
«ملحمة عطاء وطنى».. وزير الداخلية يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة ذكرى 30 يونيو
بعث اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، برقية تهنئة للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية"، بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو.
برقية تهنئة من وزير الداخلية إلى الرئيس السيسي
وجاء نص برقية التهنئة المقدمة من وزير الداخلية إلى الرئيس السيسي كالتالي:
يسرنى وهيئة الشرطـة أن أتقـدم لسيـادتكـم بخـالص التهنئـة، بمناسبة الاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة، راجيًا المولى عز وجل أن ُيكلل مسيرتكم الوطنية بالتوفيق والسداد.
إن الاحتفاء بتلك الذكرى الوطنية الخالدة، إنما ُيجسد قيم الوفاء لملحمة عطاء وطنى، أهدت الأمم نموذجًا فريدًا لشعب عظيم يصطف خلف قيادته الحكيمة ليكون سدًا منيعًا تندحر أمامه الدسائس ومخططات أهل الشر، وُيرسخ للألجيال المتعاقبة ثوابت الهوية المصرية التى تستعصى على نزعات الطائفية والتفرقة لتكون هذه الثورة نقطة تحول فارقة لإعادة الإرادة الحقيقية ومبادئ الحرية والكرامة الوطنية.
وفقكم الله تعالى لما فيه رفعة مصرنا الغالية، لتمضى مسيرة العمل الوطنى نحو مستقبل زاهر، ُمفعم بالأمن والاستقرار.
وكــل عــــــام وسيــــــادتــكم بخــــــــير.
وفي ذات السياق، بدأ الصالون الثقافى لحزب مصر أكتوبر
وفي ذات السياق، بدأ الصالون الثقافى لحزب مصر أكتوبر، برئاسة الدكتورة جيهان مديح، بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو، في مقر الحزب الرئيسي بالقاهرة الجديدة.
وشارك في الصالون الثقافي، النائب محمد عبد العزيز عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ووكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، وعدد من أعضاء وكوادر وقيادات الحزب وأمناء الأمانات النوعية المركزية للحزب.
من جانبه، أعرب النائب محمد عبد العزيز عن سعادته بالمشاركة في هذا الصالون الثقافي، مشيرًا إلى أن هذه هي المرة الأولى في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تكون فيها امرأة على رأس الحزب.
وأوضح أن الحزب يمارس العمل السياسي بشكل فعال، لديه آراء وتوجهات واضحة، ويتابع الأمور عن كثب.
وكشف النائب محمد عبد العزيز، أحد مؤسسي حركة تمرد، ووكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، تفاصيل شهادته عن ثورة 30 يونيو العظيمة وكيف ساهمت تمرد في حشد المصريين.
كما تحدث "عبدالعزيز" حول تفاصيل ثورة 30 يونيو، وكواليس إطلاق حملة تمرد لجمع توقعات لسحب الثقة من الرئيس المعزول محمد مرسي.
وكشف "عبد العزيز" في شهادته، عن محاولات الاغتيال التي كان يتعرض لها أعضاء الحملة بمجرد استجابة الشارع لها، وكيف تفاعلت أطياف الشعب مع الحملة منذ لحظتها الأولي.
وقالت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، إن الذكرى الثانية عشر لثورة 30 يونيو تمثل لحظة مجيدة في تاريخ الوطن، حين خرج ملايين المصريين دفاعًا عن هويتهم ومؤسسات دولتهم، ورفضًا لحكم جماعة كانت تسعى لاختطاف مصر لصالح أجندات مشبوهة.
وأضافت مديح، خلال الصالون الثقافي للحزب، الذي عقد اليوم بحضور النائب محمد عبد العزيز وكيل لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وأحد مؤسسي حركة تمرد، وبمشاركة عدد من قيادات وكوادر وأعضاء الحزب، أن ما تحقق في 30 يونيو لم يكن مجرد تغيير سياسي، بل كان بمثابة تصحيح لمسار أمة بأكملها، وإعادة توجيه البوصلة نحو الدولة الوطنية التي تقوم على التعددية والمواطنة، وتحترم القانون والمؤسسات.
وأكدت أن هذه الثورة المباركة حافظت على مصر آمنة مستقرة في منطقة تموج بالصراعات والتوترات، مشيرة إلى أن ما شهدته المنطقة من تفكك وانهيارات خلال العقد الماضي يُظهر بوضوح قيمة ما أنجزه المصريون حين اصطفوا خلف جيشهم لإنقاذ وطنهم من مصير مجهول.
