logo
صنع الله إبراهيم.. الحكاء الذى جعل الورق يتنفس

صنع الله إبراهيم.. الحكاء الذى جعل الورق يتنفس

بوابة الأهراممنذ 3 أيام
عن عمر يناهز 88 عاما، رحل الروائى الكبير صنع الله إبراهيم، أمس، بعد إصابته بالتهاب رئوى حاد، وتم تشييع جثمانه، عصر أمس، من مسجد «آل رشدان» بمدينة نصر، وتم الدفن بمقابر وادى الراحة، تاركا خلفه إرثا أدبيا فريدا وصوتا مميزا فى فن السرد العربى. وُلد صنع الله فى القاهرة عام 1937، وزاد شغفه منذ طفولته بالقراءة والاطلاع، لينمو حلمه بأن يكون كاتبا يترك أثرا عميقا فى قارئه. عمل فى الصحافة سنوات، متنقلا بين القاهرة وعواصم مختلفة، فاكتسب حسًّا مدهشًا بالتفاصيل، وقدرة على التقاط ملامح الحياة اليومية وتحويلها إلى نصوص نابضة بالحياة.
منذ بدايته، كان واضحًا أنه يسير فى مسار مختلف، حيث اختار أسلوبًا مقتضبًا وحاد الإيقاع، يلتقط المشاهد الصغيرة بدقة ويعيد صياغتها فى بناء روائى متماسك. أعماله ـ مثل «شرف» التى تحتلُّ المرتبةَ الثالثة ضمن أفضل 100 رواية عربية، و«اللجنة»، و«ذات»، و«بيروت بيروت»، و«نجمة أغسطس» قدمت شخصيات قريبة من الواقع، وحكايات تحمل ملامح الناس وأماكنهم وتفاصيل حياتهم التى تظل فى الذاكرة طويلاً بعد إغلاق الكتاب، فهو الحكاء الذى جعل الورق يتنفس.
فى وداعه، أكد د.مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، تقديره الإرث الأدبى الزاخر الذى قدمه الراحل على مدى تجربته الروائية المُمتدة عقودا من النصوص الأدبية التى تُرجم بعضها إلى إنتاج فنى مرئى، الأمر الذى سيجعل منه أيقونة خالدة فى مسيرة الإبداع العربى وأحد رواد الأدب المصرى المعاصر.
وأشار مدبولى إلى أن الإنتاج الغزير الذى أثرى به المكتبة الأدبية العربية يُمثل مرآة صادقة للمجتمع بكل تناقضاته، حيث اتسم قلمه بالعمق فى منظور تناوله للقضايا المُجتمعية الشائكة، والقدرة الفائقة على السرد، وخلق شُخوصٍ من لحم ودم، مع ربط الوقائع بالسياق المحيط، ليكون بحق أحد مؤرخى العصر الحديث فى قوالب أدبية فريدة.
وحرص د.أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، على الوجود فى مستشفى معهد ناصر، لمتابعة إجراءات خروج جثمان الروائى الكبير، قائلا: فقدنا قامة أدبية استثنائية مثلت أحد أعمدة السرد العربى المعاصر، وأعماله امتازت بالعمق فى الرؤية، والالتزام الدائم بقضايا الوطن والإنسان، وهو ما جعله مثالا للمبدع الذى جمع بين الحس الإبداعى والوعى النقدى، وفقدانه خسارة كبيرة للساحة الأدبية، فقد قدم عبر مسيرته الطويلة أعمالا روائية وقصصية أصبحت علامات مضيئة فى المكتبة العربية، كما أثر فى أجيال من الكُتّاب والمبدعين.
الراحل كان لوالده أثرٌ كبير على شخصيته، فقد زوَّده بالكتب والقصص وحثَّه على الاطِّلاع، فبدأت شخصيتُه الأدبية تتكون منذ الصِّغَر، ودرس الحقوق، لكنه سرعان ما انصرف عنها إلى الصحافة والسياسة، ونال العديد من الجوائز العربية المهمة، مثل «جائزة ابن رشد للفكر الحر» عام 2004، و«جائزة كفافيس للأدب» 2017.
برحيله، يفقد الأدب العربى قامة كبيرة، لكن تبقى كتبه لتسافر بين الأجيال، وتروى الحكايات التى كتبها بصدق وحب للتفاصيل. رحل الجسد، لكن صوته الأدبى سيظل حيًا، يقرؤه من لم يعاصره وكأنه جالس بينهم، يحكى بهدوء وعمق عن الحياة كما رآها وعاشها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ثقافة : بدء عزاء الأديب الكبير صنع الله إبراهيم والمسلمانى أول الحضور
ثقافة : بدء عزاء الأديب الكبير صنع الله إبراهيم والمسلمانى أول الحضور

