
زراعة الأشجار لتبريد الكوكب.. «حل ضروري» لا يكفي لوقف تدهور المناخ
يبحث البشر اليوم عن طرائق فعّالة لحل تلك الأزمة المناخية والحد من الانبعاثات الدفيئة، وتأتي زراعة الأشجار كأحد أبرز الحلول المطروحة.
وتقوم الأشجار بعملية البناء الضوئي، وتمتص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، محولة إياه إلى غذاء وكربون عضوي تخزنه؛ ما يقلل من نسبة الغاز الدفيء الأشهر في الغلاف الجوي.
وبالفعل ظهرت العديد من المبادرات التي تدعو لزراعة الأشجار على نطاقات واسعة. لكن السؤال الأهم، هل زراعة الأشجار كافية لتبريد الكوكب والحد من تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري؟
هذا بالضبط ما عكف على دراسته مجموعة بحثية من جامعة كاليفورنيا (ريفرسايد) في الولايات المتحدة الأمريكية، ووجدوا أنّ إعادة زراعة الأشجار والغابات من شأنه أن يساعد في تبريد الكوكب نعم، لكن هذا ليس كافيًا للحد من الاحترار الناتج عن الأنشطة البشرية.
ونشر الباحثون
فقد
يعود تاريخ تفاقم الاحتباس الحراري إلى عصر الثورة الصناعية، ويرجع هذا إلى الأنشطة البشرية التي اعتمدت بصورة أساسية على مصادر الطاقة غير المتجددة، مثل الوقود الأحفوري، لكن بالتزامن مع ذلك، تعرضت الأشجار والغابات إلى قطع جائر من أجل خدمة الأنشطة البشرية أيضًا، ما تسبب في فقدان نحو 3 تريليونات شجرة حتى الآن منذ الثورة الصناعية، وهذا يعني أنّ الكوكب فقد ما يقرب من نصف أشجاره.
تفاعلات كيميائية
ركزت الدراسات السابقة في هذا الصدد على قدرة الأشجار على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، لكن هذه الدراسة ركزت بصورة أعمق على تأثير الأشجار على التفاعلات الكيميائية المؤثرة على التركيب الكيميائي للغلاف الجوي ما يعزز عملية التبريد؛ إذ تُطلق الأشجار بصورة طبيغية مركبات تُعرف باسم "المركبات العضوية المتطايرة الحيوية" (BVOCs)، وتتفاعل تلك المركبات مع غازات أخرى؛ فتكون جزيئات قادرة على عكس ضوء الشمس وفي نفس الوقت تساهم في تكوين السحب، ما يساعد في النهاية على تبريد الغلاف الجوي.
فوائد غير متساوية
وجدت الدراسة أنّ أشجار الغابات الاستوائية تعمل بكفاءة أعلى في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وتنتج كميات أكبر من المركبات العضوية المتطايرة، ما يعني أنها تنتج تأثيرات تبريد أقوى. أما في نصف الكرة الشمالي؛ فهناك انخفاض بنسبة 2.5% في غبار الغلاف الجوي. وهذا يعني أنّ جودة الهواء متدهورة.
وخلص الباحثون إلى أنّ استعادة الغابات إلى مستواها في عصر ما قبل الصناعة، من شأنه أن يُخفض متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار 0.34 درجة مئوية، وهذا يُعادل ربع الاحترار الذي شهده كوكب الأرض حتى الآن.
لكن هذا لا يعني أنّ عملية زراعة الأشجار لا جدوى منها، بل إنها خطة مهمة، لكنها ليست كافية، وهناك العديد من الإجراءات اللازمة لإعادة زراعة الأشجار في المناطق التي كانت فيها سابقًا.
