
اتصال هاتفي بين الرئيس محمود عباس وسلطان عُمان هيثم بن طارق
شفا – جرى اتصال هاتفي، اليوم الأحد، بين رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وسلطان سلطنة عمان هيثم بن طارق، تبادلا خلاله التهاني بحلول عيد الأضحى المبارك.
وأعرب سلطان عمان عن أمنياته بأن يعيد الله عز وجل هذه المناسبة وقد حقق الشعب الفلسطيني آماله وأحلامه بالحرية والاستقلال، مؤكدا موقف سلطنة عُمان الثابت والواضح والداعم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
بدوره، أعرب الرئيس محمود عباس، عن أمنياته لسلطنة عمان وشعبها الشقيق بمزيد من التقدم والازدهار، مهنئا الشعب العُماني بحلول عيد الأضحى.
وأطلع سيادته، السلطان هيثم بن طارق على الجهود المبذولة لإنهاء الحرب وتحقيق السلام، تشمل الوقف الدائم لإطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزة.
وتطرق الرئيس إلى المؤتمر الدولي للسلام الذي سيعقد الشهر الجاري بنيويورك بمشاركة دولية واسعة، وبرئاسة مشتركة للمملكة العربية السعودية وفرنسا.
كما شكر سيادته، السلطان هيثم بن طارق على مواقفه الداعمة لشعبنا وحقوقه المشروعة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 4 ساعات
- فلسطين أون لاين
"علماء فلسطين" تدعو علماء الأمة للالتحاق بقافلة الصمود نحو غزة
متابعة/ فلسطين أون لاين دعت رابطة علماء المسلمين – فلسطين، في بيان رسمي الأحد، علماء الأمة في مشارق الأرض ومغاربها إلى التحرك العاجل والانضمام إلى "قافلة الصمود" البرية المزمع انطلاقها نحو معبر رفح في 15 يونيو/حزيران الجاري، نصرةً لأهالي قطاع غزة الذين يواجهون حرب تجويع وإبادة غير مسبوقة. ووجّهت الرابطة نداءً خاصاً إلى علماء مصر الكنانة ومشيخة الأزهر الشريف وشيوخه الأجلاء، مؤكدة أن التحاقهم بالقافلة سيكون "صرخة علم وعقيدة وكرامة في وجه آلة القتل والجوع". وأكد البيان أن دور العلماء اليوم هو فريضة شرعية لا تقبل التأجيل، ومسؤولية أخلاقية تتطلب موقفًا تاريخيًا لكسر الحصار وفضح جرائم الاحتلال، موضحًا أن العلماء هم "ورثة الأنبياء وحملة أمانة الكلمة والموقف، وقادرون على تحريك الجماهير وكسر جدار الصمت". وفي هذا السياق، طالبت الرابطة مشيخة الأزهر والعلماء من بلاد المغرب العربي بالتحرك الجاد والانضمام للقافلة الإنسانية. كما طالبت اتحادات العلماء والهيئات الشرعية بإصدار فتاوى واضحة وصريحة تدعو إلى نصرة غزة ورفض الحصار الجائر. ووجهت دعوة إلى خطباء المساجد والوعاظ بتخصيص خطبهم وندواتهم للحديث عن واجب الأمة تجاه غزة وفضح الجرائم التي ترتكب بحق أهلها. وختمت الرابطة بيانها برسالة لعلماء الأمة جاء فيها/ "غزة اليوم لا تنادي السياسة فقط، بل تنادي العقيدة والإيمان والواجب… فلا تكونوا ممن قال الله فيهم: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ}".


