عام، بما في ذلك من إدارات أمريكية متعددة- بأنه "هدف طموح".
وينص حل الدولتين على إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وعاصمتها القدس الشرقية. وتكون موجودة إلى جانب إسرائيل.
وفي مقابلة منفصلة مع وكالة بلومبرغ الأمريكية، قال هاكابي إن الولايات المتحدة لم تعد تسعى إلى تحقيق هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس لاحقاً، إن السفير "يتحدث عن نفسه"، والرئيس هو المسؤول عن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.
وفي وقت لاحق من هذا الشهر، وتحديداً في الأمم المتحدة في نيويورك، سيستضيف دبلوماسيون فرنسيون وسعوديون مؤتمراً يهدف إلى وضع خارطة طريق لقيام دولة فلسطينية في نهاية المطاف.
وعلى الرغم من أن هاكابي لم يذكر أين يمكن أن تقع أي دولة فلسطينية مستقبلية على وجه التحديد أو ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم مثل هذا الجهد، إلّا أنه وصف المؤتمر الأممي بأنه "سيئ التوقيت وغير مناسب".
وأضاف: "إنه لأمر خاطئ تماماً أن تحاول الدول الأوروبية فرضه في منتصف الحرب"، معتبراً أن ذلك سيؤدي إلى أن تصبح إسرائيل "أقل أمناً".
وقال لبرنامج "نيوز آور" على بي بي سي: "إلى أي درجة يجب أن تكون الدولة الفلسطينية قائمة على الأرض التي تحتلها إسرائيل؟"، مكملاً "أعتقد أن هذا سؤال يجب أن يُطرح على كل من يسعى إلى حل الدولتين".
وعندما سُئل عما إذا كان موقف بلاده الحالي هو استحالة قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية، قال هاكابي: "لا أقول إنه لا يمكن قيام دولة فلسطينية على الإطلاق، ما أقوله هو أن الثقافة السائدة يجب أن تتغير. الثقافة السائدة حالياً هي أنه من المقبول استهداف اليهود وقتلهم، وأنك تُكافأ على ذلك. هذا ما يجب أن يتغير".
وترفض إسرائيل حل الدولتين. وتقول إن أي تسوية نهائية يجب أن تكون نتيجة مفاوضات مع الفلسطينيين، وإن إقامة الدولة لا ينبغي أن تكون شرطاً مسبقاً.
ولطالما كان هكابي مؤيداً قوياً لفكرة "إسرائيل الكبرى"، ويطمح لسيطرة إسرائيلية دائمة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مستخدماً المصطلح التوراتي "يهودا والسامرة" للإشارة إلى الضفة الغربية.
ويعكس حديثه أحياناً مواقفَ تتبناها الجماعات القومية المتطرفة في إسرائيل بشكل متكرر. وقد دعا بعض أعضاء هذه الحركة، بمن فيهم وزراء من اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم الإسرائيلي، إلى طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، قائلين إن أي دولة فلسطينية مستقبلية يمكن تُقام في دول عربية أو إسلامية.
وتقول جماعات حقوق الإنسان والحكومات الأوروبية، إنه في حال تطبيق هذه السياسة، فسيكون ذلك انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي.
العقوبات "صادمة"
وعلق هاكابي أيضاً على فرض عقوبات على وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، والتي كانت جزءاً من خطوة مشتركة أعلنتها المملكة المتحدة والنرويج وأستراليا وكندا ونيوزيلندا يوم الثلاثاء.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، إن المسؤولين الإسرائيليين "حرضا على العنف المتطرف وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان الفلسطيني". ومُنع الوزيران من دخول المملكة المتحدة، وسيتم تجميد أي أصول لهما في المملكة المتحدة.
وعبّرت إسرائيل عن اعتراضات شديدة على هذه الخطوة، ووصفها هاكابي بأنها "قرار صادم".
وقال: "لم أسمع حتى الآن سبباً وجيهاً لفرض عقوبات على هذين الوزيرين، من قبل دول ينبغي أن تحترم سيادة البلاد وتدرك أنّهما لم يرتكبا أي نشاط إجرامي".
وبدأت الحرب في غزة بعد أن هاجمت حماس إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأخذ نحو 251 آخرين رهائن.
ولا يزال 56 رهينة لدى حماس في غزة، يُعتقد أن 20 منهم على الأقل على قيد الحياة.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل ما لا يقل عن 54,927 فلسطينياً، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع التي تديرها حماس. وتُقدر الأمم المتحدة أن أكثر من ربعهم أطفال.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"لبنان تحت حصار المسيرات الإسرائيلية"
"لبنان تحت حصار المسيرات الإسرائيلية"