وشددت مديح على أن عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، انحاز بوضوح وكامل الشجاعة لإرادة ملايين المصريين، مؤكدًا أن القوات المسلحة كانت وستظل درع الوطن وسنده في الأوقات العصيبة، وأن انحيازه التاريخي يومها كان نقطة فارقة في مسار الدولة المصرية، مشيرة إلى أن مرور أكثر من عشر سنوات على الثورة أثبت أن المصريين كانوا على حق، فقد صمدت الدولة المصرية رغم كافة التحديات، وتمكنت من الحفاظ على مؤسساتها، والمضي قدمًا في مشاريع البناء والتنمية، بفضل قيادة وطنية مؤمنة بقدرة هذا الشعب على تجاوز الأزمات

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 31 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار العالم : مصر.. طلبات استجواب للحكومة بعد مصرع 19 فتاة في حادث المنوفية
الأحد 29 يونيو 2025 07:10 مساءً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ناقش البرلمان المصري طلبات نواب للتحقيق في واقعة مصرع 19 فتاة من إحدى قرى محافظة المنوفية شمالي العاصمة القاهرة، نتيجة حادث تصادم مروع بين سيارة "ميكروباص" وشاحنة، فيما ردت الحكومة بتكليف المسؤولين لإنهاء أعمال الإصلاحات وصيانة الطريق الدائري الإقليمي الذي شهد الحادثة، وإجراء تحاليل تعاطي المواد المخدرة لكل سائقي النقل. وشهد الطريق الدائري الإقليمي في نطاق مركز أشمون بمحافظة المنوفية، حادثًا راح ضحيته 19 فتاة - معظمهن دون الـ22 عامًا، من قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف. وبعد الحادث وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي بصرف مبلغ 100 ألف جنيه (2011.79 دولار) لأسرة كل ضحية، ومبلغ 25 ألف جنيه (502.95 دولار) لكل مصاب، إضافة إلى متابعة صيانة وإصلاح الطرق، خاصةً الطريق الدائري الإقليمي. كما وجّهت زوجة الرئيس انتصار السيسي، بصفتها الرئيس الشرفي للهلال الأحمر المصري، بقيام فرق الهلال الأحمر بدراسة حالة لكل أسرة من أسر ضحايا الحادث، لتقديم المساعدات والتدخلات اللازمة ماديًا ومعنويًا، وفق بيان رسمي. كما رفعت وزارتي التضامن الاجتماعي والقوى العاملة قيمة التعويضات إلى 500 ألف جنيه (10058.98 دولار) لأسرة فتاة فتاة مُتوفاة، و70 ألف جنيه (1408.26 دولار) لكل مصاب. وفي أول اجتماع بعد الحادث، استهل مجلس النواب جلسته العامة، الأحد، بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الضحايا، ودعا رئيس البرلمان حنفي جبالي، لجنة النقل والمواصلات بالبرلمان، للاستمرار في عقد اجتماعات خلال الأيام المقبلة، للتحقيق في أسباب الحادث، وإعداد تقرير عنه لعرض على المجلس، كما تقدم نواب ببيانات عاجلة للحكومة للمطالبة بتشكيل لجنة تقصي حقائق في الحادث، ومحاسبة المسؤولين عن صيانة الطرق. وقال رئيس حزب العدل، وأمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب المصري، عبد المنعم إمام، إن البرلمان ناقش خلال جلسته الأحد، "الحادث الأليم لوفاة 19 فتاة بالمنوفية، وخلال الجلسة تقدمت ببيان عاجل حملت فيه الحكومة وكل الجهات المعنية بتشييد وتطوير الطريق الدائري الإقليمي مسؤولية الحادث". ويعد الطريق الدائري الإقليمي من بين أطول الطرق في منطقة الشرق الأوسط، ويمتد لمسافة 400 كيلو متر، ويحيط بالقاهرة الكبرى ويربطها مع عدد من المحافظات، وذلك بهدف تخفيف التكدس المروري داخل القاهرة، وفق بيانات رسمية. قد يهمك أيضاً وأضاف