aXA6IDM4LjIyNS40LjE2OCA=
جزيرة ام اند امز
SE

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 2 ساعات
- الاتحاد
توظيف التقنيات الحديثة في حماية الموائل الطبيعية
توظيف التقنيات الحديثة في حماية الموائل الطبيعية في انعكاس لحرصها على تعزيز الريادة في مجال العمل البيئي، وحماية التنوع البيولوجي والغطاء النباتي والموائل الطبيعية، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة إطلاق المبادرات، وبذل الجهود العلمية والعملية، وتسخير أحدث التقنيات المتطورة، والذكاء الاصطناعي لتحقيق كفاءة عالية في الأداء والنتائج. ومن بين أحدث هذه المبادرات مشروع هيئة البيئة - أبوظبي لحماية الغطاء النباتي في المحميات الطبيعية وتنوعه، من خلال نثر ملايين من بذور نباتات البيئة المحلية في هذه المحميات، باستخدام تقنيات مبتكرة في هذا المجال، وعلى يد فريق متخصص من الكفاءات والخبرات الوطنية الشابة، التي تعمل وفق دراسات علمية دقيقة تقوم بتقييم حالة الغطاء النباتي في المحميات، ودراسة طبيعة التربة ومواءمتها للأنواع النباتية المستهدفة. وقد بلغ عدد البذور التي تم نثرها من بداية المشروع نحو 6.5 مليون بذرة، باستخدام تقنيات الطائرات المسيرة المصممة خصيصاً لهذا الغرض، ويعكس هذا المشروع حرص الهيئة على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والابتكار البيئي، بما يدعم رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة في حماية الموائل الطبيعية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويمتاز استخدام الطائرات دون طيار بإمكانية تغطية مساحات واسعة في وقت قصير ودون التسبب بأي تأثيرات سلبية على البيئة البرية، كما يُقلل من الاعتماد على المركبات أو الوسائل اليدوية، خاصة في التضاريس الصعبة. وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي، إن الهيئة تمكنت بنجاح وفي وقت قياسي من تنفيذ أحد أكبر برامج نثر البذور في الإمارة، تماشياً مع استراتيجية أبوظبي لمواجهة آثار التغير المناخي، حيث تم نثر البذور على مساحة إجمالية بلغت 320 هكتاراً من الموائل الطبيعية التي يتم استهدافها لأول مرة. وقد تم اختيار أنواع نباتية محلية تتناسب مع طبيعة الموائل المختلفة من أبرزها نباتات السمر، والشوع، والحميض، والعلقا، والآري، والثمام في محمية متنزه جبل حفيت الوطني (البيئة الجبلية والأودية)، ونباتات الأرطى، والرمث، والحاذ، والعلقا، والثمام، والسبط في محمية قصر السراب الطبيعية (موائل الكثبان الرملية). وتواصل هيئة البيئة -أبوظبي مراقبة ومتابعة المناطق التي شملها نثر البذور، باستخدام مستشعرات ذكية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، لتقييم مدى استجابة الغطاء النباتي ونمو الشجيرات والنباتات المستهدفة. وقد دأبت الهيئة منذ انطلاقها عام 1996 على إطلاق المبادرات والبرامج الهادفة لحماية البيئة وتعزيز الحياة الفطرية والتنوع البيولوجي، حتى أصبحت أحد أهم المؤسسات البيئية المتخصصة، التي لا يقتصر تركيزها على إمارة أبوظبي فحسب، بل يمتد نشاطها البيئي إلى المستويين الإقليمي والدولي، وكانت الهيئة قد نفذت، مؤخراً، أحد المشروعات المماثلة المتطورة، التي توظف التقنيات الحديثة في زراعة نباتات البيئة المحلية وحماية التنوع البيولوجي، وهو مشروع زراعة أشجار القرم. ويشار في هذا السياق إلى أن هيئة البيئة - أبوظبي قد نجحت مؤخراً، في زراعة مليون بذرة من أشجار القرم، باستخدام طائرات مسيرة، كجزء من المرحلة الأولى لمشروع «استعادة زراعة أشجار القرم في أبوظبي»، الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة، وذلك عبر توظيف التقنيات الحديثة والطائرات المسيرة بأسلوب مبتكر وجديد في الزراعة، وجدير بالذكر أن مشروع زراعة أشجار القرم من المشاريع الرائدة ذات الأبعاد البيئية الاستراتيجية، التي تسهم في التقليل من مستويات ثاني أكسيد الكربون، وقد عملت الهيئة على تطوير منهجيتها في إنبات بذور القرم واختيار مواقع غرسها، وتطوير آلية زراعتها ومراقبة نمو الشتلات، ورسم خرائط ثلاثية الأبعاد لهذه الموائل الطبيعية. إن رؤية دولة الإمارات ارتكزت منذ نشأتها على نهج صديق للبيئة، استهدف تبني أفضل السبل التي تحافظ على الغطاء النباتي والبيئات البرية البحرية، انطلاقاً من رؤى ومبادئ علمية رصينة، ومما لا شك فيه أن مشاريع الحفاظ على الغطاء النباتي في المحميات الطبيعية وتوظيف التقنيات الحديثة في هذا المجال، تعكس حرص إمارة أبوظبي ودولة الإمارات على دعم النهج العلمي والابتكار، في سبيل الحفاظ على الموائل الطبيعية، لما تمثله من أهمية استراتيجية وحيوية. *صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.