نافذة على العالم

timeمنذ 20 دقائق

  • نافذة على العالم

ثقافة : بدء عزاء الأديب الكبير صنع الله إبراهيم والمسلمانى أول الحضور

السبت 16 أغسطس 2025 08:30 مساءً نافذة على العالم - بدأت أسرة الأديب الكبير صنع الله إبراهيم، الذي رحل عن عالمنا قبل أيام، في تلقي واجب العزاء مساء اليوم، بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير، حيث توافد عدد كبير من الأدباء والمثقفين والكتاب والإعلاميين لتقديم التعازي واستذكار مسيرة الراحل الأدبية والفكرية. وكان أول الحضور الإعلامي أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، والأديب الكبير إبراهيم عبد المجيد، والناقد الكبير حسين حمودة، الدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، الكاتب محمد ناصف مستشار الهيئة العامة لقصور الثقافة، والكاتب الكبير محمود الورداني، والشاعر الكبير إبراهيم داود، والشاعر علاء عبد الهادي رئيس اتحاد كتاب مصر، والشاعر إبراهيم عبد الفتاح، والشاعر الكبير زين العابدين فؤاد، والدكتور محمد أبو الغار، الناشر إبراهيم المعلم، الكاتب الصحفي سيد محمود. ويُعد صنع الله إبراهيم واحدًا من أبرز الروائيين المصريين والعرب، عُرف بمواقفه الفكرية الجريئة وإبداعه المختلف، وترك بصمة واضحة في الرواية العربية الحديثة من خلال أعماله التي وثّقت التحولات السياسية والاجتماعية في مصر والعالم العربي، مثل رواية 'اللجنة' و"شرف' و"وردة' وغيرها من الأعمال التي ترجمت إلى لغات عدة.

وزير الثقافة والمسلماني والبلشي وخالد يوسف في عزاء صنع الله إبراهيم بمسجد عمر مكرم بمدينة نصر
وزير الثقافة والمسلماني والبلشي وخالد يوسف في عزاء صنع الله إبراهيم بمسجد عمر مكرم بمدينة نصر

24 القاهرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • 24 القاهرة

وزير الثقافة والمسلماني والبلشي وخالد يوسف في عزاء صنع الله إبراهيم بمسجد عمر مكرم بمدينة نصر