BBC عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • BBC عربية

"لبنان تحت حصار المسيرات الإسرائيلية"

ما يعيشه اللبنانيون تحت "حصار" المسيرات الإسرائيلية من كل مكان رغم وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى الاحتجاجات الأمريكية ومخاوف انتهاك الخصوصية وملاحقة المحتجين و"التنكيل" بهم، ورؤية جيل زد على للمستقبل، كانت من أبرز اهتمامات الصحف الأمريكية والبريطانية لهذا اليوم. ونبدأ من مقال في صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية بعنوان "لبنان تحت حصار الطائرات المسيرة"، قالت الكاتبة راية جلبي، إن الحرب في لبنان مستمرة ولكن بشكل وطريقة مختلفة، تؤكدها دائما أصوات المسيرات الإسرائيلية المزعجة والمخيفة، التي تحلق في سماء البلاد باستمرار رغم وقف إطلاق النار. وأوضحت الكاتبة أنه منذ سبتمبر/أيلول الماضي، أصبح ضجيج هذه المسيرات أمراً غير مرغوب فيه، وهو صوت مُميز، يُشبه أزيز جزازة عشب عملاقة، ويشعر الجميع بالقلق، بل ويثير هذا الصوت الخوف والذعر، ويجعل الجميع في حالة استعداد "لا شعورياً" لغارة جوية، وهو ما يعني أن هذه المسيرات أصبحت سلاحاً قوياً في الحرب النفسية ضد اللبنانيين. وبحسب الكاتب، تستخدم إسرائيل هذه المسيرات لعدة أسباب، فمهمتها الأولى جمع المعلومات الاستخباراتية، كما يمكنها أيضاً محو الاتصالات الرقمية وبيانات الرادار، بما في ذلك المكالمات الهاتفية والرسائل، بالإضافة إلى تعطيل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). لكن الاستخدام الأهم - وفقا للكاتبة - هو "القتل أسبوعياً"، وهو ما يعني أنها تثير الذعر في نفوس السكان المثقلين بعقود من الحرب. وتوضح راية أن استخدام المسيرات اقتصر في البداية على المناطق الحدودية في جنوب لبنان، لكن الآن أصبحت تنتهك العاصمة بيروت بشكل دائم، حتى بعد تطبيق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، إذ أنها موجودة في الأجواء بشكل مستمر. وأجمع أطباء نفسيين في لبنان بحسب الكاتبة - على أن المسيرات الإسرائيلية أصبحت "جزءا من مخاوف مرضاهم، مما أدى إلى زيادة مستويات القلق والانفعال والاكتئاب". إذ قال أحدهم: "لا يمكنك التقليل من شأن التأثير العميق لهذه الطائرات المسيرة على مرضاي. الحياة في لبنان مرهقة بسبب أزماتنا المستمرة، هذا الضجيج الجهنمي يجعل كل شيء أسوأ". وتصف الكاتبة شعورها خلال أول مرة سمعت فيها صوت طائرة مسيرة في بيروت بعد وقف إطلاق النار، حين أحسّت بـ "العجز"، وقالت إن اللبنانيين يواجهون هذا العجز بإطلاق ألقاب على الطائرات دون طيار، كنوع من المزاح والسخرية من كونهم تحت المراقبة. وتشير إلى أن آخرين سعوا إلى إعادة تكوين هذا الصوت، إذ جمع فنان، ساعات من صوت الطائرات بدون طيار وأعاد تحويلها إلى "موسيقى مزعجة". وتختتم الكاتبة المقال بالتأكيد على أن الأمر يستغرق "وقتاً أطول للتخلص من شعور العجز". حق المتظاهرين في إخفاء الوجوه وتناولت الغارديان البريطانية الاحتجاجات الدائرة في الولايات المتحدة، إذ تساءل البروفيسور في العلوم السياسية يان فيرنر مولر في مقال نشرته الصحيفة، عن أحقية المحتجين في إخفاء وجوههم وارتداء أقنعة الوجه؟