إمام، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، أن "الطريق الدائري الإقليمي كلّف موازنة الدولة المليارات لتشييده، كما يحصل من السيارات رسوم مرور الطريق، مخصصة للإنفاق على صيانته وتطويره دوريًا لضمان سلامة وأمان المرور"، لافتًا أن "لجنة المواصلات والنقل بالبرلمان ستعد تقريرًا كاملا عن الحادث، وسيتم مناقشته الأسبوع المقبل بحضور وزير النقل". وأجرى وزير النقل، كامل الوزير، الأحد، جولة في الطريق الإقليمي لمتابعة أعمال صيانة المرحلة الأولى من الطريق بطول 152 كيلو متر، وجّه خلالها بإعداد "خطط زمنية مضغوطة" لإنهاء أعمال صيانة الطريق بالكامل، مع زيادة عوامل الأمن والسلامة بالطريق خلال فترة الصيانة. من جانبها، قالت عضو مجلس النواب عن حزب التجمع، سلمى مراد، إنها تقدمت بطلب عاجل للبرلمان حمّلت فيه الحكومة مسؤولية حادث المنوفية، "بسبب تأخر صيانة الطريق الدائري الإقليمي منذ أكثر من عام مما تسبب في الحادث المؤلم". وذكرت مراد، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، أنها "سبقت أن تقدمت منذ شهر ببيان عاجل للحكومة للاستفسار عن أسباب تأخر أعمال صيانة الطريق، الذي أصبح يعرف باسم "طريق الموت" نظرًا لتكرار وقوع حوادث مؤلمة على الطريق خلال الفترة الماضية، مما يتطلب من الحكومة سرعة إنهاء إجراءات أعمال الصيانة في أقرب وقت لضمان سلامة المواطنين". وفي بيان رسمي لوزارة النقل، كشفت عن ضبط 900 مخالفة سرعة على الطريق الدائري الإقليمي خلال 4 ساعات فقط، الأحد، بعد مضاعفة عدد الردارات على الطريق للمساهمة في ضبط السرعة. وقال عضو مجلس النواب عن محافظة المنوفية، هاني خضر، إنه حمّل في بيانه العاجل للبرلمان"وزارة النقل والشركة المنفذة للطريق الدائري الإقليمي مسؤولية الحادث بسبب ترك الطريق عرضة لإهمال جسيم"، مضيفًا أن البرلمان سيعمل على تشكيل لجنة لتقصي حقائق بشأن الحادث وتحديد المسؤولية. واعتبر خضر، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، أن "حادث المنوفية الأخير سببه السائق، ولكن الطريق شهد حالات حوادث عديدة خلال الفترة الماضية، بسبب ضيق الطريق نتيجة أعمال الصيانة، وعدم وجود إشارات أو لوحات استرشادية مما يتطلب ضرورة اتخاذ كل التدابير للالتزام بإجراءات الأمن والسلامة".


المشهد العربي
منذ 34 دقائق
- المشهد العربي
محمد بن راشد لأوائل الثانوية العامة: مستقبل مشرق ينتظركم
أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اليوم الأحد، أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2024-2025، مهنئاً الطلبة وأولياء أمورهم. وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عبر إكس: "نبارك لطلابنا أوائل الثانوية العامة على مستوى الدولة تفوقهم، موزة، ومهند، ومهرة، وعبدالله، وحبيبة، وروضة، وعبدالله، وحميد، يستحقون أن نذكر أسماءهم لأننا نفخر بهم، ونبارك لأهلهم ونبارك ونفخر بجميع خريجي الثانوية العامة في الإمارات". وأضاف "نبارك لأسرهم ولآبائهم وأمهاتهم، ونقول لهم، مستقبل مشرق باذن الله ينتظركم في دولة مجيدة تحب أبناءها، وتسعد بهم دولة يهندس مستقبلها محمد بن زايد آل نهيان لتكون أفضل بيئة لكم ولمن يأتي خلفكم من الأجيال القادمة". وتابع "شكرنا لجميع العاملين في ميدان التربية والتعليم، ونخص الشيخ عبدالله بن زايد، والشيخة مريم بنت محمد بن زايد، في مجلس التعليم، وجميع المعلمين والإداريين والتربويين، وتمنياتنا للجميع بإجازة صيفية سعيدة ومريحة".