شبكة أنباء شفا
منذ 9 ساعات
- شبكة أنباء شفا
الإصلاح في المؤسسة الفلسطينية 'غايَة أم وَسِيلَة' ، بقلم : د. علاء سليمان الديك
الإصلاح في المؤسسة الفلسطينية 'غايَة أم وَسِيلَة' بقلم : د. علاء سليمان الديك قبل الحديث عن أهمية ودافع كتابة هذا المقال، لا بد من توضيح معنى وماهية الإصلاح السياسي، والذي يعني تحسين وضع أو تعديل ما هو خطأ، أو فاسد، وما إلى ذلك. وتبرز أهمية هذا الإصلاح لمعالجة بعض المشاكل والأخطاء الجادة دون المساس بأساسيات النظام، وبالتالي السعي لتحسين النظام السياسي القائم والتحقق من أداء القائمين عليه بما يتلائم مع أسس الحوكمة والحكم الرشيد. وبالنظر للحالة الفلسطينية، فقد لوحظ أن هنالك جهود فلسطينية بذلت وتبذل لعمل إصلاحات جذرية داخل المؤسسة الفلسطينية. فإذا كانت تلك الإصلاحات غايَة فهذا جيد، وعكس ذلك تعتبر وَسِيلَة لتحقيق أمر أخر. لذلك من الطبيعي أن يتم قياس وتقييم فاعلية هذه الإصلاحات من خلال مدى معالجة بعض الأخطاء والمشاكل التي تمس حياة المواطنين وحقوقهم وكرامتهم، والتحقق من أداء القائمين على المؤسسة في القيام بواجباتهم تجاه المواطنين، وبالتالي تجسيد الحوكمة وتعزيز مبادئ المساءلة والشفافية والمحاسبة داخل المؤسسة، وهذا يعتبر أحد أهم ملامح الإصلاح المنشود. لذلك جاءت أهمية ودافع كتابة هذا المقال لتحمل المسؤولية الإجتماعية والسياسية تجاه أبناءنا من خلال تناول قضاياهم دون إنقطاع إحتراماً لحقوق وكرامة الناس، وتكريماً وتخليدا لمن رحلوا عنا، وكذلك لتقييم فاعلية أداء المؤسسة والقائمين عليها في مؤسسات الدولة لتعزيز وتجسيد حكم القانون على الجميع دون إستثناء. خمسة سنوات وعدالة قضية الأخوين عمار وضياء الديك رحمهما الله غائبة، ومازالت تنظر في محكمة بداية رام الله منذ مايو 2021 دون الدخول في أساس القضية، وبالتالي لم يتم البت في ملف القضية منذ أربعة سنوات ليومنا هذا. فمنذ الحادثة في الرابع عشر من حزيران 2020 لم تكترث المؤسسة الرسمية بإجراء تحقيق مهني ومستقل للتحقق مما حدث ومحاسبة المقصرين في إنقاذ الأخوين الديك. علماً أن قامت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في رام الله بإجراء تحقيق مهني مستقل، وأصدرت في نوفمبر 2020 تقرير تقصي حقائق عن الحادثة، والذي جاء فيه أن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني يتحمل مسؤولية وفاة الأخوين الديك نتيجة الإخفاق والإهمال المؤسسي في الإنقاذ، وأوصت الجهات الرسمية في محافظة سلفيت بإعادة النظر بنتائج تقرير اللجنة الرسمية الذي حمل الضحية مسؤولية ما حدث بسبب عدم الأخذ بإجراءات السلامة، والتركيز على مجريات الإنقاذ وإستقاء العبر والدروس من الحادثة وما رافقها من خلل في عمل وأداء طاقم الدفاع المدني، وعدم توفر الأدوات والتدريب والبروتكولات في عملية الإنقاذ. وكذلك ضرورة أن يقوم جهاز الدفاع المدني بإجراء تحقيق داخلي وبيان الخروقات التي حدثت في عملية الإخفاق والإهمال لإنقاذ الأخوين الديك. وأضاف تقرير الهيئة أن لجنة التحقيق الرسمية التي شكلها محافظ سلفيت السابق لم تكن مهنية ومستقلة، حيث لم تشمل عضو من العائلة أو من جهات الإختصاص أو ممثل عن أحد المؤسسات الأهلية أو الحقوقية، وإنما مدراء وقادة الأجهزة الأمنية في المحافظة. وتجدر الإشارة أنه وبتاريخ 4/11/2021 أصدر مكتب النائب العام/ رام الله، قراراً بحفظ ملف الأخوين الديك لعدم وجود أي فعل يعاقب عليه القانون. بناءاً على تلك التطورات التي رافقت الحادثة وما نتج عنها من خلل وقصور في أداء المؤسسة الرسمية تجاه ملف الأخوين الديك، توجهت العائلة لمكتب رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، وألتقت بمعظم المسؤولين في رام الله، لإطلاعهم على نتائج وتوصيات تقرير