، وهو ما يراه حقاً لمواجهة "معايير ترامب المزدوجة". وقال الكاتب إن ترامب لا يعترف بأحقية المحتجين في إخفاء الوجه، وطالب عبر وسائل التواصل الاجتماعي باعتقال أي شخص يرتدي كمامة فوراً، وهو ما يكشف ازدواجية المعايير في هذه الاحتجاجات. فعناصر الأمن وجهاز الهجرة والجمارك، يرتدون أقنعة ويخفون بطاقات أسمائهم، وهو ما يعني التهرّب من أي مساءلة قانونية، في حين يمنع المواطنين من هذا الحق، مع العلم أن إخفاء الوجه يعتبر نوعا من العصيان المدني على حد تعبيره ويوضح الكاتب أن الاحتجاج القانوني يختلف جذرياً عن العصيان المدني، على الرغم من أن الكثير من التعليقات الحالية تخلط بينهما، مضيفاً أنه في العصيان المدني، يخرق المواطنون القانون علناً، فيُعرّفون أنفسهم للسلطات، ويكونون على استعداد لقبول العقاب (لكنهم لا يريدون المعاملة كمجرمين). وهذا العصيان يحقق عدة أهداف، ويُظهر جدية أخلاقية، وأعلى درجات الاحترام للقانون بشكل عام، بحسب وصف الكاتب. ويضيف: "لكن قادة وفلاسفة العصيان المدني لا يقبلون بشرط الكشف عن الهوية، ويرون أننا لا نعيش في عصر ثلاث شبكات تلفزيونية كبيرة، التي - ورغم إخفاقاتها المختلفة - كان من المتوقع أن تنقل بأمانة صوراً لمتظاهري الحقوق المدنية وهم يتعرضون لـ"معاملة وحشية" من جانب شرطة الجنوب على حد وصفه. ويرى الكاتب أن المشهد الإعلامي الحالي "مشوه بشدة" ويعاني "اختلالاً وظيفياً"، إذ أن رسائل الاحتجاجات إما أنها لا تُنقل على الإطلاق أو تُعاد صياغتها بحيث تشوه الرسالة الأصلية ويصبح المحتجون السلميون هم من ينتهكون القانون. ويعتبر الكاتب أنه في ظل هذه الظروف، يُعد إخفاء الهوية إجراء احترازياً مفهوماً، ولا ينبغي تجريم هذا الحذر، ففي عصر المراقبة الشاملة المعززة بتقنية التعرف على الوجه، لا يمكن التنبؤ بكيفية استغلال دليل مهم مثل التواجد في مكان الاحتجاج. مخاوف جيل زد وفي صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، نقرأ مقالا حول مخاوف جيل زد من المستقبل، بعنوان "لا منزل، لا تقاعد، لا أطفال: كيف يرى جيل زد مستقبلهم"، للكاتبة جيسيكا غروس. ورصدت الكاتبة معاناة شابة تدعى إليزابيث، 27 عاما تعمل معلمة، حيث اضطرت لترك تخصصها في تدريس التاريخ والدراسات الاجتماعية للمرحلتين الإعدادية والثانوية، لتعمل في وظيفة بديلة براتب سنوي 32,000 دولار. تقول إليزابيث - بحسب الكاتبة -إنها تحلم بتسديد ديونها والنجاة من التشرد، والحصول على تأمين جيد والزواج وإنجاب الأطفال، وهو ما يبدو مستحيلاً حالياً. قلق إليزابيث هذا أصبح منتشراً بين جيل زد، بحسب الكاتبة التي قالت إنها قرأت حوالي 200 ردّ من القراء على رسالتها الموجهة لأفراد هذا الجيل حول آرائهم بشأن مستقبلهم. وأوضحت الكاتبة أن العديد من أبناء هذا الجيل لا يعتقدون أنهم قادرون على تحقيق أحلامهم (الزواج، شراء منزل، إنجاب أطفال)، كما لا يعتقد أي منهم تقريباً أنه سيكون أفضل حالاً من آبائهم، ولن يستطيعوا التخلص من الفقر الممتد عبر الأجيال. وتوضح الكاتبة أن الشباب لطالما شعروا بالقلق بشأن المستقبل وعدم القدرة على تحقيق الاستقرار، لكن في الوقت الحالي هناك عوامل مثيرة تجعل اللحظة الراهنة صعبة، جدا بل وتبعث على التشاؤم، خاصة بالنسبة لمن يبدؤون حياتهم الآن. وأشارت الكاتبة إلى أن مخاوف الشباب اليوم، أصبحت تتمحور حول تكاليف السكن باهظة نسبياً، بالإضافة إلى المخاطر التي يحملها سوق العمل للمبتدئين، وحتى لخريجي الجامعات، بالإضافة إلى التطورات السريعة في قدرات الذكاء الاصطناعي.