البشاير
منذ 41 دقائق
- البشاير
نبيل عمر بيعطر ٣٠ يونيو بمائة مليون وردة مصرية
نبيل عمر هكذا صنعت مصر درعها الحامى: يوم أخرج المصريون وطنهم من عتمة الكهف! يختلف احتفال المصريين بـ30 يونيو هذا العام عن أى عام سابق، تهل عليهم ذكرى اليوم العظيم، فى ظروف إقليمية ودولية فى غاية الصعوبة، إذ تحيط بمصر المخاطر والنيران من كل جانب، لكنها كالعادة تنتصب واقفة صامدة، تحافظ على سلامتها ببراعة لاعب سيرك يمشى على حبل مشدود، أرفع من خيط يمر من سم الخياط، بيئة متربصة لم يحدث أن عاشت مصر مثلها فى الألف سنة الأخيرة. جينات الخيانة فالتربص ليس فقط من أعداء غرباء فى غاية الوقاحة يتحينون أى فرصة للانقضاض، بل من بعض أهلها الذين تحولوا إلى خلايا سرطانية باسم الدين، يحاولون نهش استقرارها وأمنها وسلامتها وثقافتها وتراثها الإنسانى، ومن أصدقاء طوائف يصفون أنفسهم بأنهم إخوة فى الروابط والعرق والتاريخ، ويعملون على زحزحتها من مكانتها، مع أنها لا تتنافسهم معهم فى أى أدوار يسعون إليها، ولا تعرقل أفكارا يطرحونها ويتغنون بها كما لو أنهم يملكون عيون زرقاء اليمامة كاشفة غيب المستقبل، والغريب أن الأعداء يشتهون لحم هؤلاء الأصدقاء وفراشهم ولا يخفون ذلك كتابةً وشفاهةً، لكن الأصدقاء يسترضون غرور هؤلاء الأعداء بالورود والهدايا والعطايا، ويظنون أن أنياب الذئب المستعدة لافتراسهم، ما هى إلا تعبير عن ابتسامة ود أظهرت فقط فك الذئب واسعا! تخيلوا معى سيناريو درامى من مشهد خيالى، لو أن «الجماعة السرطانية الخبيثة» هى التى تحكم الآن فى ظل هذه المخاطر والنيران، ما الذى كان يمكن أن يحدث لمصر؟، أو بمعنى أدق ما الذى كان يمكن أن يحدث لنا وفينا؟ أعترف أن ثمة مشكلات وأزمات وصعوبات فى الحياة اليومية، لكن ثمنها مقبول بأن ننام بين جدران تحمينا، تحت حراسة جيش يقظ أعيد تسليحه وتدريبه فى السنوات العشرة الأخيرة ليكون مستعدا لمثل هذه الأيام التى تتكاثر فيها المخاطر والنيران! إنتهي الدرس ياغبي نعود إلى 30 يونيو، فهو اليوم الذى خرج فيه المصريون من عتمة الكهف الذى دفعتهم إليه جماعة الإخوان، ولا يجب أن ننسى أو ننكر أننا مهدنا لهم السبل إلى النيل منا، وسمحنا لهم أن يمسكوا برقابنا، ولا يجب أبدًا أن نغفل عن ذلك، فالمؤمن لا يلدغ من جحر العقارب والثعابين مرتين، وإلا كان بلا عقل، والإيمان عقل واع يصل إلى الله بكل خلاياه وجوارحه! إذن ونحن نحتفل بـ30 يونيو هذا العام، نحتفل بأنفسنا أيضا، فنحن الذين صنعنا هذا اليوم، أنقذنا مصر وأنفسنا من قبضة الظلام، ونحن معا الشعب وجيشه، ودفعنا ثمنا باهظا، وهذا طبيعى جدا، فمن أخطأ تتراكم على أكتافه وجيوبه «تكاليف» هذه الأخطاء، وأسألكم سؤالا بسيطا: يا ترى لو حسبنا قدر الخسائر التى تحملتها مصر فى السنوات الخمس التالية لـ25 يناير 2011، حتى لاح فجر الاستقرار وتوسطت شمسه الساطعة سماء المحروسة؟، لن أكرر حجم الحرائق والدمار والعمليات الإرهابية والمصانع التى تعطلت والأعمال التى أغلقت.. إلخ، فكلنا عشناها، مؤكد أننا نتحدث عن مئات المليارات من الجنيهات سنويا.. وهنا لا أدافع عن أحد ولا أجامل أحدا.. نعم كان من الممكن أن نكون فى أوضاع أحسن من التى نحن عليها الآن، لكن حين يخرج مريض من غرفة العمليات، لا يستطيع أن يعمل بكامل طاقته العقلية والبدنية إلا بعد فترة، تطول أو تقصر حسب نوع الإصابة التى لحقت به، إذ يظل تحت الملاحظة والرعاية المركزة فترة، ثم النقاهة فترة..