تقصي الحقائق الصادر عن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بالحادثة، وكذلك على الخروقات والتقصير في أداء المؤسسة الرسمية في محافظة سلفيت تجاه ملف الأخوبن الديك، والإساءة المنظمة للأخوين ولذويهما أبان الحادثة بهدف إنقاذ المقصرين وطمس حقيقة ما جرى أمام الرأي العام. وبكل أسف لم تكترث المؤسسات الرسمية العليا كافة بملف الأخوين الديك، أو بنتائج وتوصيات تقرير تقصي الحقائق الصادر عن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، ولم يرد أي توضيح أو تفسير من طرفهم ليومنا هذا. علماً أنهم قطعوا عهداً للعائلة بزيارتهم والوقوف عند مسؤولياتهم تجاه المقصرين في الحادثة وما رافقها من أحداث، وللأسف لم يحدث ذلك. فالمواطن مهمش وهو الضحية لأنه يطالب بالحق والعدل وفق القانون، خمسة سنوات وعدالة قضية الأخوين الديك رحمهما الله في سبات، لماذا ومن المستفيد! إن الشعب الفلسطيني مازال يناضل من أجل التحرر الوطني والبناء الديمقراطي لمؤسسات الدولة، فمسيرة الشعب الفلسطيني عنوانها الوفاء والإنتماء بهدف تحقيق حقوقه المشروعة، حقه في الحياة، والأمن والأمان، والمواطنة والمساواة، والعدالة والكرامة. فالأجدر أن نكون نحن السباقون في الحفاظ والتمسك بتلك المبادئ والقيم قبل غيرنا، لأنها إرتبطت بمسيرة وطنية ونضالية محترمة، قدم خلالها الشعب الفلسطيني أغلى ما يملك وهو الإنسان. وهنا نتساءل كعائلة: أين نحن من فاعلية هذه القيم النبيلة تجاه قضية الأخوين عمار وضياء الديك رحمهما الله؟ فهل من مجيب!ومن خلال تتبع الأحداث والأخبار نرى أن القيادة السياسية في رام الله تتباهى أمام كل المحافل الإقليمية والدولية بإنجازات المؤسسة في تحقيق تقدم في قضايا الإصلاح والإنفتاح والحوكمة وسيادة القانون، وما إلى ذلك، ولكن السؤال المطروح لأصحاب السيادة والدولة والمعالي: هل حقوق المواطنة الفلسطينية سقطت بالتقادم عن الأخوين الديك وذويهما في نظركم؟ بحيث لم يعد بالإمكان الإهتمام أو الإكتراث لما حدث، وكأن شيئاً لم يحصل. وهذا يذكرني بما قيل لنا كعائلة من أحد كبار المسؤولين: 'نحن في مرحلة بناء وتحدث أخطاء، وهذه من ضمن الأخطاء، فالنصبر وهذا قدرهم'. فعندما يصبح هناك تقصير وإهمال واضح في إنقاذ أرواح الناس من قبل مؤسسات الدولة المكلفة بإنقاذهم، وتتم الإساءة لمواطن من قبل مسؤول على رأس عمله دون دليل بهدف إنقاذ المقصرين وطمس الحقيقية والإلتفاف عليها، وعندما تقوم المؤسسة الأمنية المكلفة بحماية أمن وحياة المواطن، بتحميل المواطن مسؤولية ما حدث لإرضاء ومجاملة المسؤول، عندئذ فإن ذلك يتطلب الوقوف الجدي أمام تلك التصرفات ومعالجتها بحزم دون مجاملة لأحد، وغير ذلك يعد إنتهاك صارخ لمبادئ الإصلاح والحوكمة وتطبيق القانون في عمل وأداء المؤسسة. لذلك من الضروري أن يكون هنالك مراجعة ومساءلة وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة جدية للوقوف على الحقائق من جديد، إحتراماً لمن رحلوا وتقديراً لذويهما، وكذلك إحتراماً للمؤسسة ومعايير الإصلاح وسيادة المؤسسة والقانون، عندئذ نعتبر ذلك إصلاحاً فعالاً يصون حياة وأمن الناس وحقوقهم وكرامتهم وفق الأصول. في المحصلة، إن عملية الإصلاح المنشودة في المؤسسة عندما يتعلق الأمر بقضية الأخوين الديك، تعتبر 'وَسِيلَة' وليست 'غايَة'، بهدف تحقيق مكاسب فئوية أو وظيفية على حساب المواطن، فإصلاح المؤسسة الحقيقي يتطلب تحقيق 'الحوكمة' من خلال التحقق من أداء القائمين على العمل، وذلك عبر فاعلية ديوان الرقابة وهيئات المساءلة لكل المؤسسات الرسمية في محافظة سلفيت ذات العلاقة بحادثة الشهيدين الشقيقين عمار وضياء الديك رحمهما الله. 7/6/2025 – د. علاء سليمان الديك – شقيق الشهيدين الشقيقين عمار وضياء الديك رحمهما الله .