إلى أين تتجه الاحتجاجات في لوس أنجلوس؟
إلى أين تتجه الاحتجاجات في لوس أنجلوس؟

BBC عربية

timeمنذ 4 ساعات

  • BBC عربية

إلى أين تتجه الاحتجاجات في لوس أنجلوس؟

تعيش مدينة لوس أنجلوس اضطرابات أمنية منذ 6 يونيو/حزيران 2025، بعد مداهمات نفذتها وكالة الهجرة والجمارك في أحياء ذات أغلبية لاتينية. تطورت الاحتجاجات التي انطلقت على خلفية هذه المداهمات إلى مواجهات مع الشرطة، رافقها إحراق مركبات، إغلاق طرق رئيسية، وأعمال تخريب طالت الممتلكات. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ردّ بنشر الآلاف من قوات الحرس الوطني ومشاة البحرية، في خطوة وُصفت بأنها "تصعيد غير مسبوق"، وأثارت اعتراضاً قانونياً من حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم. وفي ظل استمرار التوتر، فُرض حظر تجول جزئي في المدينة، بينما بدأت الإدارة الأمريكية دراسة تفعيل قانون التمرد العائد للقرن التاسع عشر. فإلى أين تتجه الاحتجاجات في لوس أنجلوس؟

البيكيني في سوريا: للميسورين والميسورات فقط؟
البيكيني في سوريا: للميسورين والميسورات فقط؟