وهكذا، فما بالك بمجتمع ضخم، نعم كنا مصابين جدا، وكنا أيضا نعانى من عيوب متوارثة من عشرات السنين فى التفكير وأداء الأعمال والكفاءة العامة، والأخطر أن هواجس الفوضى والاضطراب ظلت عالقة فى ذاكرتنا، وصبغت أيامنا، لا سيما أن الأعداء الذين خططوا والخلايا السرطانية التى نفذت لم يتوقفوا يوما واحدا عن أفعالهم العدوانية سرا وعلانية، والهواجس تدفع الإنسان بالضرورة إلى مزيد من أساليب التحوط والتأمين وغلق منافذ الشك! إكتشاف المناعة العامة وأتصور مع 30 يونيو الحالى، أن «المناعة العامة»، برغم الأخطار والنيران، صارت أقوى مما كانت عليه فى 30 يونيو 2013، ومن حق هذه المناعة الوطنية أن تمارس دورها الطبيعى فى حماية الوطن دون أى هواجس، بالسياسة والثقافة والوعى والإعلام والمشاركة المجتمعية الفاعلة. فى ذلك اليوم البعيد، قبل 12 سنة بالتمام والكمال، وتحديدا فى الساعات الأولى من نهار 30 يونيو، كانت شوارع القاهرة شبه خالية، لا شىء يشى بأن شعبا سينهض، ويخرج منه 30 ما يقرب من مليون مصرى إلى شوارع وميادين المدن الكبرى والمراكز، بل فى قرى لم يتجمع أهلها أبدا إلا فى المآتم والأفراح منذ وعت على الدنيا! كان الطريق ملغما وعرا ومهددا بالدم والرصاص، فالجماعة لها تنظيم خاص مسلح، له خبرة وتاريخ فى أعمال العنف والفتل، من قبل قيام ثورة يوليو بسنوات طويلة، اشتبكات بين شباب الجماعة والطلبة الوفد بجامعة فؤاد (جامعة القاهرة الآن)، ثم اغتيالات فى نهاية الأربعينيات، يعنى قبل ظهور جمال عبدالناصر والجيش فى الصورة! لكن المصريين لم يخافوا، يريدون أن يكونوا مواطنين فى دولة عصرية، لا رعية فى إمارة دينية، خاصة أن الرئيس محمد مرسى كان ولاؤه للجماعة وليس لمصر، وأمرته أن يعيد مجلس الشعب المنحل بحكم المحكمة الدستورية لفساد القانون الذى نظم انتخاباته، ففعلها وهو لا يدرك أنه لا يملك إحياء الموتى، وحكم المحكمة الدستورية، أعلى سلطة قضائية فى مصر، حكم بالإعدام واجب النفاذ، وبقرار عودة مجلس الشعب حفر محمد مرسى «المدفن» الذى ستئول إليه رئاسته. الشوارع فاضية لم تكن الجماعة تصدق أن المصريين قادرين عل فعلها، واعتبروا الأخبار التى تناثرت عن نهوض الشعب وثورته القادمة مجرد أضغاث أحلام، حتى إن الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء وقتها تجول فى شوارع القاهرة فى موكب رسمى مع خيوط الفجر الأولى، من ميدان التحرير إلى ميدان مصطفى كامل وبقية ميادين وسط البلد، ومحيط قصر الاتحادية، يراجع إجراءات الأمن والحماية.. فوجد الدنيا هادئة والأحوال عال العال ولا تستدعى قلقا! فى الوقت نفسه قررت وزارة المالية أن تصرف معاش شهر يوليو بالعلاوة السنوية الجديدة مبكرا يوما، أى يوم 30 يونيو، فتضمن وقوف تسعة ملايين مواطن أمام مكاتب البريد والبنوك فى أنحاء البلاد لاستلام المعاش، وهل يعقل أن يتركوا «الفلوس» إلى المظاهرات، والمثل يقول «عض قلبى ولا تعض رغيفى، فإن قلبى على الرغيف ضعيفِ!». ولكن أغلب الناس لم يذهبوا لا إلى المعاش ولا إلى أعمالهم فى الوزارات والمؤسسات الحكومية، بل إن طوابير السيارات أمام محطات الوقود اختفت تماما، لأول مرة منذ شهور، كأن الأزمة حُلت فجأة، ولم تفهم الحكومة أن الناس امتنعت عن النزول بسياراتهم إلى الشوارع، لأنهم مقبلون على معمعة كبرى! باختصار.. بعد أن مالت الشمس ناحية الغرب متجاوزة كبد السماء، كانت الملايين تفيض على الشوارع كأنهم هبطوا من السماء، فى مشهد لم تره مصر ولا العالم من قبل، وهم يهتفون: كدابين كدابين..ضحكوا علينا بالدين. ما حدث فى ذلك اليوم البعيد، من تصحيح المصريين لخطأ تاريخى وقعوا فيه تحت ضغوط الفوضى والمؤامرة التى صاحبت ثورة 25 يناير، هو الذى صنع من 30 يونيو درع مصر الذى يحميها الآن. Tags: 30 يونيو الإنقاذ الوطني التربض الخارجي الخيانة الداخلية صمود الشعب