فلسطين اليوم
منذ 12 ساعات
- فلسطين اليوم
نكبة فلسطينية أم انقلاب عربي؟
فلسطين اليوم قد يبدو غريبا ـ ربما شاذا ـ أن نتحدث عن أمل في عتمة اليأس، أو أن نمتدح تدفق شلالات النور في قلب الظلام الدامس، وقبل أكثر من عشرين سنة، كانت الأحوال على ما قد نتذكر، كان الجنرال آرييل شارون قد أكمل لتوه اجتياح الضفة الغربية، مدنا وقرى ومخيمات، وكانت السكين تقترب من رأس الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وكان الوضع العربي عموما على ما نعرف من العجز وبؤس المشهد، وفي غمرة الانفعال باللحظة المؤسية، كتبت وقتها تعليقا على ما جرى في الأمة المنكوبة حكاما وشعوبا، نصا «هذه أمة لا يغفر الله لعصاتها، ولا يستجيب لدعاء تقاتها»، ومن شرفة التاريخ اليوم، يبدو ما كتبت وقتها ظلما لما كان، ولا يقاس سلبا إلى ما يقع اليوم، أو لا يقع، فلم تعد لأوصاف من نوع الانهيار والقعود والخيبة والخيانة إن شئت، من معنى يعقل، بل تعدت الأمة حكومات وشعوبا حواجز التردي كلها، وتعدت القاع إلى قاع القاع، ولم يعد للأمة المهزومة المخذولة من معنى مرئي، وانتهت إلى جثة، صارت في طور «التحلل الرمى» بمجازات التشريح الطبي. وأيا ما كان تعريفك للأمة عربية كانت أو إسلامية، فحالة «التحلل الرمى» أقرب وصف للأمة إياها، وعلى الجبهة الفلسطينية الأمامية، تجرى أهوال يوم القيامة، والعذاب الأسطوري للشعب الفلسطيني، الذى يذبحونه بالجملة، وتقطع أشلاؤه كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة، وحمم النار تحرق كل شيء بشرا وحجرا وشجرا. وتتلاحق صور المحرقة المهلكة بالصوت والصورة، تستصرخ الضمائر الحية في عواصم بعيدة، بينما لا حس ولا خبر ولا آهة ألم في ما نسميه مجازا بعوالم العرب والمسلمين. وعلى النحو الغالب الأعم، لا في الشوارع ولا في قصور الحكم، والكل ـ تقريبا ـ يدير ظهره ويشيح بصره حتى لا يرى حقول الدم، إلا من عصم ربك وهم قليل، وفي ساحات بعينها لعل أظهرها في اليمن الأشد فقرا وعاصمته العزيزة صنعاء، التي تخلو من البهارج والقصور وليالي «الهنك والرنك» وموائد الطعام الممدودة، فهم يحصلون على ما يسد الرمق بالكاد، وينافسون بجوعهم ما يجري من مجاعة مفروضة على أهل فلسطين، لكنهم يرسلون صواريخ النجدة يوميا إلى فلسطين المحتلة، التي وإن جرى اعتراضها وإسقاط أغلبها قبل تدمير أهدافها داخل كيان الاحتلال، فإنها تقتل الروح المعنوية لمستوطني الكيان، وتصيب ملايينهم بالفزع والرعب، والفرار إلى الملاجئ، وتهزمهم بالخوف قبل شظايا الصواريخ. وأيا ما كان رأيك ورأيي في «الحوثيين»، وما فعلوا مع غيرهم باليمن الممزق المتألم، فقد تحولوا إلى ظاهرة كاشفة لمعدن الأمة الغائب، ولقدرتها المحجوزة في أكفانها، وهذا هو الوجه الآخر