BBC عربية

timeمنذ 5 ساعات

  • BBC عربية

البيكيني في سوريا: للميسورين والميسورات فقط؟

في خطوة عُدّت مؤشراً واضحاً على التوجه المحافظ الذي تتبناه القيادة الجديدة في البلاد، أعلنت السلطات السورية يوم الثلاثاء عن ضوابط جديدة للباس في الشواطئ والمسابح العامة، تشدد على ضرورة ارتداء ملابس "أكثر احتشاماً"، بما يشمل دعوة النساء إلى ارتداء البوركيني أو ملابس سباحة تغطي كامل الجسد. وبحسب القرار الصادر "استناداً إلى مقتضيات المصلحة العامة"، يطلب من النساء ارتداء ملابس سباحة ساترة، إلى جانب رداء فضفاض عند التنقل خارج مناطق السباحة، كما يُمنع الرجال من "التجول بصدور عارية" خارج نطاق الشواطئ، لا سيما في الأماكن العامة مثل المطاعم والفنادق. ونشرت وزارة السياحة عبر منصاتها الرسمية تعميماً تطلب فيه من الزوار "الالتزام بملابس سباحة لائقة تراعي الذوق العام ومشاعر كافة شرائح المجتمع"، مشددة على "ضرورة احترام التنوع الثقافي والديني في الجمهورية العربية السورية". تضمن القرار في بدايته إرشادات تتعلق بالسلامة العامة، قبل أن ينتقل إلى تفصيل المعايير الخاصة بلباس السباحة المسموح به في الأماكن العامة. وتنص التعليمات على ضرورة تغطية الكتفين والركبتين، مع منع ارتداء الملابس الشفافة أو الضيقة. وقد استثنى القرار المنتجعات السياحية المصنفة من فئة أربع نجوم وما فوق، إلى جانب النوادي الخاصة، حيث يُسمح فيها بارتداء ملابس السباحة الغربية ضمن ما وصفه القرار بـ"حدود السلوك الحضاري والآداب العامة". في المقابل، لا تشمل هذه التسهيلات الفنادق أو المنتجعات المصنفة دون الأربع نجوم. ويلزم القرار أصحاب ومشغلي المنشآت السياحية بوضع هذه التعليمات بشكل واضح في مواقع المسابح والشواطئ، والعمل على مراقبة تنفيذها، بما في ذلك تحديد أوقات السباحة المسموح بها. لكن الوزارة لم تحدد آليات تنفيذ هذه التعليمات أو العقوبات التي قد تُفرض عند مخالفتها. ويأتي القرار أيضاً في سياق توترات شهدتها الأسابيع الأخيرة، حيث تعرضت أماكن ترفيهية مثل الملاهي الليلية لهجمات فردية، بعضها نُسب إلى عناصر محسوبة على السلطات الجديدة. وأثار القرار، فور تداوله، ردود فعل متباينة على منصات التواصل الاجتماعي، بين من رحّبوا به باعتباره "يحافظ على القيم" ومن اعتبروه "تضييقاً جديداً على الحريات الشخصية والعامة". كذلك، علّق العديد من الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي على البعد "الطبقي" للقرار، حيث يسمح للأغنياء والميسورين الذين باستطاعتهم ارتياد الفنادق والمنتجعات الفاخرة ارتداء ما يشاؤون، في حين يمنع هذا الحق على الفقراء من رواد الشواطئ العامة والمسابح التي في متناول الجميع. وفي حديثٍ مع بي بي سي، تشرح الصحافية السورية ندى منزلجي أن الشواطئ العامة في اللاذقية لم تكن في العادة تشهد نسبة كبيرة من النساء اللواتي يلبسن البيكيني أو حتى المايوه قطعة واحدة. "أي امرأة ترتديه سوف تشعر بأنها غريبة". وتقول إن اللبس السائد للنساء في هذه الأماكن كان دائماً الشورت أو العباية، فيما تسبح أخريات بملابسهن. لكن المشهد كان يختلف في المنشآت السياحية الخاصة، خصوصاً تلك التي يُعتبر دخولها "ليس في متناول الجميع". وتضيف إن لهذا القرار أثرٌ نفسي واجتماعي أكثر من أثره الفعلي على أرض الواقع. ورأى بعض الناشطين أن هذا القرار هو مقدمة لفرض الحجاب في سوريا على غرار ما حصل في أعقاب الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. لكن آخرين اعتبروا أن القرار الرسمي ليس إلا تثبيتاً لواقعٍ ثقافي موجود بالفعل، حيث تُعرف الشواطئ العامة في سوريا بميلٍ إلى "المحافظة"، في حين أن ارتداء المايوه لطالما كان يقتصر على المنتجعات الخاصة والفنادق. بالإضافة إلى أن بعض المنشورات رأت في هذا الجدل طريقة من الحكومة لإلهاء الرأي العام عن حدثٍ آخر وهو إطلاق سراح عدد من الموقوفين المحسوبين على نظام الأسد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store