العين الإخبارية
منذ 4 ساعات
- العين الإخبارية
ظاهرة فلكية فريدة تزيّن سماء الوطن العربي مساء اليوم الأحد
تشهد سماء الوطن العربي تشهد مساء اليوم الأحد 1 يونيو/ حزيران 2025، ظاهرة فلكية بارزة، تتمثل في اقتران القمر بكوكب المريخ بعد غروب الشمس مباشرة. يظهر الكوكب الأحمر بالقرب من القمر مباشرة بعد غروب الشمس، في مشهد يمكن متابعته بسهولة بالعين المجردة، شريطة صفاء الأجواء وخلو الأفق من العوائق الطبيعية أو الصناعية. توقيت الظاهرة وموقع الرصد وأوضحت الجمعية الفلكية بجدة، عبر منشور لها على صفحتها الرسمية في موقع "فيسبوك"، أن الظاهرة تبدأ عند الساعة 7:27 مساءً بالتوقيت المحلي، حيث يُنصح بمتابعة السماء في الاتجاه الغربي، إذ يكون القمر والمريخ مرتفعين بنحو 62 درجة فوق الأفق الغربي، ويشكّلان ثنائيًا لافتًا يمكن رؤيته بالعين المجردة. المسافة بين الجرمين وشروط الرؤية وسيفصل بين القمر والمريخ مسافة زاوية تبلغ نحو 2.46 درجة، ما يجعل من السهل رصدهما معًا في مجال الرؤية باستخدام المناظير أو التلسكوبات الصغيرة. وتشير التقديرات إلى أن القمر سيكون مضاءً بنسبة تقارب 32%، بينما يظهر المريخ بلونه الأحمر المميز على هيئة نجم لامع لا يومض، وهو ما يميّزه عن النجوم الحقيقية التي يظهر عليها الوميض. السبب العلمي للون المريخ والمسافة عن الأرض ويُعرف كوكب المريخ بلونه الأحمر الناتج عن غبار أكسيد الحديد المنتشر على سطحه، ويبلغ متوسط المسافة بينه وبين الأرض حوالي 225 مليون كيلومتر. وبسبب موقعه الظاهر بجانب القمر هذه الليلة، سيكون من السهل تحديد موقعه دون الحاجة إلى أدوات رصد معقدة. ظروف الرؤية هذه الليلة وبحسب الجمعية الفلكية، فإن مثل هذه الظواهر تتكرر دوريًا، لكنها لا تكون دائمًا واضحة للرؤية كما هو متاح الليلة، إذ تتوفر هذه المرة ظروف مناسبة من حيث التوقيت والموقع ودرجة الإضاءة، ما يمنح المهتمين برصد السماء فرصة لمتابعة المشهد النادر. توصيات لهواة التصوير ولمحبي التصوير الفلكي، تنصح الجمعية باستخدام عدسة مقاس 200 ملم أو أكثر لتوثيق المشهد، مع ضرورة تثبيت الكاميرا على حامل ثلاثي لضمان ثبات الصورة، ولا حاجة لاستخدام فلاتر ضوئية خاصة. دعوة لمتابعة الظاهرة واختتمت الجمعية الفلكية بيانها بالتأكيد على أن هذه الظواهر السماوية تُعد فرصة للتأمل العلمي والاستمتاع بجمال السماء، داعية المهتمين وهواة الفلك إلى عدم تفويت هذه اللحظة الفريدة، والاستعداد لرؤية هذا الاقتران الذي يزين صفحة السماء في لوحة بصرية تستحق المشاهدة. aXA6IDMxLjU4LjI3LjEyNCA= جزيرة ام اند امز GB


العين الإخبارية
منذ 2 أيام
- العين الإخبارية
زراعة الأشجار لتبريد الكوكب.. «حل ضروري» لا يكفي لوقف تدهور المناخ