المغيب لظاهر الموات و»التحلل الرمى» العربي المعمم، تماما كما أن صمود الفلسطينيين الإجباري، وخبزهم لتراب وطنهم بأنهار الدماء، ومحنتهم التي جعلتهم «شعب الله المختار» في زماننا بامتياز، وتخلق تاريخا جديدا طالعا من رماد، لا تخبو فيه أمارات المقاومة الإعجازية من عشرات آلاف الشباب، يسكنون كما شعبهم في العراء وبين الأنقاض، وفي أنفاق تحت الأرض وفوقها، ويصنعون خبزهم ـ كفافهم وقنابلهم وعبواتهم ورصاصهم الذي لا ينفد. ولا تزال السيرة باقية إلى الأجل غير المعلوم، وتلهم القادمين على ضفاف فلسطين في لبنان الذي يشتعل جمره تحت الرماد، وتظهر نداء الشهيد «محمد الضيف» «حتى في سوريا، التي يلحقونها بأمن «إسرائيل»، ويقتطعون من لحمها لتأكل «بهائم إسرائيل»، وتعبير «البهائم» ليس من عندي، بل هو لكاتبة «إسرائيلية» غاضبة من قطيع المعتاشين على الدم الفلسطيني، وصفت به في صحيفة «هآرتس» مسيرات أعلام المستوطنين، وهم يجتاحون المسجد الأقصى في ذكرى النكبة الكبرى، ويدنسونه بصلواتهم ورقصاتهم «التلمودية»، ويعدون لهدم «الأقصى» وإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه. ما أردت قوله إن كل عدوان يزكي نقيضه، وكل موات تبعثه فيه حياة جديدة، مهما عصف الألم وسالت الدماء واستبد الطغيان الوحشي، وإن ظلامنا الدامس لا يخفي شرر النور في رماده، وإن لحظات المآسي تعقبها ـ ربما ترافقها ـ المغازي الكفاحية النبيلة، فوقت أن كتبت قبل أزيد من عشرين سنة ما كتبت، وكدت أنعى الأمة التي نساها الله فأنساها نفسها. كانت عيني كغيري على ظاهر التدهور والانحدار، مع أن أمة الحقيقة على الجانب الآخر، كانت تصنع بدماء المقاومين القلة تاريخا آخر، كان عبر وقتها من تحرير جنوب لبنان بالدم الذي كسر السيف، وانتقل إلى فلسطين المحتلة مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ونجح في دفع العدو المحتل إلى الجلاء من طرف واحد عن غزة، التي تحولت بعدها رغم القهر والحصار إلى فلسطين مصغرة مكثفة، خاضت حروبا ضارية وحدها، هي أطول حروب عرفها تاريخ الصراع مع العدو «الإسرائيلي» الأمريكي. ووصلت إلى ذروتها بعد زلزال السابع من أكتوبر 2023 الذي أعلن فيه محمد الضيف بيانه الأول من وراء الظلال، وعلى مدى عشرين شهرا إلى اليوم، كانت حرب الإبادة كفيلة بمحو أمة الملياري نسمة، لكنها عجزت عن كتم أنفاس «غزة» ذات المليونين، التي ظلت وتظل تصرخ وتنزف وتجوع وتعرى وتقاوم، وصهرتها النيران والمحارق والمجازر. وحولت أهلها إلى صورة هي الأصفى والأنقى لجوهر الأمة الذاهلة الغائبة في موات طويل ذليل، لكن «غزة» الدامية ذاتها، سوف توقظ الأمة ولو بعد حين، من رقدة أهل الكهف، فقد نتلفت إلى ما يجري هنا أو هناك، ولا نجد ظاهرا غير قبض الريح والهوان