يقام الآن عزاء الآديب الكبير صنع الله إبراهيم ، بمسجد عمر مكرم بوسط البلد، والذي رحل عن عالمنا يوم 13 أغسطس الماضي، بعد مسيرة حافلة من الإبداع. وزير الثقافة والمسلماني والبلشي وخالد يوسف في عزاء صنع الله إبراهيم بمسجد عمر مكرم بمدينة نصر وكان من أبرز الحاضرين في عزاء الآديب الكبير، وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، والكاتب إبراهيم عبد المجيد، والمخرج خالد يوسف، والشاعر جمال بخيت، ونقيب الصحفيين خالد البلشي، وأحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام. أحمد المسلماني في عزاء صنع الله إبراهيم المخرج خالد يوسف في عزاء صنع الله إبراهيم خالد البلشي في عزاء صنع الله إبراهيم يذكر أن الآديب الكبير صنع الله إبراهيم، رحل عن عالمنا صباح يوم 13 أغسطس، بعد تدهور حالته الصحية بطريقة مفاجأة، وحرص عدد كبير من الأسرة وبعض الأصدقاء من داخل وخارج الوسط الفني ومنهم أحمد مراد. وأصدرت وزارة الثقافة المصرية بيان نعي للكاتب الكبير، وقالت خلاله: فقدنا قامة أدبية كبيرة تركت إرثا أدبيا وإنسانيا خالدا سيظل حاضرا في وجدان الثقافة المصرية والعربية الراحل مثل أحد أعمدة السرد العربي المعاصر، وامتازت أعماله بالعمق والالتزام بقضايا الوطن والإنسان، وهو ما جعله نموذجا للمبدع الحقيقي، الجامع بين الحس الإبداعي والوعي النقدي. قبل رحيله| صنع الله إبراهيم: اسمي أعطى فرصة لناس تستخف دمها.. والسجن فرصة ثمينة للكتابة بحضور أحمد مراد.. أسرة صنع الله إبراهيم تطلب إلقاء نظرة الوداع على النعش قبل تشييعه

ثقافة : في وداع صنع الله إبراهيم.. هيئة الكتاب تثمن مسيرته بعدد إبداع
ثقافة : في وداع صنع الله إبراهيم.. هيئة الكتاب تثمن مسيرته بعدد إبداع

نافذة على العالم

timeمنذ 6 ساعات

  • نافذة على العالم

ثقافة : في وداع صنع الله إبراهيم.. هيئة الكتاب تثمن مسيرته بعدد إبداع

السبت 16 أغسطس 2025 02:30 مساءً نافذة على العالم - نعى مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، في اجتماعه الأخير، الأديب الكبير صنع الله إبراهيم، الذي رحل عن عالمنا خلال الأيام الماضية، متوجها بخالص التعازي إلى أسرته ومحبيه، ومثمّنًا مسيرته الإبداعية الثرية، وما قدمه من عطاء أدبي بارز على الساحة الثقافية. وأكدت الهيئة أن عدد مجلة إبداع الصادر في يونيو الماضي، والمهداة صفحاته للأديب الراحل، متوفر في منافذ بيع الهيئة بالقاهرة وجميع المحافظات، في إطار حرصها على إتاحة منجزه الأدبي وتخليد أثره في الذاكرة الثقافية المصرية والعربية. مجلة ابداع ويعد الأديب الراحل صنع الله إبراهيم أحد أبرز رواد الأدب فى مصر، كما أنه علامة من علامات الأدب المصرى، وله مجموعة متنوعة من الأعمال المميزة، ودخلت بعضها فى قائمة أفضل مائة رواية عربية. ولد صنع الله إبراهيم فى القاهرة عام 1937م، وكان لوالده أثرٌ كبير على شخصيته، فقد زوَّده بالكتب والقصص وحثَّه على الاطِّلاع، فبدأت شخصيتُه الأدبية فى التكوين منذ الصِّغَر. درس صنع الله إبراهيم الحقوق، لكنه سرعان ما انصرف عنها إلى الصحافة والسياسة وانتمى للمُنظَّمة الشيوعية المصرية "حدتو"، فاعتُقِل عام 1959م وظل في السجن خمسَ سنوات حتى عام 1964م. بعد خروجه من السجن اشتغل في الصحافة لدى وكالة الأنباء المصرية عام 1967م، ثم عمل لدى وكالة الأنباء الألمانية في برلين الشرقية عام 1968م، حتى عام 1971م، وبعدها اتَّجه إلى موسكو لدراسة التصوير السينمائي، والعمل على صناعة الأفلام ثم عاد إلى القاهرة عام 1974م في عهد الرئيس السادات، وتَفرَّغ للكتابة الحُرة كليًّا عام 1975م.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store