يبحث البشر اليوم عن طرائق فعّالة لحل تلك الأزمة المناخية والحد من الانبعاثات الدفيئة، وتأتي زراعة الأشجار كأحد أبرز الحلول المطروحة. وتقوم الأشجار بعملية البناء الضوئي، وتمتص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، محولة إياه إلى غذاء وكربون عضوي تخزنه؛ ما يقلل من نسبة الغاز الدفيء الأشهر في الغلاف الجوي. وبالفعل ظهرت العديد من المبادرات التي تدعو لزراعة الأشجار على نطاقات واسعة. لكن السؤال الأهم، هل زراعة الأشجار كافية لتبريد الكوكب والحد من تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري؟ هذا بالضبط ما عكف على دراسته مجموعة بحثية من جامعة كاليفورنيا (ريفرسايد) في الولايات المتحدة الأمريكية، ووجدوا أنّ إعادة زراعة الأشجار والغابات من شأنه أن يساعد في تبريد الكوكب نعم، لكن هذا ليس كافيًا للحد من الاحترار الناتج عن الأنشطة البشرية. ونشر الباحثون فقد يعود تاريخ تفاقم الاحتباس الحراري إلى عصر الثورة الصناعية، ويرجع هذا إلى الأنشطة البشرية التي اعتمدت بصورة أساسية على مصادر الطاقة غير المتجددة، مثل الوقود الأحفوري، لكن بالتزامن مع ذلك، تعرضت الأشجار والغابات إلى قطع جائر من أجل خدمة الأنشطة البشرية أيضًا، ما تسبب في فقدان نحو 3 تريليونات شجرة حتى الآن منذ الثورة الصناعية، وهذا يعني أنّ الكوكب فقد ما يقرب من نصف أشجاره. تفاعلات كيميائية ركزت الدراسات السابقة في هذا الصدد على قدرة الأشجار على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، لكن هذه الدراسة ركزت بصورة أعمق على تأثير الأشجار على التفاعلات الكيميائية المؤثرة على التركيب الكيميائي للغلاف الجوي ما يعزز عملية التبريد؛ إذ تُطلق الأشجار بصورة طبيغية مركبات تُعرف باسم "المركبات العضوية المتطايرة الحيوية" (BVOCs)، وتتفاعل تلك المركبات مع غازات أخرى؛ فتكون جزيئات قادرة على عكس ضوء الشمس وفي نفس الوقت تساهم في تكوين السحب، ما يساعد في النهاية على تبريد الغلاف الجوي. فوائد غير متساوية وجدت الدراسة أنّ أشجار الغابات الاستوائية تعمل بكفاءة أعلى في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وتنتج كميات أكبر من المركبات العضوية المتطايرة، ما يعني أنها تنتج تأثيرات تبريد أقوى. أما في نصف الكرة الشمالي؛ فهناك انخفاض بنسبة 2.5% في غبار الغلاف الجوي. وهذا يعني أنّ جودة الهواء متدهورة. وخلص الباحثون إلى أنّ استعادة الغابات إلى مستواها في عصر ما قبل الصناعة، من شأنه أن يُخفض متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار 0.34 درجة مئوية، وهذا يُعادل ربع الاحترار الذي شهده كوكب الأرض حتى الآن. لكن هذا لا يعني أنّ عملية زراعة الأشجار لا جدوى منها، بل إنها خطة مهمة، لكنها ليست كافية، وهناك العديد من الإجراءات اللازمة لإعادة زراعة الأشجار في المناطق التي كانت فيها سابقًا. aXA6IDM4LjIyNS40LjE2OCA= جزيرة ام اند امز SE