بلا آخر، وهدايا تريليونات الدولارات إلى دونالد ترامب قرن الشيطان وقائد حرب الإبادة الجماعية والاجتثاث العرقي، مع خزي الأنظمة وحكامها، ومباريات الممالك، وتسابقها للفوز بمحبة الكاوبوي ترامب ورضا بنيامين نتنياهو، ومسارعة البعض من غير المرضي عنهم إلى «إعادات تموضع»، وإلى استدارات تكتيكية في المكان نفسه، لكن أحدا في ختام الأمر لن ينجو من مضاعفات وأهوال يوم القيامة في «غزة». فما جرى ويجري ليس نهاية قصة ولا نكبة فلسطينية جديدة، كما يحلم المتخاذلون وغربان الشؤم، بل نحن ـ في ما نظن ـ على أعتاب انقلاب عربي جديد، لن تستقر معه صورة الشرق الأوسط الجديد المستهدف، ولن تدوم فيه سيادة «إسرائيل» على ما عداها، ولا الترتيبات التي أعدوا لها، ويشرعون فيها، لا إلى الشرق والشمال من جغرافيا كيان الاحتلال، ولا في الغرب والجنوب بالذات، ربما نكون بصدد حركات مقاومة جديدة طالعة من غرس الدم، وبصدد تغييرات سياسية واستراتيجية فيها طابع الإجبار لا الاختيار،. وكما تزحف المخاطر داهمة بإفناء الفلسطينيين ودفعهم إلى التهجير، فإن دماء «غزة» ودمارها، تعلم المحبين والكارهين، أن الخضوع للكيان «الإسرائيلي» ليس فرضا ولا سنة، ولا شرطا لحياة ولا لبقاء، ولا الركوع لسيد البيت الأبيض من لزوم ما يلزم في الصلوات الخمس، خصوصا أنهم جربوا الوصفة المسمومة على مدى نصف قرن ويزيد، فلا هي صانت أوطانا ولا حمت عروشا ولا كفلت عيشا كريما، والعودة إليها غباء مطلق، وبالذات مع ما يجري عاصفا متلاحقا من تغيرات في خرائط القمة الدولية، التي لا تشير أبدا إلى اتصال طغيان أمريكا وانفرادها بمصائر العالم، وهي التي مشت على بطنها مضطرة لعقد اتفاق وقف نار مع جماعة بمقاس «الحوثي»، بعد أن طاشت غارات ترامب وحاملات طائراته وقوته المسلحة «العظمى» مع الريح، فما بالك إذا استيقظت قطاعات أكبر من الأمة المغيبة في مواتها، ووعت درس التحدي الذى يصنع المعجزات. والخلاصة فيما يجري اليوم وغدا، أن من يريد أن يشتري يأسا، فبضاعته في السوق كثيرة مغرية، لكنه اليأس الذى ينجب أملا يبدو لناظره مستحيلا، ونحن لا ننظر بل ننتظر بعد كل هذا القتل والدمار والنيران، وقد زالت وتزول معه كل ممالك الأوهام، وثبت أن طلب السلام مع كيان العدوان الهمجي ليس له من معنى، إلا أن يكون خضوعا واستسلاما، لن يحفظ حتى رقاب المستسلمين والخانعين، فطوفان النيران يزحف، ولن يحفظ أمنا لأحد، حتى لو طبعت كل الدول العربية مع «إسرائيل» كما قال رئيس أكبر دولة عربية، فلم تعد «إسرائيل» تطلب مزيدا من «تطبيع»، بل تريد «التتبيع» الكامل، والاستيلاء المباشر على الأرض ودهس العرض، والحكام الذين يطلبون وظائف الخدم في البيت «الإسرائيلي»، لا يخدعون أحدا بأقنعة شرق أوسط جديد ولا قديم.